قراءةٌ في المشهدِ السياسيِ الفرنسي .. انعكاساتٌ إقليميةٌ وسيناريوهاتٌ محتملةٌ

إعداد: إسراء عادل

باحث مساعد في وحدة الشؤون الدولية

على هامشِ المشهدِ السياسيِ الأوروبيِ المضطربِ في عددٍ من الدولِ الأوروبيةِ بعد نتائجِ الانتخاباتِ الأخيرةِ وصعودِ اليمينِ المتطرفِ، تأتيِ فرنسا على قائمةِ تلكَ الدولِ، وفقاً لأهميتِها السياسيةِ والاستراتيجيةِ في الكتلةِ الأوروبيةِ، إذ جاءتْ الانتخاباتُ التشريعيةُ الفرنسيةُ في سياقٍ سياسيٍ استثنائٍي مضطربٍ، وبعد ما يقربُ من ثلاثةِ أسابيعَ من الزلزالِ السياسيِ الذي أحدثهُ ماكرون عندما قامَ بحلِ الجمعيةِ الوطنيةِ عقب الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو خاصةً بعد أن حصلتْ الأحزابُ اليمينيةُ المتطرفةُ على مقاعدَ غيرِ مسبوقةٍ في البرلمانِ الأوروبي، في خطوةٍ حاسمةٍ لحزبِ التجمعِ الوطنيِ بعد استحواذهِ على أعلى نسبةٍ لأصواتِ الناخبينَ في الجولةِ الأولي، تاركاً عدةَ تساؤلاتٍ فيما يتعلقُ بأسبابِ صعودِ حزبِ مارين لوبان وجوردان مارديلا، بالإضافةِ إلى تداعياتِ ذلك الصعودِ على المنطقةِ العربيةِ والشرقِ الأوسطِ، إلى جانبِ السيناريوهاتِ المحتملةِ لنتائجِ الجولةِ الثانيةِ.

هيمنةُ الكتلةِ اليمينيةِ على الجولةِ الأولي للانتخاباتِ الفرنسيةِ:

تجدرُ الإشارةُ إلى نتائجِ الجولةِ الأولى للانتخاباتِ البرلمانيةِ الفرنسيةِ والتي بدأتْ الأحدَ 30 يونيو وانتهتْ بفوزِ حزبِ التجمعِ الوطنيِ اليمينيِ المتشددِ وحلفائهِ بالمركزِ الأولِ بنسبةِ 33 % من الأصواتِ، وحلِ اتحادِ اليسارِ تحت رايةِ الجبهةِ الشعبيةِ الجديدةِ ثانياً بنسبة 28 %، في حينِ حصلتْ كتلةُ الوساطةِ الرئاسيةِ بزعامةِ الرئيسِ ماكرون على 22 % من الأصواتِ، ومن هنا باتَ أقصي اليمين قريباً من الوصولِ إلى الحكومةِ للمرةِ الأولى في تاريخِ البلاد، الأمرُ الذي دفعَ ماكرون إلى مطالبةِ الناخبين للاتحادِ في تحالفٍ كبيرٍ لمواجهةِ اليمينِ المتطرفِ ومنعهِ من الهيمنةِ على البرلمانِ، في حين دعا رئيسُ الوزراءِ الفرنسيِ غابرييل أتال إلى عدمِ إعطاءِ الناخبينَ أصواتِهم إلى التجمعِِ الوطني، مندداً أن اليمينَ المتطرفَ باتَ قريباً من أبوابِ السلطةِ وتحقيقِ غالبيةٍ مطلقةٍ.^[1]

دوافعُ الناخبين للتصويتِ لحزبِ مارين لوبان وجوردان بارديلا:

تتعددُ الأسبابُ التي دفعتْ الفرنسيين للتصويتِ لحزبِ التجمعِ الوطنيِ، بحيثُ تكمنُ تلك الأسبابُ فيما يلي:

– الوضعُ الداخليُ الفرنسُي وسوءُ الأوضاعِ الاقتصاديةِ: حيثُ تأتي أزمةُ المعيشةِ والوضعِ الداخليِ للمواطنينَ على قائمةِ أولوياتِ الناخبينَ على هامشِ قدرتهِم الشرائيةِ وصعوبةِ الوصولِ إلى الخدماتِ الطبيةِ والتعليمِ والمعاشاتِ، بالإضافةِ إلى رفعِ أسعارِ الطاقةِ وارتفاعِ نسبةِ الجرائمِ وانعدامِ الأمنِ، وفي هذا السياقِ، فقد تعهدَ حزبُ التجمعِ الوطنيِ بخفضِ ضريبةِ القيمةِ المضافةِ على منتجاتِ الطاقةِ من 20 إلى 5.5%، على أن تُجمدَ هذه الضريبةُ لاحقاً على نحو 100 من المنتجاتِ الأساسيةِ في حالِ اشتدادِ التضخمِ. وفيما يتعلقُ بالمعاشاتِ التقاعديةِ والصحةِ، فقد أرادَ التجمعُ الوطنيُ إعفاءَ الأطباءِ المتقاعدين الذين يعاودونَ العملَ، من الضريبةِ على عائداتِ النشاطِ المهنيِ، كما اقترحَ اليمينُ المتطرفُ أن يبطلَ في حالِ فوزهِ، في الدورةِ الثانيةِ من الانتخاباتِ في 7 يوليو المقبل، المصادقةَ على بدلِ البطالةِ الذي أقرتهُ حكومةُ ماكرون، والذي يشددُ شروطَ الأهليةِ ويقصرُ مدةَ التعويضاتِ، كما أعربَ بارديلا عن نيتهِ في اعتمادِ نظامٍ للتقاعدِ في سنِ الـ62 مع وجودِ آليةٍ تدريجية لأصحاب المهن الطويلة والتي تتيحُ تقاعداً في سنِ الـ60 لمن بدأوا العملَ قبلَ سن الـ20 وسددوا اشتراكاتٍ لـ40 عاماً. وبالنسبةِ للتعليمِ فقد دعَا بارديلا إلى وجودِ سلطةٍ مشددةٍ في المدارسِ وذلك عبرَ حظرِ الهواتفِ المحمولةِ في المؤسساتِ التعليميةِ بالإضافةِ إلى فرضِ الزي الموحد.^[2]

– التصدي لقضايا الهجرةِ واللاجئينَ: إذ يتمحورُ تركيزُ حزبِ التجمعِ الوطنيِ على ملفِ الهجرةِ في إطارِ برنامجٍ يربطُ بين الهجرةِ وانعدامِ الأمنِ وارتفاعِ معدلِ الجريمةِ من جهةٍ، وبينَ مسألةِ السيادةِ والحدودِ والهويةِ من جهةِ أخرى، الأمرُ الذي أكسبَ تلك الكتلةَ أصواتاً هائلةً مقارنةً بالسنواتِ الأخيرةِ الماضيةِ، ويتضمنُ برنامجهُم الانتخابيُ المتعلقُ بالهجرةِ على وضعِ قانونٍ ينصُ على الحقِ في الإعادةِ القسريةِ للمهاجرينَ غيرِ الشرعيينَ الذين يصلون إلى الأراضيِ الأوروبيةِ، إلي جانبِ إقامةِ حدودٍ فرنسيةٍ وأوروبيةٍ مضاعفةٍ مع مراقبةِ الحدودِ الوطنيةِ، فضلاً عن تقييدِ الحصولِ على الجنسيةِ الفرنسيةِ عبر تقييدِ قانونِ حقِ الأرضِ المزدوجِ، وبالإضافةِ إلى دعمِ المنظماتِ غير الحكومية المناصرة للمهاجرين وتقديمِ كافةِ المساعداتِ لوقفِ القواربِ التي تنقلُ المهاجرينَ غيرَ الشرعيين، ومن هنا فإن الكتلةَ اليمينيةَ تتعهدُ بقانونٍ جديدٍ وطارئٍ في 2024 فيما يتعلقُ بالهجرةِ يقومُ على تشديدِ شروطِ لمِّ شملِ العائلاتِ وفرضِ غراماتٍ على الاقاماتِ غيرِ النظاميةِ، كما أعربَ حزبُ التجمعِ الوطنيِ عن نيتهِ في منعِ مزدوجيِ الجنسيةِ من توليِ بعضِ المناصبِ الحساسةِ، ولكن دونَ إعادةِ النظرِ في مبدأِ ازدواجِ الجنسيةِ كما فعلَ في 2022.^[3]

– عدمُ الرضا عن النظامِ القائمِ: إذ جاءتْ سياساتُ الرئيسِ ماكرون فيما يتعلقُ بالحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ بالسلبِ على كتلةِ المعسكرِ الرئاسيِ خلالَ الانتخاباتِ التشريعيةِ، خصوصاً فيما يرتبطُ بقرارِ المشاركةِ في الحربِ الأوكرانيةِ عبرَ استخدامِ أسلحةٍ فرنسيةٍ لتعطيلِ القواعدِ العسكريةِ الروسيةِ، الأمرُ الذي أثارَ مخاوفَ الفرنسيين وأعادَ تذكيرَهم بأحداثِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ والحروبِ التي مرتْ بها أوروبا، مما جعلَ الناخبينَ في حالةٍ من عدمِ الرضا عن النظامِ القائمِ، ومن هنا تعهدَ بارديلا عن التعاملِ بحزمٍ وحذرٍ مع محاولاتِ التدخلِ الروسيةِ، ووضعِ خطوطٍ حمراءَ فيما يتعلقُ بإرسالِ جنودٍ أو أسلحةٍ ومعداتٍ عسكريةٍ إلى أوكرانيا ضد العمقِ الروسيِ.^[4]

– تفاعلُ اليمين المتشددِ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي: حيثُ لعبَ حزبُ التجمعِ الوطنيِ دوراً فعالاً على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِ لتعزيزِ صورتهِ أمامَ الناخبين ولإثباتِ أنه جديرٌ بالثقةٓ، ومن هنا قادَ بارديلا ومارين لوبان حملاتِهم بشكلٍ فعالٍ في إطارِ استراتيجيةٍ وشعاراتٍ بسيطةٍ، لاعبينَ على مخاوفِ المواطنينَ من خسارةِ هويتهِم الفرنسيةِ، إلى جانبِ أزماتهِم الاقتصاديةِ.

تداعياتُ صعودِ اليمينِ المتطرفِ في فرنسا على المنطقةِ العربيةِ والشرقِ الأوسطِ:

تمتدُ تداعياتُ صعودِ اليمينِ المتطرفِ في فرنسا وفقاً للنجاحِ الذي حققهُ في الانتخاباتِ التشريعيةِ خلالَ الجولةِ الأولي إلى المنطقةِ العربيةِ والشرقِ الأوسطِ، الأمرُ الذي يؤثرُ على مسارِ العلاقاتِ الفرنسيةِ بالعديدِ من الدولِ العربيةِ كالجزائرِ والمغربِ وفلسطين المحتلةِ، خاصةً فيما يتعلقُ ببعضِ الملفاتِ كملفِ الصحراءِ والهجرةِ والحربِ على غزة، وفيما يلي أبرزُ تلك التداعياتِ:

1- قلقٌ جزائريٌ وترقبٌ مغربيٌ:

بدأَ القلقُ بشأنِ صعودِ اليمينِ المتطرفِ يخيمُ على الدولِ المغاربيةِ، نظراً لسياساتِ الحزبِ فيما يتعلقُ بقضايا الهجرةِ، فإذا فازَ حزبُ التجمعِ الوطنيِ في الجولةِ الثانيةِ للانتخاباتِ، فهناكَ خيارين أمامَه، أولهُما أن ينفذَ برنامجَه الخاصَ بمسألةِ الهجرةِ ويقومُ بترحيلِ المهاجرينَ غير الشرعيينَ لإرضاءِ ناخبيهِ  وكسبِ ثقتهِم، وبالتالي قد يفككُ اتفاقياتِ 1968 التي تربطُ الجزائرَ بفرنسا وتنظمُ مسائلَ الهجرةِ والإقامةِ والعملِ والدراسةِ في الجامعاتِ، وفي هذه الحالةِ من المرجحِ أن تردَ الجزائرُ وتتخذَ إجراءاتٍ ضد فرنسا مثلما حدثَ مع إسبانيا عندما اعترفتْ بسلطنةِ المغربِ على الصحراءِ، من خلالِ الضغطِ عليها بورقةِ الغازِ ووقفِ شراءِ اللحومِ والقمحِ والسياراتِ. أما الخيارُ الثاني فيتعلقُ بمبدأِ الحفاظِ على العلاقاتِ الفرنسيةِ الجزائريةِ وتعزيزِ المصالحِ المشتركةِ، الأمرُ الذي يلقيِ بظلالهِ أيضاً على قضيةِ الصحراءِ والتي تُعدُ من أبرزِ الخلافاتِ الجزائريةِ المغربيةِ، خاصةً أن فرنسا لم تعلنْ بشكلٍ رسميٍ اعترافهَا بسيادةِ المغربِ على الصحراءِ، في حينِ أنها تقدمُ دعمهَا فقط لمبادرةِ الحكمِ الذاتيِ المغربيةِ لحلِ هذا النزاعِ، ولتجنبِ الدخولِ في خلافٍ مع الجزائرِ، ومن هنا يبدو أن هناكَ مخاوفَ جزائريةٍ وترقباَ مغربياَ للنتائجِ النهائيةِ للانتخاباتِ.^[5]

2- القضيةُ الفلسطينيةُ:

منذُ بدءِ الحربِ الاسرائيليةِ المحتدمةِ على قطاعِ غزة، ونلاحظُ بشكلٍ واضحٍ تأييدَ اليمينِ المتطرفِ للجانبِ الإسرائيليِ، خاصة زعيمةَ الحزب مارين لوبان، إذ رفضَ حزبُ التجمعِ الوطنيِ الاعترافَ بالدولةِ الفلسطينيةِ في الوقتِ الحاليِ، وبالتالي يبدو أن موقفَ اليمينِ الفرنسيِ يدعمُ ويقويِ الجانبَ الإسرائيليَ في انتهاكاتِه الكارثيةِ ضد الشعبِ الفلسطينِي، بل ويسهمُ في استمرارية حربه على قطاع غزة، حيث اعتبر جوردان بارديلا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية تُعد بمثابة خطوة للاعتراف بالإرهاب أيضاً.^[6]

سيناريوهاتٌ محتملةٌ:

على وقعِ الغموضِ السائدِ على المشهدِ السياسيِ الفرنسي، فهناكَ عدةُ سيناريوهاتٍ مطروحةٍ خاصةً بعد أن استطاعَ حزبُ التجمعِ الوطنيِ وحلفاؤُه استقطابَ أكثرَ من 10 ملايين صوتٍ، الأمرُ الذي دفعَ ماكرون بالدعوةِ إلى تجمعٍ ديمقراطيٍ جمهوريٍ واضحٍ يستطيعُ مواجهةَ اليمينِ المتطرفِ في الجولةِ الثانيةِ من الانتخاباتِ، وفي ضوءِ ذلك، فإن استشرافَ مستقبلِ الانتخاباتِ التشريعيةِ الفرنسيةِ يشيرُ إلى تبلورِ السيناريوهاتِ التاليةِ:

السيناريو الأول: يتمثلُ في حصولِ حزبِ التجمعِ الوطنيِ على الأغلبيةِ المطلقةِ بأكثرَ من 289 مقعداً، ولكنه أمرٌ مستبعدٌ في ظلِ تواجدِ وحضورِ الكتلةِ اليساريةِ بقوةٍ، وفي حالِ تحالفِ اليساريينَ والمعسكرِ الرئاسيِ بقيادةِ ماكرون فمن الممكنِ أن يؤديَ ذلك إلى الاحتجاجِ والتصويتِ لصالحِ التجمعِ الوطنيِ.

السيناريو الثاني: فيتمحورُ حولَ حصولِ اليمينِ المتطرفِ على أغلبيةٍ نسبيةٍ قويةٍ بأكثرَ من 255 مقعداً، ولكن بناءً على تصريحاتِ جوردان بارديلا بأنه لن يقبلَ تولي منصبَ رئيسِ الوزراءِ في حالِ تحققَ هذا السيناريو، لذلك من الممكنِ أن يعينَ ماكرون شخصيةً يمينيةً من الجمهوريينَ بحيث تستطيعُ إنشاءَ تحالف مع اليمين المتطرف لتوليِ منصبِ رئاسةِ الوزراءِ.

السيناريو الثالث: فوزُ الكتلةِ اليساريةِ، خاصةً بعد حصولِ الجبهةِ الشعبيةِ الجديدةِ على نسبةِ 28% وهو فارقٌ بسيطٌ بالنسبةِ لليمينِ المتطرفِ، وبالتاليِ إذا فازَ اليسارُ وشكلَ الحكومةَ بالاتفاقِ مع الأطرافِ الأخرى، فمن المتوقعِ أن يكونَ هناك تعايشٌ واستقرارٌ إلى حدٍ ما داخلَ المشهدِ السياسيِ الفرنسيِ.

السيناريو الرابع: يكمنُ هذا السيناريو في حدوثِ حالةٍ من الشللِ التامِ لمدةِ سنةٍ، في حالِ عدمِ الوصولِ إلى نتيجةٍ تجعلُ تشكيلَ الحكومةِ أمراً ممكناً خلالَ الجولةِ الثانيةِ، نظراً لأن ماكرون لا يستطيعُ حلَ البرلمانِ مرةً أخرى لمدة عام، خاصةً بعد قيامهِ بتقديمِ موعدِ الانتخابات في 9 يونيو، وفي هذا السياقِ سيكونُ من المتوقعِ أن يتمَ تعيينُ حكومةِ تكنوقراط مثلما حدثَ في إيطاليا عندما تشكلتْ حكومةُ ماريو دراجي بين عاميِ 2021 و2022، وذلك لتجنبِ الانسدادِ المؤسسيِ والجمودِ السياسيِ فيما يُسمي “بالحائطِ المسدودِ”.

ختامًا:

يمكنُ القولُ إن المشهدَ السياسيَ الفرنسيَ أصبحَ على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ يخيمُ عليها صعودُ اليمينِ المتطرفِ واقترابهِ من تشكيلِ الحكومةِ الفرنسيةِ القادمةِ، الأمر الذي يشير إلى تغييرِ السياسةِ الخارجيةِ الفرنسيةِ وإعادة ترتيب الأوراق في ظلِ تشددِ حزبِ التجمع الوطني لمنعِ الهجرةِ وترحيلِ المهاجرين غيرِ الشرعيين، وتقليصِ المساهمات المالية الفرنسية في دعمِ مؤسساتِ الاتحاد الأوروبي. وعلى الجانبِ الآخرِ يبدو أنه إذا فازتْ الكتلةُُُ اليمينيةُ في الجولةِ الثانيةِ للانتخابات فإنه لن يكونَ هناك اهتمامٌ كبيرٌ بقضايا الحقوقِ والحرياتِ في الشرقِ الأوسطِ كأساسٍ لبناءِ علاقاتٍ فرنسيةٍ قويةٍ مع دولِ المنطقةِ، وذلك لأن تلكَ الأحزابَ ينصبُ تركيزُها في الأساسِ على ما يدورُ داخلَ حدودِ دولتِها القوميةِ، ولكن ستظلُ الجولةُ الثانيةُ للانتخاباتِ البرلمانيةِ الفرنسيةِ هي من ستحسمُ هذا المشهدَ.

المصادر:

^[1] Michel Rose, Rival French parties seek to build anti-far right front, Reuters, 2 July 2024, available at: https://2u.pw/DTxIYf1t

^[2] الشرق للأخبار، من الهجرة إلى الاقتصاد.. خلافات واسعة ببرامج الكتل السياسية في انتخابات فرنسا، 30 يونيو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/qx9GlGVZ

^[3] DW، انتخابات فرنسا – ماذا تطرح الأحزاب في برامجها بشأن الهجرة؟، 25 يونيو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/zwVyv3ag

^[4] ألكسندرا فوشيه، أربعة أسباب خلف تصويت الفرنسيين لحزب مارين لوبان “التجمّع الوطني”، BBC NEWS، 2 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/edtJZq3j

^[5] طاهر هاني، أي مستقبل لعلاقات فرنسا مع الجزائر والمغرب في حال وصول التجمع الوطني المتطرف للحكم؟، France 24، 2 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/HcIWtCfD

^[6] د. جهاد نصر، ما تداعيات صعود اليمين المتطرف على المنطقة العربية؟، مركز رع للدراسات الاستراتيجية، 3 يوليو 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/jpHFKvqo