المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > أذربيجان والبوابةُ الأفريقيةُ: قراءةٌ في الاتفاقِ الدفاعيِ مع الصومال
أذربيجان والبوابةُ الأفريقيةُ: قراءةٌ في الاتفاقِ الدفاعيِ مع الصومال
- أبريل 26, 2025
- Posted by: ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات

إعداد: أماني السروجي
باحث مساعد في برنامج دراسات الدول التركية
مثّل توقيعُ اتفاقيةِ التعاونِ الدفاعي بين جمهورية أذربيجان وجمهورية الصومال في فبراير 2025 تحوّلًا نوعيًا في توجهات السياسة الخارجية الأذرية، خاصةً في بُعدِها الأمنيِ، إذ لم تُعرفْ باكو سابقًا بانخراطِها في مناطق بعيدة جغرافيًا كشرق أفريقيا، ولم يكنْ التعاونُ العسكريُ من أبرز أدوات نفوذها خارج المجال القوقازي، غير أن هذا الاتفاقَ يعكسُ تحوّلاتٍ متزامنة على مستويين: أولًا، رغبة أذربيجان في تنويع تحالفاتها ومجالات نفوذها في إطار سياسة “الخارج المتعدد”، وثانيًا، إعادة تعريف دور الدولة ما بعد الحرب في بيئة دولية متغيرة.
هذا التحوّل يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الخطوة تجاه الصومال تعكس نزعة توسعية استراتيجية منظمة، أم أنها مجرد محاولة تكتيكية لصناعة رمزية دولية في الفضاءات المنفتحة، كما يستدعي فهم السياقات التي دفعت باكو لتوسيع حضورها نحو مناطق غير تقليدية، مثل القرن الإفريقي، خاصة في ظل اشتداد التنافس الإقليمي والدولي على هذه البقعة الاستراتيجية.
أولًا: الخلفية الاستراتيجية للانفتاح الدفاعي الأذري
منذ انتهاء حرب ناغورنو قره باغ الثانية في نوفمبر 2020، تبنّت أذربيجان نهجًا أكثر طموحًا في سياساتها الإقليمية والدولية، مدفوعة بتحقيق نصر عسكري حاسم أعاد رسم موازين القوة في جنوب القوقاز. وقد وفّرت هذه الحرب رصيدًا سياسيًا كبيرًا للرئيس إلهام علييف، مكّنه من تعزيز سيطرة الدولة وتوسيع أفق حركتها الخارجية عبر استثمار القوة الصلبة كأداة تفاوضية في ملفات السياسة الإقليمية.
بالتوازي مع ذلك، تصاعد اهتمام باكو بما يُعرف بـ”الدبلوماسية الأمنية”، التي تقوم على مزيج من نقل الخبرات الدفاعية، توقيع اتفاقيات أمنية، وبناء شراكات في مجال الصناعات العسكرية، بهدف تعزيز الدور الإقليمي دون الانخراط المباشر في صراعات، وقد انعكس ذلك في تعاونها العسكري مع باكستان، وتطوير علاقات أمنية مع دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية أمن الطاقة في بحر قزوين.
ويمثل الانفتاح على أفريقيا امتدادًا طبيعيًا لهذا المسار؛ إذ تسعى أذربيجان، كدولة صاعدة، إلى تنويع أدوات حضورها الدولي عبر آليات غير تقليدية تشمل التدريب العسكري، وبناء القدرات الدفاعية، وتقديم المساعدة الأمنية، غير أن هذا الانخراط لا يقتصر على البُعد الأمني، بل يأتي ضمن رؤية أوسع لتعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية والتعليمية مع القارة.
وفي هذا السياق، عملت باكو خلال السنوات الماضية على زيادة تعاونها مع عدد من الدول الأفريقية في العديد من المجالات، والتي يأتي في مقدمتها مجال الطاقة، حيث نجحت شركة SOCAR في ترسيخ حضور قوي في دول مثل الكونغو وكينيا وغينيا الاستوائية ومصر والجزائر ونيجيريا، وشهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الصادرات غير النفطية الأذرية إلى الأسواق الأفريقية، في محاولة لتقليل الاعتماد على أوروبا وروسيا كمنافذ رئيسية للتجارة والاستثمار.
كما قامت بفتح سفارات، وتقديم مساعدات إنسانية، ومنح دراسية في إطار مبادرات التعاون جنوب–جنوب، حيث أطلقت برنامج حيدر عليف في عام 2022، وهو برنامج التعليم المجاني للطلاب من دول الجنوب العالمي بما في ذلك أفريقيا، بالإضافة إلى ذلك تعمل على تعزيز أجندتها البيئية، وتقديم تقنيات في مجال مصادر الطاقة المتجددة، فقد اقترحت في Cop29 برنامجًا لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الدول الأفريقية.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الدول الافريقية بشكل نشط على تطوير قواتها المسلحة، في محاولة لتقليل اعتمادها على الموردين الغربيين، أصبحت أذربيجان، التي تمتلك مجمعًا صناعيًّا عسكريًّا حديثًا، أحد الشركاء الرئيسيين في هذا المجال؛ حيث ارتفعت صادرات المعدات العسكرية والأسلحة الأذربيجانية إلى إفريقيا بنسبة 70٪ خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعليه، فإن الاتفاق الدفاعي الأخير مع الصومال لا يجب أن يُقرأ كمبادرة معزولة، بل باعتباره خطوة ضمن سياسة خارجية متكاملة تسعى من خلالها أذربيجان إلى إعادة تعريف موقعها في النظام الدولي، وبناء شراكات استراتيجية في بيئات نامية تتيح لها توسيع نفوذها بوسائل مرنة ومتدرجة.
ثانيًا: أبرز دوافع أذربيجان للتعاون الدفاعي مع الصومال
يتجاوز التعاون الأذربيجاني مع الصومال الأبعاد الرمزية والدبلوماسية، ليعكس رغبة باكو في بناء علاقات دفاعية استراتيجية مع دولة تقع في موقع حيوي على البحر. وتتوزع الدوافع الأساسية لهذا التعاون كالتالي:
1- البحث عن أسواق جديدة للصناعات الدفاعية الوطنية:
منذ انتهاء حرب ناغورنو قره باغ الثانية، بدأت أذربيجان الاستثمار تدريجيًا في تطوير صناعاتها الدفاعية، سواء عبر الشراكات مع دول مثل إسرائيل وتركيا، أو عبر تأسيس بنية تصنيعية داخلية تشمل إنتاج الطائرات المسيّرة، والأنظمة التكتيكية، والأسلحة الخفيفة، ومع تضييق السوق الإقليمي وزيادة المنافسة، باتت الأسواق الإفريقية تمثل فرصة حيوية لتسويق هذه المنتجات، خاصة في الدول ذات الحاجات الأمنية المتزايدة والتي لا تخضع لتشريعات صارمة كتلك الموجودة في أوروبا، ويُحتمل أن تُوظّف أذربيجان التعاون الدفاعي مع الصومال كمنصة تجريبية لعقد صفقات تسليح وتدريب مع دول أخرى، ما يعزز من مردودية قطاع الدفاع الوطني اقتصاديًا ودبلوماسيًا.
2- تأمين موطئ قدم في الممرات البحرية الإستراتيجية
يُمثّل القرن الأفريقي، بوقوعه على خطوط الملاحة العالمية، منطقة ذات أهمية إستراتيجية متزايدة، خاصة في ظل تحولات التجارة العالمية وتوسّع مشاريع النقل والطاقة. ويُعد الصومال، المطل على خليج عدن – أحد أهم المعابر البحرية التي تمر عبرها نسبة كبيرة من تجارة الطاقة والسلع – بوابة حيوية لأي فاعل يسعى لتعزيز حضوره في هذه المنطقة.
وفي ظل غياب القدرة الأذرية على الانتشار العسكري المباشر خارج حدودها، فإن التعاون الدفاعي مع الصومال يوفر وسيلة ذكية لتأمين تواجد تدريبي وتقني في فضاء ملاحي حيوي، من خلال بناء القدرات الأمنية وتقديم الدعم اللوجستي، وبهذا، يخدم هذا التمركز أهداف أذربيجان بعيدة المدى في تأمين مسارات الطاقة والغذاء، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد التي تمثل عصب اقتصادها الريعي.
3- تصدير نموذج أمني أذربيجاني في بناء الجيوش النظامية
تسعى باكو لعرض نفسها كدولة نجحت في بناء مؤسسة عسكرية حديثة بعد عقود من النزاع، وتريد نقل هذا النموذج إلى دول تحتاج إعادة بناء أمني، مثل الصومال، والدعم في التدريب والتسليح يمنحها دورًا معتبرًا في إعادة هيكلة الجيش الصومالي، ويفتح لها الطريق لمكانة جديدة كمصدر للاستقرار الدفاعي” في الجنوب العالمي.
4- حماية الاستثمارات الأذرية
يُعد التعاون الدفاعي بين أذربيجان والصومال أحد أدوات باكو لحماية استثماراتها الناشئة في القارة، خاصة في القطاعات الحيوية كقطاع الطاقة. ففي فبراير 2025، وقّعت الدولتان مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات النفط والغاز، شملت تبادل الخبرات الفنية وتنظيم برامج تدريبية لبناء القدرات الوطنية في الصومال، ما يشير إلى توجه أذري إستراتيجي نحو ترسيخ وجودها في البنية التحتية للطاقة بالقارة.
ومع تنامي التهديدات الأمنية في الصومال، بما في ذلك تصاعد هجمات حركة الشباب واستهداف منشآت مدنية وحكومية، بات من الضروري لأذربيجان أن تسهم في تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد كوسيلة غير مباشرة لضمان استدامة مشاريعها الاستثمارية. بذلك، يتحول الانخراط الدفاعي إلى أداة مزدوجة تجمع بين تعزيز الحضور الجيوسياسي وحماية المصالح الاقتصادية في بيئة غير مستقرة.
5- تأمين دعم دبلوماسي في الملفات الأمنية
لا يقتصر التعاون الدفاعي مع الصومال على أبعاده الأمنية المباشرة، بل يشكل رافعة دبلوماسية لأذربيجان في عدد من الملفات الإقليمية والدولية، لا سيما في قضية إقليم ناغورنو قره باغ، فعلى الرغم من حسم النزاع العسكري، إلا أن باكو لا تزال تسعى للحصول على دعم دبلوماسي دولي لتثبيت مكتسباتها السياسية والقانونية، كما تعمل على ترسيخ الاعتراف الدولي بسيادتها على الإقليم، وتفكيك الأطر التفاوضية القديمة مثل مجموعة مينسك، إلى جانب مواجهة الانتقادات الحقوقية المتعلقة بإجراءات ما بعد السيطرة، والحيلولة دون إعادة تدويل القضية.
ومن هذا المنظور، تسعى أذربيجان لبناء تحالفات جديدة داخل الجنوب العالمي، يمكن ترجمتها إلى دعم في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، ويُتوقع أن تسهم علاقات الدفاع في تهيئة بيئة داعمة سياسيًا لأذربيجان، كما كان الحال مع بعض دول آسيا الوسطى التي دعمت موقفها في قره باغ بعد توقيع اتفاقيات تعاون أمني.
6- توسيع النفوذ الدفاعي في بيئة منخفضة التكلفة السياسية
بالمقارنة مع مناطق أخرى مثل أوروبا أو آسيا الوسطى، يوفر التعاون الدفاعي مع الدول الأفريقية – ومنها الصومال – لأذربيجان بيئة أكثر مرونة لاختبار استراتيجيات جديدة لتعزيز نفوذها، في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها، يُتيح التعاون الدفاعي مع الصومال فرصًا لباكو لتوسيع دائرة تحالفاتها وتوسيع شبكة علاقاتها العسكرية دون الانخراط في صراعات أو تعقيدات جغرافية سياسية معقدة، كما يعزز هذا التعاون قدرة أذربيجان على الوصول إلى أسواق جديدة، خاصة في ظل الحاجة الماسة للصومال إلى بناء قدراته الدفاعية، مما يسهم في تعزيز مكانة أذربيجان كلاعب دفاعي إقليمي ناشئ.
ثالثًا: ابعاد اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين
تعد اتفاقية التعاون العسكري بين أذربيجان والصومال خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين. من خلال هذه الاتفاقية، يتطلع الطرفان إلى بناء شراكة استراتيجية تدعم القدرات العسكرية للصومال في عدة مجالات حيوية. وتتمثل أبعاد هذه الاتفاقية في التالي:
1- الدفاع والأمن العسكري، وعمليات حفظ السلام
هذا البند يشير إلى تعاون شامل في قضايا الأمن القومي، مثل حماية الحدود، مكافحة التهديدات غير التقليدية (كالإرهاب والقرصنة)، وتطوير السياسات الدفاعية المشتركة، بالنسبة للصومال، التي تعاني من تهديدات أمنية داخلية، فإن هذا الدعم يُعد مهمًا لتعزيز الاستقرار، كما من الممكن يشمل التعاون أرسال أذربيجان قوات حفظ سلام.
2- الزيارات المتبادلة
الزيارات بين المسؤولين والقادة العسكريين تفتح قنوات دبلوماسية–عسكرية مباشرة، وتُستخدم عادة لتنسيق السياسات الدفاعية، ومراقبة تنفيذ الاتفاقيات، وبناء الثقة الإستراتيجية.
3- تبادل الخبرات والتدريب، والتعليم العسكري
يُقصد به تبادل المعلومات والخبرات حول التكتيكات، العمليات، التخطيط العسكري، إدارة الأزمات، وحتى الدفاع السيبراني، أذربيجان لديها خبرة حديثة في حروب غير تقليدية (مثل النزاع في قره باغ)، وقد تنقل بعض هذه الخبرات للصومال.
4- الصناعة والتكنولوجيا الدفاعية
هذا أحد أهم البنود من حيث الأبعاد الإستراتيجية، يعني أن أذربيجان قد تصدّر معدات عسكرية إلى الصومال أو تساعدها في تطوير قدراتها الصناعية محليًا، وقد يشمل التعاون في الطائرات المسيّرة أو أنظمة المراقبة، وهو ما يعكس تطور الصناعات الدفاعية في أذربيجان.
رابعًا: الفرص المستقبلية للتعاون الدفاعي بين أذربيجان والصومال
يعد التعاون الدفاعي بين البلدين خطوة إستراتيجية تعكس طموحات الطرفين في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، فالتعاون العسكري والتقني بين البلدين يوفر فرصة كبيرة لأذربيجان لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تشهد اهتمامًا متزايدًا من القوى الكبرى، من خلال تقديم الدعم العسكري للصومال، يمكن لأذربيجان تعزيز مكانتها كداعم للاستقرار الإقليمي، ما يفتح أمامها آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. لكن هذا التعاون، على الرغم من الفرص التي يفتحها، يواجه تحديات جيوسياسية معقدة.
بالنسبة لقوى إقليمية مثل مصر، تُعدّ المنطقة معركة حاسمة في تنافسها الطويل الأمد مع إثيوبيا، والذي يُعزى في المقام الأول إلى النزاعات حول سد النهضة الإثيوبي الكبير. ردًا على ذلك، سعت القاهرة إلى توثيق علاقاتها مع الصومال ودول أخرى في المنطقة، بهدف عزل أديس أبابا دبلوماسيًا ومواجهة نفوذ إثيوبيا المتنامي، في ظل هذه الخلفية، قد تنظر مصر إلى تنامي حضور باكو في المنطقة بحذر، لا سيما مع تعزيز تركيا، الحليف الرئيسي لأذربيجان، علاقاتها مع كل من إثيوبيا والصومال.
كما يواجه التعاون بين أذربيجان والصومال عدة صعوبات أخرى قد تؤثر على استمراريته ونجاحه على المدى الطويل، لا سيما الوضع الأمني غير المستقر في الصومال وهو يُعد من أبرز التحديات التي يمكن أن تعرقل تنفيذ التعاون الدفاعي، ورغم محاولات الصومال لتحقيق الاستقرار، فإن التهديدات المستمرة من جماعات مثل حركة الشباب لا تزال تعيق هذه الجهود، وهذا الوضع المتوتر قد يعقد من قدرة أذربيجان على تنفيذ برامج الدعم العسكري والتقني في الصومال، ما قد يؤدي إلى عرقلة تنفيذ المشاريع الدفاعية المشتركة بين البلدين.
كما يواجه تحديات تتعلق بقوة اذربيجان الاقتصادية، فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الأذربيجاني بفضل موارده الكبيرة من النفط والغاز، إلا أن اعتماده الكبير على هذه الموارد يعرضه لتقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية، أي هبوط حاد في أسعار النفط أو أزمة اقتصادية محلية قد تؤثر سلبًا على قدرة أذربيجان في تمويل المشاريع العسكرية والتعاون الدفاعي مع الصومال، لذلك، فإن قدرة أذربيجان على الاستمرار في دعم التعاون الدفاعي قد تكون محدودة في حال حدوث أزمة اقتصادية تؤثر على عائدات النفط والغاز.
ذلك بالإضافة إلى مسألة بناء الثقة والشفافية، والتي تمثل تحديًا طويل الأمد، فبالرغم من وجود اتفاقات رسمية بين البلدين، إلا أن أذربيجان قد تحتاج إلى اثبات أن هذا التعاون لا يهدف إلى فرض نفوذ سياسي أو اقتصادي على المنطقة، وهو ما يُعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان استدامة هذا التعاون الدفاعي وتطويره على المدى الطويل.
وفي هذا السياق يمكن القول إنه حتي تتمكن اذربيجان من تحقيق أهدافها الإستراتيجية في الصومال والقرن الإفريقي، يتعين عليها استثمار مستمر في مجالات البنية التحتية والتنمية، فضلًا عن المبادرات الإنسانية لتعزيز دورها كشريك بناء في المنطقة، وإذا تمكنت من التعامل بنجاح مع هذه التحديات الجيوسياسية والاقتصادية، فإنها ستستمر في تعزيز نفوذها في القرن الإفريقي وتحقيق أهدافها الجيوسياسية في القارة.
الخاتمة
يعكس التعاون الدفاعي بين أذربيجان والصومال خطوة استراتيجية هامة في إطار سياسة “الخارج المتعدد” التي تبنتها باكو في السنوات الأخيرة. هذه الاتفاقية تعزز حضور أذربيجان في منطقة القرن الإفريقي، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة في مجال التعاون العسكري والتقني، بينما تسهم في بناء استراتيجيات أوسع تشمل الاستقرار الأمني وحماية المصالح الاقتصادية.
وعلى الرغم من الفرص العديدة التي يوفرها هذا التعاون، فإنه يواجه تحديات جيوسياسية وأمنية معقدة، قد تؤثر على استدامته. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الشراكة يعتمد بشكل كبير على قدرة كلا البلدين على التكيف مع الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة، وتجاوز الصعوبات الأمنية والاقتصادية.
المراجع
-
Fuad Alakbarov, Azerbaijan in the Horn of Africa, Topchubashov Center, 21 April 2025. https://top-center.org
-
برلماني أذربيجاني: اتفاق باكو مع الصومال بداية لمرحلة جديدة في التعاون الدفاعي، مقديشو برس، 22 إبريل 2025. https://mogadishupress.
-
نور الدين، أذربيجان تستعد لتسلم أول دفعة من طائرات JF-17C Block-III المقاتلة من باكستان، موقع الدفاع العربي، 3 مارس 2025. https://www.defense-arabic.com
-
مروة أحمد عبد العليم، أذربيجان وإفريقيا: تحالف المستقبل في النضال من أجل نظام عالمي جديد، قراءات أفريقية، 25 مارس https://qiraatafrican.com
-
أذربيجان: تعديل الدستور الأرميني وحل “مجموعة مينسك” شرطان للسلام، ياني شفق، 13 إبريل 2025. https://www.yenisafak.com