استئناف نشاط “حسم”: قراءة في دلالات التوقيت وتداعيات التلويح بالإرهاب على مصر

إعداد: فــداء منصــور

باحث في بـرنامج الأمـن والإرهـــاب

في الذكرى الثانيةَ عشرةَ لعزْلِ جماعة الإخوان المسلمين عن السلطة في مصر، عادت حركة “سواعد مصر – حسم” المُدرَجة على قوائم الإرهاب والذراع العسكري للجماعة بعد غياب 6 سنوات لتُثير الجدل مجددًا بنشر مقطع فيديو لها مدته (3) دقائق و(38) ثانية بعنوان “سبيل المؤمنين: هذا هو الطريق”، وذلك في الرابع من شهر يوليو الجاري، تضمَّن مشاهدَ لتدريباتٍ عسكريةٍ مرفقةٍ بأناشيد، ومهددةٍ بإستهداف السجون المصرية لإطلاق سراح مُحتجزين من جماعة الإخوان المسلمين مُدانيين في عدة قضايا بالإضافة لقادة الجماعة. في هذا السياق، وإن لم تأتِ عودتها في صورةِ هجماتٍ موسّعةٍ في الوقت الحالي، يطرحُ ذلك تساؤلاتٍ مُلِّحةً حول دلالات التوقيت، وأهداف الرسائل الضمنية التي تحملها، سواء على صعيد الأمن الداخلي أو في سياق الصراع الإقليمي الخارجي، فهل نحن أمام تهديدٍ حقيقيٍ بإعادة تدوير العنف بإستئنافٍ تدريجيٍ لعملياتها؛ مستلهمًةً إستنساخ تجربة طالبان في أفغانستان وجبهة النُصرة في سوريا؟ أم أن هناك أطرافًا تُلوِّح بورقة الإرهاب بصورةٍ دعائيةٍ لإرباك الوضع الداخلي، خاصًة في ظل توقيتٍ مُعقَّد بتحدياتٍ متراكمةٍ على عاتق الدولة المصرية؟

لحظـــــة التشكُّـــــل

ظهرت حركة “حسم” للمرة الأولى في يوليو 2016،^[1] وهي حركةٌ مرتبطةٌ بجماعة الإخوان المسلمين التي حُظر نشاطُها بعد عزل الإخوان عن السلطة في يوليو من عام 2013 – وفقًا للأدلة والإجراءات القضائية التي كشفتها الحكومة المصرية ضد المتهمين – على الناحية الأخرى، تُشير تقارير أخرى عن إرتباطها بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” – ولاية سيناء ذي أساسٍ فكريٍ إخوانيٍ، ولكنه أكثر تشددًا؛ نظرًا لبرهنت منهجها ووجودها بالآيات القرآنية،^[2] حيثُ إن الجماعتين تعملان على فكر “حسن البنا وسيد قطب”، الذي يقوم على أن كل المعارضين فكريًّا للإخوان هم خارجون عن دائرة الإسلام؛ وبالتالي فإن أموالهَم وأنفسَهم وأعراضهم ليست ذاتَ أهميةٍ في أي مكانٍ وزمانٍ، وعليه فأيديولوجية الإخوان والجماعات التي اعتنقت ذات الفكر المُتطرِّف لها المبنية على السيادة الدينية لا تلتفت لمفهوم الدولة الوطنية، بل تستبدله بمفهوم “الخلافة والأمة”.^[3] ولكن اللافتَ للنظر في جماعة الإخوان هو إستخدامُها المنضبطُ للعنف بتحديد أهدافها المرتبطة بإستهداف أفراد الشرطة المصرية، والأجهزة الأمنية الداخلية، والقضاء، بالإضافة لرجال الدين، وهو ما يميزها عن الجماعات المُتطرِّفة الأخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يستهدفُ في كثيرٍ من الأحيان المدنيين المسلمين والمسيحيين، بصورةٍ أكبر وأشد عُنفًا من جماعة الإخوان المسلمين.

في هذا الإطار، يُسلَّط تشكُّلٌ الحركة الضوءَ على الخلاف الهيكلي للجماعة؛ فهي مُنقسمةٌ إلى جناح (القيادة التقليدية – تيار المحافظين) بقيادة “محمود عزت” – تم القبض عليه عام 2020 – وجناح (إدارة العمل الثوري – تيار التغيير)؛ والتي تهدف إلى الإعداد والتدرُّب من أجل تغيير الحكم في مصر بالقوة، بقيادة “محمد كمال” – المسؤول عن تأسيس اللجان النوعية المسلحة داخل الجماعة عقب عزلها عن الحكم، وقُتل في مواجهةٍ أمنيةٍ عام 2016 – مما لَعبَ دورًا محوريًا في نشوء حركة “سواعد مصر”؛ إذ إختارت إستراتيجية المواجهة المسلحة المنظمة ضمنَ بنيةٍ لا مركزيةٍ تستندُ إلى “الخلايا العنقودية” كفِرَقٍ تُكمل الأخرى متلقيةً تعليماتها من قياداتٍ خارج البلاد، وعلى رأسهم “يحيى موسى ومحمد منتصر”، حيثُ أطلقت عليه الجماعة تيار “الميدان”؛ وزعمت أنه تجهيز من أجل مشروعٍ بديلٍ للعودة إلى العمل الميداني للإخوان في مصر مرةً أخرى بعد سنواتٍ من التحريض الإعلامي، بالتنسيق مع جبهاتٍ إخوانيةٍ كـ “تيار التغيير”.^[4] من منطلق ذلك، يُمكن التطرُّق لـــ:-

التوجـــه الأيديولوجــــي للحركـــــة

إن فكرةَ إستهداف قوات الشرطة المصرية وأعضاء السلطة القضائية يدعم فكرة أن المجموعة تسعى للانتقام من الحكومة المصرية ونظام العدالة لدورهم في عزل “محمد مرسي”؛ حيثُ أصدرت الجماعة بيانًا زعمت فيه أنها “حركة مقاومة وليست حركة إرهابية”،^[5] مستعينةً بإقتباساتٍ قرآنيةٍ، أبرزُها الآية الكريمة “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين” (التوبة، الآية 14)، بجانب الأناشيد الدينية لخدمة أسلوبها الدعائي الترويجي.

وبنظرةٍ تحليليةٍ إلى البيانات العسكرية والخطابات الإعلامية التي تنشرها حركة “حسم”، نجدُ تطابقًا في المصطلحات التي تستخدمها مع مصطلحات خطابات جماعة الإخوان المسلمين، والتي تدلُ على شيطنةِ مؤسسات الدولة ووصفْها بالظلم والإستبداد، كعنصرٍ أساسيٍ في التعبئة النفسية لعناصر الحركة، وهي نفس التوصيفات التي أصبغتها جماعة الإخوان على نظام الحكم المصري، وتتشابه أيضًا مع مصطلحات خطاب التنظيمات الجهادية التقليدية كتنظيمي “القاعدة وداعش”، منها الطواغيت والكفرة، ولكن يُميز التنظيمات الجهادية بإستخدامهما لمصطلحاتٍ أكثرَ تشددًا؛ مما يُدلل على تميّزِ الجماعة بعنفها النسبي؛ حيثُ تنفِّذ عملياتِ الإغتيال بأسلحةٍ تقليديةٍ والتي تُعد أكثر طرق هجومهم شيوعًا، بالإضافة إلى اتسام أنشطتها بالسرية سواء داخل مصر أو خارجها، على عكس الجماعات الجهادية الأخرى التي تستخدم أشكالًا أكثر علنيةً مثل السيطرة الإقليمية.

حظــــر الحركـــــة

على الصعيد المحلي للدولة المصرية، صنفتْ السلطاتُ المصريةُ الحركةَ جماعةً إرهابيةً، على خلفية تبنيّها أعمالًا إرهابيةً في مصر، متمثلةً بالقتل العمد، والشروع في القتل العمد تنفيذا لأغراضٍ إرهابيةٍ، وحيازةِ أسلحةٍ ناريةٍ وذخائر ومفرقعاتٍ، حيثُ أصدرت محكمة القاهرة للأمور المُستعجَلة حكمًا في 11 فبراير 2017،^[6] يقضي بحظر حركة “حسم” ومصادرة أموالها ومقراتها. في هذا السياق، اعتقلت السلطات المصرية “حسام منوفي” القيادي الكبير لحركة “حسم” في يناير 2022.^[7]

على الصعيد الدولي، صنّفتها الولايات المتحدة الأمريكية بأنها منظمةٌ إرهابيةٌ أجنبيةٌ في 14 يناير 2021،^[8] بعد تورطِها في هجماتٍ استهدفت مسئولين مصريين؛ حيثُ إنها تبنّت العديدَ من العمليات التي استهدفتْ شخصياتٍ أمنيةً من ضباط الجيش والشرطة والمؤسسات الحكومية، وهو الأمرُ ذاتهُ الذي اتخذته بريطانيا في ديسمبر 2017،^[9] ضمن جهودٍ أوسع لمكافحة ما يُعرف بــ “الإرهاب العابر للحدود”.

الرسائل الكامنـــة ودلالات العـــــودة

أولًا:- السياق الزمني: جاء مقطع الفيديو في فترة ذكرى 30 يونيو، التي تُعَد فترة انهيار مشروعهم السياسي في مصر بعد عامٍ واحدٍ فقط من وصولهم إلى السلطة في 2012، كما يُقرأ الفيديو كرسالةٍ ضمن سياقٍ إقليميٍ ودوليٍ مُتغيِّرٍ منذُ 7 أكتوبر 2023، وما تابعه من تداعيات تأزم الصراعات وإرتباك الحسابات الأمنية والإستخباراتية في أكثر من ساحةٍ عربية؛ حيثُ أظهر المقطعُ بياناً صوتياً يُعلن فيه عن طَوْرٍ جديدٍ من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، مع الإشارة إلى الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها “تحولٌ تاريخيٌ”، وقال البيان الذي ظهر في المقطع المصوَّر إن “مصر ليست بمَعزلٍ عن هذه المعركة ولا يجوز أن تبقىَ صامتةً أو محايدةً”. علاوًةً على ذلك، فمن الملاحظ أن محطَّ تركيز الحركة لشهر يوليو بالغُ الأهمية؛ نظرًا أنه يُمثّلُ توقيتَ بداية ظهورها وحظْرِ نشاطها في مصر في نفس الوقت، وعودتها مرَّة أخرى؛ مما يُدلل على أن توقيتَ بثّ الفيديو لم يكنٍ عشوائيًا، خاصًة وأنها ذكرت في البيان أنها عادت وأشتدت سواعدها.

ثانيًا:- إستقطاب الدعم لتغذية سواعدها: حيثُ لا يمكنُ فصلُ بداية حِراكها وعودتها بمعزلٍ عن محاولات أطرافٍ معينةٍ مستفيدةٍ من تجدد نشاط الحركة من خلال استثمار الفوضى السياسية اللإقليمية والعالمية لإحياء فكرة “الردع الرمزي”، أو التذكير بالقدرة الكامنة، حتى وإن كانت محدودةً أو مجمّدةً مرحليًا. والجدير بالذكر، أنه منذُ نشأتها حافظت حركة “سواعد مصر” على ارتباطاتٍ خارجيةٍ مع بعض الأطراف الإقليمية التي سبق أن دعمت الحراك المسلح لوجستيًا أو إعلاميًا.

ثالثًا:- أداة مساعدة في تنفيذ خطة التهجير: يُثير توقيت ظهور حركة “حسم” مجددًا وتهديداتها الموجهة للدولة المصرية علاماتِ إستفهام، لا سيِّما في ظل تصاعد الحديث عن خطة التهجير الإسرائيلية من غزة إلى سيناء؛ حيثُ جاءت التطوراتُ الأخيرةُ بعقْدِ إجتماعٍ أمنيٍ مع هيئة الأركان ونتنياهو للسعي نحو تنفيذ خطة اليمين المُتطرِّف التي تهدف لدفْع الفلسطنيين إلى محور “موراج” بالتزامن مع محاولات الوصول لصفقة مدتها 60 يوم، والاستعدادِ بعد ذلك لدفعهم داخل سيناء،^[10] خاصةً وأنها منطقةٌ غير كافيهٍ لاستيعابِ أعداد الفلسطنيين، بجانب البنية التحتية المدمرة التي ستعمق المأساة الإنسانية، مما يخدم ذلك تنفيذ مشروع “التهجير الطوعي” لهم. في سياق ذلك، فإن عودةَ الحركة التي لطالما ارتبطت بعملياتٍ نوعيةٍ تستهدفُ قوات الأمن، تأتي في وقتٍ حساسٍ إقليميًا، ما يوحي بإحتمالِ توظيفِها كأداةٍ لخلخلة الداخل المصري؛ بالسعي لإسقاط النظام بتفكيك الدولة من الداخل؛ وذلك على خُطى تطبيق السيناريو السوري، بدلًا من اللجوء للمواجهات العسكرية بين إسرائيل ومصر، بما يخدمُ أجنداتٍ إقليميةً معاديةً. من ناحيةٍ أخرى، قد تكون هذه العودة جزءًا من محاولة خلْقِ بيئةٍ أمنيةٍ متوترةٍ في سيناء، تُستخدمُ لاحقًا لتبريرِ ترتيباتٍ أمنيةٍ أو سياسيةٍ تصبُّ في مصلحة المشروع الإسرائيلي للتهجير، عبر إظهار فكرة محاربة الإرهاب.

رابعًا:- إشكالية موقع بث المقطع: فقد أُثير نقاشٌ وجدلٌ على مواقع التواصل بشأن صحته، وأماكن تصويره، ومدى حداثته؛ حيثُ ذكر مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب أن المشاهدَ الموجودةَ في المقطع تتطابقُ مع لقطاتٍ استُخدمت في المقطع الصادر عام 2017 بعنوان “قاتِلوهم”، كما تباينت التحليلات أنه بُثَّ من دولٍ مجاورةٍ كليبيا والسودان، بالإضافة لسوريا، لكنه من المرجّحِ بشكلٍ كبيرٍ أنه تم بثّه من سوريا؛ نظرًا لحالة الانفلات الأمني في كثيرٍ من المناطق المفتقرة للرقابة الأمنية، والدلالات الرمزية التي ظهرت في المقطع كأشجار الأرز والمناطق الجبلية، علاوًةً على ظهورِ سلسلةِ تهديداتٍ مُسبقةٍ للنظام المصري من قِبَلِ “أحمد المنصور” في يناير الماضي من العام الجاري، ومحاولات تأسيس حركة مسلحة جديدة تحت مسمى “ثوار 25 يناير”.

تداعيات العودة ومساراتها المحتمـلـــــة

تأسيسًا على ما سبق، يُمكن استشرافُ تداعياتِ حركة “سواعد مصر” ومساراتها المستقبلية وفقًا للآتي:-

1- تشتيتُ الجهدِ الأمني المصري؛ حيثُ إن عودةَ نشاط حركة “حسم” في ظل إنشغال الدولة بملفاتٍ مُتعددةٍ داخليًا وخارجيًا، قد يؤدي لاستنزاف المؤسسات الأمنية، وذلك بمسارين: مسار التوظيف الخارجي؛ أي استغلال الحركة كأداةٍ ضمن مشروعٍ أوسع لتوظيف الإرهاب، بالضغط السياسي والأمني على مصر، سواءٌ لإضعاف موقفها في قضية حرب غزة، أو لدفْعِها إلى تقديمِ تنازلاتٍ إقليميةٍ. بينما المسار الثاني الأكثر تصعيدًا: هو مسارُ المواجهةِ المباشرة؛ وذلك بإحتمالية العودة لعمليات التطهير والدخولِ في معركةٍ طويلةٍ بين الدولة والجماعات المسلحة، إذا تجاوزت حركة “حسم” مرحلةَ التلويح بالإرهاب إلى تنفيذِ هجماتٍ فِعليةٍ. في إطار ذلك، سيتأثر سلبًا قطاعا الاستثمار والسياحة؛ حيثُ إن أيَ تصعيدٍ إرهابيٍ – ولو رمزيًا أو محدود النطاق – قد ينعكس سلبًا على مؤشرات الاقتصاد، خاصةً في قطاعاتٍ مثل السياحة التي ترتبط مباشرةً بالصورة الأمنية للدولة.

2- خلْقُ حالةِ قلقٍ مجتمعيٍ تؤثر على الاستقرار العام؛ وذلك باتّباع الحركة تكتيكَ التهديدِ والتلويح بالإرهاب دون تنفيذ والدخول في مواجهةٍ مباشرةٍ مع الدولة، فمجرد الإعلان أو الترويج لعودة “حسم” قد يخلقُ حالةَ شكٍّ وعدم اليقين لدى المواطنين، ويعيد إلى الأذهان ذكريات عنف سنوات ما بعد 2013، هذا القلق النفسي قد يؤدي إلى ضعف الثقة في قدرة الدولة على إحكام سيطرتها الأمنية، ولو مؤقتًا. وذلك بمسار إعادة تنشيط خطاب جماعات الإسلام السياسي؛ وبالتالي تستثمرُ تلك الخطابات إعلاميًا في الخارج من قِبلِ جماعاتٍ معارضةٍ لإحياء الخطاب التحريضي وإظهار أن هناك حالة رفض شعبي، مما يُعقِّد المشهد الأمني.

3- إفشال أي مشروعٍ لتوظيف الإرهاب، ويمكن تحقيقه باتباع مسار الإحتواء الإستخباراتي المبكر؛ أي أن تنجح الأجهزة الأمنية بالتحركِ بفاعليةٍ استباقيةٍ، عن طريق محاصرة الحركة قبل إعادة بناء بنيتها التحتية، كما أنها ستكونُ رسالة ردع للخلايا النائمة والمتعاطفة، بالإضافة لتعزيز ثقة الشعب المصري في أجهزة ومؤسسات الدولة.

ختامًا:

يبدو أن استئنافَ نشاط حركة “حسم” – سواء كان بتنفيذ عملياتٍ على أرض الواقع أو مجرد التلويح المحسوب – لا يمكن فصلهُ عن التحولات الإقليمية المضطربة التي تمر بها الدولة المصرية، وفي مقدمتها المخططاتُ الإسرائيليةُ الراميةُ إلى تصدير أزمتها مع قطاع غزة نحو الأطراف المجاورة. وبينما تتعدد السيناريوهات المحتملة، فإن قدرةَ الدولة المصرية على الاحتواء المبكر تبقى عنصر الحسم في إفشالِ أي محاولةٍ لإعادة تدوير الإرهاب كورقةِ ضغطٍ سياسيٍ أو أداة تشويش استراتيجي. وعليه، يصبحُ التعاطي مع هذا الملف ليس فقط مهمةً أمنيةً، بل مسؤوليةً وطنيةً شاملةً تتقاطع فيها السيادة، والوعي الشعبي، والحزم الاستخباراتي في مواجهة تهديداتٍ لا تزال تتخفى تحت عباءة التوقيت. والجدير بالذكر، فقد قطعت الأجهزة والمؤسسات الأمنية المصرية شوطًا طويلًا في معركتها ضد التنظيمات الإرهابية، خاصًة مع مساعي الإخوان المسلمين لاستعادةِ نفوذها، وبالتالي لا أمل للجماعةِ الإرهابية أو لأشباهها بالعودة إلى النشاط في مصر مرةً أخرى، فمحاولاتُهم التهديد الآن بالعمل الإرهابي هو نوعٌ من الضغط، في سبيل  أن تؤثرَ تلك التهديدات على صانع القرار المصري والتجاوب مع طلبات الجماعة بالعودة للعمل المجتمعي، وهو ما لن يحدثَ على الأرجح.

ويُختم التقرير بكلمة ألقاها السيد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” في الذكرى الحاديةَ عشرةَ لثورة 30 يونيو ” أبناء الوطن الأوفياء، أنتم السندُ الحقيقيُ، والدرعُ الحامي، والقلبُ النابضُ لهذا الوطن .. قوةُ مصر ليست في سلاحها وحده، بل في وعيكم، وفي تماسك صفوفكم، وفي رفضكم لكل دعواتِ الإحباط والفرقة والكراهية”.

المصادر:

^[1]– Michael Horton, “Is the Hasm Movement the Future of Militancy in Egypt?”, The Jamestown Foundation Global Research and Analysis, Terrorism Monitor Volume: 15 Issue: 18, September 2017. Look at

^[2]– Ryan Cummings, “What Is the Hasm Movement?”, Tony Blair Institute for Global Change, November 2017. Look at

^[3]– ” ما يجمع الإخوان المسلمين وتنظيم “داعش”، مركز تريندز للبحوث والإستشارات، إبريل 2025. على الرابط الآتي

^[4]– ” «حسم» الإخوانية.. قفزة في فراغ وضع إقليمي هش”، العين الإخبارية، يوليو 2025. على الرابط الآتي

^[5]– Edwin Dudley, “Hasm Movement”, MODERN INSURGENT, February 2023. Look at

^[6]– طلعت الصناديلي، ” قبول دعوى حظر حركة حسم لضلوعها في الأعمال الإرهابية”، جريدة الأهرام، فبراير 2017. على الرابط الآتي

^[7]– أشرف عبد الحميد، ” الإخوان تعلن اعتقال الأمن المصري لقيادي بـ”حسم” قبل هروبه لتركيا”، قناة العربية، يناير 2022. على الرابط الآتي

^[8]– US Department of State, Country Report on Terrorism 2022 – Chapter 5 – Harakat Sawa’d Misr, November 2023. Look at

^[9]– ” بريطانيا..تداعيات إدراج حركتي «حسم» و«لواء الثورة» على قائمة المنظمات الإرهابية”، المركز الأوروبي  لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات، فبراير 2018. على الرابط الآتي

^[10]– Amos Harel, “This Israel-Hamas Deal Could Have Been Made in March. Can Trump Now Force It on Netanyahu?”, haaretz, 6 July 2025. Look at