المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > عرض نقدي لمقال بعنوان: What Role Can Turkey Play in Ukraine Negotiations?
عرض نقدي لمقال بعنوان: What Role Can Turkey Play in Ukraine Negotiations?
- ديسمبر 30, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات
إعداد/ أماني السروجي
باحث مساعد في برنامج دراسات الدول التركية
المقدمة
تُعدُ الحروبُ والنزاعات الدولية من أكثر القضايا التي تواجهُ المجتمع الدولي تعقيداً، حيث تؤدي إلى تداعياتٍ كارثيةٍ على المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية، ولذلك فإن حلَّ هذه النزاعات يتطلبُ جهودًا دبلوماسيةً مكثفة وتعاونًا دوليًا منسقًا لإيجاد حلول تُحقق السلام والاستقرار، ومن بين أبرز النزاعات التي تشغلُ العالم اليوم، الحربُ الأوكرانيةُ التي تُلقي بظلالها الثقيلة على الأمن الإقليمي والعالمي، مما جعلها محورَ اهتمامِ العديدِ من الدول والمنظمات الدولية الساعية لتهدئة التوترات وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
في هذا السياق، برزتْ تركيا كوسيطٍ محتملٍ، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الفريد وعلاقاتها المتشابكة مع الأطراف المتنازعة، حيث إن تركيا تجمع بين عضويتها في حلف الناتو، وبين شراكتها الاقتصادية والسياسية الوثيقة مع روسيا، وهو ما يمنحُ أنقرة أدواتٍ دبلوماسيةً فريدةً قد تؤهلها للَعِبِ دورٍ محوريٍ في تخفيف حدة النزاع، ومع ذلك، فإن التوفيقَ بين هذه المصالح المتناقضة يُشكلُ تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار في تركيا، الذين يجدون أنفسهم أمام اختبارٍ حقيقيٍ لقدرتهم على تحقيق توازنٍ دقيق بين مصالحهم الوطنية ومساعيهم للسلام الإقليمي.
وفي هذا الإطار صدرت مقالة بعنوان What Role Can Turkey Play in Ukraine Negotiations? ، للباحث ياسر أتالان، وهو زميل بيانات في مختبر فيوتشير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، ومرشح لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، ويركز بحثه على التكنولوجيا وتأثيراتها على الأمن الدولي، مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي في الحرب المستقبلية، وتركز أطروحته على العلاقات المدنية العسكرية والسياسة الإقليمية وانتشار عدم الاستقرار.
تُعد هذه المقالة جزء من سلسلة Strategic Headwinds: Understanding the Forces Shaping Ukraine’s Path to Peace التي يقودها مختبر المستقبل، وتستكشفُ التحدياتِ والفرصَ الناشئةَ التي من المرجّح أن تشكّلَ مفاوضات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهي صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو منظمةٌ بحثيةٌ سياسيةٌ تهدف إلى تحديد مستقبل الأمن القومي، وتدرس مواضيع البحث المحيطة بالدراسات العالمية، والعلاقات الدولية، وقضايا السياسة الخارجية،
يتناول المقال الأدوار التي قد تلعبها تركيا كوسيطٍ محتملٍ لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستعرضًا عوامل القوة التي تمكنها من القيام بهذا الدور، والتحديات التي قد تعيقها، ويقدم نظرةً متوازنةً حول كيفية استغلال تركيا لموقعها الجيوسياسي وعلاقاتها مع الأطراف المتنازعة لتحقيق أهدافٍ دبلوماسيةٍ في الصراع.
السياقُ الدوليُ للصراع الأوكراني ودور الوساطة:
يشيرُ الكاتب في بداية المقال إلى المسار التاريخي لتسوية النزاعات الدولية، ويرى أن معظم النزاعات بين الدول على مدار التاريخ تنتهي بتسويات تفاوضية وليس بانتصارات حاسمة لأحد الأطراف، ويلعب الوسطاء دورًا حيويًا في هذه التسويات، شرط أن يتمتعوا بالحياد النسبي.
وأما عن الوضع الخاص بأوكرانيا، فيرى الكاتب أنه لا يستطيع سوى عدد قليل من المرشحين أن يلعبوا هذا الدور، وأن تركيا مرشحةٌ استثنائيةٌ للَعبِ دورِ الوسيطِ رغم أنها ليست محايدةً بالكامل، إلا أنها تتمتعُ بعلاقاتٍ استراتيجيةٍ مع أوكرانيا وأخرى دافئة مع روسيا، مما يمنحُها قدرةً على التحرك بين الطرفين.
التحركاتُ الدبلوماسيةُ التركيةُ خلال الصراع:
يستعرضُ أتالان قدراتِ تركيا الدبلوماسية خلال فترة الأزمة الأوكرانية، حيث أظهرتْ تركيا قدرتَها على العمل كوسيطٍ منذ بداية الحرب، فقد استضافت اجتماعًا بارزًا بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا في أنطاليا (مارس 2022)، فعلى الرغم من فشله في تحقيقِ تقدمٍ ملموسٍ، إلا أن هذا الاجتماع قد عزّزَ مكانةَ تركيا كوسيط محتمل في النزاع.
وتمثَّلَ نجاحُ تركيا الأكبر في “مبادرة حبوب البحر الأسود”، التي عالجتْ أزمةَ الغذاء العالمية الناتجة عن الحرب حيث توسطت تركيا والأمم المتحدة في 22 يوليو 2022 في اتفاقٍ بين الأطراف المتحاربة لإنشاءِ ممرِ شحنٍ للحبوب الأوكرانية والذي كان بمثابة شريان حياة لـ 349 مليون شخص، ساهمت هذه المبادرة بشكلٍ كبيرٍ في تخفيف الأزمة الغذائية، وتعزيز اقتصاد أوكرانيا خلال فترة مضطربة، مما أكسب تركيا إشادة دولية.
كما عززت تركيا جهودَها عبر استضافة محادثاتٍ بين رؤساء الاستخبارات الأميركية والروسية لمناقشة التهديدات النووية في نوفمبر 2022، وأيضًا نجحتْ في التوسط لإتمامِ عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، وهو إنجازٌ مهمٌ أكدَ فاعليةَ دورها كوسيط.
عواملُ تمكينِ الدور التركي في الوساطة:
يرى الباحث أن تركيا تتمتعُ بموقعٍ فريدٍ يؤهلها للَعبِ دورِ الوسيط في مفاوضاتٍ محتملةٍ لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ويُرجع ذلك إلى سياسة تركيا المتوازنة التي تجمع بين دعمها لأوكرانيا وحفاظها على علاقاتٍ قويةٍ مع روسيا، فعلى الرغم من أن تركيا عضوٌ في حلف الناتو وقدمت دعماً عسكرياً لأوكرانيا، مثل تزويدها بالطائرات بدون طيار، إلا أنها امتنعت عن الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا واستمرت في التعاون الاقتصادي معها، خاصةً في مجال الطاقة.
كما يُظهر الكاتب أن قدرة تركيا على التوازن بين الطرفين قد عززت من فرصها للعب دور الوسيط. وقد أثبتت تركيا ذلك من خلال مبادرات دبلوماسية فعالة، مثل استضافة محادثات مباشرة بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في أنطاليا عام 2022، فضلا عن دور تركيا في مبادرة الحبوب في البحر الأسود بالتعاون مع الأمم المتحدة، والتي ساهمت في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية. هذه التحركات تعكس قدرة تركيا على بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة والعمل كوسيط موثوق.
ويُبرز الكاتب أيضاً أن تركيا تتبنى رؤيةً أكثرَ تعدديةً للنظام العالمي، ترى فيه العالم أقل مركزية غربية وأكثر اعتماداً على الأُطرِ الإقليمية، هذه الرؤيةُ دفعتْ تركيا إلى الحفاظ على علاقاتٍ متوازنةٍ مع روسيا وأوكرانيا في آنٍ واحدٍ، ما يعكس نهجاً واقعياً في إدارة العلاقات الدولية، بناءً على ذلك، يرى الباحث أن السياسة التركية، التي تجمع بين المرونة والواقعية، تجعلها في موقعٍ يسمحُ لها بلَعِبِ دورٍ كبيرٍ في أيِّ مسارٍ دبلوماسيٍ مستقبلي لإنهاء الحرب، خاصة في حال توجه الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، نحو حلول سلمية للصراع.
تحدياتُ الوساطةِ التركية في الأزمة الأوكرانية:
يرى أتالان أن تركيا تواجه تحدياتٍ متعددة قد تعيق قدرتها على لعب دور الوسيط في النزاع الأوكراني، على الرغم من المزايا التي تؤهلها لذلك، ويركز التحليل على أربعة محاور رئيسية توضح هذه التحديات وتعكس تعقيد موقف تركيا في هذه الأزمة.
أولاً: يشير الكاتب إلى أن تركيا ليست طرفاً محايداً تماماً في الصراع الأوكراني، وهو ما يضر بمصداقيتها كوسيط، فعلى الرغم من دورها كجزء من منظومة الأمن في البحر الأسود وسيطرتها على المضائق، إلا أنها تتبنى استراتيجية “الموازنة” بدلاً من الحياد، وهذا يظهر من خلال سياساتها تجاه روسيا في ملفات أخرى، مثل سوريا وليبيا، حيث تواجه تركيا موسكو بشكل مباشر، هذا التداخل الجيوسياسي يجعل من الصعب على تركيا أن تُعتبر وسيطاً مستقلاً تماماً.
ثانياً: يرى الكاتب أن روسيا قد ترفضُ دورَ تركيا كوسيطٍ بسببِ دعمِها العسكري الواضح لأوكرانيا، بما في ذلك تزويدها بطائرات بيرقدار TB2 التي لعبت دوراً مؤثراً في النزاع، بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا تعترف بسيادةِ أوكرانيا على المناطق التي تحتلها روسيا، مثل القرم ولوهانسك ودونيتسك، وهو موقفٌ قد يُثيرُ اعتراضَ روسيا ويُضعفُ ثقتَها في تركيا كوسيط.
ثالثاً: يؤكد الكاتب أن عضويةَ تركيا في حلف الناتو تُعقّد دورها كوسيط، فبصفتها جزءاً من التحالف الأطلسي، تُعتبر تركيا من وجهة نظر روسيا منحازةً للغرب، مما يقللُ من احتمالية قبول موسكو لدورها في المفاوضات، هذا الانحيازُ الضمنيُ يجعل من الصعب على تركيا أن تُقنعَ الأطرافَ المتصارعةَ بأنها قادرة على العمل بشكل متوازن.
رابعاً: يشير الكاتب إلى أن موقفَ الغربِ نفسهِ قد يكون متحفظاً بشأن دعم تركيا كوسيط رئيسي في إنهاء الصراع، ويُرجعُ ذلك إلى حالة عدم اليقين بشأن مستقبل تركيا داخل الإطار الغربي الأوسع، خاصةً في ظلِ علاقاتها المتوترة أحياناً مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومع ذلك، يرى الكاتب أن تركيا قد تكون أكثر استعداداً للعب هذا الدور إذا رأت وضوحاً في مكانتها ضمن نظام أمني إقليمي مستقر وشامل بعد الحرب.
دور تركيا في حل النزاع الأوكراني وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية:
يرى الكاتب أن تركيا تمتلك أدوات وإمكانات استراتيجية يمكنها استثمارها في دعم مسار المفاوضات لحل النزاع الأوكراني، حتى وإن لم تكن وسيطاً مباشراً، ويعكس تحليل الكاتب رؤية واضحة لكيفية استغلال تركيا لموقعها الجيوسياسي وعلاقاتها الدولية لتعزيز دورها في المفاوضات، بما يخدم مصالحها الإقليمية وأهداف السلام.
أولاً: يؤكد الكاتب أن تركيا يجبُ أن تدعمَ المفاوضاتِ بطريقةٍ تمنح أوكرانيا القدرة على التعافي وإعادة بناء قدراتها العسكرية، مع دمجها ضمن الهيكل الأمني الأوروبي، ويرى أن أيَّ تسويةٍ تقلُ عن هذا المستوى قد تشجّعُ روسيا على مواصلة عدوانها، ولتحقيق ذلك، يمكن لتركيا استغلال موقعها الاستراتيجي كلاعبٍ موازنٍ لروسيا في البحر الأسود ومنافس في سوريا، هذه الاستراتيجيةُ تمنحُ تركيا قوةَ ضغطٍ في المفاوضات، وتساعدها على تعزيز مكانتها كقوة إقليمية رئيسية، خاصة من خلال المشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا وتطوير قاعدتها الدفاعية الصناعية.
ثانياً: يشير الكاتب إلى أن التنسيقَ الفعّال بين الولايات المتحدة وتركيا يمكن أن يُسهمَ في تحقيقِ وقْفِ إطلاق نارٍ مستدامٍ في أوكرانيا، ويرى أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب يمكن أن تستغلَ علاقاتِ الرئيس ترامب الشخصية مع الرئيس أردوغان لدفع الجهود الدبلوماسية على مستوى القادة مع الرئيس بوتين، كما أن التطوراتِ الأخيرةَ في سوريا، مثل استيلاء المعارضة على نظام الأسد، تفتحُ مجالاً لتقارب المصالح الإقليمية بين الولايات المتحدة وتركيا. من خلال تنسيق السياسات في سوريا، خاصةً فيما يتعلقُ بمستقبل الحكومة السورية وشمال سوريا، يمكن للبلدين تحويل موارد روسيا وانتباهها بعيداً عن أوكرانيا، مما قد يؤثر على موقف موسكو في النزاع.
ثالثاً: يدعو الكاتب إلى تعاونٍ أمريكيٍ-تركي في مشاريع الطاقة، بهدف تقليل اعتماد تركيا على النفط والغاز الروسيين، هذا التعاونُ لا يخدمُ فقط مصالحَ الطاقة التركية ولكنه يُضيفُ ورقةَ ضغطٍ مهمةٍ على روسيا، مما قد يدفعها إلى إعادة تقييم موقفها في النزاع الأوكراني.
رابعاً: يشدد الكاتب على أهمية تحديد الإطار الاستراتيجي بين الغرب وتركيا، وخاصةً فيما يتعلقُ بدورِ تركيا داخل الهيكل الأمني الغربي. ويرى أن تعزيزَ دورِ تركيا ضمن حلف الناتو، ليصبحَ أكثرَ “أوروبية”، يمكن أن يَحلَّ حالة الغموض بشأن مكانة تركيا في التحالف، مما يعزز قدرتها على المساهمة في تسوية النزاع.
أخيراً: يؤكد الكاتب أن أيَّ تسويةٍ دبلوماسيةٍ تتطلب وضوحاً بشأن مستقبل أوكرانيا وديناميكيات الأمن في البحر الأسود ودور هذه الأطراف في إطار الأمن الأوروبي الأوسع. لذلك، يطالبُ بتعاونٍ أكثر كثافة بين تركيا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في السياسة الخارجية والأمنية. هذا التعاونُ ضروريٌ ليس فقط لتحقيق سلام مستدام في أوكرانيا ولكن أيضاً لمواجهة النفوذ الروسي في المناطق المشتركة بين تركيا وأوروبا.
الاستنتاج
يمثل المقال محاولةً تحليليةً لتقييم الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في المفاوضات لإنهاء النزاع في أوكرانيا، حيث يُبرزُ إمكاناتها الجيوسياسية وعلاقاتِها مع كلٍ من روسيا وأوكرانيا، كما يشير إلى أن تركيا تمتلكُ أدواتٍ دبلوماسيةً وعسكريةً واقتصاديةً تمكنها من المساهمة في تعزيز عملية السلام، سواء كوسيط مباشر أو كشريكٍ استراتيجيٍ يدعم المفاوضات من خلال مواقفها المتوازنة.
وعلى الرغم من هذه الإمكانات، تواجهُ تركيا تحدياتٍ تُعيقُ دورَها كوسيطٍ محايدٍ، أبرزها ارتباطها القوي بحلف الناتو ودعمها العسكري لأوكرانيا، وهو ما يُضعفُ حيادها في نظر روسيا، كما أن هناك غموضًا في العلاقة بين تركيا والغرب قد يحد من دعم القوى الغربية لدور تركيا في حل الأزمة.
من جهة أخرى، يقدم المقال أفكارًا طموحة للتنسيق بين الولايات المتحدة وتركيا في ملفات مثل سوريا والطاقة لتعزيز موقفهما المشترك ضد روسيا، إلا أن هذا الطرح يواجه عدة إشكاليات تجعله غير مدعوم بأدلة كافية، حيث يعتمد الافتراض على أن التنسيق في سوريا يمكن أن يُضعف موقف روسيا في أوكرانيا، لكنه يتجاهل أن أوكرانيا تمثل أولوية استراتيجية قصوى بالنسبة لروسيا، كونها تتعلق مباشرة بأمنها القومي، في المقابل، أثبتت روسيا تاريخيًا قدرتها على إدارة ملفات متعددة في نفس الوقت، مثل سوريا وليبيا وأوكرانيا، دون أن يؤثر ذلك على التزاماتها في أي ساحة.
من جهة أخرى لا يأخذ المقال في الاعتبار الأولويات الإقليمية الخاصة بتركيا في سوريا، مثل مواجهة التهديدات الكردية وضمان نفوذها في شمال البلاد، وهذه الأهداف قد لا تتماشى بالضرورة مع الأجندة الأمريكية، مما قد يعقّد من محاولات التنسيق بين الطرفين، علاوة على ذلك، يتجاهل المقال احتماليات رد الفعل الروسي، فمن المتوقع أن تؤدي أي محاولة لتنسيق أمريكي-تركي في سوريا إلى رد فعل روسي قد يشمل تصعيدًا في مناطق أخرى أو استهداف المصالح التركية الاستراتيجية.
وأخيرًا وبناء على التحليل السابق يمكن القول إن تركيا تمتلك فرصة لتعزيز دورها الإقليمي والدولي من خلال المساهمة في حل النزاع الأوكراني، إلا أن هذا يتطلب استراتيجية دقيقة تأخذ في الاعتبار التحديات المحيطة، وضمان توافق أكبر مع الحلفاء الغربيين، وتحديد أهداف واضحة ومتوازنة تخدم مصالحها الوطنية وتعزز الاستقرار الإقليمي.
المراجع
- Yasir Atalan, What Role Can Turkey Play in Ukraine Negotiations?, Csis, 12 December 2024. https://linksshortcut.com/TIyea
- Rich Outzen, Turkey wants to end the war in Ukraine—and might have a formula to do it, Atlantic council, 28 Augest 2024. https://linksshortcut.com/bzkCD
- Turkey offers to host Russia-Ukraine peace talks as Erdogan hosts Zelenskyy, Al-Jazeera, 8 March 2024. https://linksshortcut.com/pOzbe
- Turkey’s Erdogan sees easy end to Ukraine war if Trump takes solution-based approach, Reuters, 8 November 2024. https://linksshortcut.com/PjmxZ