إعداد/ جميلة حسين محمد
تواجه باكستان مؤخرًا عددًا من الهجمات الإرهابية على أراضيها خاصة فى المناطق الحدودية فى أفغانستان من جانب عدة جماعات متطرفة أبرزهم جماعة “طالبان باكستان” الجماعة الأشد خطرًا فى باكستان، والتى تهدف هجماتها إلى محاولة فرض الشريعة الإسلامية فى البلاد والسيطرة على الأجزاء الحدودية مع أفغانستان، وقد تطورت تلك الهجمات بشكل خاص بعد سيطرة حركة “طالبان الأفغانية” على السلطة فى أفغانستان فى أغسطس لعام 2021، كمحاولة لتأسيس نموذج باكستانى يحاذى النموذج الأفغانى الذى يحكم البلاد. ومن ثم يركز هذا التقرير على تناول أبرز العمليات الإرهابية التى شهدتها باكستان مؤخرًا، وأهم محفزات تصاعد العمليات الإرهابية، واستطراد العلاقة بين حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان، وأخيرًا أهم سبل باكستان لمكافحة الهجمات الإرهابية.
أبرز العمليات الإرهابية
تتنوع العمليات الإرهابية التى تم إطلاقها ما بين تفجيرات انتحارية أو عمليات إطلاق نار أو خطف مسؤولين فى سبيل تنفيذ عمليات قتل أو مهاجمة قوات أمنية أو جمع أموال للحماية، وتتم معظم العمليات الإرهابية لحركة طالبان باكستان فى غرب باكستان حيث المناطق النائية التى كانت معقلًا لهم سابقًا، كما تختلف عملياتهم ما بين الأنماط الهجومية والدفاعية حيث تقوم بعمليات هجومية من خلال التركيز على ضرب عناصر الدولة والتركيز على استهداف العسكريين دون المدنيين بشكل مدرب ومنسق خاصة فى المناطق الغربية، حيث الحدود مع أفغانستان، أما عن العمليات الدفاعية فتتم عن طريق استهداف عناصر الجيش والشرطة التى تنفذ عمليات ضد نفوذها وعناصرها مما ينتج عنه استمرار التصعيد فى العمليات المتبادلة بين الأطراف.
ووفقًا لعدد من التقارير الباكستانية شهدت الشهور الأولى من هذا العام “يناير/فبراير/مارس” حوالى 219 هجومًا أسفروا عن سقوط 358 ضحية و456 مصابًا، وتمثل تلك الوفيات نصف عدد الوفيات التى سجلتها باكستان فى العام الماضى، وطبقًا لصحيفة “DAWN” الباكستانية فإن عدد الضحايا الأكبر وقع فى منطقة “خيبر بختونخوا” تلتها منطقة “بلوشستان” ثم بعد ذلك جاءت “السند” و”البنجاب” و”إسلام آباد”، وفيما يلى نستعرض أبرز العمليات منذ بداية هذا العام:
- 4 يناير 2023: استهداف نائب مدير وكالة الاستخبارات الباكستانية “مولتان نافيد صادق”، ومرافقه المحقق “ناصر بوت” ونتج عن ذلك قتلهما بالرصاص على يد مسلحين فى إقليم “البنجاب”.
- 31 يناير 2023: انفجار داخل مسجد فى مجمع تابع للحراسة الأمنية المشددة فى منطقة “بيشاور”حيث شمال غرب باكستان، وأسفر عن سقوط أكثر من 100 ضحية، وإصابة آخرين وكانت تلك العملية الإرهابية هى الأخطر منذ بداية هذا العام.
- 6 فبراير 2023: تفجير انتحارى بالقرب من سيارة تنقل قوات باكستانية شبه عسكرية بالقرب من نقطة تفتيش “موسى خان” فى منطقة “كويتا” فى إقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد، أدت إلى سقوط جندى وإصابة 11 آخرين معظمهم من المدنيين، وأعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم.
- 6 مارس 2023: تفجير انتحارى فى مركز للشرطة فى منطقة “برخان” بإقليم بلوشستان، وقد أسفرت عن قتل 9 من عناصر الشرطة وإصابة 15 آخرين.
- 24 أبريل 2023: تفجير انتحارى فى مركز لقوات مكافحة الإرهاب فى منطقة “وادى سوات” شمال غرب باكستان، والذى أدى إلى قتل 10 أشخص من بينهم 8 عناصر من قوات مكافحة الإرهاب وإصابة حوالى 20 شخصًا آخرين، فضلًا عن انهيار أجزاء من المبنى جراء هذا الانفجار.
- 4 مايو 2023: هجوم مسلح على مدرسة حكومية فى مدينة “باراتشينار” الواقعة بالقرب من الحدود مع أفغانستان، والذى أدى إلى سقوط 8 مدرسين مع العلم أن 7 منهم ينتمون إلى الأقلية الشيعية.
- 14 مايو 2023: هجوم مسلح على قاعدة أمنية فى مدينة “مسلم باغ” باقليم بلوشستان، مما أسفر عن سقوط 13 ضحية و6 من قوات الأمن ومدنى واحد بالإضافة إلى إصابة آخرين.
- 22 مايو 2023: انفجار عبوات ناسفة يدوية الصنع فى مدرستين بقريتى “هاسو خال وغول موساكى” فى منطقة شمال “وزيرستان” شمال غرب باكستان، ونتج عنها تدمير ستة صفوف فى مدرسة “هاسو خان” وثلاثة صفوف فى مدرسة “غول موساكى”، دون التسبب بسقوط ضحايا للانفجار الذى حدث فى وقت متأخر من الليل.
اتجاه تصاعدى للعمليات الإرهابية
تتباين العوامل المسببة لزيادة العمليات الإرهابية فى باكستان خاصة من جانب حركة طالبان باكستان، ويمكن الوقوف على أبرز تلك العوامل فيما يلى:
الأوضاع الداخلية غير المستقرة:
تعانى باكستان من أزمة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والمناخية فى الفترة الأخيرة جعلتها على حافة الهاوية، وتسيطر الأزمة على مشهد مكافحتها للظاهرة الإرهابية على أراضيها، فتعانى الحالة السياسية من اضطراب منذ إقالة حكومة “عمران خان” وسحب الثقة منه فى تصويت للبرلمان، وحالة الانقسام التى شهدها البرلمان والشارع الباكستانى بعدها، فضلًا عن التحديات التى تواجهها الحكومة الجديدة بقيادة “شهباز شريف”.
وعلى المستوى الاقتصادى تواجه الحكومة أزمة اقتصادية بسبب عدم استقرار الاقتصاد الباكستانى وتراجعه، والذى يعبر عنه عدد من المؤشرات أهمها ارتفاع حجم التضخم من 5.1% إلى 12.7% وتزايد أعباء الديون الخارجية وارتفاع معدل البطالة كذلك تراجع قيمة العملة الوطنية حيث وصلت إلى 190 روبية مقابل الدولار أى فقدت حوالى ثلث قيمتها، بينما يشير التراجع الأمنى إلى زيادة معدلات العنف فى البلاد وتزايد التمرد من جانب الحركات المتشددة من ناحية، ومن ناحية أخرى مواجهة القوات الباكستانية عدد من المشكلات التى تتعلق بنقص الموارد المخصصة من أجل مقاومة الحركة.
وأخيرًا على المستوى المناخى تعتبر باكستان من أكثر الدول معاناة من التغيرات المناخية فقد شهدت فى الأونة الأخيرة تداعيات الفيضانات “فيضان أغسطس 2022” التى أثرت على البنية التحتية والخسائر المادية والبشرية، وكذلك الأمطار الغزيرة وومواجهة إعصار غير مسبوق يضرب البلاد.
فشل محاولات التفاوض بين الحكومة الباكستانية وحركة (طالبان باكستان):
تمت تلك المفاوضات عن طريق الذراع الأفغانى ولكنها تعثرت أمام إصرار الحركة على تخفيض كبير للقوات العسكرية الباكستانية فى المناطق القبلية، وإلغاء دمج المناطق القبلية والسماح لقادتها وأسلحتهم بالعودة إلى الأراضى الباكستانية، الأمر الذى رفضته الحكومة الباكستانية وقالت إنه لن يُسمح لعناصر “طالبان” بالاستقرار فى باكستان إلا أولئك الذين يعودون من دون أسلحة، بمعنى آخر لن تقبل الحكومة إلا باعتراف الحركة بالدستور ونزع السلاح، وحتى فى إطار محاولة إقامة هدنة بين الطرفين تم وصفها بالهدنة “الهشة” وأُلغيت فى نوفمبر الماضى عبر الحركة وعاد القتال مرة أخرى بصورة تصاعدية.
استهداف القوات الباكستانية لقيادات حركة (طالبان باكستان):
مع استمرارية الاقتتال بين القوات الباكستانية والحركة استهدف الجيش فى عملياته فى المناطق الحدودية (الباكستانية – الأفغانية) مما ألزم الحركة بالرد الدفاعى للثأر من تلك العمليات المتتالية، وأبرز هؤلاء القادة هم “عبد الولى مهمند المعروف باسم عمر خالد خراسانى”، و”حافظ دولت خان أوراكزاى” والمفتى حسن سواتى” الذين تم قتلهم فى منطقة “برمال” بمقاطعة بكتيكا فى أفغانستان، كذلك “عبد الرشيد الملقب بـ عقابى باجوري” عضو اللجنة العسكرية التابعة لحركة طالبان الباكستانية، قُتل فى منطقة “تشوغام” بمقاطعة كونار فى أفغانستان.
تفاقم الخلاف بين الحكومة الباكستانية وحكومة طالبان الأفغانية:
تواجه العلاقات الباكستانية الأفغانية توترًا متصاعدًا خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعدما خيبت حكومة طالبان الأفغانية آمال الحكومة الباكستانية فى إحجام حركة “طالبان باكستان” ومنعها من شن هجمات على الأراضى الباكستانية، كذلك الهجمات الإرهابية القادمة من أراضيها، بل تأوى طالبان أفغانستان عناصر الحركة، فضلًا عن معارضتها لبناء السياج الحدودى بينها وبين باكستان ورفض الاعتراف بالخط الحدودى الفاصل بينهما.
تنظيم صفوف وإمكانيات حركة (طالبان باكستان):
استطاعت الحركة تنظيم صفوفها وعناصرها التى بلغت طبقًا لتصريحات وزير الداخلية الباكستانى من 7 آلاف إلى 10 آلاف شخص، ويتضمن العدد جزءًا لا بأس به لديه الاستعداد للقيام بعمليات انتحارية، كذلك طورت الحركة من إمكانياتها التى مكنتها من شن هجمات عديدة واسعة النطاق، فضلًا عن نقل أغلب موادها الدعائية على شبكة الإنترنت وتسعى دومًا للبحث عن منصات مشفرة مثل تطبيق تيليغرام لضمان استمرارية الدعاية وترويجها بأى شكل من الأشكال، وأظهرت الحركة قدرة واسعة ومرونة كبيرة مع وسائل التواصل الحديثة، وكذلك التعامل مع التغيرات الطارئة بها، وتعرف الذراع الإعلامية للحركة بـ “العمر ميديا” وقد وصلت إمكانياتها على مواقع التواصل الاجتماعى إلى مرحلة متقدمة خاصة بعد انضمام فصائل إرهابية مختلفة لها.
استغلال حالة الانقسامات الطائفية فى غرب البلاد:
تستغل الحركات المتطرفة الانقسامات الطائفية التى تنشأ بين الأغلبية السنية والأقلية اليشعية خاصة فى إقليم بلوشستان، وتعمل على تأجيجها ويتبع مقاتلون انفصاليون تلك الخاصية فى إستراتيجيتهم بشكل مستمر، وقد تزايدت الهجمات خلال السنوات الماضية على قوات الشرطة والأقلية الشيعية بشكل خاص بهدف تحقيق مصالح وأهداف الحركات الإرهابية المزعومة.
بناء تحالفات قوية بين الحركات الإرهابية المتنوعة:
نجحت جماعات متمردة فى التعاون الوثيق مع حركة طالبان الباكستانية من أجل بناء شبكة تحالفات قوية فيما بينهما، الأمر الذى جعل الحركة قادرة على تكثيف عددًا واسعًا من العمليات، ويستدل على ذلك بالمتمردين فى إقليم بلوشستان الذين تعاونوا مع طالبان باكستان، وكثفوا من هجماتهم فى ذلك الأقليم مما أدى إلى تصاعد التهديد، وأعلنت الحركة فى الأشهر الأخيرة مسؤوليتها عن حوالى 100 هجوم.
علاقات متبادلة بين طالبان باكستان وطالبان أفغانستان
تشترك حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان فى الأهداف والعقيدة والتوجه ومزاعم الحكم وفقًا للشريعة الإسلامية، ولكن لا يربطهما نفس الإطار التنظيمى، وتحتمى حركة طالبان باكستان فى الأخيرة وتستخدم الأراضى الأفغانية لشن هجمات فى باكستان، خاصة على مناطق الحدود حيث منطقة “خيبر بختونخوا”.
وعلى الجانب الآخر، فهناك عدد واسع من توجهات حكومة طالبان الأفغانية التى تنحاز لحركة طالبان باكستان وتؤيدها بقوة على سبيل المثال الوفاق بين زعيم طالبان “هبة الله أخوندزاده” وبين طالبان باكستان على أن النظام الباكستانى غير إسلامى، وبالتالى يجب التخلص منه، كذلك بعدما تولت حركة طالبان الحكم أطلقوا سراح الكثير من مقاتلى طالبان باكستان من سجن كابول، وهؤلاء ساعدتهم السلطة الأفغانية للقتال مرة أخرى فى باكستان ووفرت لهم ملاذًا أمنًا، فتلقت الحركة الباكستانية الكثير من الدعم فى أفغانستان وأشارت بعض الدراسات إلى انضمام بعض مقاتلين طالبان الأفغان إلى حركة طالبان باكستان.
وعلى الرغم من ذلك نجد العلاقة بينهما يشوبها نوع من التعقد نتيجة لمحاولة لعب حكومة طالبان دور الوسيط بين حكومة باكستان وبين طالبان باكستان لتسوية الأزمة بينهما والحد من التهديد الذى تمثله الأخيرة على الأراضى الباكستانية، وتساعده فيها طالبان أفغانستان على الرغم من الاتفاق الذى وقعته مع الولايات المتحدة بعدم السماح بأى عملية إرهابية على أراضيها ضد أى دولة، فقد أشار التقرير الـ 30 للجنة مراقبة العقوبات التابعة لمجلس الأمن إلى عكس ذلك حيث بين أن”حركة طالبان تمتلك من 3 آلاف إلى 4 آلاف مقاتل أجنبى فى أفغانستان”.
محاولات التصدى للتصاعد الإرهابى
إن الهجمات العنيفة التى تشنها الحركة الإرهابية أمثال طالبان باكستان خاصة تلك التى تقع فى منطقة “خيبر بختونخوا” تثير حالة الغضب الشعبى ضد الحكومة الباكستانية، بسبب انعدام الأمن والاستقرار وتدفق المسلحين، وانتشار ممارسات الخطف والابتزاز والسرقة، والسيطرة على مواقع التفتيش الأمنية، وغير ذلك، وعليه حاولت الحكومة الباكستانية اتخاذ عدد من الإجراءات للتصدى ومكافحة حركات التمرد والمسلحين.
وأرسل مستشار رئيس الوزراء الباكستانى “فيصل كريم كوندى” فى 4 فبراير الماضى وفودًا إلى كل من إيران وأفغانستان لإجراء مباحثات مع مسؤولين، وطالبوهم بضمان عدم استخدام الإرهابيين لأراضيهما ضد باكستان، وأنشأت باكستان أسوارًا ونقاط تفتيش حدودية بينها وبين أفغانستان لمنع تسلل عناصر طالبات إلى الأراضى الباكستانية، خاصة فى إطار تعثر القوات الباكستانية في القيام بحملة عسكرية واسعة فى المناطق القبلية بسبب مخاطرها وقيودها الداخلية، فضلًا عن لجوء الحكومة إلى القصف عبر الحدود وتنفيذ ضربات جوية بين الحين والآخر، الأمر الذى أثار غضب حكومة طالبان الأفغانية وخلق توترات بين البلدين، وكما أكد عدد من الخبراء أن مستقبل التعاون العسكرى بين البلدين يعتمد على حل مشكلة طالبان باكستان ولكن بما يتوافق مع رغبة المؤسسة العسكرية والحكومة الباكستانية.
على صعيد آخر استضافت الصين اجتماعًا ثلاثيًا بينها وبين إيران وباكستان فى اليوم السابع من الشهر الجارى، حضره كلا من مدير عام الأمن الخارجى فى وزارة الخارجية الصينية “باى تيان”، والمدير العام لشؤون جنوب آسيا بالخارجية الإيرانية “سيد رسول موسوى”، والمدير العام لقضايا مكافحة الإرهاب فى الخارجية الباكستانية “عبدالحميد خان”، وناقشوا عددًا من القضايا والقرارات فى مجال الأمن والإرهاب داخل المنطقة وخارج الحدود الوطنية، وفى ضوء هذا الاجتماع الثلاثى اتخذت عدة قرارات لإضفاء الطابع المؤسسى على آلية التشاور بينهم فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وفى نهاية الشهر الماضى اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب الباكستانية 12 إرهابيًا مرتبطين بجماعة طالبان باكستان فى إقليم البنجاب، وجاءت تلك الاعتقالات بعد عمليات واسعة من الاستخبارات ومداهمة مخابئ الإرهابين فى مدن مختلفة فى الإقليم، وأبرز هؤلاء الإرهابين “حبيب الرحمن، وعمران مدثر، وضياء، وعديل، وفاروق”، كما تمت مصادرة معدات وعبوات يدوية الصنع وسترات ناسفة بحوزتهم، وفى وقت سابق قتلت شرطة مكافحة الإرهاب اثنين من الإرهابين التابعين للحركة فى عملية تبادل لإطلاق النار فى نفس الإقليم.
وقد حاولت القيادة الباكستينة القيام برد قوى على موجات الإرهاب التى اجتاحت البلاد خاصة فى الفترات الأخيرة، وعبروا عن عزمهم خلال اجتماعهم الشهرى الذى ترأسه رئيس أركان الجيش الجديد الجنرال “عاصم منير” حيث صرح قائلًا: “لقد قرر القادة محاربة الإرهابيين دون تمييز، والقضاء على هذا الخطر لتحقيق تطلعات الشعب الباكستانى”، ومع قيام قوات الأمن الباكستانية بعمليات استخباراتيه على نحو شبه يومى ضد العناصر المسلحة لمحاربة الإرهابة خاصة فى المناطق القبلية، يرى بعض المتخصصين احتمالية تصعيد الحكومية لجهودها من أجل كبح جماح تلك العناصر والسيطرة عليها.
وختامًا:
أمام عدد من العوامل التى ساعدت فى تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية فى باكستان تواجه باكستان تحديًا كبيرًا فى محاولات تعزيز أجهزة الدولة العسكرية والأمنية من أجل التصدى لمكافحة الإرهاب، خاصة من جانب حركة طالبان باكستان التى تأمل فى أن تخطو خطى الحركة الأقرب لها طالبان أفغانستان وتصل إلى الحكم، ولكنه يبدو هدفًا بعيد المنال داخل الأراضى الباكستانية وفى ظل الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة “جو بايدن”.
وعلى صعيد آخر، يبدو اختيار التصعيد الفائق مع الحركة اختيار غير موفق فى ظل ضعف قدرات القوات الحالية والأزمات المالية التى تواجهها الدولة، فمع رغبة الحكومة فى اتخاذ إجراءات أكثر تشددًا ضد الإرهابيين لا توجد محاولات حاسمة لمواجهة الأيدولوجيات المتطرفة، إنما يتم تنفيذ دوريات غرب البلاد حيث مناطق نفوذ حركة طالبان.