مقدمة
تشهد القارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة موجات متطورة من العنف الذي اتخذ العديد من الأشكال، وكان أخطرها الإرهاب العابر للحدود، مما أسهم في تفاقم التحديات والتهديدات التي باتت شعوب الدول الإفريقية والحكومات تواجهها فتحولت أجزاء واسعة من أراضي القارة إلى ملاذ أمن تحتضن العناصر الإرهابية وساحات لتدريب وعمليات هذه الجماعات، مما يهدد أمن وازدهار القارة بأكملها. أيضًا من خلال وسائل المواصلات ذات الدفع الرباعي، يستطيع الإرهابيون عبور الحدود بين دولٍ بالشرق الأوسط وأفريقيا، والسفر عبر التضاريس الوَعِرَة، والطرق التي لا تخضع لمراقبةٍ من قوات الأمن.
و بالتالي، فإن ،الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، غالبًا ما يُنْظَر إليها بكونها جزءًا من واقع النظام العالمي الجديد، والذي يتميز بفكِّ ارتباط القوى الغربية، مثل (المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وفرنسا) من دوائر نفوذها التقليدية، و البعد عن مهام مكافحة الإرهاب، لا سيما في أفريقيا، و الانشغال بمواجه التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا في عصر “تنافس القوى العظمى”، و قد أدَّت إعادة ترتيب الأولويات هذه بدورها إلى الانسحاب المستمر والمتزايد للجيوش التقليدية، مع المُضيّ قُدُمًا في اتجاه الطائرات بدون طيار، و وجود الجيوش الغربية بصفة استشارية فقط، فمن المتوقع أن ينتج عن ذلك إتاحة مساحة أوسع للمنظمات الإرهابية للمناورة و استكمال عملياتها على نطاق أوسع.
من خلال هذا التقرير سيتم استعراض ملخص للعمليات الإرهابية في القرن الأفريقي، وغربها في محيط دول الساحل، مرورا إلى كيفية تكثيف التعاون بين مصر والدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب، ومواقف القوى الخارجية الدولية ومستقبل الإرهاب في القارة الأفريقية.