أستاذ القانون الدولى وعضو الهيئة الاستشارية بمركز “شاف”
في خضمّ التاريخ، تبرز بعض الشخصيات كعلامات فارقة، و شعلة نار حارقة، و نذر شؤم فالقة، كما أنّها علامات سوداء تشير إلى أتونٍ من الدمار و الردي و الخراب، نيتينياهو الإحتلالي الإحلالي الإبادي السادي.
ذلك الزعيم الذي أضرم فتيل حربين ضروستين في غزة و لبنان ، هو مثال صارخ على الطموح الأعمى والجنون المطبق و الجموح المطلق الذي لا يرقب في خلق الدمار، واستفزّ مشاعر الكراهية والبغضاء، و لم يتخلق بخلائق العظماء لكن اصطف في نسق الدهماء و سياق الغوغاء واستعدى شعوباً بأكملها، لا يدرك، أو ربما تناسى، أنّ الحرب ليست لعبة، وأنَّ الدماء التي ستسفك لن تعود، وأنّ الخراب الذي سيحل بالأرض لن يُرمم بسهولة.
نيتينياهو يعبث كالنملة التي تحاول إطفاء الشمس، فقد ظنّ أنه يستطيع قهر الإقليم ، وتغيير مجرى التاريخ بالقوة والعنف .متي يدرك نيتينياهو أنَّ القوة وحدها لا تكفي لبناء الأمم، وأنَّ الحقد والكراهية لا يولد إلا المزيد من الحقد والكراهية، لقد ترك نيتينياهو إرثاً دمويّاً، وذكره التاريخ بمداد أسود، فصفحاته مليئة بقصص الرعب والمعاناة، وبصور الجثث المتناثرة والمدن المدمرة في فلسطين و اليمن و سوريا و لبنان.
إنَّ قصة نيتينياهو هي قصة تحذير لكل من يحلم بالسلطة المطلقة، ويسعى إلى تحقيق أهدافه الشخصية على حساب الآخرين. فهي تذكرنا بأنَّ القوة يجب أن تكون في خدمة الإنسانية، وأنَّ الحروب لا تولد إلا الدمار والخراب.