المقالات
ضرورةُ التوافقِ الدوليِ حولَ تنظيمِ الاستخدامِ العسكريِ للذكاءِ الاصطناعِي
- يوليو 30, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشؤون الدولية
مصطفى مقلد
مقدمة:
تقودُ الولاياتُ المتحدةُ والصينُ التطورَ َالكبيرَ في مجالِ الذكاءِ الاصطناعيِ، الذي باتَ أحدَ أبرزِ مجالاتِ التنافسِ خاصةً مع الافتقارِ للثقةِ، والمخاوفِ بشأنِ الشفافيةِ التكنولوجيةِ، والطموحاتِ لتطويرِ ونشرِ الأنظمةِ العسكريةِ القائمةِ على الذكاءِ الاصطناعيِ، وهو ما يعكسُ التنافسَ الجيوسياسيَ بين الدولتين.
الولاياتُ المتحدةُ والصينُ هما أكبرُ اقتصادينِ وقوتين تكنولوجيتينِ في العالمِ، ويعتمدان على الذكاءِ الاصطناعيِ بشكلٓ مطردٍ، لذا يقعُ علي عاتقهِما مسؤوليةُ قيادةِ جهودِ تخفيفِ المخاطرِ المرتبطةِ بالاندماجِ السريعِ للذكاءِ الاصطناعيِ في مختلفِ القطاعاتِ خاصةً العسكريَ، لكن هناك اختلافاتٍ في طريقةِ إدارةِ وتطويرِ الذكاءِ الاصطناعيِ في الدولتين، حيثُ تعتمدُ الولاياتُ المتحدةُ على ريادةِ الأعمالِ التي تقودُها شركاتٌ خاصةٌ مثلَ Nvidia وOpenAI، بينما في الصينِ تقودُ الحكومةُ جهودَ تطويرِ الذكاءِ الاصطناعيِ، بالتاليِ، فالقواعدُ التنظيميةُ في الصينِ تضعُها الحكومةُ من خلالِ إدارةِ الفضاءِ السيبرانِي، بينما لا يوجدُ لدى الولاياتِ المتحدةِ تنظيمٌ شاملٌ للذكاءِ الاصطناعِي، ويعقدُ هذا الاختلافُ التوصلَ إلى أي اتفاق[1]ٍ.
ولأن هناك إدراك من الأطراف الدولية عامة لما يشكله الذكاء الاصطناعي من مخاطر محتملة خصوصا مع إقترانه مع سباق التسلح، فقد شهدت قمة أبيك العام الماضي في سان فرانسيسكو اتفاق جو بايدن وشي جين بينغ على فتح قناة ثنائية للتشاور في مجال الذكاء الاصطناعي، للدفع باتجاه إيجاد أرضية مشتركة بشأن وضع معايير لاستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن التركيز على الذكاء الاصطناعي أدى إلى توليد قلق عام من أن الحروب المستقبلية سوف تخوضها آلات تختار الأهداف وتضربها دون تدخل بشري مباشر.
اجتماع جنيف:
عقدت بالفعل أول محادثات ثنائية رسمية بينهما حول الذكاء الاصطناعي في 14 مايو الماضي في جنيف، للتأكيد على الحاجة إلى منع تقنيات الذكاء الاصطناعي من أن تصبح تهديدات وجودية، ومواءمة الذكاء الاصطناعي مع القيم الإنسانية وضمان مستقبل رقمي مزدهر، وإرساء التفاهم المتبادل ومعايير السلامة بدلاً من التعاون الفني[2]، وقد أعطت الدولتان الأولوية لمناقشة العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية، بهدف إبقاء عملية صنع القرار النهائي وعملية الاستهداف النووي تحت السيطرة البشرية الكاملة، لكن ذلك يأتي في بيئة تفاوض متوترة، لذا يقلل مراقبون من فرص نجاح تلك المناقشات علي المدي القريب.
حملَ الوفدُ الأمريكيُ – ممثلَ بكبار المسؤولينَ من البيتِ الأبيضِ ووزارةِ الخارجيةِ ومجلسِ الأمنِ القوميِ- تأكيداتِ إدارةِ بايدن على أن سياساتِها، وخاصةً فيما يتعلقُ بنشرِ الذكاءِ الاصطناعيِ في الأسلحةِ النوويةِ وسياساتِ حمايةِ التكنولوجيا الأمريكيةِ، غيرِ قابلةٍ للتفاوضِ. من ناحيةٓ أخري، يري صينيون أن الولاياتِ المتحدةَ تسعىَ فقط إلى إجراءِ مناقشاتٍ حول الموضوعِ مع الصينِ لمعرفةِ المزيدِ عن قدراتِها، ولم يتضحُ إذ كان قد عقدَ الجانبان أيَّ محادثاتٓ “محددةٍ” حول الاستخداماتِ العسكريةِ للذكاءِ الاصطناعيِ خاصةً في ظلِ غيابِ ممثلين عسكريين، أم اقتصرَ الحوارُ حولَ قضايا عامةٍ.
تعذرُ التوصلِ لاتفاقِ:
وقالَ محللون إن العوائقَ التي تحولُ دونَ التوصلِ إلى اتفاقٍ بشأنِ تنظيمِ الاستخدامِ العسكريِ للذكاءِ الاصطناعيِ تشملُ “المخاوفَ بشأنِ الكشفِ عن معلوماتٍ حولَ قدراتهمِ أو الرغبةِ في عدمِ الحدِ من تطويرِ ونشرِ الأنظمةِ العسكريةِ التي تدعمُ الذكاءَ الاصطناعيَ، كما أن بكينَ مترددةٌ في الحدِّ من تطويرِها للذكاءِ الاصطناعيِ العسكريِ بسببِ استخداماتهِ المحتملةِ في أي مواجهةٍ مستقبليةٍ مع واشنطن.[3]
في الواقعِ، تفتقر ُواشنطن وبكين إلى الرؤيةِ الواضحةِ تجاهَ طريقةِ تعاملِ كلٍ منهما مع الذكاءِ الاصطناعيُ، فتنظيمُ الذكاءِ الاصطناعيِ إما غائبٌ أو جديدٌ في كلا البلدينِ، مما يخلقُ عقباتٍ أمامَ الحوارِ الفعال[4]ِ.
ومن المتوقعِ أن تظلَ تتبنىَ بكينُ موقفًا تفاوضيًاً صارماً، سعيًا لانتزاعِ المزيدِ من التنازلاتِ من واشنطن خاصةً في ظلِ العقوباتِ الأمريكيةِ المستمرةِ والمتزايدةِ التي تمنعُ الصينَ من الوصولِ إلى رقائقِ الذكاءِ الاصطناعِي، والتي تعملُ بشكلٍ ملموسٍ على إبطاءِ تقدمِ الصينِ.
اشتعالُ التنافسِ:
في سياقٓ موازٍ، التقَى مسؤولون من الصين وروسيا في بكين فبرايرَ الماضي، وأجروا نقاشاتٓ حولَ استخدامِ الذكاءِ الاصطناعيِ للأغراضِ العسكريةِ، وجاءَ الاجتماعُ كجزءٍ من التنسيقِ الاستراتيجِي بين بكين وموسكو، ويمتدُ التعاونُ الى مجالِ الذكاءِ الاصطناعِي، فمن غيرِ المرجحِ أن تتمكنَ الصينُ بمفردهِا من التفوقِ على أمريكا في ذلك المجالِ[5].
ومع ذلكَ، قامَ الجيشُ الصينيُ بتمويلِ عددٓ من المشاريعِ العسكريةِ للذكاءِ الاصطناعيِ، والتي تشملُ اتخاذَ القراراتِ القياديةِ، وأنظمةِ المعداتِ، والروبوتاتِ، وأنظمةِ التوجيهِ والتحكمِ التشغيليةِ المستقلةِ، والحوسبةِ المتقدمةِ، وأنظمةِ الأسلحةِ الذكيةِ بدونٍ طيار[6]ٍ، عملا بتوجيهاتِ الرئيسِ الصينِي في عام 2017، بتسريعِ أبحاثِ الذكاءِ الاصطناعيِ استعدادًا لمستقبلِ الحربِ.
فعلي المدي القريبِ والمتوسطِ، تستفيدُ الصينُ من التحديثِ العسكريِ وتطويرِ الذكاءِ الاصطناعيِ، بهدفُ إجبارُ الدولِ المجاورةِ على إعادةِ ترتيبِ منطقةِ المحيطينِ الهنديِ والهادئِ لصالحهِا” [7].
من ناحيةٍ أخرى، فإن تطويرَ الذكاءِ .الاصطناعيِ العسكريِ الأمريكيِ له هدفانِ واسعان: ردعُ حربٓ ساخنةٍ مع الصينِ، والاستعدادُ لخوضِ حربٍ في حالةِ فشلِ الردع[8]ِ، وكان هجومُ حماس في 7 أكتوبر على إسرائيلَ، أولَ حافزٓ يسرعُ تبنيَ القواتِ الأمريكيةِ للذكاءِ الاصطناعيِ في ساحةِ المعركةِ، خلالَ الأسابيعِ الماضيةِ، تمكنَ مشروعُ مافن أحدُ مشروعاتِ الذكاءِ الاصطناعيِ للبنتاجون، من تحديدِ مواقعِ منصاتِ إطلاقِ الصواريخِ في اليمن،ِ وساعدَ في تضييقِ نطاقِ الأهدافِ للضرباتِ في العراقِ وسوريا، كذلك تستخدمُ أوكرانيا برامجَ الذكاءِ الاصطناعيِ – المقدمةَ لها من الولاياتِ المتحدةِ- في جهودهِا لصدِّ الغزوِ الروسيِ، ، فتلك التحدياتُ ساعدتْ البنتاغون على أن يصبحَ أفضلَ بكثيرٍ في استخدامِ أدواتِ الذكاءِ الاصطناعيِ، وأكثرَ ثقةً في توقعاتِه حول كيفيةِ استخدامهِا في صراعهِ مع الصين.
لكن مازالَ الحديثُ عن التوصلِ لإتفاقٍ أمراً وارداً، فمن خلالِ “دبلوماسيةِ الخطِ الساخنِ” التي تشكلتْ بين الولاياتِ المتحدةِ والاتحادِ السوفيتيِ علي إثرِ التوتراتِ بعد أزمةِ الصواريخِ الكوبيةِ، تمكنتْ الدولتان من تحديدِ مصلحتهِما المشتركةِ في منعِ وقوعِ سوءِ الفهمِ ومنعِ الانجرارِ إلى حربٍ نوويةٍ، فطوروا طرقًا للتواصلِ (الخط الساخن)، ثم النجاحِ في إبرامِ معاهداتِ الحدِّ من الأسلحةِ النوويةِ، وحتى التعاونِ في منعِ دولٍ أخرى أو إرهابيين من الحصولِ على أسلحةٍ نوويةٍ عبرَ معاهدةِ عدمِ انتشارِ الأسلحةِ النوويةِ. وبالمثلِ فإن المخاطرَ الراهنةَ في سباقِ الذكاءِ الاصطناعيِ غيرِ المقيدِ يجبُ أن تحفز َالأميركيين والصينيين على استكشافِ بدائلَ أكثرَ أمانًا[9].
جهودٌ دوليةٌ:
في نوفمبر الماضي، وقّعتْ الولاياتُ المتحدةُ والصينُ اتفاقيةَ “بليتشلي بارك” في المملكةِ المتحدةِ بشأنِ معاييرِ التكنولوجيا وسلامةِ الذكاءِ الاصطناعِي، ثم استضافتٰ كوريا الجنوبية النسخةَ الثانيةَ من القمةِ العالميةِ الثانيةِ لسلامةِ الذكاءِ الاصطناعيِ في الفترةِ مايو الماضي، بعد الحدثِ الافتتاحيِ في بلتشلي بارك. وقد احتفيَ المسئولون في سيول بتوقيعِ 28 ممثلاً حكومياً على إعلانٍ مشتركٍ اتفقوا فيه على أن تعملَ البلدان معاً وتضعَ نهجاً مشتركاً بشأنِ الرقابةِ.
وقد وضعتْ هذه القمةُ مبادراتٓ مثلَ إنشاءِ معاهدَ لسلامةِ الذكاءِ الاصطناعيِ وتشكيلِ لجنةٓ استشاريةٓ من خبراءِ الذكاءِ الاصطناعيِ الدوليين، ولكن شعرَ البعضُ بأن القمةَ تفتقرُ إلى الروحِ الرياديةِ التي ميزتْ قمةَ المملكةِ المتحدةِ، حيث لوحظَ غيابُ اتفاقيةٍ بارزةٍ مماثلةٍ لإعلانِ بلتشلي في سيول، ومع ذلك تتطلعُ الأطرافُ الدوليةُ إلى القمةِ الثالثةِ في فرنسا نهاية 2024.
من ناحيةٍ أخري، في 5 أكتوبر الماضي، أصدرَ الأمينُ العامُ للأممِ المتحدةِ، أنطونيو غوتيريش، ورئيسُ اللجنةِ الدوليةِ للصليبِ الأحمرِ نداءً مشتركًا إلى الدولِ من أجلِ اختتامِ المفاوضاتِ حول معاييرِ استخدامِ الذكاءِ الاصطناعيِ بحلولِ عامِ 2026. وشددتْ اللجنةُ الدوليةُ على ضرورةِ حظرِ الأسلحةِ المستقلةِ التي تستهدفُ الأشخاصَ بشكلٓ مباشرٍ والأسلحةِ المستقلةِ التي لا يمكنُ التنبؤُ بها.[10]
وفي أحدِ الأمثلةِ الأخيرةِ للتعاونِ بين الصينِ والغربِ، تبنتْ الجمعيةُ العامةُ للأممِ المتحدةِ قرارا برعايةِ الصينِ هذا الشهرِ يحثُ المجتمعَ الدوليَ على ضمانِ حصولِ الدولِ الناميةِ على فرصٍ متساويةٍ للاستفادةِ من الذكاءِ الاصطناعيِ. وشاركَ في رعايةِ القرارِ غيرِ الملزمِ أكثرُ من 140 دولةً، بما في ذلك الولاياتُ المتحدةُ. لكن الجوانبَ الأخرىَ للذكاءِ الاصطناعِي – مثلُ التطبيقاتِ العسكريةِ – قد يكونُ من الصعبِ على نحوٍ متزايدٍ أن تتفقَ عليها البلدان، نظراً لأن العديدَ من الحكوماتِ تعتبرُ الذكاءَ الاصطناعيَ الآن أولويةً وطنيةً[11].
وفيما تضمنتْ زيارةُ شي الأخيرة إلى أوروبا إعلانًا مشتركًا حول حوكمةِ الذكاءِ الاصطناعيِ بين فرنسا والصين[12]، إلا أن الجهودَ الدوليةَ تواجهُ تحدياتٍ كبيرةً مثل الانحيازِ والانتقائيةِ في إعلانِ الالتزامِ بما تتوصلُ إليه من اتفاقاتٍ ومعاهداتٍ، فمثلا تشجعُ الحكومةُ الصينيةُ دورَ الأممِ المتحدةِ في إدارةِ معاييرِ وقواعدِ الذكاءِ الاصطناعيِ، وذلك جزئيًا لمنعِ شركاتِ التكنولوجيا الأمريكيةِ أو الحكومةِ الأمريكيةِ من التمتعِ بنفوذٍ حاسمٍ بهذا الشأنِ. في المقابلِ، ركزَ المسؤولون الأمريكيون اهتمامهَم على مجموعةِ السبعِ.
كذلك اقترحتْ الصينُ إطارَها الخاصَ المتمثلَ في المبادرةِ العالميةِ لحوكمةِ الذكاءِ الاصطناعيِ، والذي يدعو إلى حقوقٓ متساويةٍ في تطويرِ الذكاءِ الاصطناعيِ لجميعِ البلدانِ، بينما رفضتْ بكينُ التوقيعَ على الإعلانِ السياسِي الذي صاغتهُ الولاياتُ المتحدةُ بشأنِ الاستخدامِ العسكريِ المسؤولِ للذكاءِ الاصطناعيِ والحكمِ الذاتيِ، والذي تدعمهُ أكثر ُمن 53 حكومةً أخرى.
ويظهرُ تهديدٌ آخرُ، وهو أن الذكاءَ الاصطناعَي يزيدُ من وتيرةِ الانقسامِ العالميِ والتحولِ الى معسكراتٍ، حيث قامَ بلينكن بتوضيحِ النهجِ الأمريكيِ الحاليِ تجاهَ التقنياتِ الناشئةِ مع إطلاقِ استراتيجيةِ وزارةِ الخارجيةِ للفضاءِ السيبرانيِ والسياسةِ الرقميةِ، والتي تستهدفُ “التضامنَ الرقمي” بين الحلفاءِ والشركاءِ والشركاتِ التي تتشاركُ القيمَ الأميركيةَ، للتعاونِ في بناءِ القواعدِ واللوائحِ التنظيميةِ وحتى المعاييرِ الفنيةِ.
كذلك يشيرُ متخصصون الى تحدٍ آخرَ هو اختلافُ وجهاتِ نظرِ وتاريخِ وأطرِ القوانين، فالاختلافاتُ بين الاتحادِ الأوروبيِ والصينِ حولَ معاييرِ التكنولوجيا واضحةٌ، فبعض المخاطرِ التي تمَ تسليطُ الضوءِ عليها في أوروبا كانت مقبولةً وقانونيةً في الصينِ وفق “تشانغ لينغهان” الأستاذ في معهدِ قانونِ البياناتِ في جامعةِ الصينِ للعلومِ ؟السياسيةِ والقانونِ، إلى جانبِ ذلك، فإن تعريفَ “الأسلحةِ الذاتيةِ/المستقلةِ” في الصينِ ضيّقٌ ويشملُ فقط الأسلحةَ التي تتمتعُ باستقلاليةٓ كاملةٍ، بينما تتبنىَ الدولُ الغربيةُ تعريفاتٍ أكثرَ اتساعاً[13].
حلولٌ مقترحةٌ:
مع تكثيفِ واشنطن لجهودِها في كبحِ التقدمِ التنمويِ للصين في مجالاتِ “التقنياتِ الحساسةِ”، لا تبدو آفاقُ التعاونِ الصينيِ الأمريكيِ في مجالِ الذكاءِ الاصطناعيِ رحبةً، بل يبدو أن إنشاءَ آليةٍ رسميةٍ للتنسيقِ والحوارِ والمشاركةِ بشأنِ مثلِ هذهِ القضايا الحاسمةِ يظلُ بعيدَ المنالِ، كما أن إنشاءَ خطٍ ساخنٍ لحوادثِ الذكاءِ الاصطناعيِ لا يمكنُ اعتبارهُ إنجازاً نظراً للمشاكلِ التي واجهتْ آلياتِ الاتصالِ السابقةِ للأزماتِ الصينيةِ الأمريكيةِ.
لكن في ضوءِ وجودِ مخاطرَ أساسيةِ مثل خروجِ أسلحةِ الذكاءِ الاصطناعيِ عن سيطرةِ الإنسانِ، وغيابِ معاييرَ تحددُ سياساتِ استخدامِ الدولِ لأسلحةِ الذكاءِ الاصطناعيِ، ومخاطرِ اندلاعِ حروبٍ أو مواجهاتٍ عسكريةٍ بسببِ الحساباتِ الخاطئةِ الناتجةِ عن حوادثِ أسلحةِ الذكاءِ الاصطناعيِ.
يمكنُ أن تركزَ الدولُ على “مجموعةٍ ضيقةٍ للغايةِ من المشكلاتِ” حيث يكونُ لكلِ دولةٍ مصلحةٌ في حلِها، ومن ناحيةٍ أخرى، أن تستمرَ المحادثاتُ الأكثرُ إنتاجيةً حول الذكاءِ الاصطناعِي والأمنِ العسكريِ في حواراتِ المنظماتِ غيرِ الحكوميةِ التي تركزُ على الممارسةِ بدلاً من المبادئِ.[14]
ثم بحثُ سبلِ إنشاءِ لجنةِ تنسيقِ سلامةِ الذكاءِ الاصطناعيِ بين الصينِ والولاياتِ المتحدةِ، والتي تضمُ مزيجًا من السياسيين، وكبارِ الأكاديميين في تنظيمِ الذكاءِ الاصطناعيِ ورؤساءَ الشركاتِ المعنيةِ، بجانبِ بحثِ إمكانيةِ تطويرِ وتجديدِ الاتفاقيةِ العلميةِ والتكنولوجيةِ الصينيةِ الأميركيةِ وهي الاتفاقيةُ التي عمرُها 44 عاما. [15]
ومن الضروريِ السعيُ إلى إيجادِ قاسمٍ مشترك،ٍ ويمكنُ أن يتحققَ ذلك في شكلِ اعتمادِ رؤيةٍ دقيقةٍ حولَ كيفيةِ إدراكِ وتفسيرِ دورِ الإنسانِ في التعاملِ وحجمِ مسئولياتهِ قبلَ وأثناءَ اتخاذِ القرارِ عبر التطبيقاتِ العسكريةِ للذكاءِ الاصطناعيِ، ويمكنُ للجانبينِ العملُ معًا على توحيدِ اختباراتِ ما قبل النشرِ لأنظمةِ الذكاءِ الاصطناعيِ المتقدمةِ.
يمكنُ للولاياتِ المتحدةِ والصينِ التوقيعَ على اتفاقيةٍ بشأنِ تدابيرِ حوادثِ الذكاءِ الاصطناعيِ، فمن الممكنِ أن تتضمنَ بنوداً لإخطارِ الدولةِ الأخرى بعملياتِ التدريبِ الكبرى على الذكاءِ الاصطناعيِ أو نشرِ أنظمةٍ عسكريةٍ جديدةٍ معززةٍ بالذكاءِ الاصطناعيِ[16]، على الرغمِ من أن ذلك سيتعلقُ بفترةِ الطوارئِ فقط، وليس تنظيماً يخصُ الأوضاعَ المستدامةَ وهي الأكثرُ خطورةً.
المصادر:
[1] Can China and the US Find Common Ground on Military Use of AI?… https://2h.ae/atVT
[2] WHEN AI DIPLOMACY MEETS REALPOLITIK: US-CHINA TALKS ON AI RISKS… https://2u.pw/8b8LymEf
[3] Can US and China overcome mutual mistrust to agree rules on military use of artificial intelligence?… https://n9.cl/9ch937
[4] What U.S.–China cooperation on AI could look like… https://n9.cl/btkau
[5] The Cold War With China Over AI Dominance Is Already Here… https://n9.cl/br59cu
[6] Stephen Chen, “China’s brightest children are being recruited to develop AI ‘killer bots’,” South China Morning Post, November 8, 2018
[7] U.S. Department of Defense, “Summary of the 2018 National Defense Strategy of the United States of America,” U.S. Department of Defense, 2018
[8] US military operators started out skeptical about AI… https://n9.cl/qlaec
[9] Is China Beating the U.S. to AI Supremacy?… https://n9.cl/fy4hk
[10] A humanitarian perspective on military AI… https://n9.cl/n0x8v
[11] Can China and the West agree on global AI rules amid existential risks?… https://n9.cl/5gj0t
[12] Are U.S.-China Talks Accomplishing Anything?… https://n9.cl/ae2nmd
[13] استراتيجية الذكاء الاصطناعي الصينية: التنافس الاستراتيجي عبر الوصول للاكتفاء الذاتي… https://2u.pw/w2z1aiBG
[14] China and the United States Begin Official AI Dialogue… https://n9.cl/urz5lo
[15] If the U.S. and China Can’t Work Together on AI Regulation and Safety, the World Will Suffer…. https://2h.ae/inmM
[16] The U.S. and China Need an AI Incidents Hotline… https://2u.pw/eccgfTtn