المقالات
الضغط الأمريكي يأتي بطهران إلى طاولة التفاوض… هل تنجح مفاوضات عُمان في حلحلة الملف النووي الإيراني؟
- أبريل 12, 2025
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط

إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
في تطور لافت بالملف النووي الإيراني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجيء في مساء يوم الأثنين 7 أبريل الجاري، وخلال جلسة مباحثات جمعته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواشنطن، أن إيران والولايات المتحدة سيجريان محادثات مباشرة، وهو الأمر الذي أكده الجانب الإيراني سريعًا.
حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني يوم 8 أبريل الجاري، أن طهران وواشنطن سيجريان محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى في العاصمة العُمانية مسقط يوم السبت 12 أبريل 2025، إذ يقود عراقجي الوفد الإيراني، فيما سيتولى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قيادة الوفد الأمريكي، بينما يدير المباحثات وأعمال الوساطة بين الجانبين؛ وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.[1]
ويثير هذا التطور الكثير من التساؤلات حول دوافع طهران لقبول التفاوض مع واشنطن، وما إذا كانت المحادثات مباشرة أو غير مباشرة، واحتمالات اللجوء للخيار العسكري فعلًا في حال فشلت مفاوضات عُمان المرتقبة:
أولًا؛ سياق ضاغط يجبر إيران على قبول التفاوض:
يبدو أن الملف النووي الإيراني بات على رأس أولويات الإدارة الأمريكية؛ حيث عبرت واشنطن أكثر من مرة عن رغبتها في إجراء مفاوضات مع إيران، وكانت البداية مع إعلان ترامب أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي يوم 6 مارس 2025، تدعو طهران إلى الدخول في مفاوضات حول برنامجها النووي، وإمهال إيران مدة لا تزيد عن شهرين فقط للتوصل إلى اتفاق جديد، وإلا ستتعرض منشآتها النووية إلى القصف.
وقد قابلت إيران هذه الدعوة بالرفض، مؤكدة أنها لن تقبل التفاوض إلا في حال تراجعت الإدارة الأمريكية عن سياسة الضغط الأقصى، ورفعت عقوباتها الاقتصادية عن طهران.
ولكن بعد فترة وجيزة؛ غير النظام الإيراني موقفه، وأعلن قبوله إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة سلطنة عُمان، ولا شك أن هذا التغيير في الموقف الإيراني جاء مدفوعًا بعدد من الضغوط والتحديات التي أجبرت طهران على أن تلجأ إلى طاولة المفاوضات، ومن أهمها:
-
تآكل النفوذ الإقليمي الإيراني؛ تعاني إيران حاليًا من تراجع وضعف غير مسبوقين في تاريخ نظام ولاية الفقيه؛ وذلك على خلفية الانتكاسات التي تعرضت لها أذرعها الإقليمية، ومنها:
-
الضربات الإسرائيلية التي انهكت وأضعفت حزب الله اللبناني، وجعلته يقبل بتنفيذ القرار رقم 1701، والذي ينص على وقف إطلاق النار بين الحزب والقوات الإسرائيلية، وإلزام الحزب بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وبالفعل تتحرك القيادة اللبنانية الآن إلى معالجة هذا الأمر، وتسوية قضية تسليم الحزب لسلاحه.
-
سقوط حليفها الرئيسي المتمثل في نظام حكم بشار الأسد في سوريا، وهو ما أفقد إيران قدرتها على تمويل وتسليح حزب الله في لبنان، وأخرج طهران من معادلة النفوذ في دمشق، فضلًا عن خسارة طهران لقدرتها على تهديد الأمن القومي الإسرائيلي من خلال جبهة الجولان السوري المحتل.
-
الهجمات العنيفة التي تشنتها القوات الأمريكية منذ 15 مارس الماضي، على معاقل الحوثيين في مناطق عدة داخل اليمن، مع تركيز خاص على محافظة صعدة التي تُعد المركز السياسي للجماعة، بالإضافة إلى محافظات صنعاء والحديدة ومأرب والجوف.
-
ويبدو أن الضربات الأمريكية الحالية على الحوثيين، وتهديدات ترامب بالقضاء على التهديد الحوثي، بل وتهديده لإيران نفسها بأنها ستتحمل المسؤولية عن أي هجمات أخرى من جانب الحوثيين على السفن والبوارج الأمريكية، هي رسالة ردع واضحة باستعداد واشنطن لاستخدام القوة العسكرية ضد الأذرع الخارجية لطهران، كما أنها رسالة تحذيرية لإيران بأنها قد تكون الهدف التالي.
وفي ضوء ذلك؛ وإدراكًا من طهران أن قدرتها على ردع الخطر الأمريكي الإسرائيلي قد تآكلت وقُوضت بشكل كبير، قررت إيران أن تلجأ إلى الحل التفاوضي، وتقدم بعض التنازلات فيما يخص نفوذها الإقليمي، ولذلك جمدت بعض المليشيات والجماعات العراقية الموالية لإيران، نشاطها العسكري ضد الوجود الأمريكي والأراضي الإسرائيلية، وأبدى حزب الله استعداده إلى الدخول في مباحثات حول تسليم سلاحه للجيش اللبناني، فضلًا عن قرار طهران بإيقاف تمويلها وتسليحها للحوثيين، وذلك وفقًا لما أفادت به صحيفة “التلغراف” البريطانية يوم 3 أبريل الجاري، حيث أشارت إلى أن إيران أمرت بسحب عناصرها العسكرية من اليمن، تجنبًا للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.[2]
-
تصاعد التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية؛ إذ ترى تل أبيب أن هناك فرصة نادرة لن تتكرر للقضاء على ما تسميه بـ”محور الشر الإيراني”، عن طريق ضرب “رأس الأفعى”؛ في إشارة إلى طهران، استغلالًا لحالة الضعف والتراجع التي تعاني منها إيران حاليًا، وذلك بعد أن فقدت الكثير من قدرات أذرعها في المنطقة، وبالتالي تآكلت قدرتها على الردع، وهذا يسهل من توجيه ضربة إسرائيلية مباشرة للعمق الإيراني، خاصةً في وجود إدارة أمريكية داعمة ومؤيدة لإسرائيل كإدارة ترامب.
ويزداد الأمر سوءاً مع مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن ينص أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران على تفجير المنشآت النووية الإيرانية، وذلك على غرار النموذج الليبي، قائلًا “إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق، ولكن فقط إذا كان شبيهًا باتفاق ليبيا عام 2003، أي تُدمر المنشآت وتُفكك كل الأجهزة بإشراف وتنفيذ أمريكي كامل”.[3]
وقد حتم هذا الوضع على إيران أن تقبل بحل التفاوض، حتى ولو تحت ضغط أمريكي، حتى تتجنب التصعيد الإسرائيلي ضد برنامجها النووي، تحت ذريعة أنها هي من ترفض الخيار الدبلوماسي التفاوضي للأزمة.
-
إصرار أمريكي على التفاوض المباشر مع إيران؛ أكدت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً أنها تتمسك بمبدأ التفاوض المباشر، وأن مفاوضات عُمان المرتقبة ستكون مباشرة بين الوفدين الإيراني والأمريكي، كما صرح الرئيس ترامب بأن “سيكون من الأفضل إجراء مفاوضات مباشرة، لأن الوتيرة تكون أسرع، إلى جانب أنه يمكن فهم المعسكر الآخر بشكل أفضل مما هي الحال وقت الاستعانة بوسطاء”.[4]
ويعود التمسك الأمريكي بالمفاوضات المباشرة مع طهران إلى عدة أهداف؛ منها: إحراج القيادة الإيرانية وخاصةً المرشد علي خامنئي، الذي سبق وأكد في فبراير الماضي، أن “التفاوض مع الولايات المتحدة ليس أمرًا ذكيًا ولا مشرفًا ولا حكيمًا”، والرغبة في تفويت الفرصة على طهران التي دائمًا تعتمد على التفاوض غير المباشر حتى تطبق سياسة التسويف والمماطلة لكسب الوقت، والتي اتبعتها دائمًا في جميع جولات التفاوض السابقة.[5]
أما من جانبها؛ ترفض إيران التفاوض المباشر وتتمسك بالمفاوضات غير المباشرة في عُمان، حيث أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أن “سياساتنا لا تزال قائمة على رفض المفاوضات المباشرة في ظل سياسة الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية، لكننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة”.
ويمكن تفسير الرفض الإيراني للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، بأن طهران تريد حفظ ماء وجهها حتى لا تبدو وأنها رضخت وقبلت بإجراء مفاوضات تحت الضغط والتهديد، فضلًا عن رغبة إيران في تفويت الفرصة على واشنطن، حتى لا تطرح قضايا جديدة للتفاوض غير الملف النووي.[6]
-
حشد عسكري أمريكي مقلق بالشرق الأوسط، عملت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” على تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، كما عززت من دعمها العسكري إلى إسرائيل؛ حيث[7]:
-
نشرت واشنطن مجموعتين من حاملات الطائرات المقاتلات من طراز “إف -35″، وقاذفات من طراز “بي 2” في قاعدة دييغو غارسيا، وهي قاذفات قادرة على تنفيذ هجمات ضد منشآت تحت الأرض، فضلًا عن نشر أنظمة دفاع جوي من طراز “باتريوت”.
-
كما قررت وزارة الدفاع تمديد نشر مجموعة حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” في المنطقة، وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل، في الأول من أبريل 2025.
-
زودت الولايات المتحدة، إسرائيل بأسلحة غير تقليدية؛ ومنها 100 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع “BLU-109″، والتي تزن الواحدة منها حوالي 875 كيلوجرامًا.
ويُعتبر هذا الحشد العسكري الموسع في الشرق الأوسط، رسالة أمريكية واضحة لإيران؛ مفادها أنها على استعداد تام لتنفيذ تهديداتها بضرب منشآت طهران النووية في حال فشلت المفاوضات، وهو ما يأتي بالجانب الإيراني إلى طاولة التفاوض وهو تحت تهديد وضغط كبير، قد يجبر طهران على تقديم الكثير من التنازلات.
-
اتباع الولايات المتحدة مبدأ “السلام باستخدام القوة” تجاه إيران؛ يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طهران بين اختيارين كلاهما مُر بالنسبة لها؛ وهما إما التفاوض على اتفاق نووي جديد بالشروط الأمريكية، أو احتمالية مواجهة خيار الحرب والعمل العسكري، حيث صرح ترامب كثيرًا بأن “في حال فشلت المفاوضات، ستكون إيران في خطر كبير، فإذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف لم يروا مثيله من قبل”.
ورغم أن إيران قررت تبني الخيار الأول وهو التفاوض تحت الضغط، إلا أنها في الوقت ذاته، وبغرض إظهار أنها لا زالت قادرة على الردع والمواجهة، أطلقت مجموعة من التوعدات والتهديدات حول ردها على أي عمل عسكري يُنفذ تجاه برنامجها النووي؛ حيث[8]:
-
هدد المرشد الإيراني علي خامنئي بأن أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي، سيُواجه بضربة انتقامية قاسية.
-
أرسلت إيران احتجاجًا دبلوماسيًا رسميًا عبر السفارة السويسرية، التي تمثل المصالح الأمريكية، محذرة من رد فوري وحاسم على أي تهديد.
-
حذر مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني، من أن “أي خطأ في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، قد يدفع طهران إلى اتخاذ قرار بتطوير سلاح نووي”.
-
كشف الحرس الثوري الإيراني عن ترسانة صواريخ باليستية جديدة تحت الأرض، تضم صواريخ من طراز “خيبرشكن”، و”قاسم سليماني”، و”عماد”، و”سجيل”، و”قدر”، وصاروخ كروز “باوه”.
-
هددت إيران باستهداف القاعدة العسكرية الأمريكية البريطانية في دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.
-
كما هددت طهران بالخروج من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية “إن بي تي”، وطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل ونقل أجهزة تخصيب اليورانيوم إلى مواقع غير مُعلن عنها.
-
خسارة إيران لدعم حلفاءها الدوليين؛ تشعر إيران بالخوف من التقارب المتزايد بين روسيا والولايات المتحدة منذ بداية الولاية الثانية لترامب في يناير الماضي، حيث تخشى أن تتخلى موسكو عن دعم طهران في الملف النووي، مقابل أن تحصل على تنازلات أمريكية فيما يخص أوكرانيا.
أما فيما يخص الصين؛ فهي الآن تنشغل بشكل أساسي بحربها الاقتصادية مع الرئيس ترامب، وبالتالي الملف النووي الإيراني بعيد عن دائرة الأولويات الصينية في الوقت الحالي.
وبناءً عليه؛ قررت طهران أن تقبل بالحل التفاوضي مع الولايات المتحدة، والذي لاقى ضوءًا أخضر من روسيا، الحليف الاستراتيجي لإيران؛ حيث أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات يوم 8 أبريل الجاري، أن “روسيا ترحب بالمحادثات بين واشنطن وطهران؛ لأنها قد تؤدي إلى خفض التوتر في المنطقة”، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، أن “موسكو مستعدة لتقديم الدعم للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة إذا ما تطلب الأمر”.[9]
-
تزايد حدة الغضب الشعبي الإيراني جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية؛ تتفاقم الأزمات الاقتصادية التي تمر بها إيران حاليًا؛ حيث: بلغ معدل التضخم السنوي في إيران نحو 35% في فبراير 2025، واصلت قيمة العملة المحلية الانخفاض لتبلغ هبوطًا قياسيًا إلى أكثر من مليون ريال مقابل دولار واحد فقط، يعاني أكثر من ثلث الشعب الإيراني من الفقر، وهو ما يترجم إلى نحو 32 مليون إيراني يعيشون في ظروف معيشية صعبة.[10]
وقد تؤول هذه الأرقام إلى الأسوأ، وذلك على خلفية عودة سياسة الضغوط القصوى مع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية؛ حيث فرض ترامب في 6 فبراير الماضي، عقوبات جديدة على نقل النفط الإيراني إلى الصين، وفي 20 مارس الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مالية أخرى على شخصيات وكيانات إيرانية، هذا إلى جانب الإجراءات التي تستهدف تقويض واردات طهران المالية، مثل قرار واشنطن بعدم تمديد الإعفاء الممنوح للعراق والخاص بشراء الكهرباء والغاز من طهران.
وقد سببت هذه الأوضاع حالة من الاستياء الشعبي ضد النظام الإيراني، انعكست في عدد من الاحتجاجات والمظاهرات التي اندلعت خلال السنوات الماضية للتنديد بالوضع الاقتصادي للبلاد، وهو ما يضع طهران بين ضغوط الخارج والداخل في آن واحد، وما كان هذا إلا أن يدفع إيران إلى الدخول في مفاوضات مع واشنطن، بغرض رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة، مما يساعد على تحسين الأوضاع المعيشية، وبالتالي تهدئة الشعب قليلًا.
-
التهديد الأوروبي بتفعيل آلية “سناب باك”؛ تزايدت الخلافات بين إيران والثلاثي الأوروبي؛ بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك على خلفية الدعم العسكري الذي قدمته طهران إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وقد تسبب هذا الأمر في توحيد الموقف الأوروبي والأمريكي معًا ضد طهران وبرنامجها النووري، بل ودفع الدول الأوروبية إلى التلويح بتفعيل آلية “سناب باك” مجددًا، والتي تعني العودة التلقائية للعقوبات الأممية التي كانت مفروضة على إيران قبل توقيع الاتفاق النووي في 2015، ولكن هذا الإجراء يتطلب موافقة دولة واحدة من دول الترويكا الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن.[11]
ثانيًا؛ عُمان الوسيط النووي المفضل لدى إيران:
“عُمان هي الخيار الرئيسي للمفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وستلعب دورًا محوريًا في استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني”، هكذا وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، يوم 7 أبريل الجاري، الوساطة العُمانية في هذا الملف، مؤكدًا أن “مسقط كانت دائمًا شريكًا فعالًا في العديد من الجولات السابقة، فهي تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال، وكان لها دور بارز في التأثير على تسوية القضايا العالقة بين طهران والغرب”.[12]
وهذه الثقة التي تبديها إيران في الوسيط العُماني، تأتي استنادًا على تاريخ طويل لعبت السلطنة خلاله دور الوساطة بين طهران وواشنطن بكل نزاهة وحيادية؛ حيث[13]:
-
قامت عُمان بدور تاريخي في تمهيد الطريق أمام المفاوضات التي أفضت إلى التوصل للاتفاق النووي الموقع في العام 2015، وكانت البداية مع تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة، حيث التقى الدبلوماسي العُماني سالم بن ناصر الإسماعيلي بأحد كبار مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك وهو دنيس روس، وذلك في مقر الوزارة بواشنطن في مايو عام 2009، وخلال اللقاء عرض الإسماعيلي التفاوض مع إيران حول البرنامج النووي، مؤكدًا استعداده لجعل عُمان مكانًا مثاليًا لعقد مفاوضات سرية بين الجانبين.
-
وبدءاً من العام 2011، استضافت مسقط مفاوضات ماراثونية سرية بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، حيث قامت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بزيارة إلى السلطنة لإجراء محادثات مع السلطان العُماني الراحل قابوس بن سعيد، حول وساطة بلاده لإجراء محادثات نووية سرية بين الولايات المتحدة وإيران، وبالفعل أرسلت كلينتون فريقًا من الدبلوماسيين إلى عُمان للقاء الوفد الإيراني.
-
لم تكن هيلاري هي الوحيدة التي قامت بزيارة سرية لمقابلة السلطان الراحل، حيث قام السيناتور جون كيري الذي كان آنذاك رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بعقد محادثات مماثلة مع السلطان قابوس، ومبعوثه الخاص سالم بن ناصر الإسماعيلي.
-
وفي العام 2013؛ قام السلطان العُماني الراحل قابوس بن سعيد، بزيارة تاريخية إلى طهران، تمكن خلالها من كسر الجليد في المفاوضات النووية التي كانت تُجرى آنذاك، وحلحلة كثير من القضايا العالقة ونقاط الخلاف بين الجانب الإيراني والأمريكي.
-
ثم استضافت عُمان محادثات علنية في 9 نوفمبر 2014، بين الولايات المتحدة وإيران، وهي المباحثات الثلاثية التي ضمت إلى جانب ممثلي البلدين، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بهدف إزالة نقاط الخلاف العالقة للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
-
ومؤخرًا؛ تزايدت وساطة عُمان بين الطرفين خلال الأعوام 2019-2024، بغرض العودة إلى الاتفاق النووي مجددًا، والآن مسقط تحتضن جولة جديدة من جولات التفاوض بين طهران وواشنطن، على أمل أن تمهد الطريق أمام اتفاق جديد كما سبق وأن حدث في اتفاق عام 2015.
وجدير بالذكر أن الوساطة العُمانية بين الولايات المتحدة وإيران، لم تقتصر فقط على ما يخص الملف النووي، بل أنها امتدت إلى ما هو أبعد من لك؛ فمثلًا نجحت الجهود العُمانية في العام 2011، في التوصل إلى اتفاق على إطلاق سراح ثلاثة مواطنين أمريكيين كانوا قد اُعتقلوا خلال زيارة لهم إلى إيران، بل ودفعت السلطنة كفالة الأمريكيين والتي حُددت قيمتها بمليون دولار.
ويبدو من تاريخ الوساطة العُمانية بين واشنطن وطهران، أنها الوسيط المفضل وخاصةً من جانب إيران، وهو ما يثير التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذا التفضيل، والتي يمكن إجمالها في التالي:[14]
-
تتمتع السلطنة بعلاقات جيدة تربطها بكلًا من الولايات المتحدة وإيران، وهذا يجعلها قناة تواصل موثوقة من جانب الدولتين، وقد يساعد هذا إلى حد ما في حل مشكلة غياب الثقة بين طهران وواشنطن.
-
تبني عُمان سياسة خارجية مستقرة وثابتة منذ أن أرساها السلطان الراحل قابوس بن سعيد عقب توليه مقاليد الحكم عام 1970، وتقوم هذه السياسة على مبادئ ثلاثة؛ وهي الحياد والوساطة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
-
ساهمت العلاقات الدبلوماسية الوثيقة بين إيران وسلطنة عُمان، والثقة المتبادلة بينهما، في جعل مسقط الوسيط الرئيسي الذي تعتمد عليه طهران في إبقاء باب الحوار مفتوحًا مع مختلف الدول سواء كانت عربية أو غربية.
-
توفر عُمان مساحة آمنة للتفاوض بعيدًا عن الضغوط الإسرائيلية أو الخليجية المباشرة، وهو ما يناسب كلًا من واشنطن وطهران في هذه المرحلة بالغة الخطورة.
ثالثًا؛ احتمالات الخيار العسكري في حال فشلت المفاوضات:
تنعقد مفاوضات عُمان في توقيت شديد التعقيد والحساسية، سواء بالنسبة للأوضاع القائمة في المنطقة بشكل عام، أو بالنسبة للعلاقات الأمريكية الإيرانية التي تشهد تصعيداً متزايدًا منذ قدوم دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض في يناير الماضي، ولا شك أن هذا الوضع يضع عدة تحديات أمام نجاح الجولة التفاوضية المزعم انعقادها في مسقط يوم غدًا، ومن بينها:
-
اختلاف الرؤية الأمريكية والإيرانية حول المفاوضات؛ تختلف ماهية الاتفاق الذي يسعى ترامب لعقده مع طهران عن الاتفاق الذي ترغب إيران فيه؛ حيث لا تقتصر مطالب ترامب من إيران على حل أزمة برنامجها النووي من جذورها فقط، بل تتجاوزه إلى برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية، بينما في المقابل؛ ترفض إيران التفاوض حول قدراتها الصاروخية، وتعتبره شأنًا داخليًا يرتبط بالدفاع عن أمنها القومي، وكذلك الأمر ينطبق على علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية، والتي تعتبرها مظهرًا للسيادة الإيرانية، لا يجوز التدخل فيه أو التفاوض عليه.[15]
-
ضيق الوقت أمام جولة المفاوضات الجديدة؛ دائمًا ما اعتمدت طهران على سياسة النفس الطويل والمماطلة والتسويف في المفاوضات، وذلك بهدف شراء الوقت أملًا في أن تتغير المعطيات الحاكمة لعملية التفاوض لصالح طهران وبشكل يجعلها الطرف الأقوى خلال التفاوض، ولكن يبدو أنها لا تستطيع أن تتبع نفس النهج هذه المرة، خاصةً في ظل تهديد ترامب بالحل العسكري في حال فشلت مفاوضات عُمان، واقتراب نهاية مدة الاتفاق النووي في أكتوبر 2025، مما يعني أن طهران إذا لم تتوصل لاتفاق سريعًا، ستكون بين خطر الحرب أو خطر عودة العقوبات الأممية عليها.
-
اقتراب إيران من العتبة النووية؛ حيث وفقًا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منتصف فبراير 2025، باتت إيران تمتلك ما يكفي لإنتاج 6 قنابل نووية؛ إذا ما اتخذت قرار بذلك، كما وصل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 250 كيلوغرامًا، فيما بلغ مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسب مختلفة 8294.4 كيلوغرام، وهو ما يزيد 41 ضعفًا على الحد المسموح به بموجب اتفاق 2015.[16] ولا شك أن هذا التقدم الكبير في القدرات النووية الإيرانية، يضع عائقًا كبيرًا أمام نجاح المفاوضات، خاصةً في ضوء مطالبة واشنطن بالعودة إلى نسب الاتفاق السابقة، أو تدمير البرنامج الإيراني بالكامل بنفس نهج الاتفاق الليبي.
-
انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وإيران؛ حيث لا توجد ضمانات حقيقية تفيد بأن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بين طهران وإدارة ترامب، لن يُلغى كما حدث مع اتفاق 2015، خاصةً وأن الإدارة الأمريكية الحالية هي نفس الإدارة التي اتخذت قرار الانسحاب بشكل أحادي في مايو 2018.
وفي ضوء وجود مثل هذه التحديات التي قد تنذر بفشل المفاوضات بين الجانبين، يُثار تساؤلًا رئيسًا حول ما إذا كان ترامب سينفذ تهديده بالفعل ويلجأ للخيار العسكري، أم إنها مجرد مجرد تهديدات للضغط على طهران ولن يقدم عليها إدراكًا لتبعاتها الكارثية، وفي هذا الشأن انقسمت الآراء إلى الاتجاهين التاليين:
-
الاتجاه الأول؛ يرى أن الحل التفاوضي هو مضيعة للوقت وأن لا بديل عن الحل العسكري، ويقوم هذا الاتجاه على مجموعة من الافتراضات، منها:
-
تعاني إيران حاليًا من حالة ضعف وتراجع غير مسبوقة، وبالتالي هناك فرصة استراتيجية يجب أن تستغلها الولايات المتحدة وإسرائيل لإزالة التهديد النووي الإيراني من جذوره، والقضاء عليه تمامًا.
-
تعمل اللوبيات اليهودية والصهيونية الموجودة في الولايات المتحدة، على إفشال أي محاولات للتقارب بين طهران وواشنطن، وتضغط بقوة على الإدارة الأمريكية للسماح لإسرائيل بتنفيذ ضربات ضد إيران، خاصة بعد نجاح تل أبيب في استنزاف أذرع طهران الإقليمية.
-
دائمًا ما غاب عن البرنامج النووي الإيرانية الشفافية والوضوح، ولم تلتزم طهران بأي تعهدات نووية سبق وأن قدمتها، وبالتالي إذا قبلت واشنطن بتعهدات جديدة من قبل النظام الإيراني، وإذا لم تخاطر واشنطن عسكريًا حاليًا، ستواجه إيران المسلحة نوويًا لاحقًا.
-
الاتجاه الثاني؛ يرى أنه رغم التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المتكررة حول ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الخيار العسكري لا يزال بعيد تمامًا عن تنفيذه على أرض الواقع، ويقوم هذا الاتجاه على مجموعة من الحقائق؛ منها[17]:
-
أي ضربة ضد إيران قد تؤدي إلى انفجار إقليمي واسع وربما دولي، حيث ستُواجه برد إيراني عنيف يشمل القواعد الأمريكية في المنطقة والعمق الإسرائيلي نفسه.
-
قد يمتد الرد الإيراني إلى الملاحة الدولية، وذلك عن طريق تهديد طهران لحركة الملاحة في مضيق هرمز، ولا شك أن هذا سينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال تعطيل إمدادات الطاقة العالمية، ورفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية.
-
يتناقض الخيار العسكري مع سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تقوم على عدم الدخول في حروب جديدة، تكلف واشنطن الكثير من الأموال.
-
لا تستطيع الولايات المتحدة تدمير المنشآت النووية الإيرانية بشكل كامل؛ نظرًا لأنها تقع تحت الأراض وفي مناطق متفرقة، وبالتالي؛ هجوم واشنطن على منشآت طهران النووية لن يؤدي إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، بل من شأنه أن يقود إيران إلى استنتاج مفاده أنها يجب أن تتحرك نحو بناء قنبلة نووية لضمان أمنها.
-
الرفض الأوروبي والروسي والصيني لخيار الحل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وتحركهم لدعم الخيار الدبلوماسي وخاصةً خلال مجلس الأمن الدولي.
-
معارضة دول الخليج العربي، التي تُعتبر حليف أساسي للولايات المتحدة في المنطقة، لضرب إيران عسكريًا، إدراكًا منهم أن مثل هذه الضربة تعني جرهم إلى الحرب، من خلال احتمالية استهداف طهران للقواعد الأمريكية المتواجدة في أراضيهم، وكذلك لمنشآت النفط والطاقة مثلما سبق وأن حدث مع أرامكو السعودية في 2019.
-
تهديد إيران بشن حرب إقليمية واسعة في حال تعرضت للهجوم العسكري، وهذا ينعكس في تصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قائلًا “أمن جيراننا جزء من أمننا الوطني، لم نكن جزءاً من أي تحالف ضد الدول المجاورة، ونؤكد على سياسة حسن الجوار، ونحذر من أي استفزازات قد تأتي من أطراف ثالثة، أو إسرائيل، ونحن واثقون بأن جيراننا يسعون للحفاظ على علاقاتهم مع إيران”.
رابعًا؛ استنتاجات ختامية:
– رغم التحديات والعراقيل الكثيرة التي تقف أمام مفاوضات عُمان المرتقبة، فإنها لا تزال تطورًا هامًا للغاية، لأنها قد تؤدي إلى التوصل لتفاهمات إيجابية تمنع الانزلاق نحو الحرب والتصعيد.
– الجدل حول شكل المفاوضات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ليس مهمًا، لكن الأهم هو أن تكون جادة، وتمنع المواجهة العسكرية وتحقق نتائج إيجابية ملموسة.
– العودة للتفاوض لا تعني أن الأمر سيكون سهلًا، أو أنه سيتم حتمًا التوصل إلى اتفاق شامل بشكل عاجل، خاصةً في ظل رفض طهران مطالب واشنطن بأن يكون الاتفاق الجديد أوسع من اتفاق 2015، بحيث يشمل البرنامج الصاروخي الإيراني، والمشروع الإقليمي لطهران، وهي مطالب ترفضها إيران بشدة، هذا إلى جانب اختلاف رؤية الجانبين حول مستقبل القدرات النووية الإيرانية، فبينما ترغب واشنطن في تدمير البرنامج بالكامل مثلما حدث مع ليبيا وبالتالي ترك طهران دون أي قدرات نووية، تتمسك إيران ببقاء برنامجها النووي، مؤكدة أنه سيخدم الأغراض السلمية فقط.
– تعلم إيران أن أي تصعيد مباشر مع واشنطن قد يكلفها الكثير، لذلك تلجأ إلى تكتيكات مرنة للحفاظ على مصالحها، ولذلك تسعى من خلال هذه المفاوضات إلى الوصول لتفاهمات سياسية تقوم على تقديمها لتنازلات إضافية حول برنامجها النووي وعلاقاتها الإقليمية، مقابل حصولها على مكاسب اقتصادية، مثل تخفيف العقوبات الأمريكية، كما ترغب طهران في تفويت الفرصة على إسرائيل، والتي تسعى لإقناع واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية ضد منشآتها إيران النووية.
– سيناريو التصعيد العسكري مكلف وخطير للغاية، ولذلك لا يزال مستبعد حتى ولو فشلت مفاوضات مسقط، حيث سيكون البديل عن الخيار العسكري هو استمرار التصعيد الكلامي والتهديدات لإجبار إيران على تقديم تنازلات دبلوماسية، فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية، وكذلك استمرار التصعيد ضد أذرع إيران في المنطقة وخاصةً الحوثيين في اليمن.
المصادر:
[1] طهران وواشنطن ستجريان محادثات «غير مباشرة» في عُمان السبت، الشرق الأوسط، 8/4/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D
[2] تقرير: إيران تتخلى عن الحوثيين تجنبا لمواجهة مباشرة مع أميركا، اندبندنت عربية، 4/4/2025، متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/620995/%D8%A7%D9%84%D8%A3
[3] نتنياهو يلوّح بالخيار العسكري حيال طهران إذا طال أمد المفاوضات، الشرق الأوسط، 8/4/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82
[4] ترمب يصر على التفاوض المباشر مع طهران… «أفضل من الوسطاء»، الشرق الأوسط، 4/8/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%
[5] غموض يكتنف محادثات أميركية-إيرانية في عُمان وسط تضارب التصريحات، صحيفة العرب اللندنية، 8/4/2025، متاح على الرابط: https://www.alarab.co.uk/%D8%BA%D9%85%D9%88%D8%B6-%D9%8A%D9%83
[6] لماذا أفرز الرد الإيراني على رسالة ترامب تباينا في طهران؟، الجزيرة القطرية، 6/4/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/politics/2025/4/6/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%
[7] إيران تتراجع وتلتزم بتعهداتها: لا قنبلة نووية، جريدة المدن، 2/4/2025، متاح على الرابط: https://www.almodon.com/arabworld/2025/4/2/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D
[8] شابنام فون هاين، التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران.. هل تتصاعد إلى حرب؟، صحيفة دويتش فيله الألمانية، 3/4/2025، متاح على الرابط: https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9
[9] الكرملين: نرحب بالمحادثات النووية بين واشنطن وطهران.. وندعم تسوية سلمية، موقع الشرق للأخبار، 8/4/2025، متاح على الرابط: https://asharq.com/politics/121940/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8
[10] أمل عبدالله، بعد تهديد ترامب.. خيار إيران الصعب بين التفاوض والحرب، مركز المستقبل للابحاث المتقدمة والدراسات، 28/3/2025، متاح على الرابط: https://futureuae.com/how-are-mena-political-and-security-tensions-/Mainpage/Item/10072/%D8%A8
[11] أمل عبدالله، بعد تهديد ترامب.. خيار إيران الصعب بين التفاوض والحرب، مرجع سابق.
[12] إيران: عُمان تلعب دوراً محورياً باستئناف المفاوضات النووية، الخليج أونلاين، 7/4/2025، متاح على الرابط: https://alkhaleejonline.net/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9
[13] ديفيد إغناتيوس، عُماني أعاد قناة التواصل بين إيران وأمريكا، صحيفة واشنطن بوست، موقع أثير العُماني، 9/6/2016، متاح على الرابط: https://www.atheer.om/archive/65114 /
[14] مصطفى الأنصاري، هل ينجح ترمب في تطويع إيران حيث فشل أوباما… في مسقط؟، اندبندنت عربية، 8/4/2025، متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/621309/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%
[15] صابر غل عنبري، ما احتمالات المواجهة بين إيران وأميركا؟، صحيفة العربي الجديد، 2/4/2025، متاح على الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D8%AD%D8
[16] شريف هريدي، رسالة ترامب: السيناريوهات المُتوقعة لعودة إيران للمفاوضات النووية، مركز المستقبل للأبحاث المتقدمة والدراسات، 3/4/2025، متاح على الرابط: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/10076
[17] إيران في عين العاصفة .. الغاية إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة، جريدة القدس، 6/4/2025، متاح على الرابط: https://www.alquds.com/ar/posts/157082