المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > تقدير موقف > زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق: المخرجات والدلالات
زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق: المخرجات والدلالات
- سبتمبر 14, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات
إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة في وحدة شؤون الشرق الأوسط
في أول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة البلاد في يوليو الماضي، توجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على رأس وفد سياسي واقتصادي، إلى العراق يوم 11 سبتمبر الجاري، تلبيةً للدعوة الرسمية التي تلقاها من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ولا شك أن السياق الحالي والوضع الإقليمي الراهن، يشيران إلى أن الزيارة تحمل في طياتها العديد من الرسائل والدلالات:
أولًا؛ فعاليات ومخرجات الزيارة:
استمرت زيارة بزشكيان إلى العراق لمدة ثلاثة أيام متتالية، عقد الرئيس الإيراني خلالها سلسلة من الاجتماعات الرسمية مع كبار المسؤولين العراقيين بما في ذلك نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية، بالإضافة إلى لقاءات مع إيرانيين في العراق ورجال أعمال، فضلًا عن زيارة عدة مدن مثل النجف وكربلاء والبصرة، وكذلك أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وفيما يلي أبرز الفعاليات التي تضمنتها الزيارة خلال الأيام الثلاث:
1- اجتماعات رسمية وتوقيع اتفاقيات مشتركة؛ اجتمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد خلال اليوم الأول من الزيارة، حيث ناقش الجانبان عددًا من ملفات التعاون الثنائية، والمواضيع ذات الاهتمام المشترك؛ ومنها[1]:
العلاقات الثنائية بين البلدين؛ حيث أكد السوداني على أهمية العمل الثنائي بين البلدين لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وبما يصب في مصلحة الاستقرار والتنمية، فيما أكد بزشكيان رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين، داعيًا إلى تشكيل لجان خبراء بين البلدين لتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية قدر الإمكان، وبما يخدم تنمية الأمن والاستقرار الإقليمي.
الحرب في غزة؛ جدد رئيس الوزراء العراقي رفضه توسعة الصراع المستمر منذ أكثر من 11 شهرًا في قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى أن يطلع بمهامه القانونية والأخلاقية، ومن جانبه؛ شدد الرئيس العراقي على موقف العراق المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة على أرضه، معربًا عن إدانته لاستمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، وما خلفه من آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى، مؤكدًا دعم العراق لأي مبادرة إقليمية أو دولية من شأنها إزالة التوتر وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
بينما أشار الرئيس بزشكيان إلى الجرائم المروعة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن تلك الجرائم تُرتكب بالأسلحة الأمريكية والغربية، وهو الأمر الذي يكشف زيف إدعاءات الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان.
التحديات الأمنية المشتركة وأمن الحدود؛ شدد السوداني على رفض استخدام الأراضي العراقية منطلقًا لاستهداف إيران، فيما أكد الرئيس العراقي على دعم بلاده لتعزيز التعاون المشترك من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، وترسيخ أمن الحدود، والعمل على إنهاء التوترات في المنطقة، بينما من جانبه؛ دعا بزشكيان إلى تنفيذ اتفاقيات التعاون الأمني الثنائية من أجل التصدي للإرهابيين والأعداء، مشددًا على رغبة طهران في أن يكون العراق قويًا وآمنًا.
الوحدة بين الدول الإسلامية؛ أكد الرئيس الإيراني على ضرورة تشكيل اتحاد مشترك للدول الإسلامية، داعيًا إلى التحرك نحو إزالة حدود الدول الإسلامية على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن تعزيز الوحدة بين الدول الإسلامية سيؤدي إلى عدم فعالية العقوبات، كما أنه سيكون المفتاح لاستئصال وتجفيف جذور “الإرهاب الإسرائيلي”.
أزمة المستحقات المالية الإيرانية لدى العراق؛ أكد الرئيس العراقي على أهمية إيجاد تفاهمات مشتركة وصيغة مناسبة لتسديد المستحقات المالية على الحكومة العراقية للجانب الإيراني.
قضية المياه؛ دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، إيران إلى إطلاق مياه الأنهر الحدودية المشتركة، وتعزيز العمل المشترك من أجل التوصل إلى تفاهمات مُرضية للجميع حول تقاسم حصص المياه.
وفي ختام اللقاء، تم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم في مجالات وقطاعات مختلفة، شملت: الاقتصاد، والتعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي، والاتصالات، وتفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية. وقد أكد الجانبان أن هذه المذكرات ستمثل خارطة عمل واعدة للمضي في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
2- زيارة الرئيس الإيراني إلى إقليم كردستان[2]؛ أجرى الرئيس بزشكيان، في ثاني أيام الزيارة، لقاءات مع مسؤولين أكراد في أربيل والسليمانية، حيث عقد اجتماعًا مع رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، لبحث عدة مسائل تتعلق بالحدود والتجارة والأمن، كما التقى بزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، ووجه إليه دعوة لزيارة إيران.
ومن جانبه؛ وصف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، العلاقات مع إيران بـ”التاريخية”، مؤكدًا أنه لن يسمح باستخدام أرض كردستان لتهديد أمن إيران، بينما تعهد بزشكيان بحل المشكلات القائمة بين طهران وإقليم كردستان.
3- زيارة بزشكيان لمحافظة البصرة؛ اختتم الرئيس الإيراني جولته إلى العراق بزيارته لمحافظة البصرة في جنوب البلاد يوم 13 سبتمبر الجاري، حيث ناقش بزشكيان مع محافظ البصرة أسعد العيداني، تعزيز العلاقات والتعاون في المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية، والعمل على تطويرها لما فيه مصلحة البلدين[3].
كما شملت زيارته إلى البصرة، الاطلاع على بعض المشاريع التي تنفذها الشركات الإيرانية في المحافظة، وخاصةً مشروع خط القطار من الشلامجة إلى البصرة، والذي وصفه الرئيس الإيراني بأنه الخطوة الأولى لتقوية التقارب أكثر بين البلدين.
وفي كلمة ألقاها بزشكيان في المركز الثقافي النفطي في البصرة، أكد على أهمية توحيد الصفوف من أجل تحقيق التقدم في جميع المجالات، داعيًا إلى الاتحاد بين دول غرب آسيا لتأمين مصالحها، كما فعل الاتحاد الأوروبي، وبما يساهم في تحقيق التقدم العلمي والاقتصادي بدول المنطقة.
ثانيًا؛ سياق إقليمي محتدم:
تأتي زيارة بزشكيان إلى العراق، في وقت تشهد فيه الساحة العراقية بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، اضطرابات أمنية وسياسية عدة؛ والتي من بينها:
1- حالة من الفوضى الأمنية الإقليمية والدولية؛ والتي ترتكز بالأساس على التداعيات المتسارعة الناتجة عن الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وحرب غزة والتي تنذر بإمكانية توسع حالة الصراع في الشرق الأوسط؛ تلك المنطقة الحيوية في العالم، والتي تحوي أكثر من نصف نفط ومصادر الطاقة العالمية[4].
وما يزيد التوتر ويجعل المنطقة اليوم تتأهب لاتساع رقعة الصراع تجاه لبنان والعراق، هو الرد الإيراني المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بنهاية يوليو الماضي، والتي لا تزال إيران تهدد بأنه سيأتي حاسمًا ومختلفًا عما سبقه من ردود على حوادث مماثلة.
2- مواجهة العلاقات الإيرانية العراقية الوثيقة عدة تحديات؛ هناك عوامل كثيرة تجمع بين طهران وبغداد، تتجاوز حدود التاريخ والجغرافيا؛ إذ أن إيران تُعد أحد الشركاء الاقتصاديين الرئيسين للعراق، كما أنها تتمتع بنفوذ سياسي كبير في بغداد، هذا إلى جانب العلاقات الثقافية والدينية الوطيدة بين الدولتين، حيث يزور ملايين الحجاج الإيرانيين سنويًا مدينتي النجف وكربلاء العراقيتين المقدستين بالنسبة للطائفة الشيعية[5].
وقد أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على ذلك، حيث صرح بأن “اختيار الرئيس مسعود بزشكيان العراق، كأول بلد يزوره، يعكس عمق العلاقات الأخوية بين الدولتين، فالعراق بالنسبة لإيران أكثر من مجرد بلد جار، هو بلد صديق، تربطه مشتركات كثيرة”.
ولكن رغم متانة العلاقات الإيرانية العراقية، فإنها تشهد حاليًا عدة تقلبات؛ منها تبعات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتحول بغداد لساحة مواجهة بين المليشيات الإيرانية المتواجدة في المدن والمحافظات العراقية، وبين الوجود الأمريكي في العراق، سواء فيما يخص القواعد الأمريكية أو قوات التحالف الدولي.
3- التقلبات الأمنية في الساحة العراقية؛ إذ تستمر التوترات بسبب بقاء القوات الأمريكية في العراق واستهداف الفصائل المدعومة من إيران لها، وذلك في سياق التصعيد الإيراني الإسرائيلي المتفاقم[6].
وفي هذا الإطار؛ شهدت بغداد قبيل ساعات معدودة من وصول بزشكيان إلى العراق، سقوط صاروخين من طراز “كاتيوشا” على مقربة من قوات أمريكية متمركزة في معسكر النصر، قرب مطار بغداد، مما تسبب في حدوث أضرار مادية من دون تسجيل إصابات، ولكن هذا الانفجار لم يؤثر على حركة الطيران المدني في المطار، ولم تتوقف جميع الرحلات.
ثالثًا؛ دلالات الزيارة على الأصعدة المختلفة:
لم يكن اختيار العراق ليكون الوجهة الخارجية الأولى للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اعتباطيًا، بل أن هذه الزيارة تحمل رسائل ودلالات واسعة، وأهمية كبيرة من حيث التوقيت والحدث والأهمية؛ حيث:
1- الدلالات السياسية للزيارة:
– استمرار نهج إبراهيم رئيسي للسياسة الخارجية؛ حيث كان مخططًا أن تتم هذه الزيارة بعد أيام قليلة من توقيت حادث الطائرة الذي تعرض له الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، والذي تسبب في وفاته، فضلًا عن أن العراق كان أيضًا المحطة الخارجية الأولى لرئيسي، وبالتالي؛ من ضمن الرسائل التي تحملها هذه الزيارة؛ أن رئاسة بزشكيان تُعد امتداد طبيعي لرئاسة إبراهيم رئيسي.
– الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين إيران والعراق؛ حيث اختيار بغداد لتكون أول زيارة خارجية للرئيس الإيراني، يؤكد أن العراق ما زال يشكل الأولوية في العلاقات الإيرانية الخارجية، كما يشير إلى أن إيران تتمسك بنفوذها السياسي في البلاد، ويبعث برسالة إلى الولايات المتحدة والأطراف العراقية المعارضة للوجود الإيراني في البلاد، أن طهران لن تتخلى عن العراق كجزء حيوي في جوارها العربي الاستراتيجي بالنسبة لها[7].
وتتضح هذه الرسالة الإيرانية من خلال اللقاء الذي جمع بين بزشكيان ورئيس مجلس القضاء العراقي فائق زيدان، والذي يأتي في ظل اتهامات أمريكية لزيدان بالتحالف مع إيران، كما يأتي بعد أن طرحت الولايات المتحدة في يونيو الماضي، مشروعًا لمعاقبة مسؤولين كبار في الدولة العراقية بتهمة الولاء وخدمة المصالح الإيرانية في بغداد، وهو ما يضع زيدان على رأس لائحة المستهدفين.
– رغبة إيران في تحسين صورتها على الساحة الدولية؛ وذلك من خلال بناء علاقات أكثر إيجابية مع الدول الفاعلة في المشهد الإقليمي، ومن ثم؛ قد تكون طهران راغبة من هذه الزيارة في أن تطرح ملف الوساطة العراقية من جديد، بحيث تلعب بغداد دورًا في تعزيز العلاقات الإيرانية مع بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن، كما سبق وأن فعلت فيما يخص تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية.
2- الدلالات الاقتصادية للزيارة:
– الرغبة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ تعتبر إيران، العراق شريكًا اقتصاديًا استراتيجيًا لها، ولذلك تحاول طهران الاستفادة من بغداد قدر الإمكان، خاصةً في ظل تدهور الاقتصاد والمعاناة من الضغوط والعقوبات الأمريكية التي تواجهها، وهذا يفسر مرافقة الرئيس الإيراني لمجموعة من التجار ورجال الأعمال الإيرانيين، ولقاءه برجال الأعمال العراقيين خلال زيارته[8].
وجدير بالذكر أيضًا أن العراق يُعد سوقًا استهلاكيًا للسلع الإيرانية، حيث تجاوزت صادرات إيران من السلع والخدمات إلى العراق الـ10 مليارات دولار سنويًا، بينما بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين نحو خمسة مليارات دولار بين مارس ويوليو 2024، وهناك رغبة مشتركة من قبل الدولتين أن يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار سنويًا، ولكن العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، تعيق التجارة البينية بينهما، والتي تُعد منفذًا اقتصاديًا حيويًا لإيران.
– مسعى لحل أزمة الأموال الإيرانية المجمدة لدى العراق؛ في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها إيران، تحاول طهران حل أزمة أموالها المجمدة لدى العراق، حيث تُعد بغداد من الدول القليلة المستثناة من العقوبات الأمريكية النفطية على إيران، إذ تستمر في استيراد الغاز الطبيعي والكهرباء من طهران بموجب إعفاء أمريكي يتجدد كل فترة، وبناءً عليه؛ تصدر إيران ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يوميًا إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة، إذ تغطي هذه الكميات 30% من احتياجات البلاد من الكهرباء[9].
ولكن تكمن الأزمة في العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، إذ يواجه العراق صعوبة في تسديد مستحقاته لإيران، مما جعل قضية كيفية دفع هذه المستحقات من الملفات المهمة في العلاقات بين البلدين، حيث بات لدى إيران 11 مليار دولار مجمدة في العراق، وهي أموال مستحقة لطهران تسعى الحصول عليها، نظرًا لاحتياجها الشديد لها حاليًا.
3- الدلالات الأمنية للزيارة:
– التنسيق بشأن الانسحاب الأمريكي من العراق؛ تنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، وهو الأمر الذي ترفضه الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران والتي تطالب بانسحاب هذه القوات[10].
وبعد أشهر من المفاوضات بين بغداد وواشنطن حول انسحاب هذه القوات من البلاد، أعلن وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، يوم 8 سبتمبر الجاري، عن التوصل لجدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق على مرحلتين، مع احتمال توقيع اتفاق بهذا الشأن في الأيام القليلة القادمة.
وبالتالي مجيء الزيارة بعد هذا الإعلان، يحمل رسالة لواشنطن مفادها أن إيران ستملأ الفراغ حال الانسحاب الأمريكي من العراق، وأنه سيكون هناك تعزيز للسيطرة الأمنية الإيرانية على الساحة العراقية.
– تعزيز التعاون الأمني بين الدولتين فيما يخص إقليم كردستان؛ يبدو من زيارة الرئيس مسعود بزشكيان إلى أربيل والبصرة، ولقاءه مسعود بارزاني، أن الزيارة تهدف إلى التنسيق والتعاون فيما يخص ملف تواجد قوات المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان، وهناك العديد من المؤشرات الدالة على ذلك؛ منها[11]:
تُعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى العراق بعد الضربات الإيرانية على مدينة أربيل في يناير الماضي، والتي قالت طهران أنها طالت مقرًا تجسسيًا رئيسيًا للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق.
تأتي هذه الزيارة بعد توقيع العراق وإيران في مارس 2023، اتفاقًا أمنيًا ينص على نزع سلاح المجموعات الكردية الإيرانية المعارضة لإيران، وهي حدكا وكوملة وبيجاك، وإبعادها عن الحدود المشتركة بين البلدين، وإخلاء الثكنات العسكرية التي تم إنشاؤها هناك، ونقل عناصرها إلى مخيمات تتبع الحكومة العراقية.
قامت الحكومة العراقية قبيل زيارة بزشكيان، بإجبار جماعات إيرانية معارضة، تصنفهم طهران إرهابيين، بالإنسحاب من الحدود إلى داخل إقليم كردستان، حيث أعلنت جماعة كوملة الانفصالية أنها قامت بإخلاء مقرها في منطقة زرجويز الحدودية ونقل كافة قواتها إلى منطقة سوراش قرب مدينة دوكان على بعد 40 كيلومتر شمال المنطقة السابقة تنفيذًا للإتفاقية الأمنية بين إيران والعراق سابقة الذكر، مما يؤكد أن الزيارة تشير إلى تفاهمات أمنية بين البلدين تشمل إقليم كردستان.
في 6 سبتمبر الجاري، سلم جهاز الأمن الكردي العراقي في السليمانية “الآسايش”، العضو بالحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بهزاد خسروي إلى السلطات الإيرانية، وذلك بعد أن قدمت السلطة القضائية الإيرانية في يوليو الماضي، قائمة بأسماء نحو 120 من قادة وأعضاء الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة المقيمين في إقليم كردستان إلى الحكومة العراقية، مطالبة بتسليمهم.