المقالات
لماذا تسعى تركيا نحوَ الوساطةِ لإيقافِ الحربِ في قطاعِ غزةَ؟
- أبريل 27, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الشرق الأوسط
إعداد: أحمد محمد فهمي
باحث متخصص في الشؤون التركية والإقليمية
في ظلِّ التحركاتِ الحاليةِ لإنهاءِ الحربِ الإسرائيليةِ على قطاعِ غزةَ، برزتْ مساعيِ تركيةٌ للقيامِ بدورِ وساطةٍ محتملةٍ بينَ إسرائيلَ والمقاومةُ الفلسطينيةِ. وذلكَ على الرغمِ من بروزِ عدةِ تحدياتٍ تواجهُ الهدفَ التركيَ، منها توترُ علاقاتهِا معَ إسرائيلَ، وفشلُها السابقُ في ترويجِ رؤيتهِا للحلِ الذي تضمنَ مسارًا سياسيًا يرتكزُ على حلِ الدولتين، وتكونُ فيه تركيَا ضامنةٌ للفلسطينيينَ، على غرارِ اضطلاعِها بدورِ الضامنِ لأذربيجانَ بشأنِ إقليمِ ناجورنو كاراباخ.
نشطتْ الجهودُ التركيةُ في هذا السياقِ بعدَ انتقادِ بعضِ الجهاتِ في الولاياتِ المتحدةِ للوساطةِ القطريةِ، حيثُ طالبتْ بضرورةِ إحداثِ تغييرٍ في العلاقةِ معَ قطرَ إذا لم تؤمنْ نتائجَ مرضيةً لإسرائيلَ في النهايةِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، فإنَّ هناكَ رغبةً أمريكيةً لإنهاءِ الحربِ في قطاعِ غزةَ والتوصلِ إلى هدنةٍ، وذلكَ في ظلِ مؤشرات[1]ٍ عن تصعيدٍ جديدٍ قادمٍ على الجبهةِ الروسيةِ الأوكرانيةِ.
ومن هنا، رأتْ تركيا فرصةً للعبِ دورٍ أكثرَ أهميةً في الأزمةِ الحاليةِ من خلالِ الوساطةِ، نتيجةً للفجوةِ المحتملةِ التي قد تنتجُ عن تلكَ التطوراتِ. كمَا أنَّ الرئيسَ أردوغان وحزبهَ في حاجةٍ إلى إعادةِ زخمِ القضيةِ الفلسطينيةِ لأولوياتِ التحركاتِ التركيةِ في المنطقةِ، خاصةً بعدَ المواقفِ الأوليةِ الرسميةِ التي اتخذتهَا الحكومةُ التركيةُ تجاهَ المراحلِ الأولى لمَا بعدَ عمليةِ “طوفانِ الأقصى” والحربِ الإسرائيليةِ على قطاعِ غزةَ، والتي لم تلقْ استحسانَ المناصرينَ للقضيةِ الفلسطينيةِ في تركيا، وأثرتْ جزئيًا على نتائجِ الانتخاباتِ البلديةِ الأخيرةِ وثقةَ المواطنِ التركيِ في قيادتِه.
الخبرةُ التركيةُ في عملياتِ الوساطةِ
في السنواتِ الأخيرةِ، شوهدَ تطورًا ملحوظًا في الدورِ التركيِ للقيامِ بالوساطةِ في مفاوضاتِ حلِ النزاعاتِ والصراعاتِ في مناطقَ متعددةٍ حولَ العالمِ، وهو ما أكسبَها خبرةً طويلةً وعميقةً في الدبلوماسيةِ والتفاوضِ، وقد اكتسبتْ سمعةً دوليةً كوسيطٍ موثوقٍ بهِ وفعالٍ في تسويةِ النزاعاتِ.
ترىَ تركيا في مسارِ الوساطةِ أنهُ يميزُها في النظامِ الدوليِ، وتتمايزُ به عن القوىَ العظمَى، حيثُ تراهنُ على مكانتهِا كقوةٍ متوسطةٍ وتستندُ إلى علاقاتِها مع جميعِ اللاعبينَ الرئيسيينَ في الساحةِ الدوليةِ لخلقِ “منفذٍ سياسٍي” يتمثلُ في الوساطةِ وحلِ النزاعاتِ.[2] منْ خلالِ ابرازِ نفسِها بأنهَا جسرٌ بينَ الشرقِ والغربِ، وتمتعِها بموقعٍ جيوسياسٍي استراتيجيٍ يجعلُها قادرةً على التأثيرِ في العديدِ من القضايَا الدوليةِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، فإن تاريخَها الثقافيَ العريقَ وتنوعَها الثقافيَ يمنحهُا فهمًا عميقًا لتحدياتِ العالمِ المعاصرِ، مما يمنحُها الشرعيةَ للمساهمةِ في إيجادِ حلولٍ لهذهِ النزاعاتِ.
وفي سبيلِ تحقيقِ ذلكَ، أطلقتْ تركيا في عامِ ٢٠١٢ – بالتعاونِ مع فنلندا – مبادرةً بعنوانِ “الوساطةِ من أجلِ السلامِ”، تهدفُ هذه المبادرةُ إلى زيادةِ الوعيِ داخلَ المجتمعِ الدوليِ بأهميةِ الوساطةِ كوسيلةٍ لمنعِ الصراعاتِ وحلِها. كمَا تسعى إلى دعمِ بناءِ القدراتِ على الوساطةِ، سواءٌ داخلَ الأممِ المتحدةِ أو في المنظماتِ الإقليمية، حيث يكون لها القدرةُ على تحملِ مسؤوليةِ الوساطةِ في مجالِ مسؤوليِتها. وتُعززُ المبادرةُ أيضًا التنسيقَ بينَ الجهاتِ المختلفةِ المعنيةِ بالوساطةِ ، بهدفِ تقليلِ الازدواجيةِ والتعقيداتِ غيرِ الضروريةِ.[3]
بدأتْ تركيا جهودَ الوساطةِ الأولى على المستوى الإقليميِ في عام ٢٠٠٥، حيثُ توسطتْ في محادثاتٍ غيرِ مباشرةٍ بينَ سوريا وإسرائيلَ حولَ قضيةِ مرتفعاتِ الجولانِ، وعلى الرغم من عدم نجاحِ الجولاتِ الأربعِ للمحادثاتِ وإلغاءِ الوساطةِ في ديسمبرَ ٢٠٠٨، إلا أنَّ تركيا نجحتْ في جلبِ دمشقَ وتل أبيب إلى طاولةِ المفاوضاتِ، ووصلتْ مستوى المفاوضاتِ بينهَما الى حدِّ عرضِ إسرائيلَ انسحابِها من هضبةِ الجولانِ، مقابلَ توقيعِ معاهدةِ سلامٌ مع سوريَا.[4] وقد عكسَ هذا الجهدُ قدرةَ تركيا على تسهيلِ التواصلِ والحوارِ بينَ الأطرافِ المتنازعة في المنطقةِ. وعلى المستوى دونَ الإقليميُ، قامتْ تركيا في نفسِ العامِ بالوساطةِ بينَ الفصائلِ المتنافسةِ في داخلِ البلدُ الواحد، من خلالِ محاولةِ التوفيقِ بينَ الفصائلِ الشيعيةِ والسنيةِ العراقيةِ، وكذلكَ في لبنانَ من خلالِ تسهيلِ انعقادِ مؤتمرِ الدوحةِ للحوارِ الوطنيِ اللبنانيِ في مايو ٢٠٠٨ والذي وضعَ حدًا للأزمةِ السياسيةِ اللبنانيةِ وأفضىَ إلى انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للبلادِ.[5]
كما قدمتْ تركيا نفسَها كوسيطٍ في أزمةِ الملفِ النووي الإيراني، حيثُ استطاعتْ في مايو ٢٠١٠، وبالتعاونِ معَ البرازيل وبعدَ شهورٍ منَ المفاوضاتِ، التوصلَ إلى اتفاقٍ معَ إيران. بموجب هذا الاتفاق، قامتْ إيرانُ بتسليم ١٢٠٠ كيلو جرام من اليورانيوم المنخفضِ التخصيبِ (٣،٥٪) إلى تركيا في مقابلِ الحصولِ علي مهلةٍ أقصَاها سنةُ على ١٢٠ كيلو جرامًا منَ الوقودِ العاليِ التخصيبِ (٢٠٪) اللازم لمفاعلِ البحوثِ في طهرانَ، والذي يتمُ تأمينهُ من قبلِ فرنسا وروسيا ويستخدمُ لأغراضٍ مدنيةٍ. وقد شكل هذا الاتفاق دليلاً على أن القضيةَ النوويةَ الإيرانيةَ يمكنُ حلُها منْ خلالِ التفاوضِ بدلاً من فرضِ العقوباتِ، كما سمحَ لتركيا بإظهارِ قدرتِها على تحقيق النجاحِ في التوسطِ بينَ الأطرافِ، وهو ما فشلتْ فيه الدولُ الكبرىَ.[6]
أما على الصعيدِ الدوليِ، فقد لعبتْ تركيا دورًا بارزًا في التوسطِ بينَ روسيا وأوكرانيَا بعدَ اندلاعِ الحربِ الروسيةِ ضدَّ أوكرانيا. وتمكنتْ من تحقيق نتائجَ إيجابيةٍ في معالجةِ بعضِ تداعياتِ الحربِ المستمرةِ، أبرزُها إنجازُ اتفاقِ الممرِ الآمنِ لتصديرِ الحبوبِ التي انقطعتْ منذُ بدايةِ الحربِ، عبرَ إطلاقِ مركزِ تنسيقِ الحبوبِ في إسطنبولَ، لتسهيلِ عبورِ صادراتِ الأغذيةِ والحبوبِ الأوكرانيةِ والروسيةِ للوصولِ إلى الأسواقِ العالميةِ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، نجحتْ الدبلوماسية التركية في عقدِ أولِ لقاءٍ بينَ وزيريِ الخارجيةِ للبلدينِ خلالَ انعقادِ مؤتمرِ أنطاليا الدبلوماسيِ في مارسَ ٢٠٢٢، على الرغمِ من عدمِ التوصلِ إلى اتفاقٍ في تلكَ المحادثاتِ[7].
شجعتْ النجاحاتُ التي حققتَها الدبلوماسيةُ التركيةُ على المضيِ قدمًا في التوسطِ في الصراعِ الفلسطينيِ الإسرائيليِ. فبعدَ انسحابِ الجيشِ الإسرائيليِ من قطاعِ غزةَ في عامِ ٢٠٠٥، سعتْ تركيا للتوسطِ في المفاوضاتِ بينَ السلطةِ الفلسطينيةِ والحكومةُ الإسرائيليةُ. بالإضافةِ إلى ذلك، بدأتْ تركيا منذُ عامِ ٢٠٠٦ عمليةَ المصالحةِ بينَ حركتيِ حماسَ وفتحٍ، ووصلتْ آخرُ تطوراتِها إلى تصريحِ الرئيسِ أردوغان في ديسمبر الماضي[8] بأنهُ يبذلُ قصارىَ جهدهِ للمصالحةِ بينَ الحركتينِ، واستعدادَ تركيا لاستضافةِ مؤتمرٍ دوليٍ يجمعُ قادةَ الفصيلينِ بهدفِ تحقيقِ التهدئةِ والتوافقِ بينَ الفصائلِ الفلسطينيةِ.
استطاعتْ تركيا، منْ خلالِ عملياتِ الوساطةِ السابقةِ، تحقيقَ نجاحاتٍ ملموسةٍ وبارزةٍ، وهذهِ التحركاتُ الناجحةُ يفسرُها رؤيةُ رئيسِ الوزراءِ ووزيرُ الخارجيةِ السابقِ أحمد داود أوغلو[9]، بأنهُ ينبغيِ على الوسيطِ، سواءٌ كانَ فردًا أو مؤسسةً، أن يتعاطفَ ويحاولَ فهمَ ووضعَ نفسهِ في مكانِ الآخرُ. إذا لم يتمكنْ الوسيطُ من تحقيقِ التعاطفِ، فلنْ يكونَ قادرًا على فهمِ الدينامياتِ النفسيةِ للنزاعِ. وبالمثلِ، يجبُ على الأطرافُ التي نرغبُ في جمعِها أن يرَوا الوسيطَ كأحدٍ منهم. كذلكَ فإنَ الاعتباراتِ النفسيةَ تلعبُ دورًا هامًا، قد يكونُ مثلَ أهميةِ الجوانبِ الموضوعيةِ للأزمةِ المطروحةِ. على الأقلِ، بدونِ الثقةِ المتبادلةِ أو التحضيرِ النفسيِ المناسبِ، فإنَّ النجاحَ غيرَ ممكنٍ. وتأتيُ التفاصيلُ التقنيةُ للمفاوضاتِ بعدَ ذلكَ، وبقيةُ الأمورُ تتعلقُ بوجودِ الإرادةِ السياسيةِ المناسبةِ لحلِ المشكلةِ.
دوافعُ وتحركاتٌ محفزةٌ لتركيا
1- انتقاداتٌ أمريكيةٌ للوساطةِ القطريةِ
في 15 أبريلَ الماضي، أصدرَ عضوُ الكونغرسِ الأمريكيِ “ستيني هوير” بيانًا على موقعِه الرسميِ[10] تضمنَ العديدَ منَ الانتقاداتِ للوساطةِ القطريةِ، مطالبًا إياها بممارسةِ الضغطِ على حماسَ لقبولِ إطلاقِ سراحِ الرهائنِ بشكلٍ معقولٌ ووقفٍ مؤقتٍ لإطلاقِ النارِ. ملوحًا أن حماسَ سعتْ إلى استخدامِ وسيطها قطر – التي ساعدتْ منذُ فترةٍ طويلةٍ في تمويلِ ودعمِ وإيواءِ المنظمةِ الإرهابيةِ – للحصولِ على تنازلاتٍ أكبرَ من إسرائيلَ. وهددَ الدوحةَ بأنهَا إذا فشلتْ في ممارسةِ هذا الضغطِ، فيجبُ على الولاياتِ المتحدة إعادةَ تقييمِ علاقتهِا مع قطرَ .
في المقابلِ، أعربتْ السفارةُ القطريةُ في واشنطن، في بيانٍ لها[11]، عن استغرابِها من استخدامِ النائبِ الأمريكيِ لغةَ التهديدِ، مؤكدةً على أن قطرَ وسيطٌ فقط وأنَّ الدوحةَ “لا تسيطرُ على إسرائيلَ أو حماسَ” لافتةً إلى أنَّ الطرفينِ وحدهَما المسؤولانِ عن التوصلِ لاتفاقٍ، مذكرةً إياهُ بطبيعةِ العلاقةِ القطريةُ-الأمريكيةِ التي تتضمنُ استضافةَ قطرَ لأكبرِ قاعدةٍ أمريكيةٍ في الشرقِ الأوسطِ بعددٍ يصلُ إلى 10 آلافِ جنديٍ أمريكيٍ.
وأظهرتْ هذه التوتراتُ رغبةً من بعضِ المشرعينَ في الكونغرسِ الأمريكيِ في إنهاءِ الحربِ عبرَ انجازِ اتفاقٍ يهدفُ إلى تحقيقِ انتصارٍ لإسرائيلَ التي تعانيِ داخليًا من تداعياتِ عمليةِ “طوفانِ الأقصى” ومن تحدياتٍ مختلفةٍ، بما في ذلكَ قصفُ إيرانَ للداخلِ الإسرائيليِ. كمَا تسعىَ هذهِ الجهودُ لإضعافِ “المقاومةِ الفلسطينية” وتقويضِ قدرتِها على تكرارِ هجومِها السابقِ ونشاطاتِها المقاومةِ للاحتلالِِ. ولذلكَ، فإنهُ منَ المتوقعِ للوساطةِ القطريةِ أنها لن تستجيبَ للمطالبِ والانتقاداتِ والضغوطِ الأمريكيةِ للتأثيرِ على حركةِ “حماسَ”، وذلكَ لأن إبرامَ اتفاقٍ على هذا النحوِ غيرِ مرجحٍ.
2- إعادةُ تقييمٍ لدورِ الوساطةِ القطريةِ
خلالَ زيارةِ وزيرِ الخارجيةِ التركيُ “هاكان فيدان” إلى العاصمةِ القطريةِ الدوحةِ في ١٧ أبريلَ الماضي، التقىَ خلالهَا نظيرهَ القطريَ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحثِ الوضعِ في فلسطينَ والتطوراتِ الإقليميةِ، إلى جانبِ تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيةِ. صرحَ وزيرُ الخارجيةِ القطريُ بأن بلادَه تخططُ لإعادةِ تقييمٍ شاملٍ لدورهِا كوسيطٍ بينَ إسرائيلَ وحركةِ حماسَ، وأكدَ أن الدوحةَ تعرضتْ للاستغلالِ والإساءةِ وتمَّ تقويضُها من قبلِ أولئك الذينَ يحاولونَ تحقيقَ مكاسبَ سياسيةٍ.
هذا التصريحُ فتحَ البابَ جزئيًا لوساطةٍ تركيةٍ محتملة، وذلك بالنظرِ إلى زيارة “فيدان” إلى الدوحةِ، التي شملتْ أيضًا – وفقًا لتقاريرِ وكالةِ الأناضول الحكوميةِ نقلاً عن مصادرَ دبلوماسية[12]ٍ – عقدَ اجتماعٍ معَ مسؤولينَ في حركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ “حماس”، وتناولَ الجانبانِ خلالَ الاجتماعِ قضايَا مثلَ المساعداتِ الإنسانيةِ ووقفِ إطلاقِ النارِ في قطاعِ غزةَ، بالإضافةِ إلى ملفِ المحتجزينَ الإسرائيليينَ لدىَ الحركةِ.
3- زيارةُ وكيلِ وزارةِ الخارجيةِ الأمريكيِ لأنقرة[13]:
وصفتْ زيارةُ وكيلِ وزارةِ الخارجيةِ للشؤونِ الإداريةِ والقائمُ بأعمالِ وكيلِ الوزارةِ للشؤونِ السياسيةِ جون باس، الى أنقرةَ، بمثابةِ بحثِ احتماليةِ قيامِ تركيا بالوساطةِ. حيثُ تمتْ مناقشةُ سبلِ تعميقِ التنسيقِ بينَ البلدينِ بشأنِ الأمنِ الإقليميِ، وأهميةِ الجهودِ المستمرةِ لزيادةِ المساعداتِ الإنسانيةِ لغزةَ، وحمايةِ المدنيينَ الفلسطينيينَ، وضمانِ وقفٍ فوريٍ لإطلاقِ النارِ، بما يضمنُ إطلاقَ سراحِ جميعِ الأسرى، كمَا جرىَ خلالَ اللقاءِ تناولُ الأهميةِ القصوىِ لمنعِ تصعيدِ الصراعاتِ في المنطقةِ أو نشوبِ صراعٍ أوسعَ نطاقاً.
كمَا التقيَ باس مع عددٍ من المسؤولينَ الأتراكِ، منهمْ نائبُ وزيرِ الخارجيةِ “براق أقتشابار” وناقشا سبلَ تعميقِ التنسيقِ في مجالِ الأمنِ الإقليميِ، وكذلكَ معَ “عاكف تشاغاطاي قليتش”، كبيرِ مستشاريِ الرئيسِ التركيِ لشؤونِ السياسةِ الخارجيةِ والأمنِ، وتمَ خلالَ اللقاءِ مناقشةُ المزيدِ من قضايا السلامِ والأمنِ في المنطقةِ.
ووصفَ المسؤولونَ الأمريكيونَ تركيا بأنهَا “حليفةٌ محوريةٌ تقيمُ معها الولاياتُ المتحدةُ شراكةً في أهمُ القضايا الإقليميةِ والعالميةِ وتعملُ على تعميقِ وتوسيعِ العلاقاتِ الثنائيةِ معهَا”، وأكدوا أنَّ المحادثاتِ كانتْ “صريحةً ومنفتحةً” وشكلتْ تتمةَ مهمةً للاتصالاتِ المستمرةِ بخصوصِ كافةِ القضايَا ذاتِ الاهتمامِ المشتركِ.
4- تدشينُ أنقرةَ للوساطةِ من بوابةِ “نزعِ السلاحِ”:
جاءَ تصريحُ وزيرِ الخارجيةِ التركيِ، هاكان فيدان، بإنَ قادةَ حماسَ أعربوا عنْ قبولهِم بحلِ الجناحِ العسكريِ للحركةِ في حالِ تمَّ إنشاءُ دولةٍ فلسطينيةٍ على حدودِ 67، وإلى موافقةِ حماسَ على تحولِ الحركةِ إلى حزبٍ سياسيٍ،[14] بمثابةِ تدشينِ منْ أنقرةَ للوساطةِ، وأيضًا كتحركٍ إيجابيٍ تجاهَ إنهاءِ الحربِ الإسرائيليةُ على قطاعِ غزة. وهذا التحركُ التركيُ، أثارَ ردَ فعلٌ أمريكي[15]، حولَ إمكانيةِ وجودِ مشاركةٍ أوسعَ لتركيَا في الوساطةِ المتعلقةِ بالوضعِ في قطاعِ غزةَ، وربما أيضاً استضافةُ أنقرةَ اجتماعاتٍ في هذا الإطارِ، وذلك بعدَ تقديراتٍ من مؤسساتِ صناعةِ القرارِ الأميركيةِ ذاتِ الصلةُ.
5- زيارةُ قادةِ حركةِ “حماس” لإسطنبولَ:
التقىَ الرئيسُ التركيُ رجب طيب أردوغان، رئيسَ المكتبِ السياسيِ لحركةِ حماسَ إسماعيل هنية في قصرِ “دولمة بهجة” الرئاسيِ بإسطنبولَ، وبحثَا خلالَ اللقاء الهجماتِ الإسرائيليةَ على الأراضيِ الفلسطينيةِ وفي مقدمتهِا غزةَ، وكذلكَ ما يجبُ القيامُ به لضمانُ توصيلِ المساعداتِ الإنسانيةِ الكافيةِ ودونَ انقطاعٍ إلى غزةَ، والقضايَا المتعلقةَ بعمليةِ سلامٍ عادلةٍ ودائمةٍ في المنطقةِ. برزَ خلالَ اللقاءِ إعلانُ تركيا مواصلةَ مساعيِها الدبلوماسيةِ، ودعمَها المستمرَ للفلسطينيينِ، وكذلك الحاجةُ إلى وقفٍ عاجلٍ ودائمٍ لإطلاقِ النارِ وعلى إنهاءِ الأعمالِ الوحشيةِ، وبذلِ كافةِ الجهودِ من أجلِ إقامةِ دولةِ فلسطينَ المستقلةِ، التي تعدُ مفتاحَ السلامِ الإقليميِ، وإحلالِ السلامِ الدائمِ في المنطقةِ.[16]
أهدافُ أنقرةَ في تبنيِ دورِ الوساطة
تسعى تركيا إلى الوساطةِ لتحقيقِ مجموعةٍ من الأهدافِ على الصعيدينِ الداخليِ والخارجيِ، ومن بينِ أبرزِ هذهِ الأهدافِ:
1- معالجةُ أحدِ أسبابِ النتائجِ السلبيةِ للإنتخاباتِ البلديةِ:
رغمَ وجودِ أسبابٍ متعددةٍ للنتائجِ السلبيةِ التي حققَها حزبُ العدالةِ والتنميةِ الحاكمِ في الانتخاباتِ البلديةِ الأخيرةِ، والتي شملتْ خسارتَهُ للعديدِ من البلدياتِ، خاصةً البلدياتِ الكبرىَ لصالحِ حزبِ الشعبِ الجمهوريِ المعارضِ، إلا أن أحدَ تلكَ الأسبابِ يتعلقُ بموقفِ الحزبِ وقيادتهِ من العدوانِ الإسرائيليِ على قطاعِ غزةَ. ونتيجة لذلك، قام بعض أنصار الحزب الحاكم الغاضبينَ منَ الموقفِ الرسميِ التركيِ تجاهَ الحربِ، وأيضاً بسببِ ما تمَّ ترويجهُ من بعضِ الأحزابِ المحافظةِ والمعارضةِ حولَ استمرارِ التعاونِ التركيِ الإسرائيليِ بالرغمِ منَ المجازرِ الإسرائيليةِ بحقِ الشعبِ الفلسطينيِ، بالقيامِ إما بعدمِ التصويتِ نهائيًا في الانتخاباتِ أو التصويتِ للأحزابِ المحافظةِ الأخرىَ مثلَ حزبِ الرفاه مجددًا، كجزءٍ من تصويتٍ انتقاميٍ أو احتجاجيٍ ضدَّ سياساتِ ومواقفِ الحزبِ الحاكمِ.
2- التأكيدُ على تحولِ السياساتِ التركيةِ:
خلالَ العامينِ الأخيرينِ من فترةِ وزارةِ مولودِ تشاووش أوغلو كوزيرٍ للخارجيةِ، بدأتْ تظهرُ تحولاتٌ تدريجيةٌ في السياسةِ الخارجيةِ التركيةِ، هذه التحولاتُ ترتكزُ على تعزيزِ العلاقاتِ معَ مختلفِ الدولّ والجهاتِ الدوليةِ، وتعزيزِ التعاونِ الإقليميِ والدوليِ، وتسهيلِ حلِّ النزاعاتِ وتحقيقِ الاستقرارِ في المنطقةِ. في السابقِ، كانتْ تركيا تشعرُ بالعزلةِ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ بسببِ السياساتِ التي اتخذتهَا في الماضيِ في مختلفِ القضايَا الإقليميةِ والدوليةِ، والتي قد تسببتْ في تأثيرٍ سلبيٍ على العلاقاتِ معَ بعضِ الدولِ والجهاتِ في المنطقةِ. ومعَ التغيراتِ في التوجهاتِ السياسيةِ والدبلوماسيةِ، بدأتْ تركيا في اتخاذِ خطواتٍ لتحسينِ علاقاتِها معَ دولِ المنطقةِ، لتحجيمِ وضعِ تهميشِها وتعزيزِ دورِها وتأثيرُها على الساحةِ الإقليميةِ والدوليةِ.
وفيما يتعلقُ بالأزمةِ الحاليةِ كانتْ تركيا خلالَ جولاتِ التصعيدِ السابقةِ، سواءٌ في قطاعِ غزةَ أو في بعضِ مساراتِ القضيةِ الفلسطينيةِ، تتخذُ مواقفَ متسقةً إلى حدٍ كبيرٍ مع تطلعاتِ الشعبِ الفلسطينيُ، ونتيجةً لتلكِ المواقفِ، حدثَ تدهورٌ كبيرّ في العلاقاتِ التركيةِ الإسرائيليةِ. ومعَ ذلكَ، في سياقِ الحربِ الحاليةِ في قطاعِ غزةَ، كانتْ ردودُ الفعلِ الأوليةُ الصادرةُ عن أنقرةَ يمكنُ وصفُها بأنهَا هادئةٌ وحياديةٌ إلى حدٍ كبيرٍ.
فقد دعَا الرئيسُ التركيُ أردوغان الإسرائيليينَ والفلسطينيينَ على حدٍ سواءٍ إلى ضبطِ النفسِ وتجنبِ الخطواتِ التي قد تؤديِ إلى تصعيدِ التوترِ، وأنه “يتعينُ عليهمْ الامتناعُ عن الأعمالِ العدائيةِ”، مشددًا على رفضِ أي تعرضٍ لأيِ شخصٍ بريءٍ سواءٌ في الأراضيِ الإسرائيليةِ أو الفلسطينيةِ. وأعربَ أثناءَ اتصالاتٍ هاتفيةٍ معَ نظيريهِ الفلسطينيِ محمود عباس والإسرائيليِ إسحاق هرتسوغ[17]، عن حزنهِ العميقِ لمقتلِ المدنيينَ، معربًا عنْ استعدادهِ لكافةِ أشكالِ الوساطةِ، بمَا في ذلكَ تبادلُ الأسرىَ، في حالِ طلبِ الطرفينِ الفلسطبينيِ والإسرائيليِ ذلكَ.
3- انطلاقةٌ رياديةٌ لإدارةِ الملفِ الفلسطينيِ:
تسعىَ تركيا منْ خلالِ جهودِ الوساطةِ، ليسَ فقط للوصولِ إلى اتفاقٍ يؤديِ إلى وقفِ الحربِ الإسرائيليةِ في قطاعِ غزةَ، بل أيضًا للسعيِ في المراحلِ التاليةِ نحوَ التوصلِ إلى حلٍ للقضيةِ الفلسطينيةِ. وتتضمنُ هذهِ الجهودُ الرغبةَ في تحقيقِ تسويةٍ دائمةٍ وشاملةٍ للصراعِ الفلسطينيِ الإسرائيليِ، والتوصلَ في النهايةِ إلى اتفاقٍ يفضيِ إلى إنشاءِ دولةٍ فلسطينيةٍ ضمنَ حدودِ عامِ 1967. تنطلقُ هذه الرؤيةُ منَ اعتقادِ تركيَا بأنَ حلَّ القضيةِ الفلسطينيةِ يمثلُ الأساسَ لتحقيقِ السلامِ الدائمِ في المنطقةِ، وهو أيضًا ضروريٌ للحفاظِ على الأمنِِ والاستقرارِ الإقليميِ. بالتاليِ، فإنَّ مجردَ وقفِ الحربِ الحاليةِ لن يكونَ حلاً مستدامًا. وبناءً على ذلكَ، فإنَ الوساطةَ التركيةَ تهدف إلى خلقِ بيئةٍ مواتيةٍ للمفاوضاتِ السلميةِ وتقديمِ دعمٍ قويٍ للجهودِ المبذولةِ لتحقيقِ السلامِ الشاملِ والعادلِ في الشرقِ الأوسطِ.
4- تعزيزُ رؤية ِ”قرن تركيا”:
أعلنَ الرئيسُ أردوغان في نوفمبرَ ٢٠٢٢، ضمنَ حملتهِ الانتخابيةِ للترشحِ في انتخاباتِ مايو ٢٠٢٣ الماضيةِ، عن نيتهِ تقديمَ رؤيةٍ مستقبليةٍ جديدةٍ للجمهوريةِ التركيةِ تحملُ اسمَ “قرن تركيا”، وتشملُ هذه الرؤيةُ مساراتٍ جديدةً وطموحةً للسياسةِ الخارجيةِ التركيةِ. وتتلخصُ أهدافُ السياسةِ الخارجيةِ في هذهِ الاستراتيجيةِ الجديدةِ بالعملِ على تهيئةِ الظروفِ الملائمةِ لتحقيقِ السلامِ والاستقرارِ والازدهارِ في المنطقةِ.
أحدُ أبرزِ مساراتِ تلكَ الرؤيةِ الجديدةِ هو مسارُ “تركيا الجديدة”، التي تقابلُ عادةً مع “تركيا القديمةِ” التي كانتْ ضعيفةً وغيرَ فعالةٍ ومشغولةٍ بالعديدِ من الأزماتِ الداخليةِ والخارجيةِ. كمَا يتمثلُ مسارٌ آخرُ في فكرةِ التفوقِ الأخلاقيِ، حيثُ يركزُ على قضايَا القيمِ والنجاحِ والسلامِ في تركيا والعالم.[18] وبالفعلِ استطاعتْ تركيا في إطارِ هذه الرؤيةِ إعادةَ هيكلةِ سياستِها الخارجيةِ وإصلاحَ علاقاتهِا معَ دولِ المنطقةُ، كما لعبتْ دورًا في دعمِ الحلِّ السلميِ للنزاعاتِ والوساطةِ.
5- وسيطٌ يمكنُ الاعتمادُ عليهِ:
بعدَ النتائجِ الإيجابيةِ التي حققتهَا تركيا كوسيطٍ في معالجةِ بعضِ تداعياتِ الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ، أثبتتْ تركيا قدرتهَا على أداءِ دورِ الوساطةِ بفاعليةٍ، فأصبحتْ تمتلكُ مصداقيةً دولية بناءً على تاريخها في الوساطة والتفاوض، وقد أظهرتْ ذلكَ من خلالِ تنظيمِ أولِ اجتماعٍ رسميٍ بينَ وزيريِ الخارجيةِ الروسيِ والأوكرانيِ أثناءَ جلساتِ مؤتمرِ أنطاليَا الدبلوماسيِ، وهو الاجتماعُ الذي عكسَ دورَ تركيَا الفعالَ الذي لعبتهُ كوسيطٍ في تيسيرِ حوارِ السلامِ بينَ الأطرافِ المعنيةِ.
تسعىَ تركَيا كقوةٍ متوسطةٍ ناهضةٍ إلى تعزيزِ دورها كوسيطٍ موثوقٍ به، خاصةً إذا نجحتْ من خلالِ التوسطِ في الأزمةِ الحاليةِ للتوصلِ إلى اتفاقٍ بينَ إسرائيلَ والمقاومةِ الفلسطينيةِ، فهذا النجاحُ سيعززُ ريادتَها ومكانتَها في المنطقةِ كلاعبٍ إقليميٍ مؤثرٍ، وسيعززُ صورتَها الدوليةَ بتقديمِ نفسِها كوسيطٍ محايدٍ وفاعلٍ في تحقيقِ السلامِ والاستقرارِ.
6- إصلاحُ وتعزيزُ العلاقاتِ مع طرفي النزاعِ:
على الرغمِ من العلاقاتِ السيئةِ بينَ تركيا وإسرائيلَ، فإنَّ عمليةَ الوساطةِ المقترحةِ يمكنُ أن تشكلَ بدايةً لإصلاحِ العلاقاتِ التركيةِ الإسرائيليةِ المتوترةِ، خاصةً في حالةِ قدرةِ تركيا على انجارِ اتفاقٍ يرضيِ الإسرائيليينَ. بالإضافةِ إلى ذلكَ، ستعملُ تركيا على تعزيزِ علاقتِها معَ حركةِ “حماس”، وستسعىَ منٍ خلالِها إلى تعزيزِ علاقاتهٌا مع حركاتِ المقاومةِ الفلسطينية، ومن بينها حركةُ الجهادِ الإسلامي، والتي تحتفظُ بعلاقةٍ وثيقةٍ بإيرانَ، الدولةُ التي تنافسُ تركيَا جيوسياسيًا في المنطقةِ. بالتالي، تحاولُ تركيَا استغلالَ هذه الفرصةِ لتعزيزِ العلاقاتِ معَ الجانبين، سواءٌ معَ إسرائيلَ أو الفلسطينيينَ، وبالتاليِ تعزيزُ موقعُها في المنطقةِ.
وختامًا:
بالرغمِ من المساعيِ التركيةِ الحثيثةِ نحو تبنيِ دورَ الوساطةِ، إلا أن هناكَ عدةَ تحدياتٍ معقدةٍ تعترضُ طريقَها للقيامِ بهذا الدورِ، منها عدمُ استقرارِ العلاقاتِ مع الولاياتِ المتحدةِ، حيثُ تمَّ تأجيلُ زيارةُ أردوغانَ إلى واشنطن التي كانتْ مقررةً في التاسعِ من مايو المقبل، والتي كان من المفترضِ أن تسهمَ في تعزيزِ دورِ تركيا خلالَ حلِ الأزمةِ الحاليةِ.
كما تشكلُ العلاقاتُ المترديةُ مع إسرائيلَ معضلةً كبيرةً، خاصةً بعدَ تصريحاتِ أردوغانَ المنددةِ بالحكومةِ الإسرائيليةِ وتصنيفِها بالإرهابِ، معَ رفعها لدعوى قضائيةٍ ضدَّ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمامَ المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ، تتهمهُ فيها بارتكابِ جرائمِ إبادةٍ جماعية في قطاع غزة. كما قامتْ الحكومةُ التركيةُ بفرضِ قيودٍ تجاريةٍ على إسرائيلَ، شملتْ 54 منتجاً.
وأيضًا التصريحاتُ التضامنيةُ التي أطلقهَا أردوغانُ مؤخرًا تجاهَ حركةِ “حماسَ” ووصفُها بأنها حركةُ تحررٍ وطنيٍ، بالإضافةِ إلى ذلكَ، انتقدَ الرئيسُ أردوغان بشدةٍ الدعمِ العسكريِ والدبلوماسيِ الغيرِ المشروطِ الذي تقدمهُ الإدارةُ الأمريكيةُ لإسرائيلَ، مشيرًا إلى أنَّ هذا الدعمَ يزيدُ من تفاقمِ المشكلةِ في غزةَ دونَ المساهمةِ في حلهِا.
وعلى الرغمَ من ذلكَ، ونظرًا للوضعِ الراهنِ والذي كادَ أن يتطورَ لاندلاعِ صراعٍ إقليميٍ بعدَ القصف المتبادل بين إيرانَ وإسرائيلَ، فإنهُ من الممكن أن نشهدَ خلالَ المرحلةِ المقبلةِ مشاركة أوسع لتركيا مع اللاعبينَ البارزينَ في ملفِ الوساطةِ المتعلقةِ بالوضعِ في قطاعِ غزةَ، حيث يتوقعُ أن يكونَ الدورُ التركيُ مكملاً وداعمًا لجهودِ وقفِ الحربِ، وليسَ تحركًا منفردًا نحو دورِ الوساطةِ الأساسيِ.
المصادر:
[1] Ukraine says Putin’s buffer zone comment is a sign of escalation, Reuters, 18/3/2024, Available at the next link: https://2u.pw/QGyT6QTP.
[2] جنى جبور، “تركيا دبلوماسية القوة الناهضة”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أبريل ٢٠١٩، ص ٢٠٤.
[3] Ahmet Davutoğlu & Erkki Tuomioja, “Mediation for peace: A means toward a better world”, hurriyetdailynews 25/2/2012, Available at the next link: https://2u.pw/jry9wK8q.
[4] سوريا وإسرائيل.. وساطة تركية لسلام في الوقت الضائع، الجزيرة نت، ٢٥/٤/٢٠٠٨، متاح على: https://2u.pw/8JlpoQAG.
[5] جنى جبور، مرجع سابق، ص ٢٠٦.
[6] المرجع السابق، ص ٢٠٨ – ٢٠٩.
[7] No progress on Ukraine ceasefire in Lavrov-Kuleba meeting, Reuters, 10/3/2022, Available at the next link: https://2u.pw/3ApBxcKU.
[8] هل تستطيع تركيا تحقيق المصالحة بين فتح وحماس؟ وما دور الجزائر ومصر؟، موقع الخليج الجديد، ٢/١/٢٠٢٤، متاح على: https://2u.pw/3LXhlbmP.
[9] Ahmet Davutoğlu, “Turkey’s Mediation: Critical Reflections from the Field”, Middle East Policy, 26/3/2013, Available at the next link: https://2u.pw/FZZOKeg9.
[10] Hoyer Statement Urging Qatar to Apply Pressure on Hamas to Accept Reasonable Hostage Release and Temporary Ceasefire, 15/4/2024, Available at the next link: https://2u.pw/sh3na6po.
[11] Qatar rejects US congressman’s criticism of its mediation efforts in Gaza, Reuters, 16/4/2024, Available at the next link: https://2u.pw/RGsMI5Ph.
[12] الدوحة.. وزير الخارجية التركي يلتقي رئيس المكتب السياسي لحماس، وكالة الأناضول التركية، ١٧/٤/٢٠٢٤، متاح على: https://2u.pw/kV5xUz6E.
[13] مصادر أمريكية: مباحثات في أنقرة ناقشت التنسيق بشأن الأمن الإقليمي، وكالة الأناضول التركية، ١٦/٤/٢٠٢٤، متاح على: https://2u.pw/OwdvcMW0.
[14] تركيا تدشن وساطتها بين حماس وإسرائيل بـ”نزع السلاح”، سكاي نيوز عربية، ١٨/٤/٢٠٢٤، متاح على: https://2u.pw/4Acgqev1.
[15] تمسك أميركي بالوساطة القطرية في غزة… واتجاه لتوسيع دور تركيا، موقع العربي الجديد، ٢٢/٤/٢٠٢٤، متاح على: https://2u.pw/MKbxcN4o.
[16] الرئيس أردوغان يلتقي إسماعيل هنية، وكالة الأناضول التركية، ٢٠/٤/٢٠٢٤، متاح على: https://2u.pw/YDQ3dAi4.
[17] أردوغان يبحث مع نظيريه الفلسطيني والإسرائيلي التطورات الأخيرة، صحيفة ديلي صباح التركية، ٩/١٠/٢٠٢٣، متاح على: https://2u.pw/6OyT1Ok3.
[18] سعيد الحاج، ” “قرن تركيا”.. رؤية إستراتيجية أم دعاية انتخابية؟”، الجزيرة نت، ١٣/١١/٢٠٢٢، متاح على: https://2u.pw/8JijtGdj.