في عمليةٍ نوعيةٍ قد تكون نقطة تحوُّلٍ في مشهد الشرق الأوسط؛ أعلنت حركة حماس اغتيال زعيمها إسماعيل هنية، في الساعات الأولى من صباح اليوم، 31 يوليو 2024، وذلك خلال تواجُدِه في العاصمة الإيرانية طهران، والتي كان قد توجَّه إليها بالأمس؛ لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.
وفيما يخُصُّ تفاصيل عملية اغتيال هنية، وحارسه وسيم أبو شعبان؛ فقد أفادت مصادر إيرانية، أن رئيس المكتب السياسي لحماس كان يُقيم في مقرٍّ سريٍّ خاصٍّ بالحرس الثوري الإيراني، ويقع في منطقةٍ بشمال طهران، وقد جرى استهدافه، في الثانية صباحًا، بتوقيت طهران، عبْر هجومٍ إسرائيليٍّ بصاروخٍ أُطلق من خارج إيران، مُوجَّهًا إلى جسده مباشرةً[1].
أولًا: أبرز ردود الفعل الإقليمية والدولية
أثار اغتيال إسماعيل هنية ردود فعلٍ إقليميةٍ ودوليةٍ واسعةٍ وسريعةٍ؛ حيث عبَّرت العديد من الدول عن إدانتها لعملية الاغتيال، مُحذِّرةً من تداعياتها على مستقبل المنطقة واستقرارها، وفيما يلي أبرز ردود الفعل[2]:
1- إيران: أكَّد الرئيس مسعود بزشكيان، أن بلاده ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وكبريائها، وستجعل تل أبيب تندم على فعلتها هذه، فيما اكتفى الحرس الثوري الإيراني بالإعلان عن فتْح السلطات الإيرانية تحقيقًا في ملابسات اغتيال هنية، على أن يتم توضيح النتائج لاحقًا.
من جانبه؛ شدَّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، على أن اغتيال هنية في طهران، سيُعزِّزُ العلاقة الوثيقة بين طهران وفلسطين والمقاومة.
2- فلسطين: أكَّد رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج سامي أبو زهري، أن هذا الحادث يُعدُّ تصعيدًا كبيرًا، يهدف إلى كسْر إرادة حماس والشعب الفلسطيني، وتحقيق أهداف وهمية، ولكن هذا التصعيد سيفشل في تحقيق أهدافه؛ لأن حماس فكرة ومؤسسة وليست أشخاصًا، ولهذا ستواصل الحركة طريقها مهما بلغت التضحيات، وكذلك علَّق عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، بأن اغتيال إسماعيل هنية في طهران هو “عمل جبان ولن يمر سُدَى”.
من جانبه؛ ندَّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذا الحادث، واصفًا إياه، بأنه “عملٌ جبانٌ وتطوُّرٌ خطيرٌ”، داعيًا الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل، فيما صرَّحت كتائب القسام، بأنه حدثٌ فارقٌ وخطيرٌ، ينقل المعركة إلى أبعادٍ جديدةٍ وسيكون له تداعياتٌ كبيرةٌ على المنطقة بأسْرِها، مُشدِّدةً أن تل أبيب أخطأت بتوسيع دائرة العدوان واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات وانتهاك سيادة دول المنطقة.
وفي الإطار ذاته؛ أكَّدت حركة الجهاد الإسلامي، أن عملية الاغتيال لن تُثْنِي الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في المقاومة، بل ستزداد صلابةً، والرَّدُّ سيكون في الميدان، بينما دعت القوى الوطنية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية، إلى الإضراب الشامل والخروج في مسيرات؛ احتجاجًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
3- إسرائيل: لم تعلن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال بشكلٍ رسميٍّ حتى الآن، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصدر توجيهات لوزراء الحكومة بعدم التعليق على اغتيال إسماعيل هنية، ولكن جاء التعليق الوحيد من وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي صرَّح بـ”هذه هي الطريقة الصحيحة لتطهير العالم”.
4- مصر: أدانت في بيانٍ صادرٍ عن وزارة الخارجية، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اغتيال قائد المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، معتبرةً أن هذا التصعيد الخطير يُنْذِرُ بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة، بشكلٍ يؤدي إلى عواقب أمنيةٍ وخيمةٍ، مُحذِّرةً من مغبَّةِ سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأُخرى وتأجيج الصراع في المنطقة.
كما طالبت مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليًّا، بالاضطلاع بمسؤوليتهم في وقْف هذا التصعيد الخطير بالشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة، ووضْع حدٍّ لسياسة حافَّة الهاوية، مؤكدةً أن تزامن هذا التصعيد مع عدم تحقيق تقدُّمٍ في مفاوضات وقْف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويُقوِّضُ جهود وقْف الحرب في قطاع غزة ووضْع حدِّ للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
5- تركيا: أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم، مؤكدةً أنه يهدف إلى توسيع الحرب في غزة إلى مستوى إقليميٍّ، كما يثبت أن حكومة نتنياهو ليست لديها أيُّ نيةٍ لتحقيق السلام، مُحذِّرةً من أنه إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لوقْف إسرائيل، فإن المنطقة ستواجه نزاعات أكبر بكثير.
6- روسيا: أكَّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن مقتل هنية هو جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق؛ لأنها ستؤدي إلى مزيدٍ من التصعيد في التوتُّرات، وستؤثر سلبًا على محادثات وقْف إطلاق النار في غزة.
7- الأردن: دعا الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية سفيان القضاة، المجتمع الدولي لتحمُّل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقْف العدوان الإسرائيلي على غزة، وخروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحمي أمن المنطقة واستقرارها من التَّبِعَات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتفاقُم انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني وجرائمها ضده، مُحذِّرًا من أن هذه الجرائم لن تؤدي إلا إلى جرِّ المنطقة نحو توسُّع الحرب وتهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
8- قطر: أدانت وزارة الخارجية مقتل هنية، معتبرةً ذلك تصعيدًا خطيرًا، مُشدِّدةً على أن عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة، من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام.
9- الصين: صرَّح المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان، أن بلاده تشعر بقلقٍ بالغٍ بشأن الحادث؛ لأنه قد يؤدي إلى مزيدٍ من عدم الاستقرار في المنطقة، مطالبًا بضرورة وقْف إطلاق النار في أقرب وقتٍ؛ لتجنُّب زيادة التصعيد والمواجهة.
10- لبنان: أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اغتيال إسماعيل هنية، معتبرًا إياه خطرًا جِدِّيًّا، يوسِّعُ دائرة التوتُّر في المنطقة، فيما أكَّد حزب الله على أن هذا الاغتيال سيزيد المقاومة إصرارًا وعنادًا على مواصلة طريق الجهاد.
ثانيًا: دلالات عملية الاغتيال
لا شَكَّ أن عملية اغتيال شخصيةٍ سياسيةٍ بحجم إسماعيل هنية، تحمل العديد من الرسائل والدلالات، خاصَّةً أنها تأتي في توقيتٍ حَرِجٍ يمُرُّ به الشرق الأوسط، ومن هذه الدلالات[3]:
1- فعل وليس رد فعل؛ يتضح من عملية اغتيال هنية وتنفيذها بهذه الدِّقة، أنه سبق وأن تمَّ التخطيط والإعداد لها مُسْبَقًا بمدة طويلة، وبالتالي لا ترتبط بالهجوم الأخير على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بل هي عمليةٌ كانت مُقرَّرةً سابقًا، أيًّا كانت مُجْرَيات الحرب في قطاع غزة والمفاوضات المرتبطة بإيقافها، ومن ثم؛ يُعدُّ الهجوم الإسرائيلي على هنية بمثابة فعلٍ وليس ردّ فعلٍ، وهذا ينفي أيَّ مبررات قد تضعها تل أبيب؛ لتبرير قيامها بتصفية هنية.
2- لا رغبة إسرائيلية حقيقية في السلام وإنهاء الحرب؛ تدرك تل أبيب جيِّدًا أن إقدامها على هذه الخطوة يعني عرقلة وتجميد مفاوضات وقْف إطلاق النار في غزة، ورغم ذلك لم تتردد في تنفيذ الاغتيال، وبالتالي؛ الغارة الإسرائيلية على زعيم حماس تُعتبر برهانًا جديدًا على أن إدارة نتنياهو تنتهج أسلوب المماطلة والتسويف، ووْضع العراقيل في وجْه أيِّ تقدُّمٍ في ملف التوصُّل للهدنة، من خلال تبنِّي سياسة الاغتيالات وتصدير الأزمة للخارج؛ بغرض إطالة أَمَدِ الحرب بالقطاع، ومن ثمَّ؛ إطالة عمر نتنياهو السياسي.
3- الارتقاء بمستوى الاغتيالات الإسرائيلية؛ منذ بدْء الحرب في غزة، وإسرائيل تتبع سياسة الاغتيالات السياسية، وذلك في إطار عملية “نيلي”، والتي أُطلقت من قِبَلِ الموساد، في 22 نوفمبر 2023، وتهدف إلى تصفية كبار قادة حماس والحرس الثوري الإيراني.
لكن الجديد في الأمر مؤخرًا؛ هو أن تل أبيب قرَّرت الارتقاء بالمستوى السياسي للمستهدفين بعملياتها، وهذا يتضح من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، واستهداف القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر؛ والذي يُعدُّ أكبر قائد عسكري في الحزب والذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومستشاره لعمليات الحرب، وذلك في أقل من 12 ساعةً فقط.
ويشير ذلك إلى أن خطة “نيلي” للاغتيالات الإسرائيلية، لن تتوقف عند هذا الحدِّ، بل ستستمر كجزءٍ من إستراتيجية إسرائيلية أوسع.
4- استغلال إسرائيلي لمؤشرات الحراك الانتخابي الأمريكي؛ تصاعدت في الآونة الأخيرة مؤشراتٌ عدة، تدُلُّ على احتمالات فوْز مرتفعة للجمهوري دونالد ترامب؛ منها انسحاب منافسه الديمقراطي جو بايدن، ومحاولة الاغتيال التي أكسبت ترامب دعمًا واسعًا، هذا إلى جانب الزيارة الأخيرة، التي قام بها نتنياهو إلى واشنطن وخطابه أمام الكونجرس.
وقد أعطت هذه المؤشرات، إسرائيل الضوء الأخضر للقيام باغتيال هنية، ارتهانًا إلى العودة المرتقبة لترامب؛ صاحب نظرية الضغط الأقصى على طهران وإستراتيجية “ضرب رأس الأفعى”، والذي في عهده خسرت إيران أهمَّ رجل في مشروعها الإقليمي؛ قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
5- اختراق إسرائيلي واضح لإيران؛ تُعتبر دِقَّة عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، دليلًا جديدًا على أن الموساد اخترق الدولة الإيرانية بشكلٍ كبيرٍ، وأن لديه تواجدًا مؤثرًا في قلب إيران، عبْر مجموعة من الوكلاء الخاصِّين، والذين لديهم إمكانية الإطلاع على معلوماتٍ ذات قدْرٍ كبيرٍ من الحساسية والخطورة كموقع إقامة هنية السِّرِّي في طهران، وهذا التواجُد يمكن تل أبيب من تنفيذ عمليات اغتيال بهذا الحجم على أراضيها.
وجدير بالذكر، أن هذه ليست العملية الأولى للموساد على الأراضي الإيرانية، بل نفّذت إسرائيل مجموعة من الاغتيالات بحق العلماء النووين الإيرانيين والمسؤولين عن تطوير برنامج طهران النووي، وعلى رأسهم العالم النووي محسن فخري زاده، الذي لُقِّبَ بالأب الروحي للنوي الإيراني، كما تولَّى نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث؛ حيث لَقِيَ زاده حتفه في عملية استهدافٍ إسرائيليٍّ لموكبه في مدينة آبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، في 27 نوفمبر 2020.
6- زيادة إحراج إيران وتشويه صورة قدرتها على الردع؛ لطالما حاولت التظاهر بها أمام حلفائها قبْل أعدائها، حيث إن اغتيال هنية بهذه الطريقة، يحرج النظام الإيراني ويضع عليه مزيدًا من الضغط والعِبْء؛ لأنه يفرض على طهران خياريْن كلاهما مُرٌّ؛ إما الرَّدُّ والدخول في حربٍ تدرك أن عواقبها ستكون كارثيةً ومدمرة لها، أو الاكتفاء بردٍّ رمزيٍّ لا يتناسب مع حجم الحادث لحفظ ماء الوجه، ومن ثمَّ؛ تشويه قدرتها على الرَّدْع وإعطاء دافعٍ أكبر لإسرائيل؛ لكي تتمادى أكثر في عمليات اغتيالاتها.
7- دفع المنطقة لمزيد من التصعيد؛ حيث إن استمرار إسرائيل في سياساتها التصعيدية والمعرقلة لأيِّ مفاوضات لوقْف الحرب، سيؤدي بالتأكيد إلى احتدام المواجهات وحروب الوكالة في المنطقة، وذلك بين تل أبيب والولايات المتحدة من جهة، وإيران وأذرعها من جهةٍ أُخرى، وبالتالي زيادة التوتُّر على الجبهة اللبنانية والسورية والعراقية، فضلًا عن اشتعال اليمن عبْر تكثيفٍ مُتوقَّعٍ لهجمات جماعة الحوثي.
ثالثًا: سيناريوهات الرد
مثل أيّ عملية اغتيالٍ كبيرةٍ تُنفِّذُها إسرائيل ضد قادة حماس والحرس الثوري الإيراني، بَرَزَ إلى الواجهة بعد اغتيال إسماعيل هنية، تساؤُلٌ رئيسيٌّ، وهو كيف سيكون الرَّدُّ الإيراني على الهجوم الإسرائيلي؟ وتأتي الإجابات على هذا التساؤل؛ لتنقسم بين اتجاهيْن بالأساس؛ وهما:
1- الاتجاه الأول: وهو الأكثر ترجيحًا، يرى أن ردَّ إيران ومحور المقاومة سيكون ردًّا رمزيًّا، لا يخِلُّ بقواعد الاشتباك مع الجبهة الإسرائيلية الأمريكية، مثل تنفيذ بعض الضربات غير المؤثرة على القواعد الأمريكية بالمنطقة، وخاصَّةً سوريا والعراق، وتكثيف لهجمات حزب الله الصاروخية على الجبهة الشمالية لتل أبيب، فضلًا عن استمرار الاستهدافات الحوثية، سواء تجاه إسرائيل أو ضد السفن المارة في البحر الأحمر.
ويستند هذا الرأي على مجموعة من المُعْطَيات والشواهد؛ مثل اقتصار الرَّدِّ الإيراني، سواء على اغتيال قاسم سليماني في 2020، أو على الاستهداف الإسرائيلي لمبنى القنصلية الإيرانية في سوريا، على خيارات طهران المحدودة سالفة الذكر، إلى جانب العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتي تقيد إيران بشكلٍ كبيرٍ في تحرُّكاتها وقراراتها، فضلًا عن الضغوط الداخلية والإقليمية على النظام الإيراني، والتي تمنعه من المغامرة والدخول في حربٍ مع إسرائيل.
2- الاتجاه الثاني: وهو الأقل ترجيحًا؛ يرى أن ردَّ إيران سيأتي أشدَّ من كافَّة ردودها السابقة، وأنها قد تغامر بالدخول في مواجهةٍ محتدمةٍ مع إسرائيل على مختلف الجبهات، كما قد تُعطي الضوء الأخضر لحزب الله اللبناني؛ ليدخل رسميًّا في حربٍ غزة ضد تل أبيب.
ويقوم هذا الرأي على مجموعةٍ من الافتراضات؛ منها أن النظام الإيراني واقع الآن تحت حرجٍ كبيرٍ، يتمثل في وقوع الحادث على الأراضي الإيرانية، فضلًا عن أن إقدام إسرائيل على اغتيال قادة من المستوى السياسي الأول، مثل إسماعيل هنية وفؤاد شكر، في غضون ما يقرب من 12 ساعةً فقط، يؤكد أن تل أبيب باتت تأْمَنُ الرَّدَّ الإيراني؛ ما يدفعها لارتكاب مزيدٍ من عمليات الاغتيال والتصفية، وهذا يُحتِّمُ على طهران أن تفاجئ إسرائيل بردٍّ قويٍّ وغير مُتوقَّعٍ وأشدّ خطورة.
إجمالًا:
مهما كانت دوافع إسرائيل، وأيًّا كان الرَّدُّ الإيراني على هذا الحادث، فلا شكَّ أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم، نقطة تحوُّلٍ ستغير الكثير في معطيات المشهد الإقليمي الراهن، خاصَّةً فيما يخُصُّ مستقبل الحرب في قطاع غزة، ومسار مفاوضات وقْف إطلاق النار، ومستقبل اليوم التالي للحرب، وموقف حركة حماس منه ودورها فيه، فضلًا عن أن هذا الاغتيال سيُخلِّفُ الكثير من التَّبِعَات على حسابات العلاقات «الإيرانية – الإسرائيلية – الأمريكية» في الفترة المقبلة، وخصوصًا مع اقتراب قدوم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة مُجدَّدًا.
