المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشؤون الدولية > العقيدة النووية الروسية: بين تعديلات جديدة ومخاوف اللجوء إلى الخيار النووي
العقيدة النووية الروسية: بين تعديلات جديدة ومخاوف اللجوء إلى الخيار النووي
- نوفمبر 21, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات وحدة الشؤون الدولية
لا توجد تعليقات
إعداد: أكرم السيد
باحث مساعد في وحدة الشؤون الدولية
شَهِدَتْ العقيدة النووية الرُّوسية تغييرات ملحوظة في الآونة الأخيرة؛ حيث وسَّعت موسكو من الحالات التي يمكن أن تلجأ فيها إلى استخدام ترسانتها النووية، هذا التعديل يُمثِّلُ تصعيدًا كبيرًا في سياق الحرب الدائرة مع أوكرانيا، ويعكس تغيُّرًا في الموقف الرُّوسي تجاه التهديدات المتزايدة، ومع امتلاك روسيا أكبر ترسانة نووية عالميًّا[1]، فإن أيَّ تغييرٍ في أُطُر استخدام هذه القدرات يثير قلقًا دوليًّا واسعًا، كان من أبرز مؤشراته، إغلاق الولايات المتحدة بجانب دول أخرى لسفاراتهم في كييف؛ تجنُّبًا لأيِّ عملياتٍ هجوميةٍ محتملةٍ[2]، يأتي ذلك في ظِلِّ التصعيد المستمر بيْن موسكو وكييف والدعم الغربي للأخيرة، في هذا السياق، تبرز أسئلةٌ جوهريةٌ حول أبرز الفوارق التي جاءت في التعديل الجديد للعقيدة النووية عن التعديل السابق ، فضلًا عن دوافع القرار الرُّوسي الأخير وتأثُّره بالتحوُّلات السياسية في الغرب، وإلى أيِّ مدىً من الممكن أن تَشْرَعَ موسكو في تنفيذ ما جاء في تعديلها لعقديتها النووية.
العقيدة النووية الرُّوسية.. المفهوم والتعديلات
تُعتبر العقيدة النووية هي مجموعة السياسات والأُسُس التي تحدد كيفية استخدام الدولة للأسلحة النووية في سياق دفاعها الوطني، سواء كان ذلك في مواجهة تهديدات محتملة أو كأداة للرَّدْع، وتشمل هذه العقيدة تحديد “متى، وكيف” يمكن استخدام الأسلحة النووية، والمواقف التي تبرر ذلك، كما تضع الأُسُس اللازمة التي تنظم الجوانب العسكرية والسياسية لهذا الاستخدام، وبطبيعة الحال فإن العقائد النووية تختلف بين الدول وبعضها؛ حيث ينشأ هذا الاختلاف نتيجةً لاختلافاتٍ كامنةٍ في الظروف والتهديدات التي تواجه كُلَّ دولة؛ ما ينعكس في وجود تحفُّظٍ في بعض العقائد وتوسُّعٍ وتساهُلٍ في البعض الآخر، وبالعودة إلى الحالة الرُّوسية، نجد أن ثمَّةَ فروقًا بين العقيدتيْن السابقة والحالية بعد التعديل:-
العقيدة النووية السابقة
وضعت العقيدة النووية السابقة شرطيْن رئيسييْن، سوف يكون لروسيا الحقُّ بموجبهما استخدام القدرات النووية التي تمتلكها[3]، يمكن إبرازهما في السياق التالي:-
-
الشرط الأول: ويتمثَّلُ في الحق باستخدام هذه الأسلحة في حالة تعرُّض البلاد أو حلفائها لهجومٍ باستخدام صواريخ باليستية، حالمةً لأسلحة دمارٍ شاملٍ أو أسلحةٍ نوويةٍ؛ حيث سيتهيَّأُ لروسيا المبررات الكافية للدفاع عن نفسها، باستخدام الوسائل نفسها التي اُسْتُخْدِمتْ ضِدَّها؛ بحيث لا يكون لغيرها من الدول الحقُّ في انتقاد تصرُّفِها.
-
الشرط الثاني: ويتمثَّلُ في حالة تعرُّض البلاد لتهديدٍ وجوديٍّ في شكْل ضرباتٍ كبيرةٍ، باستخدام أسلحةٍ تقليديةٍ، لكنها تُعطِّلُ قدرة استجابة الدولة لاستخدام أسلحتها النووية؛ ما يُهدِّدُ وجود الدولة ذاتها .