الشراكات الإماراتية فى إفريقيا .. نفوذ متنامٍ وطموحات بعيدة المدى

إعداد: إسراء عادل 

مقدمة:

تولى الإمارات علاقاتها مع إفريقيا أهمية كبيرة، حيث رفعت “أبو ظبى” راية الشراكات الإستراتيجية كعنوان لحركتها التوسعية فى القارة السمراء، التى تتوفر فيها فرص استثمارية هائلة، بجانب تمتعها بموارد طبيعية غنية، حيث شهدت الفترة الأخيرة نشاطًا إماراتيًا مكثفًا فى القارة الإفريقية، وظهر ذلك جليًا عبر عدد من الشراكات الإستراتيجية واتفاقيات التعاون الثنائى المشترك التى تقوم بها الدولة مع العديد من الدول الإفريقية فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتى بموجبها تحقق الإمارات أهداف وطموحات بعيدة المدى، تخدم اقتصادها وتعزز من نفوذها التوسعى فى المنطقة.

جذور العلاقات (الإماراتية – الإفريقية):

إن العلاقات الإماراتية الإفريقية علاقات نشيطة ومتجددة منذ القدم، فهى لم تولد مؤخرًا، بل يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضى، إذ بدأ تاريخ العلاقات الإماراتية مع إفريقيا منذ تأسيس الدولة عام 1971، فكانت أول دولة خليجية والثانية عربيًا تنضم إلى مفوضية الاتحاد الإفريقى الذى يتخذ من أديس أبابا مقرا له، كعضو مراقب، كما بدأ التواجد الإماراتى فى إفريقيا أولًا بمنطقة القرن الإفريقى عام 1977، عندما دعمت “أبوظبى” مشروع “سكر جوبا ومشروع بربرة برعو فى الصومال”، وفى الثمانينيات وحتى التسعينيات تولت دولة الإمارات مشروع بناء السدود فى المدن الصومالية، وقادت “أبوظبى” مبادرة المصالحة بين الأطراف الصومالية التى تمثلت فى ميثاق دبى 2012، والذى يُعد الاتفاق الأول من نوعه بين الحكومة الصومالية وحكومة أرض الصومال منذ أكثر من 21 عامًا، وما زالت الإمارات العربية المتحدة تسعى حثيثًا، نحو التوغل على نطاق واسع فى إفريقيا، فحتى الآن تشهد العلاقات (الإماراتية – الإفريقية) تطورًا مستمرًا فى مختلف المجالات انطلاقًا من الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية التاريخية المشتركة التى تقوم على مبادئ الأخوة والصداقة والاحترام المتبادل.[1]

المصالح الإماراتية فى إفريقيا:

شهدت السنوات الأخيرة نشاطًا مكثفًا للإمارات فى إفريقيا، مددت خلالها الدولة الخليجية عبر شبكة مصالح اقتصادية وجيوسياسية وأمنية وأيدولوجية، أذرعها فى العديد من القطاعات التقليدية وغير التقليدية، كما تنوعت وسائل وأدوات تحقيق هذه المصالح من خلال الوفورات المالية الكبيرة التى يحققها الاقتصاد الإماراتى.[2]

أولًا: المصالح الاقتصادية

تعددت المصالح الاقتصادية الإماراتية فى إفريقيا، حيث ركزت الإمارات على عدة أهداف اقتصادية كان أبرزها، تعظيم الاستثمارات الإماراتية الخارجية فى ظل تعطش الدول الإفريقية للاستثمار الأجنبى فى كافة المجالات، بالإضافة إلى تأمين التبادل التجارى، خاصةً فى مجالات الأمن الغذائى والسلع الإستراتيجية مثل السلع النقدية والمعادن الثمينة، نظرًا لأن الأسواق الإفريقية تُمثل مصدرًا وفيرًا ورخيصًا للمواد الأولية، سواء الزراعية أو الحيوانية أو التعدينية، وتستهدف دولة الإمارات السيطرة على قنوات التجارة فى إفريقيا عبر الاستحواذ على جزء كبير من البنى التحتية للموانئ الإفريقية، ومن ثم تشكيل الممرات الاقتصادية والتحكم بها، الأمر الذى يعزز من النفوذ الإماراتى، فقد بنت الإمارات حضورًا جيوستراتيجيًا متقدمًا فى إفريقيا بفضل استثماراتها فى مشروعات البنية التحتية فى الموانئ التى تربط كل منها واحدة من دول الخليج العربى بشكل محدد، كما تسعى الإمارات لتعزيز وضعها كبوابة للأسواق الإفريقية، حيث تُعد الإمارات ثانى أكبر مستثمر فى إفريقيا منذ عام 2016، ولاسيما فى قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية ومجالات الاستثمار التجارى والخدمى، وتستحوذ على 88% من الاستثمارات الخليجية فى القارة.[3]

ثانيًا: المصالح السياسية

تسعى دولة الإمارات إلى توطيد علاقاتها الإفريقية؛ وذلك من أجل تعزيز حضورها ومكانتها فى النظام الدولى، ومن ثم استطاعت الإمارات بالفعل أن تقيم علاقات دبلوماسية رسمية، مع عدد كبير من الدول الإفريقية، وصلت مؤخرًا 37 من أصل 54 دولة، بخلاف دولة أرض الصومال غير المعترف بها، ويبدو أن النشاط الإماراتى لم يقتصر على إقليم محدد، بل امتد إلى أقاليم القارة الخمسة وتنوع ليشمل كافة المجالات، ولكن تركزت الإستراتيجية الإماراتية على إقليم شرق إفريقيا، إذ أقامت الإمارات علاقات سياسية ودبلوماسية، مع 15 دولة من دول الإقليم، بما فى ذلك أرض الصومال، وتعاونت معهم على نطاق واسع فى المجالات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية والإعلامية.

ثالثًا: المصالح والأهداف الأمنية

تتمثل المصالح الجيوسياسية التى تستهدفها الإمارات فى القارة السمراء فى ضمان أمن الممرات المائية، ولاسيما مضيق باب المندب الذى يمر عبره ما يقدر بـ 8.3 ملايين برميل من النفط يومياً، إلى جانب مكافحة القرصنة على السفن فى بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندى، والإسهام فى تجفيف منابع الإرهاب فى القارة الإفريقية، حتى لا تشكل الأخيرة نقاط تصدير للحركات الإرهابية لدول الخليج العربى عمومًا والإمارات خصوصًا، فضلًا عن مواجهة النفوذ المتنامى للقوى الإقليمية المنافسة فى القارة، والاستفادة من الكتلة التصويتية الإفريقية فى الأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات التابعة لها، وهو ما يُؤمن دعمًا كبيرًا للقضايا التى تتبناها الإمارات فى المحافل الدولية، خاصة أن الإمارات تحاول ممارسة أدوارًا فاعلة إقليميًا ودوليًا.

رابعًا: المصالح الأيديولوجية:

تسعى الإمارات إلى حماية وتعزيز منظومة القيم السائدة فى الدولة بهدف تكوين قوة ناعمة داعمة للنفوذ، ويبدو أيضًا أن منظومة القيم التى يتبناها النظام الحاكم، تتوافق مع منظومة القيم السائدة على المستوى المجتمعى داخل الدولة، وتركز هذه القيم على مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، ونبذ التطرف والإرهاب، فمن هذا المنظور تفاعلت الدولة مع قضايا الإرهاب على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى، وقد كانت هذه المنظومة من القيم محددًا رئيسيًا لنشاط الخارجية الإماراتية فى إفريقيا.

الشراكات الإستراتيجية الإماراتية فى إفريقيا:

شهدت الفترة الأخيرة تعدد الشراكات التى قامت بها دولة الإمارات فى القارة الإفريقية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والأمنية، فضلًا عن اتفاقيات التعاون الثنائى فى مجال التحول الرقمى والتحديث الحكومى، ومن أبرز هذه الشراكات مع الدول الإفريقية ما يلى:

أولًا: الشراكات الاقتصادية الشاملة

عقدت دولة الإمارات العديد من الشراكات الاقتصادية الشاملة مع دول القارة الإفريقية، وكان أبرز هذه الشراكات، الشراكة مع كينيا ومصر والكونغو برازافيل.

كينيا

أنجزت دولة الإمارات وجمهورية كينيا، فى 23 فبراير الماضى، محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينها، بعدما توصلتا إلى البنود النهائية للاتفاقية تمهيدًا للتوقيع عليها رسميًا، وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع كينيا هى الأحدث فى أجندة التجارة الخارجية لدولة الإمارات، كما تركز هذه الصفقة على قطاعات رئيسة من بينها الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والسفر والسياحة، وتستهدف الاتفاقية بالأساس تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، وخصوصًا فى ظل المسار الصاعد للتجارة البينية غير النفطية التى سجلت نموًا فى عام 2023 بنسبة 26.4% مسجلةً أكثر من 3 مليارات و60 مليون دولار، مقابل 2.4 مليار دولار فى عام 2022، و2.2 مليار دولار فى 2021، و1.8 مليار دولار فى 2020، حيث يهدف برنامج الاتفاقيات الاقتصادية الشاملة الذى أطلقته دولة الإمارات فى سبتمبر 2021، إلى توسيع شبكة الشركاء التجاريين والاستثماريين للدولة مع دول ذات أهمية إستراتيجية عالميًا وإقليميًا على خريطة التجارة الدولية.[4]

مصر

تُعد العلاقات (الإماراتية – المصرية) نموذجًا يُحتذى به فى العلاقات الثنائية بين الدول العربية، فدولة الإمارات ومصر، تجمعهما علاقات متجذرة وتاريخية قائمة على الروابط الأخوية والتفاهم المتبادل، حيث يشهد التعاون بين الدولتين فى مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية تطورًا متزايدًا فى ضوء دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة للبلدين الشقيقين، وبما يخدم التطلعات المستقبلية، وظهر ذلك جليًا عندما وقعت الإمارات ومصر واحدة من أكبر صفقات الاستثمارات فى تاريخ البلدين، فى 23 فبراير الماضى، لتنمية مدينة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار، والتى قد تنتج عنها استثمارات إضافية بقيمة 150 مليار دولار من الجانب الإماراتى على مدى عمر المشروع، بالإضافة إلى انعقاد اجتماع ثنائى، فى 20 فبرير الماضى، بين وزير الاقتصاد الإماراتى عبد الله بن طوق المرى والدكتورة هالة حلمى السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، لبحث تنمية الشراكة الاقتصادية المتميزة بين الدولتين، وتعزيز فرص التعاون فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والصناعة، خلال المرحلة المقبلة، كما شهد الاجتماع تبادل الخبرات فيما يخص تطوير السياسات الاقتصادية المرنة ودورها فى تعزيز دعم نمو واستدامة اقتصاد البلدين، فضلًا عن دعم قنوات التواصل بين مجتمعى الأعمال الإماراتى والمصرى، وإمكانية تقديم المزيد من التسهيلات والحوافز للمصدرين والمستوردين فى الدولتين، بما يدعم نمو واستدامة اقتصادهما.[5]

وفيما يخص الاقتصاد الرقمى، وقعت وزارة الاستثمار الإماراتية، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر، مذكرة تفاهم فى 19 ديسمبر 2023، بهدف وضع إطار شامل للتعاون الاستثمارى فى مجال البنية التحتية الرقمية، وخاصة فى مشروعات مراكز البيانات فى مصر، وتركز المذكرة على تعزيز التعاون الفعّال، عبر الارتقاء بالعلاقات بين المؤسسات الحكومية والخاصة فى الإمارات ومصر، وتقديم الحوافز والتسهيلات لدعم المبادرات ذات الصلة، بما يخدم جهود التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة.[6]

الكونغو “برازافيل”

أنجزت دولة الإمارات، وجمهورية الكونغو (الكونغو برازافيل) فى 28 ديسمبر 2023، المحادثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، للارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، فاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والكونغو برازافيل تُعتبر محطة مهمة فى علاقات الصداقة المتنامية بين البلدين، وتفتح مجالات واسعة لمجتمعى الأعمال فى الجانبين لبناء شراكات طويلة الأجل واستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية، حيث يمكن لدولة الإمارات أن تكون بوابة لصادرات الكونغو برازافيل نحو الأسواق الخليجية والعربية والإقليمية، وبالمثل يمكن أن تشكل الكونغو برازافيل بوابة لدولة الإمارات نحو أسواق وسط إفريقيا، بالإضافة إلى أن الاتفاقية ستفتح نافذة جديدة أمام الاستثمارات الإماراتية، وكانت الإمارات والكونغو برازافيل قد وقعتا على ثلاث اتفاقيات اقتصادية فى مارس 2023 شملت: اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبى، واتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمار، واتفاقية للنقل الجوى، وذلك لدعم التعاون وتسهيل الحركة التجارية وتشجيع الاستثمار المتبادل بين البلدين.[7]

ثانيًا: التعاون فى المجالات الأمنية

وقعت الإمارات عدة اتفاقيات ثنائية مع الدول الإفريقية فى المجالات الأمنية، كان أحدثها مذكرة التعاون المشترك مع رواندا لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب.

رواندا

وتولى دولة الإمارات اهتمامًا كبيرًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك مع رواندا، التى تعد بوابة رئيسية للصادرات الإماراتية إلى منطقة البحيرات العظمى الأفريقية، وانعكاسًا لتنامى التعاون المشترك، فقد وقعت الإمارات ورواندا، مذكرة تفاهم لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب، وذلك خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، التى عُقدت فى فبراير الماضى، وركزت المذكرة على تعزيز مستوى التعاون بين الدولتين فى مجال مكافحة الجرائم بكافة أنواعها، وتبادل المعلومات، والتدريب المشترك لتطوير العمل الشرطى والأمنى، مما يعظم تطلعهما نحو تعزيز الأمن والوقاية المجتمعية، كما وقعت الدولتان اتفاقات عديدة شملت: تجنب الازدواج الضريبى، والخدمات الجوية، وتشجيع وحماية الاستثمارات، والتعاون التقنى، فضلًا عن إطلاقهما شراكة فى مجالات تحديث العمل الحكومى فى فبراير2023، ومما لا شك فيه أن تلك الاتفاقيات قد تُلقى الضوء على قوة ورسوخ العلاقات بين الدولتين منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1995، حيث حرص الطرفان على تعزيز علاقاتهما الثنائية، وقد أسهم فى تحقيق ذلك افتتاح رواندا سفارة فى “أبوظبى” وقنصلية فى “دبى” عام 2015، وافتتاح سفارة الإمارات فى كيجالى عام 2018، إلى جانب تكثيف الزيارات المتبادلة، والتى كان أبرزها زيارة الرئيس الرواندى “بول كاغامى” للإمارات فى يونيو 2022.[8]

ثالثًا: التعاون فى مجال التحول الرقمى

عقدت الإمارات عدة اتفاقيات ثنائية مع الدول الإفريقية فى مجالات التحول الرقمى، كان أبرزها التوقيع على مذكرة تفاهم مع موريتانيا بشأن مسار التحول الرقمى فى التعليم.

موريتانيا

وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة وموريتانيا، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، المنعقدة بمدينة دبى الإماراتية، فى منتصف فبراير الماضى، مذكرة تفاهم تتعلق بتعزيز الانطلاقة الفعلية لمسار التحول الرقمى فى التعليم بموريتانيا، وذلك لبحث سبل توسيع مجالات التعاون المشترك ذات الصلة بالتحول الرقمى بين البلدين بالإضافة إلى تبادل الخبرات، بما فيها تلك المتعلقة بالقوانين التوجيهية الداعمة لانطلاق التحول الرقمى للتعليم فى موريتانيا، كما تجمع البلدين علاقات متميزة ووطيدة، فضلًا عن التطابق فى وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والعالمية، والدعم الإماراتى لكثير من المشاريع التنموية والمبادرات الثقافية فى نواكشوط.

رابعًا: التعاون فى مجال التبادل المعرفى الحكومى

وقعت حكومة دولة الإمارات شراكات دولية جديدة، فى فبراير الماضى، ضمن برنامج التبادل المعرفى الحكومى، شملت دولًا فى القارة الإفريقية هى أوغندا ومدغشقر.[9]

أوغندا

تركزت الشراكة بين حكومة دولة الإمارات وحكومة جمهورية أوغندا على تبادل الخبرات فى مجال التطوير والتحديث الحكومى، بما يُسهم فى تطوير الخدمات الحكومية، وتعزيز القدرات المؤسسية ونظم قياس الأداء فى القطاع الحكومى، بالإضافة إلى وضع إطار مؤسسى لتعزيز وتنمية التعاون بين البلدين، والاستفادة من النماذج التطويرية الناجحة، وتبادل التجارب والممارسات الناجحة، كما وقعت الدولتان عدة اتفاقيات اقتصادية تشمل كلًا من تجنب الازدواج الضريبى والخدمات الجوية والتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات واتفاقيات أخرى قيد التفاوض لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، حيث تعد دولة الإمارات شريكة تجارية رئيسية لأوغندا، فهى حلقة الوصل بين أوغندا والشرق الأوسط ومركزًا مهمًا للصادرات الأوغندية إلى الأمريكيتين وأوروبا من جهة الغرب وإلى آسيا والصين واليابان من جهة الشرق، بينما تعد أوغندا بوابة رئيسية للصادرات الإماراتية إلى منطقة البحيرات العظمى الإفريقية.

مدغشقر

وتهدف الشراكة الإماراتية مع حكومة مدغشقر فى مجال التطوير الحكومى إلى تبادل الخبرات فى تعزيز معايير الجودة فى تقديم الخدمات الحكومية، وتسهيل تقديمها للمتعاملين بالاعتماد على أحدث التقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى تطوير الخبرات المتخصصة فى استشراف مستقبل العمل الحكومى، كما بحث المجلس الوطنى الاتحادى لدولة الإمارات فى 17 فبراير الماضى، سبل تعزيز علاقات التعاون البرلمانية، مع مجلس الشيوخ فى جمهورية مدغشقر، وآفاق تطويرها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، حيث تتمتع الإمارات بعلاقات وطيدة مع مدغشقر، وتحرص على تعزيز العلاقات البرلمانية بما يواكب الشراكة القائمة فى مختلف المجالات، لا سيما فى مجالات التكنولوجيا الحديثة والطاقة والاستثمار والاقتصاد وتبادل الخبرات فى مجال الإدارة الحكومية.

ختامًا:

يمكن القول، إن الاهتمام الإماراتى الملحوظ بالقارة الإفريقية مدفوع بالأساس بسعيها وراء الاستثمارات الإستراتيجية من أجل تنويع اقتصادها وتأمين وصولها إلى الموارد المهمة، لاسيما أن القارة الإفريقية تتيح فرص ضخمة تثير اهتمام الإمارات وغيرها للاستفادة من هذه الأسواق الناشئة، وبناءً عليه، يبدو أن الإمارات تتمدد فى إفريقيا لفرض نفوذها الجيوستراتيجى عبر عقد شراكات إستراتيجية متعددة مع دول القارة، فالطموح الإماراتى بعيد المدى هو الذى يحرك السياسة الخارجية الإماراتية، ويدفعها لاستخدام كافة الوسائل والأدوات المتاحة لديها لتحقيق مصالحها وأهدافها، بما ينعكس على زيادة نطاق النفوذ الإماراتى فى القارة وتوسيعه وترسيخه.

المصادر:

[1] د. أمينة العريمى، العلاقات الإماراتية الإفريقية، https://www.albayan.ae/opinions/articles/2019-10-11-1.3670065

[2] د. سعيد ندا، الإمارات فى إفريقيا: نفوذ متنامٍ وطموحات بعيدة المدى، https://dimensionscenter.net/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0-%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8D-%D9%88%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%89

[3] صلاح الغول، الإمارات فى الصومال وإفريقيا.. دبلوماسية ناجحة ومساعدات متواصلة وجهود كبيرة فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه،

https://alsomalalyaum.com/40543/

[4] الإمارات وكينيا تتوصلان إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتعزيز التجارة فى مختلف القطاعات، https://economymiddleeast.com/ar/news/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9/

[5] الشراكة الاستراتيجية الاقتصادية بين الإمارات ومصر نحو مستقبل مشترك،  https://cnnbusinessarabic.com/economic-opinion-analysis/50743/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83

[6] الإمارات ومصر توقعان اتفاقية لدعم نمو الاقتصاد الرقمى، https://www.skynewsarabia.com/business/1678919-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D9%86%D9%85%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A

[7] الإمارات والكونغو برازافيل تتوصلان إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة، https://wam.ae/article/aqd4zao-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9

[8] التعاون الأمنى بين الإمارات ورواندا يشهد تقدمًا مهمًا فى القمة العالمية للحكومات 2024، https://ar.uae-voice.net/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A7/

[9] القمة العالمية للحكومات.. حكومة الإمارات توسع شراكات تبادل المعرفة فى إفريقيا وآسيا، https://wam.ae/ar/article/32glskwq-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B9-%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA