المقالات
قراءةٌ في جولةِ الرئيسِ الصينيِ إلى أوروبا .. آفاقٌ تجاريةٌ وتوتراتٌ عالميةٌ
- مايو 12, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الشرق الأوسط
إعداد: إسراء عادل
باحثة في الشئون الإقليمية والدولية
في الوقتِ الذي يشهدُ فيه العالمُ حلقةً مضطربةً من التغيراتِ الجيوسياسيةِ، وتصاعدِ التوتراتِ التجاريةِ والأمنيةِ بين الصينِ وأوروبَا والتي تلقي بظلالها على المصالحِ الاقتصاديةِ والتجاريةِ الدوليةِ، وبالتزامنِ معَ مرورِ ثلاثِ سنواتٍ على الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ وما خلفته من تضخمٍ وركودٍ في اقتصادِ الدولِ الأوروبيةِ، تأتي زيارةُ الرئيسِ الصينيِ شي جين بينغ إلى أوروبا، لمعالجةِ جملةٍ من القضايا الخلافية بين بكينَ وبروكسل، ولا سيَّما اتهامُ الاتحادِ الأوروبيِ للصينِ بفائضِ الإنتاجِ والمنافسةِ غيرِ العادلةِ، والحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ، ولتعزيزِ التعاونِ وزيادةِ الاستثماراتِ الصينيةِ في القارةِ الأوروبيةِ.
دلالاتُ وأبعادُ الزيارةِ:
تأتيِ جولةُ الرئيسِ الصينيِ إلى أوروبَا في توقيتٍ حساسٍ وبالغِ الأهميةِ، خاصةً في ظلِّ وجودِ خلافاتٍ أوروبيةٍ حولَ كيفيةِ التعاملِ معَ قوةِ بكينِ المتناميةِ، وتهديدِ الاتحادِ الأوروبيِ بإطلاقِ العنانِ لرسومِ جمركيةٍ جديدةٍ على الممارساتِ التجاريةِ لبكينَ، بالإضافةِ إلى تزايدِ التنافسِ الأميركيِ الصينيِ، والانتقاداتِ الأوروبيةِ الموجهةِ للصينِ على خلفيةِ علاقاتهِا الوطيدة بروسيا، فضلاً عن اتهامِ بكين بتعزيزِ قدرةِ موسكو على انتاجِ الأسلحةِ، كما تزامنتْ الزيارة أيضاً مع التوتراتِ المتصاعدةِ على خلفيةِ اتهاماتِ السلطاتِ الألمانيةِ والبريطانيةِ أشخاصاً يشتبهُ في قيامِهم بالتجسسِ لصالحِ الصينِ، بالإضافة إلى تبنيِ بروكسلَ موقفاً تجارياً متشدداً تجاهَ الصينِ، معَ سلسلةٍ منَ التحقيقاتِ في الدعمِ الصينيِ الضخمِ للسياراتِ الكهربائيةِ، وتوربيناتِ الرياحِ، والألواحِ الشمسيةِ، والأجهزةِ الطبيةِ.
وعلى الجانبِ الآخرِ، حملتْ الزيارةُ أبعاداً تتعلقُ برغبةِ الصينِ في الحفاظِ على التقاربِ مع دولِ الاتحادِ الأوروبيِ واحتواءِ الأضرارِ التي لحقتْ بالعلاقاتِ بينَ الطرفينِ في السنواتِ الثلاثِ الماضية، ومن هنَا يبدو أنَّ الرئيسَ الصينيَ يحملُ معهُ أوراقاً عدةً تتبلورُ حولَ إزالةِ التوتراتِ بينَ الصينِ وأوروبَا على الصعيدينِ السياسيِ والاقتصاديِ، والسعي إلى تجنبِ حربٍ تجاريةِ معَ الاتحادِ الأوروبيِ في وقتٍ تتلاقىَ فيه رغبتهُ ورغبةُ دولِ الكتلةِ الأوروبيةِ التي تدركُ أهميةَ علاقاتِها مع بكينَ، ولكنْ يحاوطُها العديد من المخاوفِ بشأنِ السياساتِ والتحركاتِ الصينيةِ المختلفةِ وتأثيراتِها على الاقتصاداتِ الأوروبية، كما تهدفُ الزيارةُ أيضاً إلى الحفاظِ على النفوذِ الصينيِ في أوروبَا الوسطىَ والشرقيةِ، واستعراضِ علاقاتِ بكينَ الوطيدةِ معَ شركائِها الأقوياءِ صربيا والمجرِ، وبالتاليِ يبدو أن الرئيسَ شي جين بينغ يحاولُ إقناعَ الدولِ الأوروبية بإتباعِ مسارٍ مستقلٍ بدلاً منَ اتباعِ سياساتِ واشنطنَ، واستثمارِ الاستفادةِ من المشاركةِ الاقتصاديةِ مع الصينِ، خاصةً معَ وجودِ تيارٍ بدأَ ينشأُ في فرنسَا يشعرُ بالقلقِ منَ التحالفِ الوثيقِ مع الولاياتِ المتحدةِ.[1]
أولًا زيارةُ الرئيسِ الصينيِ إلى فرنَسا:
توجهَ الرئيسُ الصينيُ إلى فرنسا، الأحدَ 5 مايو، في زيارةٍ استغرقتْ يومينِ، واستقبلهُ الرئيسُ الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصرِ الاليزيهِ، الأثنينَ 6 مايو، في إطارِ سلسلةٍ منَ الاجتماعاتِ التي تهدفُ إلى تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيةِ بينَ البلدين، وتبادلِ وجهاتِ النظرِ حولَ القضايا الإقليميةِ والدوليِةِ ذاتِ الاهتمامِ المشتركِ، وتتزامنُ هذه الزيارةُ معَ ذكرىَ مرورِ 60 عاماً على إقامةِ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ الفرنسيةِ الصينية، وقد كانَ التعاونُ الاقتصاديُ والتجاريُ بمثابةِ القوةِ الدافعةِ للعلاقاتِ الصينيةِ – الفرنسيةِ، وفي الوقتِ الحاضرِ، تعدُ الصينُ أكبرَ شريكٍ تجاريٍ لفرنسَا خارجَ الاتحادِ الأوروبيِ، وكذلكَ تعتبرُ فرنَسا هيَ الشريكُ التجاريُ الرئيسي للصين في الاتحادِ الأوروبيِ، فهناكَ أكثرُ من 2000 مؤسسةٍ فرنسيةٍ تشاركُ بعمقٍ في السوقِ الصينيةِ. وفي هذا السياقِ أشادَ الرئيسُ شي بالعلاقاتِ الثنائيةِ بينَ البلدينِ ووصفِها بأنهَا “نموذجٌ للتعايشِ السلميِ والتعاونِ المربحِ بينَ الدولِ ذاتِ الأنظمةِ المختلفةِ”، وأكدَ شي على رغبةِ بكينَ واستعدادِها لتعزيزِ الصداقةِ والثقةِ السياسيةِ المتبادلةِ معَ باريسَ، فضلاً عن بناءِ توافقٍ إستراتيجيٍ قوىٍ وتعميقِ التبادلاتِ والتعاونِ الثنائيِ في مختلفِ المجالاتِ، موضحاً أن تطورَ العلاقاتِ الصينيةِ – الفرنسيةِ لا يعودُ بالنفعِ على البلدينِ فحسبٍ، بلْ يدعمُ الاستقرارَ والطاقةَ الإيجابيةَ في عالمٍ مضطربٍ، ومنْ جانبهِ أكدَ الرئيسُ الفرنسيُ ماكرون على رغبةِ باريس في تقويةِ الثقةِ المتبادلةِ والصداقةِ معَ الصينِ، مشيراً إلى استعدادَ فرنسا للعملِ مع الصينِ عن كثبٍ لمواجهةِ التحدياتِ العالميةِ مثلَ التغيرِ المناخيِ والتنوعِ البيولوجيِ البحريِ، وأضاف ماكرون أن “فرنسَا والاتحادَ الأوروبيَ بحاجةٍ الآنَ أكثرَ من أيِ وقتٍ مضىَ إلى تعزيزِ التعاون معَ بكين، لأنَّ هذا يؤثرُ على مستقبلِ أوروبَا”.[2]
وعلى الجانبِ الآخرِ، جمعتْ قمةُ ثلاثيةٌ بينَ فرنسَا والصينِ والاتحادِ الأوروبيِ، الثلاثاءَ 7 مايو، حيثُ اجتمعَ الرئيسُ الفرنسيُ إيمانويل ماكرون، والرئيسُ الصينيُ شي جين بينغ، ورئيسةُ المفوضيةِ الأوروبيةِ أورسولا فون دير لاين، في قصرِ الإليزيهِ في باريسَ لمناقشةِ العلاقاتِ الصينيةِ – الأوروبيةِ في ظلِ التوتراتِ التجاريةِ القائمةِ، بالإضافةِ إلى الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ، والأوضاعِ في غزةَ، والذكاءِ الاصطناعيِ والحوكمةِ العالميةِ، وذلكَ على النحوِ التاليِ:
الخلافاتُ التجاريةُ بينَ الصينِ والاتحادِ الأوروبيِ
شهدتْ العلاقاتُ الأوروبيةُ – الصينيةُ توتراتٍ متزايدةً في السنواتِ الأخيرةِ؛ حيثُ وجدَ الاتحادُ الأوروبيُ والصينُ نفسيهُما على خلافٍ في جبهاتٍ متعددةٍ، يأتيِ قي مقدمتِها الغزوُ الروسيُ على أوكرانيَا، وملفُ التجارةِ الدوليةُ، إذْ تتفاقمُ حالةُ عدمِ الثقةِ في بروكسل تجاهَ بكينَ، وهو ما تجلىَ خلالَ موجةِ الاعتقالاتِ الأخيرةِ بحقِ جواسيسَ صينيينَ ومباشرةِ التحقيقاتِ التجاريةِ، وخلالَ الاجتماعِ الثلاثيِ مع ماكرون وفوندرلاين، أكدَ الرئيسُ شي أنَّ العالمَ يمرُّ بفترةٍ جديدةٍ من الاضطرابِ والتحولِ، لذلكَ يتعينُ على الصينِ والاتحادِ الأوروبيِ باعتبارهما قوتين رئيسيتين في العالمِ أن يظلا ملتزمينِ بالحوارِ والتعاونِ، وأن يسعيَا إلى تعميقِ التواصلُ وتعزيزِ الثقةُ المتبادلةِ، وبناءِ توافقٍ وتنفيذِ تنسيقٍ استراتيجيٍ، والعملِ على تحقيقِ نموٍ مطردٍ وسليمٍ للعلاقاتِ ومواصلةِ تقديمِ إسهاماتٍ جديدةٍ في السلامِ والتنميةِ على الصعيدُ العالميُ، كما شددَ الرئيسُ الصينيُ على أن بلادَه تعتبرُ أوروبَا أولويةً في سياستِها الخارجيةِ وشريكاً مهماً في انجازِ تحديثِها، لذلكَ يتعينُ عليهما أن يظلاَ ملتزمينِ بالشراكةِ، ونفىَ الرئيسُ شي وجودَ مشكلةٍ تتعلقُ بالقدرةِ الإنتاجيةُ المفرطةُ الصينيةِ، قائلاً: “إنه سواءٌ نظرنَا إلى الأمرِ من منظورِ الميزةِ النسبيةِ أو الطلبِ في السوقِ العالميةِ، فإنهُ لا يوجدُ شيءٌ اسمهُ القدرةُ المفرطةُ”، ومنْ جانبهِ أكدَ الرئيسُ الفرنسيُ ماكرون خلالَ الاجتماعِ على أهميةِ اعتماد قواعدَ عادلة للجميع، خاصةً معَ تصاعدِ الخلافاتِ التجاريةِ بينَ أوروبَا والصينِ، مشدداً على أنَّ الاتحادَ الأوروبيَ لا يدعمُ فكرةَ فكِ الارتباطِ معَ الصينِ بلْ يرحبُ باستثماراتِ الشركاتِ الصينيةِ، كمَا أكدتْ رئيسةُ المفوضيةِ الأوروبية أورسولا فون دير لاين على أنَّ العلاقاتِ الصينيةَ الأوروبيةَ إيجابيةٌ وتلعبُ دوراً محورياً في الشئونِ العالميةِ، مشددةً على أنَّ أوروبَا لن تترددَ في اتخاذِ قراراتٍ حازمةٍ إذا لزمَ الأمرُ لحمايةِ اقتصادِها وأمنِها، ومتحدثةً عن التحديِ المتمثلِ في العلاقةِ الاقتصاديةِ الجوهريةِ بينَ بروكسل وبكين، ومطالبةً بمساواةٍ في الوصولِ إلى الأسواقِ. وفي ختامِ المباحثاتِ رأىَ القادةُ الثلاثةُ أنَّ هذا الاجتماعَ الثلاثيَ قد زادَ من التفاهمِ المتبادلِ، وبنىَ توافقاً للتعاونِ، وحددَ طرقاً لمعالجةِ المشكلاتِ، وأعربوا عن استعدادِهم لمواصلةِ العملِ معاً لتعزيزِ النموِ السليمِ والمطردِ للعلاقاتِ بينَ الصينِ والاتحادِ الأوروبي. [3]
الأزمةُ الأوكرانيةُ
سيطرتْ الحربُ في أوكرانيا على المباحثاتِ، فمنذُ بدءِ الحربِ الروسيةِ ضدَّ أوكرانيا، كانتْ الدولُ الغربيةُ تدعمُ كييف، في حينِ أنَّ الموقفَ الصينيَ كان على الحيادِ، وعلى الرغمِ من الانتقاداتِ الغربيةِ التي تعرضتْ لها بكينُ على خلفيةِ عدمِ إدانتِها للحربِ الروسيةِ، فضلاً عن اتهامِها بدعمِ موسكو عسكرياً في حربِها على كييفَ، إلا أن بكينَ أكدتْ أنهَا غيرُ ملزمةٍ بأيِ عقوباتٌ تفرضُها الدولُ الغربيةُ على روسيا، وهذا ما يميزُ العلاقاتِ الصينيةَ – الروسيةَ، وعلى الجانبِ الآخرِ يبدو أنَّ الدولَ الغربيةَ تحاولُ الاستفادةَ من علاقاتِ الصينِ الواسعةِ معَ روسيا وتأثيرِها في إقناعِ الرئيسِ الروسيِ فلاديمير بوتين بالدخولِ في مفاوضاتٍ لإنهاءِ الحربِ في أوكرانيا، وفي هذا السياقِ، أشارَ الرئيسُ الصينيُ شي خلالَ المباحثاتِ إلى أنَ الصينَ وفرنسا والاتحادَ الأوروبي يأملونَ جميعاً في رؤية وقف مبكر لإطلاقِ النارِ وعودةِ السلامِ في أوروبَا، ودعمِ التسويةِ السياسيةِ للأزمةِ، وحثَ شي الأطرافَ الثلاثةَ على العملِ بشكلٍ مشتركٍ على معارضةِ اتساعِ دائرةِ القتالِ وتصعيدهِ، وتهيئةِ الظروفِ لعقدِ محادثاتٍ للسلامِ وحمايةِ أمنِ الطاقةِ والأمنِ الغذائيِ على المستوى العالمي، والحفاظِ على استقرارِ سلاسلِ الصناعةِ والإمدادِ، وشددَ الرئيسُ الصينيُ على أن الصينَ لم تخلقْ أزمةَ أوكرانيا، وليستْ طرفاً فيها، مضيفاً أن بكينَ تعملُ بقوةٍ لتسهيلِ عقدِ محادثاتٍ للسلامِ طيلةَ الوقتِ. ومن جانبهِ، دعا الرئيسُ الفرنسيُ إلى تنسيقٍ حازمٍ بشأنِ الحربِ في أوكرانيا على أملِ ألا تزيدَ بكينُ دعمَها لروسيَا، في حينِ قالتْ رئيسةُ المفوضيةِ الأوروبيةِ أن الاتحادَ الأوروبيَ وباريس يعولانِ على الصينِ لاستخدامِ كلِ تأثيرِها على روسيَا لوقفِ الحربِ على أوكرانيَا، مؤكدةً على الدورِ المهمِ الذي لعبهُ الرئيسُ الصينيُ في الحدِّ منَ التهديداتِ النوويةِ غيرِ المسؤولةِ لروسيَا.[4]
القضيةُ الفلسطينيةُ
وفيما يتعلقُ بالقضيةِ الفلسطينيةِ، أدانتْ الصينُ وفرنسَا باعتبارِهما عضوينِ دائمينِ في مجلسِ الأمنِ الدوليِ، جميعَ الانتهاكاتِ للقانونِ الإنسانيِ الدولي في بيانهِما المشتركِ بشأنِ الوضعِ في الشرقِ الأوسطِ، إذْ دعا الرئيسانِ الصينيُ والفرنسيُ إلى وقفٍ فوريٍ ومستدامٍ لإطلاقِ النارِ في غزةَ والإفراجِ عن جميعِ الرهائنِ، والتأكيدِ على ضرورةِ الفتحِ الفعالِ لجميعِ الممراتِ والمعابرِ الحدوديةِ اللازمةِ لتوصيلِ المساعداتِ الإنسانيةِ إلى غزةَ بشكلٍ سريعٍ وآمنٍ ومستدامٍ ودونَ عوائقَ، وأعربَ شي وماكرون عن دعمِهما لحلِ الدولتينِ، معترفينَ بأنهُ الطريقُ الوحيدُ نحوَ السلامِ الدائمِ، كمَا أشارَ الرئيسُ الصينيُ أن الصينَ والاتحادَ الأوروبيَ يتشاركانِ العديدَِ من التوافقاتِ الهامةِ بشأنِ القضيةِ الفلسطينيةِ-الإسرائيليةِ، مشدداً على أنَّ بلادَهُ مستعدةٌ للعملِ معَ الاتحادِ الأوروبيِ لدعمِ عقدِ مؤتمرِ سلامٍ دوليٍ أوسعِ نطاقاً وأكثرَ موثوقيةً وفعاليةً في أقربِ وقتٍ ممكنٍ لوضعِ جدولٍ زمنيٍ وخريطةِ طريقٍ لحلِ الدولتين، وتعزيزِ تسويةٍ شاملةٍ وعادلةٍ ودائمةٍ للقضيةِ الفلسطينيةِ في أقربٍ وقتٍ، كما حثتْ الصينُ وفرنسا جميعَ الأطرافِ على ضبطِ النفسِ لتجنبِ المزيدِ من تصعيدِ التوتراتِ، وبالإضافةِ إلى ذلكَ، أكدا مجدداً دعمهَما للجهودِ الدبلوماسيةِ لمعالجةِ القضيةِ النوويةِ الإيرانيةِ، مشددينَ على أهميةِ السلامةِ البحريةِ في البحِر الأحمرِ وخليجِ عدن.[5]
الذكاءُ الاصطناعيُ والحوكمةُ العالميةُ:
وفيمَا يتعلقُ بالذكاءِ الاصطناعيِ والحوكمةِ العالميةِ، أكدتْ كلٌ من الصينِ وفرنسا على ضرورةِ تعزيزِ تنميةِ الذكاءِ الاصطناعيِ وأمنهِ لدفعِ الحوكمةِ العالميةِ المناسبةِ، حيثُ يدركُ البلدانِ المخاطرَ الناجمةَ عن التطورِ السريعِ لتكنولوجَيا الذكاءِ الاصطناعيِ وتسعيانِ إلى اتخاذِ إجراءاتٍ لاحتواءِ هذه المخاطرِ، وتجدرُ الإشارةُ هنا إلى “إعلانِ بلتشلي”، وهوَ أولُ اتفاقٍ دوليٍ وقعتهُ الصينُ وفرنسا في نوفمبرَ 2023، في مجالِ الذكاءِ الاصطناعيِ، وفي هذا السياقِ أكدَ الرئيسُ الصينيُ أن بلادَه مستعدةٌ للمشاركةِ في قمةِ سلامةِ الذكاءِ الاصطناعيِ التي تستضيفُها فرنسا في عامِ 2025، ومن جهتِها دعتْ فرنسا إلى حضورِ المؤتمرِ العالميِ للذكاءِ الاصطناعيِ هذا العامِ الذي سيعقدُ في الصينِ، وشددَ البلدانِ على أهميةِ التعاونِ الدوليِ على أساسِ احترامِ السيادةِ الوطنيةِ والأمنِ والاستقرارِ الدوليينِ.[6]
ثانيًا زيارةُ الرئيسِ الصينيِ إلى صربيا:
وصلَ الرئيسُ الصينيُ شي جين بينغ مساءَ الثلاثاءِ، 7 مايو، إلى بلغراد في زيارةِ دولةٍ تندرجُ في إطارِ أولِ جولةٍ أوروبيةٍ لهُ منذُ جائحةِ كوفيد-19، وتزامنتْ زيارةُ شي إلى صربيا معَ ذكرىَ مرورِ 25 عاماً على قصفِ حلفِ شمالِ الأطلسيِ السفارةِ الصينيةِ في بلغراد في 7 مايو 1999 خلالَ الحربِ الجويةِ التي شنهَا حلفُ الناتو على كوسوفو، إذ أسقطتْ الطائراتُ الأمريكيةُ خمسَ قنابلَ على مجمعِ السفارةِ الصينيةِ في العاصمةِ الصربيةِ مما أدىَ إلى اشتعالِ النيرانِ فيها ومقتلِ ثلاثةِ مواطنينَ صينيينَ وجرحِ آخرينَ. وخلالَ الزيارةِ ناقشَ الرئيسانِ مسارَ العلاقاتِ الثنائيةِ بين البلدينِ، إلى جانبِ متابعةِ قضيتيِ تايوان وكوسوفو، وذلكَ على النحوِ التاليِ:
العلاقاتُ الصينيةُ – الصربيةُ
ترتبطُ الصينُ بعلاقاتٍ وطيدةٍ مع صربيا، فعلى مدىَ السنواتِ الخمسَ عشرةَ الماضيةِ، طورتْ صربيا شراكةً استراتيجيةً شاملةً مع الصينِ، استناداً إلى علاقةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ وثيقةٍ، ومن هنا برزتْ الصينُ باعتبارِها أكبرِ مزودٍ فرديٍ للاستثمارِ الأجنبيِ المباشرِ لصربيا، وثانيِ أكبرِ شريكٍ تجاريٍ لهَا بعدَ الاتحادِ الأوروبيِ، وشريكٍ رئيسيٍ في تطويرِ البنيةِ التحتيةِ، ومنذُ تأسيسِ الشراكةِ الاستراتيجيةِ الشاملةِ بينَ الصينِ وصربيَا في عامِ 2016، أصبحتْ العلاقاتُ الثنائيةُ أكثرَ ثراءً في المحتوىَ، وتوسعتْ بشكلٍ مستمرٍ في النطاقِ، لتصبحَ نموذجاً للعلاقاتِ الوديةِ بينَ الصينِ والدولِ الأوروبيةِ، كمَا تجدرُ الإشارةُ أيضاً إلى اتفاقيةِ التجارةِ الحرةِ التي تمَّ توقيعُها بينَ الصينِ وصربيا منذُ 6 أشهر، والتي منَ المقررِ أن تدخلَ حيزَ التنفيذِ، يوليو المقبل، إذْ توجدُ مجالاتٌ تجاريةٌ واعدةٌ منَ المتوقعِ أن تستثمرَها الصينُ في صربيا، يتصدرُها إنعاشُ مصانعِ السككِ الحديديةِ، لأنَّ الطلبَ على القطاراتِ في السوقِ الأوروبيةِ أصبحَ أكبرَ منْ أيِ وقتٍ مضىَ، فضلاً عن الاستعانةِ بالخبرةِ الصينيةِ في مجالاتِ الذكاءِ الاصطناعيِ والتنقلِ الكهربائيِ.[7]
قضيتا تايوان وكوسوفو
فيما يتعلقُ بقضيةِ تايوان، نجدُ أن بكينَ كثفتْ ضغوطَها في السنواتِ الأخيرةِ على تايوان التي عجزتْ عن احتلالهِا منذُ نهايةِ الحربِ الأهليةِ الصينيةِ في عام 1949، وأكدتْ الصينُ أن الجزيرةَ التي تتمتعُ بالحكمِ الذاتيِ هي جزءٌ من أراضيِها، مشددةً على أنهَا لا تستبعدُ استخدامَ القوةِ لإخضاعِها للسيطرةِ الصينيةِ، ومن جانبهِ أعلنَ الرئيسُ الصربيُ ألكسندر فوتشيتش خلالَ كلمتهِ التي ألقاهَا أثناءَ الترحيبِ بالرئيسِ الصينيِ شي جين بينغ في بلغرادَ، أن “تايوان هي الصين”، مؤكداً على موقفِ بلادهِ الواضحِ فيمَا يتعلقُ بسلامةِ الأراضيِ الصينيةِ. وفيمَا يخصُ قضيةُ كوسوفو، وهي المنطقةُ التي أعلنتْ استقلالهَا ولكنْ ما زالَ وضعُها محلَ نزاعٍ، نجدُ أنَ بكينَ تدعمُ دونَ تحفظٍ وحدةَ أراضيِ صربيَا، حيثُ أكدَ الرئيسُ الصيني أنه يدعمُ جهودَ بلغراد في انتهاجِ سياسةٍ مستقلةٍ ومتابعةِ مسارٍ تنمويٍ يتوافقُ مع مصالحِها ويحافظُ على سيادتِها وسلامةِ أراضِيها فيما يتعلقُ بقضيةِ كوسوفو، وبالتاليِ فإنَّ صربيَا تدافعُ عن مطالبِ الصينِ في تايوان، وفي المقابلِ تدعمُ بكينُ بلغرادَ بشأنِ كوسوفو.[8]
ثالثًا زيارةُ الرئيسِ الصينيِ إلى المجر:
اختتمَ الرئيسُ شي جينبينغ جولتَهُ الأوروبيةَ بالزيارةِ إلى دولةِ المجرِ، حيثُ استقبلهُ رئيسُ الوزراءِ المجريِ فيكتور أوربان وزوجتهُ مساءً الأربعاءَ 8 مايو في مطارِ بودابست، وتتزامنُ تلك الزيارة مع الذكرىَ الـ 75 لإقامةِ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ الصينيةِ-المجريةِ، مما يشكلُ فرصةً مهمةً لنموِ العلاقاتِ الثنائيةِ بينَ البلدينِِ، وخلالَ الزيارةِ تمَّ مناقشةُ العلاقاتِ الصينية – المجريةِ، وتعزيزِ التعاونِ الثنائيِ والارتقاءِ إلى شراكةٍ إستراتيجيةٍ شاملةٍ، فضلاً عن مناقشةِ تطوراتِ الأزمةِ الأوكرانيةِ، وذلكَ على النحِو التالي:
العلاقاتُ الصينيةُ – المجريةُ
تتميزُ العلاقاتُ الصينيةُ – المجريةُ بالصلابةِ والقوةِ، فقد كانتْ المجرُ من أوائلِ الدولِ التي تعترفُ بجمهوريةِ الصينِ الشعبيةِ وتقيمُ علاقاتٍ دبلوماسيةً معَها، وفي عامِ 2004 قررَ البلدانِ إقامةَ شراكةٍ وديةٍ وتعاونيةٍ حتىَ ارتقتْ تلك العلاقاتُ ووصلتْ إلى شراكةٍ استراتيجيةٍ شاملةٍ في 2017، وفي السنواتِ الأخيرةِ أصبحتْ المجرُ شريكاً تجارياً واستثمارياً مهماً للصينِ في عهدِ رئيسِ الوزراءِ فيكتور أوربان، على عكسِ بعضِ دولِ الاتحادِ الأوروبيِ الأخرىَ التي تفكرُ في أن تصبحَ أقلَ اعتماداً على بكينَ، حيثُ شهدَ الجانبانِ تبادلاتٍ متعددةً عاليةَ المستوىَ وثقةً متبادلةً معمقةً ونتائجَ مثمرةً في التعاونِ في إطارِ الحزامِ والطريقِ، وتبادلاتٍ شعبيةً وثقافيةً، وتنسيقاً وتعاوناً وثيقينِ في الشؤونِ الدوليةِ والإقليمية، كمَا جذبتْ المجرُ العديدَ منَ الاستثماراتِ الصينيةِ بملياراتِ اليورو.[9]
الشراكةُ الاستراتيجيةُ الشاملةُ بينَ الصينِ والمجرِ
وخلالَ المباحثاتِ بين الرئيسِ شي ورئيس الوزراءِ المجري فيكتور أوربان، قررَ الجانبانِ الارتقاءَ بالعلاقاتِ الثنائيةِ إلى مستويَ شراكةٍ استراتيجيةٍ شاملةٍ في كلِ الأحوالِ في العصرِ الجديدِ، وأشارَ شي إلى أنَّ العلاقاتِ الصينيةَ المجريةَ تمرُ بأفضلِ فتراتٍ تاريخياً، ورحبَ بالمجرِ لتكونَ رفيقةً للصينِ في طريقهِا نحوَ نمطِ التحديثِ الصينيِ، مؤكداً على استعدادَ بلادهِ لتعزيزِ التآزرِ مع المجرِ بشكلٍ مشتركٍ من ناحيةِ الاستراتيجياتِ الإنمائيةِ، والاستفادةِ من آلياتِ لجنةِ التعاونِ الحكوميةِ الصينيةِ المجريةِ للحزامِ والطريقِ، والتعاونِ في مجالاتٍ تشملُ البنيةَ التحتيةَ والطاقةَ الخضراءَ والسككَ الحديديةَ والطاقةَ النظيفةَ والذكاءَ الاصطناعيَ، ومنْ أجلِ إثراءِ تلكَ الشراكةِ الشاملةِ أكدَ شي وأوربان على التزامهِما بتعزيزِ التآزرِ بينَ مبادرةِ الحزامِ والطريقِ، وسياسةِ الانفتاحِ الشرقي المجرية. وفي هذا السياقِ، أكدَ الرئيسُ شي خلالَ اجتماعهِ مع الرئيسِ المجريِ تاماس سوليوك في قصرِ ساندور بالعاصمةِ بودابست، على استعدادِ بلادِه لتعزيزِ علاقاتِ العملِ والصداقةِ مع المجرِ، وزيادةِ التبادلاتِ والاتصالاتِ بشأنِ القضايا ذاتِ الاهتمامِ المشترك، قائلاً: “إنَّ الصداقةَ بينَ الصينِ والمجرِ لا تستهدفُ ولا يمليِها أيُ طرفٍ ثالثٍ”، كما أعربَ شي عن أملهِ في أنْ تتولىَ المجرُ الرئاسةَ الدوريةَ للاتحادِ الأوروبيِ في النصفِ الثانيِِ من العامِ كفرصةٍ لتعزيزِ التنميةِ السليمةِ للعلاقاتِ بين الصينِ والاتحادِ الأوروبيِ، وأضافَ شي “أن الصينَ والمجرَ تنظرانِ دائماً إلى علاقاتهِما من منظورٍ واسعٍ وطويلِ الأجلِ، بغضِ النظرِ عن التغيراتِ في المشهدِ الدوليِ”.[10]
وفيما يتعلقُ بالأزمةِ الأوكرانيةِ تبادلَ الزعيمانِ الصينيُ والمجريُ وجهاتِ النظرِ بشكلٍ معمقٍ، وأكدا على التزامهِما بتعزيزِ محادثاتِ السلامِ ومواصلةِ العملِ معَ الأطرافِ المعنيةِ لبذل الجهودِ الايجابيةِ لتحقيقِ السلام في أقربِ وقتٍ
مخرجاتُ جولةِ الرئيسِ الصينيِ إلى أوروَبا:
أثارتْ جولةُ الرئيسِ الصينيِ إلى أوروبَا اهتماماً كبيراً من قبلِ الدولِ الغربيةِ، وقفاً لمَا تمحورتْ حولهُ منْ ملفاتٍ ثقيلةٍ وقضايَا شائكةٍ على هامشِ الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ والتوتراتِ التجاريةِ بينَ الصينِ والاتحادِ الأوروبيِ، وفيمَا يلي أبرزُ مخرجاتِ تلكَ الزيارةِ:
– تمَّ توقيعُ ما يقربُ من 18 وثيقةَ تعاونٍ ثنائيٍ بينَ الصينِ وفرنسا في مجالاتِ التنميةِ الخضراءِ والطيرانِ والزراعةِ والأغذيةِ والتجارةِ والتبادلاتِ الشعبيةِ، والعلومِ الإنسانيةِ، والتعاونِ في مجالِ المشاريعِ الصغيرةِ والمتوسطةِ الحجمِ، وبذلكَ أرسلتْ الصينُ وفرنسَا إشارةً واضحةً للعملِ المشتركِ، الأمرُ الذي أثارَ اهتماماً كبيراً لدىَ الرأيِ العامِ الدوليِ.
– أصدرَ الجانبانِ الفرنسيُ والصينيُ أربعةَ بياناتٍ مشتركةٍ بشأنِ الوضعِ في الشرقِ الأوسطِ، والذكاءِ الاصطناعيِ والحوكمةِ العالميةِ، والتنوعِ البيولوجيِ والمحيطاتِ، وكذلكَ التبادلاتِ والتعاونِ في المجالِ الزراعيِ.
– وقعَ الرئيسانِ الصينيُ والصربيُ إعلاناً مشتركاً بشأنِ تعزيزِ الشراكةِ الاستراتيجيةِ وتعميقِ علاقاتِ البلدينِ الدبلوماسيةِ، وشهدا على تقديمِ وعودٍ تجاريةٍ مختلفةٍ مثلَ شراءِ قطاراتٍ صينيةٍ وفتحِ خطوطٍ جويةٍ جديدةٍ وزيادةِ الوارداتِ منَ المنتجاتِ الصربيةِ، كما اتفقَ الجانبانِ على التعاونِ لبناءِ مجتمعٍ ومصيرٍ مشتركٍ من أجلِ مستقبلٍ مشرقٍ، وبذلكَ تُعدُ صربيا أولَ دولةٍ أوروبيةٍ تبني مجتمعاً ومصيراً مشتركاً معَ الصينِ.
– تمَّ توقيعُ 18 اتفاقيةَ تعاونٍ بينَ الصينِ والمجر تغطي مجالاتٍ مختلفةً، تشملُ التنقلَ الكهربائيَ وقطاعَ السككِ الحديديةِ وتكنولوجيا المعلوماتِ والتعاونِ الاستثماريِ والصادراتِ الغذائيةِ الزراعيةِ المجريةِ إلى الصينِ، والصناعاتِ النوويةِ، ومشروعاتِ البنيةِ التحتيةِ التي يأتيِ ضمنَها مشروعُ الحزامِ والطريقِ الضخمِ في الصينِ.
خلاصةُ القول، يبدو أن كلاً من فرنسَا والمجرِ وصربيا ترى أهميةً كبيرةً للعملِ معَ الصينِ كشريك استراتيجي مهم في إطارِ إستراتيجيةٍ قديمةٍ وهي التوجهُ نحوَ الشرق، حيثُ تحملُ هذه الزيارةُ في طياتهِا آمالاً بتعزيزِ التعاونِ وتعميقِ الشراكاتِ الاستراتيجيةِ مع تلكَ الدولِ في مختلفِ المجالاتِ، لذا منَ المتوقعِ أنْ تشكلَ الزيارةُ نجاحاً دبلوماسياً فعالاً وتأتيِ بثمارِها الإيجابية على علاقاتِ الصينِ بالدولِ الثلاثةِ، فضلاً عن إسهامِها في حلحلةِ الخلافاتِ التجاريةِ القائمةِ بينَ الصينِ والدولِ الأوروبيةِ، والمضي قدماً نحوَ تعزيزِ التعاونِ والعملِ المشترك بمَا يضمنُ تحقيقَ المصالحِ المشتركةِ لكافةِ الأطرافِ، فنظراً لما تتعرضُ له بكينُ من ضغوطاتٍ غربيةٍ بسببِ اتهامهِا بفائضِ الإنتاجِ ودعمِها لروسيَا، سيسعىَ الرئيسُ شي والزعماءُ الأوروبيونَ إلى إيجادِ أرضيةٍ مشتركةٍ لمعالجةِ التوترِ التجاريِ بينهَما، والحرب الروسية الأوكرانية. وعلى الجانبِ الآخرِ دعمَ الرئيسانِ الصينيُ والفرنسيُ كافةَ الجهودِ الهادفةِ إلى التوصلِ لتسويةٍ سلميةٍ لكلِ من الصراعِ الروسيِ الأوكراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الأمرُ الذي يدفعُ المجتمعَ الدوليَ ككلٍ إلى المساهمةِ في تحقيقِ السلامِ ودعمِ كافةِ الجهودِ الراميةِ للتغلبِ على الحروبِ والصراعاتِ التي تضرُ بالمصالحِ المشتركةِ لكافةِ الدولِ.
المصادر:
[1] حسام طرشة، من دنغ إلى شي.. قراءة في زيارة “شي جين بينج” إلى أوروبا، تليفزيون سوريا، 7 مايو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/oW2N8MZA
[2] CGTN، في السنوات الـ60 المقبلة، التعاون الصيني-الفرنسي سوف يمضي قدما بهذه الطريقة، 6 مايو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/HQap5ZpD
[3] CCTV, Xi’s key message to Europe: cooperation, 8 may 2024, available at: https://2u.pw/mNfhwc0V
[4] Le Monde, Macron and von der Leyen press China’s Xi on Ukraine and fair trade at Paris summit, 6 may 2024, available at: https://2u.pw/Q0RzAZa5
[5] China Daily, Xi, Macron call for refraining from unilateral steps intensifying Israel-Palestine conflict, 7 may 2024, available at: https://2u.pw/ha1t5Rnx
[6] صحيفة الشعب اليومية، الصين وفرنسا تتعهدان بتعزيز التعاون بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، 8 مايو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/ZwaWN4sS
[7] Agenzainova News، الرئيس الصيني شي يعود إلى صربيا بعد ثماني سنوات وفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية، 8 مايو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/jQx7jqVI
[8] مونت كارلو الدولية، ترحيب حافل بالرئيس الصيني في صربيا، 8 مايو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/SZCVt8qw
[9] صحيفة الشرق الأوسط، المجر بقيادة أوربان أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي تقارباً مع الصين، 8 مايو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/WiTB8CMd
[10] VOA News, In Hungary, Chinese president to discuss Ukraine, investments, May 09, 2024, available at: https://2u.pw/MnT5wsYM