المقالات
تنامِي الدُّور الإيطالي في القرن الأفريقي: دبلوماسية ناعمة وطموحات بعيدة المدى
- أبريل 26, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الدراسات الأفريقية
إعداد: شيماء ماهر
باحثة متخصصة في الشؤون الأفريقية
في الوقت الذي تتنافس فيه العديد من القوى الدولية والإقليمية لإيجاد موطئ قدمٍ لها في القرن الأفريقي، سعت إيطاليا لاستعادة دوْرها في هذه المنطقة، التي كانت من ضمن مستعمراتها السابقة، وفي هذه الأثناء، احتلَّت منطقة القرن الأفريقي أهميةً قُصْوى بالنسبة لروما، وبدأت تُركِّزُ على ربْط إسهامها في إرساء الاستقرار والأمن في هذه المنطقة بالدبلوماسية الاقتصادية والاستثمار الصناعي وتعزيز سياسات القوة الناعمة، والتي بموجبها تُحقِّقُ روما أهدافًا وطموحاتٍ بعيدة المدى؛ ما يُعزِّزُ من نفوذها التوسُّعي في المنطقة.
جذور العلاقات الإيطالية مع دول منطقة القرن الأفريقي
يعود الحضور الإيطالي في القرن الأفريقي إلى الحِقْبَةِ الاستعمارية، فقد استعمرت إيطاليا ثلاث دول أفريقية؛ هي إريتريا وإثيوبيا والصومال، ولكن روما لم تُظْهِر على مدى عقود اهتمامًا دبلوماسيًّا أو اقتصاديًّا مُحدَّدًا في القرن الأفريقي بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وحصول الدول الأفريقية على الاستقلال، إلا أنه سُرْعان ما أصبح عنوان الحروب الأهلية مُبرِّرًا للتدخُّلات التقليدية والجديدة من القوى الغربية، بما في ذلك إيطاليا في القرن الأفريقي أوائل التسعينيات، وهكذا انخرطت قوات إيطالية في بعثة التدخُّل الدولي في الصومال عام 1993، ولاحقًا شاركت قوات إيطالية في صفوف القوات الدولية لمراقبة القراصنة على سواحل المحيط الهندي[1].
وبالنظر إلى العلاقات الإيطالية مع دول منطقة القرن الأفريقي، نجد أن روما تتمتع بعلاقات استثنائية ومميزة ووثيقة بشكلٍ تقليديٍّ، وتستند إلى تاريخٍ طويلٍ من التعاون والتبادُلات الثقافية، وتواصل دعمها للصومال من خلال سلسلةٍ من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السلام والتنمية والاستقرار في البلاد، كما تدعم روما التدريب العسكري لمكافحة الإرهاب والقرْصَنة، وقد لعبت دوْرًا رئيسيًّا في دعْم عملية المصالحة وصُنْع السلام في الصومال، من خلال المشاركة في الأنشطة مع السلطات الصومالية والمجتمع الدولي.
ووقَّعت إيطاليا اتفاقية تعاوُن عسكريٍّ مع إثيوبيا في عام 2019؛ لمواجهة إرهاب الجماعات الجهادية، وعندما اندلعت الحرب الأهلية بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي عام 2020، علَّق وزير الدفاع الإيطالي غوريني، تصدير أيّ أسلحة أو مواد مزدوجة الاستخدام إلى البلاد، مُطالبًا بإنهاء الأعمال العدائية، وانسحاب القوات الإريترية من إثيوبيا، ووصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، ودعم تحقيقات الأمم المتحدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم تيغراي، وهناك بعض الاستثمارات الإيطالية في إثيوبيا التي لها آثارٌ جيوسياسية في المنطقة، مثل بناء سد النهضة، وتحاول إيطاليا الحفاظ على الحوار الثنائي مفتوحًا بينها وبين إريتريا، على الرغم من العلاقات الصعبة بينهما؛ بسبب ماضيها كقوةٍ استعماريةٍ في البلاد.
الاستراتيجية الإيطالية في منطقة القرن الأفريقي
تتمحوْر الاستراتيجية الإيطالية في منطقة القرن الأفريقي حول بناء دوْرٍ فعَّالٍ ومؤثرٍ، في ظل وجود العديد من القوى الصاعدة التي تَتَكَالَبُ للحصول على موطئ قدمٍ في منطقة القرن الأفريقي، مثل روسيا والصين وتركيا، وتسعى إيطاليا إلى بناء معالم قوة تغييرية مُؤَثِّرة في المنظور الاستراتيجي، من خلال بناء الاستثمارات العملاقة وتأسيس شبكة علاقات تُمكِّنُها من التأثير في صُنْع القرار الأمني، خاصَّةً فيما يتعلق بالملاحة البحرية والتصدِّي للهجرة غير النظامية بآلية تشاركية “أفريقية – إيطالية”، بالإضافة إلى ضَخِّ ميزانية تقارب ستة مليارات دولار في شكْل استثمارات وبُنَى تحتية تُمكِّنُها من خلْق مؤشرات تنموية في بيئة أفريقية مستقرة، وتهدف أيضًا إلى استعادة القوة الناعمة في القارة الأفريقية وتجاوز صورة القوى الاستعمارية السابقة وتقديم مثال للتعاوُن على أُسُس متكافئة بين الاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية، بالإضافة إلى أن استقرار القرن الأفريقي يُمثِّلُ شرطًا مُسْبَقًا للسلام الإقليمي والنمو الاجتماعي الاقتصادي، ويُعدُّ الاستقرار في حوض البحر المتوسط أمرًا جوهريًّا بالنسبة لإيطاليا؛ من أجل تسهيل نقْل صادراتها من السِلَعِ المُصَنَّعَة.
المصالح الإيطالية في منطقة القرن الأفريقي
استعمرت إيطاليا أربع دول أفريقية منذ عام 1885م؛ هي ليبيا وإريتريا وإثيوبيا والصومال، لكن روما لم تُظهر على مدى عقود اهتمامًا دبلوماسيًّا أو اقتصاديًّا محددًا في القرن الأفريقي بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وإقامة نظام ديمقراطي فيها وحصول الدول الأفريقية على الاستقلال، ولكن هذا الأمر تغيَّر منذ عام 2013م، على ضوْء تنامي الوعْي حول دوْر روما الأساسي بالنسبة للأمن الإقليمي ومحاولة ربْط إسهامها في إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة بالدبلوماسية الاقتصادية والاستثمار الصناعي، وفي عام 2014م، أصبح القرن الأفريقي أولويةً سياسيةً بالنسبة لروما، من خلال عقْد مؤتمر “إيطاليا- أفريقيا” الوزاري الأول، بمشاركة وفودٍ رفيعة المستوى تُمثِّل أكثر من 40 دولة، وعليه يمكن تصنيف مصالح إيطاليا في منطقة القرن الأفريقي على النحو الآتي:
المصالح السياسية
يُمثِّلُ القرن الأفريقي أحد أهم ركائز السياسة الخارجية الإيطالية الحالية؛ حيث تُدرك روما مركزيته وتصبح أكثر انخراطًا في سياساته، ففي الماضي كانت العلاقة بين إيطاليا والصومال وإريتريا وإثيوبيا علاقة تجارية حصرية حتى نهاية القرن التاسع عشر، خاصَّةً عندما أصبحت إريتريا والصومال مستعمرات إيطالية، وقد تمَّ غزو إثيوبيا من قِبَلِ إيطاليا، وأدَّت الهزيمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية في عام 1936م، وعملية إنهاء الاستعمار في الخمسينيات من القرن الماضي إلى تخلِّي إيطاليا عن المنطقة، وعقب ذلك ظلَّت بلدان القرن الأفريقي مرتبطةً تحكمها علاقات وطيدة مع إيطاليا، من خلال مشاريع المساعدات والتنمية، وكذلك بسبب الهجرة، على الرغم من التدفُّق المستمر للمساعدات النقدية والتعاون المتبادل مع الصومال وإثيوبيا، لم تَضَعْ روما استراتيجيةً منْهجيةً للمشاركة إلا منذ عام 2013.
وتتمتع منطقة القرْن الأفريقي بأهمية استراتيجية لدى السياسة الإيطالية؛ لأنها تقع على مُفْتَرَقِ الطُّرُق التجارية، وتقوم إيطاليا بالمشاركة في بعثات حفظ السلام والأمن، وكذلك في دعْم المنظمات الإقليمية التي تُعزِّزُ الاستراتيجيات الفعَّالة للمنطقة، ولتحقيق هذه الغاية، تمَّ إنشاء مِرْفَق السلام الأفريقي الإيطالي (IAPF) ؛ لتعزيز أنشطة الاتحاد الأفريقي في المناطق الصعبة، وتشمل المبادرات الوساطة والتمويل وبناء القدرات، ولها تأثيرٌ كبيرٌ على منطقةٍ تُمزِّقُها الصراعات، مثل القرن الأفريقي[2].
وقد عقدت القمة “الإيطالية- الأفريقية” في 29 يناير 2024م؛ الأمر الذي يظهر حرص إيطاليا على تعميق مستوى شراكاتها في كافَّة أنحاء القارة الأفريقية، وتهدف القمة إلى إطلاق مرحلةٍ جديدةٍ من الشراكة والتعاون ” الإيطالي – الأفريقي”، لا سيما في قطاع الطاقة، والكشْف عن خطة ماتي[3] لتسريع التنمية في الدول الأفريقية، وتعمل الخطة على تعزيز التعاون بين إيطاليا والدول الأفريقية لتعزيز التنمية الاقتصادية، وإيجاد حلولٍ للهجرة غير الشرعية، وتأمين إمدادات الاتحاد الأوروبي من منتجات الطاقة، وتسريع تنمية الدول الأفريقية وإبطاء تدفُّقات الهجرة إلى أوروبا، بالإضافة إلى تعميق الشراكات القديمة وإقامة شراكة جديدة وتعزيز الاستثمار، خاصَّةً في قطاع الطاقة.
المصالح الاقتصادية:
سلامة خط التجارة الدولي من خلال مضيق باب المندب:
يُشكِّلُ البحر الأحمر وقناة السويس نُقْطَةَ العبور الأساسية، ويُعدُّ هذا المضيق بالتحديد أحدَ أهمِّ المضائق في العالم بالنسبة لنقْل النفط إلى آسيا وأوروبا؛ بسبب المخاوف الأمنية الناجمة عن انعكاسات الحرب في اليمن، وأعمال القرْصَنة والنشاطات الإرهابية، ويحظى مضيق باب المندب بأهميةٍ خاصَّة بالنسبة لإيطاليا، بعد أن أصبحت ثاني أكبر دولة في أوروبا؛ حيث يمكن استخدام المضيق لتوسيع الأسواق الاستهلاكية للسلع الإيطالية، وقد اتفقت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال القمة “الإيطالية- الأفريقية”، المنعقدة في أواخر يناير 2024م، مع رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية على العمل معًا؛ لتعزيز التحالف بين إيطاليا وأفريقيا، وخلال القمة، كشفت رئيسة الوزراء “ميلوني” عن خطتها التي تبلغ قيمتها حوالي 6 مليارات دولار أمريكي؛ لتعزيز الروابط الاقتصادية وإنشاء مركز للطاقة لأوروبا، مع الحَدِّ من الهجرة الأفريقية إلى أوروبا[4].
تطوير البُنَى التحتية:
تستثمر إيطاليا في بناء وتطوير السدود في القارة الأفريقية؛ حيث عملت شركة ويبيلد الإيطالية، التي تُعدُّ من أهم الشركات العالمية الرائدة في مجال الهندسة الهيدروليكية على بناء سدّيْن في إثيوبيا، مثل سد النهضة على النيل الأزرق وسد جلجل جايب الثالث على نهر أمو.
الطاقة
يُمثِّلُ الاستثمار في مجال الطاقة أحدَ أولويات إيطاليا المتعلقة بالقرن الأفريقي، ضمْن الطموح الذي أعلنت عنه “ميلوني” مطلع هذا العام، والمتمثل في تحوُّل بلادها إلى مركز للطاقة بالنسبة لأوروبا، مستفيدة من موقعها على شواطئ المتوسط كمدخل إلى القارة العجوز؛ إذ تستثمر شركة إينيل جرين باور الإيطالية التي تعمل في مجال الطاقة المتجددة في إقامة محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إثيوبيا، وتعطي شركة إيني الإيطالية اهتمامًا خاصًّا بحقول النفط والغاز التي تمَّ اكتشافُها في كلٍّ من إريتريا والصومال.
دعم عمليات التكامل الإقليمي
تسعى روما إلى تحسين الأمن والتجارة والحوكمة من خلال الاتحاد الأفريقي، فعلى سبيل المثال، تحظى إيطاليا بممثلٍ دائمٍ خاصٍّ بها بصفته مراقبًا، بالإضافة إلى الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا ” إيجاد”، والتي تحظى فيها إيطاليا بمنصب الرئيس المشارك لمنتدى الشركة التابع لـ”إيجاد”، والذي يضم المانحين للهيئة، وتعتبر إيطاليا شريكًا بارزًا في مبادرة القرن الأفريقي التي تهدف إلى تعزيز الإصلاحات في مجاليْ الاقتصاد وبناء الدولة.
المصالح الأمنية:
تهدف إيطاليا إلى محاربة التنظيمات الإرهابية، مثل حركة الشباب وخلايا تنظيميْ الدولة الإسلامية والقاعدة، وفي هذه الأثناء، أقامت إيطاليا قاعدة عسكرية في جيبوتي إلى جانب كُلٍّ من الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وإسبانيا وألمانيا والصين وتركيا والسعودية، وساهمت إيطاليا في مهام سياسة الأمن والدفاع المشتركة الخاصة بالاتحاد الأوروبي بالشراكة مع الصومال؛ من أجل الحفاظ على النظام الداخلي والسيطرة على الحدود وتنفيذ عمليات التدريب، من خلال بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب، بالإضافة إلى مكافحة القرْصَنة والصَّيْد غير الشرعي على طول سواحل الصومال، من خلال عملية أتالانتا التي تُنفِّذُها القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في الصومال، وعملية دِرْع المحيط التابعة لحلف شمال الأطلنطي.
الأمن الإنساني:
ساهمت إيطاليا إلى جانب تمويل وكالات الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية في مبادرة من أجل تعليق سداد خدمة الديون التابعة لمجموعة العشرين لصالح جيبوتي وأوغندا وإثيوبيا، بالإضافة إلى تنظيم إيطاليا المؤتمر الإنساني في نيويورك في عام 2023م، وقد نظَّمته إيطاليا بالتعاون مع حكومات قطر والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالتعاون مع حكومات إثيوبيا وكينيا والصومال، وأثناء المؤتمر خصَّصت الحكومة الإيطالية 40 مليون يورو لخطط الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، و30 مليون يورو أُخرى لمبادرات التنمية بإجمالي 70 مليون يورو[5].
معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية
دعَّمت إيطاليا اتفاق السلام الذي توصَّلت إليه إثيوبيا وإريتريا عام 2018م، واتفاق السلام بين إثيوبيا وإقليم تيجراي عام 2022م، كما يمكن لروما العمل على زيادة استثماراتها في اقتصادات دول المنطقة؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية، فتُعدُّ إيطاليا ممرًّا للمهاجرين الراغبين بالوصول إلى أوروبا؛ لذلك تَعْمد روما إلى التعاون مع الدول الأفريقية من أجل إدارة تدفُّق المهاجرين؛ بهدف تعزيز الاستقرار المؤسسي في هذه الدول وقدرتها على فرْض سيطرتها داخل أراضيها، خاصَّةً الممرَّات التي تستخدمها شبكات الجريمة المنظمة لتهريب المهاجرين، وتقوم إيطاليا بذلك من خلال الاتحاد الأوروبي، مثل صندوق الائتمان لحالات الطوارئ في أفريقيا، أو طلب التعاون مع الاتحاد الأفريقي، أو الاتفاقيات الثنائية[6].
تحديات تنامِي الدور الإيطالي في منطقة القرن الأفريقي
يمكن أن يواجه تنامِي الدور الإيطالي في منطقة القرن الأفريقي بعض المُعوِّقَات، منها أن إيطاليا لديها سِجلٌ استعماري في أفريقيا؛ ما يُمْكِنُ أن يؤثر على العلاقات مع دول القرن الأفريقي، خاصَّةً الدول التي كانت تحت الاستعمار الإيطالي مُسْبَقًا، وهناك منافسةٌ من دول أُخرى تسعى لتعزيز تواجُدِها في المنطقة، مثل الصين والولايات المتحدة وفرنسا والهند؛ ما يُمْكِنُ أن يؤدي إلى صراعات مصالح وتعقيدات سياسية، بالإضافة إلى مواجهة إيطاليا تحديات مالية داخلية، وهذا قد يؤثر على قُدْرتها على توسيع نطاق تدخُّلها في المنطقة وتقديم الدَّعْم المالي والاقتصادي، وقد تكون هناك تحديات أمنية وسياسية في المنطقة، مثل الصراعات المسلحة والفوضى الداخلية والإرهاب؛ ما قد يجعل من الصعب على الإيطاليين تنفيذ خططهم بسلاسة، فضلًا عن عدم توافُر التمويل؛ الأمر الذي يُشكِّلُ عائقًا أمام إيطاليا لتحقيق طموحاتها ومنافسة القوى الدولية الأخرى في المنطقة.
إجمالًا
يتطلب نجاح الاستراتيجية الإيطالية في منطقة القرن الأفريقي تنسيقًا متبادلًا بينها وبين الشركاء الأفارقة في المنطقة؛ إذ إن الاهتمام الإيطالي الملحوظ بالقارة الأفريقية مدفوع بالأساس بسعْيها وراء الاستثمارات الاستراتيجية وتأمين وصولها إلى الموارد المهمة، لا سيما أن منطقة القرن الأفريقي تُتِيحُ فُرَصًا ضخمةً تُثِيرُ اهتمام إيطاليا وغيرها للاستفادة من هذه الأسواق الناشئة، وبناءً عليه، يبدو أن روما تتمدَّد في القرن الأفريقي لفرض نفوذها الجيوستراتيجي عبْر عقْد شراكات استراتيجية متعددة مع دول المنطقة، فلديها طموحٌ بعيدُ المدى ويدفعها لاستخدام كافَّةِ الوسائل والأدوات المُتَاحَة لديها لتحقيق مصالحها وأهدافها، بما ينعكسُ على زيادة نفوذها في منطقة القرن الأفريقي وتوسيعه وترسيخه.
المصادر:
[1] صهيب محمود، في العودة الإيطالية إلى القرن الأفريقي، العربي الجديد، لندن، 2023م، متاح على الرابط: https://www.alaraby.co.uk/opinion/%
[2] Silvia Strangis, Italy’s Renewed Interest in the Horn of Africa, IaI Istituto Affari Internazionali, Italy, 2022, available at: https://www.iai.it/it/pubblicazioni/
[3] خطة ماتي: سميت بهذا الاسم نسبة إلى السياسي اليساري إنريكو ماتي الذي يشغل منصب مدير عام شركة إنيي والذي دعا في الخمسينات إلى دعم إيطاليا لحكومات شمال أفريقيا لتنمية اتصاداتها وتطوير مواردها الطبيعية.
[4] إيطاليا تتعاون مع مجموعة البنك الأفريقي للتنمية حيث تكشف عن خطتها الاستراتيجية بقيمة 5.95 مليار دولار لصالح أفريقيا، البنك الأفريقي، 2024م، متاح على الرابط: https://www.afdb.org/ar/akhbar-wa-ahdath/68475
[5] القرن الأفريقي: تنظم إيطاليا مؤتمر الأمم المتحدة وتصبح مرة أخرى بطل الرواية في المنطقة، أجينزيا نوفا، 2023م، متاح على: https://www.agenzianova.com/ar/news تاريخ الدخول: 23-4-2024م.
[6] من التجاهُل إلى الانخراط: أبعاد تنامي الحضور الإيطالي في القرن الأفريقي، مركز الإمارات للسياسات، الإمارات، 2023م، متاح على: https://epc.ae/ar/details/brief/abaad