المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الدراسات الأفريقية > زيارة الرئيس الصومالي إلى أوغندا: خُطْوةٌ لإحلال السلام في الصومال
زيارة الرئيس الصومالي إلى أوغندا: خُطْوةٌ لإحلال السلام في الصومال
- أكتوبر 22, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الدراسات الأفريقية
لا توجد تعليقات
إعداد/ منة صلاح
باحثة في وحدة الشؤون الأفريقية
وصل الرئيس الصومالي “حسن شيخ محمود” إلى كمبالا، في 19 أكتوبر الجاري؛ بدعوةٍ من الرئيس الأوغندي “موسيفيني”؛ لتعزيز الأمن الإقليمي والعلاقات بين البلديْن، إضافةً إلى مناقشة الانسحاب المُرْتَقَب لقوات حفظ السلام الدولية من الصومال “ATMIS”، في 31 ديسمبر المُقْبِل، وذلك مع مساهمة أوغندا بقوات في البعثة الحالية والقادمة بقيادة الاتحاد الأفريقي؛ حيث تُعدُّ هذه الزيارة جزءًا من جولة دبلوماسية؛ للتواصل مع الدول المساهمة بقوات في جهود حفظ السلام في الصومال، ولضمان الانتقال السَّلِس للبعثة الجديدة وتولِّي البلاد مسؤولياتها الأمنية، كما أنها الزيارة الأُولى ضِمْن مجموعةٍ من الزيارات التي ستشمل أيضًا كينيا وجيبوتي وبوروندي.
السياق الراهن للزيارة
جاءت تلك الزيارة مع اقتراب خروج قوات حفظ السلام الدولية من الصومال بحلول نهاية عام 2024م، وإحلال بعثة الاتحاد الأفريقي المقترحة حديثًا محلها ” AUSSOM”، والتي من المُقرَّر أن تبدأ في يناير 2025م؛ لدعم قوات الأمن الصومالية، ولكن بقوةٍ أصغر؛ يصل عددُها إلى حوالي 11 ألف جنديٍّ؛ ما يشير إلى جهود الصومال للحفاظ على الأمن والاستقرار، ولكن ستشهد البعثة الجديدة بعض التغييرات؛ حيث من المُقرَّر أن تنضمَّ مصر إليها وتُسْتَبْعَد إثيوبيا منها، كما أنه تمَّ استبعادُها من الجولة الدبلوماسية للرئيس الصومالي؛ نظرًا للخلافات الجيوسياسية بين البلديْن؛ ما يؤكد سعْي الصومال لتعزيز سيادته الوطنية.
كما جاءت في ظِلِّ تفاقُم التحديات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي؛ حيث تستمر الصراعات في الصومال؛ نظرًا للهجمات الإرهابية التي تشُنُّها جماعة شباب المتطرفة، والتي تعمل على تقويض سلطة الحكومة وزعزعة الاستقرار في كل أنحاء البلاد، هذا فضلًا عن التوتُّرات في البحر الأحمر والصراع الداخلي في إثيوبيا؛ ما يثير القلق في كُلِّ أنحاء المنطقة، ولقد أدَّت تلك الأوضاع الأمنية المتدهورة إلى زيادة مشاركة وفعالية الجهات الإقليمية والدولية، من خلال إقامة التحالُفات، مِثْلَ التحالف بين مصر والصومال وإريتريا، وعلى الرغم من تلك التحديات، إلَّا أن خُطَّة انتقال البعثات في الصومال تُشكِّلُ أولويةً[1].
الدعم الأوغندي للصومال “دور أوغندا في إستراتيجية الأمن الصومالية”
لقد أدَّت أوغندا دوْرًا رئيسيًّا في إستراتيجية الأمن الصومالية منذ عام 2007م؛ حيث كانت أوَّل دولةٍ تنشر قوات في إطار بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “AMISOM”، ومنذ ذلك الحين تعمل جنبًا إلى جنبٍ مع قواتٍ أُخرى من جيبوتي وكينيا وإثيوبيا، وأثبتت أوغندا من خلال نشْر قواتها في الصومال، أنها شريكٌ موثوقٌ به في دعْم جهود الاتحاد الأفريقي لتحقيق الأمن والسِّلْم القارِّي، وحاليًا هناك حوالي 6223 جنديًّا من القوات الأوغندية، متمركزين في منطقتيْ مقديشو وشبيلي، ومن ثمَّ تُعتبر أوغندا من الدول المساهمة بأكبر عددٍ من القوات في تلك البعثة، كما كان لها دورٌ في تدريب القوات الصومالية؛ حيث شَمِلَ التدريب مهارات المشاة الأساسية وعمليات مكافحة الإرهاب، وفي مارس 2023م تخرَّج الجنود الصوماليين الذين درَّبتهم أوغندا[2].
نتائج ومُخْرَجات الزيارة
تطرَّق رئيسا البلديْن إلى الأوضاع الأمنية في المنطقة عامَّةً، وفي الصومال خاصَّةً، وشدَّدا على أهمية الحفاظ على الأمْن والسِّلْم في القارة الأفريقية، كما أشادوا بجهود بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال وقوات الأمن الصومالية في مكافحة الإرهاب، ومن ثمَّ سنتطرَّقُ إلى أبرز نتائج ومُخْرَجات تلك الزيارة كما يلي:
-
دعم بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال “AUSSOM” والاستفادة من الإنجازات التي حقَّقتها البعثة السابقة، وتنفيذ إستراتيجية تعمل على تلبية القدرات التي يتطلَّبُها القطاع الأمني الصومالي، هذا فضلًا عن استكشاف الخيارات التمويلية، وفْقًا لقرار الأمم المتحدة رقم “2719”؛ إذ يجب أن تحْصُلَ البعثة الجديدة على تمويلٍ مُسْتَدَامٍ.
-
تعزيز التعاون الأمني بين البلديْن، من خلال توقيع اتفاقية وضْع القوات “SOFA”، في ضوء مذكرة التفاهم الخاصَّة بالتعاون الدفاعي، وفي السياق ذاته، أكَّد الرئيسان على استعدادهما لتوقيع مذكرات تفاهُم، بشأن التعليم والرياضة والهجرة، إضافةً إلى تقديم مشروع اتفاق العمل الثنائي من المساواة بين الجنسيْنن والعمل والتنمية الاجتماعية في جمهورية أوغندا إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في جمهورية الصومال الاتحادية.
-
الاعتراف بالعضوية الجديدة لجمهورية الصومال الفيدرالية في مجموعة دول شرق أفريقيا؛ بما يُمثِّلُ حِقْبةً جديدةً من التكامُل الإقليمي؛ لتعزيز التعاون التجاري، كما تمَّ الاعتراف بمقْعدها المُقْبِل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2025-2026.
-
الاعتراف أيضًا برفْع حظْر الأسلحة عن الصومال؛ ما يُعدُّ بمثابة فُرْصةٍ للحكومة الصومالية لتيسير العملية الانتقالية، وضمان تنفيذ خُطَّة تطوير الأمن الصومالي على عِدَّة مراحل، وتمكين البلاد من تولِّي مسؤولياتها الأمنية[3].
إجمالًا:
لقد جاءت هذه الزيارة في وقتٍ يسعى فيه الصومال إلى تعزيز مكانته في المنطقة، ويعمل على تأمين حدوده وتأكيد سيادته الوطنية والإقليمية، إضافةً إلى تنمية اقتصاده وتعزيز علاقاته الدبلوماسية مع دول الجوار، ومع اقتراب الانسحاب الكامل لبعثة “ATMIS”، أصبحت الشراكات الصومالية مع الدول الإقليمية الفاعلة – مثل أوغندا – ذات أهمية؛ لضمان الأمْن والسِّلْم على المدى الطويل، كما تُعتبر تلك الجوْلة للرئيس الصومالي بمثابة أداةٍ للتواصُل الدبلوماسي؛ لاستمرار الدعم في مكافحة حركة الشباب الإرهابية، التي تعمل على تهديد الاستقرار الإقليمي.
وتشير إستراتيجية الرئيس الصومالي إلى التوازُن في العلاقات الدولية، لا سيما في سياق التعاون الأمني والتضامُن الأفريقي، ولا يسعى الرئيس من خلال تلك الإستراتيجية إلى ضمان الدعم العسكري فقط، بل تأمين التحالُفات السياسية والشراكات الاقتصادية، التي قد تساهم في جهود إعادة الأعمار والتنمية في الصومال؛ إذ يعتبر الحفاظُ على علاقات قوية مع دول الجوار أمرًا في غاية الأهمية، بقدْر أهمية مواجهة التهديدات التي تُمثِّلُها التمرُّدات المحليَّة، وبالتالي تشير تلك الجوْلة – والتي بدأت بأوغندا – إلى مدى التزام الصومال بالأمن والسِّلْم الإقليمي، وتؤكد أيضًا على أهمية الجهود الأمنية الجماعية في مواجهة بعض التحديات، مثل الإرهاب.
المصادر:
[1] Isaac Opio, Museveni Meets Somali President Sheikh Mohamud Amid Tensions in Horn of Africa, chimpreports, October 19, 2024.
[2] President Mohamud meets Museveni to discuss ATMIS security transition, hiiraan, October 19, 2024.
[3] Khadar Aweys, Somalia, Uganda agree on enhancing cooperation on security, trade and development, October 20, 2024.
https://sonna.so/en/somalia-uganda-agree-on-enhancing-cooperation-on-security-trade-and-development/