المقالات
إستراتيجيةُ “بوكو حرام” من أجلِ البقاء حول منطقةِ بحيرةِ تشاد
- نوفمبر 4, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: الدراسات الأمنية والإرهاب تقارير وملفات
إعداد: إلهام النجار
باحث مساعد في وحدة الإرهاب والتطرف
تُشكّل منطقة بحيرة تشاد نقطةً استراتيجيةً بالغةَ الأهمية لجماعة بوكو حرام، التي بدأت نشاطاتها المسلحة في شمال نيجيريا ثم توسعت لتشملَ مناطقَ أخرى حول البُحيرةِ في كلٍ من تشاد والنيجر والكاميرون، تهدف الجماعة إلى استغلال منطقة بحيرة تشاد كقاعدةٍ لإحكام سيطرتها الجغرافية، وخَلْقِ ملاذٍ آمنٍ، وشنِّ عملياتها المسلحة بشكلٍ فعال، تشتمل استراتيجية الجماعة على عدة جوانب تتسمُ بالتكتْيك الدقيق والمرونة العسكرية والقدرة على استغلال التضاريس، إلى جانب التحالفات الإقليمية وتجنيد العناصر الشبابية، كما أن الضعف الحكومي وقلة التنسيق الإقليمي يسهمان في صعوبة كبْحِ انتشار الجماعة، مما يتطلب تعزيزَ التعاون الدولي والإقليمي وتطويرَ استراتيجياتٍ تتناسب مع بيئة المنطقة الفريدة لمواجهة هذه الجماعة بفعالية أكبر.
أولاً: تَمرّدُ “بوكو حرام”
نشأ تمرد “بوكو حرام” عام 2009 في نيجيريا، إذ خلَّف نحو 40 ألف قتيلٍ وأكثر من مليوني نازح، قبل أن ينتشرَ في البلدان المجاورة، وفي مارس 2020، قاد مقاتلو “بوكو حرام” هجومًا عنيفًا على قاعدةٍ تشاديةٍ رئيسة في شبه جزيرة “بوهوما”، مما أسفر عن مقتل نحو مائة شخص، وهي أكبر خسائر يتكبدها الجيش التشادي على الإطلاق، وردًا على ذلك، أطلقت الحكومة عملية “غضب بوهوما” ضد المتشددين قادها في حينها والد الرئيس الحالي، “إدريس ديبي إتنو”.
وفي يونيو الماضي سجّلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 220 ألف نازحٍ في إقليم بحيرة تشاد بسبب هجمات الجماعات المسلحة، ويأتي هذا الاعتداءُ والهجومُ المضاد بعيد قيام الرئيس بإعادة هيكلة القوات المسلحة مع إصدار مجموعة قرارات بالإقالات والتعيينات ناجمة، بحسب بعض المصادر، عن معارضة بعض الضباط لموقفه من السودان، واتُهمت الحكومة التشادية بتسهيل عمليات تسليم الأسلحة إلى قوات “الدعم السريع” التي تقاتلُ الجيشَ السوداني منذ أبريل 2023، مما تسبب في مقْتلِ آلاف ونزوح الملايين، ونَفَتْ تشاد هذه الاتهامات.[1]
كما شنت جماعة بوكو حرام ليلَ الأحد الماضي هجومًا على الجيش التشادي في منطقة بحيرة تشاد أسفرَ عن سقوط نحو أربعين قتيلًا، وأطلق الرئيس “محمد إدريس ديبي إيتنو” عمليةً عسكريةً لمطاردة المهاجمين وتعقّبهم حتى مخابئهم الأخيرة، ردًا على الهجوم الإرهابي.[2] وأن هذه العملية العسكرية التي يقودها الرئيس ميدانيًا أطلق عليها اسم “حسكانيت”، والهدف منها هو “الردُّ بقوة” على التنظيمِ الإرهابي الذي يتخذ من حَوْض بحيرة تشاد وكرًا للاختباء والتدريب والتخطيط لشنِّ عملياتٍ إرهابيةٍ ضد دول المنطقة، وسبق أن أعلن الجيش التشادي، شهر يوليو الماضي، أنه شنَّ عمليةً عسكريةً ضد مواقع التنظيم الإرهابي داخل الغابات والجُزرِ الواقعة وسط بحيرة تشاد، وقتل ما لا يقلُّ عن سبعين من مقاتلي “بوكو حرام”.[3]
ثانيًا: عواملُ بقاءِ “بوكو حرام”
1. استغلال التضاريس الجغرافية:
تُعدُ التضاريسُ المُحيطة ببحيرة تشاد بيئةً معقّدةً تضم جزرًا ومستنقعاتٍ وكثافة نباتية، وهي مناسبة لحرب العصابات التي تعتمدها جماعة بوكو حرام، توضح الدراسات الجغرافية أن هذه التضاريس تمنحُ الجماعة إمكانية التحرك والتخفّي بسرعةٍ وفعالية، وتمنع القوات الحكومية من تتبعها بدقة، وتُشير إحدى الدراسات الجغرافية إلى أن بوكو حرام تستغل البيئة الوعرة في منطقة بحيرة تشاد للاختباء وتنفيذ عملياتٍ خاطفةٍ ثم العودة إلى الملاذات الآمنة دون أن يتمكن الجيش من متابعتها.[4]
2. الهجماتُ على البِنيةِ التحتية وقطْعِ الإمدادات:
تشملُ استراتيجية بوكو حرام استهداف البِنيةِ التحتية الحيوية حول منطقة بحيرة تشاد، حيث تهاجم الجماعة محطات الكهرباء وشبكات المياه وخطوط الاتصالات مما يَعزلُ المنطقة عن دعم الدولة ويُسهم في نَشْرِ الفوضى، كما تعمل الجماعة على استهداف الطرق الرئيسية لقطع خطوط الإمداد التي تعتمد عليها القوات العسكرية الحكومية، فإن قطع الإمدادات يؤدي إلى ضعف الحكومة ويعزّز من سيطرة بوكو حرام على المنطقة، ما يتيح لها حرية أكبر في التحرك.[5]
3. التحالفاتُ الإقليمية ُوالتعاون بين الجماعات:
شهدتْ السنواتُ الأخيرة تعاونًا بين جماعة بوكو حرام وتنظيمات إرهابية أخرى، وتزعم الجماعة تلّقى عناصرها التدريب والدعم من “حركة الشباب المجاهدين” الصومالية، وتنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، حيث يوفر هذا التعاونُ المواردَ العسكرية والدعم اللوجستي المشترك، يؤكد الباحثون أن هذا التعاون يمنح بوكو حرام إمكانياتٍ واسعةً لتنفيذ عمليات هجومية مشتركة، ويجعل من الصعب مواجهة الجماعة بفعالية، وأن هذا التعاون يُمكّن الجماعةَ من الوصول إلى أسلحة وتمويل جديد، ما يدعم موقفها العسكري في منطقة بحيرة تشاد.[6]
4. التجنيدُ الإجباريُ والدعاية:
تعتمدُ بوكو حرام على عمليات الاختطاف والتجنيد الإجباري لاستقطاب الشباب المحليين، وخاصةً من العائلاتٍ الفقيرة أو المتأثرة بالصراعات، كما تستغل الجماعة الوضع الاقتصادي المتدهور في المناطق المحيطة بالبحيرة وتقومُ بتقديم الإغراءات المالية، وتستخدمُ أساليبَ دعائيةً عبْر وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأفكارها وتعظيم إنجازاتها العسكرية، ووفقًا لدراسةٍ حول الحركات المتطرفة في أفريقيا، فإن الدعاية الإعلامية تساعد بوكو حرام على تجنيد عناصر جديدة، مما يعزّز من قوتها وعددِ مقاتليها في المنطقة.[7]
5. الهجماتُ المستمرةُ على القرى والتجمعات السكانية:
تقومُ الجماعة بشنِّ هجماتٍ خاطفةٍ ومنظمة ضد القرى في محيط بحيرة تشاد، وتهدف هذه الهجمات إلى ترويع السكان المحليين ودفعهم للنزوح، مما يخلق حالةً من الفراغ الأمني، يُشير تقريرٌ صادرٌ عن مجلس العلاقات الخارجية إلى أن بوكو حرام تعتمد على هذه الاستراتيجية كوسيلة لإضعاف سيطرة الحكومة، ويتيح لها ذلك الهيمنة على مناطق جديدة بدون معارضة تُذكر.[8]
ثالثًا: مظاهرُ التهديد المتصاعد لـ”بوكو حرام”
أصبحت بوكو حرام في العقْدين الماضيين تهديدًا أمنيًا متزايدًا ليس فقط داخل نيجيريا، بل في جميع أنحاء منطقة حوض بحيرة تشاد، بدأت الجماعة كحركةٍ معارضةٍ للتعليم الغربي، ومع مرور الوقت تطورت إلى جماعةٍ متشددةٍ نفذت العديدَ من الهجمات العنيفة.
1. الأبعادُ الأمنيةُ:
يشمل التهديد الأمني الناجم عن “بوكو حرام” مجموعة من الأبعاد التي زادت من خطورة الجماعة، ومنها:
-
الهجمات العنيفة: تُعتبرُ الهجماتُ المسلحة، والتي تشمل القتل الجماعي والتفجيرات والاختطافات، السِمةَ الأبرزَ للجماعة، وفقًا لإحصائيات معهد الدراسات الاستراتيجية في إفريقيا، نفذت الجماعة مئات الهجمات التي أدت إلى مقتل الآلاف منذ 2009، مما زاد من انتشار الرعب والهلع في المجتمعات المتضررة.[9]
-
التكتيكاتُ الإرهابية المتطورة: اعتمدت “بوكو حرام” تكتيكاتٍ إرهابيةً متقدمةً مثل استخدام القنابل اليدوية والسيارات المفخخة، وهو ما صعّب على القوات الأمنية التصدي لها بفعالية. ويلاحظ أن الجماعة طورت من أساليبها واستراتيجياتها بشكلٍ مستمرٍ بما يتناسب مع أساليب مكافحة الإرهاب.
-
التوسّعُ الإقليمي: لم تعدْ “بوكو حرام” تهديدًا داخل نيجيريا فقط، بل امتدت هجماتها إلى دولٍ أخرى مثل تشاد والنيجر والكاميرون، مما زاد من تهديدها للأمن الإقليمي، وتُعتبر هذه الظاهرة من العوامل التي دفعت دولَ المنطقة إلى التعاون وتشكيلِ قوةٍ متعددة الجنسيات لمكافحة الجماعة.[10]
2. الأبعادُ الاجتماعية والاقتصادية:
من جهةٍ أخرى، أدّتْ العملياتُ الإرهابية التي تنفذها “بوكو حرام” إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية خطيرة، شملت:
-
تَشريدَ السكان: أسفرت هجمات الجماعة عن نُزوحٍ داخليٍ وخارجيٍ واسعِ النطاق، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ملايين الأشخاص اضطروا لمغادرة منازلهم، خاصة في شمال نيجيريا، بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى، أسهم هذا التشريد في تفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهور الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة.[11]
-
التأثير على الاقتصاد المحلي: تسببت “بوكو حرام” في إضعاف الاقتصاد المحلي بسبب تدمير الممتلكات وقطْعِ طرق التجارة، وقد شهدت نيجيريا خسائر اقتصادية هائلة، خاصة في القطاع الزراعي، بسبب هجمات الجماعة، مما أدى إلى زيادة معدلات البطالة والفقر.[12]
-
تجنيد وخطف الأطفال والنساء: من بين أسوأ مظاهر تهديد الجماعة قيامها بتجنيد الأطفال والنساء واستغلالهم في الهجمات الإرهابية، تسببت هذه الظاهرة في تحطيم الأُسر النيجيرية وزيادة معاناة المجتمعات المتأثرة.[13]
3. الأبعاد السياسية والدينية
-
تحديات الحُكم وغياب الأمن: أسهمت جماعة “بوكو حرام” في زيادة عدم الاستقرار السياسي، إذ تسعى الجماعة لتحقيقِ أهدافٍ دينيةٍ متشددةٍ تتنافى مع سيادة الدولة، يواجه النظام السياسي النيجيري تحدياتٍ كبيرةً في مواجهة هذا العنف، مما يؤثر على تنفيذ السياسات الحكومية بشكل فعال.
-
التأثير الأيديولوجي: تعتمد “بوكو حرام” في جذْبِ أتباعها على الأيديولوجيا الدينية المتشددة، مما أدى إلى تأثير واضح على بعض الفئات الهشة في المجتمع النيجيري، خصوصًا في المناطق التي تُعاني من نقص التعليم والموارد.[14]
وتعتبر جماعة “بوكو حرام” من أبرز التحديات الأمنية التي تواجهُ منطقةَ غرب إفريقيا، فقد توسّعُ تهديدها ليشملَ أبعادًا أمنيةً واجتماعية واقتصادية عميقة التأثير، أسهمت الجهود الدولية والإقليمية في إضعاف نفوذ الجماعة جزئيًا، لكن الخطر لا يزال قائمًا، وتتطلب مواجهة تهديد “بوكو حرام” تنسيقًا أمنيًا وسياسيًا قويًا، فضلاً عن معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى انضمام العديد من الشباب لهذه الجماعة.
رابعًا: التحدياتُ التي تواجهُ الحكومةَ في مواجهة استراتيجية بوكو حرام
تمثّل هذه الجماعة تهديدًا أمنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا، حيث تواجه الحكومة النيجيرية تحديات كبيرة في مواجهة استراتيجية “بوكو حرام” متعددة الأبعاد، التي تتسمُ بمرونةٍ تِكتيكيةٍ واستغلال للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد، ومن أبرز هذه التحديات:
1- التحديات الأمنية:
-
نقْصُ القدرات العسكرية: تعتمد “بوكو حرام” على تكتيكات حرب العصابات والكمائن التي تجعل من الصعب على الجيش النيجيري مواجهتها بفعالية، خصوصًا في المناطق النائية حيث تكون قدرات الدولة الأمنية محدودة، ويعاني الجيش أيضًا من نقْصٍ في المعدات والأسلحة الحديثة، مما يَعوقُ قدرته على مواجهة هذه التهديدات بشكل فعال.
-
التوسع الجغرافي للجماعة: تجاوزت أنشطة “بوكو حرام” الحدود النيجيرية لتصلَ إلى دولٍ مجاورةٍ مثل تشاد والكاميرون والنيجر، أسهم هذا التوسع في زيادة التحديات أمام الحكومة النيجيرية، حيث بات من الضروري تنسيق الجهود الأمنية مع دول الجوار، وهو أمرٌ معقّد ويستغرق وقتًا طويلًا لتحقيقه بشكل قوي.[15]
-
تغيّرُ أساليب الهجمات: تعتمد “بوكو حرام” على استراتيجيات متنوعة، بدءًا من التفجيرات الانتحارية إلى الهجمات المسلحة الواسعة على القرى والمدن، ويتمتعُ أفراد الجماعة بمرونةٍ كبيرة في تغيير تكتيكاتهم، مما يصعب على الحكومة توقع الهجمات واحباطها.[16]
2- التحدياتُ الاجتماعية والاقتصادية:
-
الفقر والبطالة: تعاني المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا من معدلاتٍ مرتفعةٍ للفقر والبطالة، مما يسهل على “بوكو حرام” استقطاب الأفراد، وخاصة الشباب، من خلال تقديم المال ووعود بتحقيق العدالة، تؤدي الظروف المعيشية القاسية إلى تزايد التعاطف مع الجماعة بين بعض الأفراد اليائسين.
-
التشريد والنزوح الداخلي: تسببت هجمات “بوكو حرام” في نُزوح آلاف الأسر من قراهم ومنازلهم، وهو ما يزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على الحكومة لتوفير مأوى ودعمٍ لهذه الأسر، ويزيد هذا النزوح من الأعباء على السُلطات المحلية ويجعل من الصعب تحسين الأوضاع الأمنية والاجتماعية في المناطق المتضررة.
-
نقْصُ التعليم: تُركز “بوكو حرام” على استهداف المؤسسات التعليمية، ما يَعوقُ جهودَ الحكومة لتوفير التعليم في المناطق الشمالية، ويزيد من نسبة الأمية والتطرف، تتطلب مواجهة التطرف توفير التعليم المناسب، وهو ما يَصعبُ تحقيقه في ظل تدهور الأوضاع الأمنية.[17]
3- التحدياتُ السياسية والإدارية:
-
الفسادُ الإداري: يعاني النظامُ السياسيُ في نيجيريا من مستوياتٍ عالية من الفساد، وهو ما يعيق تنفيذ السياسات والمبادرات الموجهة لمواجهة “بوكو حرام”، تعاني الأجهزة الحكومية من سوء إدارة الموارد وتباطؤٍ في اتخاذ القرارات اللازمة لدعم العمليات العسكرية وتقديم الخدمات الاجتماعية.
-
غيابُ الدعم المجتمعي: هناك ضعفٌ في الثقة بين المجتمعات المحلية في شمال نيجيريا والحكومة، إذ يشعرُ العديدُ من المواطنين بأن الحكومة لا توليهم الاهتمام الكافي، يعد هذا العائق أساسيًا في مكافحة “بوكو حرام”، حيث يعتمد نجاحُ أي استراتيجية على دعم وتعاون المجتمعات المحلية.
-
التوتراتُ العِرقية والدينية: تمثل التوترات بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا تحديًا كبيرًا أمام الحكومة، تستغل “بوكو حرام” هذه التوترات لتعزيزِ التفرقة وزيادةِ الاستقطاب المجتمعي، مما يجعل من الصعب على الحكومة توحيد المواطنين في مواجهة الجماعة.[18]
4- التحدياتُ الدوليةُ والإقليمية
-
ضعْفُ التنسيق الأمني الإقليمي: بالرغم من جهود الدول المحيطة لتشكيل قوةٍ متعددة الجنسيات لمكافحة “بوكو حرام”، إلا أن ضعْفَ التنسيق بين هذه الدول أدى إلى تراجع فعالية هذه الجهود، تعاني هذه الدول من مشاكل داخلية وتحديات في تبادل المعلومات وتنسيق العمليات العسكرية عبر الحدود.
-
قلةُ الدعم الدولي: تعاني نيجيريا من نقصٍ في الدعم الدولي لمواجهة التهديدات الأمنية، سواء من حيث التمويل أو التدريب العسكري، بينما تحظى قضايا أخرى باهتمامٍ واسعٍ، فإن قضية “بوكو حرام” لم تحظَ بدعم دولي يتناسب مع حجم التهديد الذي تمثله.
-
التدخلاتُ السياسيةُ الخارجية: قد تتعارضُ مصالح بعض الدول الخارجية في المنطقة مع أهداف نيجيريا في مكافحة الإرهاب، مما يزيد من تعقيد المشهد ويصعب من التنسيق الدولي لمواجهة “بوكو حرام”.[19]
ختامًا:
تعتمدُ جماعةُ بوكو حرام على استراتيجيةٍ شاملةٍ لضمان بقائها في منطقة بحيرة تشاد، تتضمنُ استغلالَ التضاريس الجغرافية، استهدافَ البنية التحتية، التعاونَ مع جماعاتٍ مسلحة أخرى، واستخدامَ الدعاية لتجنيد المقاتلين، وامتلاك الجماعة لمقاتلين مهرة وذوي خبرة، وتوفر مصادر التمويل، بالإضافة إلى انتشارها في مناطق متعددة، بما يتماشى مع سياستها في التوسع التنظيمي، مما يُنذر باستمرارية هذه التهديدات في الفترة المقبلة، على الأقل على المدى القصير، الأمر الذي يمثّل تحدياتٍ جسيمةً تواجه حكومات دول حوض بحيرة تشاد(الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا) في مواجهة استراتيجية “بوكو حرام” المعقّدة، والتي تتطلب تنسيقًا على الصعيدين الداخلي والخارجي ، بجانب معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية للنزاع.
المصادر:
[1] “مقتل 40 جنديا من الجيش التشادي في هجوم لـ”بوكو حرام”، موقع اندبندنت عربية، تم النشر بتاريخ: 28 أكتوبر 2024 ، متاح على الرابط التالى: https://www.independentarabia.com/node/610787
[2] “تشاد تطلق «حسكانيت» بعد هجوم إرهابي خلف 40 قتيلًا” ، موقع العين الاخبارية، تم النشر بتاريخ: 2024/10/28 ، متاح على الرابط التالي:
https://al-ain.com/article/chad-terrorism-40-dead
[3] محمد، الشيخ،” «الإرهاب» يصعّد هجماته في دول الساحل الأفريقي” ، صحيفة الشرق الأوسط، تم النشر بتاريخ: 28 أكتوبر 2024 ، متاح على الرابط التالي:https://aawsat.com/%D8%A7%D8%A7/5075682-
[4] Reader, P. S. (2022). A Study of the Strategic and Tactical Dynamics of Boko Haram’s Violence around the Lake Chad Basin, 2012-2018.Avaliable on
[5] Manful, S. A. (2019). An Interrogation of the Economic Motivations of Terrorism in Africa: The Case of Boko Haram in Nigeria (Doctoral dissertation, University of Ghana).Available on: https://ugspace.ug.edu.gh/items/51f35a6d-af4b-4f72-a3d0-4985c7ffbb10
[6] Warner, J., & Lizzo, S. (2023). The “Boko Haram disaggregation problem” and comparative profiles of factional violence: challenges, impacts, and solutions in the study of Africa’s deadliest terror group (s). Terrorism and political violence, 35(1), 17-46.
& Nathaniel D. F. Allen, “Unusual Lessons from an Unusual War: Boko Haram and Modern Insurgency”, The Washington Quarterly, Volume 40, Issue 4 (Winter 2018), pp. 115-13.
[7] Botha, A., & Abdile, M. (2020). Experiences in the Kenyan criminal justice system and violent extremism. The Network for Religious and Traditional Peacemakers.Available on:https://www.cvereferenceguide.org/sites/default/files/2021-03/Experiences_in_the_Kenya_Criminal_Justice_System_and_VC_0.pdf
[8] Thurston, A. (2016). Boko Haram: The History of an African Jihadist Movement. Council on Foreign Relations Press.
[9] Zenn, J. (2018). The Islamic State in West Africa (ISWA) and Boko Haram: Rebranding the Group and Shifting Strategies. Journal of Strategic Studies.
[10] محمد، الشيخ، ” استسلام العشرات من أعضاء «بوكو حرام» في نيجيريا” ، صحيفة الشرق الأوسط، تم النشر بتاريخ: 11 يوليو 2024 ، متاح على الرابط التالي:
[11] Ewi, M. A., & Salifu, U. (2017). The Impact of Boko Haram’s Violence on West African Societies. African Security Review, 26(2), 141-153.
[12] Olayoku, P. A. (2018). Conflict, Security and Development in Nigeria: Boko Haram’s Impact on Agriculture and Trade. African Studies Review, 61(3), 1-16.
[13] “لأسباب تكتيكية.. هكذا تستخدم جماعات متشددة “الانتحاريات” ، موقع الحرة، تم النشر بتاريخ 2 يوليو 2024، متاح على الرابط التالى: https://urlr.me/BHyCT
[14] “ظاهرة الاختطاف في نيجيريا.. المتورطون وأهدافهم” ، موقع DW، تم النشر بتاريخ 4 يونيو 2024، متاح على الرابط التالي: https://urlr.me/Mdyj2
[15] Zenn, J. (2018). The Islamic State in West Africa and Boko Haram: Rebranding the Group and Shifting Strategies. Journal of Strategic Studies.
[16] International Crisis Group. (2014). Curbing Violence in Nigeria (II): The Boko Haram Insurgency. Africa Report.
[17] Ewi, M. A., & Salifu, U. (2017). The Impact of Boko Haram’s Violence on West African Societies. African Security Review.
[18] Thurston, A. (2018). Boko Haram: The History of an African Jihadist Movement. Princeton University Press.
[19] Braji, I. (2024). The Political Murder of a Theocratic Leader, Muhammad Yusuf: Boko Haram’s Jihadist-Inspired Uprising in Nigeria. NIU Journal of Social Sciences, 10(2), 279-292.