شهدتْ فنزويلا زلزالاً سياسياً عنيفاً عقبَ إعلانِ النتائجِ النهائيةِ للانتخاباتِ الرئاسيةِ والتي جاءتْ في سياقٍ سياسيٍ مضطربٍ نتيجةَ احتدامِ المنافسةِ بين الرئيسِ مادورو والمعارضةِ، حيث اشتعلتْ موجةً من الاحتجاجاتِ والفوضى في شوارعِ كاراكاس بعد التشكيكِ في تزويرِ نتائجِ الانتخاباتِ لصالحِ مادورو، الأمرُ الذي أثارَ العديدَ من الانتقاداتِ الدوليةِ حول المشهدِ السياسيِ في فنزويلا، وخلق العديد من التداعيات السلبية التي ألقتْ بظلالهِا القاتمةِ على الوضعِ الداخليِ والخارجيِ للبلادِ.
أزمةٌ سياسيةٌ جديدةٌ في فنزويلا
دخلتْ فنزويلا في أزمةٍ سياسيةٍ جديدةٍ بعد أن أجريتْ الانتخاباتُ الرئاسيةُ وسط أجواءٍ سياسيةٍ متوترةٍ ومضطربةٍ، تحدثتْ خلالهَا المعارضةُ عن مخاوفِها بشأنِ التزويرِ، وذلك قبل إعلانِ تضاربِ النتائجِ مؤخراً حول الفائزِ، وأعلنتْ لجنةُ الانتخاباتِ في فنزويلا، الأحدَ 28 يوليو، عن فوزِ الرئيسِ نيكولاس مادورو بولايةٍ ثالثةٍ وذلك بعد حصولهِ على 51.2% من الأصواتِ بعد فرزِ 80% من صناديقِ الاقتراعِ، في حينِ حصلَ مرشحُ المعارضةِ إدموندو غونزاليس على 44.2% من الأصواتِ، وخاضَ السباقَ الرئاسيَ 10 مرشحين ولكن انحصرتْ المنافسةُ حولَ الرئيسِ مادورو والدبلوماسيِ السابقِ غونزاليس أوروتيا الذي حلَ بشكلٍ مفاجئٍ محلَ زعيمةِ المعارضةِ ماريا ماتشادو ذاتِ الشعبيةِ الواسعةِ.
وبينما رفضتْ المعارضةُ الفنزويليةُ الاعترافَ بإعلانِ المجلسِ الوطنيِ الانتخابيِ الذي قضَي بفوزِ مادورو بولايةٍ ثالثةٍ، أعلنتْ عن فوزِ مرشحِها إدموندو غونزاليس أوروتيا بالانتخاباتِ الرئاسيةِ وذلك وفقاً لما أكدتهُ زعيمةُ المعارضةِ ماريا ماتشادو لما يوجدُ بحوزتِها من بياناتٍ تؤكدُ حصولَ أوروتيا على حوالي 70% من أصواتِ المقترعين، موضحةً أن مادورو حصلَ على نحوِ 2.7 مليونَ صوتٍ مقابلَ حصولِ إدموندو غونزاليس على 6.2 مليونَ صوتٍ.[1]
احتجاجاتٌ وفوضى عارمةٌ بعد الانتخاباتِ:
أشعلتْ نتائجُ الانتخاباتِ الرئاسيةِ في فنزويلا موجةَ احتجاجاتٍ هائلةٍ وفوضى عارمةً وعنفاً في الشوارعِ الفنزويليةِ، إذ شككتْ المعارضةُ والمجتمعُ الدوليُ في تلك النتائجِ، في حينِ طلبَ الاتحادُ الأوروبيُ نشرَ السجلاتِ الانتخابيةِ، وأسفرتْ تلك الاحتجاجاتُ عن وقوعِ حالاتِ وفاةٍ، بالإضافةِ إلى اعتقالاتٍ وصلتْ لأكثرَ من 46 شخصاً، وأطلقتْ الشرطةُ الفنزويليةُ الغازَ المسيلَ للدموعِ للسيطرةِ على المواطنين الذين خرجوا للاحتجاجِ في كاراكاس رفضاً للنتيجةِ النهائيةِ للانتخاباتِ التي أعلنهَا المجلسُ الانتخابيُ، كما تضررَ المواطنون في كاراكاس من انقطاعِ الانترنت والكهرباءِ.
وفي السياقِ ذاتهِ أكدَ غونزاليس على مواصلةِ المعركةِ الانتخابيةِ، مشيراً إلى عدمِ الهدوءِ إلى أن تنعكسَ رغبةُ الشعبِ الفنزويلي على أرضِ الواقعِ، منوهاً إلى عدمِ صدورِ أيِ دعواتٍ للتظاهرِ، وعلى الجانبِ الأخرِ دافعَ مادورو عن نفسهِ أمامَ اتهاماتِ المعارضةِ له، واصفاً ما حدثَ “بمحاولةِ انقلابٍ فاشيٍ معادٍ للثورةِ في فنزويلا”، واتهمتْ أيضاً النيابةُ العامةُ ماتشادو بالضلوعِ في محاولةِ اختراقٍ للنظامِ الانتخابيِ والتلاعبِ بالنتائجِ، كما أعلنتْ القواتُ المسلحةُ الفنزويليةُ ولاءَها المطلقَ للرئيسِ مارودو.[2]
ردودُ الفعلِ الدوليةِ:
تباينتْ ردودُ الفعلِ الدوليةِ حولَ نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ في فنزويلا وفقاً لما تبعَها من احتجاجاتٍ وفوضى عارمةٍ في الداخلِ الفنزويليِ، إذ حظيَ مارودو بدعمِ بعضِ الدولِ، في حينِ شككَ البعضُ الآخرُ في نتائجِ العمليةِ الانتخابيةِ، الأمرُ الذي دفعَ إلى المطالبةِ بإجراءِ مراجعةٍ شاملةٍ للانتخاباتِ بحضورِ مراقبين مستقلين، وفيما يليِ أبرزُ ردودِ الفعلِ الدوليةِ حولَ المشهدِ السياسيِ الحاليِ في فنزويلا:
أولًا: الدولُ الداعمةُ لمارودو
حظيَ مارودو بتأييدِ ودعمِ عددٍ من الدولِ يأتي في مقدمتِها روسيا والصين اللتين دعتا المعارضةَ إلى القبولِ بالهزيمةِ، وانضمَ إليهم كوبا ونيكاراغوا وهندوراس وبوليفيا
– روسيا
هنأتْ روسيا الرئيسَ مارودو بفوزهِ بولايةٍ ثالثةٍ مشيرةً إلى أن ذلك الفوزَ كان بمثابةِ انتصارٍ تاريخيٍ للشعبِ الفنزويليِ، فمن ناحيتهِ أكدَ عضوُ مجلسِ الاتحادِ الروسيِ يورى فيدوروف، على أن انتخاباتِ الـ28 من يوليو في فنزويلا أظهرتْ اتحادَ الشعبِ حولَ مادورو في خطوةٍ هامةٍ لتحقيقِ إصلاحاتٍ اقتصاديةٍ هائلةٍ وتعزيزِ استقلالِ البلادِ.
– الصين
ومن جهتهِ هنأَ الرئيسُ الصينيُ شي جين بينج نيكولاس مادورو على إعادةِ انتخابهِ رئيساً لفنزويلا وفوزهِ بولايةٍ ثالثةٍ مشيداً بقيادةِ الرئيسِ وتاريخهِ في مسارِ التنميةِ المناسبةِ لظروفِ بلادهِ، وتحقيقهِ إنجازاتٍ ملحوظةً في البناءِ الوطنيِ، كما أكدَ الرئيسُ شي على تعزيزِ الصداقةِ التي تجمعُ فنزويلا والصين وتعاونهِم في مجالاتِ التنميةِ المشتركةِ، مؤكداً على دعمِ بكين الثابتِ لجهودِ فنزويلا من أجلِ حمايةِ السيادةِ الوطنيةِ والاستقرارِ الاجتماعيِ، إلى جانبِ استعدادِ بلادهِ للعملِ مع مارودو لمواصلةِ تعزيزِ الشراكةِ الاستراتيجيةِ الشاملةِ إلى آفاقٍ جديدةٍ تعودُ بالنفعِ على شعبيِ البلدين.[3]
– إيران
رحبتْ إيرانُ بفوزِ مادورو في الانتخاباتِ الرئاسية، مشيدةً بإجراءِ العمليةِ الانتخابيةِ وسط ظروفٍ صعبةٍ وعقوباتٍ قاسيةٍ وغيرِ عادلةٍ مفروضةٍ على فنزويلا بمشاركةِ شعبيةٍ وبإشرافِ مئاتِ المراقبين الدوليين من الدولِ والمؤسساتِ والمنظماتِ، كما أكدتْ على دعمِها وتضامنِها مع جمهوريةِ فنزويلا بهدفِ تعزيزِ برامجِ التنميةِ الوطنيةِ وتعميقِ التعاونِ الثنائيِ.
ثانيًا: الدولُ المشككةُ في نتائجِ الانتخاباتِ
توالتْ ردودُ الفعلِ الدوليةِ المنتقدةِ والمشككةِ في شفافيةِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ في فنزويلا، حيث طالبتْ تسعُ دولٍ في أمريكا اللاتينيةٍ بمراجعةِ نتائجِ الانتخاباتِ، وأعربتْ حكوماتُ كوستاريكا والإكوادور وأورجواي وباراجواي وجواتيمالا والأرجنتين وبنما وبيرو وجهورية الدومينيكان في بيانٍ مشتركٍ عن قلقِهم العميقِ جراءَ تطوراتِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ المضطربةِ في فنزويلا، مشددين على ضرورةِ شفافيةِ عمليةِ فرزِ الأصواتِ، ومن جهتهِم طالبتْ حكوماتُ كل من إسبانيا وإيطاليا وكولومبيا والبرازيل بالشفافيةِ التامةِ من خلالِ نشرِ النتائجِ في كلِ مركزِ اقتراعِ على حدةِ حتى يتمَ التحققُ من النتائجِ، كما أعربتْ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ عن قلقِها البالغِ إزاءَ الأوضاعِ في فنزويلا، إذ نوهَ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيِ أنتوني بلينكن عن مخاوفهِ من أن نتائجَ الانتخاباتِ لا تعكسُ إرادةَ الشعبِ الفنزويليِ، مشدداً على ضرورةِ فرزِ الأصواتِ بشفافيةٍ وعدالةٍ.[4]
وفي السياقِ ذاتهِ، جاءَ انضمامُ الاتحادِ الأوروبيِ إلى الدعواتِ المتصاعدةِ بشأنِ إتباعِ الشفافيةِ لتحديدِ الفائزِ الشرعيِ في الانتخاباتِ الرئاسيةِ في فنزويلا، وتعهدِ الإتحاد أيضاً بمتابعةِ كافةِ الجهود الدبلوماسية لضمانِ الخروجِ السلمي من الأزمةِ السياسية، مؤكداً على دعمهِ للجهودِ الإقليمية والدولية التي تسهمُ في استعادةِ الشرعيةِ الديمقراطيةِ للمؤسساتِ الفنزويليةِ.
ورداً على ذلك أعلنتْ فنزويلا سحبَ الموظفينَ الدبلوماسيين من سبعِ دول في أمريكا اللاتينيةِ اعتراضاً على ما وصفتهُ بتدخلِ تلك الحكوماتِ في الشؤونِ الداخليِة لفنزويلا وتشكيكِهم في نتائجِ الانتخاباتِ، كما رأتْ أن مواقفَ تلك الحكوماتِ تقوضُ السيادةَ الوطنيةَ للدولةِ لذلك دعتْ دبلوماسييها بمغادرةِ هذه البلادِ.
تداعياتُ الأزمةِ السياسيةِ في فنزويلا بعد الانتخاباتِ:
أثارتْ الانتخاباتُ الرئاسيةُ الفنزويليةُ العديدَ من التداعياتِ السلبيةِ سواءٌ في الداخلِ البوليفيِ أو على المستوى الخارجِي، وذلك نظراً لتفاقمِ الأوضاعِ السياسيةِ المضطربةِ والاحتجاجاتِ الغاضبةِ من المعارضةِ والمجتمعِ الدوليِ حولَ التشكيكِ في شفافيةِ تلك الانتخاباتِ.
أولًا: على المستوى الداخلي
تتمحورُ تداعياتُ الانتخاباتِ الرئاسيةِ المضطربةِ في فنزويلا حولَ تدهورِ الأوضاعِ الاقتصاديةِ، وتزايدِ معدلاتِ الهجرةِ، فضلاً عن تدهورِ الأوضاعِ الداخليةِ، وفيما يلي أبرزُ التداعياتِ على المستوى الداخليِ:
1- ملف الاقتصاد
تعاني فنزويلا من أزماتٓ اقتصاديةٍ حادةٍ منذ عام 2010 وحتى الآن، إذ شهدتْ البلادُ حالاتٍ من التضخمِ نتجَ عنها ارتفاعُ معدلاتِ الفقرِ والجريمةِ والجوعِ والمرضِ، فالمواطنون في فنزويلا يعانون من تبعاتِ العقوباتِ الأمريكيةِ والتي ألقتْ بظلالهِا على الجوانبِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةٍ وشملتْ تراجعاً في مستوياتِ الدخلِ وتدني مستوىَ الخدماتِ الطبيةِ والتعليميةِ، إلى جانبِ انهيارِ منظومةِ الكهرباءِ والانترنت والنقلِ، فبعدَ الاضطراباتِ الأخيرةِ الناتجةِ عن الانتخاباتِ الرئاسيةِ، تتزايدُ مخاوفُ المواطنين بشأنٍ تفاقمٍ الأوضاعِ الاقتصاديةِ مما ينعكسُ سلبياً على مستوياتِ المعيشةِ. وعلى الجانبِ الآخرِ أثارَ فوزُ مادورو في الرئاسةِ الفنزويليةِ شكوكاً حولَ قدرةِ فنزويلا على زيادةِ إنتاجِ النفطِ الخامِ بشكلٍ كبيرٍ خاصةً في ظلِ السياساتِ الاشتراكيةِ والمصافي المهجورةِ وحقولِ النفطِ المتدهورةِ، والتي ألقتْ بظلالهِا على انخفاضِ سنداتِ البلادِ وسنداتِ شركةِ النفطِ المملوكةِ للدولةِ.[5]
2- ملفُ الهجرةِ
تُعدُ أزمةُ الهجرةِ من أكبرِ التحدياتِ التي تواجهُ فنزويلا، فنتيجةً للوضعِ السياسيِ والاقتصاديِ المضطربِ قد يميلُ المواطنون إلى الهجرةِ نحو الحدودِ الأمريكيةِ، ففي السنواتِ الأخيرةِ هاجرَ 8 مليون فنزويلياً من الأزمةِ الاقتصاديةِ الكبيرةِ التي تركتْ الملايين من المواطنين تحتَ مستوى الفقر، وظهرَ ذلك جلياً خلالَ استطلاعِ الرأي الذي أجريَ في شهر مايو الماضي أنه إذا حصلَ مادورو على فترةِ ولايةٍ ثالثةٍ في السلطةِ، فإن 41% من الفنزويليين سوف يفكرونَ في مُغادرةِ البلادِ، لذلك هناك مخاوفُ من أن تؤديَ تلكَ الانتخاباتُ إلى استعادةِ الهجرةِ الجماعيةِ للفنزويليين إلى بلدانٍ أخرى.[6]
3- تدهورُ الأوضاعِ الأمنيةِ الداخليةِ
بعد إعلانِ النتائجِ النهائيةِ للانتخاباتِ، توالتْ المظاهراتُ والاحتجاجاتُ في شوارعِ كاراكاس اعتراضاً على فوزِ مارودو بولايةٍ ثالثةٍ، الأمرُ الذي أسفرَ عن سقوطِ العديدِ من القتلى والمصابين، ووفقاً لتلكَ الأحداثِ من الممكنِ أن تتزايدَ الفوضى وتتفاقمَ الأزمةُ الإنسانيةُ في بلدٍ فقيرٍ مثلَ فنزويلا، الأمرُ الذي يقوضُ من الأمنِ والاستقرارِ الداخليِ للبلادِ.
ثانيًا: على المستوى الخارجي
تتمثلُ تداعياتُ الأزمةِ السياسيةِ في فنزويلا على الصعيدِ الخارجيِ في تفاقمِ الانقساماتِ وعدمِ الاستقرارِ الإقليميِ وتصاعدِ التوتراتِ الدبلوماسيةِ، إلى جانبِ إمكانيةِ فرضِ مزيدٍ من العقوباتِ الأمريكيةِ على فنزويلا، وفيما يلي أبرزُ تلك التداعياتِ على المستوى الخارجيِ:
1- تزايدُ الانقساماتِ وعدمُ الاستقرارِ الإقليمي:
حيثُ أسهمت نتائجُ الانتخاباتِ المعقدةِ في تفاقمِ حالةٍ من الانقساماتِ في الرأيِ بين دولِ أمريكا اللاتينيةِ، فهناك دولٌ تدعمُ مادورو وأخري تشككُ في شفافيةِ الانتخاباتِ، الأمرُ الذي دفعَ فنزويلا إلى سحبِ موظفيِها الدبلوماسيين من سبعِ دولٍ في أمريكا اللاتينيةِ، كما أدتْ الأوضاعُ في فنزويلا أيضاً إلى تصاعدِ التوترِ الدبلوماسيِ بين فنزويلا وبيرو، إذ أعلنتْ كاراكاس عن قطعِ علاقاتِها الدبلوماسيةِ مع ليما رداً على موقفِ بيرو من المشهدِ السياسِي في فنزويلا، فقد اعترفتْ بيرو بزعيمِ المعارضةِ غونزاليس كرئيسٍ منتخبٍ للبلادِ، فيما اعتبرتهُ فنزويلا تدخلاً حاداً في الشؤونِ الداخليةِ لبلادِها.[7]
2- احتماليةُ فرضِ عقوباتٍ على حكومةِ مادورو:
حيث تدرسُ واشنطنُ إجراءاتٍ خاصةً بفرضِ عقوباتٍ قاسيةٍ على فنزويلا، نظراً لاتهامِها بتزويرِ نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ خاصةً بعد ظهورِ مؤشراتٍ قويةٍ واستطلاعاتِ رأيٍ تؤكدُ تقدمَ مرشحِ المعارضةِ غونزاليس على مادورو بفارقٌ كبيرٍ، لذلك طالبَ البيتُ الأبيضُ فنزويلا بنشرِ سجلاتِ الانتخاباتِ ببشكلٍ تفصيليٍ، كما بحثَ الرئيسان الأمريكيُ والبرازيليُ الوضعَ السياسيَ في فنزويلا، فضلاً عن إجراءِ مناقشاتٍ حولَ احتماليةِ فرضِ عقوباتٍ على حكومةِ مادورو مع حكوماتِ أمريكا اللاتينيةِ والشركاءِ الدوليين المهتمينَ بالمشهدِ السياسيِ في فنزويلا.[8]
ختامًا:
يمكن القول أن المشهدَ السياسيَ في فنزويلا يخيمُ عليه حالةٌ من عدمِ الاستقرارِ والفوضىَ بعد الاحتجاجاتِ الأخيرةِ على خلفيةِ التشكيكِ في شفافيةِ العمليةِ الانتخابيةِ، الأمرُ الذي أدىَ إلى تزايدِ دقاتِ ناقوسِ الخطرِ حولَ تبعاتِ تدهورِ الأوضاعِ السياسية؟ والاقتصاديةِ وتفاقمِ المشكلاتِ الأمنيةِ في البلادِ، إلى جانبِ تصاعدِ التوتراتِ الدبلوماسيةِ بين فنزويلا ودولِ أمريكا اللاتينيةِ، ولذلك لابدَ من تدخلِ القوىَ السياسيةِ الكبرىَ للسيطرةِ على تلك الأوضاعِ وإعادةِ متابعةِ نتائجِ الانتخاباتِ بشكلٍ تفصيليٍ بما يضمنُ مرورَ العمليةِ الانتخابيةِ في ظلِ الشرعيةِ والعدالةِ والشفافيةِ، مما يسهمُ في عدمِ تفاقمِ الأوضاعِ، والحفاظِ على سيادةِ واستقرارِ وأمنِ البلادِ.
المصادر:
[1] الجزيرة، أزمة سياسية تعصف بفنزويلا بسبب انتخابات الرئاسة، 30 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/f9OH6qu2
[2] سكاي نيوز عربية، فنزويلا.. احتجاجات ضد مادورو والمعارضة ترفض نتائج الانتخابات، 30 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/8rSwdb3f
[3] جريدة اليوم السابع، الرئيس الصيني يهنئ نيكولاس مادورو على إعادة انتخابه رئيسًا لفنزويلا، 31 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/QqbBdnpG
[4] فاطمة شوقي، تباين ردود الفعل الدولية حيال نتيجة انتخابات الرئاسة الفنزويلية، جريدة اليوم السابع، 29 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/GXNaQFxO
[5] مجلة مباشر، ما مستقبل فنزويلا النفطي بعد فوز مادورو بالرئاسة؟، 32 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/9EmPZ5kb
[6] BBC NEWS، كيف حافظ مادورو على سيطرته على فنزويلا الفقيرة؟، 31 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/ynDjMXMg
[7] وكالة أنباء الإمارات- وام، فنزويلا تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع بيرو، 31 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/hxqjNr6z
[8] هبه القدسي، واشنطن تدرس فرض عقوبات ضد فنزويلا بسبب الانتخابات، صحيفة الشرق الأوسط، 30 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/WXy33OYZ
