المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > تقدير موقف > بعد عودة ترامب: العلاقات الأمريكية الإماراتية بين الاستمرارية والتغيير
بعد عودة ترامب: العلاقات الأمريكية الإماراتية بين الاستمرارية والتغيير
- نوفمبر 15, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات
إعداد: ريهام محمد
باحثة في وحدة شؤون الشرق الأوسط
تتمتع الإمارات والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية رفيعة المستوى، وفي أعقاب فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في 5 نوفمبر الجاري، كانت الإمارات من أوائل الدول التي قدمت التهاني له، حيث هنأ “محمد بن زايد” الرئيس المنتخب ونائبه “جيمس ديفيد فانس”، متمنيًا لهما التوفيق، مشددًا على عمق العلاقات بين البلدين والشراكة التنموية المتنوعة التي تركز على اقتصاد المستقبل، وأعرب عن تطلعه لتعزيز هذه الشراكة خلال المرحلة القادمة لما فيه مصلحة الطرفين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية[1].
تعتبر العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات نموذجًا بارزًا لروابط الدول ذات المصالح الاستراتيجية المشتركة في منطقة الشرق الأوسط والخليج، فمنذ بدء فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى في عام 2017، شهدت هذه العلاقة تحولاً ملحوظاً عبر مجالات متعددة، خاصة في مجال الدفاع والأمن، مما أسس للإمارات مكانة بارزة كأحد أبرز حلفاء أمريكا بالمنطقة، ومع فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية، تثار تساؤلات حول مستقبل هذه الشراكة في ظل التطورات المحلية والدولية المتغيرة فكيف سيتشكل التعاون الإستراتيجي بين دبي وواشنطن مع عودة ترامب والتحولات الجديدة في البيئة الإقليمية والدولية؟
الشراكة الاستراتيجية بين دبي وواشنطن إبان ولاية ترامب الأولى:
خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من يناير 2017 حتى يناير 2021، تطورت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بشكل ملحوظ، مما عزز التعاون في عدة مجالات مثل الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا، وارتقت الى مستوى السياسة الخارجية.
على المستوى الأمني والعسكري: تعتبر الإمارات واحدة من أكبر الدول المستوردة للعتاد الدفاعي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، حيث حصلت على أنظمة تسليح متقدمة تشمل طائرات F-16 Desert Falcon وأنظمة الدفاع ضد الصواريخ والمروحيات.
تم توقيع اتفاقية التعاون الدفاعي الثنائي (DCA) في عام 2017، والتي تنظم معظم جوانب الشراكة الدفاعية بين البلدين، وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التنسيق العسكري وتسهيل وصول الجيش الأمريكي إلى القواعد العسكرية الإماراتية لتيسير التدريب وتنفيذ العمليات المشتركة.
وفي عام 2020، أبرمت صفقة لشراء الإمارات لـ50 طائرة مقاتلة من طراز F-35 وطائرات مسيرة متطورة، وهي صفقة تمثل أحد أكبر صفقات الطائرات المقاتلة في تاريخ العلاقة العسكرية بين الجانبين.[2]
الأمن المتبادل: يتقاسم البلدان مصلحة استراتيجية تتمثل في ضمان أمن منطقة الخليج العربي خاصة مع التهديدات الإيرانية والجماعات الإرهابية والصراعات الإقليمية، اذ تستضيف الإمارات القوات الجوية والبحرية الأمريكية في قواعد مثل قاعدة “الظفرة الجوية” و”ميناء جبل علي” التي تُعتبر حيوية بالنسبة للعمليات الأمريكية بالمنطقة.
في 2017، تم توقيع اتفاقية التعاون الدفاعي الثنائي (DCA)، والتي تحكم معظم جوانب التعاون الدفاعي بين الدولتين، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون العسكري، وتسهيل وصول الجيش الأمريكي إلى القواعد الإماراتية، بجانب السماح بتنفيذ التدريبات والعمليات العسكرية المشتركة.[3]
العلاقات الاقتصادية: تُعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ تتجاوز التجارة السنوية بينهما مليارات الدولارات، فتصدر الإمارات النفط والألمنيوم بينما تصدر الولايات المتحدة الطائرات والآلات والمركبات، وخلال الولاية الأولى لترامب، وصل فائض التجارة الذي حققته الولايات المتحدة مع الإمارات إلى 11.68 مليار دولار عام 2020، مما جعله رابع أعلى فائض للولايات المتحدة مع دول العالم، وتجاوز حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 17.83 مليار دولار لعام 2020، ما يشير بقوة إلى نمو العلاقة التجارية بينهما آنذاك.
كما تعد دبي مستثمراً بارزاً في واشنطن؛ فشركات إماراتية مثل “مبادلة” و”موانئ دبي العالمية” تملك استثمارات ضخمة في الأصول الأمريكية، وقد زاد الاستثمار المباشر للإمارات في الولايات المتحدة ليصل إلى أكثر من 27.6 مليار دولار عام 2019.[4]
الابتكار التكنولوجي: شهدت العلاقات في هذا المجال اهتماماً متزايداً، حيث تم توقيع اتفاقيات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، منها اتفاقية التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي في 2019، وإطلاق “مبادرة الابتكار الأمريكية الإماراتية” في العام ذاته، واتفاقية التعاون في مجال الفضاء والابتكار التكنولوجي 2020، بالاضافة الى تأسيس شراكات بين الشركات الإماراتية والأمريكية لتعزيز الابتكار وخلق فرص عمل جديدة.
على مستوى السياسة الخارجية: دعمت الإمارات سياسة ترامب تجاه إيران، حيث سعت كل من دبي وواشنطن إلى تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، مما أدى إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
التطبيع مع اسرائيل: شهدت ولاية ترامب الأولى توقيع اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين في 15 سبتمبر 2020 في واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي “ترامب”، وهو حدث ترك بصمة كبيرة على السياسات الإقليمية، وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع تل أبيب ضمن اتفاقيات أبراهام.[5]