المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشؤون الدولية > العلاقات المصرية السعودية: ركيزة للاستقرار الإقليمي والشراكة الاستراتيجية.
العلاقات المصرية السعودية: ركيزة للاستقرار الإقليمي والشراكة الاستراتيجية.
- سبتمبر 12, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشؤون الدولية
لا توجد تعليقات
إعداد/ ريهام محمد
باحث مساعد في وحدة شؤون الشرق الأوسط
على مدى عقود، شهدت العلاقات بين مصر والسعودية تطوراً ملحوظاً، مدعومةً بروابط تاريخية وثقافية ودينية مما جعلها نموذجًا للتعاون العربي، وقد تجلّت هذه الروابط في تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد مع نظيره المصري الدكتور بدر عبد العاطي في القاهرة بتاريخ 10 سبتمبر الحالي، حيث أكد على محورية العلاقة بين البلدين في تعزيز الأمن الإقليمي.
العلاقات المصرية السعودية في ظل التحديات الاقليمية:
تتميز العلاقات المصرية السعودية بخصوصية بارزة نتجت عن الروابط التاريخية والشعبية القوية والمصالح المشتركة بين البلدين، وقد حرصت الدولتان على تطوير هذه العلاقات بشكل مستمر، بما يعزز من مصالح شعبيهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، فجغرافياً تعتبر مصر، بفضل موقعها على البحر الأحمر وقناة السويس، عمقاً استراتيجياً للمملكة العربية السعودية؛ بينما تمثل المملكة دعماً استراتيجياً عربياً وآسيوياً لمصر.
وتشهد الفترة الراهنة مجموعة من التحديات والتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بعدد من الملفات الحيوية، بدءاً من الأزمة الروسية-الأوكرانية وما يتبعها من تداعيات متعددة الأبعاد، مروراً بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات الأحداث في عدة دول عربية مثل العراق والسودان وليبيا ولبنان واليمن، ومن أبرز الملفات التقليدية خلال الفترة الاخيرة في منطقة الشرق الأوسط هو عودة دمشق إلى المنظومة السياسية والاقتصادية العربية بجهود مصرية وسعودية، فضلا عن تعيين السعودية لأول سفير لها في سوريا بعد قطيعة دامت 12 عامًا، وصولا الى تحسن العلاقات بين الرياض وطهران، هذه التطورات تتماشى مع الرؤية المصرية التي تهدف إلى تعزيز روابط التعاون السلمي والسياسي وتقليل توتر الأجواء السياسية والطائفية في المنطقة. [1]
على صعيد القضايا الإقليمية والدولية، أسهم التنسيق المصري السعودي عبر آلية القمم المشتركة والزيارات المتبادلة بشكل كبير في توافق الرؤى تجاه التحديات التي تواجه المنطقة العربية، بما فيها جهودهم المشتركة لحل الأزمة السودانية، كما كان له دور فعّال في مواجهة الأزمات العالمية بما يقلل تأثيراتها السلبية على المنطقة، لذلك تعد كلٌ من مصر والسعودية بمثابة صمام أمان للعالم العربي وسط العواصف والتحديات المختلفة.
وبفضل السياسة الخارجية الفعالة لكل منهما، تمكنتا الدولتان من توجيه مجرى التفاعلات الإقليمية والدولية لتعظيم المصالح العربية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة يشجع هذا التعاون المثمر بين قطبي الأمة العربية ويلبي احتياجات التكامل والتعاون المثمرة بينهما.[2]
تصريحات بن فرحان: تأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين:
عكست تصريحات وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مع نظيره المصري، الدكتور بدر عبد العاطي في القاهرة يوم الثلاثاء 10 سبتمبر، أهمية العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ومصر، يأتي ذلك في إطار السياق الدبلوماسي الحالي الذي يشهد تحركات لتعزيز التعاون الإقليمي.
تضمن اللقاء رسائل إيجابية تعكس روح التعاون والتفاؤل بمستقبل العلاقات بين البلدين، مما قد يسهم في تعزيز استقرار المنطقة ويعطي انطباعًا إيجابيًا للمجتمع الدولي حول التوجهات العربية المشتركة، وأكد الوزير بن فرحان على الروابط الأخوية بين الدولتين وحرص السعودية على تعميق أواصر هذه العلاقة التاريخية عبر مختلف المجالات.
وأشار إلى أن التعاون السعودي – المصري يعد ضروريًا “لحفظ استقرار المنطقة والعالم”، بما يسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه هذه العلاقات في تعزيز الأمن الإقليمي، ويعكس إدراك كلا البلدين لأهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة.
بجانب ذلك، شدد بن فرحان على الأهمية الاستراتيجية لجمهورية مصر باعتبارها حليفا لا يمكن الاستغناء عنه ضمن المساعي الإقليمية لحماية استقرار المنطقة، وبما يدل على وجود رؤية استراتيجية مشتركة لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أنه من المتوقع إطلاق مجلس التنسيق السعودي – المصري خلال الأيام المقبلة، مما يعكس مسعى واضح لتفعيل آليات التعاون المؤسسي بين البلدين، ويتضح من هذا الاتجاه السعي نحو تعزيز الشراكة على مستويات متعددة تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية، فضلا عن إبراز بن فرحان لدور مصر كمحور رئيسي للتعامل مع الأزمات الإنسانية في المنطقة، مما يُظهر تقدير الجانب السعودي للجهود المصرية وأهمية التعاون الفعال في القضايا الإنسانية المنظورة.[3]
ختامًا؛ يمكن القول إن العلاقات المصرية السعودية تُعتبر ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، خاصةً في ظل الأزمات المستمرة التي تعاني منها، وتعكس هذه العلاقات الاستراتيجيات المشتركة والإرادة السياسية القوية من الجانبين لمواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ومن خلال التنسيق الوثيق وتبادل الرؤى الاستراتيجية، تسهم كل من مصر والسعودية في تشكيل مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة، ومن ثم فاستمرار التعاون وتعميق الشراكة بين البلدين يعدان مفتاحين حيويين لمواجهة الأزمات الإقليمية وتحقيق الأهداف المشتركة خلال السنوات المقبلة.
المصادر:
[1] شعب واحد ومصير مشترك.. مصر والسعودية سند الأمة وركيزة الاستقرار في المنطقة، صدى البلد، سبتمبر 2023. https://www.elbalad.news/5932774#google_vignettehttps://www.elbalad.news/5932774#google_vignette
[2] المرجع نفسه
[3] «مجلس تنسيق» سعودي – مصري لتعميق التعاون، الشرق الأوسط، سبتمبر 2024. https://linksshortcut.com/eBsrq