المقالات
عودة قد تغير ترتيبات طهران: تداعيات فوز ترامب على تفاهمات إيران الإقليمية والدولية؟
- نوفمبر 30, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
منذ إعلان فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهناك حالة من الترقب الشديد تسيطر على القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، إدراكًا لحقيقة أن هذا الفوز يحمل في طياته الكثير من التداعيات والانعكاسات على كافة القضايا العالقة في الوقت الراهن، والتي قد تغير من موازين القوى وشكل التحالفات والتفاهمات الحالية سواء إقليميًا أو دوليًا.
وانطلاقًا من ذلك، يُثار تساؤلًا رئيسيًا في أروقة النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي؛ ألا وهو كيف ستتأثر تفاهمات إيران الإقليمية والدولية بعودة ترامب، والتي عملت كثيرًا على إرسائها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن:
أولًا؛ تفاهمات إيران الإقليمية:
مع إنتهاء الفترة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، بدأت طهران العمل على تعزيز علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية خدمةً لنفوذها في المنطقة، مستغلة في ذلك وجود إدارة ديمقراطية تنادي بالتخلص من عبء الشرق الأوسط، وبإحياء الاتفاق النووي الإيراني لتهدئة العلاقات الإيرانية الأمريكية، ومن ثم؛ اتبعت طهران سياسة حسن الجوار مع دول جوارها الخليجي والعربي، واستطاعت إحراز تقدم ملموس في هذا الشأن، تُوج بتوقيع الاتفاق السعودي الإيراني لعودة العلاقات بين الدولتين، هذا إلى جانب تعزيز إيران لنفوذها في دول تواجد وكلاءها وخاصةً سوريا ولبنان، ولكن مع فوز ترامب قد يختلف المشهد الإقليمي، وتتآكل تلك التفاهمات، وهو ما يخشاه النظام الإيراني بشدة؛ حيث:
1- بالنسبة للعلاقات الإيرانية الخليجية:
لقد تعززت العلاقات الأمريكية الخليجية خلال فترة ولاية ترامب الأولى؛ حيث كان هناك تعاون عسكري واقتصادي وسياسي بين الجانبين وخاصةً السعودية، مما أثمر عن توقيع اتفاقات إبراهام التي ساهمت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولتي الإمارات والبحرين، والتي وصفها ترامب بأنها “أعظم إنجازاته في السياسة الخارجية، وأنها تمثل حجر الزاوية لتحقيق السلام في المنطقة”.[1]
وفي مقابل ذلك؛ تراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة وبعض الدول الخليجية وخاصةً السعودية في بداية عهد جو بايدن، مما سمح لكلًا من الصين وروسيا بتعزيز العلاقات مع الدول الخليجية على حساب النفوذ الأمريكي في تلك المنطقة، وتكلل هذا الأمر بالوساطة الصينية بين السعودية وإيران لتوقيع اتفاق مارس 2023، والذي شكل مجموعة من التفاهمات بين طهران والرياض، وطهران وباقي دول الخليج.
ولكن الآن بعد عودة ترامب، هل تعود العلاقات الإيرانية الخليجية لسابق عهدها في ولاية ترامب الأولى ومن ثم فشل الاتفاق السعودي الإيراني، أم سيحافظ الجانبان على نوع من التوازن في العلاقات، وقد انقسمت الآراء في هذا الشأن إلى سيناريوهين؛ وهما:
أ. عودة التوتر للعلاقات الخليجية الإيرانية؛ يرى هذا السيناريو أن ترامب سيسعى إلى تضييق الخناق على إيران من خلال عودة سياسة الضغط الأقصى وفرض حالة من العزلة السياسية والاقتصادية عليها مجددًا، إلى جانب استئناف خطط التطبيع بين تل أبيب وبعض الدول في المنطقة، مما سينعكس سلبًا على التفاهمات التي بنتها طهران مع جوارها الخليجي، ويثير الشكوك حول مستقبل الاتفاق السعودي الإيراني.
ب. الحفاظ على قدر من التفاهم بين إيران وجوارها الخليجي؛ يرى هذا السيناريو أن كلًا من إيران والدول الخليجية سيحافظان على القدر الذي حققاه من التفاهم خلال الآونة الأخيرة، إدراكًا بأن التصعيد وعودة التوتر بينهما لا يخدم مصالح الجانبين في المنطقة، مع اتجاه دول الخليج العربي في نفس الوقت إلى تطوير العلاقات مع ترامب كما كان الوضع في الولاية الأولى.
ويبدو أن هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا، وذلك بناءً على مجموعة من المعطيات والمؤشرات؛ منها:
-
المشهد السياسي الإقليمي اليوم مختلف تمامًا عما كان عليه عندما تولى ترامب منصبه لأول مرة في عام 2017، فقد انتهت القطيعة الخليجية مع قطر، ولم تعد موجودة حالة العداء الشديدة التي رسمت العلاقات الخليجية الإيرانية في تلك الفترة.
-
أدت حرب إسرائيل الغاشمة على غزة ولبنان إلى تقريب إيران والدول الإسلامية الأخرى في المنطقة، حيث مهدت السياسة الأمريكية المتمثلة في الدعم العسكري والسياسي القوي لإسرائيل، الطريق لإيجاد نوع من التفاهم والتنسيق بين طهران وجوارها العربي.
-
باتت دول الخليج العربي مدركة أنه لتحقيق استقرارها الإقليمي، يجب أن تتفاهم أولًا مع إيران، وقد تأكدت تلك الحقيقة بعد الهجوم الصاروخي على أرامكو السعودية في 2019، والذي أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط الخام مؤقتًا، فيما اكتفى ترامب بفرض المزيد من العقوبات دون رد، وهنا أيقنت دول الخليج أن عليها حماية أمنها بعيدًا عن الولايات المتحدة، وذلك بالتفاهم مع عدوها اللدود في هذه الفترة؛ وهو طهران.[2]
-
تدرك الدول الخليجية أنها ستتأثر كثيرًا في حال زيادة التوترات بين إيران وواشنطن أو إيران وإسرائيل، سواء اقتصاديًا أو أمنيًا، وبالتالي من المرجح أن تفضل هذه الدول الحياد وعدم الزج بمصالحها في الحرب الحالية بالرهان على ترامب مجددًا كما كان الوضع في الولاية الأولى، خاصةً وأن الدول الخليجية أصبح لديها رؤى تنموية لتنويع الاقتصاد تقوم بالأساس على فرضية تحقيق الاستقرار في المنطقة، مثل رؤية السعودية 2030.[3]
-
دفع الشعور بالاستياء من السياسات الأمريكية المتغيرة، الدول الخليجية إلى تنويع تحالفاتها وإقامة شراكات بديلة مع الصين وروسيا؛ حيث عمقت الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، استثماراتها في البنى التحتية والتكنولوجيا والطاقة في منطقة الخليج، فيما رسخت روسيا مكانتها كشريك حيوي لمنطقة الخليج في مجالي الدفاع والطاقة وخصوصًا النفط من خلال أوبك+، هذا إلى جانب انضمام بعض دول الخليج إلى مجموعة البريكس الذي يعد محاولة للتوازن مع النفوذ والهيمنة الغربية وخاصةً الأمريكية.[4]
-
حدث حراك دبلوماسي مكثف في الفترة الأخيرة بين إيران والدول الخليجية، يفيد بأن نية الجانبان تتمثل في الحفاظ على ما تحقق من تحسن في العلاقات بينهما؛ حيث[5]:
-
قام رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية فياض الرويلي، بزيارة إلى طهران في 10 نوفمبر الجاري، التقى خلالها نظيره الإيراني محمد باقري، ونائبه للاستخبارات والأمن غلام رضا محرابي، إذ ناقش الجانبان التعاون الثنائي وتطوير الدبلوماسية الدفاعية، كما دعا باقري المملكة للمشاركة في التدريبات البحرية الإيرانية العام المقبل أو حضورها كمراقب.
-
وفي اليوم التالي أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتصالًا هاتفيًا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث ناقشا الحاجة إلى تعميق العلاقات بين البلدين وتوسيعها في كافة المجالات، وقد تزامن ذلك مع وجود نائب الرئيس الإيراني الأول محمد رضا عارف ووزير خارجيته عباس عراقجي، بالمملكة للمشاركة في أعمال جلسة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة التي عُقدت في الرياض.
-
وكذلك قام رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بزيارة إلى طهران يوم 20 نوفمبر الجاري، إذ أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تناولت القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتطورات الحرب في غزة ولبنان، وجهود وقف إطلاق النار.
-
بعد 20 شهرًا من إعلان المصالحة واستئناف العلاقات بينهما برعاية صينية، أكدت السعودية وإيران يوم 19 نوفمبر، التزامهما الكامل بتطبيق الاتفاق الذي توصلتا إليه في 10 مارس 2023، معربتين عن تقديرهما للدور المهم الذي تؤديه بكين في هذا الشأن، وقد جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية الصينية الإيرانية المشتركة لمتابعة اتفاق بكين الذي عُقد في الرياض، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي.[6]
-
وخلال الاجتماع؛ رحبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على كافة المستويات والقطاعات.
2- بالنسبة للعلاقات الإيرانية السورية:
تُعتبر العلاقات التي تربط النظام السوري بإيران، علاقات استراتيجية ممتدة منذ عقود، وقد ظهر ذلك جليًا في الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي قدمته طهران للرئيس بشار الأسد عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، وكان هذا الدعم عاملًا رئيسًا في بقاء نظام الأسد في السلطة.
ورغم أن حدود هذه العلاقة ما تزال ضمن نطاقها الاستراتيجي، هناك بعض التطورات الإقليمية الجديدة التي قد تهدد استقرار العلاقات الإيرانية السورية، أهمها تداعيات حرب غزة، ومجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل؛ حيث:
-
منذ اندلاع الحرب الإقليمية الحالية بين إيران وإسرائيل، والنظام السوري يتبع سياسة النأي بالنفس وتحييد جغرافيا البلاد عن الصراع، ويتضح ذلك في عدم تفعيل سوريا مبدأ وحدة الساحات، وغياب الجبهة السورية عن إسناد حزب الله بشكل فعلي، إلى جانب عدم التدخل للرد على الضربات الإسرائيلية التي نالت من مناطق النفوذ الإيراني في سوريا، ومن كبار مستشاري الحرس الثوري المتواجدين بالبلاد.[7]
-
تردد أنباء عن استياء النظام السوري من الوجود الإيراني في البلاد، والذي يتسبب في تعرض دمشق لغارات إسرائيلية كثيفة تهدد الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والإنساني في سوريا، وتضع المزيد من الضغوط على الرئيس بشار الأسد الذي ليس على استعداد أبدًا أن يدخل في حرب إقليمية قد تكون نتيجتها خسارته للسلطة.
-
تتوافق هذه الرؤية مع ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم 6 نوفمبر الجاري، بأن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان للحد من نفوذ إيران في سوريا، وذلك عبر التعاون مع الرئيس بشار الأسد.[8]
-
يُضاف إلى ذلك؛ تراجع الدور الإيراني الاقتصادي في سوريا، حيث باتت استثمارات طهران في البلاد مهددة، ولا سيما مع تصاعد الحرب في المنطقة، واتساع نطاق الهجمات الإسرائيلية لأهداف إيرانية في دمشق، ويُستدل على ذلك من قرار تجميد عمل شركة التأمين والمصرف بعد افتتاحهما قبل أشهر، إضافة إلى عدم العمل بمعظم الاتفاقات السابقة، خاصة المتعلقة باستثمار الفوسفات وشركة الخليوي ومشروع السيارات المشترك، فضلًا عن وقف توقيع أي اتفاق اقتصادي جديد منذ نوفمبر 2023، وتراجع توريد النفط الإيراني الخام لسوريا.[9]
-
وكذلك تجميد طهران الخط الائتماني ومطالبتها في أغسطس الماضي بديون واجبة السداد قيمتها 50 مليار دولار، كانت إيران قد أنفقتها خلال عشر سنوات على الحرب في سوريا، بينها 18 مليار دولار سيتم استردادها على شكل اتفاقيات واستثمارات اقتصادية بلا ضمانات للتنفيذ.
ويبدو أن هذه المؤشرات أثارت حفيظة ومخاوف طهران من أن تخسر نفوذها في أهم دولة بمشروعها الإقليمي، وشريكها الاستراتيجي في المنطقة، ولذلك تحركت إيران سريعًا لتؤكد تمسكها بسوريا؛ وذلك من خلال التالي:
-
سارعت طهران على لسان مستشار المرشد علي أكبر ولايتي، إلى تذكير الرئيس الأسد بطبيعة العلاقات بين الدولتين، حيث صرح ولايتي بأن “سوريا ثورية ومعادية للصهيونية، وهي إحدى الحلقات الأساسية في سلسلة المقاومة”، نافيًا ما وصفه بـ”المعلومات الكاذبة التي تهدف إلى تدمير العلاقة بين طهران ودمشق”، ويبدو من هذه التصريحات أن طهران تتخوف فعلًا من نوايا الأسد بإعادة تموضعه إقليميًا، ولذلك أرادت أن ترسل له رسالة واضحة مفادها “ضرورة ضبط حركة النظام السوري الإقليمية، بما لا يخرج عن مصالح طهران الاستراتيجية أو الإضرار بها، وتذكيره بأنه جزء لا يتجزأ من محور المقاومة الإيراني”.[10]
-
قام كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى والعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام علي لاريجاني، يوم 14 نوفمبر الجاري، بزيارة إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وخلال اللقاء صرح لاريجاني بأن “إيران تقف إلى جانب سوريا ومستعدة لتقديم شتى أنواع الدعم”، مضيفًا “لسوريا دورًا محوريًا في المنطقة، ونتطلع لتعزيز هذا الدور بما يخدم دول المنطقة وشعوبها”، وتبدو الرسالة الإيرانية واضحة في هذه التصريحات؛ ومفادها أن طهران لن تغادر الأراضي السورية.[11]
-
فيما قام وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، بزيارة مماثلة إلى دمشق يوم 17 نوفمبر، حيث التقى نظيره السوري، ورئيس الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية عبد الكريم محمود إبراهيم، وناقش الجانبان قضايا تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة، وتعزيز وتوطيد العلاقات الدفاعية الثنائية، والدور المركزي لدول المنطقة في توفير الأمن، وضرورة سحب القوات الأجنبية، ومواصلة التعاون الثنائي لمواجهة مختلف أشكال الإرهاب، فضلًا عن دراسة التطورات في المنطقة وجبهة المقاومة.[12]
-
وكذلك استقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم 19 نوفمبر، نظيره السوري بسام الصباغ في طهران، حيث أكد عراقجي مجددًا أن “إيران ستقف دائمًا إلى جانب سوريا ومحور المقاومة، ولن تتردد في تقديم كل الدعم اللازم”.
-
في السياق ذاته؛ واصل الحرس الثوري الإيراني إقامة معسكرات تدريب مكثفة للميليشيات التابعة له في سوريا، لا سيما حركة النجباء العراقية، وذلك في بادية السخنة الجنوبية شرق حمص، فضلًا عن استقدام تعزيزات عسكرية من ميليشيا زينبيون وفاطميون تضم نحو 225 عنصرًا من العراق إلى ريف دير الزور الشرقي، وتم توزيع العناصر على مواقع في البوكمال والميادين تحت إشراف الحرس الثوري.[13]
وبناءً على ما تقدم؛ يمكن القول أن العلاقات السورية الإيرانية في ولاية ترامب الجديدة، قد تشهد بعض اختلافات النظر خاصةً فيما يخص حجم الوجود الإيراني في سوريا، وذلك يرجع إلى أن الرئيس الجمهوري الجديد والمعروف بتشدده تجاه طهران وأذرعها، قد يطلق يد إسرائيل تجاه المليشيات الإيرانية وحزب الله في دمشق، ومن ثم زيادة الضربات الإسرائيلية على المدن السورية، وهو وضع بالتأكيد لن يكون مقبول من قبل الرئيس الأسد، ولكن هذا لا يعني أن النظام السوري قد يخرج من عباءة طهران في وقت قريب؛ نظرًا لعدة أسباب؛ من أهمها[14]:
-
النظام السوري غير قادر على التخلي عن طهران حاليًا، نظرًا لتعدد مراكز القوى حتى داخل النظام، وتغلغل طهران في جميع القطاعات الاقتصادية والأمنية والجغرافية منذ العام 2011.
-
لقد أنفقت إيران على مشروعها العقائدي والإقليمي عشرات مليارات الدولارات، وسوريا بالنسبة لها أهم من لبنان واليمن في هذا المشروع، وبالتالي لن تتخلى عن دمشق بهذه السهولة.
-
من الصعب فك ارتباط دمشق بمحور المقاومة أو تحجيم الوجود الإيراني في سوريا؛ حيث ترتبط دمشق بطهران عبر عدد من اتفاقيات التعاون الاستراتيجي طويل الأمد.
-
حتى يخرج النظام السوري من نطاق الهيمنة الإيرانية، لا بد أن يحصل على ضمانات إقليمية ودولية، منها توفير غطاء إقليمي وعربي لامتصاص الضغوط والتهديدات الإيرانية، وانتهاء حالة الحرب في سوريا، واستقبال تمويلات دولية لإعادة الإعمار، وبما أن هذه الضمانات غير متاحة حاليًا، ستظل دمشق جزء من محور المقاومة الإيراني.
3- بالنسبة للعلاقات الإيرانية اللبنانية:
على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وامتداد الصراع إلى لبنان وسوريا، تعرض حزب الله اللبناني؛ الذراع الإيراني في لبنان، إلى خسائر متلاحقة، سواء كانت لوجستية أو عسكرية أو استراتيجية بخسارة أمينه العام السابق حسن نصر الله، إلى جانب عدد كبير من كبار قادة الحزب والذين اغتالتهم تل أبيب عن طريق تنفيذ غارات جوية دقيقة على معقل الحزب بالضاحية الجنوبية ببيروت، مما أكد الاختراق الإسرائيلي الكبير لشبكة حزب الله سواء في لبنان أو سوريا.
تزامن ذلك مع مجموعة من الضغوط الداخلية والخارجية التي دفعت إيران إلى التخلي عن مبدأ وحدة الساحات، وترك الحزب يواجه الدمار الإسرائيلي دون أن تتدخل بشكل مباشر للدفاع عنه، وهو الأمر الذي أوصل حزب الله لنقطة قبول اتفاق وقف إطلاق النار بشروط إسرائيلية وأمريكية، وفك الارتباط مع جبهة قطاع غزة، فبعد أن كان الحزب يشترط وقف إطلاق النار في القطاع أولًا لإيقاف هجماته على الشمال الإسرائيلي، ارتضى حزب الله بالاتفاق دون تحقيق هذا الشرط.
ويمكن النظر إلى هذا الاتفاق على أنه تم في عهد جو بايدن ولكن بضوء أخضر من الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى حليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي قرر قبول نوع من التهدئة على جبهة لبنان بعد ضمان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وانطلاقًا من هذه الفرضية، فقد يكون هذا الاتفاق هو نواة السياسة الأمريكية تجاه لبنان وحزب الله في عهد ولاية ترامب الجديدة، وهو الأمر الذي يعني أن نفوذ طهران في بيروت ممثلًا في الحزب، سيتعرض لضربة وانتكاسة كبيرة، حيث ينص الاتفاق المقترح على التالي[15]:
-
لن يقوم حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بأي عمل هجومي ضد إسرائيل، والتي بدورها تتعهد بعدم تنفيذ أي عملية هجومية على لبنان برًا أو بحرًا أو جواً.
-
القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة التي يحق لها حمل السلاح أو استخدامه في جنوب لبنان.
-
تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير القانونية.
-
تقوم إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان تدريجيًا خلال فترة مدتها 60 يومًا، فيما تدفع الولايات المتحدة بمفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البرية بينهما.
وبالإمعان في هذه البنود؛ فهي قد تكون بداية لوضع أمني وسياسي جديد للجنوب اللبناني، حيث تحييد خطر حزب الله وإبعاده عن الحدود مع الشمال الإسرائيلي وبالتالي تقويض قدرته على تهديد أمن إسرائيل مرة أخرى، إلى جانب تجريده من سلاحه وعدم الاعتراف بأحقيته باستخدام السلاح ضد تل أبيب، أما الأمر الأكثر أهمية، أن مدة الـ60 يوم التي حددها الاتفاق لخروج القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني تمهيدًا لترسيم الحدود البرية بين بيروت وتل أبيب، تشير أن هذه العملية سوف تتم في عهد ترامب الذي تبدأ ولايته في 20 يناير المقبل، وهو ما يؤكد أن الموافقة الإسرائيلية على هذه البنود جاءت بتنسيق مع ترامب، كما يدل على أن النفوذ الإيراني في لبنان عن طريق حزب الله قد يواجه صعوبات كبيرة خلال الفترة القادمة.
وإدراكًا من إيران بهذه المخاوف والمعطيات؛ عملت طهران على تأكيد دعمها لحزب الله وتمسكها بوجودها في لبنان كما فعلت مع سوريا، وذلك من خلال حراك دبلوماسي مكثف أيضًا؛ حيث:
-
قام كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى علي لاريجاني، بزيارة إلى بيروت يوم 15 نوفمبر الجاري، إذ التقى مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، لمناقشة التطورات الجارية في لبنان، وخلال اللقاء أكد لاريجاني على أن “إيران لم تتخل عن حزب الله، وتوافق على أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية والحزب فيما يخص الحرب الجارية في بيروت”.[16]
-
أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم 19 نوفمبر، رسالة شفوية موجهة إلى الشعب اللبناني، تنص على “نحن لسنا منفصلين عنكم، نحن معكم، نحن وأنتم واحد”، ويبدو من هذا التصريح أن طهران تحاول طمأنة حزب الله وتؤكد دعمها له، وذلك انطلاقًا من خوفها على ما يحمله اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ستُنفذ أهم بنوده في فترة ترامب الرئاسية.[17]
ثانيًا؛ تفاهمات إيران الدولية:
نظرًا لحالة التوتر التي ميزت العلاقات الإيرانية الغربية بصفة عامة، والعلاقات الإيرانية الأمريكية بصفة خاصة، اتبع النظام الإيراني سياسة التوجه شرقًا، حيث عزز علاقاته مع الصين وروسيا، ولكن الآن وبعد فوز ترامب بفترة رئاسية جديدة، لا شك أن علاقات طهران مع بكين وموسكو قد تكون معرضة لكثير من التحديات والشكوك، والتي ترتبط بشكل كبير بسياسات ترامب نحو الصين وروسيا خلال ولايته الثانية:
1- بالنسبة للعلاقات الإيرانية الصينية:
شهدت العلاقات الإيرانية الصينية طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وساعد في ذلك فكرة العداء الأمريكي لكلا الدولتين خلال ولاية ترامب الأولى، مما دفعهما إلى التعاون والتنسيق معًا في كثير من المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية؛ حيث:
-
باتت إيران دولة عضو في مجموعة البريكس التي تهيمن عليها الصين وروسيا حاليًا في ديسمبر 2023، فضلًا عن كونها عضو في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها بكين أيضًا، وتضم روسيا وأوزبكستان وباكستان وطاجيكستان وإيران وقرغيزستان وكازاخستان والهند.[18]
-
تُعد الصين أكبر شريك تجاري لإيران، وأحد كبار مستوردي النفط منها رغم العقوبات الغربية المفروضة على تجارة النفط الإيراني، إذ تذهب 90% من صادرات النفط الخام الإيرانية مباشرةً إلى بكين.[19]
-
وقعت الصين مع إيران عام 2021، اتفاقًا استراتيجيًا واسع النطاق لمدة 25 عامًا، يشمل مجالات مختلفة مثل الطاقة، والأمن، والبنى التحتية، والاتصالات.
-
في حال تمكنت طهران وبكين من تنفيذ هذا الاتفاق بكل بنوده؛ فإنه سيؤمن للصين كمية من النفط الإيراني تلبي قرابة 60% من احتياجاتها النفطية، وتضمن لها الحصول على إمدادات ثابتة من النفط والبتروكيماويات بأسعار مخفضة، مع إمكانية الدفع المؤجل أو الدفع بالعملة الوطنية الصينية في إطار المسعى الكبير لكسر هيمنة الدولار الأمريكي، فيما توفر لإيران إمكانية تزويدها بالتكنولوجيا الصينية مثل خدمات الجيل الخامس “G5” في الاتصالات، وتقنية “البايدو” الصينية، وتكنولوجيا مراقبة الخطوط الأرضية والخلوية، وأنواع متقدمة من الأسلحة الجوية والبرية والبحرية الصينية.[20]
-
استطاعت الصين أن توظف علاقاتها المتميزة مع إيران، لتحقق اختراق استراتيجي على حساب النفوذ الأمريكي، يتمثل في الوساطة بين طهران والرياض لتوقيع اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد سنوات طويلة من القطيعة.
ولكن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قد تتعرض العلاقات الإيرانية الصينية لتحديًا كبيرًا، يتمثل في تطبيق سياسة الضغوط القصوى مجددًا على طهران، وفرض مزيد من العقوبات عليها وخاصةً على صناعة وتجارة النفط الإيرانية، وبالتالي؛ تخفيض حجم صادرات طهران النفطية، وعرقلة وصول النفط الإيراني للصين، مما قد يثير غضب بكين باعتبارها أكبر مشتري للنفط من طهران.
ويُستدل على هذا من تصريح ترامب في فترته الرئاسية السابقة بأن “شراء برميل واحد من النفط الإيراني سيؤدي إلى منع الصين من ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة”، كما يتضح أيضًا من ترشيحه لماركو روبيو ليكون وزير الخارجية في إدارته المقبلة، وهو سياسي معروف بعدائه للصين وإيران.[21]
وإدراكًا من إيران لما تحمله عودة ترامب من تحديات لعلاقاتها وتفاهماتها مع الصين، والتي من المتوقع أن تتعرض لمزيد من الضغوط الأمريكية لإفساد علاقتها مع النظام الإيراني، سارعت طهران بالتأكيد على أن العلاقات الإيرانية الصينية ستبقى كما هي وأن فوز الجمهوري دونالد ترامب لن يؤثر على استقرار التفاهمات القائمة بين الدولتين؛ حيث[22]:
-
صرح أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى لإيران علي أكبر ولايتي، خلال لقاء جمعه بالسفير الصيني لدى طهران كونغ بيو يوم 18 نوفمبر الجاري، بأن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لن يكون لها أي تأثير على سياسة إيران الخارجية، ولا سيما على علاقتها مع الصين، مشددًا على وجود علاقات ثقافية وتاريخية وثيقة وودية بين الدولتين، وأن لكل منهما تأثير إيجابي على الأخرى.
-
ومن جانبه؛ أكد وزير النفط الإيراني محسن بك نجاد، عدم وجود أي مخاوف بشأن مبيعات إيران من النفط بعد عودة ترامب.
-
فيما أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن بلاده ستدعم إيران أيًا كان التطور في الوضع الدولي والإقليمي، وذلك خلال لقاءه مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي عُقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
ومن ثم؛ رغم التحديات التي تمثلها عودة ترامب إلى البيت الأبيض، من غير المتوقع أن يتغير موقف الصين بشكل كبير من إيران، ومن المرجح أن تستمر بكين في تقديم الدعم السياسي لطهران، بل يمكن أن تشهد العلاقات مزيد من التقارب بين الدولتين، على خلفية عودة حالة العداء الأمريكي لكلاهما خلال ولاية ترامب الجديدة.
2- بالنسبة للعلاقات الإيرانية الروسية:
روسيا وإيران ليستا حليفتين رسميتين، لكن تعمقت علاقاتهما على مدار السنوات، بدءاً من مساعدة موسكو لطهران لبناء مفاعل بوشهر في بداية برنامج إيران النووي، مرورًا بتوقيع اتفاقية استراتيجية بينهما لمدة عشرين عامًا في 2001، وصولًا إلى التعاون العسكري والسياسي القائم في الوقت الراهن والذي تعزز كثيرًا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث:
-
تُعد روسيا أكبر مستثمر أجنبي في إيران، وخاصةً في مجال الطاقة حيث تستخدم موسكو إيران لتخزين نفطها، كما تبرم شركات الطاقة المملوكة للدولة اتفاقيات لتطوير حقول النفط والغاز الطبيعي في إيران، ويعمل البلدان على تحديث البنية التحتية وزيادة التجارة.[23]
-
تخضع روسيا لعقوبات دولية شديدة، لذلك تستخدم إيران كمعبر لبيع نفطها إلى الهند.
-
في يناير 2021، تم طرح اتفاقية شاملة للتعاون بين إيران وروسيا خلال زيارة للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي إلى موسكو، إذ قدم رئيسي مسودة اقتراح لعقد تعاون جديد مدته 20 عامًا بين الدولتين.
-
تحالفت إيران فعليًا مع روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا، إذ زودت موسكو بالصواريخ الباليستية ومئات الطائرات الهجومية دون طيار، وفي المقابل؛ أعلنت السلطات الإيرانية أنها وقعت عقدًا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز “سوخوي 35” من روسيا، كما تسعى طهران إلى شراء مروحيات هجومية، ورادارات، وطائرات ياك 130 من موسكو.[24]
ولكن الآن مع عودة ترامب؛ يمكن أن تتعرض العلاقات الروسية الإيرانية لنوع من تعكير الصفو، وهذا يرجع إلى أن علاقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ترامب أفضل من علاقته مع الإدارة الحالية بقيادة جو بايدن، وبالتالي قد تتغير العلاقات الأمريكية الروسية للأفضل وهو ما قد يؤثر على التحالف الروسي الإيراني، إلى جانب ذلك؛ تعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ووقف دعم كييف الذي يعتبره عبء عسكري كلف واشنطن الكثير، وفي حال تنفيذ هذا الوعد وتوقفت الحرب، فقد يتراجع الدعم العسكري الذي كانت تسعى إيران للحصول عليه من روسيا، خاصةً وأن التعاون العسكري بين طهران وموسكو يرتبط بالحرب في أوكرانيا، فضلًا عن المخاوف الإيرانية من حدوث تنسيق روسي أمريكي في سوريا على حساب نفوذها هناك، وكل ذلك يؤكد أن عودة دونالد ترامب تحمل كثير من التحديات للعلاقات الروسية الإيرانية.
ولكن حتى الآن لا يوجد ما يؤشر أن روسيا قد قررت تتراجع عن تفاهماتها مع إيران، وكذلك الأمر بالنسبة لطهران، وهذا ما ينعكس في التصريحات الإيجابية الصادرة من الجانبين؛ حيث[25]:
-
في 30 سبتمبر الماضي، زار رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين طهران، حيث هدفت الزيارة إلى مناقشة كامل نطاق التعاون الروسي الإيراني، مع التركيز بشكل خاص على المشاريع المشتركة الكبرى في مجالات النقل والطاقة والصناعة والزراعة.
-
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الثاني للأمن الأوراسي في مينسك، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران سيتم الانتهاء منها في المستقبل القريب، مؤكدًا أن “التوقيع المرتقب على المعاهدة من شأنه أن يعزز العلاقات الروسية الإيرانية بشكل كبير”.[26]
-
كما اعتبر لافروف أن المعاهدة ستوضح التزام الطرفين بتوثيق التعاون في مجالات الدفاع، بما يخدم مصلحة السلام والأمن على المستويين الإقليمي والعالمي.
-
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في 23 أكتوبر الماضي، وعلى هامش قمة مجموعة البريكس في قازان، أن الاتفاق سيُبرم قريبًا، فيما أشار السفير الإيراني في روسيا كاظم جلالي، إلى أن الوثيقة ستُوقع خلال زيارة منفصلة للرئيس الإيراني إلى موسكو.
ولكن؛ على عكس الأرياحية التي قد تشعر بها طهران تجاه العلاقات الإيرانية الصينية في ولاية ترامب الجديدة، قد تشعر ببعض الخوف والشكوك تجاه علاقاتها مع موسكو في فترة ترامب، وهذا يرجع لعدة أسباب؛ منها: العلاقات الجيدة نوعًا ما التي جمعت بين بوتين وترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، تصادم المصالح الروسية والإيرانية في منطقة جنوب القوقاز وآسيا الوسطى، تأييد موسكو لموقف الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بخصوص إحالة ملف الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى إلى التحكيم الدولي، واختلاف وجهة نظر الدولتين فيما يخص مستقبل الملف السوري بعد عودة ترامب.
ثالثًا؛ ملاحظات ختامية:
تدرك إيران جيدًا حجم التحديات التي باتت تلوح في الأفق منذ إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، سواء فيما يخص برنامجها النووي أو تحالفاتها الإقليمية والدولية، ويبدو أن النظام الإيراني توقع مثل هكذا سيناريو لذلك فضل أن يكون في رأس السلطة إصلاحي كي يفتح مجالًا أمام أي مفاوضات.
تعلم طهران أن التصعيد في الوقت الراهن سيكلفها الكثير، وخاصةً فيما يخص التحسن في علاقاتها مع جوارها الخليجي والعربي، ولهذا تتمسك بما حققته وتعمل على الحفاظ عليه من تداعيات عودة ترامب السلبية، وهذا ينعكس في أول تصريح للرئيس الإيراني بعد فوز ترامب، إذ صرح مسعود بزشكيان يوم 7 نوفمبر الجاري، بأن “فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة لا يغير شيئًا بالنسبة إلى طهران، فالأولوية بالنسبة لنا تكمن في تطوير علاقاتنا مع جيراننا والدول الإسلامية”.
يرتبط مستقبل المحور الإيراني-الصيني-الروسي بشكل العلاقات الأمريكية مع الدول الثلاث خلال فترة ترامب الجديدة، وكيفية تعامل الرئيس الجديد مع القضايا التي تمس مصالحهم مثل ملف الحرب الروسية الأوكرانية وكيفية إنهائها، وملف تايوان وبحر الصين الجنوبي، وغيرها من القضايا العالقة.
المصادر:
[1] شابنام فون هاين، حلفاء أمريكا وأصدقاء إيران .. مفتاح الحوار بين ترامب وطهران؟، دويتشة فيله، 16/11/2024، متاح على الرابط: https://www.dw.com/ar/%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%
[2] دول الخليج تتوجس من عودة سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران في عهد ترامب، فايننشيال تايمز، موقع عربي 21، 15/11/2024، متاح على الرابط: https://arabi21.com/story/1640553/FT-%D8%AF%D9%88%D9%84-
[3] محمد مصطفى جامع، ما وراء التحول المتسارع في العلاقات بين السعودية وإيران؟، نون بوست، 16/11/2024، متاح على الرابط: https://www.noonpost.com/268189/
[4] خالد الجابر، ولاية ترامب الثانيّة ومستقبل الدول الخليجية الإستراتيجي، مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، 12/11/2024، متاح على الرابط: https://mecouncil.org/ar/blog_posts/%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%
[5] ترامب يرث منطقة جديدة فيما تسعى إيران والسعودية إلى إقامة علاقات أوثق، موقع أمواج، 15/11/2024، متاح على الرابط: https://amwaj.media/ar/media-monitor/trump-inherits-new-region-
[6] الصين تؤكد استمرارها في دعم الاتفاق السعودي – الإيراني، الشرق الأوسط، 19/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%
[7] ضياء عودة، إيران ونظام الأسد.. سيناريوهات وحدود “لعبة خطرة”، موقع الحرة، 1/11/2024، متاح على الرابط: https://www.alhurra.com/syria/2024/11/01/%D8%A5%D9%8A%D8%B1
[8] كيف ستؤثر عودة ترامب على العلاقات الإيرانية السورية؟، ميدل إيست نيوز، 18/11/2024، متاح على الرابط: https://mdeast.news/ar/2024/11/18/%D9%83%D9%8A%D9%81-
[9] عدنان عبد الرزاق، نفوذ إيران الاقتصادي في سورية مهدّد بعد عودة ترامب … استثمارات طهران تتآكل، العربي الجديد، مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية، 18/11/2024، متاح على الرابط: https://www.asharqalarabi.org.uk/%D9%86%D9%88%D8%B0-
[10] ضياء عودة، إيران ونظام الأسد.. سيناريوهات وحدود “لعبة خطرة”، مرجع سابق.
[11] علي عاطف، لماذا زار مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني دمشق وبيروت؟، جريدة المرصد، 19/11/2024، متاح على الرابط: https://marsad.ecss.com.eg/82995/
[12] وزير الدفاع الإيراني في دمشق لبحث «قضايا الأمن والدفاع»، الشرق الأوسط، 17/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9
[13] إيران تعزز ميليشياتها في سوريا، الشرق الأوسط، 19/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9
[14] وزير الدفاع الإيراني في دمشق لبحث «قضايا الأمن والدفاع»، الشرق الأوسط، مرجع سابق.
[15] النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، الشرق الأوسط، 26/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%
[16] علي عاطف، لماذا زار مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني دمشق وبيروت؟، مرجع سابق.
[17] خامنئي في رسالة إلى الشعب اللبناني: نحن معكم، الشرق الأوسط، 19/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-
[18] مستشار خامنئي لسفير الصين: السياسة الخارجية الإيرانية لن تتغير بفوز ترامب، إيران إنترناشونال، 18/11/2024، متاح على الرابط: https://www.iranintl.com/ar/202411186008
[19] أين تقف روسيا والصين من الصراع بين إسرائيل وإيران؟، بي بي سي، 27/10/2024، متاح على الرابط: https://www.bbc.com/arabic/articles/c8dmmqzn1jlo
[20] إيمان درنيقة، مستقبل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الصين وإيران فى ظل عالم متغيّر، جريدة النهار اللبنانية، الشروق المصرية، 15/3/2024، متاح على الرابط: https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=150320
[21] مخاوف من عودة ترامب للبيت الأبيض.. وتأثيرها المحتمل على إيران، العربية.نت، 6/11/2024، متاح على الرابط: https://www.alarabiya.net/iran/2024/11/06/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%
[22] إيران لن تتخلى عن علاقاتها القوية مع الصين رغم ضغوط ترامب، ميدل إيست أونلاين، 18/11/2024، متاح على الرابط: https://www.middle-east-online.com/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%
[23] دانا سترول، التعاون الروسي الإيراني والتهديدات للمصالح الأمريكية، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، 17/4/2024، متاح على الرابط: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/altawn-alrwsy-
[24] التعاون العسكري بين موسكو وطهران.. احتياج متبادل وأزمة مؤقتة بغطاء استراتيجي، العربية.نت، 10/9/2024، متاح على الرابط: https://www.alarabiya.net/iran/2024/09/10/%D9%87%D9%84-%
[25] بافل أكسينوف، هل يمكن لإيران أن تعتمد على روسيا في صراعها مع إسرائيل؟، بي بي سي الروسية، 3/10/2024، متاح على الرابط: https://www.bbc.com/arabic/articles/ce8dgp1g25no
[26] لافروف: روسيا وإيران توقعان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة قريباً، جريدة الشرق، 19/11/2024، متاح على الرابط: https://asharq.com/politics/105219/%D8%B1%D9%88%D8