المقالات
سوريا تواجه خطر “حرب الأقليات”: قراءة في الاستغلال الإسرائيلي لورقة الدروز بخدمة أهدافها التوسعية
- مايو 17, 2025
- Posted by: ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط

إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
شهدت سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، تصعيدًا أمنيًا خطيرًا للغاية، تمثل في اندلاع اشتباكات طائفية في مناطق الجنوب السوري ذات الأغلبية الدرزية، مثل جرمانا وأشرفية صحنايا والسويداء، مما خلف فوضى أمنية استغلتها إسرائيل لتكثيف أعمالها العدائية ضد الدولة السورية؛ حيث صعدت تل أبيب من هجماتها العسكرية على مناطق مختلفة في حماة وريف دمشق ودرعا، وذلك تحت شعار “حماية الطائفة الدرزية”، وتثير هذه التطورات تساؤلات عدة حول الحسابات الإسرائيلية الكامنة وراء دعمها لدروز سوريا، وكيفية استغلالها للعامل الطائفي في خدمة أهدافها التوسعية، المتمثلة في السيطرة على جنوب سوريا، كما يثير مخاوف كبيرة من أن تؤدي مجريات الأمور إلى انفصال الجنوب عن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع:
أولًا؛ اشتباكات طائفية محتدمة في مناطق الجنوب السوري:
شهدت سوريا خلال الآونة الأخيرة تطورًا أمنيًا شديد الخطورة، يتمثل في اندلاع اشتباكات وأعمال عنف ذات نزعة طائفية، وذلك في مناطق متفرقة بجنوب البلاد؛ حيث تتمركز الطائفة الدرزية، وقد أسفر ذلك عن مقتل وإصابة العشرات، ويمكن إيضاح حيثيات تلك الاشتباكات على النحو التالي[1]:
-
كانت البداية مع أحداث بلدة جرمانا؛ ذات الأغلبية الدرزية والواقعة بجنوب شرق دمشق، حيث اندلعت اشتباكات يوم 29 أبريل 2025، بين جماعات درزية ومسلحين من بلدة المليحة ذات الأغلبية السُنية، وذلك على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي يسب فيه النبي “محمد”.
-
امتدت أعمال العنف من جرمانا إلى أشرفية صحنايا، حيث هاجم مجموعة من الخارجين عن القانون، يوم 30 أبريل الماضي، حاجزًا تابعًا لإدارة الأمن العام السوري في منطقة الأشرفية، باستخدام أسلحة رشاشات خفيفة وقذائف “آر بي جي”، كما اعتلى المهاجمون الأبنية واستهدفوا العناصر الأمنية.
-
وعلى النحو ذاته؛ وقعت اشتباكات بريف السويداء في الأول من مايو الجاري، بين مسلحين دروز وعناصر تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية.
-
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان؛ فإن هذه الاشتباكات أدت في مجملها إلى مقتل 109 شخصًا، أغلبهم من الدروز، فضلًا عن عناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة، إضافة إلى 11 مدنيًا.[2]
-
في السياق ذاته؛ يرفض بعض الدروز الذين يسكنون بالقرب من العاصمة السورية دمشق، طلب الحكومة السورية بتسليم أسلحتهم الخفيفة، مؤكدين أن الإدارة السورية الجديدة لم تعالج حتى الآن مخاوف الطائفة الدرزية من تكرار الهجمات سالفة الذكر مرة أخرى، وهو ما صرح به عضو لجنة جرمانا، التي تتفاوض مع الحكومة السورية، مكرم عبيد، قائلًا “بمجرد أن تكون هناك دولة قادرة على تنظيم قواتها، فلن يكون لدى الدروز مشكلة في تسليم أسلحتهم”.[3]
-
وكذلك طالب أحد قادة طائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري، بـ”تدخل قوات دولية لحفظ السلم في سوريا، ومنع تكرار عمليات القتل الجماعي الممنهجة ضد الدروز”، واصفًا ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا بـ”هجمات إبادة غير مبررة”، مضيفًا “لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة؛ لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها، وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة”.[4]
-
ومن جانبه؛ أعلن “المجلس العسكري في السويداء” تبنيه بيان الهجري، متهمًا القوات الحكومية بارتكاب “جرائم حرب ممنهجة ضد المدنيين الدروز في مدينة صحنايا من خلال القتل العشوائي لأبرياء عزل تحت ذرائع طائفية، وشن الاعتقالات التعسفية وإهانة مشايخ الطائفة الدرزية ورموزها ومقدساتها”، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بـ”فرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة، تحت إشراف قوات دولية محايدة”.
وجدير بالذكر أن؛ الدروز هم أقلية دينية، تتحدث اللغة العربية، وينحدر أصلها من الإسلام الشيعي الإسماعيلي، لكنها تطورت لاحقًا لتشمل معتقدات من ديانات أخرى، منها اليهودية والمسيحية، ويُقدر عدد الدروز بمليون شخص، موزعون في كل من سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل والجولان السوري المحتل.[5]
بالنسبة لدروز إسرائيل؛ يقيم نحو 150 ألف درزي، الغالبية منهم يعتبرون أنفسهم إسرائيليين، ومندمجين بالفعل في المجتمع الإسرائيلي وجيشه، ويتوزعون على 18 قرية، منها دالية الكرمل شرق حيفا، عسفيا الواقعة على جبل الكرمل، شفاعمرو شمال شرق حيفا، قرية المغار المطلة على بحرية طبريا، قرية الرامة، أبو سنان، عين الأسد، وبيت جن وغيرها. بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، ويتسمك غالبيتهم بالهوية السورية، رافضين الجنسية الإسرائيلية.
أما سوريا؛ يشكل الدروز حوالي 3% من سكان الدولة، أي ما يقرب من 700 ألف نسمة، يتوزعون في مناطق مختلفة من بينها السويداء، والجولان، وبالقرب من دمشق، وفي إدلب.[6]
ثانيًا؛ تدخل إسرائيلي سافر تحت شعار “حماية الطائفة الدرزية:
لم تكن إسرائيل لتفوت هذه الفرصة الذهبية، فقامت باستغلال تلك الاشتباكات سريعًا، ووسعت تحركاتها وتدخلاتها في أراضي الجنوب السوري، ذاعمة أن هذه التحركات جاءت مدفوعة برغبة حثيثة تتمثل في “حماية الدروز”، وراحت تل أبيب تلعب بهذه الورقة الطائفية على كافة الأصعدة والمستويات؛ حيث:
-
على الصعيد الأمني والعسكري؛ صعدت إسرائيل هجماتها وضرباتها العسكرية على الدولة السورية في أعقاب اشتباكات جرمانا وأشرفية صحنايا؛ حيث:
-
قامت طائرات مسيرة إسرائيلية، يوم 30 أبريل الماضي، بالتحليق فوق العاصمة دمشق، ومن ثم نفذت ضربات على مجموعات وآليات تابعة للسلطة السورية، وقد بررت تل أبيب هذا الاعتداء بأنه “نُفذ ضد متطرفين كانوا يستعدون لمهاجمة الدروز في بلدة صحنايا”.
-
عُقد اجتماعًا أمنيًا إسرائيليًا يوم 2 مايو 2025 ترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث تم إجراء مشاورات أمنية انتهت إلى قرار ينص على “اعتبار جنوب سوريا جزءًا من الحزام الأمني الإسرائيلي”، فيما كلف نتنياهو، الجيش الإسرائيلي بتحديد أهداف عسكرية وإدارية جديدة في سوريا لاستهدافها تحت شعار “منع التعرض للطائفة الدرزية”.[7]
-
في اليوم ذاته؛ قامت إسرائيل بشن غارة جوية على محيط القصر الرئاسي في دمشق، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن هذه الغارة هي رسالة واضحة للنظام السوري؛ مفادها أن “لن تسمح تل أبيب للقوات السورية بالانتشار جنوب دمشق، أو بتشكيل أي تهديد للدروز، وأي تحرك نحو الجنوب سيُقابل برد صادم”.[8]
-
وأضاف كاتس عبر بيان على منصة “إكس” أن “من واجب الجولاني حماية الدروز في ضواحي دمشق وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم”، مشيرًا إلى أن “من واجب تل أبيب أيضًا حماية الدروز في سوريا من الأذى، من أجل الدروز في إسرائيل”.
-
في السياق ذاته؛ أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان يوم 3 مايو الجاري، أن قواته قامت بالانتشار في جنوب الأراضي السورية، مؤكدًا أنه على استعداد لمنع دخول “قوات معادية” إلى المناطق الدرزية.
-
أعقب هذا البيان، شن الطيران الإسرائيلي لنحو عشرين غارة جوية استهدفت مستودعات ومراكز عسكرية في محيط العاصمة السورية دمشق ودرعا وحماة، مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 4 آخرين، ويُعد هذا الهجوم هو الأعنف منذ بداية العام 2025.
-
على الصعيد السياسي؛ حرص المسؤولون الإسرائيليون خلال الآونة الأخيرة على إطلاق تصريحات داعمة لدروز سوريا، وتعهدات بحمايتهم ضد أي اعتداء، وذلك بغرض تقوية وتوسيع الهوة بين الإدارة السورية الجديدة والطائفة الدرزية، حيث[9]:
-
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالتدخل عسكريًا في سوريا ضد قوات دمشق، إذا أقدم النظام على المساس بالدروز.
-
صرح رئيس المعارضة يائير لبيد، بأن “إسرائيل لا تستطيع أن تهمل الدروز في سوريا وتتركهم لمصيرهم، وعلى النظام السوري أن يعلم أن الدروز حلفاء لتل أبيب، والتي لن تقف جانبًا وهو يُهاجمون”.
-
أكد رئيس المعسكر الوطني بيني جانتس، أن مساعدة الدروز مصلحة أمنية لإسرائيل، مصرحًا بأن “لدى تل أبيب مصلحة أمنية من الطراز الأول في حماية المناطق الخاضعة لسيطرة الدروز في سوريا، ولن تسمح للمجموعات المتطرفة بتقوية سيطرتها وتأثيرها في الدولة”.
-
دعا الزعيم الدرزي في إسرائيل موفق طريف، إسرائيل والمجتمع الدولي إلى التحرك فورًا، ومساعدة دروز سوريا، مشددًا على أنه “يجب ألا تقف دولة إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث الآن في سوريا”.
-
على الصعيد الإنساني؛ حاولت إسرائيل إثارة العامل الطائفي في جنوب الدولة السورية من المنظور الإنساني أيضًا، حيث أعلنت قيامها بالتالي:
-
إجلاء خمسة مواطنيين سوريين ينتمون إلى الطائفة الدرزية، يوم 3 مايو، لتلقي العلاج الطبي في شمال إسرائيل، إذ تم نقلهم إلى المركز الطبي “زيف” في صفد، بعد إصابتهم داخل سوريا، ليصل إجمالي ما استقبلته المستشفيات الإسرائيلية إلى 15 درزي.[10]
-
إقرار الجيش الإسرائيلي تشكيل هيئة مشتركة مع منسق أعمال الحكومة بالضفة الغربية للتواصل مع الدروز في جنوب سوريا، والبدء بترميم البنى التحتية في المدن الدرزية القريبة من الحدود.[11]
-
تخصيص أكثر من مليار دولار لمساعدة الدروز في شمال إسرائيل، وهي خطوة رأها البعض على أنها محاولة لإقناع الأقلية الدرزية بالمساعدة في إقناع الدروز السوريين برفض الحكومة الجديدة.[12]
-
فتح مستوصف متنقل في جنوب سوريا لتأمين العلاج لأبناء الطائفة الدرزية، ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي يوم 8 مايو الجاري؛ يقع المستوصف بالقرب من بلدة حضر الدرزية في جنوب سوريا، ويأتي ضمن الجهود المبذولة لدعم أبناء الطائفة الدرزية وضمان أمنهم.[13]
ثالثًا؛ الدوافع الإسرائيلية الكامنة خلف ذريعة “حماية الدروز”:
لا شك أن وراء التحرك الإسرائيلي المكثف تجاه الطائفة الدرزية في سوريا، تقف الكثير من الدوافع التي ترتبط بمختلف الاصعدة؛ سواء الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية، والتي تتعدى الغطاء الإنساني الذي تروج له تل أبيب، وفيما يلي أبرز هذه الدوافع:
-
إرضاء الطائفة الدرزية في الداخل الإسرائيلي؛ لطالما كان الدروز ورقة جيوسياسية لا تغيب عن طاولة القرار في تل أبيب، وخاصةً دروز الجولان المحتل، وذلك نظرًا للعلاقة المعقدة والمتشابكة التي تجمع بين الطائفة الدرزية في الجنوب السوري المتاخم للحدود الإسرائيلية، ودروز الداخل الإسرائيلي، ولذلك تهدف تل أبيب من تعهدها بحماية دروز سوريا إلى كسب تأييد وود الدروز في أراضي فلسطين المحتلة، وهذا يتضح من الترحيب الكبير الذي أبداه الزعيم الدرزي في إسرائيل موفق طريف، بتحركات تل أبيب نحو سوريا، والتي جاءت تحت شعار “حماية الدروز”، مطالبًا بحماية دولية لدروز دمشق.[14]
-
شرعنة التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري؛ تحاول تل أبيب تصوير انتهاكها السافر للسيادة السورية، على أنه تدخل شرعي ومبرر، يأتي تحت شعار “مبدأ الحماية الإنسانية”، وهذه الذريعة تبقي الباب مفتوحًا أمام إسرائيل للتدخل في سوريا في أي وقت هي تريده، ووفقًا لحسابات المصلحة الإسرائيلية، أي أنها تتخذ العامل الإنساني كغطاء لتحركاتها السياسية والعسكرية.[15]
كما أن تقديم إسرائيل لنفسها على أنها الراعي الأمني والعسكري للدروز، بدلًا عن السلطات السورية، يوفر لتل أبيب الفرصة لتعزيز الروابط مع الأقلية الدرزية في سوريا، وبالتالي فتح قنوات اتصال مع بعض مكونات المجتمع المحلي السوري، وهذا يتيح لها التأثير في التوازنات الداخلية للدولة السورية، أي بمعنى أوضح؛ يخلق لإسرائيل عمقًا استراتيجيًا في دمشق، يخدم أغراضها الأمنية والسياسية والعسكرية، ويُستدل على ذلك من التصريحات الصادرة عن مسؤولي تل أبيب؛ حيث:
-
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في 11 نوفمبر 2024، أن “إسرائيل موجودة في منطقة هي أقلية فيها، ولذلك تحالفاتها الطبيعية هي الأقليات الأخرى مثل الدروز في سوريا ولبنان، والأكراد في كل من سوريا والعراق وإيران وتركيا”.
-
أكد زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي المعارض بيني جانتس، يوم 2 مايو الجاري، أن “لدى إسرائيل التزام أخلاقي ومصلحة أمنية في الحفاظ على المناطق التي يسيطر عليها الدروز في سوريا، وعدم السماح للجماعات المتطرفة بتعزيز سيطرتها ونفوذها في البلاد”.
-
السيطرة على الجنوب السوري وحماية الحدود الشمالية الإسرائيلية؛ تحاول إسرائيل استغلال ورقة الطائفة الدرزية، التي تتمركز في مناطق جنوب سوريا وخاصةً محافظة السويداء، من أجل تنفيذ مشروعها التوسعي في سوريا والذي يقوم على تقسيم الدولة إلى مناطق نفوذ مستقلة، بحيث تسيطر تل أبيب على جنوب دمشق لتحوله إلى منطقة عازلة أو منطقة حكم ذاتي درزي، وهذا يخدم مسعى إسرائيل لتأمين حدودها الشمالية.[16]
وبالتالي؛ تسعى إسرائيل إلى تشكيل بيئة أمنية وسياسية جديدة في جنوب سوريا، تسمح لها بتوسيع نفوذها في دمشق، وبشكل يخدم المصالح الإسرائيلية، مستفيدة في ذلك من التحولات التي طرأت على موازين القوى بعد سقوط نظام بشار الأسد، ومن ثم؛ المزاعم المتعلقة بحماية الدروز ليست سوى واجهة لإضفاء الشرعية على مشروع إقليمي أعمق، يهدف إلى تقسيم سوريا وتفكيك وحدتها.
ويُستدل على ذلك من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير الماضي، بأن “جنوب سوريا يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل، فإسرائيل لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها”، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن بلاده لن تقبل بأن يتحول الجنوب السوري إلى جنوب لبنان.[17]
-
الضغط على الإدارة السورية للإنضمام إلى اتفاقات إبراهام؛ توظف إسرائيل الملف الدرزي كورقة ضغط على النظام السوري الجديد، بغرض ضمه إلى اتفاقات إبراهام وتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، في ظل دعم أمريكي واضح للحكومة الإسرائيلية ومواقفها، وهذا بالفعل كان حاضرًا في الاجتماع الثلاثي الذي جمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سالمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع في المملكة، وذلك على هامش القمة الخليجية الأمريكية التي استضافتها الرياض يوم 14 مايو الجاري، إذ دعا ترامب خلال اللقاء، الرئيس السوري إلى الانضمام لاتفاقات التطبيع مع تل أبيب.
من جانبها؛ عملت إسرائيل على إرسال هذه الرسالة إلى الرئيس أحمد الشرع ولكن بطريقتها الأمنية والعسكرية، ولذلك قامت يوم 2 مايو 2025، باستهداف محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، والذي لا يُعد مجرد ضربة عسكرية فقط؛ وإنما رسالة سياسية واضحة، مفادها أن تل أبيب قادرة على الوصول إلى دمشق بسهولة، وأن رأس السلطة السورية؛ ممثلًا في شخص أحمد الشرع، ليس في مأمن من الضربات الإسرائيلية في حال لم يراعي هذا النظام السُني الجديد، المصالح الأمنية والسياسية لتل أبيب.
-
تحقيق بعض المكاسب الاقتصادية؛ تُعتبر السيطرة على الموارد المائية، أحد أهم دوافع إسرائيل في التواجد بمناطق الجنوب السوري؛ حيث تأمين منابع بحيرة طبريا الموجودة في القنيطرة، فهذه المحافظة تؤمن ما نسبته 70% من المياه التي تغذي نهر بردى وتصب في البحيرة.
يُضاف إلى ذلك؛ الاستفادة من موارد الطاقة التي تتمتع بها تلك المنطقة، ويُستدل على ذلك من قرار إسرائيل بإعادة تفعيل مسار التنقيب عن النفط في منطقة الجولان، الذي كان متوقفًا منذ سبعينيات القرن الماضي.
-
الأهمية الميدانية والعسكرية لمنطقة جرمانا السورية؛ تُعتبر جرمانا نقطة مفصلية أساسية لربط جنوب دمشق باتجاه درعا وجنوب غرب دمشق باتجاه القنيطرة، وشرق دمشق حتى التنف، وشمال شرق دمشق باتجاه البادية وامتدادًا إلى تدمر.[18]
وهذا الموقع الجغرافي يجعل جرمانا نقطة مؤثرة ميدانيًا بقوة في أي انتشار عسكري، بين جنوب سوريا وبين العاصمة دمشق، وبين الشرق باتجاه التنف والحدود مع العراق وامتدادًا إلى مناطق سيطرة الكرد شرق الفرات، وبالتالي؛ السيطرة على هذه المنطقة تعطي إسرائيل عدة ميزات ميدانية وعسكرية؛ منها: التعويض عن الحاجة للسيطرة على دمشق، السيطرة على نحو 65 كيلومترًا في العمق السوري، وضع جنوب سوريا وبالتالي الضفة الغربية، تحت العين والقبضة الإسرائيليتين، فضلًا عن أن التواجد في هذه المنطقة إلى جانب السيطرة على ققم جبل الشيخ، يمكن تل أبيب من الإشراف على كامل الجنوب السوري والجنوب اللبناني والبقاع والضفة الغربية والأردن ومنطقة الحدود العراقية السورية.
-
مواجهة النفوذ التركي المتزايد في الأراضي السورية؛ كانت تركيا أحد أكبر الفائزين من سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إذ تمدد نفوذها في سوريا بشكل كبير، وهو الأمر الذي تنظر إليه إسرائيل بعين الريبة والشك، حيث تخشى تل أبيب من أن تقوم انقرة بالانتشار عسكريًا في جنوب الدولة السورية، وبالتالي تصبح على مقربة وتماس واضح مع الحدود الإسرائيلية.
وفي الآونة الأخيرة؛ تنامى القلق في الأوساط الإسرائيلية بشأن تزايد التواجد العسكري التركي في سوريا، لا سيما بعد الحديث عن اتفاقية دفاع محتملة بين تركيا وسوريا، واعتزام أنقرة إقامة قواعد عسكرية في مواقع استراتيجية مثل تدمر، وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها، نظرًا لقرب هذه المواقع من أراضي تل أبيب، ولذلك قامت الأخيرة بالتحرك سريعًا وشنت غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية من بينها مطار الـ”T4″ في تدمر، ومطار حماة العسكري، وذلك بعد أن ترددت أنباء عن أن تركيا كانت تخطط لتحويل هذين الموقعين إلى قواعد عسكرية، وأنه تم إرسال مستشارين عسكريين تركيين إليهما.
رابعًا؛ تحديات تعرقل تنفيذ الأهداف الإسرائيلية في جنوب سوريا:
رغم التحركات الإسرائيلية المكثفة في جنوب سوريا، والتي لا تزال مستمرة في الوقت الراهن، إلا أنها أهدافها في السيطرة على جنوب الدولة السورية حيث تتمركز الطائفة الدرزية، وإقامة منطقة عازلة تحمي حدودها الشمالية، تواجه مجموعة من العوامل والتحديات التي قد تعرقل مخططها في تلك المنطقة، ومنها:
-
الرفض التركي لأي مساعي إسرائيلية لتقسيم سوريا؛ تدعم تركيا الإدارة السورية الجديدة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتكررة، مشددة على رفض أي مخططات لتقسيم الدولة السورية، حيث[19]:
-
أكدت تركيا مرارًا وتكرارًا، على أن أساس سياستها تجاه سوريا هو “ضمان المصالحة الوطنية من خلال الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي البلاد، وضمان إعادة إعمار سوريا من خلال رفع العقوبات”.
-
شدد بيان صادر عن الخارجية التركية، على أن “أنقرة لا تقبل أي مبادرة تستهدف وحدة الأراضي السورية، أو تمس سيادتها، أو تسمح لأشخاص خارج السلطة المركزية بحمل السلاح في سوريا، أو تضمن استمرار التنظيمات الإرهابية”.
-
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن “مسألة النظام الفيدرالي ليست سوى حلم بعيد المنال، ولا مكان لها في واقع سوريا”، متهمًا إسرائيل بـ”السعي إلى تأجيج الخلافات العرقية والدينية في سوريا، وتحريض الأقليات في البلاد على معارضة الحكومة”، مشددًا على أن “تركيا لن تسمح بجر سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار”.
-
دعوة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إلى عدم الإنسياق وراء المزاعم الإسرائيلية؛ في إطار احتواء التوتر الدرزي الذي شهدته سوريا، قام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، يوم 3 مايو الجاري، بزيارة إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وخلال اللقاء أكد جنبلاط على التالي[20]:
-
رفض الاستهداف الإسرائيلي الفاضح لسيادة الدولة السورية، والذي لا يساعد في استكمال الحل السياسي الذي يعمل عليه الرئيس السوري أحمد الشرع.
-
ينبغي على الدول العربية والمجتمع الدولي، توفير كل الدعم لسوريا والوقوف إلى جانبها، لتتمكن من بناء دولتها الجديدة ومستقبلها وحماية أمن الوطن والمواطنين، والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف تدخله السافر وخرقه المتمادي جواً وبرًا واحتلاله أجزاء من الأرض السورية.
-
الإدانة العربية والدولية للتحركات الإسرائيلية في سوريا؛ لاقت تهديدات إسرائيل بدخول جنوب سوريا عسكريًا للدفاع عن الدروز، رفضَا وإدانة شديدة اللهجة، سواء على المستوى العربي أو الدولي؛ حيث:
-
دعت كلًا من السعودية وقطر ومصر والجامعة العربية، إلى ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي في سوريا والمنطقة، مؤكدين أن استمرار السياسات الإسرائيلية المتطرفة، يفاقم مخاطر العنف والتطرف، وعدم الاستقرار الإقليمي.[21]
-
أدان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، انتهاكات إسرائيل المتواصلة والمتصاعدة ضد سيادة سوريا، بما في ذلك الغارات الجوية المتعددة على دمشق ومدن أخرى، داعيًا إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات، وإلى أن تمتنع إسرائيل عن تعريض المدنيين السوريين للخطر.[22]
-
رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، انتهاكات إسرائيل لسيادة سوريا، مؤكدًا أنه من الضروري أن تتوقف هذه الهجمات وأن تحترم إسرائيل سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها واستقلالها.
-
نددت فرنسا بالعنف الطائفي في حق دروز سوريا، داعية كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل، إلى وقف المواجهات، مطالبة تل أبيب بعدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في الدولة السورية.
-
رفض وجهاء الطائفة الدرزية في سوريا لأي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري؛ عقد وجهاء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، والتي تُعد معقل الدروز في سوريا، اجتماعًا في أعقاب أحداث جرمانا وأشرفية صحنايا، أكدوا فيه على الأتي[23]:
-
الرفض التام لأي محاولة لتقسيم سوريا، والتمسك بوحدة البلاد، ورفض التدخل الخارجي مهما كانت ذرائعه.
-
التمسك بالمواقف الوطنية الثابتة للطائفة الدرزية، وبمبادئها الوطنية العروبية، وهويتها السورية، وقيمها الإسلامية، فالدروز جزء لا يتجزأ من الوطن السورى الموحد، ويرفضون التقسيم أو الانفصال.
-
الحرص على إقامة وطن يضم السوريين جميعًا، وخالي من الفتن والنعرات الطائفية، والمطالبة بفرض الأمن من قبل الحكومة السورية.
في السياق ذاته؛ رفضت الطائفة الدرزية، المساعدات الإسرائيلية، معتبرة أن تدخل إسرائيل يسعى لتأجيج الفتنة بين مكونات المجتمع السوري.
ومن جانبه؛ أكد محافظ السويداء مصطفى البكور، يوم 3 مايو 2025، أن الدولة السورية تبذل مساعي دؤوبة لحل المشاكل في المحافظة السويداء، مشيرًا إلى أن الطائفة الدرزية هي جزء من النسيج المجتمعي السوري الأصيل، وإلى أن محافظة السويداء ترفض الانفصال عن الدولة، مشددًا على أن الدروز يرفضون رفضًا قاطعًا التعديات الخارجية، لأن ذلك يمس بسيادة سوريا المحمية بموجب القانون الدولي.[24]
-
تباين مواقف دروز إسرائيل حول التدخل في سوريا؛ على الرغم من تأييد بعض دروز إسرائيل لسياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه سوريا والتدخل تحت شعار “حماية الأقليات”، هناك من يرفضون أي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري، ويعتبرون أن ما تقوم به إسرائيل لا يمت بصلة لحماية الدروز، بل لتنفيذ مطامعها للاستيلاء على مناطق واسعة في سوريا.[25]
وفي هذا الشأن؛ صرح عضو الكنيست السابق والناطق باسم “الحركة التقدمية الدرزية للتواصل” سعيد نفاع، بأن “قضية الدروز هي شأن سوري محض، ومحاولة استدراج قوى خارجية للتدخل، وتحديدًا إسرائيل، لن تؤدي إلى حل الوضع في سوريا ولا حماية الدروز”، مؤكدًا أن “الحركة لن تصمت أمام تدخل إسرائيل في الشأن السوري واستخدام الدروز أداة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية”، مشددًا على أن “يجب إغلاق الطريق أمام أي تدخل خارجي يهدف إلى تقسيم سوريا إذا لم يكن لدويلات إنما إلى كانتونات كما تريد إسرائيل، فحل القضية لا يتم إلا بالحوار السوري الداخلي من دون تدخل تل أبيب”.
-
التحركات الدبلوماسية النشطة للإدارة السورية لعرقلة التحرك الإسرائيلي؛ تدرك الإدارة السورية الأهداف الحقيقية التي تدفع إسرائيل نحو التواجد في جنوب البلاد، ولذلك تحرص على التعامل مع الملف الدرزي بنوع من الهدوء والحكمة، وتجنب التصعيد الذي تنتظره تل أبيب من أجل التذرع به للتدخل عسكريًا في الأزمة، ولذلك قامت إدارة دمشق بالتالي:
-
أصدرت الحكومة السورية قرارات تدين التوغل الإسرائيلي في الجنوب، مطالبة بانسحاب فوري، فيما أكد الرئيس السوري أحمد الشرع “احترام دمشق لاتفاق فك الارتباط لعام 1974”.
-
طالبت الرئاسة السورية، المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية العدوانية، التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية.
-
توصلت الحكومة السورية إلى اتفاق مع وجهاء جرمانا وصحنايا والسويداء، ينص على: حصر السلاح في يد مؤسسات الدولة، وتسليم السلاح الفردي غير المرخص لترسيخ الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، وكذلك انتشار قوات من وزارة الدفاع على أطراف المدينة لتأمينها.
-
أكد وزير الخارجية أسعد الشيباني، أن “أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام”، محذرًا من “خطر الطائفية والفتنة ودعوات الانفصال”، مشددًا على “ضرورة نبذها لحماية النسيج الاجتماعي السوري”.[26]
-
ومن جانبها؛ تعهدت السلطات السورية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، بملاحقة المتورطين في أعمال العنف التي شهدتها البلاد، ومحاسبتهم وفق القانون، وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، مؤكدة “التزامها الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري بدون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية التي كانت ولا تزال جزءاً أصيلًا من النسيج الوطني السوري”.[27]
وإجمالًا؛ تُعتبر ورقة “حرب الأقليات” التي تلعب بها القوى الإقليمية والدولية من أجل تعزيز نفوذها في الدولة السورية، أخطر تهديد أمني يواجه إدارة الرئيس أحمد الشرع في الوقت الحالي؛ لأنها تضع سوريا على حافة سيناريو التقسيم، وتهدد بشكل مباشر وحدة وسلامة الأراضي السورية.
خاصةً وأن هذه الحرب لا تقتصر على استغلال الورقة الدرزية فقط من جانب إسرائيل، بل هناك أيضًا الورقة الكردية التي تُعد العامل الأكثر أهمية في تبرير التخل التركي في شمال البلاد، هذا إلى جانب الورقة العلوية التي قد تلعب عليها إيران من أجل استعادة نفوذها في دمشق، وخصوصًا بعد أحداث الساحل السوري ومقتل مئات العلويين، وهذا المشهد يعزز خطر الصراع الطائفي الذي ينذر بإراقة دماء الكثير من السوريين.
ومن ثم؛ ينبغي أن تولي الإدارة السورية الجديدة ملف الأقليات أولوية قصوى في هذه المرحلة الحرجة، وإغلاق الطريق أمام أي محاولات خارجية للتدخل في الشأن الداخلي للبلاد، تحت ذريعة حماية أي أقلية متواجدة في سوريا، وأن تلتزم إدارة الشرع بتعهدها بتأسيس نظام يراعي مصالح كل فئات وأطياف المجتمع السوري، دون استثناء لأي فئة.
المصادر:
[1] من جرمانا إلى صحنايا.. كيف انفجر العنف بمناطق الدروز بسوريا؟، سكاي نيوز عربية، 1/5/2025، متاح على الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1793283-%D8%AC%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9
[2] مقتل مدني في غارات إسرائيلية عنيفة على أنحاء سوريا ودمشق تدين “التصعيد الخطير”، مونت كارلو الدولية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://www.mc-doualiya.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8
[3] دروز قرب دمشق يرفضون طلب الحكومة تسليم السلاح، صحيفة الشرق الأوسط، 6/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
[4] دروز سوريا بين اهتزاز الثقة بالحكومة وطلب الحماية الدولية “، اندبندنت عربية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/622989/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%
[5] من النكبة إلى الولاء للدولة: ماذا نعرف عن دروز إسرائيل؟، يورونيوز، 1/5/2025، متاح على الرابط: https://arabic.euronews.com/2025/05/01/what-do-we-know-druze-israel-history-nakba-loyal-muslims-
[6] من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم في المشهد السوري الجديد؟، موقع مصراوي، 2/5/2025، متاح على الرابط: https://www.masrawy.com/news/news_publicaffairs/details/2025/5/2/2780827/%
[7] تصعيد إسرائيلي “دعما لدروز سوريا”.. الجيش يعلن نشر قواته جنوبا ويُجلي عددا منهم إلى إسرائيل، مونت كارلو الدولية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://www.mc-doualiya.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82
[8] الجيش الإسرائيلي يعلن أنه «منتشر في جنوب سوريا» دعماً للدروز، صحيفة الشرق الأوسط، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
[9] أمال شحادة، تأمين مصالح إسرائيل الأمنية تسبق إعلانها الدفاع عن دروز سوريا، اندبندنت عربية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/622983/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%
[10] الهجمات الإسرائيلية في سوريا.. دفاع عن الدروز أم غطاء لهدف أكبر؟، العين الإخبارية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://al-ain.com/article/israel-bombs-syria-defense-druze
[11] محلل سياسي: حديث إسرائيل عن تقسيم جنوب سوريا لمناطق أمنية “احتلال رسمي”، الجزيرة القطرية، 12/3/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/news/2025/3/12/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%84
[12] «فيدرالية» و«مليار» دولار.. ماذا تريد إسرائيل من دروز سوريا؟، العين الإخبارية، 5/3/2025، متاح على الرابط: https://al-ain.com/article/what-israel-want-from-syria
[13] الجيش الإسرائيلي يفتح مستوصفاً لمعالجة الدروز في جنوب سوريا، الشرق الأوسط، 8/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
[14] محمد ناجي، دروز سوريا: هل هم “مسمار جحا” بالنسبة لإسرائيل؟!، وكالة أمد للإعلام، 4/5/2025، متاح على الرابط: https://www.amad.com.ps/ar/post/553863/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B2
[15] إسرائيل توسّع «الردع الاستباقي»: جنوب سوريا لنا، صحيفة الأخبار اللبنانية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://www.al-akhbar.com/arab/833636/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7
[16] الهجمات الإسرائيلية في سوريا.. دفاع عن الدروز أم غطاء لهدف أكبر؟، العين الإخبارية، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://al-ain.com/article/israel-bombs-syria-defense-druze
[17] تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا يثير مخاوف بشأن صراع نفوذ مفتوح على كل الاحتمالات، موقع فرانس 24، 4/4/2025، متاح على الرابط: https://www.france24.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84
[18] شارل أبي نادر، هل تكون جرمانا نقطة ارتكاز إسرائيلية لتقسيم سوريا؟، موقع الميادين اللبناني، 3/3/2025، متاح على الرابط: https://www.almayadeen.net/articles/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%83%D9%88%
[19] تركيا تجدد دعمها “غير المشروط” لحكومة سوريا: الصراعات عرضية وطبيعية، موقع الشرق للأخبار، 1/5/2025، متاح على الرابط: https://asharq.com/politics/133779/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%
[20] جنبلاط: الاستهداف الإسرائيلي لسوريا يعيق الحل، صحيفة الشرق الأوسط، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
[21] دمشق تندد بغارة إسرائيل و«رسالتها»، الشرق الأوسط، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%
[22] إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في سوريا بذريعة حماية الدروز، ميدل ايست أونلاين، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://www.middle-east-online.com/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8
[23] سوريا… وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ، روسيا اليوم، 1/5/2025، متاح على الرابط: https://arabic.rt.com/middle_east/1669829-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%
[24] محافظ السويداء السورية: الاتفاق مع وجهاء الدروز ما زال سارياً، الشرق الأوسط، 3/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8
[25] أمال شحادة، تأمين مصالح إسرائيل الأمنية تسبق إعلانها الدفاع عن دروز سوريا، اندبندنت عربية، 3/5/2025، مرجع سابق.
[26] الشيباني يحذر من خطر الطائفية ودعوات الانفصال في سوريا، الشرق الأوسط، 1/5/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85
[27] إسرائيل: هاجمنا مجموعة كانت تستعد لمهاجمة الدروز في دمشق، العربية.نت، 30/4/2025، متاح على الرابط: https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/04/30/%D8%A7%D8%B3%D8%