المقالات
ما بين إدارة الأزمة أو حلها… قراءة لتداعيات عودة ترامب على الملف السوري
- نوفمبر 18, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، والملف السوري يرتبط بهوية ساكن البيت الأبيض، نظرًا لأهمية السياسة الأمريكية المتبعة تجاه هذا الملف في تحديد العديد من الأمور في المشهد السوري؛ بدءاً من الدور الروسي في سوريا، مرورًا بالوجود العسكري الإيراني والتركي والأمريكي في البلاد، وصولًا لشكل التعامل مع النظام السوري وما يتصل بذلك من مسار آستانة والمفاوضات بين الرئيس بشار الأسد والمعارضة.
وبناءً عليه؛ ستكون الأزمة السورية واحدة من قضايا الشرق الأوسط الحاضرة على جدول أعمال دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الجديدة، خاصةً فيما يخص مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وكيفية التعاطي مع بشار الأسد، إلى جانب التواجد التركي في الشمال السوري، فضلًا عن مستقبل الضربات الإسرائيلية على النفوذ الإيراني في آراضي البلاد.
وسيكون التساؤل الأساسي في هذا الشأن؛ هل سيتعامل ترامب مع الملف السوري بنفس السياسة المتأرجحة التي اتبعها خلال ولايته الأولى، أما أن فترته الرئاسية الثانية سوف تحمل نهج مغاير تجاه الأزمة السورية، يتضمن سياسات أكثر وضوحًا تؤدي إلى اختلاف المشهد في سوريا؟:
أولًا؛ ترامب وقضية التعامل مع النظام السوري:
لقد شهدت ولاية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الأولى، تدخلًا أمريكيًا مؤثرًا في مسار الأزمة السورية، والذي تعددت أشكاله بين التدخلات العسكرية، وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، وفرض العقوبات الاقتصادية على النظام السوري؛ حيث[1]:
في سبتمبر 2014، تم تشكيل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وذلك بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وبالفعل هذا التعاون الأمني أتى بثماره في مواجهة التنظيم الذي كان قد سيطر على معظم الآراضي السورية.
في أبريل 2017، أمر ترامب بشن ضربة صاروخية على مواقع عسكرية تتبع قوات النظام السوري وتحديدًا قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص، وذلك بعد إدانة الأسد لإستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في ريف إدلب، وكان هذا الهجوم هو أول تدخل مباشر للولايات المتحدة ضد قوات الجيش السوري.
في ديسمبر 2019، وقع ترامب على قانون قيصر والذي بموجبه تم فرض عقوبات اقتصادية صارمة على النظام السوري وحلفائه، بما في ذلك الأفراد والكيانات المرتبطة به.
واستنادًا على هذه السياسات؛ من المتوقع أن يحتفظ ترامب خلال ولايته الرئاسية الثانية بنهجه المتشدد تجاه النظام السوري، من خلال الإبقاء على العقوبات الاقتصادية، وتمديد قانون قيصر، وعرقلة أي محاولات للتطبيع مع النظام، ومن ثم؛ إبقاءه في حالة ضعف وعزلة سياسية واقتصادية.
وفي مقابل هذا السيناريو؛ رجح البعض سيناريو آخر، قد يكون أقل احتمالية، يقوم على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، مقابل حصول نظام الرئيس بشار الأسد على بعض الإمتيازات، حيث كانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد كشفت عن مساعي من إسرائيل والولايات المتحدة لتقويض الوجود الإيراني في دمشق بالتعاون مع الرئيس بشار الأسد، وذلك من خلال منع طهران من الاستمرار في إمداد حزب الله اللبناني بالأسلحة عبر الحدود السورية، في مقابل منح الإدارة الأمريكية، النظام السوري بعض الفوائد[2]. ويستند هذا السناريو على مجموعة من الإفتراضات؛ منها:
أصبح الرئيس السوري مستاءً من الوجود الإيراني في بلاده، وخصوصًا أنها تسبب حرجًا دبلوماسيًا وسياسيًا له، نظرًا لاختراق سيادة سوريا المتكرر جراء استهداف إسرائيل والولايات المتحدة للميلشيات الإيرانية المتواجدة في الآراضي السورية.
تقليص التأثير والنفوذ الإيراني على القرار السياسي السوري، سيوفر فرصة للرئيس الأسد من أجل الحفاظ على نظامه السياسي ومنع استهدافه، والخروج من العزلة السياسية التي تسببت في إبعاده عن محوره العربي والإقليمي بقربه وتحالفه مع إيران.
سيوفر هذا السيناريو مكاسب اقتصادية للنظام السوري أيضًا، مثل تجميد قانون قيصر، وتمرير الكثير من المشروعات، من بينها خط نقل الغاز إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وكذلك خط النفط إلى سوريا.
ولكن هذا السيناريو يغفل مدى التغلغل الأمني والسياسي الذي تحظى به إيران في سوريا، فضلًا عن اعتماد النظام السوري بشكل كبير على الدعم الإيراني، خاصةً بعد سنوات الحرب التي أضعفت بنيته التحتية وعلاقاته الدولية، ومن ثم؛ فهو غير مستعد أن يتنازل عن شريك استراتيجي مثل طهران في مقابل شريك أمريكي غير موثوق، تختلف مواقفه باختلاف المصالح الأمريكية في المنطقة.[3]
ثانيًا؛ ترامب ومستقبل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا:
تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عدد من القوات الأمريكية في شمال سوريا يبلغ عددها 900 جندي أمريكي، يتركزون في عدد من القواعد العسكرية بالأراضي السورية؛ منها: قاعدة التنف الواقعة عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني والقريبة من مدينة حمص السورية، وقاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور، والتي تُعد أكبر القواعد الأمريكية والمزودة بمهبط للطيران المسير والمروحي وتحتوي على مروحيات قتالية، فضلًا عن قاعدة تل بيدر في غرب مدينة الحسكة، وقاعدة رميلان الواقعة جنوب شرقي مدينة رميلان النفطية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي.[4]
وتكمن مهام هذه القوات في تحقيق عدة أهداف أمنية وسياسية للولايات المتحدة؛ ومنها: محاربة تنظيم داعش الإرهابي ومنع عودة انتشاره في البلاد مرة أخرى، حماية المنشآت النفطية التي تستفيد منها واشنطن، حماية المصالح الأمنية الإسرائيلية من خلال مواجهة النفوذ الإيراني، فضلًا عن موازنة النفوذ الروسي في سوريا.
ومع عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، أُثيرت تساؤلات عدة حول مستقبل هذا الوجود العسكري في شمال سوريا، خاصةً وأن ترامب كان قد تبنى سياسات تهدف إلى تقليل التدخلات العسكرية الخارجية خلال ولايته الأولى، والدليل على ذلك؛ أنه في عام 2019 أعلن نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا، مصرحًا بأن “حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها في سوريا، فقد كان من المفترض أن تكون الولايات المتحدة في سوريا مدة 30 يومًا، لكننا بقينا وتدخلنا أعمق وأعمق في معركة من دون هدف في الأفق”.[5]
لذلك؛ من المتوقع أن يتجه ترامب إلى انسحاب جزئي أو كلي للقوات الأمريكية من الشمال السوري، خاصةً بعد أن تعرضت تلك القوات والقواعد الأمريكية في البلاد لعدد من الهجمات المتكررة من قبل المليشيات الإيرانية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبعد أن ترددت أنباء حول قلق ترامب بشأن الوجود العسكري الأمريكي طويل الأمد في سوريا.
ولكن في حال تحقق هذا السيناريو، وانسحبت القوات الأمريكية من سوريا، سيكون هناك العديد من التبعات التي من شأنها تغيير الخريطة الأمنية والسياسية في سوريا وخاصةً منطقة الشمال؛ حيث[6]:
يعني انسحاب القوات الأمريكية من شرق سوريا، سحب الضمانة الأمنية لقوات قسد الكردية، وهو ما يضعها تحت العديد من الضغوط، والتي منها الوقوع بين كماشة الوجود التركي في الشمال والإيراني في الجنوب، فضلًا عن مساعي النظام السوري لاستعادة السيطرة على مناطق الإدارة الذاتية الغنية بالنفط والثروات الزراعية، وقد يجبر هذا الوضع قوات قسد ومسؤولي الإدارة الذاتية في الشمال السوري، على اللجوء إلى روسيا للتوسط بينهم وبين الرئيس بشار الأسد.
يصب انسحاب كهذا في صالح طهران، حيث أنه سيعزز سيطرتها على الطريق البري الواصل بين شرق العراق والبحر المتوسط عبر سوريا ولبنان، ومن ثم؛ توفير ممر آمن لطهران حتى تدعم حزب الله بسهولة، وهو ما يعرض أمن إسرائيل لتحدي التمدد الإيراني في سوريا.
قد يترتب على هذا الانسحاب مخاطر محتملة على الاستقرار، حيث يمكن أن يؤدي تقليص الوجود الأمريكي إلى عودة ظهور الجماعات المتطرفة مرة أخرى، وخاصةً تنظيم داعش الذي يواصل شن هجمات مميتة على قوات الحكومة السورية ومقاتلي قسد في البادية السورية، وما يزيد الأمر خطورة؛ وجود ما يقرب من 12 ألف من عناصر التنظيم في سجون قوات قسد، فضلًا عن وجود عائلاتهم في مخيمي الهول والروج بالحسكة.
وبناءً عليه؛ قد يتجه ترامب فعلًا إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا، ولكن ليس بشكل متسرع أو جذري، بل سيكون انسحاب منظم، عبر جدول زمني يأخذ في اعتباره توافقات سياسية تؤمن وضع قوات قسد، وكذلك اتفاقات سياسية وأمنية مع تركيا وروسيا.
وبغض النظر عن كيفية الانسحاب وهل سيكون سريعًا أو جزئيًا، فالأمر المؤكد الآن أن هذه العملية لن تتم في الوقت الراهن وخاصةً مع استمرار الحرب في غزة ولبنان، والدليل على ذلك أن القوات الأمريكية عززت قواعدها في شمال شرق سوريا؛ إذ وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، هبطت يوم 7 نوفمبر الجاري، طائرة شحن محملة بمعدات عسكرية وصواريخ مضادة للطيران تابعة للتحالف الدولي في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة، وفي يوم 6 نوفمبر، دفع التحالف بتعزيزات عسكرية تتألف من 20 شاحنة، تحمل معدات عسكرية ولوجستية وطبية وأسلحة وبطاريات دفاع جوي من قاعدتها في مطار خراب الجير باتجاه قاعدتها بقسرك شرق بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي.[7]
ثالثًا؛ ترامب ومستقبل الوجود التركي في شمال سوريا:
“أهنيء صديقي دونالد ترامب الذي فاز بالانتخابات الرئاسية وانتُخب مرة أخرى رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، آمل في هذه الفترة الجديدة أن تتعزز العلاقات التركية الأمريكية، وأن تنتهي الأزمات والحروب الإقليمية والعالمية، وخصوصًا القضية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية، وأعتقد أنه سيتم بذل مزيد من الجهود من أجل عالم أكثر عدلًا”، هكذا كان تعليق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على فوز ترامب بولاية رئاسية جديدة[8]، ولا شك أن هذه التهنئة تحمل العديد من المؤشرات المتعلقة بسوريا؛ حيث:
تأمل تركيا أن ينفذ ترامب ما سبق وأن لوح به في عام 2019، وهو انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، فضلًا عن وقف دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والتي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية.
إذ تدرك تركيا أن عملية الانسحاب الأمريكي سوف تضعف قوات قسد وستعزز القدرة العسكرية للقوات التركية ودعم تواجدها في المدن والمناطق التي تسيطر عليها في عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، أعزاز، دابق، جرابلس، جنديرس، راجو وشيخ الحديد.
فضلًا عن ذلك؛ يرى إردوغان أن ترامب يبدي تفهمًا للمخاوف الأمنية التركية من الوجود الكردي على حدود أنقرة الجنوبية على عكس إدارة جو بايدن، والدليل على ذلك؛ في عهد ولاية ترامب الأولى توسع تدخل القوات التركية في سوريا بعد قيام أنقرة بعمليتين عسكريتين ضد قوات قسد؛ الأولى عملية غصن الزيتون عام 2018 في مدينة عفرين، والثانية عملية نبع السلام في عام 2019 بمنطقتي رأس العين وتل أبيض، في حين لم تشهد سوريا أي عمليات عسكرية ضد قسد في فترة إدارة بايدن.[9]
ومن ثم؛ تأمل أنقرة، وبناءً على ما تحقق في الولاية الأولى وعلى العلاقات الشخصية الجيدة بين إردوغان وترامب، أن تستطيع التوصل إلى تفاهمات مع واشنطن تتعلق بمتابعة العمليات العسكرية وتوسيع نفوذها، حتى تنجح في إنشاء مناطق آمنة على حدودها بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا.[10]
وتنعكس هذه الرغبة في تصريحات الرئيس التركي يوم 10 نوفمبر الجاري، والذي أكد خلالها أنه “سيناقش مع الرئيس الأمريكي المنتخب، مسألة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”، مشددًا على “تمسك بلاده بخيار إنشاء ممر آمن في الشمال السوري بعمق يتراوح بين 30- 40 كيلومترًا”، مضيفًا أن “سنكمل في الفترة المقبلة الحلقات الناقصة من المنطقة الآمنة التي أنشأناها على طول حدودنا، وستقطع تركيا بذلك أي اتصال بين التنظيمات الإرهابية وحدودها”.[11]
ولذلك؛ يبدو أنه قد تكون هناك فرصة من أجل التنسيق التركي الأمريكي فيما يخص القضية السورية، خاصةً وأن أنقرة مستعدة للعمل بشكل مشترك مع واشنطن في سوريا بشرط تعطيل حزب العمال الكردستاني ووقف دعم قوات قسد، وبالتأكيد سيؤثر ذلك سلبيًا على مساعي التطبيع بين تركيا والنظام السوري التي تقودها روسيا، والدليل على ذلك التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان التي أكد خلالها أن “النظام السوري غير مستعد للتطبيع مع تركيا أو التوصل إلى اتفاق مع المعارضة السورية وإنهاء حالة الصراع”، حيث يُعتبر هذا التصريح مناقض لكل التصريحات الإيجابية التي صرحت بها أنقرة خلال الأشهر السابقة.[12]
وإدراكًا للخطر؛ تتخوف قوات سوريا الديمقراطية من قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة بالانسحاب من سوريا، مما يجعلها عرضة للضربات سواء من تنظيم داعش أو النظام السوري أو تركيا والفصائل الموالية لها.
وتنعكس تلك المخاوف في تصريح ممثل مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، الجناح السياسي لقوات قسد، في واشنطن بسام إسحاق، بأن “أكراد سوريا لا يعرفون بعد كيف ستكون علاقة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مع تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان، لكنهم يتخوفون من أن تأتي أي صفقة بين واشنطن وأنقرة على حسابهم”.[13]
رابعًا؛ ترامب والنفوذ الإيراني والروسي في سوريا:
لا شك أن تغيير الإدارة الأمريكية ومجيء دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة، سيكون له انعكاسات واضحة على نفوذ القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري وخاصةً إيران وإسرائيل وروسيا؛ حيث:
1- بالنسبة لإيران وإسرائيل؛ يبدو من حالة العداء التي رسمت سياسة ترامب تجاه طهران وأذرعها في المنطقة خلال ولايته الأولى، أنه سيتبع نفس السياسة التصعيدية ضد النفوذ الإقليمي الإيراني في المنطقة.
وبالتالي؛ من المرجح أن تطلق الإدارة الأمريكية يد إسرائيل ضد إيران ومليشياتها المتمركزة في سوريا، وأن يدعم ترامب الهجمات الإسرائيلية على قواعد ومراكز وجود الميليشيات الإيرانية بشكل أوسع مما هو عليه في الفترة الراهنة، للحد من فاعلية إيران القتالية على الأراضي السورية، فضلًا عن تقويض قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا، ومن ثم؛ تحجيم النفوذ الإيراني في البلاد بما يتوافق مع أمن تل أبيب.[14]
هذا إلى جانب التأثير سلبًا على ملف الجولان السوري المحتل، حيث كان ترامب قد اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان خلال ولايته الأولى، لينهي بذلك سياسة أمريكية طويلة الأمد كانت تعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة منذ حرب عام 1967.[15]
2- بالنسبة لروسيا؛ من المرجح أن تكون العلاقات بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أفضل مما كانت عليه في عهد إدارة جو بايدن، وبالتالي قد تكون هناك فرصة أن يتم التوصل لحد أدنى من التفاهم في سوريا، خاصةً إذا تفاهما في ملف الحرب الروسية الأوكرانية.[16]
والدليل على ذلك؛ أن في فترة ترامب السابقة، توسعت روسيا أكثر في سوريا، واستطاعت أن تسقط مناطق كثيرة كانت تسيطر عليها المعارضة مثل الغوطة والرستن وريف دمشق الجنوبي والغربي ودرعا وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.
خامسًا؛ ملاحظات ختامية:
– التغيير في القيادة الأمريكية أمر مهمًا للغاية بخصوص الوضع في سوريا، لأنه يرتبط بجميع الفواعل والمعطيات المتعلقة بالأزمة السورية، سواء كانت داخلية أو خارجية.
– بات ملف الانسحاب الأمريكي المحتمل في عهد ترامب، محل اهتمام وترقب كل الفاعلين؛ فروسيا تأمل في التوصل مع ترامب إلى ترتيبات ما بعد الانسحاب، في حين تسعى تركيا لإستغلال هذا الأمر في حال حدوثه لتقويض قدرات قوات قسد والتوسع بشكل أكبر في الشمال السوري، أما إيران؛ فتأمل أن تكون الطرف الذي يحل محل الولايات المتحدة بعد خروجها.
– تغيير الوضع السوري يحتاج إلى توافق أوسع بين الدول والأطراف الفاعلة بسوريا، وفي ظل الظروف الراهنة، يبدو أن الفترة القادمة ستشهد إعادة تشكيل للوضع السوري حسب المعادلات الجديدة التي تفرضها عودة ترامب بولاية جديدة.
– سيبقى الحذر سيد الموقف من جميع الأطراف الضالعة في الملف السوري، إلى حين وصول ترامب رسميًا إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، ومعرفة فريق عمله ومن سيعينه للملف السوري، وما مدى أهمية سوريا بالنسبة لاستراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة، ومن ثم؛ إدراك ما إذا كان ترامب ينوي حل الأزمة السورية فعلًا أم سيكتفي بإدارتها فقط كما كان الوضع في فترته الرئاسية الأولى.
المصادر:
[1] ضياء عودة، سوريا وترامب.. محطات وسيناريوهات “نهج أقسى”، الحرة، 6/11/2024، متاح على الرابط: https://www.alhurra.com/syria/2024/11/09/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7
[2] إيلي يوسف، ترمب قد يغيّر المعادلة في سوريا، الشرق الأوسط، 6/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%
[3] هل ينخرط النظام السوري في مخطط “تحجيم إيران”؟، موقع عربي 21، 8/11/2024، متاح على الرابط: https://arabi21.com/story/1639033/%D9%87%D9%84-%D9%8A%
[4] الأهداف السياسية للانسحاب الأمريكي من سوريا، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، 12/11/2024، متاح على الرابط: https://rawabetcenter.com/archives/177718
[5] ترامب رئيساً للولايات المتحدة.. “قسد” متوجسة وأنقرة لم تستبعد انسحاب أمريكي من سوريا، أثر برس، 6/11/2024، متاح على الرابط: https://www.athrpress.com/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-
[6] الانسحاب الأمريكي المحتمل من سورية: السيناريوهات وحسابات اللاعبين، مركز الإمارات للسياسات، 15/4/2024، متاح على الرابط: https://www.epc.ae/ar/details/scenario/aliainsihab-alamriki-almuhtamal-min-suria-alsiynariuhat-wahisab
[7] عودة ترامب تحيي آمالاً تركية في الأراضي السورية.. ما إمكانية تحقيقها؟، موقع الحل.نت، 8/11/2024، متاح على الرابط: https://7al.net/2024/11/08/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8
[8] جابر عمر، فوز دونالد ترامب يحيي آمال تركيا بحلّ القضايا العالقة، جريدة العربي الجديد، 8/11/2024، متاح على الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%81%D9%88%D8%B2-
[9] حسن الشاغل، سيناريو عودة ترامب إلى البيت الأبيض وانعكاساته على الملف السوري، تلفزيون سوريا، 19/3/2024، متاح على الرابط: https://www.syria.tv/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%
[10] سمير العركي، قد يفضل أردوغان فوز ترامب، الجزيرة القطرية، 4/11/2024، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/opinions/2024/11/4/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0
[11] إردوغان: أحبطنا محاولة تطويقنا من حدود سوريا… ومتمسكون بـ«الحزام الأمني»، الشرق الأوسط، 10/11/2024، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%
[12] عبد الناصر القادري، دونالد ترامب أم كامالا هاريس.. هل سوريا على أجندة الرئيس الأميركي الجديد؟، تلفزيون سوريا، 5/11/2024، متاح على الرابط: https://www.syria.tv/%D8%AF%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AF-
[13] إيلي يوسف، ترمب قد يغيّر المعادلة في سوريا، مرجع سابق.
[14] حسن الشاغل، سيناريو عودة ترامب إلى البيت الأبيض وانعكاساته على الملف السوري، مرجع سابق.
[15] رامز الحمصي، فوز ترامب وما ينتظر المشهد السوري؟، موقع الحل.نت، 6/11/2024، متاح على الرابط: https://7al.net/2024/11/06/%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%AA%D8%B1%D8
[16] ماذا ينتظر السوريون من الرئيس الأميركي الجديد؟، موقع الحرة الأمريكية، 4/11/2024، متاح على الرابط: https://www.alhurra.com/syria/2024/11/02/%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B8