الجيش السوداني يستعيد مدينة “ود مدني” من قوات الدعم السريع المتمردة
سقطتْ المدينةُ الإستراتيجيةُ في قبضة قوات الدعم السريع، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالإبادة الجماعية، في ديسمبر2023م، وكانت “ود مدني” في السابق ملاذًا للأُسَر النازحة في الأشهر الأولى من الحرب، وقد أدَّى الصراع إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخصٍ، وإجبار الملايين على الفرار من منازلهم، وترْك بعْض الأُسَر تأكل العُشْب؛ في محاولةٍ يائسةٍ للبقاء على قيْد الحياة، في الوقت الذي ضربت فيه المجاعةُ أجزاءَ من البلاد، وبحسب الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان، ارتُكبت فظائعُ؛ بما في ذلك القتل والاغتصاب بدوافع عِرْقِيَّة طوال فترة الحرب[1].
الصومال وإثيوبيا تتفقان على استعادة العلاقات الدبلوماسية بعد خلافٍ استمر عامًا
اتفقت الصومال وإثيوبيا على استعادة التمثيل الدبلوماسي في عاصمتيْهما، بعد أكثر من عامٍ، من قطْع الصومال للعلاقات؛ بسبب اتفاقية الوصول إلى البحر التي وقَّعتها إثيوبيا غير الساحلية مع منطقة أرض الصومال الانفصالية في شمال الصومال، وفي بيانٍ مشتركٍ، صدر بعد زيارة غير متوقعة للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تعهَّدت الدولتان، باستعادة وتعزيز العلاقات الثنائية، من خلال التمثيل الدبلوماسي الكامل في عاصمتيهما، ويُعدُّ هذا الإعلان أحدث مؤشرٍ على أن إثيوبيا والصومال بدأتا في تحسين علاقاتهما[2].
جنوب أفريقيا تبدأ عمليةً في منجم ذهبٍ غير قانونيٍّ وسط مخاوف من مقتل العديد من الأشخاص
أطلقت حكومةُ جنوب أفريقيا مهمةً لإخراج مئات الأشخاص المحتجزين في منجم غير قانونيٍّ إلى السطح، والذين تمَّ العام الماضي، منْع وصول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إليهم من قِبَلِ الشرطة؛ في محاولةٍ لإجبارهم على الخروج، ووافقت الحكومة على المحاولة، بعد أن رفعت شقيقة أحد العمال المتواجدين تحت الأرض دعوى قضائية؛ ردًّا على رسائلَ من عمال المناجم الذين تمَّ إحضارهم، وقد ازدهرت عمليات التعدين غير القانونية في جنوب أفريقيا في العقود الأخيرة، مع استنفاد العديد من المناجم الصناعية، ويُقدّر المحللون، أن هناك حوالي 30 ألف من عمال المناجم غير القانونيِّين، ينتجون 10% من إنتاج الذهب في جنوب أفريقيا في 6000 منجمٍ مهجورٍ، وغالبًا ما تسيطر عليها عصاباتٌ إجراميةٌ عنيفةٌ[3].
الانتخابات التشريعية في تشاد: الحزب الحاكم يفوز بأغلبية المقاعد
فازت حركة الخلاص الوطني، التي تسيطر على السلطة في تشاد، بـ 124 مقعدًا من أصل 188، يوم السبت 11 يناير، خلال أول انتخابات تشريعية، تنظم منذ عام 2011، في هذا البلد، وأعلن رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الانتخابات، أن ثمانية وثلاثين حزبًا سياسيًّا وتجمُّعًا للأحزاب السياسية، سيكونون ممثلين في الجمعية الوطنية، وبحلول نهاية ديسمبر، كان نحو 8 ملايين تشاديٍّ قد توجهوا إلى صناديق الاقتراع؛ للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية والإقليمية والمحلية، وأرسلت مفوضية الانتخابات نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية على مستوى المحافظات، دون إعطاء توزيع المقاعد، ومع تأخيرٍ لعدة ساعات[4].
الجزائر ترفض اتهامات بـالتصعيد والإذلال لفرنسا بعد فشل طرْد مؤثرٍ جزائريٍّ
رفضت الجزائر، السبت 11 يناير، اتهامات التصعيد والإذلال لفرنسا، بعد عودة مؤثرٍ جزائريٍّ طردته فرنسا إلى بلاده، وندَّدت بحملة تضليلٍ ضد الجزائر، وأكَّد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، أن الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا، وأضاف، من خلال الحفاظ على هدوئنا، يتعين علينا – الآن – تقييم جميع الوسائل المُتَاحة لنا تِجَاه الجزائر، وأعلن، أنه لن يكون أمام فرنسا خيارٌ آخر سوى الانتقام، إذا واصل الجزائريون هذا الموقف التصعيديّ[5].
جيش “بنين” يتكبَّدُ خسائر فادحة على حدود النيجر وبوركينا فاسو
قُتل ما لا يقل عن 28 جنديًّا، فضْلًا عن عشرات المهاجمين، في الحديقة الوطنية دبليو، وفقًا للسلطات البنينية، وتبنَّت الهجومَ جماعةُ نصرة الإسلام والمسلمين، حركة القاعدة في الساحل، وهذا هو الهجومُ الأكثرُ دمويةً الذي تعرَّض له الجيش البنيني على الإطلاق، منذ أن استهدفت الجماعات الجهادية في منطقة الساحل أراضيه، وفي يوم الأربعاء 8 يناير الجاري، قُتل ما لا يقلّ عن 28 جنديًّا في شمال البلاد، وأوضح مصدرٌ عسكريٌّ، أن الهجوم وقع حوالي الساعة السابعة مساء، عند النقطة الثلاثية، وهي المنطقة الحدودية بين بنين والنيجر وبوركينا فاسو[6].
العلاقات “الفرنسية – الأفريقية” الحديثة: فقدانٌ للنفوذ أم ناقلٌ جديدٌ للتنمية؟
لا يزالُ السياقُ التاريخيُّ للماضي الاستعماري الفرنسي في أفريقيا يُؤثِّرُ على العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية المعاصرة؛ إلَّا أن إعادة النظر في هذه العلاقة تُصبح ضروريةً، في ضوْء رغبة الدول الأفريقية في المزيد من الاستقلال وتقرير المصير، بينما تُقدِّمُ فرنسا مساعداتٍ ماليةً كبيرةً لمناطقها الاستعمارية السابقة، ومع ذلك، فإن هذا الدعم لا يُركِّزُ في المقام الأول على التنمية الاقتصادية للدول الأفريقية، ولكنه يعمل على حلِّ التحديات الجيوسياسية التي تُواجه فرنسا، مثل الحاجة إلى المواد الخام، فضلًا عن تعزيز تأثير اللغة الفرنسية[7].
لماذا أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب أفريقيا؟
أثار خطاب إيمانويل ماكرون، الذي ألقاه بمناسبة المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيِّين، ردود فِعْلٍ متباينةٍ في القارة الأفريقية، وعلى الرغم من استضافة تسع دولٍ أفريقيةٍ قواعد عسكرية فرنسية في القارة، إلَّا أنه لن يكون هناك سوى دولتيْن فقط، الجابون وجيبوتي، هما اللتان ستبقى فيهما قوات فرنسية في المستقبل القريب، وفي الواقع، فبعد طرْد القوات الفرنسية من جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر، أعلنت تشاد والسنغال، في نوفمبر الماضي، رغبتهما في ترحيل تلك القوات من بلديْهما، وستتبعهم، في هذه الطفرة الراغبة في تعظيم السيادة الوطنية، كوت ديفوار، التي أعربت أيضًا، في 31 ديسمبر 2024م، عن رغبتها في الاستغناء عن الجنود الفرنسيِّين على أراضيها[8].
أزمة إقالة رئيس وزراء ساوتومي وبرينسيب: الأسباب والتداعيات
أزمةٌ سياسيةٌ باتت معالمها تتشكَّلُ في دولة ساوتومي وبرينسيبي، وذلك على خلفية قيام رئيس الجمهورية كارلوس فيلا نوفا، بإصدار مرسومٍ رئاسيٍّ، يوم الاثنين الموافق 6 يناير 2025م، يقضي بإقالة حكومة باتريس تروفوادا، مُقدِّمًا مجموعةً من الأسباب التي جعلته يتَّخذُ ذلك القرار، داعيًا حزب العمل الديمقراطي المستقل، باعتباره الحزبَ السياسيَّ الحائزَ على أكبرِ عددٍ من الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي عُقدت في سبتمبر 2022م، إلى اختيار شخصٍ آخر، خلال 72 ساعةً؛ لتولِّي منصب رئيس الوزراء وتشكيل حكومةٍ جديدةٍ، مؤكدًا أن قراره هذا يدخل حيِّزَ التنفيذ على الفور، من جانبه، أعلن باتريس تروفوادا رئيس الوزراء المُقَال، عن رفضه لقرار الإقالة، داعيًا المحكمة الدستورية لإصدار حكمٍ عاجلٍ بإلغاء القرار؛ لأنه ينتهك الدستور[9].
قارة اليوم والمستقبل.. أفريقيا على أبواب عام 2025م
سطَّرت أفريقيا في العام الماضي، إنجازاتٍ على المستوى السياسي والديمقراطي؛ حيث كان عامًا مزدحمًا بالانتخابات، وقد سجّلت عِدَّة دولٍ بالقارة تجارُب ديمقراطية جيِّدة؛ منها الانتخابات الرئاسية في جُزُر القمر والسنغال وغانا، والانتخابات العامة في زيمبابوي وجنوب أفريقيا وبوتسوانا والكونغو الديمقراطية وموزمبيق، وتختلف الدول الأفريقية في مدى التزامها بمبادئ الديمقراطية؛ فهناك دولة بوتسوانا التي أسفرت نتائج الانتخابات بها، في أكتوبر 2024م، عن هزيمةٍ تاريخيةٍ للحزب الحاكم منذ الاستقلال، وفوْز الحزب المعارض، إلَّا أنه تمَّ الالتزام بالممارسة الديمقراطية والانتقال السَّلِس للسلطة، وأيضًا انتخابات دولة غانا، في ديسمبر الماضي؛ التي فاز بها الرئيس السابق جون ماهاما على نائب الرئيس الحالي، وعاد إلى السلطة بعد منافسةٍ شديدةٍ[10].
بلدان أفريقيا جنوب الصحراء بين الإدراج في مجموعة البلدان الأقلّ نموًّا والخروج منها
في عام 1971م، أنشأت الجمعيةُ العامةُ للأمم المتحدة لجنةً لمساعدة فئة البلدان الأقلّ نموًّا؛ بهدف توفير الدعم الدولي الخاص للدول الأكثر ضعْفًا في العالم؛ حيث يسمح هذا الوضع لتلك البلدان بالوصول إلى الأسواق التفضيلية، والحصول على مساعدات التنموية، والمساعدة الفنية، وبرامج بناء القدرات التكنولوجية، وغيرها، ويتمُّ إضافةُ تلك البلدان أو إزالتها بعد المراجعات التي تُجريها لجنة الأمم المتحدة للسياسات الإنمائية، التي تقوم بتقييم العوامل الاجتماعية والاقتصادية ومؤشرات التنمية البشرية، والضعْف في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية[11].
جنوب السودان: الرئاسة تدعو إلى ضبْط النَّفْس بعد تصاعُد المظاهرات
دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، إلى ضبْط النفس، في أعقاب مظاهرة يوم الخميس 16 يناير الجاري، وسُرْعانَ ما تحوَّلت إلى أعمال نهْبٍ في جوبا، عاصمة هذه الولاية التي تعاني من عدم الاستقرار المُزْمِن، وقد نظّمت مظاهرة؛ احتجاجًا على التقارير التي تُفيد بمقتل 29 مواطنًا من جنوب السودان مؤخرًا في “ود مدني” بولاية الجزيرة، التي مزَّقتها الحرب في السودان المجاور، وتحوَّلت المسيرةُ إلى نهْب الشركات المملوكة للسودانيِّين، وأطلقت الشرطة النار، مساء الخميس؛ لتفريق المتظاهرين[12].
معضلة الفاعلية…أزمة النظام الأمني الأفريقي في مواجهة الصراعات المسلحة
يقولون: “الاتحاد قوة، والانقسام ضعْف”، وهو مَثَلٌ أفريقيٌّ مناسبٌ، يُلَخِّصُ تمامًا التحديات التي تواجهها الجماعات الاقتصادية الإقليمية التابعة للاتحاد الأفريقي في تحقيق أهدافها الأفريقية الشاملة، ولعل المتابع للشأن الأفريقي يلاحظ زيادة عدد الصراعات المسلحة التي تشهدها القارة في السنوات الأخيرة، مثلما هو الحال في ليبيا والسودان والصومال والكونغو الديموقراطية ودول الساحل الأفريقي، ومع ذلك، فقد دأبت المجموعات الاقتصادية الإقليمية التابعة للاتحاد الأفريقي على بذْل ما في وُسْعها لتحقيق شعار الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية بشكلٍ كاملٍ، وذلك بالرغم من التحديات البُنْيَوِيَّة والسياسية والتشغيلية[13].
انعكاسات حرب السودان على المشهد السياسي والأمني بأفريقيا الوسطى
المشهدُ السياسيُّ الحاليُّ في جمهورية أفريقيا الوسطى مرتبكٌ؛ بسبب تشابُكات الحرب الدائرة في الجارة الشرقية ومنذ فترة مبكرة، سبقت اندلاع تلك الحرب، جمعت التحالفات المصلحية بين روسيا؛ بواسطة ذراعها الأمني “مجموعة فاغنر” ونظام الرئيس فوستين أورشانج تواديرا، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي؛ الذي كان في ذلك الوقت نائبًا لرئيس مجلس السيادة السوداني، فقد ارتبط الحلفاء الثلاثة بشبكة مصالح اقتصادية وسياسية قوية، وقادتهم تلك التحالُفات إلى الانغماس المتبادل في مستنقعات الصراع في كلا البلديْن[14].
علاقة الأضداد: العرق والتنمية الاقتصادية في أفريقيا جنوب الصحراء
تُواجه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء العديدَ من الأمراض الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وقد قِيلَ في الماضي: إن العديد من المشكلات التي تُحاصر المنطقة، تنْبُعُ من الاستغلال المُتعمَّد من جانب الدول الإمبريالية للموارد البشرية والطبيعية لأكثرَ من أربعةِ قرونٍ، ولا يزالُ هذا الاستغلالُ والاستعبادُ مستمرين، وإن كان بطريقةٍ أكثر دِقَّةً وإتقانًا، ورغم تحقيق الاستقلال، إلَّا أن التقدُّم المُحْرَز في مجالات التحرُّر الاقتصادي كان ضئيلًا، وقد أدَّى هذا إلى إعادة استعمار المنطقة، من خلال المساعدات المشروطة، وتنظيم أسعار صادرات المنطقة من جانب الدول الإمبريالية[15].
ثلاثيةُ التنافُس الاقتصادي العالمي في أفريقيا
يعكس التنافُس الاقتصاديُّ بين الولايات المتحدة والصين وروسيا في أفريقيا أبعادًا إستراتيجية مختلفة، تتأثر بموارد القارة وأسواقها المتنامية، وإن كان الاختلافُ الرئيسيُّ بين الدول الثلاث هو أسلوبها في التعامُل مع أفريقيا، فبينما تُركز الصين وروسيا على الشراكات التي تتجنَّبُ التدخُّل في السياسات الداخلية للدول؛ تقدم الولايات المتحدة نهْجًا قائمًا على دعْم الإصلاحات وتعزيز الديمقراطية، وتؤدي هذه المنافسة إلى زيادة الخيارات أمام الدول الأفريقية، ولكنها تثير أيضًا مخاوف من استغلال مواردها وفقْد السيطرة عليها[16].
