المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > اختراق إسرائيلي للأجهزة الأمنية الإيرانية: الشواهد والآليات
اختراق إسرائيلي للأجهزة الأمنية الإيرانية: الشواهد والآليات
- أغسطس 12, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات
إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة في وحدة شؤون الشرق الأوسط
تُثير طريقةُ اغتيالِ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ودِقَّة استهدافِهِ خلالَ تواجُدِهِ في مبنىً سِرِّيٍّ تابع للحرس الثوري الإيراني، بقلْب طهران، تساؤلاتٍ عِدَّة حوْلَ حجْمِ الاختراق الإسرائيلي للمنظومة الأمنية الإيرانية، والذي يُمَكِّنُ تلَّ أبيب من تنفيذ عملياتٍ نوْعِيَّةٍ وعاليةِ الدِّقَّة في عُمْق الجمهورية الإسلامية، فضْلًا عن آلياتِ حصولِ إسرائيلَ على معلوماتٍ استخباراتيةٍ مُفَصَّلَةٍ إلى هذا الحدِّ، ويحاول هذا التقرير معالجة تلك التساؤُلات على النحْوِ التالي:
أولًا: اغتيال هنية وجدل الاختراق الأمني[1]
لا شَكَّ أن حادثَ اغتيالِ إسماعيل هنية، يقفُ خلْفَهُ معلوماتٌ استخباراتيةٌ شديدةُ الحساسية والدِّقَّة؛ فلطالما استضاف الحرس الثوري الإيراني، الشخصيات شديدة الأهمية في مبانٍ سِرِّيَّةٍ مُؤَمَّنَةٍ وبعيدةٍ عن العاصمة طهران، ومن ثمَّ؛ تحديد مكانِ هنية وغرفته وموعد تواجُدِهِ بالغُرْفة، يدُلُّ على اختراقٍ كبيرٍ للمنظومة الأمنية للحرس الثوري، وما يؤكد عُمْق هذا الاختراق الاستخباراتي؛ أن أمين عام حركة الجهاد، زياد النخالة، كان في طابقٍ آخرَ بالمبنى ذاته، الذي اُغْتِيلَ به هنية، ولم يُصِبْه أذى.
وبشأن أسلوب استهداف إسماعيل هنية؛ فقد اختلفت الروايات المُفسِّرَة للحادث؛ حيث أفادت بعضُ التقارير الصحفية، مثل “سكاي نيوز عربية” وصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بأن هنية قُتِلَ بعبوَّةٍ ناسفةٍ عالية الدِّقَّة، كانت مُخبَّأَةً منذ شهريْن تقريبًا في دار الضيافة، التي يديرها ويحميها الحرس الثوري الإيراني، وقد تمَّ إدارتها باستخدام الذكاءِ الاصطناعيِّ، وجرى تفجيرُها عن بُعْد، كما أوضحت تلك التقاريرُ، أن الموْعدَ الأصليَّ لعمليةِ الاغتيالِ كان في مايو الماضي، خلالَ حضورِ هنية جنازة الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي.
في المقابل؛ نَفَتْ الرواية الإيرانية التي قدَّمها الحرس الثوري هذه الادعاءات، مؤكدةً أن رئيس المكتب السياسي لحماس، تمَّ اغتياله بصاروخٍ مُوَجَّهٍ نحْوَ جسده مباشرةً، وقد أُطْلِقَ من خارج المبنى.
أما فيما يخُصُّ إمكانية تحديد مكان هنية؛ فقد أرجعها بعض مسؤولي استخبارات الحرس الثوري، إلى عدم التزام الفريق المُكلَّف بحماية هنية بالاحتياطات الأمنية، مشيرين إلى أنه تمَّ اختراق الهاتف الشخصي لهنية من قِبَلِ الموساد؛ ما ساعد على معرفة مكانه، فيما ردَّ ممثل حماس في إيران، خالد قدومي، على هذا الادعاء، مُصَرِّحًا بأن “فشل أجهزة الأمن الإيرانية في تأمين هنية؛ أدَّى إلى اغتياله في النهاية”.
ولكن أيًّا كانت طريقةُ اغتيالِ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وسواء كان انفجارًا داخليًّا أو صاروخًا مُوجَّهًا، فهذا لا ينْفي أن الحادث دليلٌ واضحٌ وصريحٌ على القُصُورِ والإهمالِ والترهُّلِ الذي تعاني منه الأجهزة الأمنية الإيرانية، وأنه إخفاقٌ استخباراتيٌّ كبيرٌ لطهران، خاصَّةً أنه نُفِّذَ في وقتٍ كانت فيه الإجراءات الأمنية على أعلى المستويات، على خلفيةِ حفْلِ تنصيبِ الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، كما أنه حَدَثَ بعد ساعاتٍ قليلةٍ من لقاءِ هنية بالمرشد الإيراني، علي خامنئي؛ أيْ أن أعلى سلطة في النظام الإيراني كانت مُعرَّضَةً لخطر الاغتيال مع إسماعيل هنية.
ثانيًا: شواهد لاختراقات عديدة مُسْبَقَة
هذه ليست المرَّة الأولى التي تُنَفِّذُ إسرائيلُ عمليةَ تصفيةٍ على الأراضي الإيرانية؛ فحادث هنية ما هو إلا حلقةٌ ضِمْنَ سلسلةٍ من الاختراقات الإسرائيلية للجمهورية الإسلامية، والتي شَمِلَتْ تنفيذ مجموعة اغتيالاتٍ، طالت عددًا من أبرز العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين، ومن أهمهم[2]:
كان أستاذ الفيزياء والمشارك في تطوير البرنامج النووي الإيراني، مسعود علي محمدي، أوَّل عملية اغتيال تُنَفَّذُ في إيران؛ حيث في الـ12 من يناير 2010، تمَّ اغتيالُهُ عن طريق قنبلةٍ تمَّ التحكُّم فيها عن بُعْد، زُرِعَتْ على درَّاجةٍ ناريةٍ بالقُرْبِ من منزلِهِ في طهران، وانفجرت أثناء مغادرته للمنزل.
في 29 نوفمبر 2010، اُغْتِيلَ مؤسسُ الجمعية النووية الإيرانية، مجيد شهرياري، بقنبلةٍ مغناطيسيةٍ مثبتةٍ بسيارته، بواسطة راكبي درَّاجاتٍ ناريةس في طهران.
وبالطريقة نفسها؛ تمَّ اغتيال العالم في الهندسة الكهربائية، داريوش رضائي نجاد، في 23 يوليو 2011؛ حيث أطلق عليه مسلحون يستقِلُّون دراجاتٍ ناريةٍ، النار عِدَّة مراتٍ خارج منزله في طهران.
كذلك أيضًا قُتِلَ المهندس الكيميائي والمُشْرِف في مُنْشَأَةٍ لتخصيب اليورانيوم، مصطفى أحمدي روشان، في 11 يناير 2012، إثْر انفجار قنبلةٍ مغناطيسيةٍ، وضعها راكبو درَّاجاتٍ ناريةٍ على سيارته في طهران.
وفي واحدةٍ من أكبر عمليات الاختراق الأمني لإيران؛ قام الموساد الإسرائيلي بعملية سرقةٍ للأرشيف النووي الإيراني، في يناير 2018؛ حيث تمَّ اقتحامُ مُنْشَأَة تخزينٍ، تضُمُّ 32 خزنةً، وتقع في منطقةٍ صناعيةٍ على بُعْد 30 كيلومترًا من طهران، وفي أقلّ من سبْع ساعات، تمكَّنَ مُنفِّذُو العملية من إذابة أقفال 27 خزنةً، وأخْذ 50 ألف ملفٍ، و163 ديسكًا، تضمَّنُوا معلوماتٍ ووثائقَ وفيديوهات، بشأن المحفوظات النووية الإيرانية السِّرِّيَّة.
وخلال مؤتمرٍ صحفيٍّ، في مايو 2018؛ أقرَّ رئيسُ الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، بعملية السرقة، عارضًا جُزْءًا من المواد المسروقة، مُصرِّحًا بـ” حُصِلَ عليها بعد عمليةٍ ناجحةٍ للموساد”، وهو ما نفته طهران، مؤكدةً أن تلك الوثائق مُزيَّفَةً، ولكن في أغسطس 2021، أكَّد الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، أن إسرائيل سرقت هذه الوثائق، وعرضت الأدلة على الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب.
في يونيو ومطلع يوليو 2020، استهدفت سلسلة تفجيرات البرنامج النووي والصاروخي الإيراني مباشرةً من الداخل؛ حيث تمَّ استهداف مُنْشَأَةٍ لصُنْع الصواريخ في طهران، كما وقع تفجيرٌ داخليٌّ في محطة نطنز النووية، إلى جانب استهدافٍ آخرَ، طَالَ محطَّةً سِرِّيَّةً للكهرباء في الأهواز.
في نوفمبر عام 2020، تمَّ اغتيال العالم النووي البارز، محسن فخري زاده، والذي لُقِّبَ بـ” أب القنبلة النووية الإيرانية”، وذلك عن طريق استهدافِ موْكِبِهِ بالقُرْب من منزله في طهران، باستخدام سلاحٍ رشَّاشٍ، يعمل بالتحكُّم عن بُعد؛ اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، وقد تمكَّنَ مُنفِّذُو العملية من الفرار.
في 22 مايو 2022، تمَّ اغتيالُ القائدِ الكبيرِ في الحرس الثوري، والعضو في فيلق القدس، العقيد حسن سيد خدائي، والملقب بـ” الصياد” في طهران، وذلك عن طريق استهدافِهِ بالرصاص خارج منزله، من قِبَلِ مسلحين على درَّاجاتٍ ناريةٍ.
وفي مايو 2022 أيضًا، تمَّ اغتيال عالم الفضاء، أيوب انتظاري، والذي أدار مشاريعَ أمنيةً كُبْرَى في معهد أبحاث “AIO” في يزد، إلى جانب تسمُّم كامران مالابور، وهو عالمٌ نوويٌّ كان يعمل في مُنْشَأَة نطنز النووية، وقد اتهمت إيرانُ إسرائيلَ بقتْل العالمين.
ثالثًا: آليات ووسائل الاختراق الإسرائيلي لإيران
إن دِقَّة تنفيذ العمليات سابقة الذكر، وغيرها من الاغتيالات التي طَالَتْ مؤخرًا كبارَ قادةِ محور المقاومة الإيراني في سوريا ولبنان وغزَّة، تُثير تساؤلًا رئيسًا حول آلياتِ ووسائلِ إسرائيلَ لاختراقِ الأجهزة الأمنية الإيرانية، والحصول على هذا الكَمِّ من المعلوماتِ الاستخباراتيةِ شديدةِ الحساسية، والتي من أبرزها[3]:
– آلية تجنيدِ العُمَلاء داخلَ إيران؛ لا شَكَّ أن تجنيد الموساد الإسرائيلي لعددٍ من العُمَلاء يقومون بالتجسُّس لصالِحِه، من أهم وأبرز آليات الاختراق الإسرائيلي للعُمْق الإيراني، وهو ما أقرَّت به إسرائيل، في يناير 2018، على لسان رئيس الموساد في حينها، يوسي كوهين، والذي صرَّح بأن ” جهاز الموساد بات له أعينٌ يرى بها وأذنٌ يسمع منها ما يجري في إيران”.
ووِفْقًا لتقريرٍ صادرٍ عن موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي؛ فلا تزالُ إسرائيلُ تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على عمليات التجنيد التي تقوم بها شُعْبَة تجنيدِ العُمَلاء “تسوميت”، والتي تُشْرِفُ على تدريب ضباط “كاتسا”، وهم ضباط المخابرات الإسرائيلية، الذين يجمعون المعلومات الاستخبارية على الأرض.
وقد تجلَّت أهميةُ هذه الآلية بشكلٍ كبيرٍ للغاية في دِقَّة عمليةِ اغتيال إسماعيل هنية؛ حيث أفادت صحيفة “التليغراف” البريطانية، بأن جهاز الموساد الإسرائيلي قد جنَّد 3 عملاء؛ لزرْع المتفجراتِ في 3 غرفٍ مختلفة، بالمبنى الذي كان يُقِيمُ فيه هنية.
وجدير بالذكر، أن آلية العملاء الإسرائيليين، كانت حاضرةً دائمًا في العمليات التي قام بها الموساد على الأراضي الإيرانية؛ حيث:
شارك نحو 20 عميلًا في عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني، ولم يكن أحدٌ منهم إسرائيليًّا، وجدير بالذكر، أن جميع هؤلاء العملاء تمكَّنُوا من الفرار ومغادرة طهران بعد تنفيذ العملية.
أعلنت إيران، يوم 28 يوليو 2022، اعتقال خمسة أعضاء في شبكة تجسُّسٍ تابعةٍ لإسرائيل، وفي ديسمبر 2023، أعدمت طهرانُ أربعةَ أشخاصٍ شنْقًا؛ لإدانتهم بالتجسُّس لصالح تلِّ أبيب، وفي يوم 16 من الشهر ذاته، أُعدِمَ رجلُ دينٍ أيضًا، على خلفية اتهامه بالعمل لصالح الموساد.
وكذلك أعلنت طهران، في 2 فبراير 2024، أنه تمَّ الكشْف عن عشرات الجواسيس والعملاء التابعين لجهاز الموساد الإسرائيلي في 28 دولةً بآسيا وأفريقيا وأوروبا، مشيرةً إلى توقيفِ عددٍ من الأشخاص المشتبه بهم في محافظاتٍ إيرانيةٍ عِدَّة، على رأسها؛ العاصمة طهران، واتخاذ الإجراءات القضائية بحقِّهم.
– آلية تجنيد عملاء داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية؛ خاصَّةً الحرس الثوري؛ لم تكتفِ إسرائيلُ بتجنيدِ عملاءَ لها من الإيرانيين في الداخل، بل وصل الاختراق إلى قلْب النظام الإيراني وأعمدته، وذلك من خلال توظيف عملاءَ لتلِّ أبيب في مختلف الأجهزة الأمنية ذاتِ المستوى السياسي الرفيع، بل هناك مُؤَشِّراتٌ إلى أنَّ الأمر وصل إلى قلْب الحرس الثوري الإيراني، ومن الشواهد الدَّالة على ذلك:
في مقابلةٍ صحفيةٍ عام 2020، صرَّح وزيرُ الاستخبارات الإيراني آنذاك، علي يونسي، بأن “تَغَلْغُلَ الاستخباراتِ الإسرائيليةِ في إيران، وصل إلى حدِّ أنه بات على جميع المسؤولين الإيرانيين القلق على حياتهم”، مشيرًا إلى أن الإهمال الأمني سَمَحَ للموسادِ بتوجيه ضرباتٍ إلى طهران بشكلٍ متكررٍ وتهديد مسؤوليها علنًا، مؤكدًا أنه “إذا لم تستهدف إسرائيل السلطات السياسية في إيران حتى الآن، فذلك لأنه لم يُقرِّرْ الموساد ذلك بعْد، وليس لأنها لا تستطيع الإقدام على ذلك”.
نشرت “BBC” مطلع فبراير عام 2022، تقريرًا حول جوانب التغلْغُل عالي المستوى لأجهزة المخابرات الإسرائيلية في إيران، ومن الجوانب التي ذكرها هذا التقرير؛ أن وزير الأمن الإيراني آنذاك، محمود علوي، كان قد حذَّر قوات الأمن الإيراني، من وجود مؤامرة اغتيال تستهدف العالم، فخري زاده، وذلك قبْل وقوع الحادث بشهريْن، كما صرَّح علوي، بأن الشخص الذي خطَّط للعملية، كان من أفراد القوات المسلحة، وأنَّ مُنفِّذَ العملية كان عضوًا في الحرس الثوري الإيراني.
وبالفعل تواترت أنباءٌ عِدَّة بعد اغتيال زاده، أكَّدت أن سجن إيفين في طهران، والذي يضُمُّ المتهمين بالتجسُّس لمصلحة دولٍ أُخرى، يحتجز العشرات من قياداتٍ رفيعة المستوى في الحرس الثوري، فيما تمتنع الحكومة الإيرانية عن نشْر أسمائهم أو رُتَبِهم؛ لتفادي الأضرار بسُمْعة الحرس الثوري.
كما أشار التقريرُ البريطانيُّ أيضًا، إلى طُرُقِ تجنيدِ الموساد لمجموعةٍ من السفراء الإيرانيين وقادة الحرس الثوري، والتي من بينها؛ جمْع أدلةٍ غير أخلاقيةٍ بحقِّ هؤلاء القادة، ومنها؛ ابتزازهم بمعلوماتٍ حوْل علاقاتهم مع بعض النساء؛ لإجبارهم للتعاوُن والتخابُر لصالح إسرائيل.
في نهاية عام 2013، أكَّدت تقارير، أن قادةً في الحرس الثوري الإيراني وضباط مخابرات، قد تمَّ اعتقالهم بتهمة التجسُّس لصالح الموساد، وكان أحد المتهمين الضابط المسؤول عن مكافحة التجسُّس ضد إسرائيل في وزارة الأمن الإيرانية، وفي يونيو عام 2021، أقرَّ الرئيس السابق، أحمدي نجاد، بأن الموساد قد اخترق وزارة استخباراته، مُصرِّحًا بـ” هل من الطبيعي أن يكون أكبرُ ضابطٍ مسؤولٍ عن السيطرة على الجواسيس، والمسؤول عن مواجهة المؤامرات الإسرائيلية في إيران هو نفسه عميلًا لإسرائيل؟”.
بعد أقلّ من أسبوع على مقتل حسن صياد خدائي، تُوفِّيَ العقيد علي إسماعيل زاده، وهو أحد قادة الوحدة 840 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وذلك إثْر سقوطِهِ من على سطحِ منزلِهِ في حادثٍ غامضٍ، ولكنَّ اللافت في الأمر، أن مصادر إيرانية قد أكَّدت أن وفاة إسماعيل زاده، كانت تصفيةً جسديةً من قِبَلِ استخبارات الحرس الثوري، خاصَّةً أنه جاء بعد يوميْن من إعلان صحيفة “إيران إنترناشيونال”، أن هناك اشتباهًا في قيام زاده بالتجسُّس وتسريب معلوماتٍ لأجهزة استخباراتٍ أجنبيةٍ، ساعدت في اغتيال خدائي.
وفي يوليو 2022؛ نشرت صحيفة “التليغراف” تحقيقًا، بشأن قيام السلطات الإيرانية، بإقالة رئيس جهاز الاستخبارات في حينها، حسين طائب، واستبداله برئيس وحدة الحماية السابق في الحرس الثوري، محمد كاظمي، وقد أرجع التحقيقُ هذا القرارَ إلى فَشَلِ استخبارات الحرس الثوري في التصدِّي للاختراق الإسرائيلي لأجهزة طهران الأمنية.