إعداد: منة صلاح – عنان عبد الناصر
عانت دارفور لعدة عقود من اضطرابات أمنية وأزمات سياسية، ويبدو أن الوضع يزداد سوءًا نتيجة لتفاقم الصراع داخل الإقليم، فقد تجددت الاشتباكات العنيفة مرة أخرى داخل إقليم جنوب دارفور في 9 من أغسطس الجاري، وهو ما أدى إلى تصاعد مجموعة من المخاوف حول تكرار مأساة مدينة الجنينة وانزلاق الإقليم نحو حرب أهلية، كانت دارفور مسرحًا للقتال المستمر بين طرفي الصراع (قوات الدعم السريع- الجيش السوداني)، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الشرقي من المدينة، أما الجيش السوداني فسيطر على النصف الغربي، فقد شهدت الولاية قتالاً عنيفًا بين قبيلتي (السلامات) و(البني هلبه) في جنوب غرب المدينة، وأصبح المواطنين محاصرين نتيجة للقصف المتبادل بين الجيش السوداني في غرب المدينة وقوات الدعم السريع في الشرق ولايزال القتال مستمرًا.
نظرة حول المشهد الداخلي في جنوب دارفور
خلفت أعمال العنف القبلي الذي اندلع بين قبيلتي (السلامات) و(البني هلبه) أوضاعًا شديدة التعقيد، فقد تسببت المعارك في مقتل أكثر من مئة شخص مدنيًا بالإضافة إلى وقوع مئات المصابين، بجانب انتشار حالة من الذعر لدى المواطنين جراء حرق منازلهم، فضلاً عن تدمير وحرق الكثير من المرافق الحيوية داخل الإقليم، ونزوح أكثر من ثلث سكان المدينة الواقعة بين القتال القبلي والحرب المستمرة في السودان، والجدير بالذكر أنه منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي تتصاعد أعداد القتلى والإصابات داخل مدينة نيالا عاصمة الولاية، بجانب نزوح ما يقرب من 60 ألف أسرة وهو ما حال دون تقديم مساعدات إنسانية لتهدئة الأوضاع.
وفيما يخص الأوضاع داخل المدينة فهناك بعض المناطق المستقرة في غرب المدينة مثل أحياء السلام والجير والنهضة، ولكن الأحياء الأكثر تضررًا هي التي تقع وسط المدينة بين قوات الدعم السريع في الجبهة الشرقية وقوات الجيش في الجبهة الغربية مما وضع الأحياء في الوسط في مرمى الصراع، ويواجه سكان الإقليم مخاطر متعددة تزداد سوءًا مع استمرار القتال بجانب انتشار أعمال السلب والنهب التي طالت المناطق السكنية، وكان ذلك نتيجة لهشاشة الأوضاع الأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى انتشار السلاح داخل الإقليم، يتضح أن هذه الأوضاع سيكون لها الكثير من التبعات على ولاية جنوب دارفور، فضلاً عن أعمال التحشيد بين القبائل التي تتصاعد مع عدم وجود سيطرة من قبل الجهات الأمنية على الأحداث التي يشهدها الإقليم.
وقد شنت قوات الدعم السريع هجومًا على المدينة وفي الوقت ذاته قدمت مجموعة من الاتهامات لقوات الجيش السوداني بقصف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة، ونجد أن تلك الهجمات الأخيرة تأتي اتساقًا مع الاستراتيجية التي يقوم الجيش السوداني باتباعها من خلال تكثيف وشن هجمات على مواقع قوات الدعم السريع، فالصراع داخل دارفور ذو طابع إثني في المقام الأول، وهو ما يستوجب وقف ذلك الصراع والتوصل لتسوية سلمية للأزمة، والعمل على التخفيف من حدة الأوضاع واحتوائها.
أسباب تجدد الاشتباكات في ولاية جنوب دارفور
تعود جذور أزمة دافور إلى عدة عقود، فقد ارتبطت هذه الأزمة في بدايتها بالصراع التاريخي بين القبائل على النفوذ والموارد، والجدير بالذكر أن هذا النزاع لم يسير دومًا في اتجاه واحد، فقد شهد مجموعة من التفاعلات والتحولات التي جعلته يأخذ أنماطًا متعددة متأثرًا في ذلك بكثير من الاضطرابات الإقليمية، وقد أضفت الظروف والمتغيرات البيئية المزيد من التعقد مما ساهم في تفاقم النزاعات، ومن المتعارف عليه أن جميع قبائل دارفور تمتلك أراضٍ خاصة بها ولذلك سميت بعض مناطق دارفور بأسماء القبائل، وقد أدت الهجرات المستمرة على مر التاريخ نتيجة للظروف المناخية مثل التصحر والجفاف إلى الاحتكاك مع القبائل المحلية، ودخلت القبائل في صراعات محلية.
فالصراع بين قبيلتي السلامات والبني هلبه لم يكن الأول الصراع الأول، بل شهد تاريخ دافور الكثير من الصراعات المحلية مثل الصراع بين البني هلبه والمهرية في الثمانينات، والصراع بين قبيلتي القمر والفلاتة في التسعينات، فقد تطورت هذه الصراعات القبلية بتطور تحالف القبائل، وتسببت التنمية غير المتوازنة داخل دارفور إلى هجرة أعداد كبيرة من أبناء الإقليم، وقد أسهمت هذه العوامل في تعقد الأمر ونزوح داخلي، وكثرة التمرد، ومن هذا المنطلق فقد شكل الصراع القبلي هاجسًا لدى المواطنين والدولة داخل دارفور فقد بلغت حدتها درجة من الخطورة خاصة في حالة عدم السيولة الأمنية التي يشهدها الإقليم.
تصاعدت الاشتباكات ذات الدوافع العرقية في دارفور بالتزامن مع الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتزداد الصعوبات التي تحول دون التوصل لحلول لتهدئة الأوضاع، ولعل تعدد الفاعلين والتعبئة القبلية داخل البلاد وتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية هو ما أدى إلى انزلاق البلاد نحو تلك التوترات وقد تجلى ذلك واضحًا من خلال تجدد الاشتباكات داخل ولاية جنوب دارفور، فضلاً عن أن الصراعات القبلية تعتبر واحدة من أكبر المخاطر التي تواجه إقليم دارفور بشكل خاص.
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى اشتعال وتجدد الصراع مرة أخرى هي ظاهرة الاستقطاب المجتمعي التي كانت سببًا جوهريًا في تفاقم الصراع داخل الإقليم، فقد عانى إقليم دارفور من ظاهرة الاستقطاب المجتمعي نتيجة لطبيعته القبلية المتجذرة ولكنه كان يتم في إطار المزايدات الاجتماعية لضم الزعامات والقيادات من خلال المساومة وذلك كمدخل لتجذير الانقسام داخل مكونات المجتمع، بالإضافة إلى توسيع دائرة تباعده عن بعضه من أجل تحقيق الكسب السياسي.
وتبلورت ظاهرة الاستقطاب المجتمعي في تجدد الاشتباكات الأخيرة بين قبيلتي (السلامات) و(البني هلبه) فيعود السبب الأول إلى وجود اتهامات متبادلة حول سرقة المواشي ونجد أن هذا السبب يعتبر من أكثر أسباب الصراع تكرارًا وانتشارًا داخل الإقليم فكثيرً ما تنشب الصراعات بين الرعاة وتتحول إلى صراعات مسلحة وحروب قبلية، فقد مثلت نهب وسرقة المواشي داخل دارفور ثقافة متوارثة تتجاوز الأعراف والقوانين، وللقضاء على تلك الصراعات اتفق أهل دارفور كثيرًا على وضع صيغ للتعايش السلمي بين مختلف القبائل وتحول دون تفاقم النزاعات، ولكن سرعان ما يحدث تجاوزات أثناء التطبيق الفعلي، ومن هذا المنطلق فالتطورات التي طرأت على الأوضاع خلال العقود الأخيرة أسهمت في تكرار الصراعات القبلية كما حدث في النزاع بين قبيلتي السلامات والبني هلبه.
يتمثل السبب الثاني لتجدد الصراع في رفض قبيلة السلامات الضغوط التي تمارسها قوات الدعم السريع تجاه القبائل وذلك لإعلان الدعم المطلق لها في الحرب، بالإضافة إلى رفضها حملات استنفار الشباب للقتال، ونجد أن استمرار وتنامي الاحتقان القبلي وتمدده مصحوبًا ببعض مظاهر التحشيد العسكري والاستنفار، من المحتمل أن يؤدي إلى اتساع نطاق الصراع وتمدد المواجهات القبلية العنيفة، وذلك في ظل غياب رد رسمي تام أو على الأقل وجود عسكري لقوات نظامية للفصل بين طرفي الصراع، بالإضافة إلى وجود بعض التحفظات والضغوط التي تواجهها بعض القبائل حول ولائهم لطرفي الصراع.
فهناك أراء تشير إلى تورط قوات الدعم السريع في تفاقم الصراع القبلي من خلال انحياز بعض عناصرها للمقاتلين التابعين لقبيلة (البني هلبة)، وتعد قبيلة البني هلبه من أكبر القبائل في جنوب دارفور والتي أعلنت في يونيو الماضي دعمها لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني، وقد سادت مجموعة من الاتهامات لقوات الدعم السريع لارتكابها جرائم إبادة جماعية بجانب أعمال التطهير العرقي.
أفرز الصراع القبلي داخل دارفور الكثير من الانعكاسات السلبية فلم تنحصر تلك الظاهرة على إقليم دارفور فقط بل شكلت تهديد أمني خطير لاستقرار الدولة السودانية، فظاهرة الصراع القبلي تضرب بجذورها التاريخي ولا تزال قائمة حتى الأن في ظل الحرب المتفاقمة في الداخل السوداني وهو ما يزيد الأمور سوءًا وتعقيدًا، فقد صارت خسائر الصراعات القبلية بعد الحرب فوق طاقة الدولة السودانية، ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الأسباب الراهنة لاشتعال الأزمة بين قبيلتي السلامات والبني هلبة لها تعود بأسبابها إلى الماضي نظرًا لتأصل ظاهرة الصراع القبلي والاحتقان بين قبائل الإقليم.
تفاقم الأزمة الإنسانية داخل دارفور
أدى تجدد الاشتباكات بين قبيلتي البني هلبة والسلامات إلى تعقيد الأزمة الإنسانية نتيجة لنزوح أعداد كبيرة من السكان في ظل تلك الظروف الصعبة، فقد أُجبر أكثر من ثلث سكان مدينة نيالا على ترك منازلهم، كما أشارت الإحصائيات قبل تلك الاشتباكات إلى نزوح حوالي 50 ألف أسرة من المدينة فارين من الحرب والقتال، ولم تتمكن فرق المتطوعين من الوصول إلى الكثير من تلك الأسر، بالإضافة إلى الخسائر المادية جراء إحراق العديد من المنازل وسوق منطقة كبم فضلاً عن حرق المحطة الرئيسية للوقود.
فالأوضاع الإنسانية في غاية التعقيد والصعوبة لاسيما بعد توقف معظم الخدمات التي كانت تقدم إلى السكان المتضررين من قبل بعض المنظمات وذلك بعد أن تعرضت للنهب والسرقة، أما المنظمات التي لا زالت تعمل حتى الآن فهي تعمل في مناطق خارج مدينة نيالا ببعض المعسكرات ولكن لا يمكنها تقديم الخدمات كما كانت من قبل، وبالإضافة إلى ذلك لم تصل أي معونات من قبل الحكومة المركزية أو من أي جهة أخري للمتضررين من الحرب بل توقفت الخدمات التي كانت تقدم للنازحين بالمعسكرات جراء تفاقم الاشتباكات وصعوبة التحرك.
وساد الشعور بعد الرضا حول توزيع معونات الإغاثة الإنسانية وعدم تخصيص أي مواد غذائية إلى دارفور، فالإعانات الطبية لا تشمل أي مواد غذائية مما دفع سكان دارفور إلى اللجوء إلى مدينة بورتسودان والتي بها مقر اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية وذلك لضمان مختلف مواد الإغاثة، لذا سوف تلتزم قوات الدعم السريع بإنشاء وكالة سودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية نتيجة تعقيد الأوضاع الإنسانية والحاجة إلى تسهيل العمليات الإنسانية في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية أو تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتهدف هذه الوكالة إلى تمكين المدنيين من الحصول على المساعدات الإنسانية من دون أي عرقلة وتوفير الإغاثة الإنسانية في المناطق المتضررة من الحرب وخاصة دارفور وضمان توزيع المساعدات بشكل عادل وشامل، فضلاً عن إصدار التصاريح للمنظمات الإنسانية سواء الوطنية أو الدولية للعمل في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وقررت اللجنة العليا لإدارة الأزمة الإنسانية في دارفور إرسال وفود لمتابعة حصص الإقليم من المساعدات الإنسانية لضمان وصولها إلى دارفور وذلك في ظل التطورات التي يشهدها الإقليم.
مطالبات دولية لإنهاء الصراع في دارفور
تعتبر ولاية جنوب دارفور من الولايات التي تأثرت بالصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي بدأ في الخرطوم وسرعان ما تمدد إلى معظم الولايات في دارفور، وفي إطاره شهدت مدينة نيالا صراعات حادة بين الطرفين مما خلف الكثير من الضحايا المدنيين ونزوح أعداد كبيرة أيضًا، ووفقًا للأمم المتحدة تسببت الحرب التي نشبت بين الطرفين في أبريل الماضي إلى مقتل أكثر من 3 آلاف فرد ونزوح أكثر من أربعة ملايين فرد، منهم ما يزيد على مليون من العاصمة فقط، وأدي هذا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، فقد أسهم انتقال الحرب إلى إقليم دارفور إلى نزوح مليون فرد وسط قتل إثني وعرقي، وهناك مخاوف بشأن دخول الإقليم في حرب أهلية شاملة.
وفي هذا السياق تعددت المواقف الدولية للتحقيق في أحداث إقليم دارفور، إذ سعت المحكمة الجنائية الدولية من قبل شهر لفتح تحقيق بشأن جرائم حرب محتملة بالإقليم، ودعت مجموعة دول الترويكا (النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية) الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف الصراع وإجراء مفاوضات لوضع حد لكل ما يشهده إقليم دارفور من جرائم، وطالبت بوقف كل الهجمات بشكل فوري ومنع النزاعات العسكرية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والفظائع المرتبكة في حق المدنيين والعاملين سواء في الإغاثة الإنسانية أو الرعاية الطبية، ونظرًا لأن تصعيد الصراع في دارفور أدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية طالبت مجموعة دول الترويكا بتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى أنحاء السودان كافة وخاصة إقليم دارفور.
مسارات محتملة للمشهد في دارفور
تتفاوت المسارات المحتملة حول مستقبل الأوضاع داخل جنوب دارفور بين مساريين كما يلي:
مسار تفاؤلي:
بالرغم من أن التوترات التي شهدها إقليم جنوب دارفور أدت إلى حالة من الانفلات الأمني وتفاقم الصراع في ظل الحرب التي تشهدها السودان، إلا أن مشهد انقسام دارفور والتحول لحرب شاملة هو أمر يكاد يكون مستبعد خاصة في ظل الموقف الدولي الذي يسعى جاهدًا لاحتواء الموقف من خلال التوصل لتسوية سياسية سلمية للأزمة، ولابد من الانطلاق من خلال ثلاث محاور سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا، على أن يأتي الحوار السياسي في المقام الأول للتوصل لتسوية سياسية شاملة والتخفيف من حدة الأوضاع داخل الإقليم، ومن ثم توفير كافة المساعدات الإنسانية، وهو المسار الأقرب للحدوث.
مسار تشاؤمي:
وهو مسار الحرب الأهلية فقد تتكرر مأساة الحرب الأهلية التي اندلعت في دارفور عام 2003م واستمرت أكثر من سبعة عشر عامًا وأسفرت عن مقتل 300 ألف شخص، فالظروف التي أدت إلى اندلاع هذه الحرب تُشبه ما يشاهده الإقليم من جرائم وفظائع في الوقت الحالي، وذلك في ظل حالة التحشيد والتسخين بين القبائل العربية من جهة والأفريقية من جهة أخرى، فهناك مخاوف من تجدد الحرب الأهلية في الإقليم في ظل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولكن من غير المحتمل حدوث هذا المسار نظرًا لتسارع المجتمع الدولي في وقف القتال وتقديم الإغاثة الإنسانية.
ختامًا
يمكن القول إن أعمال العنف ذات الطابع القبلي التي يشهدها إقليم دارفور خلفت أوضاع إنسانية بالغة التعقيد نزحت على إثرها أعداد كبيرة من السكان إلى مناطق سودانية أخرى، ومنذ الصراع العسكري في منتصف أبريل والأوضاع الأمنية والإنسانية متدهورة بشكل خطير بمعظم مناطق دارفور، فأعداد القتلى في الإقليم خلال الأشهر الأربعة الماضية زادت على 2000 قتيل ومن بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، وهناك العشرات من القتلى والجرحي جراء الصراع القبلي والتحشيد العسكري في ظل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين من ولايات دارفور، ولكن من غير المحتمل تصعيد هذا القتال أو نشوب حرب أهلية مثلما حدث في دارفور عام 2003م نظرًا لسعي المجتمع الدولي لإجراء مفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتيسير تقديم المساعدات الإنسانية لولايات إقليم دارفور.