في خضمِّ تَصاعدِ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، اجتمع قادة الدول العربية والإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، في ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، استجابةً لدعوة وزارة الخارجية السعودية لعقْدِ قمةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ غير عادية مشتركة[1]، وتهدف هذه القمة إلى بحْثِ تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وذلك في إطار الجهود العربية والإسلامية الرامية لتوحيد المواقف إزاء الأزمة، حيث تأتي القمةُ امتدادًا لنظيرتها التي استضافتها الرياض في العام الماضي، حيث تَركّزَ النقاشُ حول مُتابعة نتائج وتوصيات تلك القمة، لاسيَّما تجديدُ المساعي لوقف إطلاق النار وتيسيرُ وصولِ المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، وانطلاقًا من الإدراك العميق لقادة العالم العربي والإسلامي لأهمية التحرك الجماعي، جاءت هذه القمة كمنبرٍ لتوحيد الصفوف والتعبير عن موقفٍ عربيٍ وإسلاميٍ مُوحدٍ يعكس الالتزام المشترك بالتصدي للتطورات المتسارعة والخطيرة التي تشهدها المنطقة، وما تستلزمه من جهودٍ حثيثةٍ لمواجهة التحديات واحتواء آثارها الإنسانية والسياسية.
أولًا: توقيتُ انعقادِ القمةِ العربية- الإسلامية
جاءَ انعقادُ القمة العربية الإسلامية لهذا العام في السعودية في توقيتٍ بالغ الحساسية، حيث يشهدُ الشرقُ الأوسطُ تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الأراضي الفلسطينية وتوسيع نطاقها ليشملَ اعتداءاتٍ مباشرةً على الجمهورية اللبنانية، وهو ما يشكّل انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان ويساهم في تفاقم التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة، هذا التصعيد الخطير خلقَ حاجةً مُلحةً لتحركٍ عربيٍ وإسلامي جماعي يتجاوز مُجرد الإدانات المعتادة ليشكل موقفًا سياسيًا موحدًا وضاغطًا على المجتمع الدولي، وذلك بحضور حوالي ٥٧ دولة من العالم العربي والإسلامي[2]، ويكتسب هذا التوقيت بُعدًا استراتيجيًا إضافيًا نظرًا لعقد القمة مباشرةً بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب، المعروف بسياساته التي تميلُ لدعم إسرائيل اللامحدود، حيث إن تغيّر القيادة في واشنطن قد يشجع إسرائيل على مواصلة سياساتها العدوانية دون رادع، خاصةً في ظل مرحلة انتقال السلطة وحتى يتسلمها ترامب في يناير القادم، وبالتالي، هذا التوقيت يُمثلُ خطوةً استباقيةً للتصدي لأي احتمالات لتصعيد عسكري إضافي قد يقودُ المنطقةَ إلى حربٍ إقليميةٍ واسعةٍ، ومن أجل التعامل مع احتمالات تصعيد أكبر.
كما تعكس القمة في هذا التوقيت تفهمًا عميقًا للسياق الدولي وتداعياته المحتملة على الشرق الأوسط، إذ يُظهرُ انعقادُها استعدادَ الدول العربية والإسلامية لاتخاذِ موقفٍ موحّد وقويٍ من شأنه أن يضع القوى العالمية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أمام مسؤولياتها في ضمان احترام القانون الدولي والحد من الانتهاكات التي تُمارَسُ بحق المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، علاوةً على ذلك، فإن القمة تأتي كخطوة دبلوماسية تهدف إلى الضغط على مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بدوره في فرض التهدئة والعمل على حماية الاستقرار في المنطقة، وبالتالي فهي لا تُشكل فقط رِدةَ فعلٍ على الاعتداءات الجارية، بل تُمثل جزءًا من استراتيجيةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ تهدف إلى إيقاف دائرة التصعيد وتجنب الانزلاق نحو نزاع إقليمي شامل. ويؤكد توقيتها على أن الدول العربية والإسلامية تسعى إلى توحيد مواقفها وتأطير جهودها في المحافل الدولية، لتعزيز الضغط على المجتمع الدولي بضرورة وقْفِ هذه الاعتداءات ووضْعِ حدٍ للانتهاكات التي تهدد استقرار الشرق الأوسط.
ثانيًا: أبرزُ كلماتِ القادة في القمة العربية- الإسلامية
شددَ القادة والزعماء في القمة على ضرورة وقْفِ الحرب في غزة ولبنان، وإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وذلك على النحو الآتي:
السعودية:طالبَ وليُ العهد السعودي “محمد بن سلمان” في كلمته الافتتاحية للقمة بوقْفٍ فوريٍ لإطلاق النار في غزة ولبنان، وأدان “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في غزة. كما دعا إلى احترام سيادة إيران ورفْضِ أي انتقاصٍ من دور السلطة الفلسطينية، مؤكدًا استمرار جهود إقامة “الدولة الفلسطينية المستقلة”. وأشار إلى أن الاجتماع الدولي يهدف لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع.[3]
مصر: أدانَ الرئيس “عبد الفتاح السيسي” بشكلٍ قاطعٍ حملةَ القتل الممنهج ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مصر لن تقبلَ بأي مخططاتٍ تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء من خلال تهجير السكان أو نقلْهم قسريًا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة. وأكد السيسي أن الشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو الانتقالُ إلى نظامٍ إقليميٍ قائمٍ على السلام والتنمية، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. كما أعرب عن التزام مصر التام بتقديم الدعم للأشقاء في لبنان، خاصة في تعزيز صمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، والسعي لوقف العدوان الذي يتعرضُ له الشعب اللبناني.[4]
تركيا:قالَ الرئيسُ التركي “رجب طيب أردوغان” إن الأوضاعَ الصعبةَ في غزة تعود إلى عجْزِ الدول الإسلامية، بينما تقدم الدول الغربية كلَّ أنواع الدعم لإسرائيل. وأشار إلى استشهاد ٥٠ ألف شخص، ٧٠% منهم من الأطفال والنساء، بسبب المجازر الإسرائيلية. وانتقدَ عجْزَ العالم الإسلامي عن التحرك حيال هذه المجازر، مؤكدًا استعداد تركيا لتنفيذ مقترحاتٍ ملموسةٍ لفرض تكلفة على الاحتلال الإسرائيلي، كما شدد على أهمية تشجيع الدول للانضمام لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.[5]
إيران: قالَ الرئيسُ الإيراني “مسعود بزشكيان” في اتصالٍ هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إنه سيتعذّر عليه المشاركة في القمة بسبب “مسائل تنفيذية” ملحّة، مُعربًا عن ثقته في أن الاجتماع من شأنه أن “يأتي بنتائجَ فعالةٍ وملموسةٍ لإنهاء جرائم النظام الصهيوني والحرب وحمام الدمّ في غزة ولبنان.[6]
الأردن: دعا العاهلُ الأردني “عبدالله الثاني” الدولَ الشقيقة والصديقة لإطلاق جسرٍ إنسانيٍ لكسْرِ الحصار المفروض على قطاع غزة وإيصال المساعدات الطارئة، وأكد على ضرورة التحرك الفوري لإنهاء العدوان وتجنّبِ المزيد من القتل والدمار، كما شدد على ضرورة وقْفِ الحرب فورًا في غزة ولبنان لحماية الأبرياء ومنْعِ التصعيد الذي قد يؤدي إلى حربٍ شاملةٍ، وأشار إلى أن عدم تدخل المجتمع الدولي ساهم في تصعيد الهجمات على الفلسطينيين والمقدسات في القدس، وأشعل الحرب في لبنان.[7]
فلسطين: أكدَ “محمود عباس” أن قطاعَ غزة جزءٌ لا يتجزأ من فلسطين، وأن أيَّ حلٍ مستقبليٍ يجب أن يشملَ الضفةَ الغربية والقطاع. وطالب مجلس الأمن بمنح “دولة فلسطين” العضوية الكاملة. وأدان العدوانَ الإسرائيليَ في غزة، واصفًا إياه بحرب إبادة، حيث قُتل وأُصيب أكثر من ٤٠ ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل.[8]
لبنان:قال “نجيب ميقاتي”، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، إنه لا يمكنُ لإسرائيل الاستمرار في عدوانها على لبنان وانتهاك سيادته دون محاسبة. وأشار إلى أن التصعيدَ العسكري أدى إلى أضرارٍ اقتصاديةٍ جسيمة، حيث بلغت الخسائر المادية ٨.٥ مليار دولار، شملت تدمير ١٠٠ ألف مسكن، ودعا ميقاتي دول المنطقة والعالم إلى دعْمِ لبنان كنموذج تعددي، وأعلن عن برنامج دعم لدعم النازحين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية والتعليمية والصحية.[9]
ثالثًا: دلالاتُ وأبعادُ القمة
جاءتْ القمةُ العربية الإسلامية في السعودية لعام ٢٠٢٤ وسط سياقات جيوسياسية معقّدةٍ، خصوصًا بعد تصاعد الأحداث في غزة ولبنان وعودة الحديث عن أدوار جديدة لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، مع عودة الجمهوري دونالد ترامب للرئاسة، وذلك على النحو الآتي:
1- رؤيةٌ حذِرَةٌ تجاه الولاية الثانية لترامب:جاءت القمة في وقت انتقال السلطة الأمريكية وعودة الرئيس الأسبق دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير المُقبل، وهو الذي انتهج خلال ولايته السابقة (٢٠١٧-٢٠٢١) سياساتٍ مثيرةً للجدل في المنطقة، من بينها نقْلُ السفارة الأميركية إلى القدس والاعترافُ بسيادة إسرائيل على الجولان السوري[10]، هذه الخطوات كان لها تداعياتٌ عميقةٌ على الديناميات الإقليمية وأثارت تخوفات بشأن مستقبل الأمن الإقليمي، وبالتالي أتاحت هذه القمة للقادة الإقليميين فرصةً لمخاطبة ترامب بشكلٍ غير مباشر وإظهار تطلعاتهم نحو انخراط أمريكيٍ جديدٍ أكثر توازنًا ومسؤولية، وذلك عبر تقديم رسالة تدعو إلى خفض التصعيد وإعادة التفكير في سياسات واشنطن تجاه منطقة الشرق الأوسط.
2- رسالةٌ سعوديةٌ قويةبشأن ملف التطبيع وأهمية القضية الفلسطينية على الرغم من العلاقات الوطيدة التي جمعت السعودية بإدارة ترامب السابقة، إلا أن القمةَ شهدتْ رسائلَ واضحةً تعكس موقف الرياض تجاه التطبيع مع إسرائيل، حيث شدّدت السعودية على أن أيَّ تقدمٍ في هذا المسار مرهونٌ بتحقيق حل الدولتين، وإقامةِ دولةٍ فلسطينية على حدود ١٩٧٦ وعاصمتها القدس الشرقية، كان الهدف من هذه الرسالة التأكيد على أن المملكةَ ستبقى شريكًا قويًا وموثوقًا، يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه في تعزيز مصالحها، ولكن دون التفريط في المبادئ الأساسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، عزّز هذا الموقف مكانة المملكة كدولةٍ تمثلُ العالمَ الإسلامي، وقادرةٍ على قيادة التحالفات الدبلوماسية التي تتبنى قضايا المنطقة الجوهرية.
3- مُعالجة التباينات في المواقف الإقليمية تجاه إسرائيل:جاءت القمة لتعالجَ التبايناتِ في المواقف تجاه إسرائيل التي أحدثتها القمة السابقة، خاصةً بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مثل إيران وتركيا. فعلى سبيل المثال، أبدت إيران خلال القمة تحفظًا حول اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني[11]، مما يعكسُ اختلاف الرؤى حول طرق التعامل مع إسرائيل نفسها، حيث يعود هذا التباين إلى الخلافات العميقة حول التصعيد الدبلوماسي تجاه إسرائيل، سواء بقطع العلاقات الاقتصادية، وطرْدِ الدبلوماسيين أو خفْضِ إمدادات النفط، كما طُرحت في قمة العام الماضي[12]، عكست هذه التباينات مدى تعقيد التحديات السياسية الداخلية والخارجية التي تواجه التحالف الإسلامي العربي، وأهمية هذه القمة بالتحديد في التوافق حول رؤيةٍ موحدةٍ تعززُ من قوة تأثيره على الساحة الدولية.
4– تعزيزُ دور السعودية كمحركٍ أساسي في العالمين العربي والإسلامي عززت القمة من مكانة السعودية كدولةٍ قياديةٍ في العالمين العربي والإسلامي، وذلك من خلال دعمها للقضية الفلسطينية وتوجيه رسالة تضامنية إلى الشعب الفلسطيني، حيث تقوم السعودية بدور الوسيط والمحفّز للسلام في المنطقة، وهي تتحركُ لتعزيز دورها كقائدٍ دبلوماسيٍ في القضايا الإقليمية الكبرى، بالإضافة إلى صورة المملكة كصاحبة دورٍ ريادي في إرساء السلام والاستقرار، ومحركٍ قوي للتفاعل الدولي مع قضايا العرب والمسلمين، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. مما يعكس رغبتها في أن تكونَ قوةً فعالةً للتغيير الإيجابي في المنطقة، بما يتوافق مع تطلعاتها الداخلية ضمن رؤية ٢٠٣٠.
5- تعزيزُ الجهود لتوثيق الجرائم الإسرائيلية اتخذت القمة خطواتٍ مهمةً لتعزيز دور المرصد القانوني، الذي أُنشئ بتوصيةٍ من القمة السابقة للعام الماضي، بهدف توثيق الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، حيث قام المرصد، تحت إشراف الأمانة العامة[13]، بجمع الأدلة والشهادات التي يمكن الاستفادة منها في المحافل الدولية، مثّل هذا التوجهُ خطوةً متقدمةً تعكسُ رغبةَ الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ضمان عدم إفلات إسرائيل من العقاب، وحشْدِ الدعم الدولي لاتخاذ موقف موحد يدين إسرائيل، ويدفع نحو الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
6- حراكٌ دبلوماسي من أجل حل الدولتين ودعم السلام أعادت القمةُ التأكيد على التزام الدول الأعضاء بحل الدولتين كإطارٍ أساسيٍ لتحقيق السلام، مع دعوة لاعتبار حدود عام ١٩٦٧ أساسًا لقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، هذا التأكيد يعكسُ وحدةَ الدول العربية والإسلامية في مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تعرقلُ جهود السلام وتعيق حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شكلت هذه الخطوة دلالة واضحة على رغبة القمة في حشد الدعم الدولي لتحقيق هذا الحل العادل والدائم، مع التأكيد على أن الانخراط الدولي في هذه القضية يجب أن يعكسَ احترامَ حقوقِ الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية.
رابعًا: مشروعُ قرارِ القمة العربية-الإسلامية لعام ٢٠٢٤
جاء البيان الختامي للقمة كمشروع قرارٍ يحملُ عدداً من التوصيات والتي تتمثل في الآتي[14]:
1- الدعوة لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة والتحذير من التصعيد الإقليمي: جاء مشروع قرار القمة العربية الإسلامية غير العادية، التي عُقدتْ في الرياض، ليؤكدَ على ضرورة حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة. وحذرت القمة من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، مشيرةً إلى توسّعِ رُقعةِ العدوان الإسرائيلي التي تجاوزت العام على قطاع غزة وامتدت لتشملَ لبنان، إضافةً إلى انتهاك سيادة العراق وسوريا وإيران دون أي تدابير أممية حاسمة، في ظل تخاذلٍ واضحٍ من قِبَلِ الشرعية الدولية.
2- إدانةُ الجرائمِ الإسرائيلية في غزة والمطالبة بتحقيق دولي:أدانَ مشروع القرار بأشد العبارات الجرائمَ المروّعةَ التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واصفًا إياها بجريمة إبادة جماعية تشملُ المقابرَ الجماعية، التعذيب، الإعدام الميداني، الإخفاء القسري، والنهب، إضافةً إلى التطهير العرقي، خاصة في شمال قطاع غزة، وطالبت القمة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جادة لمنع طمْسِ الأدلة وضمان مساءلةِ ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
3- التضامنُ مع لبنان والمطالبة بوقف العدوان: أعربت القمة عن إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان وانتهاكِ سيادته، داعيةً إلى وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار وتنفيذٍ كاملٍ لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦، وأكدت القمة تضامنها مع لبنان في مواجهة هذا العدوان، داعيةً لدعم المؤسسات الدستورية اللبنانية والقوات المسلحة باعتبارها الضامنة لوحدة واستقرار لبنان، وأهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
4- إدانةُ سياسةِ العقاب الجماعي والحصار على غزة : أدانت مسوّدةُ القمة سياسةَ العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل باستخدام الحصار والتجويع كسلاحٍ ضد المدنيين في غزة، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان، بما في ذلك إجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من القطاع وفتح المعابر.
5- المطالبةُ بفرضِ حظرٍ دولي على تصدير الأسلحة لإسرائيل:تضمنتْ المسوّدةُ الرغبة في حشْدِ الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، ومطالبة مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بوقف سياساتها العدائية. كما طالبت المسودة الدولَ بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في خطوةٍ لتعزيز الضغط الدولي عليها.
6- التأكيدُ على ضرورة احترام القانون الدولي وإنهاء ازدواجية المعايير :طالبتْ القمة المجتمعَ الدولي بالتحرك لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي، معبرةً عن استنكارها لازدواجية المعايير في تطبيق القوانين الدولية. وأكدت أن هذه الازدواجية تقوّضُ مصداقية الدول التي تدعم إسرائيل، وتُضعفُ العملَ متعدد الأطراف، وتكشف عن انتقائية تطبيق القيم الإنسانية.
7- الدعوةُ لانضمام فلسطين كعضوٍ كامل في الأمم المتحدة : أكدت القمةُ على ضرورة العمل على حشد التأييد الدولي لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة كعضوٍ كامل العضويةِ، مشيدةً بالجهود التي تبذلها الجزائر في هذا الصدد، بما في ذلك تقديم مشروع قرار لقبول هذه العضوية ودعْمِ القضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني.
8- دعمُ الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية : دعتْ المسودة إلى توفير كافة أشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وأهميةِ تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتوليها مسؤولياتها بشكلٍ فعالٍ على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها قطاع غزة، كما شددت على أهمية دعم دولة فلسطين اقتصاديًا وإعادة إعمار القطاع وتفعيل شبكة أمان مالية شفافة لدعم موازنة الدولة الفلسطينية.
9- تكليفُ اللجنةِ الوزارية بمواصلة عملها لوقف العدوان على لبنان :أوكلتْ المسودة اللجنةَ الوزارية العربية الإسلامية المشتركة، برئاسة السعودية، بمواصلة عملها وتكثيف جهودها، وتوسيع مهامها لتشملَ العملَ على وقْفِ العدوان الإسرائيلي على لبنان.
10- التأكيدُ على حمايةِ الملاحة البحرية والترحيب بالآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية : أكدتْ مسودةُ القمة على ضرورةِ حماية الملاحة في الممرات البحرية بما يتماشى مع قواعد القانون الدولي، كما رحبت بتوقيع جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي على الآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية، مشيدةً بمواقف الاتحاد الإفريقي الثابتة تجاه فلسطين.
ختامًا:
جاءتْ القمةُ العربية الإسلامية في توقيتٍ بالغ الحساسية، حيث عكست وعيًا متصاعدًا بأهمية توحيد الصفوف في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتفاقمة، خاصةً في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وقد حملت دلالات هذا التوقيت رسالةً حاسمةً مفادها أن المجتمعَ العربيَ والإسلامي عازمٌ على اتخاذ موقفٍ حازمٍ للرد على الانتهاكات المستمرة بحق الشعوب العربية، ودعم الحقوق الفلسطينية وفق مبادئ القانون الدولي، وشملتْ مخرجاتُ القمة دعوةً إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وتشكيلِ لجنة تحقيق دولية ذات مصداقية، وتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي لدولة فلسطين، في خطوةٍ تبرزُ جديةَ الدول المشاركة في ردْعِ العدوان، وفرْضِ محاسبةٍ حقيقيةٍ، وتحقيق وحدة عربية إسلامية تُعيدُ للقضية الفلسطينية مكانتها في الأجندة الدولية.
المصادر:
[1] السعودية تدعو لعقد قمة عربية إسلامية مشتركة في 11 نوفمبر، الشرق، تاريخ النشر: ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/drdxH
[2] قادة وممثلو الدول يتوافدون على الرياض تمهيداً لـ«القمة العربية – الإسلامية، صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ١٠ نوفمبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/uNiDM
[4] كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة العربية الإسلامية الغير عادية بالرياض، موقع التنمية العالمية، تاريخ النشر: ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://www.alameltanmya.com/archives/22769
[5] دعوات لزعماء قمة الرياض بوقف الحرب الإسرائيلية بلبنان وغزة، مرجع سبق ذكره.
[6] ولي العهد السعودي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان خلال القمة العربية، مونت كارلو الدولية، تاريخ النشر: ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/grwHa
[7] قمة الرياض: تشديد على وقف الجرائم الإسرائيلية (تغطية حية)، صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/KDLjK
[10] بعد نقل السفارة للقدس.. ترامب يعترف بضم إسرائيل للجولان ويتجاهل الانتقادات، الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٢٣ مارس ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/JnUCb
[11] إيران ومعارضة التوافق الإقليمي… القمم العربية والخليجية نموذجا، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تاريخ النشر: ٨ ديسمبر ٢٠٢٣، متاح على الرابط: https://rawabetcenter.com/archives/168674
[14] اعتماد مشروع قرار القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض، جريدة الرياض، تاريخ النشر: ١١ نوفمبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://www.alriyadh.com/2103486
