المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > تقدير موقف > ماذا يعني مَقتلُ “يحيى السنوار “رئيسُ المكتب السياسي لحركة حماس؟
ماذا يعني مَقتلُ “يحيى السنوار “رئيسُ المكتب السياسي لحركة حماس؟
- أكتوبر 18, 2024
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات
إعداد: دينا إيهاب
باحث مساعد في وحدة شؤون الشرق الأوسط
في يوم الخميس الموافق ١٧ أكتوبر ٢٠٢٤، أعلنَ الجيش الإسرائيلي عن مَقتلِ “يحيى السنوار”[1]، رئيسِ المكتب السياسي لحركة حماس، وذلك خلال نشاطٍ للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، وذلك وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي، قُتلَ السنوار في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، في عمليةٍ شاركت فيها وحدات النخبة، بما في ذلك وحدة المظليين، وكتيبة ٤٥٠، ووحدة كفير الخاصة[2]، وقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تعرّفت على جثة السنوار بعد العملية، وذلك من خلال إجراء فحوصات الحمض النوويDNA للتأكد من هويته، مدعومة بصور نُشرت توثّق تفاصيل استهدافه، يأتي هذا الإعلان في وقتٍ حساس بالنسبة لحركة حماس، خاصةً وأن السنوار كان مٌهندسَ هجوم السابع من أكتوبر، وأحدَ أبرزِ القادة السياسيين والعسكريين في الحركة، وصانع القرار بعد اغتيال “اسماعيل هنية”.
تضاربُ الروايات الإسرائيلية والموقف الأمريكي بشأن مقتل السنوار
تضاربتْ الروايات الإسرائيلية حول تفاصيل مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، حيث كانت هناك روايتان متناقضتان[3] على النحو التالي:
1- الروايةُ الأولى: العملية كانت عرضية: تُشيرُ بعض التقارير الإسرائيلية إلى أن اغتيال يحيى السنوار جاء نتيجةً لعمليةِ عسكرية عرضية، فقد ذكرت وسائل إعلام أن القوات الإسرائيلية، أثناء تنفيذها لعمليات في قطاع غزة، استهدفت ثلاثة يُعتقد أنهم من كبار قادة حماس، مما أدى إلى مقتل السنوار كأحد النتائج غير المخطط لها، تضّمن هذا الإطارِ أن الجيش الإسرائيلي لم يكنْ مستهدِفًا مباشرةً السنوار، بل قام بتنفيذ عملية في منطقة اعْتُبرت معقلاً لقادة الحركة. وفي هذا السياق، أكدت إذاعة الجيش أن التصفية كانت عرضية وحدثت دون توجيه محدد من أجهزة الاستخبارات.
2- الروايةُ الثانية: العملية كانت مخططة: على النقيض من الرواية الأولى، تشيرُ تقارير أخرى إلى أن عملية اغتيال السنوار كانت مُخططةً بدقة، وفقًا لمصادر إسرائيلية، أوضحت أن الجيش كان قد حدد مُسبقًا مكان وجود السنوار، مما يعني أن العملية كانت نتيجة لجهود استخباراتية متواصلة لتحديد مواقع القادة البارزين لحماس، كما أفادت التقارير بأن وحدةَ مشاة تابعة للجيش، بمساعدة طائراتٍ مسيّرة، قد شاركت في العملية، وبالتالي فإن وجودَ تضاربٍ في الروايات الإسرائيلية بشأن مقتل يحيى السنوار يُعبّر عن تخبطٍ في المعلومات التي يتم تداولها بين الوحدات العسكرية والأجهزة الاستخباراتية.
في الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون الأمريكيون عن معرفتهم بالتقارير حول مقتل السنوار، أبدوا حذرًا في تحديد التداعيات المحتملة، مشيرين إلى أن الأمر لا يزالُ في “مرحلة التقييم”[4]، والذي يعكسُ رغبة واشنطن في عدم التعجل في اتخاذ موقف قد يؤثر على الديناميات المعقدة في المنطقة، علاوة على ذلك، تأتي تصريحات المسؤولين الأمريكيين لتؤكدَ على دعمهم لإسرائيل في تحقيق أهدافها الأمنية، حيث أشاروا إلى ترحيبهم بأي خطوات تساهم في تحقيق أهداف إسرائيل ووقف إطلاق النار، إذ يُعتبر يحيى السنوار العقل المدبِّر لهجمات السابع من أكتوبر، وبالتالي إعادة تشكيل الساحة السياسية في غزة، مما قد يمهد الطريق لمفاوضات جديدة أو حتى لتغيّرات في بنية حماس، وبالنظر لهذا السياق، فإن الموقف الأمريكي يعكس مزيجًا من الدعم الاستراتيجي لإسرائيل، والحذر في التعليق على تداعيات الموقف، مع الاستمرار في تقييم الوضع بدقة لضمان عدم تفاقم الأزمات الأمنية في المنطقة.
ردودُ الفعلِ العالمية والإقليمية حول مقتل السنوار
أعربَ زعماء الغرب عن أملهم في أن وفاة بحييى السنوار بمثابة بداية نهاية الحرب في غزة، ويمكن أن توفرَ فرصةً للإفراج عن أكثر من مائة رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس[5]، حيث جاءت ردود الفعل كالتالي:
1- الرئيس الأمريكي “جو بايدن”: أشاد بالقوات المسلحة الإسرائيلية لقيامها بما وصفه “عمل ممتاز”،حيث قال بايدن إن مقتل السنوار كان “يومًا جيدًا لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم”.
2- رئيسُ الوزراء البريطاني “كير ستارمر”: وصفَ السنوار بأنه “العقل المدبر وراء اليوم الأكثر دموية في التاريخ اليهودي منذ المحرقة” وقال إن المملكة المتحدة “لن تحزن على وفاته”. وأضاف: “اليوم أفكاري مع عائلات هؤلاء الضحايا”.
3- الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”: قال إن “يحيى السنوار هو المسؤول الرئيسي عن الهجمات الإرهابية والأعمال الوحشية التي وقعت يوم ٧ أكتوبر، اليوم، أفكر بتأثر في الضحايا، ومن بينهم حوالي ٤٨ من مواطنينا وأحبائهم، وتطالب فرنسا بالإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس”.
4- رئيسُ الوزراء الكندي “جاستن ترودو”: قال إن “موت السنوار ينهي عهد الإرهاب”، وأضاف أن حماس “يجب أن تُلقي سلاحها، وتُطلقُ سراح الرهائن، وألا تلعبَ أيَّ دور مستقبلي في حكم غزة”، وكرر الدعوات إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار لإنهاء المعاناة في غزة.
5- رئيسةُ الوزراء الإيطالية “جيورجيا ميلوني”: أكدت في تصريح لها “أنا مقتنعة بأن مرحلةً جديدة يجب أن تبدأ الآن: لقد حان الوقت لإطلاق سراح جميع الرهائن، وإعلان وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار، وبدء إعادة الإعمار في غزة”.
6- وزيرةُ الخارجيةِ الألمانية “أنالينا بيربوك”: إن “السنوار كان قاتلًا وحشيًا وإرهابيًا أراد تدمير إسرائيل وشعبها”، وأضافت أنه يتعين على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن فورًا وإلقاء أسلحتها، مؤكدة على أن “معاناة الناس في غزة يجب أن تنتهي أخيرًا”.
7- رئيسةُ المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”: إن “السنوار كان زعيمَ منظمةٍ إرهابية، منظمة حماس الإرهابية. وكان في الأساس العقل المدبر وراء أحداث 7 أكتوبر من حيث القتل والمجازر والاغتصاب والاختطاف. ومن المؤكد أن موته يضعف حماس بشكل كبير”.
8- رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”: حيث قال نتنياهو في بيان مصور مسجّل “اليوم صفينا الحساب. اليوم تلقّى الشرُّ ضربةً لكن مهمتنا لم تكتمل بعد… إلى عائلات الرهائن الأعزاء، أقول: هذه لحظة مهمة في الحرب. سنواصل العمل بكل قوتنا حتى يعود جميع أحبائكم، أحبائنا، إلى ديارهم”.[6]
9- حركة حماس: أعلن خليل الحية، القيادي بحركة حماس، رسميا اغتيال زعيم الحركة يحيى السنوار في اشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي في معارك قطاع غزة. وقال الحية في كلمة تليفزيونية له: بكل معاني الكبرياء تنعي حركة حماس، القائد يحيى السنوار”.
10- البعثةُ الإيرانية لدى الأمم المتحدة: أكدتْ بعثة الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى منظمة الأمم المتحدة، أن “روح المقاومة ستقوى بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار وسيصبحُ نموذجا للشباب نحو تحرير فلسطين”، حيث قالت طالما أن الاحتلال والعدوان قائمان، فإن المقاومة سوف تستمرُ، لأن الشهيد يبقى حيًا ومصدرَ إلهام.[7]
11- تركيا: رفضتْ تركيا التعليق على اغتيال السنوار ودعت للاستعداد لحرب بين إسرائيل وإيران، حبث قال وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” إن بلادَه تَعتبرُ احتمال الحرب بين إسرائيل وإيران ” كبيرا”، مشددًا على أهمية الاستعداد لمثل هذا التوقع.[8]
تداعياتُ مقتلِ السنوار على حركة حماس
يُعدّ مَقتلُ يحيى السنوار تحولًا ذا تداعيات بعيدة المدى على الحركة، خاصةً فيما يتعلق بمسار المفاوضات وملف الأسرى، وأيضًا التوازنات الداخلية للحركة. السنوار، حيث إن اغتياله “إشارة واضحة” لأعضاء الحركة حول ضرورة إعادة التفكير في مسارها الحالي، خاصةً في ظل الضغوط الإسرائيلية المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى، وذلك على النحو الآتي:
1- الفراغُ القيادي لحركة حماس: كان السنوارُ شخصيةً بارزةً في هيكل القيادة داخل حماس، ودورَه كان جوهريًا في توجيه الاستراتيجية العسكرية والسياسية للحركة، وبالتالي فإن تصفيته تُشكّل فراغًا كبيرًا في القيادة، هذا الفراغ من شأنه أن يُعقّد عملية اتخاذ القرار داخل الحركة، مما يُضعف التماسك الداخلي، علاوة على ذلك، فإن غياب السنوار قد يؤثر على معنويات القاعدة الشعبية والعسكرية لحماس، مما قد يدفع بعض الأعضاء إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم أو تحالفاتهم، مثل هذه الحالة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات الداخلية، خاصة في ظل الانقسامات المتوقعة بين التيار المعتدل والمتشدد، ومن المتوقع أن تمرَ الحركة بفترةٍ من عدم الاستقرار المؤقت حتى يتم تحديد هوية القيادة الجديدة وتوجهاتها المستقبلية.
2- ملفُ الأسرى: إن ملف الأسرى كان من أولويات السنوار، الذي لَعبَ دورًا فعالًا في إبرام صفقات تبادل الأسرى السابقة، وأبدى قدرةً ملحوظة على المناورة في هذا الملف الحساس، مع قتله، قد تتعقّد الأمور بالنسبة لحماس، في ظل غياب القيادة التفاوضية، على الجانب الآخر، قد تسعى إسرائيل إلى استغلال هذا الفراغ القيادي كفرصة لتعزيز ضغوطها على الحركة، مما يدفعها إلى تقديم تنازلات، في هذا السياق،وفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن إسرائيل تدرسُ منحَ الحصانة لبعض قادة حماس المتبقين كوسيلة لضمان استكمال المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى[9]، لا شك أن هذا النوع من العروض يهدفُ إلى خَلْق ثغراتٍ داخل القيادة الحالية للحركة، عبر استغلال التباينات بين التيارات المتشددة والبراغماتية، إذا ما قُدمت مثل هذه الحصانة، فإنها قد تُشجع التيار البراغماتي داخل حماس على الدخول في مفاوضات أكثر جدية، إلا أن هذا قد يواجه مقاومةً من التيار المتشدد الذي قد يرى في هذه الخطوة خيانةً لمبادئ الحركة الأساسية.
3- مسارُ المفاوضات: من المحتملِ أن يؤديَ هذا الاغتيال إلى زيادة تعقيد عملية التفاوض، في ظل غياب شخصية مركزية مثل السنوار، قد ينشأ تخبطٌ بين أجنحة الحركة، مما يُضعف من موقفها ويجعلها أقل قدرة على التفاوض بشكل فعّال، وبالتالي سوف تستغل إسرائيل هذه الفوضى لتعزيز موقفها في المفاوضات، مُعتبرةً أن الحركة أصبحت أضعف من ذي قبل، وهذا قد يدفع حماس إلى اتخاذ مواقف دفاعية، حيث سيكون عليها التركيز على تأكيد قدرتها على الاستمرار في المقاومة بدلاً من الجلوس على طاولة المفاوضات والانخراط في مفاوضات جادة.
4- الوضعُ الإقليمي: مقتل السنوار قد يؤثر بشكل مباشر على الأجندة الإقليمية للمقاومة، حيث قد تتزايدُ التحديات الموجهة إلى القوى الأخرى المرتبطة بإيران، خاصةً بالنسبة للحوثيين في اليمن، على اعتبار أنهم الجبهة الأكثر تماسكًا حتى الآن، وبالتالي يعكس هذا المشهد اتساعَ دائرة الاستهداف، مما يعزز احتمالات تصعيد الصراع في مناطق جديدة، والتي سوف تشمل في مقدمتها لبنان وسوريا واليمن، على الجانب الآخر، يمكن اعتبار اغتيال السنوار بالنسبة لإسرائيل بمثابةِ صورةٍ للنصر، مما يتيحُ لها فرصة التركيز على ساحتين حيويتين: لبنان وإيران. ذلك أن هذا التطور قد يُشجّع إسرائيل على تكثيف عملياتها العسكرية ضد هذه الجهات.
وفي هذا السياق، فإن التساؤل الذي سوف يطرح نفسه بقوة في الفترة القادمة يدور حول من سيتولى قيادة حركة حماس خلفًا ليحيى السنوار، وفيما يلي أبرز المرشحين لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس:
1- خليل الحية، نائب السنوار في المكتب السياسي لحماس، يُعد من أبرز الأسماء المرشحة لخلافته، يشغلُ الحية حاليًا دورًا حيويًا في المفاوضات مع الأطراف الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، كما يتولى تنسيق اللقاءات الرسمية بين الحركة وحلفائها في الخارج، علاقاته الدولية وموقعه القيادي يجعلان منه خيارًا قويًا لقيادة حماس في المستقبل.[10]
2- خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس بين عامي ١٩٩٦ و٢٠١٧، يُعتبر أيضًا من الأسماء المطروحة، يشغلُ مشعل حاليًا منصب رئيس الحركة في الخارج، وهو يتمتعُ بعلاقات إقليمية واسعة، ما يعزّز موقفه كمرشح بارز لخلافة السنوار.[11]
3- موسى أبو مرزوق، الذي تولى أولَ رئاسة للمكتب السياسي للحركة بين عامي ١٩٩٢ و١٩٩٦، كان يُعد من أقرب الشخصيات لإسماعيل هنية، يُعتبر أبو مرزوق مسؤولًا أساسيًّا عن العلاقات الدولية والخارجية لحماس، أعاد بناء الحركة من جديد، وفصل بين أعمالها الإدارية والتنظيمية والأمنية والعسكرية، وربط الداخل بالخارج. ما يعزز من موقعه كمرشح بارز لتولي القيادة.[12]
4- زاهر جبارين، رئيس حماس في الضفة الغربية ونائب صالح العاروري، يُعد من الأسماء الواعدة أيضا لقيادة الحركة، بعد اغتيال العاروري، تولى جبارين منصبَ القائم بأعمال رئيس الحركة في الضفة، ما يضعهُ في موقعٍ استراتيجي لخلافة السنوار.
5- محمد إسماعيل درويش، رئيس مجلس شورى حماس، هو أيضًا من الأسماء المحتملة لخلافة السنوار، يُعرف بعلاقاته الوثيقة مع إيران ويُعتبر شخصيةً بارزةً داخل الحركة، وهو مرشح قوي بسبب دوره القيادي والعلاقات الخارجية التي يتمتع بها.[13]
6- محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار وأحدُ أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، هو اسم آخر قد يظهرُ كمرشحٍ قويٍ، يُعرف محمد السنوار بقلّة ظهوره الإعلامي، لكنه يتمتع بنفوذ كبير داخل الجناح العسكري للحركة. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية في السابق.[14]
الاستنتاجات الختامية
وبالنظر إلى كل ما سبق، يمكن تقديم عدد من الاستنتاجات الآتية:
1- الاستمراريةُ العسكريةُ والتنظيمية: رغم مقتل السنوار، من غير المتوقع أن يتأثرَ النشاط العسكري لحماس بشكل كبير في المدى القريب، حيث تُظهر حماس قدرةً على الاحتفاظ بتماسكها حتى بعد استهداف قادتها العسكريين، وهو ما برهنت عليه في حالات سابقة مثل اغتيال أحمد الجعبري ومحمد ضيف، الهياكل العسكرية لحماس، خاصةً كتائب عز الدين القسام، قادرة على إعادة تنظيم صفوفها بسرعة، وسيكون محمد السنوار أحدَ العناصر الرئيسية في استمرار السيطرة العسكرية. فقيادة حماس تعمل بشكل لامركزي، وهو ما قد يمكّن التنظيم من توزيع المهام بين قادة آخرين مثل محمد السنوار وعز الدين الحداد، مما يساعد في الحفاظ على استمرارية القيادة رغم الضغوط، ولكن تدهور الوضع العسكري لحماس، خاصةً في ظل العمليات الإسرائيلية المكثفة، قد يَحدُّ من قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية مستدامة.
2- إستراتيجيات إسرائيل المستقبلية: من المرجّح أن تستمر إسرائيل في العمل على أربع محاور رئيسية بعد مقتل السنوار:
اغتيال القادة المتبقين: تركز إسرائيل الآن على استهداف القادة العسكريين والسياسيين البارزين في حماس مثل محمد السنوار وخليل الحية وخالد مشعل، لضمان تدهور التنظيم على مستوى القيادة الميدانية والاستراتيجية.
تكثيف العمليات العسكرية: من المتوقع تسريعُ العمليات العسكرية في قطاع غزة بهدف إنهاء الفصائل الفلسطينية بشكلٍ كامل، خاصة أن القوات الإسرائيلية ما زالت تعاني من نقص المعلومات الاستخباراتية مقارنةً بالجنوب اللبناني.
استعادةُ الرهائن: يُعتبرُ استرجاع الرهائن أولويةً قصوى بالنسبة لإسرائيل، وقد تتبع استراتيجيات متنوعة في هذا الشأن، بما في ذلك الضغط على الفصائل أو التفاوض المباشر.
خلْقُ الانشقاقات الداخلية: قد تحاول إسرائيل تقسيم الفصائل الفلسطينية، أو حتى خلق توترات داخلية بين قادة كل فصيل، مما قد يؤدي إلى تفكك البنية التنظيمية للحركة واحداث شلل مؤقت في تحركتها المستقبلية.