المقالات
إبرازُ القدراتِ والإمكاناتِ: التفاعلُ التركيُ معَ حادثةِ مقتلِ الرئيسِ الإيرانيِ
- مايو 22, 2024
- Posted by: hossam ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
إعداد: أحمد محمد فهمي
باحث متخصص في الشؤون التركية والإقليمية
تلعبُ الأزماتُ والأحداثُ الكبرىَ دورًا محوريًا في إظهارِ قدراتِ الدولِ وإمكاناتِها على الساحةِ العالمية، فعلى غرارِ حصارِ الجيشِ السوفيتيِ لبرلينَ الغربيةِ (1948 – 1949)، استطاعتْ الدولُ الغربيةُ وعلى رأسِها الولاياتُ المتحدةُ إنشاءَ جسرٍ جويٌ لنقلِ المساعداتِ والإمداداتِ إلى سكانِ برلين المحاصرةِ، ممَا عززَ من شعورِ الألمانِ بالوحدةِ والانتماءِ إلى المجتمعِ الدوليِ الحرِ والديمقراطِي، وشكلَ التضامنُ الغربيُ نقطةَ تحولٍ مهمةً في الصراعٍ الأيديولوجِي بينَ الشرقِ والغربِ خلالَ الحربِ الباردةِ.
كذلكَ، تعتبرُ حادثةُ مقتلِ الرئيسِ الإيرانيِ إبراهيم رئيسي منٍ بينِ الأحداثِ التي أتاحتْ فرصةً للدولِ لتأكيدِ تأثيرِها ونفوذِها من خلالِ استجاباتهِا وتفاعلهِا معَ مثلِ هذه الأزماتِ. في هذا السياقِ، تأتيِ تركيا كواحدةٍ من الدولِ التي أظهرتْ قدراً كبيراً منَ الدبلوماسيةِ والاستراتيجيةِ في تعاملِها معَ تداعياتِ هذه الحادثةِ.
سعتْ أنقرةُ عبرٕ خطواتِها المدروسةِ وتصريحاتهِا الرسميةِ إلى إبرازِ قوتِها السياسيةِ والإقليميةِ، فالتفاعلُ التركيُ معَ هذهِ الحادثةِ لم يكنْ مجردَ ردِ فعلٍ عابرٍ، بلْ شملَ أيضًا استعراضًا لقدرتهِا وإمكاناتِها على الساحةِ الدولية، واستطاعت أنْ تستغلَ هذهِ الفرصةَ لتوجيهِ رسائلَ متعددةِ الأطرافِ، بمَا في ذلك إظهارُ استعدادهِا للتعاملِ معَ الأزماتِ بفاعليةٍ وحزمٍ، وأيضًا الترويجُ لتفوقهِا التكنولوجيِ.
بالإضافةِ إلى ذلكَ، استثمرتْ تركيا في بناءِ صورةٍ جديدةٍ على المستوىَ الدوليِ، فقدمتْ مثالًا على كيفيةِ استغلالِ الدولِ للأزماتِ لتأكيدِ حضورهِا، وسعتْ كذلك إلى تقديمِ نفسِها كدولةٍ قويةٍ وموثوقةٍ تستطيعُ إدارةَ الأزماتِ والتعاملَ معَ المتغيراتِ السريعةِ في المنطقةِ. ومن خلالِ مساندتِها لإيرانَ بأحدثِ ما أنتجتهُ من تقنياتٍ ومعداتٍ محليةِ الصنعِ كطائرتِها المسيرةِ “آقنجي: Akıncı”، هدفتْ أنقرةُ إلى تحقيقِ مكاسبَ استراتيجيةٍ بعيدةِ المدىَ، شملتْ توسيعَ نفوذِها السياسيِ والاقتصاديِ، ممَّا يعززُ منْ موقعهِا كفاعلٍ رئيسيٍ في المنطقةِ.
أولاً: ردودُ الفعلِ التركيةِ
ردودُ الفعلِ التركيةِ من خلالِ تصريحاتِ المسؤولينَ الأتراكِ وتفاعلهِم معَ حادثةِ مقتلِ الرئيسِ الإيرانيِ إبراهيم رئيسي، عَكسَ مجموعةً منَ الأبعادِ السياسيةِ والدبلوماسيةُ والإنسانيةُ، ومنْ خلالهِا يمكنُ استخلاصُ النقاطِ التاليةِ:
تعبيرُ الرئيسِ التركيِ عن الحزنِ والتضامنِ:[1] في أولِ تعليقٍ له حولَ الحادثةِ، عبّرَ الرئيسُ التركيُ رجب طيب أردوغان عنْ شعورهِ “بحزنٍ عميقٍ” إزاءَ حادثِ مروحيةِ الرئيسِ الإيرانيِ، واصفًا إياه بـ “الأخ”، مؤكدًا أنَّ تركَيا تتابعُ “التطوراتِ عن قربٍ بالتنسيقِ والتواصلِ معَ السلطاتِ الإيرانيةِ”، مشيرًا إلى استعدادِ تركيا لتقديمِ “كافةِ أنواعِ الدعمِ”، كمَا وجهَ أردوغان تمنياتِه بالسلامةُ لإيرانَ حكومةً وشعباً.
موقفُ وزارةِ الخارجيةِ التركيِة:[2] أعلنتْ الخارجيةُ عن تفعيلِ الخطواتِ اللازمةِ لتأمينِ الدعمِ لجهودِ البحثِ والإنقاذِ، وأصدرتْ بيانًا عبرتْ فيه عن الحزنِ إزاءَ التطوراتِ، ويؤكدُ على الأملِ في سلامةِ الرئيسِ الإيرانيِ ووزيرِ خارجيتهِ والمسؤولينَ الآخرينَ.
تضامنُ البرلمانِ التركيِ:[3] أبدىَ رئيسُ البرلمانِ التركيِ “نعمان قورتولموش” عميقَ حزنهِ للحادثِ، وأعربَ عنْ تمنياتهِ بسماعِ أخبارٍ جيدةٍ تتعلقُ بحادثةِ مروحيةِ الرئيسُ الإيرانيِ.
تعازيِ الرئيسِ التركيِ بوفاةِ الرئيسِ الإيرانيِ:[4] بعدَ تأكيدِ وفاةِ إبراهيم رئيسي، قدمَ الرئيسُ أردوغان خالصَ تعازيهِ للشعبِ الإيرانيِ، وأعربَ عنْ أملهِ في أنْ يتغمدَ اللهُ الرئيسَ الراحلَ برحمتهِ، وأكدَّ وقوفَ تركيَا بجانبِ إيرانَ في هذهِ الأوقاتِ الحزينةِ.
تصريحاتُ وزيرِ الخارجيةِ التركيِ:[5] عبّرَ “هاكان فيدان” عن حزنهِ العميقِ لتلقيِ نبأَ وفاةِ الرئيسِ الإيرانيِ ووزيرِ خارجيتهِ، وأكدَ أنَّ السلطاتِ التركيةَ كانتٰ على اتصالٍ دائمِ معَ الجانبِ الإيرانيِ منذُ اللحظةِ الأولى للحادثِ، كمَا أوضحَ أنَّ تركيَا استنفرتْ جميعَ إمكاناتِها منْ أجلِ المشاركةِ في جهودِ البحثِ والإنقاذُ.
التزامُ تركيا بالوقوفِ بجانبِ إيران:[6] أكدَ الرئيسُ أردوغان في كلمةٍ خلالَ فاعليةٍ داخليةٍ، أنَّ تركيَا ستقفُ دوماً بجانبِ الشعبِ الإيرانيِ خلالِ أوقاتهِ العصيبةِ، وأشارَ إلى إرسالِ تركيا طائرةٍ مسيرةٍ ومروحيةٍ للمشاركةُ في جهودِ البحثِ والإنقاذِ.
إعلانُ حدادٍ ليومٍ واحد:[7] قررتْ الحكومةُ التركيةُ إعلانَ حدادٍ ليومٍ واحدٍ على وفاةِ الرئيسِ الإيرانِي والوفدِ المرافقِ لهُ.
اتصالٌ هاتفيّ معَ الرئيسِ الإيرانِي بالإنابةِ:[8] أكدَ الرئيسُ التركيُ أردوغان – في اتصالٍ هاتفيٍ معَ الرئيسِ الإيرانِي بالإنابةِ محمد مخبر – أنَّ بلادَه ستواصلُ الوفاءَ بمقتضياتِ حسنِ الجوارِ والأخوّةِ تجاهَ إيرانَ في المستقبلِ، وأشارَ إلى أنّ “تركيا تقفُ إلى جانبِ إيرانَ في هذهِ الأيامِ المؤلمةِ وتشاركُ الشعبَ الإيرانيَ حزنَه”، ولفتَ إلى أنَّ مساهماتِ رئيسي وعبد اللهيان في العلاقاتِ التركيةِ الإيرانيةِ “ستظلُ دائماً في الذاكرةُ”.
تفاعلُ المعارضةُ التركيةِ:[9] أعربَ أوزجور أوزيل، رئيسُ حزبِ الشعبِ الجمهوري المعارض، عن تعازيهِ لإيران وللشعبِ الإيرانيِ في وفاةِ الرئيسِ إبراهيم رئيسي، ووزيرِ الخارجيةِ حسين أمير عبد اللهيان.
ثانيًا: الدورُ التركيُ في عملياتِ البحثِ عن طائرةِ الرئيسِ الإيرانيِ
في البدايةِ، أعلنتْ إدارةُ الكوارثِ والطوارئِ التركيةِ “أفاد”[10] إرسالَ فريقٍ مؤلفٍ من 6 مركبات و32 عنصرًا مدرّبًا على البحثِ والإنقاذِ في المناطقِ الجبليةِ إلى موقعِ حادثِ المروحيةِ في إيران، وتمَّ توجيهُ هذه الفرقِ من ولايةِ “وان” الواقعِة بالقربِ منَ الحدودِ الإيرانيةِ، وكذلكَ ولايةُ “أرضروم”، وهذا التحركُ السريعُ عكسَ الاستعدادَ والجاهزيةَ الفائقةَ لتركيَا في مواجهةِ الكوارثِ الطبيعيةِ أو الحوادثِ الطارئةِ.
وبالإضافةِ إلى الفرقِ المرسلةِ، كانت هناكَ فرقٌ أخرى مؤلفةِ من 15 عنصرًا مدربينَ على البحثِ والإنقاذِ في المناطقِ الجبليةِ، في حالةِ تأهبٓ في العاصمةِ أنقرةَ وولاياتِ ديار بكر وقونية، مستعدةً للانتقالِ إلى موقعِ الحادثِ إذا دعتٰ الحاجةُ، وأشارتْ هذهِ الخطوةُ الى الاستعدادِ الإضافيِ ومدىَ الجديةِ والتنسيقِ العاليِ في الجهودِ الإغاثيةُ.
لاحقًا، خصصتْ وزارةُ الدفاعِ التركيةِ، طائرةَ استطلاعٍ مسيرةً من طرازِ “آقنجي” ومروحيةً مزودةً بتقنيةِ الرؤيةُ الليليةُ من طرازِ “كوجار” للمشاركةُ في أعمالِ البحثِ والإنقاذِ، وهذه المعداتُ تعتبرُ متطورةً للغايةِ وتوفرُ قدراتِ بحثٍ متقدمةً، خاصةً في الظروفِ الصعبةِ مثلَ الليلِ أو التضاريسُ الوعرةِ، وهذهِ الخطوةُ جاءتْ استجابةً لطلبٍ من السلطاتِ الإيرانيةِ،[11] مما دللَ على التعاونِ الوثيقِ بينَ البلدينِ في مواجهة ِالأزماتِ، ومرونةٍ واستجابةٍ سريعةٍ من الجانبِ التركيِ.
وتابعَ عشراتُ الآلافِ من الأشخاص مسارَ المسيرةِ التركيةِ “آقنجي” عبرَ تطبيقِ “FlightRadar24″، والتي نجحتْ في رصدِ مكان حطام المروحية، وهذه المتابعةُ الواسعةُ أشارتْ إلى الاهتمامِ الكبيرِ العالميِ بالجهودِ التركيةُ في عملياتِ البحثِ والإنقاذِ، وساعدتْ على بروزِ الدورِ المهمِ للطائراتِ المسيرةِ التركيةِ في مثلِ هذهِ العملياتِ، وأبرزَ كفاءةَ النظامِ التشغيليِ للطائراتِ المسيرةِ التركيةِ، كما أظهرتْ فعاليةً التكنولوجِيا التركيةِ في عملياتِ البحثِ والإنقاذِ، وذلكَ على الرغمِ من الصعوباتِ الفنيةِ التي واجهتَها الفرقُ التركيةُ أثناءَ عمليةِ البحثِ والإنقاذِ، نتيجةً لأنَّ نظامَ الإشارةِ في مروحيةِ الرئيسِ الإيرانيِ كان مغلقًا أو معدومًا[12]، مما جعلَ عمليةَ البحثِ أكثرَ تعقيدًا. كذلكَ وفقًا لتطبيقِ “FlightRadar24″،[13] كانت “أقنجي” واحدةً منْ أكثرِ الطائراتِ متابعةً في العالمِ أثناءَ قيامهِا بمهامِ البحثِ في الأجواءِ الإيرانيةِ، معَ أكثرَ من 200 ألف شخصٍ يتابعونَ مسارهَا.
ثالثًا: الفوائدُ التركيةُ من تقديمِ المساعدةِ لإيران
إبرازُ التكنولوجيا المتقدمةِ: من خلالِ استخدامُ الطائرةِ المسيرةِ “آقنجي” ومروحيةٍ مزودةٍ بتقنيةِ الرؤيةِ الليليةِ من طرازِ “كوجار”، أظهرتْ تركيا تفوقهَا التكنولوجيَ خاصةً في مجالِ الطائراتِ المسيرةِ، وهذا يعززُ مكانتَها كدولةٍ متقدمةٍ تكنولوجياً ويمثلُ شهادةً على قدراتِها في تطويرِ واستخدامِ التكنولوجيا الحديثةِ، كمَا أنَّ عمليةَ البحثِ مثلتْ فرصةً لاختبارِ الطائراتِ المسيرةِ في ظروفٍ واقعيةٍ ومعقدةٍ، ممَّا يمكنُ تركيا منْ جمعِ البياناتِ وتحليلِ أداءِ المعداتِ في بيئاتٍ مختلفةٍ، وهذا يمكنُ أن يسهمَ في تحسينِ وتطويرِ هذهِ التقنياتِ لمهامٍ مستقبليةٍ.
تعزيزُ العلاقاتِ والثقةِ مع إيرانٕ: إن مساعدةَ تركيا لإيرانَ في هذهِ الأزمةِ ستساعدُ على تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيةِ والثقةِ المتبادلةِ بينَ البلدينِ، خاصةً في ظلِّ التحدياتِ الإقليميةِ والدوليةِ، وهذه الثقةُ يمكنُ أن تترجمَ إلى تعاونٍ أكبرَ في القضايَا الإقليميةِ والدوليةِ، كمَا أنَّ الاستجابةَ السريعةَ لطلبِ المساعدةِ الإيرانيةِ عززتْ قنواتِ التواصلِ والحوارِ بين البلدينِ، مما يفتحُ البابَ أمامَ شراكاتٍ استراتيجيةٍ وفي مجالاتٍ أخرىَ مثلَ الأمنِ والطاقةِ والبنيةِ التحتيةِ.
كسبُ تقديرِ الشعبِ الإيرانيِ: أظهرتْ مشاركةُ تركيا في عملياتِ البحثِ والإنقاذِ وكذلكَ التغطيةُ الإعلاميةُ الواسعةُ للجهودِ التركيةِ، أمامَ الشعبِ الإيرانيِ، أن تركيَا تقفُ إلى جانبهِم في أوقاتِ الأزماتِ، مما يعززُ الصورةَ الإيجابيةَ لتركيَا في الوعيِ العامِ الإيرانيِ. وقد يُنظرُ إلى الدعمِ التركيِ كدلالةٍ على الصداقةِ الحقيقيةِ، مما يعززُ الروابطَ الشعبيةَ بينَ الأتراكِ والإيرانيينَ، وهذهِ الروابطُ يمكنُ أن تُترجمَ إلى علاقاتٍ أقوىَ بينَ الشعبينِ، مما يسهمُ في تقويةُ العلاقاتِ الثنائيةِ على المدىَ الطويلِ.
إظهار فرق القدرات والإمكانات مع إيران: جاءَ استخدامُ تركيَا لطائرتِها المسيرةِ “آقنجي” المجهزةِ بتقنياتٍ متقدمةٍ وأنظمةِ الاستطلاعِ المتطورةِ، ليعكسَ التفوقَ التكنولوجيَ التركيَ في مجالِ الطائراتُ المسيرةِ، أمامَ الطائراتِ المسيرةِ الإيرانيةِ التي لم تتمكنْ من توفيرِ نفسِ المستوى من التكنولوجَيا في هذهِ الأزمةِ، وأظهرَ أنَّ لديهَا نقصاً في مثلِ هذهِ المعداتِ المتطورةِ، نتيجةً للعقوباتِ الاقتصاديةِ المفروضةِ عليها من قبلِ المجتمعِ الدوليِ والذي حدَّ منْ قدرتِها على شراءِ أو تطويرِ أنظمةٍ تكنولوجيةٍ متقدمةٍ مثلَ تلكَ التي تمتلكُها تركيا.
إبرازُ القدراتِ التركيةِ في عملياتِ الإغاثةِ: من خلالِ تقديمِ الدعمِ السريعِ والفعالِ واستعراضِها لقدراتِها اللوجستيةِ في تحريكِ فرقِ البحثِ والإنقاذِ، تعززُ تركيا نفوذهَا في المنطقةِ وتظهرُ كقوةٍ إقليميةٍ مسؤولةٍ ومستعدةٍ للمساعدةِ في الأزماتِ، والتعاملِ مع الكوارثِ، مما يعززُ سمعتهَا الدوليةَ.
مكاسبُ إعلاميةٌ وشعبيةٌ: المتابعةُ الواسعةُ للطائرةِ المسيرةِ “آقنجي” عبرَ تطبيقِ “FlightRadar24” جلبَ الاهتمامَ الدوليِ والإعلاميِ، مما عززَ من صورةِ تركيا على الصعيدِ العالميِ وأبرزَ جهودَها الإنسانيةَ والتقنيةَ، كذلك فإنَّ الدعمَ الذي قدمتهُ تركيا قد عززَ من تأييدِ الرأيِ العامِ الداخليِ للحكومةِ التركيةِ بشكلٍ عامٍ وللرئيسِ أردوغان وحزب العدالة والتنمية بشكل خاص، حيثُ أظهرَ هذا الدعمُ مدىَ استعدادِ الحكومةِ لمساعدةِ الدولِ المجاورةِ والمشاركةِ في عملياتِ إنقاذٍ دوليةٍ.
وختامًا:
تجسدتْ حادثةُ مقتلِ الرئيسِ الإيرانيِ إبراهيم رئيسي في تفاعلِ تركيا معَها كفرصةٍ لإبرازِ القدراتِ والإمكانياتِ التي تتمتعُ بهَا تركيا على المستوى الإنسانيِ والتكنولوجيِ واللوجستيِ، فمنْ خلالِ استخدامِ التكنولوجيَا المتقدمةِ مثلَ الطائراتِ المسيرةِ والمروحياتِ المجهزةِ بالرؤيةِ الليليةِ، وبفضلِ الاستجابةِ السريعةِ والجاهزيةِ العاليةِ، أظهرتْ تركيا قدرتَها على تنفيذِ عملياتِ البحثِ والإنقاذِ بكفاءةٍ وفعاليةٍ.
منْ خلالِ هذه الخبرةِ، تعززتْ صورةُ تركيا كقوةٍ إقليميةٍ متقدمةٍ ومستعدةٍ للتعاونِ والمساعدةِ في أوقاتِ الأزماتِ الإنسانيةِ، كمَا أنَّ مساندةَ تركيا لإيران في هذهِ الظروفِ الصعبةِ ليستْ فقط تعبيرًا عن التضامنِ الإنسانيِ، بلْ عكسَ أيضًا التزامًا بتعزيزِ الثقةُ والتقديرِ بينَ الشعبينِ. كذلك فإن هذا التفاعلَ الإيجابيَ بينَ تركيا وإيرانَ يمثلُ نموذجًا للتعاونِ الإقليميِ والتضامنِ الإنسانيِ الذي يجبُ أنْ يسعىَ العالمُ إلى تعزيزهِ وتعميقهِ في كافةِ الظروفِ والأوقاتِ.
المصادر:
[1] الرئيس أردوغان: حادث مروحية الرئيس الإيراني أحزننا كثيرا، وكالة الأناضول التركية، 19/5/2024، متاح على: https://cutt.us/8UPTI.
[2] الخارجية التركية: فعّلنا آليات دعم جهود البحث عن مروحية رئيسي، وكالة الأناضول التركية، 19/5/2024، متاح على: https://cutt.us/qyrxY.
[3] قورتولموش: نتمنى سماع أخبار جيدة من إيران، وكالة الأناضول التركية، 19/5/2024، متاح على: https://cutt.us/A778X.
[4] أردوغان يعزي الشعب الإيراني بوفاة رئيسي وعبد اللهيان، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/h5XrD.
[5] فيدان يعزي الشعب الإيراني بوفاة رئيسي وعبد اللهيان، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/Igpe6.
[6] الرئيس أردوغان: سنقف دوما بجانب الشعب الإيراني، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/CcENx.
[7] أردوغان يعلن حدادا وطنيا ليوم واحد إثر وفاة الرئيس الإيراني، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/QZZn2.
[8] أردوغان: سنواصل الوفاء بمقتضيات حسن الجوار والأخوة تجاه إيران، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/XICLM.
[9] Cumhuriyet Halk Partisi Genel Başkanı Özgür Özel’den İran’a Başsağlığı Mesajı, CHP web sitesi, 20/5/2024, https://cutt.us/m4DxE.
[10] فريق إنقاذ تركي إلى إيران للمشاركة في البحث عن مروحية رئيسي، وكالة الأناضول التركية، 19/5/2024، متاح على: https://cutt.us/CSu5i.
[11] تركيا تخصّص مسيّرة وهليكوبتر ذات رؤية ليلية لمساعدة إيران، وكالة الأناضول التركية، 19/5/2024، متاح على: https://cutt.us/Oy5tV.
[12] وزير النقل التركي: نظام الإشارة بمروحية الرئيس الإيراني كان معدوما، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/vvbc5.
[13] عشرات آلاف الأشخاص يتابعون جهود أقينجي التركية في البحث عن مروحية “رئيسي”، وكالة الأناضول التركية، 20/5/2024، متاح على: https://cutt.us/ElKru.