المقالات
العودة إلى الجنوب: كيف أعاد الإخوان بناء شبكاتهم في أفريقيا؟
- نوفمبر 2, 2025
- Posted by: ahmed
- Category: الدراسات الأمنية والإرهاب تقارير وملفات

إعداد: إلهام النجار
باحث في برنامج الأمن والإرهاب
لم تكنْ أفريقيا يومًا بعيدةً عن أنظار جماعة الإخوان ؛ فالقارةُ التي احتضنت منذ منتصف القرن العشرين حَراكًا فكريًا ودعويًا متناميًا، باتت اليوم على موعدٍ مع موجةٍ جديدةٍ من النشاط الإخواني تُعيد إلى الواجهة سؤالًا قديمًا متجدّدًا: هل عاد الإخوان إلى أفريقيا، أم أنهم لم يُغادروها أصلًا؟، كما تبدو القارة الأفريقية اليوم ساحةً مثاليةً لإعادة التموضع والتنظيم بالنسبة للجماعة، وسط هشاشة سياسية في بعض الدول، وتراجع القبضة المركزية في أخرى، وتنامي التيارات الإسلامية ذات الطابع الاجتماعي أو المُسلح، وبينما انشغلت الحكومات الأفريقية بمواجهة الإرهاب في الساحل، والتمدد الجهادي في القرن الأفريقي، استطاعت الجماعة أن تُعيد إحياء شبكاتها الدعوية والخيرية والتعليمية بهدوء، مستفيدةً من الفضاء الرقمي، ومن الغطاء الإنساني الذي طالما كان أحدَ أبرز أدواتها للتغلغل والتأثير.
إنّ تجدّد نشاط الإخوان لا يُفهم بمعزلٍ عن التحولات الكبرى في البيئة الإقليمية والدولية:، وتراجع مركز الجماعة في الشرق الأوسط بعد 2013، وصعود أجيالٍ جديدةٍ تتبنّى خطابًا أكثر مرونةً وأقل صدامًا، وانتقال مركز الثِقَلِ التنظيميِ نحو مناطق “الهوامش” كالسودان، تشاد، النيجر، وشرق أفريقيا، تلك المناطق التي تشكّل، من وجهة نظر الجماعة، فضاءً خِصبًا لتجديد خطابها السياسي والدعوي في ظل ضعف المؤسسات ووفرة المساحات الاجتماعية القابلة للاختراق.
لقد دفعت التطوراتُ الأخيرةُ إلى إعادة طرح الأسئلة الحاسمة: ما العوامل التي ساهمت في عودة النشاط الإخواني الآن؟ كيف تتوزّع مظاهره عبر الأقاليم الأفريقية المختلفة؟ وما العلاقةُ بين هذا النشاط وبين حركاتِ التطرف المسلح والجماعات الإرهابية التي تملأ المشهد الأمني في القارة؟
بالإضافة إلى أن فَهم هذه الظاهرة لا يعني فقط تتبع تحركاتِ تنظيمٍ بعينه، بل يعني إدراكَ الكيفية التي تتفاعل بها القارة الأفريقية مع موجةٍ جديدةٍ من التديّن السياسي، قد تُعيد تشكيل مفاهيم الأمن، والاستقرار، والهِوية السياسية في العِقد المقبل.
أولًا: العوامل المُحرّكة لعودة نشاط جماعة الإخوان المسلمين
إن تجدّد حضور جماعة الإخوان المسلمين أو التيارات المرتبطة بفكرها في القارة الأفريقية لا يعود إلى عاملٍ واحدٍ، بل هو نتاجُ تفاعلٍ معقّدٍ بين تحولاتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ واقتصاديةٍ ودعويةٍ، ويمكن تلخيص أبرز هذه العوامل في النقاط التالية:
الفراغات السياسية والأمنية بعد انهيار النُظم أو ضعف الدولة:
بعد عام 2011، ومع موجة الاضطرابات السياسية التي شملت العديد من الدول العربية والأفريقية، برزتْ مساحاتُ فراغٍ سياسيٍ وأمنيٍ في دولٍ مثل ليبيا والسودان ومالي والنيجر، هذا الفراغ وفّر بيئةً خِصبةً لعودة نشاط التيارات ذات المرجعية الإسلامية، ومنها الإخوان، التي تُتقن العمل داخل البيئات الهشة أو الفاشلة، كما أشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن ضعْفَ مؤسسات الحُكم المحلي وانعدام الثقة في الدولة يُعدّان من أهم الأسباب التي تسمح للحركات الدينية السياسية ببسط نفوذها في المجتمع المحلي، خصوصًا في المناطق الريفية المهمشة، وأن الحركات الإسلامية ذات الطابع السياسي تستغل غالبًا حالة الانقسام المؤسسي لتقديم نفسها كبديلٍ منظّمٍ يقدم “الحماية والخدمات” للسكان المحليين في غياب الدولة.[1]
التحولات الإقليمية وتبدّل أولويات القوى الدولية:
منذ منتصف العِقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، أعادت القوى الإقليمية والدولية ترتيب أولوياتها في أفريقيا، فقد تراجعَ الاهتمامُ الدولي بمراقبة تمدّدِ الإسلام السياسي في القارة مقارنةً بالتركيز على ملفات مثل الهجرة، الطاقة، ومنافسة النفوذ بين الصين وروسيا والغرب، هذا الفراغُ في المتابعة السياسية والأمنية منح الجماعة ومؤسساتها الدعوية مساحةً للتحرك بحُريةٍ نسبيةٍ في بعض الدول، وأن انشغال القوى الكبرى بالتحولات الجيوسياسية العالمية سمح بإعادةِ تشكّلِ شبكاتِ الإسلام السياسي في مناطق نفوذ جديدة، خصوصًا في الساحل والقرن الأفريقي.[2]
وفي السياق نفسه، يؤكد معهد الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن السياسات الأفريقية في مكافحة التطرف كانت تتركّز على الجماعات المسلحة، دون معالجة البنى الفكرية والتنظيمية التي تتخذُ من فكر الإخوان مظلةً مرجعيةً معتدلةً ظاهريًا ولكنها تملكُ قابليةَ التحول سياسيًا أو تعبويًا عند الأزمات.[3]
العمل الدعوي والاجتماعي كقناة للتغلغل الهادئ:
في ظل التضييق الأمني والسياسي المباشر على الأنشطة التنظيمية، اتجهتْ الجماعة إلى استخدام واجهاتٍ مدنيةٍ ودعويةٍ واجتماعيةٍ لتجديد حضورها، كما أن التنظيم الدولي للإخوان أعاد توجيه استراتيجياته نحو “العمل المجتمعي” في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء، مُركّزًا على التعليم الديني والخدمات الإنسانية كوسيلة للنفاذ البطيء والمستدام .[4]
حيث إن بعض الجمعيات الإسلامية في أفريقيا تلقت دعمًا ماليًا من منظماتٍ خيريةٍ تحمل فكرًا قريبًا من الإخوان، ما ساهم في بناء شبكات نفوذٍ محليةٍ ترتبط بعلاقات فكرية وتنظيمية عابرة للحدود .[5]
تآكل النُظمِ العلمانية وصعود الهِويات الدينية:
شهدت العديد من المجتمعات الأفريقية، خاصةً في الساحل والقرن الأفريقي، تآكلًا في شرعية النُظم ذات المرجعية العلمانية أو العسكرية، وتزايدًا في الانقسامات القبَلية والطائفية، وفي مثل هذه السياقات، يجد الخطاب الديني السياسي – الذي يوظّف الدين كهويةٍ جامعةٍ ومصدرٍ بديلٍ للشرعية – أرضًا خِصبةً للتغلغل، كما أن انتشار نموذج الإسلام السياسي في أفريقيا هو نتيجةٌ مباشرةٌ لفشل الدولة الوطنية في بناء عِقدٍ اجتماعي مستقر، مما فتح الباب أمام جماعات مثل الإخوان لتقديم نفسها كـ“ممثلّةٍ للهِوية الدينية” في مواجهة النظم القائمة .[6]
توظيف التكنولوجيا والإعلام الرقمي:
تُسهمُ الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في إعادة إنتاج الخطاب الإخواني وترويجه في الفضاءات المفتوحة، خصوصًا لدى الشباب، وقد بيّن تقرير United Nations Counter-Terrorism Officeأن التنظيمات ذات المرجعية الإسلامية، ومن ضمنها الإخوان، توسّع استخدامِ المنصات الرقمية في التدريب والتجنيد والدعاية في أفريقيا، عبر شبكاتٍ عابرةٍ للحدود الرقمية تتيح لها التواصل مع قواعدها دون بنيةٍ تنظيميةٍ مركزيةٍ .[7]
العوامل الاقتصادية والاجتماعية:
تُعد البطالة المزمنة، والفقر، وضعْفُ التعليم، من أبرز المُحركات التي تُسهم في تنامي نفوذ الإخوان، خاصةً في الدول الأفريقية الأقل نموًا.، كما تقدم الجماعة خطابًا يُظهرها كقوةٍ قادرةٍ على “تحقيق العدالة الاجتماعية” عبر آليات تضامن إسلامي، وقد أكدت دراسة حول الأمن القومي في العالم العربي أن الحركات الإسلامية كثيرًا ما تملأ الفراغ الناتج عن فشل التنمية، مقدّمةً نموذجًا “اجتماعيًا موازٍ للدولة” يُعيد بناء الولاء والشرعية على أسُس دينية .[8]
وعليه، يُمكن القول إن “عودة” أو “تجدّد “نشاط الإخوان في أفريقيا هو نتيجةُ تفاعلٍ بين عواملَ داخليةٍ (ضعف الدولة، الفقر، أزمة الهوية) وعواملَ خارجيةٍ (تحولات إقليمية ودولية، وانسحاب نسبي للغرب)، إضافةً إلى تكتيكاتٍ تنظيميةٍ جديدةٍ مثل الاعتماد على العمل الأهلي والإعلام الرقمي، هذه التركيبة تمنحُ الجماعة قدرةً على البقاء والتمدد ولو في أشكالٍ غير مُعلنةٍ، وهو ما يجعل الظاهرة متعددة المستويات يصعب احتواؤها بمجرد الحلول الأمنية.
ثانيًا: مظاهر النشاط حسب المِنطَقة
يشهد النشاط الإخواني في أفريقيا تباينًا واضحًا بين منطقة وأخرى؛ إذ يختلفُ شكلُ الحضور من نشاطٍ سياسيٍ منظّمٍ في بعض الدول، إلى عملٍ دعويٍ وخيريٍ غير مُعلَن في دول أخرى، أو محاولات تسلل فكري في مناطق مضطربة أمنيًا.
وفيما يلي تحليل لأهم النماذج الإقليمية:
شمال أفريقيا (تونس – المغرب – ليبيا – الجزائر)
1- تونس: التحول من الدعوة إلى السياسة ثم إلى أزمة الهِوية
تُعد تونس النموذج الأبرز في شمال أفريقيا، إذ تجسّدت تجربةُ الإسلام السياسي فيها من خلال حركة النهضة التي تُعد الامتداد المحلي للفكر الإخواني، وبعد 2011، شاركت الحركة في الحُكم، مقدِمَةً نفسَها كحزبٍ “مدنيٍ بمرجعيةٍ إسلاميةٍ”، لكنها واجهتْ أزمةً مزدوجةً بين المراجعة الفكرية والضغط الشعبي والسياسي، كما أن النهضة حاولت أن “تتقمص صورة الإخوان المعتدلين” لتتماهى مع التحولات الديمقراطية، لكنها لم تنجحْ في فصل نفسها كليًا عن الحركات الإسلامية ذات المرجعية العقائدية ، وأن النهضة تمثّل نموذجًا لتحوّلِ الجماعة من الأيديولوجيا إلى البراجماتية، لكن هذا التحول لم يصمدْ أمام الأزمات الاقتصادية والسياسية التي فجّرت الخلافات الداخلية وأضعفت التنظيم .[9]
من الناحية الميدانية، ما زالت شبكات النهضة تمتلك نفوذًا محليًا في الجمعيات الخيرية والجامعية، ما يُشير إلى استمرار نمط “التمكين الاجتماعي” رغم انحسار التمكين السياسي.
2- المغرب: ازدواجية الخطاب واستمرار النفوذ الأهلي
في المغرب، تأخذُ الحركةُ الإخوانية شكلًا مختلفًا من خلال حزب العدالة والتنمية (PJD)، وذراعه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح، كما أن الإسلام السياسي المغربي تميز بقدرته على الاندماج في النظام الملكي عبر “التأقلم بدل المواجهة”، ما أتاحَ له البقاءَ في المشهد السياسي رغم التراجعات الانتخابية، أما من حيث النشاط الأهلي، فالحركة نجحت في بناءِ شبكةٍ اجتماعيةٍ واسعةٍ من الجمعيات والمدارس القرآنية التي تنشر قيمَها الفكرية تحت مظلة العمل الخيري، ما جعل تأثيرها ممتدًا خارج المجال الحزبي .[10]
3- ليبيا: عودة التنظيم عبر الفوضى:
منذ سقوط نظام القذافي، تحولت ليبيا إلى بيئةٍ خصبةٍ لنمو الجماعات الإسلامية السياسية والمسلحة على حد سواء، وأن الجماعة الليبية المتأثرة بالإخوان أعادت ترتيب صفوفها عبر بناء تحالفاتٍ سياسيةٍ محليةٍ، خاصة داخل مدن مصراتة وطرابلس، كما استفادت من غياب الدولة لبسط نفوذها في المؤسسات الخدمية والتعليمية كما أن وجود شبكاتِ تمويل وتعليمٍ دينيٍ مرتبطةٍ بجماعاتٍ ذات خلفية إخوانية، تعمل تحت غطاء منظمات إغاثة في غرب ليبيا، ما يعقّد مهمة تتبعها.[11]
4- الجزائر: تجربة الإخوان بين الاحتواء والمشاركة
تُعد الجزائر حالة وسط بين الانخراط السياسي والاحتواء الأمني. فـ”حركة مجتمع السلم” (حمس)، وهي الامتدادُ المحليُ للإخوان، شاركت في الانتخابات ضمن النظام، لكنها ظلت محدودةَ التأثير، وأن الجزائر استخدمت استراتيجية “الاحتواء المزدوج”، إذ سمحت للإخوان بالمشاركة السياسية لكنها حدّت من تأثيرهم في المؤسسات الأمنية والاقتصادية .[12]
منطقة الساحل والصحراء (مالي – النيجر – تشاد – بوركينا فاسو):
تُعد هذه المنطقة من أكثر البيئات هشاشة، ما جعلها ساحةً لتقاطع الفكر الإخواني مع التيارات الجهادية.
1. مالي والنيجر: النفاذ عبر التعليم والدعوة
وفقًا لتقرير UNDP ، تنشطُ جمعياتٌ دعويةٌ ومدارسُ دينيةٌ تتلقى تمويلًا من مؤسساتٍ إسلاميةٍ خارجية ذات ارتباط بالفكر الإخواني، وتهدف إلى “إعادة أسلمة” الفضاء العام في مناطق النزاعات كما أشار معهد الدراسات الأمنية الإفريقية ISS إلى أن الخلط بين الجمعيات الدعوية والمجموعات المتشددة جعل من الصعب على الحكومات تمييز “الإسلام السياسي المدني” عن التطرف العنيف .[13]
2. بوركينا فاسو وتشاد: الإخوان بين العمل الخيري والتسلل الفكري
في بوركينا فاسو، تُظهر دراسة UNOCT أن الجماعات ذات المرجعية الإخوانية تعملُ تحت مسمياتٍ خيريةٍ، مركّزة على الإغاثة والتعليم الديني، بينما في تشاد، حيث القبضة الأمنية قوية، تلجأ هذه الجماعات إلى النشاط عبر الإنترنت والتمويل الخارجي من شبكات في السودان وقطر.[14]
القرن الأفريقي (السودان – الصومال – إثيوبيا)
1. السودان: من الحُكم إلى الانقسام
يُعد السودان من أقدم بؤر الإخوان في أفريقيا، فمنذ انقلاب 1989، سيطر الإسلاميون على الحُكم عبر “الجبهة القومية الإسلامية” إلا أن سقوط نظام البشير عام 2019 أدّى إلى انقسام التيار بين جناحٍ سياسٍي يسعى للعودة عبر الانتخابات، وآخر ديني ينشط في الدعوة والعمل الخيري، كما أن الجماعة في السودان أعادت بناء نفوذها من خلال الجمعيات التعليمية والزكوية، مستفيدةً من ضعف الرقابة الحكومية وانشغال السُلطة الانتقالية بالأزمات الأمنية .[15]
2. الصومال: التمدد في ظل ضعف الدولة
يشهد الصومال تعددًا للحركات الإسلامية، تتراوح بين الإخوانية والسلفية والجهادية، كما أن جماعة الإخوان هناك ركّزت على بناء مدارسَ ومعاهدَ شرعيةٍ مدعومة من منظمات خليجية، وتجنبت الصدام المسلح، ما منحها “شرعيةً اجتماعيةً” بين النُخَب الحضرية .[16]
3. إثيوبيا: حضور محدود لكن مؤثر
رغم الطبيعة المسيحية للنظام السياسي الإثيوبي، فإن الجالياتِ المسلمةَ في إقليم أوروميا وشمال البلاد تمثّل بيئةً تسمح لنشاطٍ دعويٍ إخوانيٍ محدود، خاصة في مجالات التعليم الأهلي والإعلام المحلي.[17]
ويمكن القول أن تواجد وتجدد نشاط جماعة الإخوان المسلمين يتمثل في الآتي:
في شمال أفريقيا: الطابع سياسي علني، لكن تراجعي (بسبب التآكل الانتخابي وضغط الدولة).
في الساحل والصحراء: النشاط اجتماعي/دعوي متغلغل في المجتمع، ويختلط أحيانًا بالتطرف.
في القرن الأفريقي: النشاطُ فكري ودعوي وتعليمي، يعتمد على التمويل الخارجي وبناء شبكات مجتمعية طويلة الأمد.
تُظهر هذه الأنماط أن التنظيمَ الدولي للإخوان أعاد توزيع أدواره في أفريقيا: من التمكين السياسي المباشر إلى النفوذ الاجتماعي طويل المدى، بما يضمن له الاستمرار ولو في صورة غير تنظيمية.
ثالثًا: أساليب العمل والشبكات التنظيمية للإخوان المسلمين في أفريقيا
شهدت عودة نشاط جماعة الإخوان المسلمين في أفريقيا تطورًا نوعيًّا في أساليب العمل وبناء الشبكات التنظيمية، إذ تكيّفت الجماعة مع الضغوطِ الأمنيةِ والسياسية بعد عام 2013، متبنيةً نمطًا أكثر مرونةً ولا مركزيّة يعتمد على الاختراق الاجتماعي والدعوي والاقتصادي بدلًا من العمل السياسي المباشر، ويمكن توضيح أبرز هذه الأساليب من خلال الآتي:
اللامركزية والمرونة التنظيمية:
تبنّت الجماعة نموذجًا لامركزيًا في إدارة نشاطها الأفريقي، بحيث تعمل المكاتب المحلية في كل دولةٍ بقدرٍ من الاستقلال الذاتي في تحديد الأولويات والتمويل، مع الحفاظ على الولاء الفكري والتنظيمي للقيادة العليا، ويُلاحظ هذا الاتجاه في دول مثل السودان، ونيجيريا، وكينيا، حيث انقسمت الجماعة إلى خلايا دعوية وخيرية شبه مستقلةٍ ترتبطُ بقياداتٍ محليةٍ أكثر من ارتباطها بالمركز الدولي في إسطنبول أو لندن.[18]
هذا النمطُ مكّن الإخوان من تجاوز الملاحقات الأمنية عبر التمويه التنظيمي ودمج أنشطتهم في واجهاتٍ خيريةٍ أو تعليميةٍ، كما ساعدتهم اللامركزية على التكيف مع خصوصية السياقات المحلية وتجنيد عناصر جديدة من الطبقات الوسطى والدينية الريفية .[19]
التغلغل عبر المنظمات الخيرية والتعليمية:
أحدُ أبرز أساليب الإخوان في أفريقيا يتمثّل في العمل الخيري والتنموي كغطاءٍ للنشاط الدعوي والسياسي، فالمؤسسات التابعة لهم أو المتحالفة معهم مثل “الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية”، و”مؤسسة قطر الخيرية”، و”منظمة الدعوة الإسلامية” في السودان، لعبت دورًا محوريًا في توسيع الحضور الاجتماعي للجماعة في مناطق الصراع أو الفقر.[20]
كما استفاد الإخوان من انتشار المدارس والمعاهد الإسلامية الخاصة، خصوصًا في نيجيريا وشرق أفريقيا، لبناءِ شبكاتٍ تعليميةٍ تنقل فكر الجماعة إلى الأجيال الجديدة، من خلال المناهج، والخطباء، والأنشطة الشبابية، وأن هذا النوعَ من “التعليم الدعوي” يمثل آلية غير مباشرة لإعادة إنتاج كوادر الإخوان في البيئة الأفريقية بعد انحسارهم في الشرق الأوسط.[21]
التحالفات العابرة للحدود:
منذ عام 2019، عزّزت الجماعة وجودها عبر بناءِ تحالفاتٍ عابرةٍ للحدود مع تنظيماتٍ إسلاميةٍ محلية وجماعات سياسية ذات طابع معتدل أو خيري، لتكوين شبكات دعم غير رسمية، مثال ذلك التعاون بين شبكات الإخوان في نيجيريا والسنغال مع منظمات شبابية سلفية وصوفية ذات توجّهٍ إصلاحيٍ، لتأمين غطاء اجتماعي ومالي لأنشطتهم .[22]
وأن الجماعة تحاول إعادة توظيف روابطها القديمة مع النخب الإسلامية الأفريقية التي تلقّت تعليمها في الجامعات المصرية أو التركية، لبناء “شبكاتٍ ناعمةٍ” قائمةٍ على المصالح الاقتصادية والتبادل المعرفي أكثر من الشعارات الأيديولوجية الصلبة.
توظيف التكنولوجيا والتمويل الخارجي:
اعتمدَ الإخوان على المنصات الرقمية بشكلٍ مكثّفٍ لتنسيق النشاط وتبادل المعلومات وتجنيد الأعضاء، خصوصًا في بيئات الرقابة المشددة، وتُستخدم تطبيقات مشفرة مثل “تليجرام” و”واتساب” لتوجيه التعليمات وتنظيم الحملات الدعوية والإعلامية .[23]
أما التمويل، فيأتي من مزيجٍ من مصادر خارجيةٍ خليجيةٍ وتركيةٍ ومن شبكات رجال أعمال إخوانيين داخل أفريقيا، حيث يتمُّ تمرير الأموال عبر الجمعيات غير الحكومية أو المبادلات التجارية، وقد رصدت تقارير مجموعة الأزمات الدولية دلائل على نشاط مالي متزايد للجماعة في غرب أفريقيا عبر شركات صغيرة تعمل في مجالات التعليم والمستلزمات الطبية.[24]
توظيف خطاب “الإصلاح والمجتمع المدني”:
لتجنّب التصنيف الإرهابي، تحاول الجماعة إعادة تقديم نفسها في أفريقيا كـ “فاعلٍ مدنيٍ إصلاحي” يسعى لمحاربة الفساد وتقديم الخدمات الاجتماعية، وهو خطابٌ يتقاطع مع لغة المنظمات التنموية والحقوقية، ويُعد هذا التحول أحد أدوات إعادة التموقع في الفضاء السياسي دون مواجهة مباشرة مع الأنظمة .[25]
وعليه، تُظهر هذه الأنماط أن الإخوان في أفريقيا لم يعودوا كتنظيمٍ سياسيٍ كلاسيكيٍ، بل كـشبكةٍ مرنةٍ من الفاعلين المتنوعين يعملون في مستويات دينية، تعليمية، وتنموية، مستفيدين من هشاشة الدولة، وانتشار الفقر، ومرونة المجال الديني، وهذا النموذجُ “الشبكي” يجعلهم أكثر قدرة على التكيف والبقاء، وإن كان أقلَ مركزيةً في اتخاذ القرار أو وضوحًا في الأهداف الأيديولوجية.
رابعًا: العلاقة بين الإخوان والتطرف المسلح والجماعات الإرهابية في أفريقيا
تُمثّل العلاقةُ بين جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإرهابية في أفريقيا مسألةً مُركّبةً تتراوح بين التقاطع الأيديولوجي والانفصال التنظيمي، حيث لا يمكن اختزالها في علاقة مباشرة، بل هي شبكة من التأثيرات المتبادلة والتوظيفات المتبادلة عبر عقود من الزمن، وقد ساهمت التحولات الإقليمية والدولية منذ 2011 في إعادة تفعيل هذه الروابط في القارة الأفريقية، ويمكن توضيح هذه العلاقة من خلال الآتي:
الجذورُ الفكريةُ للتقاطع الأيديولوجي:
يُشكّل الفكرُ الإخواني أحد المصادر النظرية الأساسية للتطرف المسلح في أفريقيا، خصوصًا فيما يتعلق بمفهوم “الحاكمية” و”التمكين”و”إقامة الدولة الإسلامية”، وقد تأثرَ عددٌ من قادة التنظيمات الإرهابية مثل جماعة بوكو حرام والشباب الصومالية بأدبيات سيد قطب وحسن البنا، التي تُمثّل القاعدةَ الفكرية للإخوان، كما أن مرحلةَ الثمانينيات شهدت انتقال الفكر القطبي إلى غرب أفريقيا عبر بعثات تعليمية ومراكز دعوية تمولها منظمات محسوبة على الإخوان، ما ساهم في خلْقِ بيئةٍ أيديولوجيةٍ مهيأة لولادة تيارات أكثر تشددًا.[26]
الفصل التنظيمي والتقاطع العملي:
رغم الإنكار الرسمي المستمر من الإخوان لعلاقتهم بالجماعات المسلحة، إلا أن الدراسات الميدانية تُظهر أن الفصل التنظيمي لا يمنعُ وجودَ تفاعلٍ عمليٍ بين الطرفين في بعض البيئات، ففي السودان ومالي ونيجيريا، استفادت الجماعة من النفوذ المحلي للجماعات المسلحة في تأمين مناطق نشاطها الدعوي والخيري، بينما استخدمت التنظيمات الإرهابية الخطاب الإخواني لتبرير صراعها ضد الحكومات العلمانية، كما أن الجماعةَ اتبعتْ تكتيك “المسافة الآمنة”مع التنظيمات الجهادية، أي عدم الارتباط التنظيمي المباشر، مع الاستفادة من مناخ التطرف لتوسيع نفوذها المجتمعي، خصوصًا في المناطق التي تُضعف فيها الدولة سُلطتها.[27]
التداخل عبر شبكات التمويل والدعم اللوجستي:
إن بعض الشبكات المالية والخيرية المرتبطة بالإخوان في إفريقيا تُستخدمُ كقنواتِ تمويلٍ غير مباشر لجماعاتٍ مسلحةٍ أو أفراد على صلة بالتطرف.فعلى سبيل المثال، تم رصْدُ تدفقاتٍ ماليةٍ من جمعياتٍ خيريةٍ في نيجيريا وغانا وكينيا إلى مناطق نفوذ “بوكو حرام” عبر مؤسسات وسيطة ذات طابع ديني، ما يعكسُ وجودَ تشابكٍ غير رسميٍ بين النشاط الخيري الإخواني وشبكات العنف المسلح.كما أن تركيا وقطر لعبتا دورًا في دعم بعض المبادرات “المدنية الإسلامية” في إفريقيا، والتي يُعتقد أن جزءًا منها يتقاطع ميدانيًا مع أنشطة عناصر متشددة في القرن الإفريقي، ما يعزز “الهجين الدعوي–الأمني” الذي تمارسه الجماعة.[28]
التأثير المتبادل في الخطاب والأيديولوجيا:
بعد صعودِ التنظيمات المتطرفة مثل “داعش” و”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، اتجه الإخوان في أفريقيا إلى تجديد خطابهم الدعوي لتجنّب الربط المباشر مع الإرهاب، مع الاحتفاظ بالأسس الفكرية ذاته، بينما تستمر في تغذيةِ بيئةٍ فكريةٍ حاضنةٌ للتطرف، ومن جهةٍ أخرى، تبنّت الجماعات المتطرفة بعض أدوات الإخوان مثل العمل الاجتماعي والخطاب الإصلاحي التدريجي لتوسيع قاعدتها الشعبية، مما يشيرُ إلى تبادلٍ تكتيكيٍ بين الطرفين في الخطاب والآليات.[29]
أثر هذا التفاعل على الأمن الإقليمي:
يؤدي هذا التداخل بين الدعوي والسياسي والمسلح إلى تعقيد جهود مكافحة الإرهاب في أفريقيا، لأن أنشطة الإخوان تُشكّل “المنطقة الرمادية” بين التطرف الناعم والعنف الصريح، وبحسب تقرير African Center for Strategic Studies ، فإن الجماعة تُسهم في إعادة إنتاجِ بيئةِ تعبئة فكرية تُغذي الجماعات الجهادية الناشئة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، عبر خطاب “المظلومية” و”الدفاع عن الهوية الإسلامية”,
كما أن استمرارَ هذا التوازي بين الإسلام السياسي والدعوي من جهة، والجهادي المسلح من جهة أخرى، يجعل من أفريقيا الساحة المثالية لـ “تحالف مرن؟بين الفكر القطبي والشبكات الجهادية في مواجهة الأنظمة الهشة.[30]
وعليه، فإن العلاقة بين الإخوان والجماعات المتطرفة في أفريقيا ليست علاقةً تبعيةً أو قيادةً مباشرة، بل هي علاقة تغذية متبادلة تقوم على تشارُك الأيديولوجيا حول الحاكمية والتمكين، وتبادل أدوات العمل الدعوي والخيري وكذلك استفادة كل طرف من الآخر في تحقيق أهدافه التكتيكية.
والجدير بالذِكر أنه خلال هذا العام الجاري ظهرت مؤشراتٌ متباينةٌ في بعض البلدان (خصوصًا السودان) دلّت التطورات السياسية على محاولة قوى متطرفة (ينسب إليها أجزاء من التيار الإخواني) استعادة مواقع نفوذ عبر التحالف مع مؤسسات عسكرية؛ وفي دول الساحل (مالي، النيجر) فإن المشهد العام كان يطغى عليه تفشّي العنف الجهادي (JNIM، ISIS-Sahel، وغيرهما.
السودان
أفادت تقارير إخباريةٌ وتحليليةٌ أن عناصر من الحركة الإسلامية والسلالات الإخوانية في السودان سعت إلى إعادة التموضع السياسي عبر تحالفاتٍ مع الجيش والأطراف العسكرية المتحاربة، مستفيدةً من حالة الفوضى والقتال الداخلي للعودة على مشهد القرار أو ضمان موقع تفاوضي مستقبلي.[31]، كما أن تجربة السودان تاريخيًا (حكم البشير 1989–2019 وبروز تياراتٍ إسلاميةٍ مرتبطة بالإخوان) تجعل من البلد “حاضنة” لوجود تنظيمات إخوانية لديها أفق عودتها متى سنحت الفرصة السياسية أو الأمنية، ووجود تشتّتٍ سياسيٍ وحربٍ أهلية يُعيد خلق فرص تسرّبٍ سياسيٍ/أمنيٍ لهذه التيارات عبر التحالف مع فئات مسلحة أو عبر واجهات مدنية تعمل في مناطق النزاع. [32]
كينيا – تصعيد إداري/قانوني :
في سبتمبر 2025 قرّرت حكومة كينيا إدراج الجماعة (بالترافق مع حركات أخرى) في قوائم منظمات محظورة/إرهابية، وهو مؤشرٌ سياسيٌ/قانونيٌ يعكس تصاعد المخاوف من نشاطٍ شبكيٍ تحت غطاء مؤسسات مدنية ـ [33]
وعليه فإن هذه الخطوة تمثّل ردّ فعلٍ إداريٍ للدولة على مخاوف أمنية واجتماعية، وغالبًا ما تكون نتيجة تراكمِ مخاوف استخباراتيةٍ عن وجود شبكات تمويل أو نشاط دعوي يُشتبه في أنه يغذّي استقطابًا راديكاليًا أو يعمل كغطاءٍ لأنشطةٍ أخرى، وأن قرار كهذا يرفع منسوب الاحتكاك بين الدولة والمجتمعات المسلمة المحلية، وقد يدفع بعض الخلايا للتشظّي أو للعمل السري.
مالي (والمنطقة الوسطى/الساحل)
تصاعد هجمات مجموعات مثل JNIM وعمليات ميدانية قاتلة (هجمات على قواعد عسكرية، استخدام طائرات درون مفخخةٍ، حملات منسّقة) خلال النصف الأول والثاني من 2025، مع تقارير إحصائية عن زياداتٍ في عدد العمليات والبيانات الإعلامية لتلك الجماعات، وفي مالي والصحراء الوسطى، الحضور الإخواني التقليدي (العمل الدعوي/الخيري) ليس الوسيلةَ الرئيسيةَ لاعتماد العنف؛ بل الجماعات الجهادية المحلية والعابرة للحدود (المنضوية تحت جناح القاعدة أو داعش) هي الفاعل الميداني، كما أن العلاقة بين الإخوان وهذه الجماعات ، تكون غالبًا فكريةً أو غير مباشرة (تاريخيًا نفذت بعض أُطر إسلامية دعمًا فكريًا لبيئات ولّدت التشدد)، لكن ليس هناك دليلٌ علنيٌ قويٌ في 2025 على أن إخوانًا منظّمًا يقود الهجمات في مالي. [34]
النيجر – بيئة أمنية مُتدهورة
واجهَ النيجر تصاعدًا في عنف الجماعات المسلحة IS Sahel وJNIM)، وهجمات على مدنيين وقواعد عسكرية، وزيادة حالة الطوارئ الأمنية وتفشي العُنف المُسلّح الناجم عن تنظيمات متطرفة.[35]
ختامًا:
في ضوء ما تقدّم، يتّضح أن ما يُسمّى بـ”عودة” الإخوان المسلمين في أفريقيا ليس مجرد استئنافٍ لنشاطٍ قديم، بل هو إعادة تشكّلٍ لعقيدة التنظيم وأساليبه في بيئةٍ أفريقيةٍ جديدة تحمل بصمات الفوضى السياسية والانفتاح الإعلامي والتنافس الإقليمي، لقد أدركت الجماعة أن القارة السمراء، بما تمتلكه من هشاشةٍ مؤسسيةٍ واتساعٍ جغرافيٍ وتنوّعٍ دينيٍ وثقافي، يمكن أن تكون مختبرًا مثاليًا لتجريب نُسخٍ محدثةٍ من مشروعها السياسي والاجتماعي، تجمع بين الدعوة الناعمة والعمل الاجتماعي، وبين التواصل الرقمي والعمل الشبكي الخفي، لكنّ هذه العودة ليست بلا تحديات، فالمناخ الدولي لم يعد كما كان قبل عِقدين، والرقابة الأمنية والتكنولوجية باتت أكثر صرامةً، كما أن المجتمعات الأفريقية نفسها بدأت تُطوّر مناعتها الفكرية ضد محاولات الاختراق الأيديولوجي، بعد أن خبرت مرارة التوظيف الديني في السياسة والصراع). ومع ذلك، تبقى قدرة الإخوان على التكيّف مع السياقات المتغيرة – من السودان إلى الصومال، ومن تشاد إلى كينيا – دليلًا على مرونتهم التنظيمية واستعدادهم لإعادة إنتاج خطابهم بما يتناسب مع كل بيئة.
إنّ تتبّع نشاط الجماعة في أفريقيا لا يعني فقط مراقبة تنظيمٍ سياسيٍ ذي جذور إسلامية، بل يفتح بابًا أوسع لفهم طبيعة التحولات التي تشهدها القارة نفسها سواء في تحولات في الشرعية، في الديناميات الاجتماعية، أوفي طرق صوغ الهوية السياسية، فالإخوان هنا ليسوا “الفاعل الوحيد”، بل أحد المؤشرات الدالة على صراعٍ أوسع بين مشاريع الإسلام السياسي، والنظم الوطنية الحديثة، والقوى الإقليمية الساعية للنفوذ في عمق القارة.
لذلك، لا ينبغي النظر إلى الظاهرة بمنظارٍ أمنيٍ ضيق، بل من خلال استراتيجيةٍ أوسع تُوازن بين الأمن والتنمية، وبين مكافحة التطرف واحترام الحريات. فالمعركة الحقيقية في أفريقيا لن تُحسم بالقوة فقط، بل بالفكر، والتعليم، والقدرة على بناء دولةٍ قادرةٍ على احتواء التعددية من دون أن تتحولَ إلى رهينةٍ لها.
وإنّ فهْمَ “عودة الإخوان” هو، في جوهره، فهمٌ لتاريخٍ لم ينتهِ بعد، ولصراعٍ لم يُحسم بعد صراعٍ على العقول والشرعيات، في قارةٍ تكتب الآن فصلاً جديدًا من علاقتها المعقّدة بين الدين والسياسة، وبين الدعوة والدولة.
المصادر:
[1] United Nations Development Programme (UNDP). (2023). Journey to Extremism in Africa: Pathways to Recruitment and Disengagement. New York: UNDP.
[2] Chaziza, M. (2023). China’s Role in the Saudi–Iran Rapprochement. Middle East Policy, 30(2), 70–85.
[3] معهد الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. (2022). الأمن الإقليمي السعودي في عالم متغيّر. الرياض: معهد الملك فيصل.
[4] Alterman, J. (2020). Egypt and the Suez Canal: Strategic Imperatives. Center for Strategic and International Studies (CSIS).
[5] Ulrichsen, K. (2020). The Gulf States in International Political Economy. Palgrave Macmillan.
[6] مرجع سابق.
[7] United Nations Office of Counter-Terrorism (UNOCT). (2022). Digital Technologies and Counter-Terrorism in Africa. New York: United Nations.
[8] الزيدي، عبد الأمير. (2015). الأمن القومي: المفهوم والمقومات. بغداد: دار الحكمة.
[9] Hamid, S. (2022). Islamism After the Arab Spring: Tunisia’s Lessons. Brookings Institution.
[10] Ulrichsen, K. (2020). The Gulf States in International Political Economy. Palgrave Macmillan.
[11] Alterman, J. (2020). Egypt and the Suez Canal: Strategic Imperatives. CSIS.
[12] مرجع سابق.
[13] Institute for Security Studies (ISS). (2022). Political Islam and Extremism in the Sahel. Pretoria: ISS.
[14] United Nations Office of Counter-Terrorism (UNOCT). (2022). Digital Technologies and Counter-Terrorism in Africa. New York: United Nations.
[15] معهد الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. (2022). الأمن الإقليمي السعودي في عالم متغيّر. الرياض.
[16] Chaziza, M. (2023). China’s Role in the Saudi–Iran Rapprochement. Middle East Policy, 30(2), 70–85.
[17] مرجع سابق.
[18] El-Ghobashy, M. (2022). Islamist Movements and Adaptive Strategies in Post-2013 Africa. Brookings Institution.
[19] Ashour, O. (2020). The Muslim Brotherhood’s Transnational Networks after the Arab Spring. Carnegie Middle East Center.
[20] مرجع سابق.
[21] Abdalla, A. (2023). Islamic Education and Political Mobilization in Africa. African Affairs Journal.
[22] March, A. (2021). Political Islam and Civil Society in Sub-Saharan Africa. Oxford University Press.
[23] Al-Tamimi, H. (2022). Digital Islamism: Online Networks of the Muslim Brotherhood in Africa. Middle East Policy.
[24] ICG (2023). The Muslim Brotherhood’s Economic and Charitable Networks in Africa. International Crisis Group Report.
[25] Hamid, S., & McCants, W. (2017, January). Islamism after the Arab Spring: Between the Islamic State and the nation-state. The Brookings Institution. Retrieved from https://www.brookings.edu/wp-content/uploads/2017/01/islamism-after-the-arab-spring_english_web_final.pdf
[26] Cook, D. (2019). Understanding Jihadist Ideology in Sub-Saharan Africa. Georgetown University Press.
[27] Vidino, L. (2020). The Muslim Brotherhood’s Networks in Africa. George Washington University, Program on Extremism.
[28] RAND Corporation. (2022). Religious Charities and Conflict Financing in Sub-Saharan Africa. Washington, D.C.
[29] El-Ghobashy, M. (2022). Islamist Movements and Adaptive Strategies in Post-2013 Africa. Brookings Institution.
[30] Hamid, S., & McCants, W. (2017). Islamism after the Arab Spring: Between the Islamic State and the Nation-State. Brookings Institution.
[31] Khalid Abdelaziz (2025). “Sudan’s Islamists plot post-war comeback by supporting army”. Reuters. https://www.reuters.com/world/africa/sudans-islamists-plot-post-war-comeback-by-supporting-army
[32] Jonas Horner (2025).” Split decision: Why Sudan is on the brink of partition—again”. European Council on Foreign Relations. https://ecfr.eu/publication/split-decision-why-sudan-is-on-the-brink-of-partition-again
[33] Sudan Tribune (2025).” Kenya designates Muslim Brotherhood, Hizb-ur-Tahrir as terrorist groups”. https://sudantribune.com/article/305294
[34] Seydou Nomoko (2025).” Jihadists are intensifying drone attacks in the Sahel”. Le Monde. https://www.lemonde.fr/en/international/article/2025/07/24/jihadists-are-intensifying-drone-attacks-in-the-sahel_6743662_4
[35] Human Rights Watch (2025).” Niger Events of 2024”. https://www.hrw.org/world-report/2025/country-chapters/niger