المقالات
مؤشرات عدة: هل تندلع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل بعد اتفاق غزة ؟
- أكتوبر 15, 2025
- Posted by: ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط

إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
مع اقتراب إنتهاء مدة الاتفاق النووي بشكل رسمي في 18 أكتوبر 2025، تُثار مخاوف عدة من أن يكون الشرق الأوسط على أعتاب مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل؛ إذ تلوح في الأفق مؤشرات عدة تشير إلى أن تل أبيب قد تشن ضربة عسكرية على طهران قبل إنتهاء العام الحالي، ومنها التهديدات المتبادلة بين الطرفين، والاستعدادات الأمنية والعسكرية التي يجريها البلدين، فضلًا عن تهيئة الرأي العام لنشوب حرب أطول من سابقتها بينهما، وذلك من خلال تصريحات المسؤولين المتكررة حول اقتراب تلك المواجهة، وفي ضوء ذلك؛ تُثار كثير من التساؤلات حول دوافع الدولتين للإقدام على الحرب مجددًا، وما إذا كان سيناريو المواجهة العسكرية سيتكرر فعلًا أم لا:
أولًا؛ مؤشرات متزايدة تنذر بمواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل:
تزايدت في الآونة الأخيرة، التحذيرات والتهديدات التي تنذر بإندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل، خاصةً مع تعثر المفاوضات النووية الإيرانية، وعودة العقوبات الأممية على طهران جراء تفعيل آلية “سناب باك”، وفيما يلي أبرز المؤشرات التي تفيد باقتراب حدوث مواجهة عسكرية بين البلدين:
التهديدات المتبادلة بين الجانبين؛ والتي جاءت على لسان كبار القادة والمسؤولين في كلا الدولتين، حيث اعتبرها البعض أنها تهيئة من القيادة السياسية الإيرانية والإسرائيلية، إلى الرأي العام لحدوث صراع عسكري في المستقبل القريب، ويمكن إيجاز ملامح الحرب الكلامية بين البلدين على النحو التالي:
أ. من الجانب الإيراني:
نوه نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، يوم 18 أغسطس 2025، بأن “علينا أن نكون مستعدين للمواجهة في أي لحظة، نحن لسنا في ظل وقف لإطلاق النار، بل في حالة وقف للأعمال العدائية”، وهو ما أكد عليه أيضًا المستشار العسكري للمرشد الإيراني يحيي رحيم صفوي، قائلًا “قد تندلع حرب جديدة مع إسرائيل في أي وقت، فوقف الأعمال العدائية الحالية لا ينبغي أن يُصنف على أنه وقف إطلاق نار، لسنا في حالة وقف إطلاق نار، بل في مرحلة حرب، وقد تنهار في أي لحظة”.[1]
كما أشار صفوي إلى أن بلاده تعد خطط لمواجهة أسوأ السيناريوهات، داعيًا إلى ضرورة تعزيز المنظومات الدفاعية والاستراتيجيات الهجومية في آنٍ واحد، بما يشمل القدرات الدبلوماسية والإعلامية والسيبرانية والصاروخية والطائرات المسيرة، مؤكدًا أن “أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، والاستعداد للحرب هو الطريق الأمثل لضمان السلام”.
صرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، يوم 22 أغسطس الماضي، بأن “الحرب العسكرية بين إيران وإسرائيل لم تنتهي بعد”، محذرًا بأن “أي تهديد جديد، خصوصًا من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، سيُقابل برد حاسم وساحق، يجعل المعتدي نادمًا”، مؤكدًا أن “القوات المسلحة الإيرانية في أعلى درجات الاستعداد للمواجهة”.[2]
أشار نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زادة، يوم 4 سبتمبر 2025، إلى أن احتمالات وقوع الحرب مع إسرائيل، واردة بنسبة كبيرة، مؤكدًا أن طهران ستحاول تجنيب المنطقة حربًا بلا نهاية.
شدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي، خلال لقائه قائد الحرس الثوري محمد باكبور يوم 28 سبتمبر الماضي، على أن “القوات المسلحة الإيرانية جاهزة تمامًا للتصدي لأي تهديد أو عدوان محتمل”، مشيرًا إلى أن “تعزيز وتحديث الأنظمة والمعدات الدفاعية يسير بوتيرة جيدة”، ومؤكدًا على التنسيق والتكامل بين الجيش الإيراني والحرس الثوري.[3]
كما أكد موسوي، استعداد القوات البحرية لمواجهة أي صراع محتمل، مهددًا بالرد المماثل على أي اعتراض لناقلات النفط الإيراني، وذلك في أعقاب إعادة العقوبات الأممية على طهران.
أعلن قائد الوحدة الصاروخية في الحرس الثوري الإيراني مجيد موسوي، يوم 6 أكتوبر 2025، أن قواته على استعداد تام للتصدي الحاسم والسريع لأي تهديد أو مغامرة من جانب “العدو الإسرائيلي”، مشيرًا إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بالوحدة الصاروخية جراء حرب الـ12 يومًا التي وقعت في يونيو الماضي.[4]
صرح مساعد منسق الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي، بأن “إيران لا تخشى تهديدات إسرائيل”، مؤكدًا أن “الرد الإيراني، في حال وقوع المواجهة، سيكون شديدًا، وغير متوقع”.
ب. من الجانب الإسرائيلي:
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم 28 سبتمبر 2025، بأن “يجب أن نحافظ على الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران، وعدم التسامح مع استئناف جهودها لبناء قنابل نووية تهدف إلى تدمير إسرائيل”.[5]
أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، استعداده لضرب إيران مجددًا، قائلًا “نحن مستعدون للهجوم مجددًا عند الضرورة، فهجوم يونيو الماضي كان حربًا استباقية تهدف إلى القضاء على تهديد وجودي قبل أن يتحول إلى خطر حقيقي”.[6]
حذر المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية أمير بارام، من أن بلاده ستواجه جولات أخرى من الحروب مع إيران مستقبلًا، مشيرًا إلى أن الوزارة، ومن أجل الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي، تعمل على3 مستويات زمنية؛ مدى قصير يتضمن التوريد والمشتريات، ومدى متوسط يتضمن تحسين الجاهزية للعقد المقبل، ومدى طويل يتضمن تطوير أنظمة تسليحية قادرة على تغيير قواعد اللعبة في ساحات المستقبل.[7]
كما أوضح بارام أن وزارته بصدد إنشاء “المجلس الأعلى للتسليح”، والذي سيكون من شأنه تمكين إسرائيل من تسريع وتيرة استعدادها بشكل ملحوظ للحرب مع إيران وأعداء آخرين.
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وزعيم حزب “يسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، بأن “من يظن أن القضية مع إيران قد انتهت فهو مخطئ ويضلل الآخرين، الإيرانيون يعملون بجد بالفعل؛ فهم يعززون قدراتهم الدفاعية والعسكرية يوميًا، وقد استؤنفت الأنشطة في المواقع النووية، يبدو أن الإيرانيين يحاولون مفاجأتنا هذه المرة”.[8]
أكد الرئيس التنفيذي لمنتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي يارون بوسكيلا، يوم 8 سبتمبر الماضي، أن “طهران لن تبقى متفرجة على العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإيران لديها دافعًا واضحًا للرد عبر استهداف إسرائيل خارج أراضيها، واستخدام وكلائها في المنطقة، خصوصًا في اليمن والعراق”.[9]
الاستعدادات العسكرية؛ أتخذ كلا الدولتان خلال الفترة الأخيرة، مجموعة من الخطوات والإجراءات العسكرية والأمنية، التي قد تنذر باقتراب المواجهة بينهما، وقد شملت تلك الاستعدادات التالي:
أ. في الجانب الإيراني:
_ ترتيبات أمنية بالداخل؛ أقدمت إيران على تعيين علي لاريجاني أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، وهو ما اعتبره البعض أنها عودة تتضمن رغبة إيرانية في الاعتماد على شخصية سياسية ذات خبرة واسعة، لتأمين الجبهة الداخلية، وترتيب الأولويات بين المسارات النووية والعسكرية والدبلوماسية.
كما أقدمت طهران على إنشاء “مجلس الدفاع الوطني”، ليكون منوطًا بتنسيق الاستراتيجية والعمليات والخدمات اللوجستية بين مختلف فروع القوات المسلحة الإيرانية، وتحمل هذه الخطوة كثير من الدلالات؛ منها: الرغبة في إجراء إعادة هيكلة شاملة لأنظمة القيادة التي تعرضت لضربات مؤلمة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ومحاولة طهران لمعالجة الثغرات التى كشفتها حرب الـ12 يومًا مع تل أبيب، والاستعداد الإيراني للمواجهة مع إسرائيل، بإعتبارها أمرًا لا بد منه.[10]
_ صفقات تسليح مع الحلفاء؛ أفادت عدة تقارير بأن إيران خلال الفترة الماضية، قد تلقت دعمًا عسكريًا غير مسبوق من الصين وروسيا، مشيرة إلى أن بعض المعدات تصل دون مقابل مادي كامل؛ حيث:
أجرى وزير الخارجية عباس عراقجي، مجموعة لقاءات ومباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، فضلًا عن اجتماعات وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، مع نظيره الروسي أندريه بيلوسوف في موسكو، ونظيره الصيني دونج جون في بكين، هذا إلى جانب زيارة وزير الدفاع الإيراني المفاجئة التي أجراها إلى العاصمة التركية أنقرة في الأول من أكتوبر الجاري، والتي تضمنت محادثات مع كبار المسؤولين الأتراك في المجالات الدفاعية والعسكرية والأمنية.
أفادت مجلة “نيوزويك”، وبناءً على تسريبات نُسبت إلى شركة “روستيك” الروسية، بأن هناك مباحثات بين موسكو وطهران، بشأن إبرام صفقة بقيمة 6 مليارات يورو، تتضمن حصول إيران على 48 طائرة مقاتلة من طراز “سوخوي 35” روسية الصنع، والمجهزة بأنظمة حرب إلكترونية، وحزم إلكترونيات طيران من شركة تابعة لـ”روستيك”، وهو ما من شأنه أن يمنح طهران قدرة أكبر على ردع الهجمات، والدفاع عن مواقعها الاستراتيجية.[11]
أوضحت تقارير أن طهران وموسكو، قد وقعتا أيضًا صفقة بقيمة 25 مليار دولار، تتضمن بناء 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المتطور في منطقة سيريك بمحافظة هرمزكان جنوب شرقي إيران، مما يعزز أمن الطاقة الإيراني عبر إنتاج كهرباء نظيفة ومستدامة، ويمثل نقلة استراتيجية في التعاون النووي بين طهران وموسكو، ويأتي هذا المشروع في إطار مذكرة التفاهم التي وقعها البلدين يوم 24 سبتمبر 2025، حول التعاون في مجال بناء المفاعلات النووية الصغيرة.[12]
وجدير بالذكر أن الاتفاقات بين إيران وروسيا، تأتي بالتزامن مع دخول معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، حيز النفاذ بدءًا من 1 أكتوبر 2025، وكذلك مع تسلم روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي.
من جانب آخر؛ تسعى إيران إلى توسيع شراكتها مع الصين، لتحصل على: مقاتلات متعددة المهام من طراز “J-10C”، ومنظومات إنذار وسيطرة “AWACS”، وصواريخ كروز مضادة للسفن من طراز” YJ-12″، ومنظومات دفاع جوي من طرازي “HQ-9B” و”HQ-16″، ورادارات حديثة.[13]
_ تطوير قدراتها الصاروخية؛ أعلن نائب قائد العمليات الإيرانية محمد جعفر أسدي، أن طهران ستعمل على رفع مدى صواريخها الباليستية، ليصل إلى أي نقطة تكون ضرورية، وبما يتجاوز سقف ألفي كيلومتر، والذي سبق وأن حددته إيران لنفسها، ويأتي هذا القرار للرد على المطالب الأمريكية والإسرائيلية بتقليص نطاق الصواريخ إلى400 كيلومترًا فقط.[14]
في السياق ذاته؛ أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حسن سالاريه، أن المرحلة الأولى من قاعدة “تشابهار” الفضائية، والمخصصة لإطلاق الصواريخ العاملة بالوقود الصلب، أوشكت على الاكتمال، كاشفًا أن بلاده بدأت تعاونًا تقنيًا مع الصين ضمن مشروع “تشانغ 8″، حيث تم استكمال مرحلة التصميم، تمهيدًا لبدء تصنيع النموذج الهندسي قريبًا، ما يعزز الشراكة بين البلدين في مجال أبحاث الفضاء.[15]
أوضح سالاريه كذلك أن مركز الأبحاث الفضائية الإيراني، يواصل العمل على تصنيع قمر “بارس 3″، والذي يتمتع بقدرة تصوير دقيقة تقل عن متر واحد، مؤكدًا أن المشروع حقق تقدمًا جيدًا منذ انطلاقه في عام 2024، كما أشار إلى أن تصميم القمر الاصطناعي للاتصالات “ناهيد 3″، دخل مرحلة متقدمة خلال الآونة الأخيرة.
_ تدريبات عسكرية لتعزيز الجاهزية القتالية؛ أجرت إيران مناورة عسكرية شاملة باسم “القوة المستدامة 1404″، يومي 20-21 أغسطس الماضي، في خليج عمان وشمال المحيط الهندي، والتي شاركت فيها فرقاطة من طراز “موج” (IRIS Sabalan) ، وسفينة إطلاق الصواريخ(IRIS Ganaveh) .[16]
وقد شملت المناورة، تنفيذ السفن الحربية عمليات إطلاق نار حية، باستخدام صواريخ “نصير” و”قدير” الإيرانية المضادة للسفن، وكذلك تدابير مضادة للحرب الإلكترونية، وتحليق طائرات مسيرة، ومهام حرب مضادة للغواصات.
ب. في الجانب الإسرائيلي:
_ تدريبات عسكرية لتعزيز الجاهزية القتالية؛ أجرت تل أبيب مناورة مفاجئة في 10 أغسطس 2025، هدفت إلى اختبار وقت الاستجابة والانتقال من الحالة الروتينية إلى التعبئة والانتشار في حالة وقوع حدث واسع النطاق ومتعدد الجبهات، وقد استمرت المناورة حوالي5 ساعات، ونُفذت في7 مجالات؛ وهي: التسلل من3 نقاط على الحدود الأردنية، هجوم بطائرة مسيرة على مطار “رامون”، عملية ضد خليتين مسلحتين في الضفة الغربية، وإطلاق صواريخ من الشمال، وهجوم من اليمن على حقل غاز في عرض البحر، وهجوم صاروخي من إيران على إسرائيل.
_ عقد صفقات تسليح كبيرة؛ أفاد تقرير لصحيفة “برافدا” الروسية، بأن إسرائيل أبرمت صفقة لشراء نحو3250 آلية قتالية من الولايات المتحدة بقيمة1.9 مليار دولار، في خطوة تعني مضاعفة قدراتها البرية أكثر من مرتين مقارنةً بما كانت تمتلكه عند بدء عمليتها العسكرية في قطاع غزة عام 2023، حين كان لديها نحو1400 ناقلة جند مدرعة وعربة قتال للمشاة فقط.[17]
_ تطوير قدراتها الدفاعية؛ أجرت تل أبيب مراجعة شاملة لأدائها الدفاعي، بحيث لن تعتمد منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية بعد الآن على “القبة الحديدية” فقط، بل سيتم تعزيزها بأنظمة دفاعية جديدة، من بينها: أسلحة الليزر القتالي، منظومة آرو (Arrow)الدفاعية، ومنظومة “مقلاع داوود”، ومنظومات الدفاع الصاروخي “حيتس3″، و”حيتس4″، لتشكل تلك المنظومات شبكة دفاعية متكاملة متعددة المستويات، مصممة لمواجهة تهديد الصواريخ الإيرانية بطريقة شاملة وفعالة.
كما شرعت القوات الجوية الإسرائيلية، بتنفيذ ما يُعرف بـ”طلعات التطبيع” عبر الأجواء العراقية باتجاه الحدود الإيرانية، والتي تعني بأن تقترب الطائرات القتالية من الأجواء الإيرانية قبل أن تعود أدراجها، في نشاط يشبه الاستطلاع القتالي لكشف مواقع الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي الإيرانية.
_ زيادة المخصصات المالية للأغراض العسكرية؛ صدق الكنيست الإسرائيلي، يوم 10 سبتمبر 2025، على قانون لإضافة ما يقرب من 31 مليار شيكل، أي أكثر من9 مليارات دولار، وذلك بغرض تمويل نفقات الحرب والاحتياجات الأمنية، سواء فيما يخص غزة، أو الحرب المتوقعة مع طهران.[18]
ج. في الجانب الأمريكي[19]:
شهدت منطقة الشرق الأوسط وصول موجة ضخمة من طائرات التزويد بالوقود جوًا التابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز “KC-135 Stratotanker”، في واحدة من أكبر عمليات الانتشار للتزويد الجوي بالوقود خلال الأشهر الأخيرة.
كما أكدت بيانات تتبع الرحلات الجوية، هبوط عدد متزايد من طائراتKC-135R/T في قاعدة العديد الأمريكيةبقطر.
كذلك، جرى رصد حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” وهي في طريقها إلى الشرق الأوسط، ويرافقها طرادات صواريخ موجهة وعدد من المدمرات، بالإضافة إلى غواصات، وذلك للانضمام إلى قطع بحرية عسكرية أمريكية متواجدة أصلًا في المنطقة.
التقارير الصحافية؛ أكدت كبار الصحف الإيرانية والإسرائيلية، والمحسوبة على القيادة السياسية لكلا البلدين، أن الحرب بين إيران وإسرائيل باتت وشيكة للغاية، حيث[20]:
أكدت صحيفة “كيهان” الإيرانية، والمقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم 4 أكتوبر الجاري، أن المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل محتملة للغاية، مشيرة إلى أن “تلك المواجهة سيكون لها عواقب كبيرة، ليس فقط على المنطقة، بل على العالم أيضًا”.
أشارت صحيفة “معاريف” العبرية، إلى أن الحرب بين إيران وإسرائيل “قادمة لا محالة”، مؤكدة أنه “ينبغي الاستمرار في توجيه ضربات إسرائيلية عنيفة إلى المؤسسات الإيرانية كافة، ومواصلة استهداف رؤوس القيادة الإيرانية كذلك، نظرًا لأهمية هذه الخطوة في إزالة التهديد الإيراني على المدى البعيد”.
رجح مقال في مجلة “فورين بوليسي”، للكاتب تريتا بارسي، أن “الجولة القادمة من الحرب بين إيران وإسرائيل ستقع قبل نهاية العام الجاري”، فيما أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما الأخير في يوليو2025 ، أن إسرائيل ستتخذ إجراءًا عسكريًا لمنع ترميم المواقع النووية والصاروخية الباليستية الإيرانية التي تضررت في حرب يونيو الماضي”.
ثانيًا؛ دوافع وأهداف عدة تقف وراء سيناريو تجدد الحرب:
تشير بعض التحليلات والآراء السياسية إلى أن هناك مجموعة من الدوافع والأسباب التي تلوح في أفق الشرق الأوسط، والتي قد تدفع كلًا من إيران وإسرائيل إلى خوض جولة جديدة من الصراع العسكري، بما يخدم مصالح وأهداف متباينة لكلا الدولتين، ويمكن إيجاز أبرز تلك الدوافع على النحو التالي:
دوافع الجانب الإسرائيلي:
أ. رغبة إسرائيل في توجيه ضربة قاسمة جديدة إلى البرنامج النووي الإيراني؛ يشهد ملف النووي الإيراني مجموعة من التطورات المتلاحقة التي تشير إلى احتمالية شن إسرائيل ضربة عسكرية جديدة على منشآت طهران النووية، والتي من أهمها:
عودة العقوبات الأممية على إيران بدءًا من 27 سبتمبر 2025، بناءًا على إتهام طهران بأنها لم تلتزم بتعهدات الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك في أعقاب قرار الثلاثي الأوروبي في تفعيل آلية “سناب باك” في 28 أغسطس الماضي، وتمنح عودة العقوبات على إيران وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، تل أبيب المبرر القانوني لضرب البرنامج النووي الإيراني، لأنه أصبح في نظر القانون الدولي “تهديد للسلم والأمن الدوليين”، مما يعني أن العمل العسكري ضده بات مشروعًا.
إعلان الاتحاد الأوروبي إعادة تفعيل العقوبات المتعلقة بتفتيش السفن الإيرانية المخصصة للشحن، للتأكد من عدم إيواءها أي مواد أو بضائع محظورة، سواء كانت أسلحة أو مواد وتقنيات يمكن أن تساهم في أنشطة إيران النووية أو الصاروخية، وهذا ينذر بخطر وقوع مواجهة بحرية بين السفن الإيرانية والقوات البحرية الأوروبية والأمريكية، في حال تم اعتراض السفن الإيرانية وإجبارها على الخضوع لعمليات التفتيش، وقد تستغل إسرائيل هذا الوضع للتصعيد مجددًا ضد إيران.[21]
قرار إيران بتجميد “تفاهم القاهرة”، والذي كانت عقدته طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف عمليات الرقابة والتفتيش على منشآتها النووية، وكذلك تهديد طهران بتعليق العمل باتفاقية حظر الانتشار النووي، إلى جانب التلويح من جانب محافظي طهران، بتغيير العقيدة النووية والاتجاه نحو إمتلاك سلاحًا نوويًا، ولا شك أن تلك التهديدات قد تكون ذريعة إسرائيلية لاستهداف مفاعلات إيران النووية مرة أخرى.
فشل الهجوم الإسرائيلي والأمريكي في تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، فهجمات يونيو الماضي أدت إلى تعطيل البرنامج فقط وليس تدميره بالكامل، وبالتالي؛ هناك احتمالية أن تعوض طهران ما سببته تلك الهجمات من خسائر، وتستعيد قدراتها النووية مرة أخرى، خاصةً وأنها تمتلك الخبرة العلمية والإمكانات التقنية والمادية التي تمكنها من ذلك، وهذا قد يدفع إسرائيل إلى أن تقدم على تنفيذ ضربة جديدة تهدف إلى إلحاق مزيد من الأضرار بالمنشآت النووية الإيرانية، مما يزيد من تعطيل برنامج إيران النووي، وتحييد خطره لفترة زمنية أطول.
رفض إيران الشروط الأمريكية لاستئناف المفاوضات النووية، والتي من أهمها الموافقة على وقف تخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه طهران بشكل قاطع، إذ أكد مرشدها الأعلى علي خامنئي أن “إيران لن تستسلم للضغوط فيما يخص تخصيب اليورانيوم”، ومن هنا؛ تفيد التوقعات بأن تقوم إسرائيل، وبضوء أخضر أمريكي، بشن هجوم جديد على طهران، حتى تجبرها على تقديم التنازلات وقبول الشروط الأمريكية، أي تفعيل مبدأ “السلام بالقوة” مرة أخرى ضد طهران.
تضارب الأقاويل والسيناريوهات حول مصير المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي بات مصيره مجهولًا بعد ضربات يونيو الماضي، إذ تراوحت التقديرات بين بقاءه تحت أنقاض الهجمات الأمريكية الإسرائيلية، وبين نقله إلى أماكن أخرى أكثر أمنًا، وبالتالي؛ تخشى تل أبيب أن تكون إيران قامت بالتحفظ على مخزون اليورانيوم المخصب، والمُقدر بحوالي 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60%،[22] في أماكن غير معروفة، ومن ثم؛ احتفاظ طهران بقدرتها على تصنيع سلاحًا نوويًا في أي وقت، وانطلاقًا من هذا الاحتمال، تفيد التقديرات بأن تقدم إسرائيل على شن هجوم عسكري جديد ضد المنشآت النووية الإيرانية، أو الأماكن التي تخزن فيها طهران كميات اليورانيوم المخصب.
ب. رغبة إسرائيل في تدمير البرنامج الصاروخي الإيراني؛ من أهم الدروس التي استخرجتها إسرائيل من تجربة حرب الـ12 يومًا ضد إيران، هو قدرة المنظومة الصاروخية الإيرانية على اختراق العمق الإسرائيلي، وإصابة تل أبيب وحيفا، وكذلك قدرتها على اختراق “القبة الحديدية” التي دائمًا تدعي تل أبيب أنها منظومة دفاع لا يمكن اختراقها، ومن هنا، أيقنت إسرائيل أن البرنامج الصاروخي الإيراني بات عامل تهديد وجودي بالنسبة لأمنها القومي، بل وبنفس درجة وخطورة البرنامج النووي.
وما يزيد من مخاوف تل أبيب؛ أن إيران باتت من الدول القليلة في العالم التي تمتلك تقنية الصواريخ الفرط صوتية، مما يجعلها قادرة على تهديد أهداف إستراتيجية إسرائيلية بشكل يصعب اعتراضه، خاصةً وأن تلك الصواريخ تتميز بسرعتها العالية وقدرتها على المناورة والتحكم بالمسار أثناء الطيران داخل الغلاف الجوي.
وبناءً على ذلك؛ ترى إسرائيل ضرورة حتمية للعمل على تدمير البرنامج الصاروخي الإيراني، لضمان إزالته كتهديد طويل الأمد للأمن القومي الإسرائيلي، وقد يدفعها هذا إلى تنفيذ ضربة عسكرية جديدة على طهران، تستهدف بشكل أساسي هذه المرة، البنية التحتية لبرنامج طهران الصاروخي.
وجدير بالذكر أن؛ البرنامج الإيراني الصاروخي تصدر المشهد في الصراع الأمريكي- الإسرائيلي- الإيراني في الآونة الأخيرة، حيث:
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال حوارًا صحافيًا، أن “إيران تقوم بإنتاج صواريخ يصل مداها إلى 8000 كيلومتر، أي إنها قادرة على الوصول للولايات المتحدة والعاصمة واشنطن”، مؤكدًا أن “تصدي تل أبيب لتطوير طهران هذا البرنامج، يحمي الولايات المتحدة بالفعل”.[23]
طرحت الولايات المتحدة، شرط إيقاف البرنامج الصاروخي الإيراني، كأحد الشروط الجوهرية التي ينبغي على طهران الالتزام بها حتى يتم استئناف المفاوضات النووية معها، وهو ما ترفضه إيران شكلًا وموضوعًا.
كما طرحت واشنطن مقترحًا آخر يفيد بتقليص طهران لمدى صواريخها، بحيث لا تتخطى الـ400 كيلومتر فقط، وهو ما يجعلها غير قادرة على استهدف إسرائيل، ولكن رفضته طهران أيضًا.
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في الأول من أكتوبر 2025، فرض عقوبات جديدة تستهدف البرنامج الصاروخي الإيراني، وشملت 21 شركة و17 فردًا، وفيما يلي أبرز ما جاء في بيان الوزارة[24]:
تتورط الكيانات والأفراد المستهدفة في شبكات تيسر حصول وزارة الدفاع والقوات المسلحة الإيرانية على تقنيات حساسة خاصة بإنتاج الصواريخ والطائرات العسكرية.
أسهمت هذه الشبكات في نشاطات تشمل شراء تكنولوجيا أنظمة صواريخ أرض- جو متطورة، وشراء طائرة هليكوبتر أمريكية الصنع بشكل غير مشروع.
تتوزع مقار الشركات المستهدفة، ومنها مجموعة “باكري” الصناعية وشركة “أوفاك”، على دول عدة، من بينها إيران وهونغ كونغ والصين وألمانيا.
ج. رغبة تل أبيب في استغلال حالة الضعف الإيراني الراهنة؛ على مدار عامين من الحرب في قطاع غزة، تعرض محور المقاومة الإيراني لكثير من الخسائر والأضرار، جراء الضربات الموجعة التي تلقاها من إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما يجعل النظام الإيراني في حالة من الضعف والتراجع؛ وذلك لأنه دائمًا ما اعتمد على حروب الوكالة عبر أذرع هذا المحور، متجنبًا الصدام المباشر مع واشنطن وتل أبيب.
هذا إلى جانب الخسائر الفادحة التي تكبدها النظام نفسه خلال حرب الـ12 يومًا، والتي أودت بحياة كبار القادة العسكريين في طهران، كما ألحقت أضرارًا بالغة بالقدرات العسكرية الإيرانية، إذ تسببت تلك المواجهة في تدمير قواعد عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة تابعة للقوات المسلحة الإيرانية.
وفي ضوء ذلك؛ تفيد التوقعات بأن تقوم إسرائيل بشن هجوم جديد على طهران، يستهدف استغلال حالة الضعف التي يعاني منها النظام الإيراني في إسقاطه، وذلك من خلال تنفيذ ضربات تقضي على النخبة الحاكمة في إيران، عبر تصفية كبار مسؤولي النظام، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، وكذلك كبار القادة السياسيين والعسكريين، فضلًا عن استهداف إسرائيل لمواقع أكثر حساسية وأهمية بالنسبة لإيران، مثل مصادر الطاقة والمياه وغيرها من المواقع والبنى التحتية التي تمس حياة الإيرانيين بشكل مباشر، وذلك بغرض شل الاقتصاد الإيراني وإيصاله لحالة أكثر تدهورًا وسوءًا، مما يزيد من ضغينة وغضب الشعب الإيراني من النظام، ويدفع إلى حدوث احتجاجات ومظاهرات شعبية وانقاسمات داخلية، بحيث تكون نتيجة ذلك كله هي إسقاط نظام ولاية الفقيه الذي خلفته الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979.
وما يزيد من احتمالية هذا السيناريو؛ أن إسرائيل ترى في بقاء نظام ولاية الفقيه، خطرًا استراتيجيًا يهدد أمنها القومي بشكل مباشر، وهو ما ينعكس في تصريح الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان، الذي أكد أن “ما لم يتغير النظام، ستظل إيران مصدر تهديد لإسرائيل، فإيران بعد الحرب أضعف، لكنها لا تقل خطورة”.[25]
د. رغبة إسرائيل في الهروب من ضغوط الداخل بحرب جديدة مع إيران؛ تواجه الحكومة الإسرائيلية حاليًا مأزق حقيقي، في ظل الاخفاقات الأمنية التي شهدتها البلاد، بدءًا من هجوم السابع من أكتوبر 2023، وحتى حرب الـ12 يومًا مع إيران، والتي أثبتت هشاشة المنظومة الدفاعية لتل أبيب، هذا إلى جانب فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من حرب غزة، سواء إطلاق سرح الرهائن أو احتلال القطاع أو حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وكذلك فشلها في تحقيق هدف حربها مع طهران في يونيو الماضي، وهو القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
وفي ضوء كل تلك الاخفاقات، تواجه حكومة نتنياهو مطالبات بالحل والاستقالة والمحاسبة على هذا الفشل، وهو ما قد يدفعها إلى شن هجوم عسكري جديد على طهران، مما يمكنها من تصدير أزمة الداخل إلى الخارج، ويطيل عمر الحكومة الإسرائيلية، ويمنح نتنياهو نصرًا وهميًا قد يفيده في الانتخابات المبكرة القادمة، وقد ربطت الأوساط السياسية بين هذا السيناريو وبين الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي لعقد انتخابات مبكرة في البلاد، إذ يرى البعض أن في أعقاب هذه الدعوة، ستقوم حكومة نتنياهو بالتصعيد مرة أخرى ضد إيران، مما يدخل الدولة في حالة حرب، وبالتالي؛ تأجيل أي انتخابات.
دوافع الجانب الإيراني:
أ. رغبة إيران في تجنب تقديم أي تنازلات نووية؛ من أهم الأسباب التي تقف عائقًا أمام المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، أن طهران تفتقر الثقة في تعهدات الجانب الأمريكي، استنادًا إلى عدة مواقف؛ منها:
الانسحاب الأمريكي أحادي الجانب الذي أقدم عليه الرئيس دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى بالعام 2018، وتبنيه سياسة الضغوط القصوى رغم التزام إيران بالاتفاق، وصولًا إلى شن واشنطن ضربات عسكرية على المنشآت الإيرانية النووية، تزامنًا مع جولات التفاوض التي توسطت سلطنة عُمان في إجراءها.
رفض الولايات المتحدة لكل المقترحات الإيرانية التي هدفت إلى تأجيل تفعيل آلية “سناب باك”، إذ أوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أن إيران عرضت التخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60%، مقابل إلغاء أو تعليق آلية “سناب باك”، ولكن واشنطن رفضت.[26]
قدمت طهران مقترحًا آخر يقضي بتأجيل عودة العقوبات الأممية عليها لمدة 45 يومًا، ولكن الولايات المتحدة رفضت مجددًا.
ومن هنا؛ أيقنت إيران أن التفاوض مع الولايات المتحدة قد وصل إلى طريق مسدود، وأن تقديم تنازلات كبيرة لن يجلب سوى مزيد من الضغوط والمطالب، سواء من واشنطن أو من تل أبيب، وذلك في محاولة لتجريد النظام الإيراني من كل أدوات الردع، سواء كان نوويًا أو صاروخيًا، مما يسهل الطريق للولايات المتحدة وإسرائيل لأن يصلا إلى هدفهما وهو إسقاط النظام الإيراني، ومن ثم؛ يبدو أن إيران باتت على استعداد للدخول في مواجهة عسكرية جديدة ضد إسرائيل، بدلًا من تقديم أي تنازلات، إذ أيقنت طهران أن الهدف هو نظامها وليس برنامجها النووي.
ب. رغبة إيران في المماطلة حتى إنتهاء الأيام المتبقية من مدة الاتفاق النووي؛ في ضوء القناعة الإيرانية بأن لا جدوى من التفاوض مع واشنطن، وخاصةً بعد تفعيل آلية “سناب باك”، تراهن طهران على المماطلة وكسب الوقت حتى إنتهاء المدة المتبقية من الاتفاق النووي، والمقرر أن ينتهي رسميًا في 18 أكتوبر 2025، مما يعني سقوط قرار مجلس الأمن رقم 2231، وبالتالي خروج آلية العقوبات الأممية من حيز النفاذ.[27]
ومن ثم؛ يمكن لطهران المناورة، مدعومة من قبل الصين وروسيا، خاصةً في ظل رئاسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي بدءًا من الأول من أكتوبر الجاري، وعدم اعتراف موسكو بإعادة فرض العقوبات على إيران، وذلك وفقًا لتصريحات السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا.[28]
والتالي؛ يمكن النظر إلى التلويح الإيراني لإندلاع حرب جديدة مع إسرائيل، كنوع من المناورة والمماطلة حتى يتم بدء مرحلة جديدة من مراحل التفاوض النووي بين طهران والجماعة الدولية.
ج. رغبة إيران في الحفاظ على بقاء النظام حتى لو كلفها ذلك حربًا مع إسرائيل؛ في ضوء الضغوط الغربية، وعودة العقوبات الأممية، وإدراك إيران أن إسقاط نظامها هو الهدف الأساسي لأي مفاوضات، تتحرك طهران حاليًا نحو التخطيط لعمليات استباقية، من شأنها الحفاظ وحماية النظام الإيراني وضمان بقاءه، مهما كانت التكلفة التي ستتحملها البلاد.
ومن ثم؛ تشير تقديرات بأن تتجاوب إيران مع أي استفزازات إسرائيلية وأمريكية، وبأنها على استعداد وجاهزية للدخول في مواجهة عسكرية جديدة مع تل أبيب، والتي قد تكون أوسع وأطول من حرب الـ12 يومًا، إدراكًا منها أن نظامها يخوض “حرب وجود” في الوقت الراهن، وبالتالي؛ هي على أتم الاستعداد للمجازفة العسكرية حتى تحمي وتصون بقاء نظام ولاية الفقيه.
ثالثًا؛ سيناريوهات تجدد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل:
في ضوء الإنسيابية الحاكمة للمشهد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط بالوقت الراهن، وتباين الاعتبارات السياسية لمختلف أطراف الصراع، ووسط تضارب التصريحات المتبادلة حول احتمالية الصدام العسكري من عدمه، تُثار كثير من الشكوك والمخاوف حول تجدد الحرب مرة أخرى بين إيران وإسرائيل، وخاصةً بعد وقف الحرب في قطاع غزة الفلسطيني، وهنا؛ انقسمت الآراء إلى الاحتماليين التاليين:
1. الاحتمال الأول؛ يرى أن ما يدور حاليًا من حرب كلامية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة فيما يخص إندلاع مواجهة عسكرية جديدة في المستقبل القريب، ما هو إلا جزء من حرب نفسية، تهدف إلى إظهار القدرة على الردع، وإرسال رسائل مبطنة حول الأسس التي يجب أن تقوم عليها أي مفاوضات قادمة، ولا يعني قيام حرب جديدة بالضرورة، ويدفع بهذا الرأي مجموعة من المعطيات والمؤشرات، من أهمها:
أ. التصريحات الإيرانية المؤكدة لتمسك طهران بالخيار الدبلوماسي؛ حيث أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن “الحوار أفضل من الحرب، فهو الحل الأمثل للمشاكل في إطار القوانين الدولية”، مشيرًا إلى أن “النزاعات تبدأ حين تُنتهك هذه القوانين، ويُفرض الرأي بالقوة”.[29]
كما شدد الرئيس الإيراني على أن الادعاءات الغربية حول سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية “لا أساس لها”، موضحًا أن أنشطة بلاده النووية تأتي بناءًا على فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي، الرافضة لإمتلاك مثل هذه الأسلحة، وكذلك تأتي في إطار القوانين الدولية، وتخضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن جانبه؛ شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أن “المسار الدبلوماسي القائم على التفاوض، هو الحل الوحيد لأزمة البرنامج النووي الإيراني، خاصةً وأن التهديدات العسكرية لم تجدي نفعًا، ولم تُحل بها أي أزمة”، موضحًا التالي[30]:
لطالما سعت إيران إلى التوصل إلى حل تفاوضي عادل ومتوازن، غير أن الدول الغربية هي التي رفضت هذه الجهود بسبب مطالبها المبالغ فيها وغير المعقولة.
باب التفاوض لا يزال مفتوحًا، إذا توافر حسن النية لدى الطرفين، ورُوعيت المصالح المتبادلة، لكن الخطوات الأخيرة في مجلس الأمن، جعلت مسار التفاوض أكثر تعقيدًا.
ستواصل وزارة الخارجية جهودها؛ فالدبلوماسية لا يمكن تجاهلها، غير أن الأوضاع بعد الهجوم العسكري وتفعيل آلية “سناب باك” تغيرت، والمفاوضات المقبلة ستكون بلا شك مختلفة عن السابق.
سلكت طهران جميع المسارات الدبلوماسية، وواصلت التعاون والمشاورات، وقدمت مقترحات بناءة متوازنة لإثبات الطابع السلمي للبرنامج النووي وحسن نية البلاد، ومن ثم؛ لم يبقى أي مبرر للدول الغربية لمنع إيران من التعاون أو التفاوض؛ فمواقف إيران مشروعة ومبررة.
تؤكد إيران مجددًا أنها، ومع تمسكها بحقوقها، على استعداد تام لأي حل يضمن مصالح الطرفين، ويعزز الثقة في الطابع السلمي لبرنامجها النووي.
ب. الأضرار الجسيمة التي لحقت بقدرات إيران النووية والصاروخية؛ لقد تسببت الضربات الأمريكية والإسرائيلية على إيران وبرنامجيها الصاروخي والنووي، في خسائر فادحة لطهران؛ حيث تم تدمير ما يقرب من 80% من قدرات الدفاع الجوي الإيراني، إلى جانب عشرات من بطاريات الصواريخ، ومئات من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فيما قُتل أكثر من30 مسؤولًا عسكريًا وأمنيًا رفيعًا، و11 عالمًا نوويًا.[31]
وقد أسفرت هذه الخسائر عن تعطيل البرنامج النووي الإيراني، الذي لا يشهد حاليًا أي نشاطًا ملموسًا نحو التخصيب، أو تصنيع أسلحة، وبالتالي؛ تراجع الخطر الذي يمثله برنامج طهران في الوقت الراهن، وهو ما يوفر الفرصة للمناورة الدبلوماسية، ويؤجل الخيار العسكري حاليًا.
ج. التكلفة الباهظة التي تكبدتها إيران وإسرائيل جراء حرب الـ12 يومًا؛ أثبتت حرب يونيو أن كلا الدولتين لديهما من أدوات الردع ما يكفي للإضرار بمصالح ومقدرات بعضهما البعض، إذ تكبد البلدان خسائر بشرية واقتصادية بالغة، هذا إلى جانب التكلفة المالية الضخمة التي تحملتها طهران وتل أبيب خلال أيام الحرب، والأهم من ذلك؛ هو فشل الخيار العسكري في حل أزمة النووي الإيراني، أي أن كل هذه الخسائر ذهبت بلا جدوى، فالحرب لم تحقق هدفها المعلن، المتمثل في تدمير البرنامج تمامًا.
د. التداعيات الكارثية التي ستلحق بالمنطقة في حال تكررت المواجهة بين إيران وإسرائيل؛ من المرجح أن تؤدي أي حرب مستقبلية إلى تصعيد واسع في الشرق الأوسط؛ إذ ستكثف إيران هجماتها على القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة، خاصةً في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، بينما تشتعل جبهات عدة في الإقليم وعلى رأسها لبنان واليمن.
ولا شك أن هذا السيناريو في حال حدوثه، سيكون له تبعات اقتصادية كارثية؛ ومنها تعريض إمدادات الطاقة العالمية للخطر، عبر عرقلة حركة التجارة الدولية في مياه البحر الأحمر ومضيق هرمز، مما سيترتب عليه تزايد الركود الاقتصادي، والإضرابات العمالية المستمرة، والنقص الحاد في موارد الطاقة، إلى جانب موجة كبيرة من النزوح والهجرة، وبالتأكيد إيران وإسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة، من أوائل الدول التي ستتأثر بهذه التبعات، والأهم؛ أنها ستتحمل ثمنًا سياسيًا باهظًا في الداخل، خاصةً وأن قادة الدول الثلاث يواجهون انتقادات من شعوبهم، جراء الأوضاع الاقتصادية، والقرارات المتعلقة ببعض السياسات الإقليمية.
2- الاحتمال الثاني؛ يرى أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي في أعقاب الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، هشًا وضعيفًا للغاية، وبالتالي؛ من المرجح أن تتكرر المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، ويدفع بهذا الرأي، مجموعة من المعطيات والمؤشرات؛ من أهمها:
أ. احتفاظ إيران بقدراتها الصاروخية والنووية؛ رغم الخسائر الفادحة التي لحقت ببرنامج إيران النووي والصاروخي، إلا أنهما لم يُدمرا بالكامل، بل تم تعطيلهما فقط، وفي ظل اعتقاد تل أبيب بالخطر البالغ الذي تمثله قدرات إيران الردعية، والتي أبدت مدى فاعليتها خلال حرب الـ12 يومًا، قد تقوم إسرائيل بشن هجمات مباغتة على طهران مرة أخرى، مع التركيز على صناعة الصواريخ الإيرانية.
ب. التهديدات النووية الأخيرة التي أبدتها إيران بعد تفعيل آلية “سناب باك”؛ بعد عودة العقوبات، اتبعت طهران لهجة تصعيدية فيما يخص برنامجها النووي؛ فمثلًا؛ قررت تجميد “تفاهم القاهرة” الذي عقدته مؤخرًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول استئناف عمليات التفتيش والرقابة على منشآتها النووية، هددت بتعليق العمل باتفاقية حظر الانتشار النووي، وتحدث بعض المحافظين بالداخل عن تغيير العقيدة النووية وإنتاج سلاحًا نوويًا، فضلًا عن تضارب الأقاويل الإيرانية فيما يخص مصير مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، ومن ثم؛ قد تكون هذه التهديدات ذريعة وحجة إسرائيلية، لشن عملًا عسكريًا جديدًا على طهران.
ج. عدم حدوث أي اختراق دبلوماسي في ملف التفاوض النووي بين إيران والولايات المتحدة؛ لا يلوح في الأفق حتى الآن أي بادرة حول اقتراب عودة المفاوضات النووية، حتى لو أبدى كلا البلدين استعدادهما لإجراءها، وذلك على خلفية التباين الكبير بين مطالب واشنطن ووجهات النظر الإيرانية.
وفي ضوء هذا التعثر؛ يمكن أن تقوم إسرائيل بهجوم عسكري جديد على إيران، وذلك بضوء أخضر أمريكي، بحيث يكون هدفه هو إخضاع طهران وإجبارها على تقديم التنازلات لواشنطن، أي اللجوء مرة أخرى إلى نظرية “العصا والجزرة” ومبدأ “السلام بالقوة”.
د. الأزمة السياسية التي تعاني منها حكومة نتنياهو؛ والتي قد تدفعه إلى تصدير الضغوط الداخلية للخارج، من خلال تصعيد جديد بينه وبين إيران، خاصةً وأنه خلال حرب الـ12 يومًا، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اكتسب تأييدًا شعبيًا، وتراجعت حالة الغضب التي كان يواجهها، وتحول أمام الداخل الإسرائيلي إلى “بطل شعبي”، يحمي الدولة من خطر عدوها اللدود؛ إيران.
وإجمالًا؛ هناك عدة مؤشرات تفيد بأنه قد تندلع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل في أي وقت، خاصةً في ظل استمرار حالة الجمود والتعثر التي يعاني منها ملف البرنامج النووي الإيراني، واقتراب إنتهاء مدة الاتفاق النووي رسميًا في 18 أكتوبر الجاري، فضلًا عن تمسك واشنطن بمطالب تراها طهران أنها غير مقبولة وغير عادلة بالمرة؛ ألا وهي وقف تخصيب اليورانيوم تمامًا، والتخلي عن البرنامج الصاروخي الباليستي.
ولكن؛ يبدو أن هذه المواجهة قد تكون خيارًا مؤجلًا في الوقت الراهن؛ وذلك نظرًا لعدة أسباب، منها: ما سببته الضربات الأمريكية والإسرائيلية من تعطيل لبرنامج طهران النووي ولقدرتها على التخصيب، وهو ما يمنح الأطراف وقتًا للمناورة السياسية وفتح باب التفاوض مرة أخرى، بالتزامن مع الضغط الاقتصادي وتشديد العقوبات على إيران وبالأخص تجارتها النفطية، فضلًا عن الاعتبارات السياسية الداخلية لكلًا من إسرائيل والولايات المتحدة، فالأولى تتحضر لانتخابات مبكرة والأخيرة تعاني من إغلاق حكومي يشل اقتصادها في الوقت الحالي، وهذا قد يجعلهما يفضلان الخيار الدبلوماسي بدلًا من العسكري، ولكن وفقًا للشروط والمطالب التي أبدتها واشنطن، دون أي تنازلات من جانبهما.
وعلى الرغم من ذلك؛ يبقى خيار العمل العسكري وتكرار الصدام المسلح بين طهران وتل أبيب قائمًا ومتاحًا، والذي يرتبط حدوثه من عدمه، بعدة عوامل؛ أهمها: مستقبل المفاوضات النووية الإيرانية، مدى استجابة إيران للمطالب الأمريكية، السياسة النووية التي ستتبعها طهران بعد انتهاء وقت الاتفاق النووي بشكل رسمي، والموقف الروسي- الصيني خلال الفترة المقبلة، وقدر الدعم المقدم من كليهما لإيران وموقفها، وخاصةً داخل أروقة الأمم المتحدة، وبالأخص في مجلس الأمن الدولي الذي ستعود إليه قضية البرنامج النووي الإيراني مرة أخرى قريبًا، والذي تولت موسكو رئاسته منذ الأول من أكتوبر 2025.
وأخيرًا؛ يبقى المشهد الإقليمي مفتوحًا أمام جميع الاحتمالات والسيناريوهات، فيما يظل السؤال الأكثر حساسيةً الآن؛ أي الخيارين ستفضل إيران، هل التنازل وخسارة أدوات الردع وإعلان إستسلامها للضغوط الأمريكية، أم التمسك بموقفها الرافض التخلي عن برنامجها الصاروخي وقدرتها على التخصيب، حتى لو كان ثمن ذلك هو تعرضها لضربة إسرائيلية- أمريكية أكبر من ضربات يونيو الماضي، مما قد يهدد بإسقاط نظامها القائم؟
المصادر:
[1] إيران تحذر من أن الحرب مع إسرائيل قد تتجدد في أي لحظة، العربية.نت، 18/8/2025، متاح على الرابط: https://www.alarabiya.net/iran/2025/08/18/%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7
[2] نادر الصفدي، طبول الحرب تُقرع ومفاجآت عسكرية ستُغير المعادلة.. إسرائيل وإيران يدخلان خط المواجهة، 29/9/2025، متاح على الرابط: https://www.raialyoum.com/%D8%B7%D8%A8%D9%88%D9%8
[3] طهران تتحسب لصراع بحري بعد العقوبات، الشرق الأوسط، 30/9/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85
[4] وحدة صواريخ «الحرس الثوري» تتوعد برد فوري على أي هجوم، صحيفة الشرق الأوسط، 7/10/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9
[5] نتنياهو: إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني، صحيفة الشرق الأوسط، 28/9/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9
[6] إيران وإسرائيل.. مؤشرات على قرب اندلاع “مواجهة جديدة”، سي إن بي سي عربية، 9/9/2025، متاح على الرابط: https://www.cnbcarabia.com/142556/2025/09/09/%D8%A5%D9%8A%D8%B1
[7] إسرائيل تتوقع «مفاجآت»… وتستعد لـ«حرب أخرى» مع إيران، صحيفة الشرق الأوسط، 16/9/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%
[8] “كيهان” الإيرانية: تجدد المواجهة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة “محتمل للغاية”، روسيا اليوم، 4/10/2025، متاح على الرابط: https://arabic.rt.com/world/1717487-%D9%83%D9%
[9] إسرائيل تتوقع «مفاجآت»… وتستعد لـ«حرب أخرى» مع إيران، صحيفة الشرق الأوسط، 16/9/2025، مرجع سابق.
[10] عبد اللطيف المنباوي، هل تندلع حرب ثانية بين إيران وإسرائيل؟، صحيفة المصري اليوم، 13/8/2025، متاح على الرابط: https://www.almasryalyoum.com/news/details/3523533
[11] الصفقة الأكبر.. إيران تستعد لتسلم 48 مقاتلة سو-35 الروسية، موقع إرم نيوز، 7/10/2025، متاح على الرابط: https://www.eremnews.com/news/world/lj6e57o
[12] بقيمة 25 مليار دولار.. اتفاق إيراني روسي لبناء 4 مفاعلات نووية، موقع إرم نيوز، 26/9/2025، متاح على الرابط: https://www.eremnews.com/news/world/v6w7afm
[13] علي نجات، مؤشرات اندلاع الجولة الثانية من الحرب الإسرائلية الإيرانية، موقع استراتيجيا نيوز، 7/10/2025، متاح على الرابط: https://strategianews.net/%D9%85%D8%A4%D8%B4%D8%B1%D8%A7
[14] طهران تعتزم رفع مدى صواريخها الباليستية، صحيفة الشرق الأوسط، 2/10/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%
[15] إيران: تَجدّد الحرب مع إسرائيل والولايات المتحدة “محتملٌ للغاية” ، جريدة السياسة الكويتية، 4/10/2025، متاح على الرابط: https://alseyassah.com/article/449830/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8
[16] رمضان بورصة، إيران وإسرائيل تستعدان لمعركة قريبة فاصلة، الجزيرة القطرية، 24/9/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/opinions/2025/9/24/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8
[17] برافدا: هل تلوح في الأفق حرب جديدة بين إيران وإسرائيل؟، الجزيرة القطرية، 24/9/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/politics/2025/9/24/%D8%A8%D8%B1%D8%
[18] الكنيست يصادق على 9 مليارات دولار إضافية لتمويل حرب غزة، الجزيرة القطرية، 11/9/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/ebusiness/2025/9/11/%D8%A5%D8%B3%D8%B1
[19] الولايات المتحدة تنشر قوات ومعدات عسكرية في الشرق الأوسط: التفاصيل، ميدل إيست نيوز، 2/10/2025، متاح على الرابط: https://mdeast.news/ar/2025/10/02/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%
[20] أحمد موالانا، هل اقتربت المواجهة الشاملة بين إيران وإسرائيل؟، 25/8/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/politics/2025/8/25/%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%82
[21] رئيس الأركان الإيراني: جاهزون لصراع محتمل، صحيفة الشرق الأوسط، 30/9/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%
[22] نتنياهو: إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني، صحيفة الشرق الأوسط، 28/9/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82
[23] وحدة الصواريخ في «الحرس الثوري» تتوعد برد فوري على أي هجوم، صحيفة الشرق الأوسط، 7/10/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82
[24] إدارة ترمب تشدد عقوباتها على البرنامج «الباليستي» الإيراني، صحيفة الشرق الأوسط، 1/10/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D
[25] أحمد موالانا، هل اقتربت المواجهة الشاملة بين إيران وإسرائيل؟، 25/8/2025، مرجع سابق.
[26] طهران: واشنطن رفضت مفاوضات مباشرة قبل إعادة العقوبات، صحيفة الشرق الأوسط، 1/10/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%
[27] إيران وإسرائيل.. ساعة الحرب المؤجلة تقترب من الانفجار الكبير، سكاي نيوز عربية، 1/10/2025، متاح على الرابط: https://www.skynewsarabia.com/world/1824083-%D8%A7%D9%95%D
[28] روسيا: لا نعترف بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، رويترز، الجزيرة القطرية، 1/10/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/news/2025/10/1/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9
[29] بزشكيان: نريد الحوار بدل الحرب ولا نسعى لامتلاك سلاح نووي، صحيفة الخليج الإماراتية، 5/10/2025، متاح على الرابط: https://www.alkhaleej.ae/2025-10-05/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8
[30] طهران: التهديدات العسكرية تعقّد المسار الدبلوماسي، صحيفة الشرق الأوسط، 5/10/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%
[31] ما الذي يمكن أن تفعله أوروبا لمنع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل؟، ميدل إيست نيوز، 4/10/2025، متاح على الرابط: https://mdeast.news/ar/2025/10/04/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%