استضافت واشنطن قِمِّةَ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الفترة من 9 إلى 11 يوليو؛ احتفالًا بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف، وسط دعوة أمريكية لحضورٍ عربيٍّ مُوسَّعٍ؛ ما يثير تساؤلاتٍ حول أسباب هذه المشاركة وجَدْوَاها، في ضوْء توجُّه الحلف ضد روسيا، وتبايُن المواقف بشأن قضية غزة منذ اندلاع الحرب هناك قبل تسعة أشهر.
تعقد القمة في فترةٍ حَرِجَةٍ بالنسبة للناتو؛ حيث يواجه التحالف تحديات عديدة، تشمل الحرب المحتدمة في أوروبا والأزمات العالمية المتزايدة، لا سيما التهديدات الأمنية الناتجة عن الحرب الروسية، والمخاوف المتزايدة من عودة محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، بعد نحو أسبوعين من المناظرة الانتخابية الأولى بين الرئيس الحالي جو بايدن وترامب، يوم 27 يونيو الماضي، كما يواجه زعماء الحلف الأوروبيُّون حالةً من عدم الاستقرار السياسي، عقب تقدم الأحزاب اليسارية في فرنسا وتراجع قوة ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتز؛ نتيجة الأداء الضعيف خلال انتخابات البرلمان الأوروبي.
وعادةً ما يقوم حلف شمال الأطلسي بدعوة عددٍ من شركائه لحضوراجتماعه السنوي، وفي هذه السنة، خصَّت الولايات المتحدة بدورها كدولة مضيفة لقمة الذكرى السنوية، بدعوة وزراء خارجية 31 دولة شريكة للحلف، وتُعدُّ القمة هي الأولى التي تشارك فيها فنلندا والسويد كعضويْن جديديْن، كما شارك في القمة الاتحاد الأوروبي وعدة دول تقع على الجبهة الشرقية لأوروبا، مثل مولدوفا وجورجيا والبوسنة والهرسك.
ويجدر بالذكر أن واشنطن قدمت دعوة قبل انعقاد القمة، لوزراء خارجية عدد من الدول العربية من بينهم مصر والأردن وقطر وتونس والإمارات العربية المتحدة والبحرين، لكن لم يتم لمس حضور لأيٍّ من تلك الدول خلال فترة انعقاد القمة؛ نظرًا لتبنِّيهم موقفًا حياديًّا تجاه الحرب الأوكرانية، ومن ثَمَّ فمشاركة ي دولة في القمة يكون بمثابة موقف مضاد للجانب الروسي.
مُخرجات القمة:
يمكن تلخيص أبرَز مُخرجات القمة على النحو التالي:
مواصلة دعم أوكرانيا (الملف الأكثر إلحاحًا): تمركز ملف الحرب الروسية في أوكرانيا كموضوعٍ أساسيٍّ في مناقشات القمة، وتمَّ التركيز بشكلٍ خاصٍّ على تقديم المساعدة والدعم طويل الأمد لأوكرانيا؛ إذ وعدت دول التحالف بإنشاء إيصالات مالية منتظمة وتوفير الأسلحة والمعدات، إلى جانب المختصين والمدربين للمساعدة في التدريب، كما أعلنت الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا مجتمعة خلال القمة عن تعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا، من خلال تزويدها بأنظمة دفاع جوي استراتيجية إضافية لحماية المدن والمدنيين والجنود، كما نصَّ البيان الختامي على أن حلف الناتو يخطط لتقديم تمويلٍ أساسيٍّ لا يقلُّ عن 40 مليار يورو لأوكرانيا، بحلول عام 2025، كما سيتم توفير مستوى مستدام من الدعم الأمني مع تقارير نصف سنوية عن المساعدات العسكرية المقدمة.[1]
فضلًا عن ذلك، أكَّد المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون خلال القمة، أن مسار انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يُعتبر “غير قابل للتراجع”؛ حيث سيسمح الحلف بانضمام أوكرانيا بعد انتهاء حربها مع روسيا؛ بهدف تجنُّب تصعيد التوتُّرات مع روسيا؛ ما قد يؤدي إلى صراعٍ أكبرَ، وأكَّد المشاركون على ضرورة قيام أوكرانيا بإصلاحات كبيرة لمعالجة الفساد وتنفيذ إصلاحات نظامية أخرى.[2]
التهديد الروسي: أَوْلَى الإعلان الختامي للقمة اهتمامًا خاصًّا بروسيا، مشيرًا إلى استمرار اعتبارها التهديد الرئيسي، ومع ذلك، أكَّد البيان عدم الرغبة في المواجهة مع موسكو، داعيًا المجتمع الدولي إلى الامتناع عن تقديم أيِّ دعم لروسيا، وأدان أيَّ دولة تقوم بذلك، كما أعلن الاتفاق على وضْع توصيات بشأن النَّهْج الاستراتيجي للعلاقات مع موسكو لقمة الحلف المقبلة.
وحمّل البيان روسيا المسؤولية الكاملة عن عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا، التي تُشكِّلُ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وأدان أعضاء الحلف بأشد العبارات الممكنة الهجمات الروسية على الشعب الأوكراني، بما في ذلك تلك التي استهدفت المستشفيات، في 8 يوليو الجاري، ونبَّهوا روسيا بأنه يتعين عليها وقْف تلك الحرب فورًا، وسحب جميع قواتها من أوكرانيا بشكلٍ كاملٍ وغير مشروط؛ تماشيًا مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أعرب البيان عن رفْض الاعتراف بالضم غير القانوني للأراضي الأوكرانية من قِبَلِ روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ودعا موسكو لسحب جميع قواتها المتمركزة بدون موافقة جمهورية مولدافيا وجورجيا.
وأدان التحالف الخطاب النووي غير المسؤول والإشارات النووية القسرية الصادرة عن روسيا، ومن ضمنها إعلان نشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا، وحثّ البيان كافَّة الدول على عدم تقديم أيِّ نوع من المساعدة لروسيا وإدانة كل من يُسْهِمُ ويطيل أَمَدَ الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
في سياقٍ ذي صلة، أفاد البيان بأن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وإيران تسهمان في تأجيج العملية العسكرية التي تشنُّها روسيا على أوكرانيا، من خلال تقديم الدعم العسكري المباشر، الذي يشمل الذخيرة والطائرات بدون طيار، هذا الإجراء يؤثر بشكلٍ خطيرٍ على الأمن «الأوروبي – الأطلسي».
كما دعا البيان جمهورية الصين الشعبية إلى وقْف جميع أشكال الدعم المادي والسياسي للجهود الحربية الروسية، واعتبر الحلف أن الصين تُمثِّلُ عاملًا مهمًا في دعم روسيا، عبْر شراكتها المزعومة “بلا حدود” ودعمها الواسع للصناعة الدفاعية الروسية، وشدَّد البيان على مسؤولية الصين الخاصة كعضوٍ دائمٍ في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم أغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، من خلال الامتناع عن نقْل المواد ذات الاستخدام المزدوج، مثل مُكوِّنات الأسلحة والمعدات والمواد الخام التي تدخل ضمن القطاع الدفاعي الروسي.[3]
الحرب في غزة: لم تحظَ القضية الفلسطينية بتعليقات مهمة تُذْكَر خلال القمة، بالرغم من نوايا إحدى الدول الأعضاء لإثارتها كنقطة نقاش رئيسية، فقبل وصوله إلى واشنطن، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وجَّه انتقادات حادَّة لإسرائيل منذ اندلاع النزاع، عن رغبته في تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية الجارية في القطاع أثناء القمة، وأكَّد أن “السلام العادل والدائم في فلسطين هو السبيل الوحيد لراحة الضمير العالمي”، وعلى الرغم من تصاعُد السخط الغربي تجاه استمرار إسرائيل بالنزاع، والذي قد يزداد وضوحًا مع مرور الوقت، إلا أنه لم يُدْرَج رسميًّا ضمن أجندة قمة واشنطن على مدار ايام انعقادها.[4]
إنشاء مكتب للناتو في الأردن: قرَّر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إنشاء مكتب تواصُل تابع له في الأردن؛ بغرض تسهيل الأمور وزيادة وتيرة الاتصالات وتعزيز الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبيْن، بالإضافة إلى توفير الدعم اللوجستي على المستوى العسكري والإداري للحلف، والجدير بالإشارة، أنه تم الإعلان عن النية لإنشاء المكتب عبْر البيان الختامي لقمة الناتو ٢٠٢٣ في ليتوانيا، كما أنه يُمثِّلُ علامةً فارقةً في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف.[5]
تعزيز الشراكات الدولية: وجَّه قادة الناتو للسنة الثالثة على التوالي دعوة لشركائهم من منطقة المحيطيْن الهندي والهادئ -أستراليا واليابان ونيوزيلندا وجمهورية كوريا- للانضمام إلى قمة الناتو بأعلى المستويات، وتمَّ تعزيز التعاون العملي بين حلفاء الناتو وشركائهم في منطقة المحيطيْن الهندي والهادئ، عبر إطلاق أربعة مشاريع رائدة جديدة، تركز على دعم أوكرانيا، وتعزيز التعاون في مجال الدفاع السيبراني وتبادل المعلومات لمواجهة تحديات المعلومات المُضلِّلة، والمشاركة فيما يخُصُّ الذكاء الاصطناعي عبْر مجموعة خبراء.[6]
زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية: تعهَّدت دول “الناتو” للمرة الأولى، خلال القمة بالتزامات فردية لتطوير خطط تهدف إلى تعزيز القدرات الصناعية العسكرية؛ لمساعدة الدول الأعضاء على تحديد أولويات إنتاج المعدات الحاسمة في حالة نشوب صراعٍ مسلحٍ.
بالإضافة إلى ذلك، اتخذ قادة الحلف خطواتٍ إضافيةً؛ لتعزيز البنية القيادية المحدثة وتفعيل الجيل الجديد من الخطط الدفاعية الشاملة، هذه الجهود تهدف إلى تعزيز قدرات الرَّدْع والدفاع للحلف لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، وتشمل هذه الخطط جميع أراضي ومجالات الناتو برًّا وجوًّا وبحرًا وصولًا إلى الفضاء والمجال السيبراني، والتي تُمثِّلُ أوَّلَ مجموعة من الخطط الدفاعية المتكاملة التي يطورها الحلف منذ نهاية الحرب الباردة، كما استهدف الحلف حاليًا تحديث نظامه للدفاع الجماعي بالكامل مع إنشاء بنية قوات محدثة، تُعزِّزُ جاهزيته وقدرته على الاستجابة لأيِّ سيناريو محتمل.[7]
كما تضمَّنت القمة مؤشرات مهمة، مثل إعلان نوايا التوسُّع في شرق البلقان والبحر الأسود وإعلان الولايات المتحدة عن خطط لنشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى بشكلٍ دائمٍ في ألمانيا، بحلول عام 2026 للمرة الأولى مُنْذُ ثمانينيات القرن الماضي، ويشير هذا التحرُّك إلى عدم سعي دول الحلف لإيجاد حلٍّ دبلوماسي للأزمة مع روسيا، فالجدير بالإشارة أن روسيا قد حذَّرت مِرَارًا، أن نشر الصواريخ الأمريكية سيؤدي بها للتخلِّي عن وقْفها الطوعيّ لنشر تلك الأنظمة؛ الأمر الذي قد يمهد لسباق تسلح جديد غير مضبوط وخارج نطاق السيطرة.[8]
ردود فعل واسعة حول البيان الختامي للقمة:
دخلت العلاقة بين روسيا وحلف الناتو مرحلةً جديدةً من التصعيد، إثْر إصدار رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة الحلف بواشنطن بيانًا ختاميًّا، اعتبروا خلاله موسكو تهديدًا لدول التحالف، وأن أوكرانيا تسير على “طريق لا رجعة فيه” نحو الانضمام للحلف الذي ستستمر استراتيجيته التوسُّعية دون تغيير، كما أشار البيان إلى تراكُم القوة العسكرية لأعضائه.
وقد لقي البيان ردود فعل واسعة تجاه نتائج القمة يمكن تلخيصها كالتالي:
غرَّد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، والذي تُعدُّ بلاده عضوًا في الحلف، ويُعدُّ مُقرَّبًا من موسكو، مخالفًا الرأي العام للناتو، مفيدًا بأن الناتو يبتعد أكثر فأكثر عن أهدافه الأصلية، ويتحول إلى منظمة عسكرية تلعب دورًا أساسيًّا في الصراع الدائر بأوكرانيا.
من جهةٍ أُخرى، سارع الكرملين بالرَّدِّ على بيان القمة؛ حيث صرَّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، قائلاً: “هذا تحالف نشأ خلال عصر المواجهة؛ بهدف الحفاظ على تلك المواجهة”، وأضاف أن “التوتُّر في أوروبا يتصاعد بسبب الناتو”، مؤكدًا أن بلاده بصدد دراسة اتخاذ خطوات للرَّد.
أما تعليق نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري مدفيديف على نتائج القمة، فكان أكثر حدة؛ إذ قال: إنه “يتعين على روسيا فعل كل شيء لإيقاف طريق أوكرانيا الـ(لا رجعة فيه) نحو الناتو، عبر اختفاء هذا البلد والتحالف نفسه”.
بدوره أعرب السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، عن موقفٍ مماثلٍ، قائلًا: إن اليوم الأول لقمة الناتو قد “أكد الطبيعة العدوانية للحلف”، مشيرًا إلى الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية التي تواصل التبشير بالنزعة العسكرية والتوسُّع العسكري، دون التطرُّق لكلمةٍ واحدةٍ عن السلام طوال اليوم.
وأوضح أنطونيف، أن الدول الغربية مستمرة بفرض أوامر استبدادية، تُعزِّزُ مصالح “المليار الذهبي”، مشيرًا إلى أنها تُمهِّدُ الطريق نحو حرب عالمية ثالثة؛ بسبب فشلها في كسْر روسيا بمساعدة أوكرانيا، حسب وصفه.[9]
على الجانب الايراني؛ نفى ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، المزاعم الواردة ضد إيران، فيما يتعلق بدعمها العسكري لروسيا بالنزاع الأوكراني المرفقة ببيان اجتماع قادة “الناتو”، ووصف تلك الادعاءات، بأنها “لا أساس لها ومُسيَّسة”، مؤكدًا أن الوضع المُشَاهَد في أوكرانيا؛ جاء نتيجة استفزازات الناتو، بقيادة محورية من الولايات المتحدة، واستمرارها إلى يومنا هذا”.[10]
بالتبعية، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية من جانبه، عن استنكار الصين ومعارضتها البالغة حِيَالَ الإعلان الصادر عن قمة الناتو، مشيرًا إلى أن الإعلان إنما يُؤَجِّجُ التوتُّرات في منطقة -آسيا-الباسيفيك- واصفًا الإعلان، بأنه “مليء بالتصريحات العدائية التي تحمل في طيّاتها عقلية الحرب الباردة”، وأردف “لين جيان” قائلًا: إن محتوى الإعلان الخاص بالصين جاء مليء بالتحيُّز والتشويه والاستفزازات، مؤكدًا على أن الصين من جانبها قدَّمت احتجاجات رسمية إلى الناتو استنكارًا لهذا الأمر.[11]
ختامًا:
يمكن القول: إنه على الرغم من أن غزة لم تحظَ بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام خلال القمة المنعقدة في واشنطن، وتصدَّرت قضية أوكرانيا جدول أعمال القمة بشكلٍ جليٍّ، وبرزت التناقضات بين ما يظهره كُلٌّ من الولايات المتحدة وأوروبا من غضب تجاه الهجمات الروسية على المستشفيات الأوكرانية، وبين تعاملهم النِّسْبي بهدوء مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت الطبية والمدارس في حربها ضد حماس.
وعلى الرغم مما تشير إليه نتائج القمة عن منعطف حادٍّ ومرحلة جديدة من التصعيد، تدخلها العلاقة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلَّا أن الوضع القادم بات مرهونًا بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والذي قد يتبدل تبعًا لحالة الترقُّب والقلق التي تخيم على الناتو، فيما يتعلق بنتائج الانتخابات التي قد تُحْدِثُ تحوُّلًا جِذْريًّا في السياسة الخارجية لواشنطن؛ فوصول الرئيس السابق دونالد ترامب مرَّةً أُخرى إلى سُدَّة الحُكْم – وهو المعروف بموقفه المعادي للناتو– قد يسبب إرباكًا كبيرا للحلف في وقتٍ حسَّاسٍ للغاية، فلدى ترامب رؤية خاصَّة للتعامل مع الحلفاء، وقد يشجع روسيا على اتخاذ المزيد من الخطوات الجريئة؛ ما يُقْلِقُ الشركاء الأوروبيين بطبيعة الحال، وذلك بعكس النَّهْج الذي يتبعه الرئيس الحالي جو بايدن، والذي يعتبر التحالفات الأمريكية أعظم أصول البلاد الاستراتيجية.
المضادر:
[1] Washington Summit Declaration, NATO press, July 2024.
