المقالات
ورقةُ سياسات حول الهيدروجين الأخضر في مصر: المكاسبُ والتحدياتُ نحو تحول الطاقة المستدامة.
- أكتوبر 10, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
إعداد/ دينا إيهاب محمود
باحث مساعد في وحدة شؤون الشرق الأوسط
الملخص التنفيذي
في ظلِّ التوترات الجيوسياسية العالمية الراهنة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على غزة، والتوترات في البحر الأحمر، التي تؤثر جميعها بشكلٍ كبيرٍ على سلاسل إمداد النفط والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى التغيرات المناخية المتسارعة التي تهددُ استقرارَ النظام البيئي العالمي، فإنه تزداد الحاجة للتحول نحو مصادر الطاقة المستدامة، حيث يُعدُ الوقود الأحفوري التقليدي، الذي يُسهم بحوالي ٩٠% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون[1]، المُسبب الرئيسي لتغير المناخ، وعلى الرغم من الجهود الدولية لتحقيق خفض بنسبة ٤٥% في انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام [2]٢٠٣٠، فإن العالم لم يصلْ بعد إلى هذه الأهداف.
في هذا السياق، يظهر الهيدروجين الأخضر كحلٍ مُبتكر لتحقيق التحول نحو الطاقة المستدامة، حيث يتم إنتاجه من خلال التحليل الكهربائي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، مما يجعله مصدرًا نظيفًا بالكامل، كما يتميزُ بمرونته الكبيرة في تطبيقات متعددة تشمل النقل (السيارات والشاحنات الهيدروجينية)، الصناعة (الفولاذ الأخضر)، وتوليد الكهرباء (التوربينات الهيدروجينية)، إضافةً إلى إمكانية استبدال الغاز الطبيعي في الاستخدامات المنزلية.[3]
تتطلع مصر، بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة من الطاقة المتجددة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، إلى أن تكونَ مركزًا إقليميًا ودوليًا رائدًا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، وقد أطلقت الحكومة المصرية بالفعل استراتيجيةً وطنيةً لإنتاج الهيدروجين الأخضر في يوليو ٢٠٢١، وأخرى لتوطين الهيدروجين منخفض الكربون في أغسطس ٢٠٢٤[4]، مما يعزّزُ فرصَ مصر لتحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية كبيرة، ومع ذلك، فإن توطين صناعة الهيدروجين الأخضر يواجه تحديات متعددة تتعلق بتوفير البنية التحتية اللازمة، وضمان إمدادات كافية من الكهرباء النظيفة، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي والاستثمارات لدعم الابتكار والتطوير التكنولوجي.
المقدمة
“ماهيّةُ الهيدروجين الأخضر واستخداماته”
يشهدُ العالم حاليًا توجهًا متزايدًا نحو الهيدروجين منخفض الانبعاثات باعتباره أحد الحلول الواعدة لمواجهة التغيرات المناخية وتخفيض الانبعاثات الكربونية، إذ أعلنت ٤٤ حكومة حول العالم عن استراتيجيات وطنية لتطوير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته[5]، وتعكفُ العديدُ من الدول على وضْع خطط جديدة لدمج الهيدروجين في استراتيجيات الطاقة الوطنية، ومع تصاعد الطموحات لتحقيق استخدامات أكبر لهذا المصدر النظيف. ويُتفق عالميًا على أن الهيدروجين منخفض الكربون يمثّل فرصةً حاسمة لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب فيها تقليص الانبعاثات، كما أنه يساهم في تعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها.
ورغم هذه الجهود، لا يزالُ الهيدروجين منخفض الكربون يشكل أقل من ١% من الإنتاج العالمي للهيدروجين[6]، ولتتماشى هذه الجهود مع أهداف صافي الانبعاثات بحلول عام ٢٠٣٠، فإنه يجب أن ينمو إنتاج الهيدروجين الأخضر بأكثر من ١٠٠ ضعف[7]، ولقد تبنت اقتصادات كبرى، بما فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، استراتيجيات صناعية تهدفُ إلى تعزيز دور الهيدروجين الأخضر في قطاعات مثل الصناعة والنقل والبيئة. وفي ضوء هذه التطورات العالمية، اتخذت مِصرُ خُطواتٍ هامة للمساهمة في هذا التحول من خلال إتخاذ عدةِ خطوات فعالة نحو التحول للطاقة المستدامة، وإطلاق عدد من الاستراتيجيات المختلفة لإنتاج وتوطين مشاريع الهيدروجين سواء الأخضر أو منخفض الكربون، وأيضًا إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر برئاسة رئيس مجلس الوزراء “مصطفى مدبولي” في عام ٢٠٢٣.[8]
وبالنظر لماهيّة الهيدروجين الأخضر، فإنه نوع من الوقود الخالي من الكربون يتم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. يتم الحصول عليه من خلال عملية التحليل الكهربائي للماء، حيث يتم تقسيم جزيئات الماء إلى عنصري الهيدروجين والأكسجين باستخدام التيار الكهربائي الناتج عن مصادر الطاقة المتجددة، يتميزُ الهيدروجين الأخضر بكونه مصدرًا نظيفًا للطاقة، حيث لا يُنتج ثاني أكسيد الكربون خلال عملية إنتاجه أو استخدامه، مما يجعله وقودًا مثاليًا للتطبيقات الصناعية والنقل، كما تلعب الطاقة الهيدروجينية دورًا حيويًا في دعم الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، نظرًا لقدرتها على تخزين ونقل الطاقة بكفاءة عالية، ما يساهم في استقرار شبكات الكهرباء القائمة على مصادر الطاقة المتجددة. كما أن الهيدروجين الأخضر يُعتبرُ بديلًا عمليًا وفعالًا في القطاعات الصناعية كثيفة الانبعاثات مثل تكرير النفط وإنتاج الصلب والأمونيا، مما يعزز فرص إزالة الكربون من هذه القطاعات الحيوية.[9]
مميزاتُ الانتقالِ إلى الهيدروجين الأخضر
يُقدم الهيدروجين الأخضر مجموعةً من المزايا التي تجعله خيارًا استراتيجيًا في المستقبل لتعزيز استدامة الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفيما يلي مميزات الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر:
-
مصدرُ طاقة نظيف وصديق للبيئة: إنتاج الهيدروجين الأخضر يتم عن طريق فصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام التحليل الكهربائي، هذه العملية لا تُنتجُ أي غازات دفيئة أو مواد سامة، مما يجعلها أكثر صداقة للبيئة مقارنةً بمصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى، هذه الميَزة تجعل الهيدروجين الأخضر حجرَ الزاوية في الجهود العالمية للحد من الاحتباس الحراري وتحقيقِ أهداف التنمية المستدامة.[10]
-
تنوعُ الاستخداماتِ الصناعية: الهيدروجين الأخضر يلعبُ دورًا محوريًا في العديد من الصناعات، مثل صناعة الصلب وتكرير النفط وإنتاج الأسمدة والأمونيا، على سبيل المثال، يمكن استخدامه كمصدرٍ نظيف للحرارة في مصانع الصلب، مما يساهم في الاستغناء عن الفحم وتقليل الانبعاثات الضارة. كما أنه يستخدم في إنتاج الأمونيا السائلة التي تُعتبر وقودًا رئيسيًا لسفن الشحن، مما يعزّز من كفاءة النقل البحري ويقلل من الأثر البيئي.[11]
-
تخزينُ وتوليد الطاقة بفعالية عالية: أحد المزايا الكبرى للهيدروجين الأخضر هو قدرتهُ على تخزين كميات كبيرة من الطاقة لفترات طويلة، وهو ما يتفوق على البطاريات التقليدية التي تواجه تحديات في تخزين الطاقة على المدى الطويل، كمل يمكنُ استخدام الهيدروجين لتوليد الكهرباء عبر خلايا الوقود، مما يوفر حلاً مرنًا لتأمين الطاقة في أوقات الذروة والطوارئ ويضمنُ استقرار شبكة الطاقة، كما يمكن الاستفادة من الهيدروجين لتقليل العبء على الشبكات الكهربائية خلال فترات الضغط المرتفع.
-
تحسينُ كفاءة قطاع النقل: أثبتت الدراسات أن استخدامَ الهيدروجين الأخضر لتشغيل المركبات الكهربائية يزيد من كفاءتها بشكل كبير مقارنة بمحركات الغاز التقليدية، وفقًا لدراسة من كلية كولومبيا للمناخ، فإن خلايا الوقود الهيدروجينية أكثر كفاءة ببمعدل٢-٣ مرات، كما أن مدة الشحن أقل بكثير[12]، حيث تستغرقُ حوالي ٤ دقائق فقط، هذا من شأنه أن يجعلَ الهيدروجين الأخضر خيارًا اقتصاديًا وعمليًا لتحسين أداء المركبات وتقليل التلوث الناتج عن قطاع النقل، كما يمكن استخدامه لتوفير مصدر طاقة مستدام للصناعات الثقيلة مثل صناعة الصلب، حيث إن الهيدروجين عندما يُحرقُ، يولّد حرارةً كبيرة، مما يجعله بديلاً عمليًا للفحم، والذي بدوره يقلل من البصمة الكربونية لهذه الصناعات ويساهم في تحقيق معايير بيئية أعلى.
-
مصدرٌ اقتصاديٌ ومستدام للطاقة: على الرغم من أن الهيدروجين هو العنصر الأكثر توافرًا في الكون بنسبة تقدر بحوالي ٩٠% من مكونات الذرات[13]، إلا أنه لا يتواجدُ بشكلٍ منفصل، بل يحتاج إلى فصل من الماء أو الوقود الأحفوري أو النباتات، ومن هنا، فإن إنتاجه من الماء يعتبر اقتصاديًا بفضل استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يساهم في تقليل تكلفة الإنتاج مقارنة بالوقود الأحفوري، هذه القدرة على إنتاج الهيدروجين من مصادر طبيعية متجددة تعزّز من أمن الطاقة وتقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية التي تتعرض لتقلبات السوق والأسعار، علاوة على ذلك، فإنه يحمل فوائد تنموية كبير للدول، حيث تطوير البنية التحتية لإنتاج وتخزين الهيدروجين من شأنه أن يخلق فرصَ عملٍ جديدة في مجالات البحث والتطوير والهندسة والصناعات الخضراء، كما أن استخدام الهيدروجين الأخضر في القطاعات المختلفة سيعزز من تنافسية الدول على المستوى الدولي في مجال الطاقة المستدامة.[14]
-
استخدامه في المنازل والبنية التحتية: إمكانية دمج الهيدروجين الأخضر مع الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى ٢٠%[15]، وهذا يفتح الباب لاستخدامه في تشغيل الأجهزة المنزلية والتدفئة والطبخ، مما يساهمُ في ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي. هذه المرونة في الاستخدام تعني أن البنية التحتية الحالية يمكن تكييفها بسهولة لتدعم هذا النوع الجديد من الطاقة دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في تحديث الشبكات.
-
حلولٌ لتحديات الطاقة المستقبلية: الهيدروجين الأخضر يمتلك قدرةً غير محدودة تقريبًا على إنتاج الطاقة، طالما توافرت المياه والكهرباء لتوليد الحرارة والكهرباء من مصادر متجددة، هذه الإمكانية تجعل الهيدروجين الأخضر أحد الحلول المثلى لتلبية احتياجات الطاقة المستقبلية، خاصًة مع التحديات المتزايدة التي تواجه العالم في ظل التغيرات المناخية وزيادة الطلب على الطاقة.
باختصار، الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر ليس فقط خيارًا بيئيًا واقتصاديًا، بل هو ضرورةٌ لتحقيق مستقبل طاقة مستدام وفعّال، ودعمه سيساهم في تغيير جذري في كيفية استهلاك وانتاج الطاقة عبر القطاعات المختلفة، ومن هنا فإن تبني هذا التحول يعزّز الابتكار التكنولوجي ويخلق فرصًا استثمارية جديدة، مما يُسهمُ في نموٍ اقتصادي مستدام ويوفر وظائف خضراء في المستقبل.
توصيفُ المشكلة
“تحدياتُ توطينِ صناعة الهيدروجين الأخضر”
تواجهُ صناعةُ الهيدروجين الأخضر العديد من التحديات التقنية والاقتصادية التي تعرقل توطينه في مختلف القطاعات. وفيما يلي أبرز هذه التحديات:
-
قابليةُ الهيدروجين للاشتعال: الهيدروجين، على غرار الوقود الأحفوري مثل البنزين والغاز الطبيعي، يُعتبرُ مادةً شديدةَ الاشتعال، بل إنه أكثر خطورة من بعضها بسبب خفة وزنه الشديدة، حيث إنه أخفُّ من البنزين بحوالي ٥٧ مرة[16]، هذه الخفة تجعل الهيدروجين ينتشر بسرعة في الهواء، مما يزيد من احتمالية اشتعاله بشكل كبير، وبسبب هذه الخصائص، فإن إنتاجَه وتخزينه يتطلبُ تدابير سلامة صارمة لضمان التحكم في مخاطر التسرب والاشتعال، يتطلب التعامل مع الهيدروجين أنظمة أمان دقيقة وخبرة عالية في مجال النقل والاستخدام الصناعي لتفادي الكوارث المحتملة.
-
صعوبةُ النقل والتخزين: نقْلُ وتخزينُ الهيدروجين يمثّل تحديًا كبيرًا نظرًا لخصائصه الفيزيائية، حيث يتطلب الهيدروجين إما التبريد إلى -٢٥٣ درجة مئوية ليتم تحويله إلى شكل سائل، أو ضغطه إلى ٧٠٠ مرة من حجمه الطبيعي لنقله كغاز مضغوط[17]، هذه العمليات ليست فقط معقّدةً بل مكلفة أيضًا، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب عملية النقل بنية تحتية متخصصة، مثل خطوط الأنابيب أو شاحنات مخصصة تعمل في درجات حرارة منخفضة للغاية، ما يزيد من التكاليف اللوجستية ويعقد إمكانية نقله بين الدول أو حتى داخل الحدود الوطنية.
-
هشاشةُ البنيةِ التحتية لنقل الهيدروجين: على الرغم من أنه يمكن خلْطُ الهيدروجين بالغاز الطبيعي لنقله عبر الأنابيب، إلا أن هذا الحل ليس مثاليًا، الهيدروجين يتفاعل مع المواد الفولاذية المستخدمة في الأنابيب، ما يؤدي إلى هشاشتها وتسببها في تصدعات تُسهمُ في تسرب الهيدروجين، الأمر الذي قد يشكّلُ خطرًا على السلامة، لتجاوز هذا التحدي، هناك حاجة لتطوير بنية تحتية خاصة لنقل الهيدروجين تتلاءم مع خصائصه الفيزيائية، سواء من خلال تعزيز المواد المستخدمة في خطوط الأنابيب أو بناء أنظمة نقل جديدة ومستقلة.
-
التكلفةُ العالية لخلايا وقود الهيدروجين: تعتمدُ خلايا وقود الهيدروجين على استخدام مواد محفزة مكلفة مثل “البلاتين”[18]، مما يجعل إنتاج هذه الخلايا باهظ الثمن، تُستخدم هذه الخلايا لتقسيم الهيدروجين وتحويله إلى طاقة كهربائية، وهو ما يتطلبُ كميات كبيرة من البلاتين لتحفيز هذه العملية بشكل فعال، تُعد التكلفة المرتفعة لهذه التقنية عائقًا رئيسيًا أمام استخدامها على نطاق واسع في مجالات مثل النقل والصناعة، بالرغم من الجهود المبذولة للبحث عن بدائل أقل تكلفة للبلاتين، فإن تطوير حلول اقتصادية لم ينتج بعد بشكل كافٍ.
-
نُدرة محطات التزود بالهيدروجين: على الرغم من التوجّه العالمي نحو استخدام الهيدروجين الأخضر، إلا أن البنية التحتية لدعمه لا تزالُ محدودة، فعلى سبيل المثال، يوجد في الولايات المتحدة حوالي ٤٦ محطة تزويد بالهيدروجين فقط، وغالبية هذه المحطات تقع في ولاية كاليفورنيا[19]، هذه الندرة في المحطات تجعل من الصعب على المستخدمين الاعتماد على الهيدروجين كوقود للسيارات الكهربائية، حيث يُضطرون إلى قطْعِ مسافات طويلة لشحن مركباتهم، إضافة إلى ذلك، تكلفة شحن المركبات بالهيدروجين أعلى بكثير مقارنة بالوقود التقليدي، ما يثبّط استخدامه على نطاق واسع.
-
المنافسةُ الاقتصادية مع الهيدروجين الرمادي: يمثّل إنتاج الهيدروجين الأخضر تحديًا اقتصاديًا كبيرًا نظرًا لتكلفته العالية مقارنةً بالهيدروجين الرمادي المنتج من الوقود الأحفوري، تتطلب عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر مصادر طاقة متجددة مكلفة، ما يزيد من تكلفة الإنتاج بشكلٍ يجعل الهيدروجين الأخضر أقل قدرة على المنافسة في السوق مع الهيدروجين المشتق من الوقود الأحفوري، ومع ذلك، فإن التوجهَ نحو إزالة الكربون والانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة قد يساعد على تخفيض تكاليف الهيدروجين الأخضر على المدى الطويل، لكن هذا يتطلب تحفيزًا اقتصاديًا وسياسيًا إضافيًا.
وبالنسبة لمصرَ، فإن التحدياتِ التي تعيقُ نشرَ وتوطين مشاريع الهيدروجين الأخضر تشتمل على عدة جوانب رئيسية، حيث يشكّلُ نقص التمويل اللازم لتصنيع أنظمة التحليل الكهربائي عائقًا أمام التوسع في هذه التكنولوجيا، وبالتالي تؤثر على إمكانيات إنتاج الهيدروجين الأخضر، كما تتطلب عملياتُ نقل وتخزين الهيدروجين مواصفات خاصة فيما يتعلق بالأمان والسلامة، مما يستدعي تطويرَ بنيةٍ تحتية متخصصة، بالإضافة إلى ذلك، يشكلُ نقْصُ الموارد المائية تحديًا، إذ يتطلب إنتاج ١ كجم من الهيدروجين الأخضر حوالي ١٠ متر مكعب من المياه، مع اعتماد مصر على مياه نهر النيل العذبة، فإن استخدام مياه البحر غير ممكن حاليًا بسبب تأثيره السلبي على أنظمة التحليل الكهربائي نتيجة التآكل، كما أن تحلية المياه تتطلب استثمارات كبيرة،[20] وأخيرًا التحدي المتعلق بسوق التصدير العالمي، حيث تواجهُ مصر منافسةً قويةً من دول أخرى تسعى إلى تعزيز دورها في أسواق الهيدروجين الأخضر، مثل المملكة العربية السعودية، التي تعمل أيضًا على تطوير مشروعات ضخمة في هذا المجال. من المهم أن تكونَ مصرُ قادرةً على تسويق إنتاجها بكفاءة وتقديم مزايا تنافسية مثل الموقع الجغرافي الاستراتيجي.
مصرُ مركزٌ إقليمي للطاقة
“فرصُ مصر لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر”
أعلنت الحكومة المصرية منذ مايو ٢٠٢٢ عن مشاريع بطاقةٍ إنتاجيةٍ سنوية مجمعة للهيدروجين الأخضر تبلغ ٢.١ ميغا طن، حيث ترفع هذه المشاريع إجمالي إنتاج مصر المخطط له من الهيدروجين إلى ٣.٦ مليون طن، لتكونَ مصر في المرتبة الثانية بعد أستراليا بـ ٩.٢ مليون طن.[21] مما دفع مصر إلى السعي لتصبحَ مركزًا إقليميًا لإنتاج وتداول الغاز الطبيعي وعضوًا فعالًا في سوق الغاز.
-
إمكاناتُ مصر لتطوير اقتصاد الهيدروجين: تتمتعُ مصر بإمكاناتٍ هائلةٍ تمكنها من قيادة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تطوير سوق الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، حيث تمتلك البلاد مواردَ كبيرةً من الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتعد تكلفة إنتاج الكهرباء من هذه المصادر المتجددة منخفضة نسبيًا، مما يجعل مصر منافسًا قويًا لمصادر الطاقة التقليدية، حيث تم تخصيص حوالي ٤٠ ألف كيلومتر مربع من الأراضي الصالحة لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة[22]، والتي بتمُّ ربطها بمشروعات إنتاج وتجارة الهيدروجين ومشتقاته، بالإضافة إلى ذلك، يُعد الموقع الاستراتيجي لمصر، والقرب من الأسواق الأوروبية والشرق الأوسطية التي قد تشهد طلبًا كبيرًا على الهيدروجين في السنوات المقبلة، أحد العوامل الداعمة، حيث من المتوقع أن يشهد السوق الأوروبي، الذي يُعد المستورد الرئيسي للهيدروجين، زيادة في الطلب على الهيدروجين الأخضر، لترتفع نسبته في السنوات القادمة من ٣% إلى حوالي ٢٠%،[23] وفي إطار تعزيز مكانتها كمركزٍ إقليمي للطاقة، وقّعتْ مصر اتفاقيةً بين الصندوق السيادي المصري وشركة Scatec النرويجية للطاقة المتجددة، وشركة Fertiglobe الهولندية والإماراتية[24]، حيث تهدف الاتفاقية إلى بناء وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمادة أولية لإنتاج الأمونيا الخضراء، المشروع سيُقامُ في العين السخنة، ويُعدُ خطوةً أولى نحو توسيع الاستثمارات الخضراء في مصر، بالإضافة إلى استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP 27 في عام ٢٠٢٢[25]، بمدينة شرم الشيخ تعد تأكيدًا على التزامها السياسي نحو قضية تغير المناخ والتحول للطاقة النظيفة، وقد وضعت مصر عدة أهداف تنموية عاجلة لرفع نسبة الاستثمارات الخضراء عبر السندات الخضراء وإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة التغير المناخي، بالإضافة إلى تطبيق منظومة إدارة المخلفات الصلبة.
-
الحوافزُ الحكومية لتطوير الهيدروجين: لتحفيز القطاع الخاص والمستثمرين، وافقت لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب المصري على مشروع “قانون حوافز الهيدروجين”، والذي يتضمنُ إعفاءاتٍ ضريبيةً على ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل للشركات التي تنفذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في غضون خمس سنوات، بشرط أن يكون حوالي ٧٠% من تمويلها من مقرضين أجانب[26]، هذه الشركات ستحصل أيضًا على إعفاءاتٍ من الضرائب والرسوم على المعدات والأدوات والآلات المستخدمة في المشروعات، يقدم القانون حوافز استثمارية نقدية للشركات تتراوح نسبتها بين ٣٣% و٥٥% من قيمة الضريبة المسددة على الدخل المتحقق من النشاط، مما يجعل هذه الحوافز دعمًا ماليًا مهمًا يعزز من جاذبية الاستثمار في هذا القطاع. بالإضافة إلى الإعفاء من الضريبة العقارية وضريبة الدمغة، سيُسمحُ للشركات باستيراد المواد الخام وقَطْعِ الغيار دون الحاجة لقيدها في سجل المستوردين، بالإضافة إلى تصدير منتجاتها دون الحاجة لترخيص، كما يتضمن القانون تخفيضات في رسوم الموانئ البحرية والنقل البحري بنسبة تصل إلى ٣٠%، وتخفيضات تصل إلى ٢٥% في قيمة حق الانتفاع بالأراضي الصناعية المخصصة لمصانع إنتاج الهيدروجين ومشتقاته، بالإضافة إلى منح فترات سماح لسداد مستحقات حق الانتفاع بالأراضي.[27]
-
البنيةُ التحتيةُ وتطوير المشروعات: عملتْ مصرُ منذ عام ٢٠١٤ على تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما في ذلك تطوير الطرق، وسائل النقل، خطوط نقل الغاز الطبيعي، شبكات الكهرباء، وخطوط الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، هذا التطوير يعزّز من قدرة مصر على استيعاب القدرات الكبيرة المتوقعة من الطاقة المتجددة اللازمة لمشروعات إنتاج الهيدروجين، كما أن المنطقة الصناعية في قناة السويس تضم ٤ مناطق صناعية و٦ موانئ محورية تخدمُ التجارةَ العالمية، مما يوفر بيئةً مثالية لمشروعات الهيدروجين. من المتوقع أن تستحوذَ المنطقة على نحو ٢ مليون طن من الهيدروجين المنتج في مصر[28]، مما يدعم استهداف مصر لتصبح سوقًا رائدة لتجارة الهيدروجين في المنطقة، ومن هنا، تستمر مصر في جذب الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر عبر الحوافز المالية والضريبية، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية. مصر في طريقها لتحقيق مكانةٍ رائدةٍ في قطاع الهيدروجين، مما يعزّز من مكانتها كمركز إقليمي للطاقة في المستقبل.
الخاتمةُ والتوصياتُ
تهدف هذه التوصيات إلى تعظيم الفوائد المحتملة وتحقيق تحول جذري في مشهد الطاقة النظيفة، مما يمكن مصر من لعب دور رئيسي في أسواق الطاقة المستدامة.
-
تفعيلُ الحوافز لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في الهيدروجين الأخضر: من خلال توفير حوافز اقتصادية واضحة للقطاع الخاص للاستثمار في إنتاجِ الهيدروجين الأخضر، مثل الإعفاءات الضريبية للمصانع والشركات التي تستثمر في هذا المجال، على سبيل المثال، يمكن تقديم دعمٍ يصل إلى ٣٠% من التكلفة الإجمالية لبناء مصانع إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتوفير إعفاء ضريبي يمتد لعشر سنوات لتلك المصانع.
-
تطويرُ بنيةٍ تحتية متكاملة لمحطات شحن الهيدروجين الأخضر: من خلال إنشاء شبكة محطات شحن الهيدروجين الأخضر في مختلف المحافظات، بدءًا بالمناطق الصناعية الكبرى مثل السويس والعين السخنة حيث تم التخطيط لمشروعاتِ طاقةٍ متجددة، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مالي محدد لتطوير هذه المحطات مع ضمان تغطيتها الجغرافية في كافة المناطق الصناعية والسكنية لتشجيع التحول إلى وسائل نقل تعتمد على الهيدروجين.
-
التعاونُ الدولي وتفعيل الشراكات الاستراتيجية في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر: وذلك من أجل الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الرائدة في مجال الهيدروجين الأخضر، يمكن التعاون مع دول مثل ألمانيا واليابان من خلال شراكات استراتيجية تقوم على نقل التكنولوجيا واستفادة مصر من برامج تمويل دولية لدعم مشروعات الهيدروجين، كما تركز الاتفاقيات على تسهيل تبادل المعرفة والتمويل للمشاريع الكبرى مثل مجمّع العين السخنة للطاقة المتجددة.
-
استخدامُ نظام الشهادات البيضاء كآلية حوافز: من خلال تطبيق نظام الشهادات البيضاء الذي يُلزمُ الموردين وموزعي الطاقة باتخاذ تدابير توفير الطاقة أو دفْع غرامات في حالة عدم الالتزام، يمكن استخدام هذه الشهادات كجزءٍ من خطة تشجيعية للمصانع والشركات التي تستثمر في الهيدروجين الأخضر، مما يحفّز المزيد من الاستثمار في هذا المجال ويضمن التحول إلى مصادر طاقة نظيفة بشكل أسرع.
-
إبرامُ شراكاتٍ استراتيجية مع الأسواق الكبرى للهيدروجين: من خلال إبرام شراكات مع الأسواق الكبرى التي ستعتمد على الهيدروجين الأخضر في المستقبل مثل الاتحاد الأوروبي، اليابان، وكوريا الجنوبية، علاوةً على ذلك، أن تركز الشراكات على تأمين اتفاقيات طويلة الأجل لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى هذه الدول، مما سيعزز مكانة مصر كمصدر رئيسي للطاقة المتجددة.
ختامًا، إن التحولَ نحو الهيدروجين الأخضر ليس مجرد خَيارٍ اقتصادي أو بيئي، بل هو ضرورةٌ استراتيجية في مواجهة التحديات العالمية المتزايدة مثل تغير المناخ وأزمة الطاقة. تمتلك مصر كل المقومات التي تؤهلها لتكونَ رائدةً في هذا المجال، بدءًا من موقعها الجغرافي الفريد الذي يتيح لها الوصول إلى أسواق أوروبا وآسيا، وصولًا إلى مواردها الغنية من الطاقة الشمسية والرياح التي تُتيح إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة، وبالتالي يمكن لمصر أن تصبحَ لاعبًا رئيسيًا في سوق الهيدروجين الأخضر العالمي، مما سيساهم في تعزيز موقعها الاقتصادي والجيوستراتيجي ويعزّز التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية.
المصادر:
[1] Causes and Effects of Climate Change, United Nations, available at: https://www.un.org/en/climatechange/science/causes-effects-climate-change
[2] صافي الانبعاثات الصفرية، الأمم المتحدة، متاح على الرابط: https://www.un.org/ar/climatechange/net-zero-coalition
[3] عقد الهيدروجين، مجلة التمويل والتنمية، صندوق النقد الدولي، تاريخ النشر: ديسمبر ٢٠٢٢، متاح على الرابط: https://www.imf.org/ar/Publications/fandd/issues/2022/12/hydrogen-decade-van-de-graaf
[4] مصر تطلق استراتيجية للهيدروجين تضيف 18 مليار دولار لاقتصادها، سكاي نيوز العربية، تاريخ النشر: ١٥ أغسطس ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/LhxeC
[5] أمل اسماعيل، أمن الطاقة: الاستراتيجية المصرية للهيدروجين منخفض الكربون، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تاريخ النشر: ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://ecss.com.eg/47570/
[6] المرجع السابق ذكره.
[7] دينا قدري، حل جديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميغاواط، الطاقة، تاريخ النشر: ٦ أكتوبر ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/QYqIQ
[8] هند مختار، مجلس الوزراء يوافق على مشروع قرار بإنشاء المجلس الوطنى للهيدروجين الأخضر، اليوم السابع، تاريخ النشر: ٣٠ أغسطس ٢٠٢٣، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/KNdxA
[9] نعمة الله سيد عبدالرحمن، الهيدروجين الأخضر: مصدر للطاقة في المستقبل، مجلة آفاق آسيوية، مجلد ٦، العدد ١٠، تاريخ النشر: أكتوبر ٢٠٢٢، متاح على الرابط: https://sis.journals.ekb.eg/article_269733.html
[10] Hussein Al Balushi, Benefits of green Hydrogen, Sustain, published at: July 26. 2024, available at: https://linksshortcut.com/NUmiu
[11] أليسندرا موتز، الهيدروجين الأخضر: فرصة يجب إدارتها بحذر SWI Swisinfo ،، تاريخ النشر : ٤ ديسمبر ٢٠٢٣، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/uzbVK
[12] Why We Need Green Hydrogen, Columbia Climate School, published at: January 7. 2021, available at: https://news.climate.columbia.edu/2021/01/07/need-green-hydrogen/
[13] لماذا يعتبر الهيدروجين العنصر الأكثر شيوعا في الكون؟، Masrawy ، تاريخ النشر: ٢٧ يناير ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/cGuZn
[14] المرجع السابق ذكره.
[15] الهيدروجين الأخضر، PetroSafe ، متاح على الرابط: https://petrosafe.com.eg/ArticleShow?id=1015
[16] روان عبدالرؤوف، ورقة سياسات عن استغلال مصر لمقوماتها في مصادر الطاقة المتجددة في الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر المكاسب والتحديات، ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تاريخ النشر: أغسطس ٢٠٢٢، متاح على الرابط: https://st.deepthought.industries/UFnyA3
[17] المرجع السابق ذكره.
[18] تطوير مواد جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر دون استخدام المعادن النادرة والثمينة، المستقبل الأخضر، تاريخ النشر: ٢٩ مارس ٢٠٢٣، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/HJnsv
[19] دينا قدري، إلغاء خطة لبناء 48 محطة هيدروجين في كاليفورنيا الأميركية، الطاقة، تاريخ النشر: ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/VxhxX
[20] جميلة خليل، فرص توطين مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، سولارابيك، تاريخ النشر: ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٢، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/RGgKT
[21] Green Energy: Fuelling Egypt’s Future – November 2022, available at: https://www.amcham.org.eg/publications/industry-insight/issue/57/green-hydrogen
[22] الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لـ «الأخبار» مصر من أغنى دول العالم فى الطاقة الشمسية ومعدل السطوع 3 آلاف ساعة سنويًا، وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، تاريخ النشر: ١٨ يوليو ٢٠٢٣، متاح على الرابط: http://nrea.gov.eg/Media/New/2216
[23] أحمد سلطان، الاستراتيجية الوطنية المصرية للهيدروجين: المحددات والأهداف، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تاريخ النشر: ٩ ديسمبر ٢٠٢٣، متاح على الرابط: https://ecss.com.eg/38903/
[24] إيناس إسماعيل، الهيدروجين الأخضر…قاطرة الطاقة للتنمية المستدامة، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تاريخ النشر: ٧ فبراير ٢٠٢٢، متاح على الرابط: https://www.idsc.gov.eg/Article/details/6647
[25] توسيع قاعدة الاقتصاد الأخضر بين مكتسبات قمة المناخ.. الاتفاقيات الجديدة شهادة بجاهزية البنية التحتية لمصر والثقة فى مستقبل اقتصادية قناة السويس.. ونواب: وضعتنا على خارطة إنتاج الهيدروجين وتجذب استثمارات جديدة، اليوم السابع، تاريخ النشر: ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/wKHlc
[26] ما الذي يقف في طريق طموحات مصر في الهيدروجين الأخضر، Enterprise News ، تاريخ النشر: ٩ يوليو ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://linksshortcut.com/acieD
[27] المرجع السابق ذكره.
[28] تضم 4 مناطق صناعية و6 موانئ.. المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بوابة مصر نحو المستقبل، بوابة الأهرام، تاريخ النشر: ١١ أغسطس ٢٠٢٤، متاح على الرابط: https://gate.ahram.org.eg/News/4937874.aspx