وصل وزير الخارجية الروسى “سيرجى لافروف” -يوم الاثنين- إلى غينيا فى أحدث زيارة له إلى غرب إفريقيا ، حيث ساهمت الانقلابات والاستياء المتزايد من الحلفاء التقليديين مثل فرنسا والولايات المتحدة فى تحول بعض الدول نحو موسكو، وقد زار القارة الإفريقية عدة مرات فى العامين الماضيين حيث تسعى روسيا للحصول على الدعم أو على الأقل الحياد من العديد من دولها البالغ عددها 54 دولة وسط غزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا، والتقى “لافروف” وزير خارجية غينيا موريساندا كوياتى، بحسب وزارة الخارجية الروسية، وقالت حكومة غينيا فى بيان إن الاجتماع يهدف إلى مناقشة مجالات التعاون المتبادل دون الخوض فى تفاصيل، ومن المتوقع أن يصل لافروف إلى جمهورية الكونغو فى وقت متأخر من مساء الاثنين، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس “دينيس ساسو نغيسو” فى مدينة أويو، بحسب بيان رسمى من برازافيل، ولم يكن من الواضح ما هى الدول الأخرى التى كانت على خط سير رحلته فى وقت لاحق من هذا الأسبوع.[1]
لافروف يتعهد بتقديم المزيد من الدعم العسكرى لبوركينا فاسو:
تعهد وزير الخارجية الروسى -يوم الأربعاء- بتقديم المزيد من الدعم لبوركينا فاسو فى قتال الجماعات المسلحة، بينما يواصل جولته السريعة فى غرب إفريقيا، فى محاولة لملء الفراغ الذى تركه الشركاء الغربيون التقليديون فى المنطقة، وتحدث “سيرغى لافروف” فى مؤتمر صحفى فى عاصمة البلاد “واغادوغو”، بينما كان فى المحطة الثالثة من جولته الإفريقية الأخيرة، بعد غينيا وجمهورية الكونغو، وتسعى روسيا إلى حشد الدعم من المنطقة وسط غزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا، وقد أعرب عدد من الدول الإفريقية فى السنوات الأخيرة عن إحباط متزايد تجاه شركائها الغربيين التقليديين مثل فرنسا والولايات المتحدة.[2]
الجيش الأمريكى يكمل مناورة كبيرة فى إفريقيا ويعمل على تعميق الشراكات:
على مدى الأسبوعين الماضيين، قام ما يقرب من 8100 جندى عسكرى من حوالى ثلاثين بمناورة فى جميع أنحاء تونس وغانا والسنغال والمغرب كجزء من المناورات الحربية التى أجريت هذا العام حيث تواجه الجيوش تحديات جديدة فى المناطق المضطربة بشكل متزايد، واحتفل جنرالات من الولايات المتحدة والمغرب، اللذان استضافا ختام الحدث الذى استمر أسبوعين، بالذكرى السنوية العشرين للأسد الإفريقى وكيف توسعت الشراكات بين الجيوش الأمريكية والإفريقية منذ بدايتها.[3]
الرئيس الكورى الجنوبى يتعهد بتوسيع العلاقات المعدنية مع إفريقيا:
قال الرئيس الكورى الجنوبى “يون سوك يول” -يوم الثلاثاء- أثناء استضافته عشرات الزعماء الأفارقة فى كوريا الجنوبية، إن كوريا الجنوبية ستوسع مساعداتها التنموية لإفريقيا وستسعى إلى تعاون أعمق مع المنطقة التى يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة فى مجال المعادن والتكنولوجيا الحيوية، وحث “يون” فى خطابه الدول الإفريقية على اتخاذ خطوات أكثر صرامة فى حملة الضغط الدولية ضد كوريا الشمالية، وسرعت كوريا الشمالية مؤخرا اختباراتها لأنظمة الأسلحة النووية وأطلقت مئات البالونات لإسقاط أطنان من القمامة والسماد على كوريا الجنوبية مع تدهور العلاقات بين الكوريتين المقسمتين بسبب الحرب.[4]
اشتباك قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية مع الجيش:
قال مسؤولون إن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا وأصيب العشرات بعد أن هاجمت قوات الدعم السريع شبه العسكرية قرية فى مقاطعة الجزيرة بالسودان يوم الأربعاء، وقال حاكم ولاية دارفور مينى أركو ميناوى إن نساء وأطفال وشيوخ كانوا من بين ضحايا هجمات قوات الدعم السريع على قرية “ود النورة” بالجزيرة، وقالت كاترينا راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، فى بيان لها، إن 35 طفلًا على الأقل قتلوا وأصيب 20 آخرين خلال الهجمات، وقالت مجموعة شعبية تم تشكيلها لحماية السكان فى ود مدنى، عاصمة الجزيرة، فى وقت متأخر من يوم الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعى، إن القوة شبه العسكرية، التى تقاتل الجيش السودانى استخدمت المدفعية الثقيلة لمحاصرة القرية ومهاجمتها.[5]
محاكمة 3 أمريكيين متورطين فى محاولة الانقلاب فى الكونغو أمام محكمة عسكرية:
مثل ثلاثة أمريكيين متهمين بالتورط فى محاولة الانقلاب التى وقعت الشهر الماضى فى الكونغو أمام محكمة عسكرية فى عاصمة البلاد، كينشاسا، يوم الجمعة، إلى جانب عشرات المتهمين الآخرين، وقُتل ستة أشخاص خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التى قادها شخصية المعارضة غير المعروفة “كريستيان مالانغا” الشهر الماضى، والتى استهدفت القصر الرئاسى والحليف المقرب للرئيس فيليكس تشيسيكيدي، وقال الجيش الكونغولى إن “مالانجا” قُتل بالرصاص لمقاومته الاعتقال بعد وقت قصير من بث الهجوم مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعى الخاصة به، ويواجه المتهمون عددًا من التهم، العديد منها يعاقب عليها بالإعدام، بما فى ذلك الإرهاب والقتل والانتماء الإجرامى، وقالت المحكمة إن القائمة تضم 53 اسمًا، لكن تم حذف اسم مالانجا وشخص آخر بعد تقديم شهادات الوفاة.[6]
رئيس جنوب إفريقيا يعلن عن خطة لتشكيل حكومة وحدة وطنية:
وبعد أيام من تعرض حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى لخسائر تاريخية فى صناديق الاقتراع، قال رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا” يوم الخميس إنه سيسعى لتشكيل حكومة تضم مجموعة واسعة من الأحزاب، بعضها ذو آراء معارضة بشكل صارخ، وتعيش جنوب إفريقيا، التى يقودها حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى منذ سقوط نظام الفصل العنصرى، فى حالة من النسيان منذ الانتخابات الفاصلة التى أجريت فى 29 مايو/أيار عندما عاقب الناخبون الحزب الحاكم لفشله فى معالجة قضايا مثل ارتفاع معدلات البطالة وانقطاع التيار الكهربائى بانتظام وارتفاع معدلات الجريمة.[7]
جنوب إفريقيا.. نحو التغيير أم تستسلم للسقوط الحر فى الفوضى العارمة؟:
نشر موقع مجلة “Stern” الألمانية مقالًا للرأى بقلم “Yannik Schüller” يناقش حالة عدم اليقين التى تعيشها جنوب إفريقيا عقب نتائج الانتخابات الأخيرة وعدم حصول أى من الأحزاب على الأغلبية اللازمة وهزيمة المؤتمر الوطنى الإفريقى غير المسبوقة، إذ تسود حالة من الإحباط فى دوائر النُخب، بينما يترقب الشعب بقلق المصير الذى تمضى نحوه البلاد، والآن يدفع حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى ثمن عقود من الحكم الأوحد وفساد النُخب، ليقف أقوى اقتصاد فى إفريقيا عند مفترق طرق: فهل تتجه جنوب إفريقيا نحو التغيير أم تستسلم للسقوط الحر فى الفوضى العارمة؟.[8]
الشعبوية الجديدة فى جنوب إفريقيا:
إن القضية المركزية المشتركة بين كل الحركات الشعبوية تتمثل فى ادعائها الالتزام بإعطاء التمثيل والسلطة لأولئك الذين تم نسيانهم أو الإساءة إليهم أو تهميشهم بسبب الوضع الراهن، أى أنهم باختصار صوت من لا صوت لهم ونصير من لا ناصر لهم أو معين، ومع ذلك، فإن الواقع العملى يشير إلى أن هذه الحركات نادرًا ما تفى بهذا الالتزام، على الغالب الأعم، ومع ذلك، هناك فجوة فى فهمنا للسبب وراء ذلك، إن نجاح الحركات الشعبوية الجديدة لا ينبع من الكاريزما التى يتمتع بها قادتها فحسب، بل وأيضًا من قدرتهم على استغلال إخفاقات حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى، وفى حين أن صعود الشعبوية قد يؤدى إلى حراك سياسى نشط، فإنه يفرض أيضا مخاطر كبيرة نظرًا لخطاب هذه الأحزاب الجديدة الراديكالى والإقصائى غالبًا.[9]
انتخابات رواندا 2024:
تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى رواندا هذا العام بعد ثلاثة عقود من الإبادة الجماعية التى قتل فيها نحو 800 ألف شخص، ويتولى الرئيس بول كاغامى، الذى ساعد فى إنهاء إراقة الدماء، السلطة منذ ذلك الحين ومن المتوقع أن يفوز مرة أخرى فى هذه الانتخابات التى ستجرى فى الخامس عشر من يوليو/تموز، وتحت حكمه، حققت دولة رواندا الواقعة فى وسط إفريقيا خطوات اقتصادية كبيرة وأصبحت مساهمًا رئيسيًا بقوات فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لكن المنتقدين يقولون إن السيد كاغامى أشرف أيضًا على دولة قمعية متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، حيث يتم تخصيص السلطة والثروة لنخبة من عرقية التوتسى.[10]
التطورات الرئيسية فى منطقة وسط إفريقيا دون الإقليمية:
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، حققت التحولات السياسية فى غابون وتشاد مراحل مهمة، وهى إجراء حوار وطنى شامل وإجراء انتخابات رئاسية، على التوالى، وفى جميع أنحاء المنطقة دون الإقليمية، ظل المشهد السياسى مستقرًا نسبيًا، على الرغم من القيود المفروضة على الحيز المدنى فى بعض البلدان، وفى أنغولا، فى 29 شباط/فبراير، اجتاز مشروع قانون يقترح إعادة رسم الحدود الإدارية وزيادة عدد البلديات من 164 إلى 325، المرحلة الأولى من الموافقة فى الجمعية الوطنية، وأوضحت الحكومة إعادة الهيكلة كإجراء لمعالجة الفوارق الإقليمية وتحسين وجود الدولة والخدمات، وقالت المعارضة إنه ينبغى إعطاء الأولوية لإجراء الانتخابات المحلية، وفى أبريل/نيسان، قدمت الحكومة وحزب المعارضة الرئيسى، الاتحاد الوطنى من أجل الاستقلال التام لأنغولا (يونيتا)، إلى الجمعية الوطنية مشاريع قوانين متنافسة بشأن إضفاء الطابع المؤسسى على السلطات المحلية، وقد مر مشروع قانون يونيتا ومشروع قانون الحكومة بالمرحلة الأولى من موافقة الجمعية الوطنية فى 23 و 24 أيار/مايو، على التوالى، وعلى المستوى الإقليمى، واصل رئيس أنغولا، جواو مانويل غونسالفيس لورنسو، مشاركته فى تحقيق السلام والاستقرار فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال عملية لواندا.[11]
هل سترجح مملكة بوغندا التصويت ضد موسيفينى؟:
مع تزايد المخاوف بشأن صحة أقوى ملك فى البلاد، كاباكا (الملك) رونالد مويندا موتيبى، 69 عامًا، اندلع نزاع حول قيام مملكة بوغندا بدور سياسى أكثر حزمًا قبل انتخابات 2026، وينقسم الملكيون فى بوغندا حول كيفية إدارة خلافة المملكة وكذلك حول مسألة ما إذا كان ينبغى لها مواجهة حركة المقاومة الوطنية الحاكمة بشكل أكثر مباشرة، ويحث نشطاء المعارضة أقوى نظام ملكى فى البلاد على اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الحزب الحاكم.[12]
الانتخابات البريطانية وآفاق ترحيل المهاجرين إلى روندا:
تزامنًا مع إعلان رئيس الوزراء البريطانى “ريشى سوناك” إجراء انتخابات عامة مبكّرة فى 4 يوليو 2024م، أرجأ “سوناك” موعد تنفيذ خطة ترحيل المهاجرين وطالبى اللجوء إلى روندا، إلى ما بعد انعقاد الانتخابات، متراجعًا عن تعهداته السابقة بتسيير رحلات جوية منتظمة إلى روندا بدءًا من النصف الأول من شهر يوليو 2024م، وتُعدّ الخطة إحدى القضايا الاستقطابية بين حزبى المحافظين والعمال، فبينما تعهَّد الأول بالمُضى قُدمًا فى تنفيذها فور حسم المعركة الانتخابية لصالحه، واجهت الخطة معارضة واسعة النطاق من حزب العمال، الذى تؤكد استطلاعات الرأى تعاظم حظوظه الانتخابية، متعهدًا بإلغائها حال صعوده إلى سُدَّة الحكم، ما يُلقى ظلالًا من الشك على احتمالية تنفيذها.[13]
نتَج عن تغيرات بنية النظام الإقليمى لغرب إفريقى وتساقط ترتيباته السياسية والأمنية والاقتصادية؛ تأثيرات الدومينو داخل جماعته الاقتصادية بوتيرة غير مسبوقة، تُنذر بتفكيكها وانفراط عقدها، ولا سيما بفعل تأزم علاقاتها مع بعض أطرافها (مالى وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا)، وتصاعد خلافاتهم حول شرعية وقانونية سيطرة المجالس العسكرية على السلطة، ومدى دستوريتها، وكيفية توفيق وترتيب فتراتها الانتقالية عقب التغيرات غير الدستورية الحادثة فى مالى وبوركينا فاسو وغينيا كوناكرى والنيجر خلال الأعوام 2020م و2021م و2022م و2023م.[14]
تطورات المشهد السياسى السنغالى: من أزمة دستورية إلى حلّ ديمقراطى:
برزت فى دولة السنغال عدة سياقات سياسية متنوعة، تشكّلت بعضها من رحم معاناة تيار المعارضة، وتجلت الأخرى فى البناء الديمقراطى، والاستقرار السياسى، وتسليم السلطة فى أجواء مفعمة بمراعاة المصلحة العليا للدولة، بعد أن كادت مؤسسات الدولة ترتدّ عن الديمقراطية لولا اليقظة السياسية الشعبية، وفى إطار ذلك، ألهمت دولة السنغال العالم مجددًا بنموذج سياسى للتغيير عبر بوابة الانتخابات الرئاسية 2024م، وتجرَّد الشعب من قيود السياسات الكلاسيكية نحو تطلُّعات الإصلاح؛ وذلك بتنصيب باشيرو جوماى فاي رئيسًا؛ حيث فاز بنسبة 54.28% من الأصوات، ويُعتبر هذا الأمر نقطة تحوُّل جذرى فى السياق السياسى السنغالى.[15]
