هل من تغييرات جِذْرية في علاقات السنغال الخارجية في عهد فاي؟
حَظِيَتْ انتخابات الرابع والعشرين من مارس، التي نَتَجَ عنها انتخابُ بشيرو ديوماي فاي، أصغر رئيس في تاريخ السنغال، بترحيبٍ واسِعٍ على المستوييْن الوطني والدولي؛ باعتبارها تأكيدًا للتقاليد الديمقراطية القوية في البلاد، ووفقًا لبعض المحللين، فإن المواطنين السنغاليين، وخاصَّةً الشباب والمجلس الدستوري، والمجتمع المدني، والجهات الفاعلة الدينية والسياسية، أقدموا على مقاومةٍ مُثيرةٍ للإعجاب؛ للتغلُّب على الأزمة السياسية التي طالما شابتْها أعمال عنف؛ فضلًا عن استمرارها ثلاث سنوات، لكنهم واجهوا بنجاحٍ محاولات تمديد الولاية الرئاسية لماكي سال، لكن الإشادة المعنِيَّة يصاحبها الشكّ، بشأن كيفية قيام فاي ومرشده السياسي عثمان سونكو، الذي عُيِّن رئيسًا للوزراء بإدارة العلاقات الخارجية للسنغال، وعلى الرغم من قِصَرِ مُدَّة الحملة الانتخابية، لم يسمح للمرشحين بتقديم برنامجهم بالتفصيل، فإن خطاب فاي وسونكو قبْل الانتخابات يُثير تساؤلاتٍ حوْل إمكانية إعادة تموْضُع السنغال[1].
درْءُ التهديدات: مُحفِّزات تحالف دول الساحل لإنشاء قوة عسكرية مشتركة
تُحتم تحوُّلات منطقة الساحل الأفريقي تفاعلات صراعية وتنافسية متصاعدة، مُنْذُ 2020، بشكلٍ جعل بعض أطرافها تُفكِّك ارتباطاتها الأمنية والإقليمية، وتُعيد تشكيلها على نحْوٍ جديدٍ، نَمَتْ تلك التفاعلات لدى ما بات يُعْرَف حديثًا بتحالف دول الساحل، وبلغت ذُرْوتها بإعلانهم تشكيل قوى عسكرية مشتركة، مشفوعة بدوافع ودواع متعددة، تشمل إلى جانب إرساء الدفاع المشترك ودرْء التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية مِن قِبَلِ التنظيمات المسلحة والحركات الانفصالية، وتحمل في المدى القريب والمتوسط والبعيد – حال تشكيلها – انعكاسات متعددة، تُغيِّر خارطة الفاعلين والشركاء العسكريين، وتُعمِّق الخلافات مع الإيكواس، وتُهدِّدُ التكامل الإقليمي، وتعجز عن كبْح تمدُّد التنظيمات المسلحة[2].
جنوب أفريقيا تطلب من محكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل بوقْف العمليات في رفح
تُرَى هل ستأمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقْف هجومها العسكري في رفح، كما تطالب جنوب أفريقيا بإلحاح؟ وقرَّر القضاة، الذين نظرت أمامهم محكمة بريتوريا، في 26 يناير، أن هناك خطرًا حقيقيًّا، يتمثل في انتهاك حقوق الفلسطينيين في الحماية من جريمة الإبادة الجماعية، ومنذ ذلك الحين، أصدروا مرتيْن أوامر ضد إسرائيل، تفيد بأن الطريقة التي تواصل بها إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح وأماكن أُخرى في غزة هي في حدِّ ذاتها إبادة جماعية، ويجب أن يُؤْمرَ بالتوقُّف، وتطالب جنوب أفريقيا هذه المرة في طلبها الأخير الذي قدَّمته مساء الجمعة 10 مايو، وتقول بريتوريا في طلبها إلى القضاة: إن استيلاء الجيش الإسرائيلي على موقعيْن حدودييْن في رفح وكرم أبو سالم، في 6 مايو، لا يُمثِّلُ تصعيدًا بسيطًا للصراع، ومع تدمير رفح سيكون تدمير غزة نفسها كاملًا؛ ما يجعل بقاء الفلسطينيين مستحيلًا هناك، وتشير جنوب أفريقيا إلى أن إسرائيل تتمتع – الآن – بالسيطرة الكاملة على ما يدخل غزة ويخرج منها، ورفح هي الملاذ الأخير لنحو 1.5 مليون من سكان غزة هناك، لكن العملية أغلقت غزة بشكلٍ مُحْكَمٍ عن العالم الخارجي[3].
غينيا تحاكم مرتكبي أكبر مجزرة في تاريخها الحديث
بعد عشرين شهرًا من افتتاح أكبر جلسة استماع جنائية في تاريخها، يستعد القضاء الغيني لبدْء المرحلة النهائية من محاكمة مرتكبي مذبحة 28 سبتمبر 2009 المزعومين، يوم الإثنين 13 مايو، أمام المحكمة الابتدائية يجب على محامي ديكسين، في كوناكري، أن يبدأ تسلسل المرافعات التي يقدمها محامو الأطراف المدنية، تلِيها طلبات المدعي العام، قبْل أن يتدخل محامو الدفاع مرَّةً أخيرة، فقد تمَّ بثّ المحاكمة على الهواء مباشرة على وسائل الإعلام الحكومية وشبكات التواصل الاجتماعي، وقد افتتحت بشكلٍ رمزيٍّ، في 28 سبتمبر 2022م، بعد ثلاثة عشر عامًا من الأحداث، وفي نهاية سبْع سنوات من الإجراءات، ويمكن أن يكون لها طموح تحقيق التطهير الوطني، بل وحتى بمثابة ضمانةٍ للجنود الذين ما زالوا يطبعون الحياة السياسية في غينيا، ويحاكم 11 متهمًا، من بينهم الرئيس السابق للمجلس العسكري، في كوناكري؛ بتهمة قتْل ما لا يقل عن 157 شخصًا واغتصاب 109 نساء[4].
الانتخابات الرئاسية في تشاد: نجاح مسرا يدعو إلى إلغاء التصويت
أعلن نجاح ماسرا، الذي حصل على المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية في تشاد، الأحد 12 مايو، أنه تقدَّم بطلبٍ إلى المجلس الدستوري لإلغاء التصويت، وأعلن عبْر صفحته على فيسبوك بمساعدة المحامين، تقدَّمنا اليوم بطلبٍ إلى المجلس الدستوري؛ لكشف حقيقة صناديق الاقتراع، وقال سيتاك يومباتينا، نائب رئيس حزب “المتحولون” الذي ينتمي إليه ماسرا، لوكالة فرانس برس: طلبنا هو إلغاء هذه التمثيلية الانتخابية بكل بساطة، وحصل الأخير على 18.53% من الأصوات، مقابل 61.03% لرئيس الفترة الانتقالية محمد إدريس ديبي، الذي عيَّنه رئيسًا للوزراء قبْل أربعة أشهر من الانتخابات، وقبْل ساعاتٍ قليلةٍ من إعلان النتائج الرسمية، أعلن السيد مسرا الفوْز في الجولة الأولى، وفقًا لتجميع الأصوات الخاص به، الذي أجراه نشطاؤه في جميع أنحاء البلاد، وأضاف نائب رئيس الحزب، أن كل الأدلة موجودة في مفاتيح USB المرفقة بالطلب المُقدَّم إلى المجلس الدستوري، ويؤكد السيد يومباتينا، أنها تحتوي على أشرطة فيديو، عن حشْو صناديق الاقتراع والسرقات والتهديدات، ولكن قبْل كُلِّ شيءٍ، صناديق الاقتراع التي أزالها الجيش ليتمَّ عدّها في مكان آخر[5].
النفايات الإلكترونية في أفريقيا: التدابير وضرورة التحرُّك
في عالمٍ يتسارع فيه تطوُّر التكنولوجيا؛ أصبحت إدارة النفايات الإلكترونية قضيةً رئيسيةً بالنسبة للبلدان الأفريقية، ويُسلِّطُ تقرير مراقبة النفايات الإلكترونية العالمية لعام 2024م، الضوْء على الحاجة المُلِحَّة للعمل في مواجهة الزيادة المثيرة للقلق في نفايات المُعدّات الكهربائية والإلكترونية في القارة، وتواجه أفريقيا تحدِّيًا كبيرًا فيما يتعلق بإدارة النفايات الإلكترونية، مع ما يترتب على ذلك من آثار اقتصاديةٍ وبيئيةٍ وصحيةٍ مثيرةٍ للقلق، فوفقًا لتقرير رصْد النفايات الإلكترونية العالمية، الذي شارك في إنتاجه الاتحاد الدولي للاتصالات ( (ITU، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) ومؤسسة كارمينياك؛ تنتج أفريقيا في المتوسط 2.5 كجم فقط من النفايات الإلكترونية للفرد، وهو أدنى معدل في العالم[6].
شركة صينية تستأنف استخراج اليورانيوم في النيجر بعد عشْر سنوات من التوقُّف
أعلن التليفزيون النيجري العام، يوم الإثنين 13 مايو، أن شركة مناجم أزيليك ” سومينا” التي يملك الصينيون أغلبيتها، استأنفت أنشطتها لاستخراج اليورانيوم في شمال النيجر، والتي كانت قد أوقفتها مُنْذُ عشْر سنوات؛ بسبب قِلَّةِ الرِّبْحيّة، وقد بدأت الشركة في استخراج اليورانيوم، في عام 2011م في أزيليك، وتعتبر النيجر رابع أكبر منتجٍ لليورانيوم في العالم، ولا تزال من بيْن أفقر البلدان على هذا الكوكب، كما أن النظام العسكري الذي تولَّى السُّلطة، في يوليو 2023، جعل السيادة خاصَّة في استغلال المواد الخام، إحدى أولوياته، وقد أطلقت شركة Global Atomic Corporation الكندية استخراج اليورانيوم، في عام 2022 في داسا، على بُعْد 105 كيلومترات جنوب أرليت؛ حيث سيتم استثمار حوالي 121 مليار فرنك أفريقي (184.4 مليون يورو)[7].
سلام ضائع: مآلات حرب الوكالة المتصاعدة في الشرق الكونغولي
في الشرق الكونغولي تشتعل حربٌ ضَرُوسٌ بين طرفيْن متصارعيْن دون هوادة أو انقطاع منذ تسعينيات القرن العشرين، تتباين تفاعلاتها الصراعية بين الحرب الساخنة والمباشرة، تارةً على غرار حربيْ الكونغو الأولى والثانية، وبين تجلِّيات حرب الوكالة القائمة تارةً أُخرى، والتي تظهر في التصريحات العدائية والاختراقات الحدودية والدَّعْم المتبادل للاشتباكات غير المتكافئة لوكلاء الأطراف المسلحين وشركائهم الأمنيين، والتي تجلَّت ملامحُها أيضًا بشكلٍ متسارعٍ، مع بدْء عام 2024م، وبلغت ذروتها مع إدلاء المتحدث الرسمي باسم الجيش الكونغولي في شمال كيفو، في 17 فبرير2024م، بتصريحات مُندِّدة بانتهاك المسيرات الهجومية التابعة للجيش الرواندي حدود أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ لتستهدف طائرات تابعة للقوات المسلحة، دون تحقيق أيِّ أهدافٍ مُؤكَّدةٍ، سوى إصاباتٍ طفيفةٍ وتضرُّر بعض الطائرات المدنية[8].
الرئيس السنغالي يزور نيجيريا لبحث الديمقراطية في غرب أفريقيا
اعلنت الرئاسة النيجيرية، أن نيجيريا والسنغال ملتزمتان بتعزيز الديمقراطية في غرب أفريقيا، التي كانت مسْرحًا للعديد من الانقلابات، وذلك خلال أوَّل زيارةٍ رسميةٍ لنيجيريا يقوم بها الرئيس السنغالي الجديد باسيرو ديوماي فاي، وقد أكَّد الرئيس النيجيري بولا تينوبو، نقْلًا عن بيانٍ صحفيٍّ رئاسيٍّ، الخميس 16 مايو، أن البلديْن لديهما مصلحةٌ مشتركةٌ في الديمقراطية، وبحسب البيان الصحفي النيجيري، قال باسيرو ديوماي فاي: إنه يأْمل في إقناع الدول الأخرى، إلى جانب نيجيريا، بالعودة ومشاركة قِيَمِنَا الديمقراطية المشتركة وما تُمثِّلُه، وأضاف السيد فاي بحسب البيان الصحفي، أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي يرأسها السيد تينوبو “تمُرُّ بفترةٍ صعبةٍ، لكن لم نفْقِدْ كُلَّ شيء”، وقال الزعيمان أيضًا: إنهما يريدان معالجة التحديات المشتركة، مثل الاتّجار بالبشر وتهريب المهاجرين[9].
الانتخابات الرئاسية في تشاد: فوْز محمد إدريس ديبي يصادق عليه المجلس الدستوري
أعلن المجلس الدستوري، يوم الخميس 16 مايو، رسميًّا، انتخاب الجنرال محمد إدريس ديبي، رئيس المجلس العسكري الذي يحكم تشاد منذ ثلاث سنوات، رئيسًا منتخبًا بعد أن رَفَضَ استئناف رئيس وزرائه سوسيس ماسرا الأخير، الذي ادَّعى أنه فاز، لعب دوْر الاسترضاء، من خلال الاعتراف بأنه “لم يعُدْ هناك أيُّ سبيلٍ قانونيٍّ” ودعا أنصاره إلى مواصلة ” الكفاح السياسي” “بشكلٍ سلميٍّ، وتُمثِّلُ الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 6 مايو، والتي كانت نتيجتها محسومةً، بحسب العديد من المراقبين نهاية المرحلة الانتقالية العسكرية، التي بدأت في 20 أبريل، عندما تمَّ تعيين محمد إدريس ديبي قائدًا للجيش من قِبَلِ الدولة على رأس المجلس العسكري المُكوَّن من خمسة عشر جنرالًا، ليحلَّ محلَّ والده، وكان الأخير محمد إدريس ديبي إتنو، قد قُتِلَ للتوِّ على يد المتمردين، وهو في طريقه إلى الجبهة[10].
المجلس العسكري في مالي يريد البقاء في السلطة لأطول فترةٍ مُمْكِنَةٍ
تمَّ تحديد يوم الإثنين 13 مايو، علامةً فارقةً جديدةً في استمراره على رأس الدولة، بمناسبة تقديم العقيد عاصمي غويتا، رئيس المجلس العسكري، للتوصيات الناتجة عن الحوار الوطني، وهي مشاورة تمَّت مقاطعتها من قَبِلَ معظم الجماعات السياسية المالية، ومن بين الإعلانات تمديد مدة الفترة الانتقالية من سنتيْن إلى خمْس سنوات، وترشيح زعيم الانقلابيين في انتخابات رئاسية مُقْبِلَة لم يتم تحديد موعدها، والترقية إلى رتبة الجنرال الأخير، بالإضافة إلى العقيد هناك أربعة آخرون، يقفون وراء انقلابيْ أغسطس 2020 ومايو 2021، وقد استنكر حواليْ عشرين حِزْبًا سياسيًّا في بيانٍ صحفيٍّ مشتركٍ، صدر في 12 مايو، واصفين ما يُسمَّى بالمشاورة الشعبية، بأنها فخٌّ وخُدْعة، ومن ثمَّ فإن هذا الحوار الوطني الذي كان هدفُهُ المعلن هو إيجاد سُبُلٍ للمصالحة في بلدٍ كان فريسةً للصراعات لأكثر من عقْدٍ من الزمن، كان في الواقع قِشْرةً ديمقراطيةً تمَّ وضْعُها على الطموحات السياسية للانقلابيين[11].
رئيس وزراء النيجر يتهم الولايات المتحدة بخرْق الاتفاق العسكري
ألقى علي ماهامان لامين زين، رئيس وزراء النيجر، باللوْم على الولايات المتحدة في خرْق اتفاقٍ عسكريٍّ مهمٍ بين البلديْن، يسمح للقوات الأمريكية بالتمركُزِ في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وقال: إن المسؤولين الأمريكيين حاولوا تحديد الدول التي يمكن أن تنضم إليها النيجر، وفشلوا في تبرير وجود القوات الأمريكية في البلاد، بينما لم يفعلوا شيئًا لمواجهة التمرُّد الإسلامي في المنطقة، وأضاف أن القدوم إلى أراضينا ليس علامةً على الصداقة، ولكن السماح للإرهابيين بمهاجمتنا، لقد رأينا ما ستفعله الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها؛ لأننا رأينا أوكرانيا وإسرائيل[12].
نظرة إلى التاريخ المضطرب للثنائي الرمزي الذي حكم السنغال منذ الاستقلال
يصبح الرئيس السنغالي الجديد بشيرو ديوماي فاي جُزْءًا من تاريخ الثُّنائيات على رأْس الدولة، من خلال تعيين صديقه وزعيمه السياسي عثمان سونكو رئيسًا للوزراء؛ في الواقع يتميز التاريخ السياسي للسنغال بثُنائيات رمزية، تحوَّلت إلى ثنائيات على حساب الأداء المنتظم للمؤسسات، ويُمثِّلُ الرجلان اللذان سيقودان السنغال على مدى السنوات الخمْس المقبلة حالةً غير مسبوقة؛ حيث يتولَّى رئيس الوزراء عثمان سونكو قيادة حزب باستيف، الذي أصبح الرئيس المنتخب حديثًا باسيرو ديوماي فاي عضوًا فيه مرَّةً أُخْرَى، بعد استقالته من منصبه كقائد وأمين عام بعد تنصيبه رئيسًا خامسًا للجمهورية، وبنى الرجلان حملتهما التي قادتهما إلى قمة الولاية حول شعار” Diomaye mooy Sonko” ديوماي هو سونكو، وبسبب كارزميته وثِقَله السياسي، سيحتلُّ عثمان سونكو مكانًا أساسيًّا داخل السلطة التنفيذية السنغالية، وباعتباره رئيسًا للحكومة، فسوف يكون المُرْشِدَ الحقيقيَّ للمشروع السياسي الذي يحمله حزبه باستيف[13].
