المقالات
مستقبل التواجُد الأمريكي في القارة الأفريقية في ظِلِّ المتغيّرات الراهنة
- سبتمبر 19, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشؤون الدولية
إعداد: أسماء حسن
باحث مساعد في وحدة الشؤون الأفريقية
في زَخَمِ توتُّر العلاقات الدولية بين القُوَى الكُبْرى، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على الهيمنة، وبقاء ميزان القوى العالمية لصالحها، خاصَّةً مع اشتداد المنافسة مع كُلٍّ من الصين وروسيا، وفي سبيل ذلك، تُعزِّزُ واشنطن من تواجُدِها بالقارة الأفريقية؛ لما لها من أهميةٍ جيوسياسية، إلى جانب المصالح الإستراتيجية والاقتصادية والأمنية، لا سيما بعد زعزعة الوجود الأمريكي في أفريقيا، عقب إنهاء انسحاب القوات الأمريكية من تشاد والنيجر، وفي هذا الإطار، طالبت واشنطن بحصول أفريقيا على مقعديْن دائميْن بمجلس الأمن، فهل تعتبر هذه المطالبات محاولة لإعادة تموْضعها بالقارة الأفريقية، وإلى أيِّ مدى ترتبط مع مُجْريات الأحداث في غزة؟
أسباب تراجُع النفوذ الأمريكي في أفريقيا
١-صعود النفوذ الرُّوسي والصيني بالقارة الأفريقية
من أهم الأسباب التي عزَّزت من تراجُع النفوذ الأمريكي في أفريقيا، هو صعود النفوذ الصيني والرُّوسي بالمنطقة، وأدَّى ذلك إلى تضاؤُل الهيمنة الأمريكية بالقارة، فلم يعُدْ يُنْظر للولايات المتحدة على أنها الحارس الوحيد للقارة، أو أنها الدولة الوحيدة التي تستطيع مكافحة الإرهاب والتصدِّي لحركات التمرُّد، خاصَّةً أن بعض الدول الأفريقية اتجهت إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا؛ حيث إنها قادرةٌ على إرسال القوات والقواعد العسكرية للدول الأفريقية، بل ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار الأمني لها، فضلًا عن الاستثمارات والمشروعات الاقتصادية الضخمة؛ ما أدَّى إلى تضاؤُل أهمية الوجود الأمريكي في القارة، أمَّا بالنسبة للنفوذ الصيني؛ فتتبع الصين إستراتيجية مُعيَّنَةً تتفوق فيها، وهي القوة الناعمة؛ فهي تُركِّزُ على المبادرات ومشروعات البِنْية التحتيّة، مثل “مبادرة الحزام والطريق”، الذي يهدف إلى تعزيز الترابُط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.[1]
٢- الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها في غزة
هناك حالةٌ من النُّفُور من قِبَلِ الدول الأفريقية؛ بسبب الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، بل وتعنُّتها واستمرارها في تقديم كُلِّ ما تحتاجه الأخرى من مساعدات، خاصَّةً أن الغالبية العُظْمى من الدول الأفريقية قد عانت من الاستعمار والطغيان والعنصرية، التي تُلقي بظلالها على سكان الدولة؛ لذلك من الصعب أن تقبل دول أفريقيا ما يحدث في غزة، أو تعمل على تعميق علاقتها مع الولايات المتحدة، لا سيما في ظِلِّ الوجود الرُّوسي والصيني، الذي أَفَقَدَ الوجود الأمريكي قيمتَه وأهميتَه.
ملامح تراجُع النفوذ الأمريكي بالقارة الأفريقية
١-انسحاب القوات الأمريكية من تشاد والنيجر
عقب إنهاء الاتفاق العسكري الذي دَامَ لسنواتٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية والنيجر، والذي كان يُعتبر جزءًا من التعاون الدفاعي والأمني بين البلديْن في نطاق مكافحة الإرهاب، خاصَّةً مع انتشار الجماعات الإرهابية، أكملت القوات الأمريكية انسحابها من القاعدة الجوية ١٠١ في العاصمة نيامي، وفي ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤، اكتمل انسحاب الجيش الأمريكي من النيجر، بانتهاء خروج القوات المتمركزة في قاعدة أغاديز شمالًا، واتجهت النيجر إلى تعزيز التعاون العسكري مع روسيا المُنافس الأوَّل للولايات المتحدة بالقارة، أمَّا عن تشاد؛ فأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في ٢٥ أبريل من العام الجاري، سحْب القوات والمُعدّات الأمريكية بشكلٍ مؤقتٍ من تشاد، وجاء هذا الإعلان بعد شهرٍ من قرار إلغاء اتفاقية التعاون العسكري مع النيجر؛ ما ينُمُّ عن اضطرابٍ في السياسات الأمنية الأمريكية بالقارة الأفريقية.[2]
٢-تفضيل الدول الأفريقية لتعزيز العلاقات مع روسيا بدلًا من الولايات المتحدة
اتجهت بعض الدول الأفريقية إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا في كافَّة النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية، بدلًا من الولايات المتحدة، مثل دولة مالي، التي استعانت بمقاتلي مجموعة “فاغنر” الرُّوسية؛ لتعزيز الأمن الداخلي ومحاربة الجماعات المسلحة، كما أن روسيا قد أنشأت قاعدةً عسكريةً في أفريقيا الوُسْطى بعد خروج الجيش الفرنسي من البلاد، ويتمُّ العمل حاليًا على تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية، أمَّا بالنسبة للنيجر؛ فبعد سيطرة الجيش على الحُكْم، كان هناك تخوُّفٌ من وجود قواتٍ غربيةٍ على أراضيها، تُحفِّزُ على قيام ثورة أو انقلاب كما حدث سابقًا، ورأى الخبير الإستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد، أنه من المرجح، أن قيام النيجر بطرْد القوات الأمريكية جاء بإيعازٍ من روسيا؛ مقابل بعض المميزات التي يمكن أن تمنحها إلى المجلس العسكري في هذه المنطقة.[3]
المخطط الأمريكي لإعادة التموْضُع الأمريكي في غرب القارة:
إرسال قوات عسكرية إلى بنين وكوت ديفوار:
في سياق التحرُّكات الجيوسياسية للولايات المتحدة الأمريكية، أرسلت واشنطن قواتها إلى بنين وكوت ديفوار، خاصَّةً بعد زعزعة الأوضاع الأمنية للسياسات الأمريكية في المنطقة، وانقلاب النيجر، الذي أدَّى إلى طرْد القوات الأمريكية من أراضيها، وتسعى الولايات المتحدة جاهدةً لإعادة تموْضعها في الدول المجاورة، والحفاظ على نفوذها العسكري في منطقة الساحل الغربي للقارة، التي تشهدُ تصاعُدًا في انتشار الجماعات الإرهابية، وفي هذا الإطار، تعمل الولايات المتحدة على ترميم مهابط الطائرات، وتركيب ملاجئ للطائرات في بنين، وتدريب القوات المحلية في كوت ديفوار، كما أنها تسعى للدخول في مفاوضاتٍ مع تشاد؛ لإعادة القوات الأمريكية للبلاد.[4]
تسبَّبت هذه الاضطرابات الأمنية في تشجيع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الغربي، ومع فُقْدان الولايات المتحدة نفوذَها على الساحل، أصبح من الصَّعْب مكافحة الإرهاب، أو السيطرة على حركات التمرُّد في تلك المنطقة؛ ما أدَّى بدوره إلى الانفلات الأمني وانتشار المسلحين الإرهابيِّين في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
خطة جو بايدن لزيارة أنغولا في الأسابيع المقبلة
ذكرت وكالة رويترز بناءً على عِدَّة مصادر، أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يُخطِّطُ لزيارة أنغولا في الأسابيع القادمة قبْل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع تكتُّم البيت الأبيض عن الإفصاح بأيَّة تفاصيل تخُصُّ تلك الزيارة، بالتأكيد ستكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية تعودُ على العلاقات مع الدول الأفريقية، خاصَّةً أنه قد تعهَّد مُسْبَقًا، بأن يكون أوَّل رئيسٍ يزور منطقة جنوب الصراحة، مُنْذُ زيارة أوباما في ٢٠١٥.[5]
دعْم الولايات المتحدة لأفريقيا بمجلس الأمن
طالبت الولايات المتحدة بحصول الدول الأفريقية على مقعديْن دائميْن بمجلس الأمن، وجاءت هذه المطالب في إطار إعادة توطيد علاقتها بدول القارة الأفريقية، بعد أن شهدت توتُّرًا كبيرًا؛ بسبب دعمها المطلق لإسرائيل في حربها مع غزة، كما أنها طالبت بتخصيص مقعدٍ دائمٍ للدول الجزرية الصغيرة النامية بالتناوب؛ لتعميق علاقتها بدول جزر المحيط الهادي؛ للتصدِّي إلى تصاعُد النفوذ الصيني بالمنطقة، ووصفت المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة (ليندا توماس جرينفيلد) هذا الدعم، بأنه سيكون “جزءًا من إرْث الرئيس الأمريكي جو بايدن”.[6]
العلاقات «الأمريكية – الأفريقية».. قبْل وبعد الحرب على غزة
الحرب في غزة تُلقي بظلالها على الوضع الأمني في أفريقيا؛ حيث تنشط العديد من الجماعات المسلحة والإرهابية، التي تستغلُّ الفوضى الإقليمية لتعزيز نفوذها، لا سيما في مناطق الساحل والصحراء، على سبيل المثال، تستفيد الجماعات المرتبطة بتنظيمات، مثل “القاعدة” و”داعش”، من تدهور الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط؛ لزيادة أنشطتها في أفريقيا؛ ما يُشكِّلُ تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في القارة، وبالتالي تعتبر الولايات المتحدة وجودها العسكري والاستخباراتي في أفريقيا عُنْصَرًا أساسيًّا؛ لمراقبة هذه التطوُّرات، واحتواء تداعياتها الأمنية، ويختلف الوضع الأمريكي في أفريقيا قبْل الحرب في غزة عن بعدها؛ فقبْل الحرب كان هناك حضورٌ قويٌّ للولايات المتحدة في أفريقيا؛ لتعزيز نفوذها بالمنطقة، وتُمثِّلُ الدور الأمريكي في برامج المساعدات التنموية والإنسانية، إلى جانب اتفاقيات التعاون العسكري والتحالفات الأمنية مع العديد من الدول الأفريقية، مثل جيبوتي والصومال والنيجر وكينيا؛ لمكافحة التنظيمات الإرهابية والتصدِّي لحركات التمرُّد، كما كانت تعمل على تعزيز التجارة مع دول القارة، ومن أهم الأهداف التي تسعى إليها الولايات المتحدة ولا تزال، هي احتواء النفوذ الصيني والرُّوسي بالقارة، خاصَّةً بعد توسُّع الاستثمارات الرُّوسية في المجال الأمني بالمنطقة، إضافَّةً إلى التوسُّع الصيني، من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، الذي نظرت إليه بقلقٍ بالغٍ، أمَّا بعد الحرب؛ تراجع النفوذ الأمريكي في أفريقيا بشكلٍ كبيرٍ؛ بسبب انشغالها في دعْم إسرائيل بحربها في غزة؛ حيث أدَّى الدعم الأمريكي المُطْلَق والغيْر محدود لتل أبيب إلى حالةٍ من النُّفُور وعدم الرِّضَا من قِبَلِ الدول الإقليمية، وفي المقابل، هناك تصاعُدٌ ملحوظٌ للنُّفُوذ الرُّوسي والصيني في القارة؛ الأمر الذي لن تتغاضى عنه الولايات المتحدة؛ فهي تسعى إلى إعادة تمركُزِها واستعادة نفوذِها مرَّةً أُخرى، إلى جانب الحفاظ على مصالحها؛ عن طريق تعميق علاقتها بالدول الأفريقية على مختلف الأصعدة، ويُعدُّ دعمها لحصول أفريقيا على مقعديْن دائميْن بمجلس الأمن واحدةً من سُبُل استعادة مكانتها بالقارة الأفريقية، إضافةً إلى خطط الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لأنغولا في الأسابيع القادمة.[7]
سيناريوهات محتملة
السيناريو الأول: نجاح الولايات المتحدة في إعادة تموْضعها بالقارة الأفريقية
من المحتمل، أن تستعيد الولايات المتحدة مكانتها في القارة، وتُعيد تمركُزَها في دولٍ أُخْرَى، بل وتستعيد نفوذَها بشكلٍ أكبرَ؛ حتى تستطيعَ مواجهة صعود النفوذ الرُّوسي والصيني بالمنطقة، خاصَّةً أن تراجُع القوات الأمريكية أعطى الفُرْصة لاستفحال الجماعات الإرهابية في بعض دول الساحل الغربي للقارة، مثل مالي وبوركينا فاسو؛ الأمر الذي يعوق جهود مكافحة الإرهاب بالمنطقة؛ لذلك من المرجح، أن تسعى تلك الدول التي طالتها لهيب الجماعات الإرهابية لإعادة القوات والقواعد الأمريكية مرَّةً أُخرى، بل وتتسع دائرة التعاون والاتفاقيات العسكرية بالقارة، إضافةً إلى دعوتها لتخصيص مقعديْن دائميْن بمجلس الأمن للدول الأفريقية، ستعود هذه المطالبة بنتائج إيجابية على علاقاتها بدول القارة، خاصَّةً إذا نجحت في تحقيق ذلك؛ ما يزيد من صعود النفوذ الأمريكي بالقارة الأفريقية، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحًا.
السيناريو الثاني: استمرار نُفُور الدول الأفريقية من الوجود الأمريكي بالقارة
مع تزايد الوجود الرُّوسي والصيني بالقارة الأفريقية، من الممكن أن تتجه الدول الأفريقية لتعميق العلاقات معهما، دون الحاجة الماسَّة للوجود الأمريكي بالقارة، خاصَةً أن العديد من الدول الأفريقية اتجهت بالفعل إلى التنسيق والتعاون العسكري، إلى جانب تعزيز الاستثمارات الاقتصادية بالمنطقة، واستمرار الدعم المطلق الأمريكي لإسرائيل، الذي ما زال مستمرًا سيكون له دورٌ مهمٌ في تضاؤُل النُّفُوذ الأمريكي بالمنطقة، ولكنه ليس احتمالًا مُرجَّحًا؛ لأن الولايات المتحدة لن تُعطيَ الفُرْصة لزيادة صعود النُّفُوذ الرُّوسي والصيني على حسابها، ولن تسمح باختلال ميزان القُوى بالقارة؛ فهي تسعى جاهدةً لاستعادة مكانتها وعلاقاتها مع دول القارة الأفريقية.
ختامًا:
يُعدُّ الوجود الأمريكي في أفريقيا ركيزةً مِحْوَرِيَّةً، ضِمْن الإستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية؛ لتعزيز نفوذها في النظام الدولي، وفي ظِلِّ تنامِي المنافسة متعددة الأقطاب مع الصين وروسيا، تسعى الولايات المتحدة إلى التوازُن بين مصالحها الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية، وتعتبر أفريقيا جُزْءًا أساسيًّا من إستراتيجية واشنطن؛ لذلك لن تتنازل عن استعادة نفوذها بالمنطقة ومواجهة صعود النفوذ الرُّوسي والصيني، حتى بعد التوتُّرات التي حدثت في علاقتها مع بعض الدول الأفريقية؛ فهي تحاول إعادة تموْضعها وتوطيد العلاقات مرَّةً أُخرى.
المصادر:
[1]بسمة سعد، انسحاب تدريجي أم إعادة تموضع.. هل تفقد الولايات المتحدة نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي؟، قراءات أفريقية ، ٢٩ مايو ٢٠٢٤، https://shorturl.at/VjsIB ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤.
[2] اكتمال انسحاب القوات الأميركية من قاعدة نيامي في النيجر، الشرق الأوسط، ٣٠ مايو ٢٠٢٤،https://shorturl.at/5ZLzh، ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤.
ساجدة السيد، ترتيبات محتملة.. تداعيات قرار سحب قوات أمريكية من تشاد، القاهرة الإخبارية، ١ مايو ٢٠٢٤، https://shorturl.at/EQqwO ، ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤.
[3] قاعدة روسية في أفريقيا الوسطى.. موسكو تثبت أقدامها في القارة، sky news عربية، 12 فبراير 2024، https://shorturl.at/eE2sr ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤.
[4] بعد طردها من النيجر.. قوات أميركية تتمركز ببنين وكوت ديفوار،sky news عربية، ١١ سبتمبر ٢٠٢٤، https://shorturl.at/fHAtH، ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤.
[5] رويترز”: بايدن سيزور أنجولا خلال الأسابيع المقبلة، الشرق، ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤، https://shorturl.at/ivDn5 ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤.
[6] واشنطن تدعم حصول أفريقيا على مقعدين دائمين في مجلس الأمن، الشرق، ١٢ سبتمبر٢٠٢٤، https://shorturl.at/c34oT ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤.
[7] مهاب عادل حسن، حسابات واشنطن إزاء استمرار الحرب الاسرائيلية في غزة، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ٦ سبتمبر ٢٠٢٤،https://acpss.ahram.org.eg/News/21259.aspx ، ١٤ سبتمبر ٢٠٢٤.