المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > ما وراء التوترات بين تركيا وإيران: قراءة في أسباب الخلافات المتصاعدة
ما وراء التوترات بين تركيا وإيران: قراءة في أسباب الخلافات المتصاعدة
- مارس 12, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات

إعداد: محمود حسن
باحث مساعد في برنامج دراسات الدول التركية
مقدمة
استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير التركي في طهران “حجابي كيرلانجيتش” إلى الوزارة في الثالث من مارس عام 2025، بررت طهران هذه الخطوة في سياق الرد على انتقادات وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” لسياسات إيران الإقليمية، ورداً على ذلك استدعت تركيا القائم بأعمال السفارة الإيرانية إلى وزارة الخارجية في 4 مارس مما طرح العديد من التساؤلات حول أسباب التصعيد الدبلوماسي التركي-الإيراني والعوامل التي أدت لتصدع العلاقة العلنية بين البلدين. لذلك يحاول المقال استكشاف الأسباب الكامنة حول التوترات الإيرانية-التركية مؤخراً.
التراشق الإعلامي بين قيادات الدولتين:
الهجوم التركي على سياسات إيران: خلال مقابلة صحفية مع قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 26 فبراير 2025, شن فيدان هجوماً حاداً على استخدام إيران للميليشيات المسلحة كأداة من أدوات السياسة الخارجية، حيث أجاب فيدان على سؤال: “هل تقبل إيران خسارة سوريا بهذه السهولة؟ البعض يتحدث عن إمكانية تقديم بعض الدعم لقوات سوريا الديمقراطية”، قائلا “إذا كنت تريد خلق إزعاج في بلد آخر من خلال دعم مجموعة في بلد آخر، فإن هذا البلد سيخلق إزعاجا لك من خلال دعم مجموعة أخرى في بلدك”. علاوةً على ذلك، استكمل الوزير التركي انتقاده لمشروع إيران المعتمد على وكلائها الإقليميين مؤكداً ” “لم يعد بالإمكان لم يعد يمكن إخفاء أي شيء في العالم بعد الآن. فما تملكه أنت، يملكه غيرك. لذلك إذا كنت لا تريد أن يُلقى حجر على نافذتك، فلا تلقي الحجارة على نافذة شخص آخر”.
رد الفعل الإيراني: أطلقت مقابلة وزير الخارجية التركي شرارة لسلسلة طويلة من التصريحات الإيرانية المناهضة لتركيا. في 28 فبراير 2025, ادعى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن “إيران ليس لديها أي طموحات إقليمية” دون الإشارة بشكل مباشر إلى تركيا. كما نوه علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للشؤون الاستراتيجية والخارجية، إلى “انتهاك تركيا لقواعد البروتوكول الدبلوماسي” وحذر من تداعيات هذه التصريحات على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
واستكملت إيران خطواتها التصعيدية ضد المسئولين الأتراك عبر استدعاء السفير التركي في طهران حجابي كيرلانجيتش إلى وزارة الخارجية الإيرانية في 3 مارس 2025، ولقد صدر عن هذا الاجتماع بيان لمحمود حيدري، نائب وزير الخارجية الإيراني والمدير العام لشؤون البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الشرقية في وزارة الخارجية. واتهم الأخير تركيا “بفشلها في إعطاء الأولوية لمنع تصرفات إسرائيل المزعزعة للاستقرار في المنطقة”، ودفع هذا الهجوم المتتالي من المسؤولين الإيرانيين على سياسات أنقرة الأخيرة إلى استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية إلى وزارة الخارجية في 4 مارس 2025 لمناقشة هذه التصريحات.
الأسباب الرئيسية للخلاف التركي-الإيراني:
لا يمكن اعتبار التوتر الراهن في العلاقات الدبلوماسية التركية-الإيرانية وليد اللحظة، بل أن هذا الخلاف السياسي الذي خرج للعلن مؤخراً يعبر عن نتاج تراكمي لعدة أسباب يمكن استعراضها على النحو التالي:-
1- انهيار نظام الأسد:
أدى سقوط نظام بشار الأسد الموالي لطهران في سوريا وما تبعه من استحواذ هيئة تحرير الشام – المتحالفة مع تركيا- على السلطة في دمشق لغضب الساسة الإيرانيين لما عنته هذه الخطوة من انهيار إضافي للمشروع الإيراني الإقليمي، كما اعتبرت إيران هذا التحرك انقلاباَ على تفاهمات مشتركة عقدت مسبقاً وفي مقدمتها صيغة آستانا عام 2017، بل يرى الإيرانيون أن إدارة أردوغان لم تلتزم بتعهداتها خلال محادثات الدوحة في ديسمبر 2024 والتي تضمنت عدم هيمنة أي طرف عربي أو تركي أو إيراني على المشهد السياسي في سوريا، كما مثل الانهيار السريع لحكومة الأسد نقطة الانطلاق الرئيسية لتصاعد حدة الخطاب الإيراني-التركي المتبادل. على النقيض، أكد هاكان فيدان أن “تحميل الولايات المتحدة وإسرائيل مسئولية التطورات في سوريا سيكون تحليلاً خاطئاً” في أعقاب أحداث 8 ديسمبر 2024، يمكن تفسير هذا التصريح في إطار الرد التركي على تصريحات إيرانية مناهضة لتغيير النظام في سوريا. على سبيل المثال، شدد المرشد الأعلى الإيراني على أن “الوضع الجديد في سوريا مؤقت” وراهن على ما أسماه” نهضة الشباب السوري الغيور للتخلص من حكام الفوضى في سوريا”، بل وتجاوز المرشد الإيراني انتقاد السلطة الجديدة في دمشق إلى استهداف تركيا نفسها عبر الإشارة إلى “الدور السافر لدولة إقليمية” في الإطاحة بالنظام السوري.
2- المسألة الكردية:
أضف إلى ذلك ضبابية الموقف الإيراني حول الفصائل المسلحة الكردية، في حين تصنف إيران حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، فإنها لا تطلق نفس التسمية على فروعه السورية، مثل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، كما أن التفاعلات الإيرانية مع الجماعات الكردية لا تتخذ مساراً واضحاً، ففي مايو 2024 أدلى وزير الدفاع التركي “يشار جولار” بتصريحات عدة حول عدم “إيلاء إيران أهمية كافية لقضية إرهابيي حزب العمال الكردستاني”.
في المقابل، عملت إيران على انتقاد العمليات العسكرية التركية ضد قسد والجماعات الكردية الأخرى في العراق وسوريا ووصفها “بانتهاك السيادة الوطنية لهذه الدول”، ناهيك عن عدم تعاون طهران مع أنقرة في إقناع بعض القادة الميدانيين لحزب العمال الكردستاني بترك السلاح استجابةً لدعوة زعيمهم عبد الله أوجلان، وفي هذا السياق يمكن إدراج تصريحات فيدان حول إمكانية دعم طهران لقوات سوريا الديمقراطية كدليل إضافي حول دور القضية الكردية في تفاقم التوترات التركية-الإيرانية.
3- الروابط الأذربيجانية-التركية:
ساهم دور تركيا الملحوظ في نقل إمدادات النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل في تصاعد حدة اللهجة الإيرانية ضد أنقرة وباكو. على سبيل المثال، انتقد البروفيسور الإيراني بجامعة طهران سيد ميراندي – والمقرب من دوائر صنع القرار في إيران- تجاهل الدولتين “لحرب الإبادة الجماعية في غزة واستكمال تصدير النفط رخيص السعر إلى إسرائيل”، كما تعدى الأخير ذلك إلى وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ” بأحد أكثر الشخصيات السياسية التي ألحقت الضرر بالقضية الفلسطينية”.
أضف إلى ذلك الانتصارات الأذربيجانية المدعومة تركياً على أرمينيا حليفة الإيرانيين في حربي كاراباخ 2020 و2023 بما ساهم في تقليص النفوذ الإيراني بمنطقة جنوب القوقاز. في ضوء هذه التطورات، إن الضربات التركية المتتالية لقدرة إيران على إظهار قوتها في سوريا والقوقاز أدى لحنق إيراني من تحركات السياسة الخارجية التركية.
رؤية استشرافية للعلاقات التركية-الإيرانية:
رغم التصعيد الأخير بين أنقرة وطهران، لا ينبغي التسرع في الحكم على هذه التطورات والانتقال إلى استنتاج بأن القطيعة الدبلوماسية التركية-الإيرانية ستكون طويلة الأمد نظراً للعوامل التالية:-
1- جوهر العلاقات التركية-الإيرانية: إن الأساس في التفاعلات بين أنقرة وطهران هو الاختلاف وليس الاتفاق بملفات السياسة الخارجية. بالتالي، فمن الطبيعي لدولتين لطالما اتسمت علاقاتهما “بالتنافس التعاوني” أن تصل إلى هذه المرحلة من الخلافات السياسية، العامل الحاكم لهذه العلاقة هو مدى قدرة القيادات السياسية للبلدين على احتواء التصعيد وتجاوزه، يدعم هذا الفرض الأزمة الدبلوماسية التركية-الإيرانية في فبراير عام 2016 حينما قامت أنقرة باستدعاء سفيرها في طهران رداً على “اعتداءات متظاهرين موالين لإيران” على القنصلية التركية في البصرة بسبب ما وصفه المتظاهرون بـ “قتل تركيا للميليشيات الشيعية في العراق”. مع ذلك، لم تكن هذه الأزمة طويلة، حيث عاد السفير التركي إلى طهران في يونيو من نفس العام، بعد أن تم تهدئة التوترات بين البلدين.
كذلك فجرت ما يعرف “بأزمة شعر أردوغان” أواخر عام 2020 دورة جديدة من المناوشات الدبلوماسية بين البلدين، يرجع ذلك إلى بيت شعر ألقاه أردوغان في “احتفالات النصر” التي نظمت في باكو احتفالاً بانتصار الجيش الأذربيجاني في معركة ” كاراباخ” والتي استشعرت القيادة الإيرانية تعزيزه “للحركات الانفصالية في البلاد”. تبعاً لذلك، كتب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف على تويتر: “لم يجر إخطار الرئيس أردوغان بأن ما أساء ترديده في باكو يشير إلى الانفصال القسري للمناطق عن الوطن (الإيراني) الأم”، كما استدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي في طهران وأبلغته بأن “حقبة المطالب المتعلقة بالأرض والإمبراطوريات التوسعية قد انقضت لن تسمح إيران لأحد بالتدخل في وحدة أراضيها”. ولاحتواء الأزمة، جرى اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين، قبل أن تعلن السفارة التركية في طهران في بيان لها “إزالة سوء التفاهم”.
الأمر ذاته ينطبق على توترات العلاقات التركية-الإيرانية عام 2021 والمشابهة إلى حد كبير إلى الأزمة الحالية. انفجر الخلاف التركي-الإيراني حينها نتيجةً لتصريحات السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي في فبراير 2021 والتي انتقد بها ” انتهاك تركيا المتواصل لسيادة العراق”. وعبر تويتر، سارع السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز للرد على تصريح السفير الإيراني، قائلا إن “مسجدي هو آخر شخص يمكن أن يلقن أنقرة درسا في احترام حدود العراق”. أدت هذه التطورات إلى تبادل الدولتين استدعاء سفرائهما، وانتهت الأزمة مع قيام وزراتي الخارجية في البلدين بإصدار بيانات تستهدف تدارك الأزمة. لذلك، ووفقاً للنمط الدوري الثابت في النزاعات السياسية بين تركيا وإيران، من غير المرجح أن تستمر الأزمة الحالية لفترة طويلة قبل أن يتم احتوائها.
2- العداوة المشتركة لإسرائيل: بينما لعبت سوريا دوراً في تصاعد الخلافات التركية-الإيرانية، قد تكون دمشق أيضاً هي المفكك – إلى درجة معينة- لهذه الاختلافات البينية، إن صعود الدور الإسرائيلي كفاعل رئيسي في تفاعلات المشهد السوري قد يدفع أنقرة وطهران نحو نوع من التسوية أو على الأقل تنحية الخلافات جانباً، يعزز هذا الاقتراح تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتاريخ 17 فبراير 2025 إن “تركيا كانت مشاركاً فاعلاً في نقل الأموال لحزب الله”.
في ضوء هذه التصريحات يمكن تحليل احتمالين: الأول في حالة صحة هذه الادعاءات، يكون أردوغان قد بدأ بالفعل عملية التنسيق مع نظرائه الإيرانيين لموازنة النفوذ الإسرائيلي وكبح جماح الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا. أما الاحتمال الثاني فهو كون هذه التصريحات لا تعبر إلا عن محاولات إسرائيلية استفزازية لتركيا مما يتطلب أيضاً تفاهماً تركيا-إيرانياً حول تحقيق الاستقرار في سوريا حتى لا تنشغل القوات التركية بالتعامل مع التهديدات الإسرائيلية في الخارج والميليشيات الموالية لإيران في الداخل.
3- العلاقات التجارية البينية: في خضم التوترات الجيوسياسية التي تجتاح إقليم الشرق الأوسط، تظل العلاقات الاقتصادية ركناً أساسياً يحافظ على ثبات وصمود العلاقات التركية-الإيرانية، إذا تتبعنا مسار العلاقات الاقتصادية بينهما مؤخراً، يمكن استبعاد أن تلقي الأزمة الدبلوماسية بظلالها على قطاعات التعاون الاقتصادي بين البلدين. على سبيل المثال، خلال زيارة قامت بها وزيرة الطرق وإنشاء المدن الإيرانية فرزانه صادق إلى تركيا على هامش اجتماع الدورة الـ 29 للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في يناير 2025, ناقشت الوزيرة الإيرانية مع وزير التجارة التركي عمر بولات زيادة حجم التبادل التجاري البيني إلى 30 مليار دولار بعد وصوله إلى 14 مليار دولار وفقاً لإحصاءات عام 2024.
وأثناء زيارة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي لأنقرة في يناير 2024, تم توقيع ثلة من الاتفاقيات الاقتصادية في مجالات متعددة مثل السياحة والصناعة والتجارة وتخفيض الحواجز الجمركية فضلاً عن عقد اجتماع لرجال الأعمال الأتراك والإيرانيين، حث خلاله رئيس غرفة التجارة والمناجم والصناعة والزراعة الإيرانية، صمد حسن زاده، على تعزيز التعاون بين القطاعين الخاصين التركي والإيراني. أخيراً، تسعى الدولتان لتعزيز النمو الاقتصادي عبر تفعيل منطقة التجارة الحرة بمدينة خوي الإيرانية. يمكن القول إنه في ظل هذا الزخم الهائل للعلاقات الاقتصادية بين تركيا وإيران، من غير المحتمل استمرار هذا التوتر الدبلوماسي – العلني على الأقل- لفترة طويلة.
خاتمة
في الختام، يشير التصعيد الأخير في العلاقات التركية-الإيرانية إلى تراكمات من الخلافات السياسية التي تعود إلى عدة قضايا إقليمية ودولية، مثل الأزمة السورية والموقف من الجماعات الكردية والصراعات الإقليمية في القوقاز، ورغم التصريحات المتبادلة والاحتقان الدبلوماسي الحالي، فإن تاريخ العلاقات بين البلدين يعكس نمطاً من التوترات المتقطعة التي غالباً ما تُحتوَى بعد فترة قصيرة، بفضل الحاجة المشتركة للتعاون في مجالات عديدة.
ومع التحديات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، يبقى من المرجح أن تسعى كل من تركيا وإيران إلى تجنب التصعيد المستمر، والاستمرار في الحفاظ على توازن دقيق بين المنافسة والتعاون، العلاقات الاقتصادية التي تجمع البلدين تلعب دوراً مهماً في تعزيز استقرار تلك العلاقات، مما يجعل من المحتمل أن تتجاوز الدولتان الأزمة الحالية دون أن تؤثر بشكل كبير على تفاعلاتهما الاقتصادية والاستراتيجية في المستقبل القريب.
المصادر
-
إسماعيل جمال. اتهامات متبادلة واستدعاء سفراء.. هل تفجّر الخلافات العلاقات التركية الإيرانية؟ صحيفة القدس العربي. 8/3/2021. متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/1onmJ
-
فرزاد قاسمي. 3 ملفات تدفع العلاقات التركية-الإيرانية إلى الانفجار. الجريدة. 3/3/2025. متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/DYDWF
-
وائل علوان. فرار بشار الأسد من سوريا.. ماذا حدث في اجتماع الدوحة؟ الجزيرة. نت. 8/12/2024. متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/4v1g0
-
لماذا ازداد التوتر في العلاقات التركية الإيرانية؟ جريدة زمان التركية. 6/3/2025. متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/KnA7q
-
إيران وتركيا تؤكدان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي. جريدة الوفاق الإيرانية. 29/1/2025. متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/xCeB9
-
أحمد درويش. تركيا وإيران.. شكل العلاقة بعد التغيرات في سوريا. الجزيرة. نت. 4/3/2025. متاح على الرابط التالي: https://shorturl.at/KhEfv
-
Amir Soltanzadeh. Iran-Turkey ties tested by Assad’s downfall in Syria. Deutsche Welle. 12/12/2024. Available at: https://shorturl.at/XZkZS
-
Umud Shokri. Building Bridges: Iranian-Turkish Economic Unity Amidst Security Rifts. Gulf International Forum. Available at: https://shorturl.at/icJKP
-
Giorgio Cafiero. Why post-Assad Syria complicates the Iran-Turkey rivalry. Atlantic Council. 26/2/2025. Available at: https://shorturl.at/3ZoGe
-
Tol Staff and Agencies. FM Sa’ar to US senators: Turkey cooperating with Iran to smuggle money to Hezbollah. Times of Israel. Available at: https://rb.gy/wvgwtd