المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الدراسات الأفريقية > تقدير موقف > محادثات “أمريكية – كونغولية” حول صفقة المعادن: إعادة تشكيل ديناميكيات سوق الموارد العالمية
محادثات “أمريكية – كونغولية” حول صفقة المعادن: إعادة تشكيل ديناميكيات سوق الموارد العالمية
- مارس 11, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الدراسات الأفريقية
لا توجد تعليقات

إعداد: منة صلاح
باحثة في وحدة الشؤون الأفريقية
بدأت الولايات المتحدة محادثات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية حول صفقة محتملة، تمنح الشركات الأمريكية حقَّ الوصول إلى الموارد المعدنية الاستراتيجية في البلاد، مقابل دعْمٍ عسكريٍّ لمواجهة التمرُّد في المناطق الشرقية، ورغم أن تفاصيل الصفقة لم يتم الاتفاق عليها بعْدُ؛ فإنها تعكس اهتمام الولايات المتحدة بتوسيع نطاق وصولها إلى الموارد في مختلف أنحاء العالم، وقد تتيح هذه الشراكة لجمهورية الكونغو الديمقراطية الفرصة لتنويع تحالفاتها الاقتصادية وتقليص تأثير الصين، ومن المتوقع، أن يمنح الاتفاق المقترح الشركات الأمريكية حقَّ الوصول إلى المعادن الأساسية اللازمة للتحوُّل العالمي في مجال الطاقة.
السياق الراهن للصفقة
تصاعُد التوتُّر في شرق الكونغو: تأتي هذه التطوُّرات في ظلِّ تصاعُد حِدَّة النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ حيث كثَّفت حركة M23″” المتمردة هجماتها، خلال الأسابيع الأخيرة، عقب فشل جهود الوساطة التي قادتها أنجولا، وتتهتم كينشاسا رواندا، بتقديم الدعم للمتمردين، وطالبت بانسحاب قواتها من الأراضي الكونغولية، وهي اتهامات ترفضها كيغالي بشدة[1].
تعثُّر اتفاقية المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا: في الأيام الأخيرة اقتربت الولايات المتحدة وأوكرانيا من توقيع اتفاقية تتعلق بالمعادن والموارد الطبيعية، كان من المقرر أن تلتزم أوكرانيا بموجبها، بتحويل 50% من عائدات التحويل النقدي المستقبلي لجميع أصولها من الموارد الطبيعية؛ بما في ذلك المعادن والنفط والغاز إلى صندوق مشترك بين البلديْن، وكان الهدف من هذه العائدات إعادة استثمارها في تنمية أوكرانيا، وفي المقابل، كانت الولايات المتحدة ستتعهَّدُ بتقديم التزامات مالية طويلة الأجل لدعم الاستقرار الاقتصادي في أوكرانيا، ولكن واجهت الاتفاقية انتكاسة مفاجئة بعد اجتماعٍ وُصِفَ بالكارثيِّ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، يوم الجمعة 28 فبراير الماضي؛ ما أدَّى إلى تعليق الاتفاقية على الأقل في الوقت الراهن[2].
الأهداف الأمريكية من تلك الصفقة:
تتمثل الأهداف السياسية فيما يأتي:
-
احتواء النفوذ الصيني: عزَّزت الصين حضورها الاقتصادي في أفريقيا لعقود، مستثمرة في البنية التحتية مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية؛ لذا تسعى الولايات المتحدة للتقارُب مع الكونغو كجزءٍ من استراتيجية إعادة التوازُن لمواجهة الهيمنة الصينية على المعادن الأفريقية.
-
منافسة النفوذ الرُّوسي: لا تقتصر المنافسة في أفريقيا على الصين، بل تشمل أيضًا روسيا التي تستخدم شركاتها الخاصة لإبرام صفقات تعدين مع دول أفريقيا، وفي المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى الحدِّ من النفوذ الروسي في القارة، من خلال شراكات اقتصادية استراتيجية.
أما الأهداف الاقتصادية فتتمثل فيما يأتي:
-
تقليل الاعتماد على الصين: تهيمن الصين على سلاسل توريد المعادن النادرة؛ إذ تسيطر على معظم عمليات التكرير والمعالجة، ونظرًا لإنتاج الكونغو الديمقراطية حوالي 70% من الكوبالت العالمي، فإن أيَّ اتفاقٍ أمريكيٍّ مع كينشاسا قد يساهم في تقليص النفوذ الصيني على هذه الموارد الاستراتيجية.
-
تعزيز الاستثمار الأمريكي في التعدين الأفريقي: تسعى واشنطن إلى تشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار المباشر في قطاع التعدين الأفريقي؛ ما يعزز حضورها الاقتصادي في القارة ويوفر فرصًا جديدة، بعيدًا عن هيمنة المنافسين الآسيويِّين والأوروبيِّين.
-
ضمان استقرار الإمدادات للصناعات التكنولوجية والطاقة النظيفة: تُعدُّ معادن مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل ضروريةً لإنتاج البطاريات الكهربائية وأشباه الموصلات، وهما قطاعان حيويان في التحوُّل نحو الاقتصاد الأخضر، والسيطرة على هذه المعادن تمنح الولايات المتحدة تفوُّقًا تنافسيًّا في صناعات التكنولوجيا المستقبلية[3].