المقالات
تــهــديــدات الأمــن الــبــحــرى بــيــن الإرهــاب والــقــرصــنــة
- مارس 20, 2023
- Posted by: mohamed mabrouk
- Category: الدراسات الأمنية والإرهاب تقارير وملفات
إعــداد: ميار هانى – باحثة فى الشأن الدولى
يمثل المجال البحرى رئة العالم وشرايين حياة البشر باعتباره ضمان لسريان الحركة وليس فقط المياه بين أرجاء العالم، وعلى الرغم من أهميته الحيوية، فهو يشكل نقاطاً رخوة يمكن تهديدها واستهدافها عبر عمليات متنوعة، أبرزها الأرهاب البحرى والقرصنة، إذ اصبحت البيئة البحرية ليست سوى واحدة من مناطق العمليات التى يستخدم فيها الإرهابيون الإكراه لتحقيق أهدافهم السياسية ويشن القراصنة هجمات ليحظوا بمنافع مادية، وعليه، تسعى تلك الورقة إلى اعطاء نظرة عامة عن الإرهاب البحرى والقرصنة، مع بيان أوجه العلاقة بين النشاطين، وذلك على النحو التالى:
الإرهــاب الـبـحـرى Maritime terrorism
أولاً – تـعـريف الإرهـاب الـبـحـرى:
على الرغم من عدم وجود توافق بشأن تعريف الإرهاب البحرى، فإن أحد التعريفات المقبولة بشكل عام هى أنه “استخدام ممنهج أو تهديد بأعمال عنف ضد خدمات النقل والشحن البحرى الدولية، من قِبل فرد أو مجموعة، لبثّ الذعر وتخويف المدنيين بهدف تحقيق طموحات أو أهداف سياسية”.
ثانياً – أشـكـال الإرهـاب الـبـحـرى:
ويمكن تقسيم الإرهاب البحرى إلى عدة فئات، بناء على استهدافه للمجال البحرى واختيار الأهداف، وذلك على النحو الأتى:
أولاً- استخدام المجال البحرى كوسيلة لشنّ هجمات على أهداف برية:
تتعدد الأمثلة على مثل هذا النوع من الهجمات، ومنها، تفجيرات مومباى التى وقعت فى 26 نوفمبر 2008 عندما نزل عشرة إرهابيين فى زوارق سريعة قابلة للنفخ فى الميناء ونفذوا سلسلة من 12 هجومًا منسقًا.
ثانياً – اختطاف القطع البحرية واحتجاز الرهائن من قبل الإرهابيين:
يُستخدم هذا التكتيك على نطاقٍ واسع، مثال ذلك اختطاف سفينة مملوكة لكينيا عام 2014 من قِبل حركة الشباب، فرع القاعدة الصومالى، واحتجاز أحد عشر بحارًا من جنسياتٍ مختلفة كرهائن.
ثالثاً- هجمات إرهابية ضد أهداف بحرية ذات قيمة عالية:
وقع أول هجومين من هذا النوع قبالة السواحل اليمنية فى عامى 2000 و2002 على التوالى؛ نفذ الهجوم الأول تنظيم القاعدة ضد المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، فى 12 أكتوبر 2000، حيث تعرضت المدمرة لهجوم انتحارى بزورق صغير محمل بالمتفجرات فى ميناء عدن أثناء تزودها بالوقود، وأسفر الهجوم عن 17 قتيلاً و39 جريحًا، وتُجدر الإشارة ان كانت تلك هى المرة الأولى التى يتعرض فيها رمز للقوة العسكرية الأمريكية لهذه الضربة غير المسبوقة فى البحر من قِبل مجموعة إرهابية.
أما الهجوم الثانى فقد استهداف ناقلة نفط فرنسية “إم/فى ليمبورج”، فى 6 أكتوبر 2002، مما أسفر عن كارثة بيئية جراء تسرب 100 ألف طن من النفط الخام فى خليج عدن.
- وتتسم هجمات الإرهاب البحرى بالمحدودية، حيث أوضحت قاعدة بيانات الإرهاب العالمى أنه خلال أربعين عاماً، حدث 89 ألف عمل إرهابى، كان من بينها 991 حادثاً إرهابياً بحرياً، أى أقل من 2% من إجمالى الحوادث الإرهابية، وعلى الرغم أن العدد الإجمالى لتسجيل تلك الحوادث فى جميع أنحاء العالم صغير للغاية،إلا ان المجتمع الدولى يعتبر مخاطرها عالية إلى جانب وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية البحرية أمر محتمل تماماً. ويمكن ارجاع محدودية الهجمات الإرهابية البحرية لعدة عوامل، أهمها: أن البيئة البحرية تطلب قدرات معينة لا يألفها الكثير من الجماعات المسلحة، مثل المراكب، والتدريب على قيادة السفن، واعتيادهم بدلاً من ذلك على شن الهجمات براً. كما يعد استهداف سفينة فى عرض البحر مسألة بعيدة عن الاحتياجات اليومية للمواطن العادى، وبالتالى لن تصيبه بالرعب، كما أنها بعيدة عن وسائل الإعلام.
ويبقى السؤال: متى يمكن ان يكون الهدف البحرى مثيراً للأهتمام؟
يرى جماعة من الباحثين ان قد يتم تفضيل الهدف البحرى بناءً على عدة أمور، منها: تزايد الإجراءات الأمنية على البر، مما يعوق عمله. وانتشار الشركات المتخصصة فى تزويد المواطنين الراغبين فى التعلم بالتدريبات اللازمة والأدوات البحرية. والرغبة فى الإضرار بالوضع المالى والإقتصادى لدولة ما. وعليه سيتم الحرص على مهاجمة السفن، لاسيما ناقلات البترول، وعلى سبيل المثال، فإن الهجمة الإرهابية لتنظيم القاعدة على ناقلة النفط الفرنسية “إم/فى ليمبورج” بعام 2002، لم تؤد إلى خسائر بشرية كبيرة، إلا أنها أسهمت بشكل مباشر فى انهيار قصير المدى للشحن الدولى فى خليج عدن والمسطحات المائية المجاورة، كما أدت إلى ارتفاع سعر برميل البترول الخام برنت 0.48 دولار، وغير ذلك من الآثار، ونُسب للقاعدة التصريح الأتى: “عن طريق تفجير ناقلة البترول فى اليمن، قطع المحاربون المقدسون الحبل السرى وشريان الحياة للمجتمع الصليبى”. كما تسبب هجوم الحوثيين على ناقلة نفط تابعة للشركة الوطنية السعودية، تحمل اسم (أرسان)، أثناء مرورها فى البحر الأحمر غربى ميناء الحديدة اليمنية وكانت متجهة لجمهورية مصر العربية، 25 يوليو 2018، بتعليق الرياض سير ناقلات النفط عبر البحر الأحمر، مما أثر سلباً فى أسعار النفط فى السوق العالمية.
ثالثاً – الإرهــاب الــبــحــرى مــن قِــبــل الــفــاعــلــون الــمــســلــحــون مــن غــيــر الــدول:
تثبت الهجمات الإرهابية البحرية أن عدداً قليلاً فقط من الجماعات المسلحة يستطيع القيام بهجمات الإرهاب البحرى، ومن أبرز تلك الجماعات ذات الخبرة البحرية:
- نــمــور تــامــيــل :
تعد جماعة “نمور تاميل”، الساعية إلى تكوين وطن تاميل هندوسى فى شمال سيريلانكا، أحد أبرز الجماعات ذات القدرات المتميزة فى شن هجمات ارهابية بحرية عبر فرعها البحرى “نمور البحر” منذ عام 1984، والذى دمر جزءاً كبيراً من البحرية السيريلانكية.
- جماعة “أبو سياف“:
كما تناولت الدراسات جماعة أخرى تمتعت بتلك القدرة البحرية، وهى جماعة أبو سياف فى الفلبين، والتى ساعدتها قدرتها البحرية فضلاً عن مساندة بعض السكان المحليين لها فى القيام بهجمات إرهابية بحرية فى جنوب شرق آسيا. ويعد الهجوم الإرهابى البحرى الذى شنته الجماعة الإرهابية فى خليج مانيلا قبالة جزيرة كوريجيدور، فى 27 فبراير 2004، والذى أسفر عن مقتل 116 شخصًا، أحد أكبر الأعمال الإرهابية البحرية من حيث عدد الضحايا.
- تنظيم القاعدة :
أعلن تنظيم القاعدة اهتمامه بالهجمات البحرية، وأختلفت التقديرات التى تتوقع حجم الاسطول البحرى للتنظيم، وتوقع الباحثون أن بعض السفن فى هذا الأسطول تستخدم لأغراض تجارية، مما يساعد التنظيم فى تمويل عملياته. وفى الآونة الأخيرة، شن تنظيم القاعدة هجوماً بثمانية صواريخ من طراز C-802 المضادة للسفن على فرقاطة تابعة للبحرية الباكستانية “بي إن إس ذو الفقار” فى قاعدة كراتشى البحرية، فى 6 سبتمبر 2014، وذلك بهدف مهاجمة سفن حربية أمريكية ترسو بالجوار.
- جماعة “أنصار الله”:
منذ انقلاب الحوثيون على شرعية الرئيس اليمنى “عبد ربه منصور هادى”، لم يستقر وضع خطوط الملاحة والممرات التجارية فى البحر الأحمر، بل بات الخطر يتصاعد بشكل مطرد مع طول أمد الحرب، واستطاع الحوثيون- بمساعدة إيرانية- تطوير منظومة سلاحهم البحرى، وفيما يلى نستعرض أبرز الهجمات الإرهابية البحرية للجماعة:
أكتوبر 2016: هجوم على سفينة (إتش إس فى -2 سويفت) الإماراتية. إلى جانب إطلاق هجمات على المدمرة الأمريكية (يو إس إس مايسون).
يناير 2017: تعرض فرطاقة سعودية لهجوم بثلاثة زوارق، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها.
يونيو 2017: استهداف بارجة حربية إماراتية قبالة سواحل مدينة المخا.
ابريل 2018: هجوم صاروخى غير ناجح على ناقلة النفط السعودية المزدوجة الهيكل (البقيق) قبالة ساحل الحديدة.
مايو 2018: هجوم صاروخى على سفينة تركية (إنسى إنيبلو) محملة بالمواد الغذائية.
- يوليو 2018: تعرضت ناقلة نفط تابعة للشركة الوطنية السعودية (أرسان) لهجوم صاروخى أصاب هيكلها الخارجى قبالة ساحل الحديدة.
- يناير 2022: اختطاف السفينة الإماراتية “روابى” قبالة ميناء الحديدة فى البحر الأحمر، وذلك أثناء نقلها لمعدات طبية من جزيرة سقطرى إلى منطقة جازان السعودية، وتم الإفراج عن طاقمها البالغ عددهم 14 شخصًا من الجنسيات الأمريكية والهندية والفلبينية والإندونيسية، فى أبريل من العام نفسه، بوساطة عمانية.
- نوفمبر 2023: وذلك بإعلان الجماعة مشاركتها، 14 نوفمبر الماضى، بعملية طوفان الأقصى إلى جانب حركة حماس، وذلك باستهدافها بعض السفن التى تشغلها شركات إسرئيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الــقــرصــنــة الــبــحــريــة Maritime piracy
أولاً – تــعــريــف الــقــرصــنــة:
تستخدم كل من المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة ((IMO والمكتب البحرى الدولى (IMB) حاليًا تعريف القرصنة كما هو موضح فى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS)على النحو الأتى:
(أ) أى أعمال عنف أو احتجاز غير مشروعة، أو أى عمل من أعمال السلب، يرتكب لأغراض خاصة من قبل طاقم أو ركاب سفينة خاصة أو طائرة خاصة ، ويوجه:
(i) فى أعالى البحار، ضد سفينة أو طائرة أخرى، أو ضد الأشخاص أو الممتلكات على متن هذه السفينة أو الطائرة.
(ب) أى عمل من أعمال المشاركة الطوعية فى تشغيل سفينة أو طائرة مع العلم بوقائع تجعلها سفينة أو طائرة قرصنة.
(ج) أى عمل من أعمال التحريض أو التسهيل عن عمد لفعل موصوف فى الفقرة الفرعية (أ) أو (ب).
ووفقًا لهذا التعريف، تقتصر القرصنة على الأعمال الخارجة عن ولاية المياه الساحلية للدولة، وبالتالى تعتبر الأفعال المرتكبة فى المياه الساحلية سطو مسلح، وهذا يعنى أن العديد من حالات العنف ضد السفن التى تحدث فى المياه الإقليمية للدول مستبعدة من هذا التعريف. ويستثنى من ذلك أيضا أعمال الإرهاب البحرى، حيث لم يتم تضمين الأهداف السياسية فى هذا التعريف.
ثانياً – أشــكــال الــقــرصــنــة:
فيما يلى سنتناول تصنيف يشرح نشاط القرصنة، ويقدم خمسة نماذج منها:
النموذج الأول: السرقة البسيطة لمخازن السفن والأشياء القيمة من السفن فى المرساة الراسية/ فى العوامة/ الموجودة جنبا إلى جنب الرصيف.
النموذج الثانى: السرقة المسلحة/ العنيفة ضد سفن فى المرساة/ الراسية فى العوامة/ الموجودة جنبا إلى جنب الرصيف.
النموذج الثالث: السرقة المسلحة /العنيفة ضد سفن فى الطريق.
النموذج الرابع: الهجمات المسلحة على السفن فى الطريق لغرض أخذ الرهائن، وطلب فدية.
النموذج الخامس والأخير: الخطف وانتقال الملكية المتعمد للسفينة، عمليات “السفينة الوهمية“.
- وللتعرف أكثر على ظاهرة القرصنة، يجب التنويه إلى أن صورة قرصان اليوم تختلف عن قراصنة الماضى، فقرصان اليوم حظى بالتدريب والقدرة على استخدام معدات على مستوى عالٍ من التكنولوجيا.
- وتساهم عدة عوامل اجتماعية – اقتصادية وسياسية فى القرصنة البحرية، ومنها، عدم الاستقرار السياسى، الفساد وعدم فعالية الحكومة ووكالات إنفاذ القانون، الطبيعة المُربحة للعمل، الأحكام المخففة التى يتلقاها القراصنة والمجرمون البحريون عند القبض عليهم، توافر الجزر التى تساعد فى تعزيز محاولات إخفاء القراصنة وتبطيئ حركة السفن، مما يلقى الضوء على تأثير الجغرافيا الكبير على الهجمات البحرية.
- وتنتشر القرصنة فى عدة مناطق من العالم، تأتى على رأسها منطقة القرن الإفريقى، “والتى تضم حوض الصومال، والجزء الجنوبى من البحر الأحمر، وخليج عدن”. كما تعد منطقة جنوب شرق آسيا، التى تضم “الأرخبيل الإندونيسى وبحر الصين الجنوبى”، من أشهر مناطق القرصنة.
- وتبرز خطورة الحوادث فى منطقة القرن الأفريقى، لتسجيلها أكثر من نصف حوادث القرصنة التى حدثت فى العالم بأسره، وذلك خلال عام 2009 وفقاً للاحصاءات.
- كما تظهر الإحصاءات اختلافات فى عدد هجمات القرصنة على مر السنين، فوفقا لإحصاءات 2022 الصادره عن Statista Research Department، وصلت القرصنة البحرية المعاصرة إلى ذروتها فى عام 2010، حيث تم الإبلاغ عن حوالى 445 حادثة، كما شهد عام 2020 أكبر عدد من هجمات القراصنة خلال ثلاث سنوات، إذ تعرضت 195 سفينة لهجوم، وانخفصت الهجمات فى عام 2021 إلى 132 هجوم.
- تقليدياً، كان الباحثون يعتقدون أن القراصنة ليسوا معنيين بنوع معين من الشحنات، بل ينصب كل تركيزهم على الفدية، لكن لم يعد الحال كذلك مع ازدياد أهمية شحنات البترول، إذ اصبحت محور بحث القراصنة الذين ما يلبثون أن يعثروا عليها حتى يحتجزوها ويقضوا فترة تتراوح بين خمسة وعشرة أيام لإنزال شحنة البترول، أحيانا يكون الاحتجاز لمدة أشهر من قِبل بعض القراصنة الصوماليين، وعليه يجد القراصنة ضالتهم فى منطقة خليج عدن التى يزدهر فيها نشاطهم، وذلك لأن ثلث البترول الخام فى العالم تحمله ناقلات تعبر من خلال هذه المنطقة، وبالتالى يسعى القراصنة للاستيلاء عليه وبيعه. وعلى سبيل المثال: يعد هجوم القراصنة الصوماليون على ناقلة البترول السعودية العملاقةThe Sirius Star ، فى عام 2008، أحد أهم حوادث القرصنة، حيث أغتنم القراصنة حمولة من البترول الخام تصل قيمتها إلى مئة مليون دولار على الأقل. وتُجدر الأشارة ان تلك الحادثة أثارت مخاوف من احتمالية تسببها بآثار مدمرة على البيئة.
- ولا تقتصر الآثار الضارة لأعمال القرصنة على تهديد أرواح طاقم السفينة والاستيلاء على الشحنة فحسب، بل تمتد تأثيراتها السلبية لتصيب الاقتصاد العالمى كله، وعلى سبيل المثال، تم رصد تأثير القرصنة على الأقتصاد العالمى فى الفترة بين 2008 إلى 2011 من قبل مؤسسة One Earth Future Foundation، والذى بلغ تكلفته إلى ما يصل خمسة مليارات دولار سنوياً، حيث أوضح أن 2% فقط من هذا المبلغ يمثل تكلفة أعمال القرصنة، أما باقى النسب، فتتمثل فى تكاليف حماية السفن لدفع هذا الخطر 63%، وما تتكبده الدول والمنظمات الدولية لمعالجة هذه المشكلة 24%، أما عن الآثار السلبية على الدول المجاورة للمناطق التى تتم فيها القرصنة 9%.
ثالثاً – أبــرز نــقــاط الــتــلاقــى والــتــبــاعــد بــيــن الإرهــــاب الــبــحــرى والــقــرصــنــة:
- تتمثل بعض أوجه التشابه بين القراصنة والإرهابيين البحريين، ان كلاهما يعمل فى البيئة البحرية باستخدام السفن أو القوارب ويجب أن يكون لديهم المهارات لتشغيل مثل هذه السفن.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن أفعالهم مخططة وليست متهورة، ويصبحوا أكثر فاعلية كلما أصبحوا أكثر تنظيماً، ويستخدم كلاهما المعلومات الاستخباراتية للتخطيط للأعمال.
- غالبًا ما يتم اختيار القوارب الصغيرة السريعة للعمليات نظرًا لسرعتها وقدرتها على المناورة وفعاليتها فى تجنب اكتشاف الرادار، ولأن اقتنائها وصيانتها أقل تكلفة من السفن الكبيرة.
- كما تُتيح نقاط الضعف ذاتها، القانونية والقضائية فى الدولة التى تحدث فيها هذة الحوادث والأمن الغير كافى والجغرافيا والقنوات الضيقة التى تبطئ حركة المرور، الفرصة للقراصنة والإرهابيين للقيام بأنشطتهم.
- ويتمثل بعض أوجه الاختلاف بين القراصنة والإرهابيين البحريين، فى دوافعهم فى شن الهجمات، بين الدوافع المادية للأولى والسياسية للأخيرة، إلا ان فى بعض الحالات تصبح هذه الفروق غير واضحة، حيث وجد عدداً من الجماعات تمارس كلا النشاطين: الإرهاب الذى يكمن وراءه دافع سياسى، والقرصنة التى تحقق المكسب الاقتصادى، وأهم هذه الجماعات هى: نمور تاميل، والجبهة الوطنية لتحرير مورو.
- ويختلف اختيار الأهداف باختلاف الدوافع بينهم، فوفقاً للقراصنة، ستكون السفن الأقل قوة وقدرة على حماية نفسها لكنها تحمل شحنة كبيرة هدفًا مفضلاً، فيما يختار الإرهابيون السفن ذات القيمة الرمزية، والتى تتسبب بخسائر كبيرة أو لاستخدامها المحتمل كقاعدة سلاح.
- كما تستخدم الجماعتان العنف أو التهديد بالعنف، الا ان بشكل عام يحاول القراصنة منع الخسائر فى الأرواح خوفًا من انتقام القوات البحرية الأجنبية وتجنب الانتباة، والعكس صحيح بالنسبة للإرهابيين، حيث تزداد الدعاية عادة مع زيادة الخسائر فى الأرواح البشرية.
- وأخيراً يستخدم القراصنة تكتيكات بسيطة، بينما يستخدم الإرهابيون تكتيكات أكثر تعقيدًا فى شن هجماتهم.
الــخــاتــمــة:
وخلاصة القول، يتعين اتخاذ عدة خطوات فى هذا الصدد، أهمها تعزيز مفاهيم المسؤولية المشتركة، إلى جانب منصات المراقبة البحرية والقدرات على جمع معلومات السلامة البحرية فى المناطق ذات المخاطر العالية، بالإضافة إلى وخلق وعى مُشترك بالمجال البحرى من خلال تعزيز تبادل المعلومات، وذلك فى إطار مواجهة تهديدات الأمن البحرى والتصدى لعواقبها الوخيمة.