19
بقلم السفير محمد سالم الصوفي: المدير العام للمعهد الثقافي الأفريقي العربي صعَّدت مالي من حدة أزمتها مع فرنسا و من حالة الاحتقان الذي تعيشه منذ بعض الوقت علاقاتها مع جارتها ساحل العاج وذلك في خطوتين تصعيديتيْن اتخذتهما باماكو هذا الأسبوع اتجاه باريس من جهة و اتجاه أبيدجان من جهة أخرى. فبالنسبة للازمة مع فرنسا ،ما كاد آخر جندي فرنسي يخرج من الأراضي المالية يوم الاثنين 15 أغسطس الجاري، حتى وجهت وزارة الخارجية المالية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، اتهمت فيها فرنسا بدعم جماعات مسلحة في البلاد، من خلال تسليمها أسلحة وذخائر وتزويدها ببعض المعلومات كانت قد جمعتها قبل مغادرة قواتها الأراضي المالية مؤكدة أن لديها ما سمَّته“أدلة موثوقة” تثبت تورط فرنسا في دعم “جماعات إرهابية”، مؤكدة في نفس الوقت استعدادها لتقديم تلك الأدلة لمجلس الأمن. و عن طبيعة الأفعال المنسوبة لفرنسا ، استنكرت الرسالة ماوصفته بالانتهاكات المتكررة وكثيرة الحدوث” للمجال الجوي المالي من قبل القوات الفرنسية وتحليق الطائرات الفرنسية التي تقوم “بأنشطة تعد بمثابة تجسس” ومحاولات “ترهيب“، على حدوصف الرسالة. وأكدت رسالة الخارجية المالية، أن مالي تمتلك “عدة أدلة على أن هذه الانتهاكات الصارخة للمجال الجوي المالي قد استخدمت من قبل فرنسا لجمع معلومات استخبارية لصالح من وصفتهم الرسالة بالجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل وإلقاء الأسلحة والذخيرة إليها من الجو، وفق الرسالة. و خلصت الخارجية المالية إلى دعوة مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ حول الوضع الأمني في البلاد وإدانة “الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي لمالي من قبل فرنسا”. وأضافت رسالة الخارجية أن مالي“تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس“، وفقا لميثاق الأمم المتحدة، إذا واصلت فرنسا تصرفاتها“، وفق الرسالة. و على صعيد علاقاتها مع جارتها ساحل العاج ،وجَّهت مالي يوم الأحد 14 أغسطس تهماً ثقيلة إلى 49 جندياً من ساحل العاج ، موقوفين لديها، بـتهمة ”محاولة الإضرار بأمن الدولة”وأفاد مصدر قضائي مالي بأن النيابة في باماكو، وجّهت اتهامات للجنود المعتقلين منذ أكثر من شهر، وقررت مواصلة حبسهم. قابلت ساحل العاج هذه الاتهامات بالنفي وطالبت بإطلاق سراح الجنود، مشيرة إلى أنهم جزء من قوات لتعزيز بعثة حفظ السلام الأممية في مالي “مينوسما” وأكد مصدر آخر مقرّب من القاضي ومسؤول في وزارة العدل في […]