مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر انعقادُها في نوفمبر المقبل، يبدو أن الناخبين الأمريكيين منقسمون بشكلٍ كبيرٍ، الأمر الذي يُضفي نوعاً من الصعوبة والتعقيد على مهمة المرشحيّن دونالد ترامب وكامالا هاريس في تحقيقهم الوصول إلى البيت الأبيض، خاصةً مع بروز دور جماعات الضغط “اللوبيات” والتي تلعب دوراً حاسماً في رسم ملامح السياسة الأمريكية بشكلٍ عام، من خلال سعيها المتواصل لفرض سيطرتها على صناعة القرار الأمريكي عبر استخدام قوة المال، والتأثير على الرأي العام.
وتتعدد اللوبيات المؤثرة في تحديد الخريطة السياسية الأمريكية، ومن ثمَّ التأثير على العملية الانتخابية، فمنها شركات السلاح، ولوبي الطاقة، واللوبي الإسرائيلي، ولوبي الرعاية الصحية والأدوية، وغرفة التجارة الأمريكية، ولوبي شركات التكنولوجيا، ولكن يتغلغلَ اللوبي الصهيوني ليشكّلَ أخطر وأقوى اللوبيات تأثيراً في الطريق نحو البيت الأبيض.
فلا يزالُ نفوذ الأموال يمثّل كابوساً لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إذ يمثّل التمويل جانباً مهماً في الانتخابات الأمريكية، فقد تلعب “أيباك” دوراً محورياً وتضخّ أموالًا ضخمةً كتبرعات لحملات المرشحين الداعمين لإسرائيل، ومن هنا تثار تساؤلات عديدة حول ما هو اللوبي الإسرائيلي؟ وما الدور الذي يقوم به؟ وكيف يستطيع توجيه السياسات الأمريكية فيما يتعلق بالمصالح الإسرائيلية؟ وإلى أي مدي يمكنه التأثير في الانتخابات الأمريكية القادمة؟
ما هو اللوبي الإسرائيلي وما الدور الذي يقوم به؟
إن اللوبي الإسرائيلي ليس منظمةً واحدةً، بل هو عبارة عن تحالف متشابك من الجماعات والمؤسسات والأفراد الذين يتبنون دعم إسرائيل، ويسعون دائماً للتأثير على السياسة الأمريكية لدعم سياسات محددة لإسرائيل، وبالتحديد إقامة كيان إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، ويجمعهم نهجٌ محدد هو “المصلحة الفضلى لإسرائيل”، ويتكون اللوبي الإسرائيلي من جماعات علمانية ودينية ويهودية أمريكية، ومن أشهر مجموعات الضغط الإسرائيلية هي اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشؤون العامة “أيباك”.
وفي السياق ذاته نجد أن اللوبي الإسرائيلي يتبني استراتيجياتٍ فعالةً على مدار وجوده في أمريكا؛ بهدف استمالة الإدارة الأمريكية لما فيه من مصالح لإسرائيل، فتنفيذ تلك الاستراتيجيات قد يُساهم في تعاظم نفوذه، وتغلغله في مؤسسات القرار الحساسة كالكونغرس، واللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشؤون العامة “إيباك” التي تضم نحو 4500 من كبار الشخصيات اليهودية في المجتمع الأمريكي. ويمكن إيضاح تلك الاستراتيجيات فيما يلي:
– الضغطُ على الكونغرس ومحاولة استمالة الآراء إلى الجانب الإسرائيلي.
– الضغط على الخطاب العام بهدف ترويج خطابٍ إيجابي حول إسرائيل عبر إظهارها ضحية وسط جيران يكرهونها.
– طرحُ موضوعاتٍ محددة تخدم أهدافه أمام الإدارة الأمريكية للتأثير في صناعة القرار لتحقيق الغايات المنشودة.
– بثُّ الحملات الإعلامية للتأثير على قرارات المواطنين أو على أعضاء السلطات بما يضمن المصالح الفضلى لإسرائيل.
– التخفي وراء ذريعة خدمة المجتمع عبر تقديم بعض النشاطات المغلفة بغلاف خدمة المجتمع الأمريكي.[1]
اللوبي الإسرائيلي وتأثيره في السياسة الأمريكية:
لَعِبَ اللوبي الإسرائيلي دوراً مفصلياً في السياسات الأمريكية طوال العقود الماضية، فعلى الرغم من تنوع جماعات الضغط، إلا أن أحدَ أقوى تلك الجماعات في الولايات المتحدة وأكثرها تأثيراً، هي جماعات الضغط الموالية لإسرائيل والمعروفة بـ “اللوبي الصهيوني”، فهو من الأدوات المهمة في التأثير على صُنعِ القرار الأمريكي فيما يتعلق بإسرائيل، فقد ينتهج اللوبي الصهيوني عدداً من الأساليب لتوجيه السياسة الأمريكية من خلال التأثير المباشر والغير مباشر على ما يلي:
نفوذُ اللوبي الإسرائيلي في وسائل الإعلام الأمريكية:
هناك العديد من الطرق التي يعتمد عليها اللوبي الإسرائيلي للتأثير على الإعلام الأمريكي، فقد تحرص جماعات الضغط الإسرائيلية على استخدام وسائل الإعلام كحجر أساس لخدمة مصالحها، وذلك عبر بث المعلومات التي تشبع الغايات الإسرائيلية وتزيل العقبات التي تقف في وجهها، فضلاً عن مخاطبة مشاعر المواطنين من خلال توجيه خطاباتهم بما يتناسبُ مع الطبقات الاجتماعية المختلفة، والتأثير على عواطفهم للوقوف بجانب القضايا الإسرائيلية.
فتلك الجماعات ترى أن مخططَهم لإقامة دولة إسرائيلية لن يُكتبً له النجاح إلا إذا تمت السيطرة على وسائل الإعلام والصحافة الأمريكية، فهناك أكثر من 224 صحيفة تصدر عن المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 40 نشرة سرية يتداولها اليهود فقط. وقد ظهر ذلك جلياً خلال سيطرتهم على أهم ثلاث شبكات أمريكية هي:
– شبكة (C.B.S) شركة كولومبيا للبث الإذاعي: حيث يسيطرُ عليها اليهود سيطرةً محكمة، فهذه الإذاعة تعمل على تأمين الخدمات السياسية والاعلامية لليهود ولإسرائيل.
– شبكة (A.B.C) الشبكة الاميركية للإذاعة: يسيطر عليها اليهود من خلال رئيسها مارتن روبنشتاين، المليونير اليهودي المشهور، وقد تضمُ مئاتِ المحررين اليهود الذين يرتبطون بشكلٍ مباشر مع إيباك.
– شبكة (N.B.C) الشركة الوطنية للإذاعة: فقد يسيطر عليها اليهود من خلال المحررين الذين يتسابقون على تقديم الخدمات لإسرائيل والمنظمات اليهودية في أمريكا.[2]
السيطرةُ على عملية صنع القرار الأمريكي:
يحظى اللوبي الإسرائيلي بنفوذٍ كبير في الولايات المتحدة، وذلك عبر التزام عددٍ كبير من أعضاء الكونغرس بتنفيذ السياسات التي تخدم تل أبيب، ولم يقتصرْ الأمرُ على ذلك فحسب، بل يمتد نحو صياغة مشاريع قوانين وتمريرها بما يحقق المصالح الإسرائيلية ويعظّمُ النفوذَ الإسرائيلي في الأوساط الأمريكية. وعلى الصعيد السياسي، فقد يتغلغل النفوذ الإسرائيلي أيضاً داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري من خلال الاعتماد على استراتيجية التمويل للحملات الانتخابية للمرشحين سواء في الانتخابات الرئاسية أو الكونغرس، فاللوبي الإسرائيلي يتمتعُ بسيطرةٍ شبه تامة، ولا يرتبط الأمر بعددهم لأن إجمالي عددهم 3% إلا أنهم يموّلون نحو 60% من تكاليف الحملات الانتخابية لمرشحين كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
التأثيرُ على علاقات واشنطن بالدول العربية:
يبدو أن جماعاتِ الضغط الإسرائيلية تلعب دوراً فعّالاً في التأثير على العلاقات الأمريكية بالدول العربية، لا سيما فيما يتعلق بمبيعات السلاح، حيث تمارسُ ضغوطاً على واشنطن لكسْب دعمها في مواجهة الدول العربية المناهضة لإسرائيل، وظهر ذلك جلياً خلال الاعتراض على الكثير من صفقات التسليح الأمريكية للدول العربية، فقد نجح اللوبي الإسرائيلي في إفشال صفقة تسليح أمريكية للجزائر وغيرها من الدول، ولكن حاول الساسة الأمريكيون التوفيق بين مخاوف تل أبيب وبيع السلاح لنمو الاقتصاد.
على الجانب الآخر، ظهر نفوذ إسرائيل أيضاً في الاعتراض على الاتفاق النووي الإيراني في حقبة الرئيس باراك أوباما الذي اعترف بنفسه عن قيام اللوبي الإسرائيلي بشنِّ حملاتٍ إعلاميةٍ بمبالغ وصلت إلى 20 مليون دولار لمعارضة هذا الاتفاق والتحذير منه.
التأثيرُ على المؤسسات الفكرية والثقافية الأمريكية:
حيث سيطر اللوبي الإسرائيلي على معظم المؤسسات الفكرية والأكاديمية، وظهر ذلك بوضوحٍ عبر التمويلات التي تتلقاها العديد من الجامعات الأمريكية من قِبَلِ رجال الأعمال اليهود، الأمر الذي كان بمثابة ضمان لتحقيق نفوذهم في صناعة القرار عبر إعداد المناهج الأكاديمية بما يتماشى مع النهْج الإسرائيلي، فضلاً عن حظر البحوث الأكاديمية التي تتعارض مع السياسات الإسرائيلية.
ولم يقتصرْ الأمر على المؤسسات الفكرية، بل تغلغل النفوذ الإسرائيلي ليصلَ إلى المؤسسات الثقافية أيضاً، فقد سيطرت تلك المنظمات عليها من خلال شركات صناعة السنيما ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث الترفيهية المعروفة، الأمر الذي ساهم في إنتاج العديد من الأعمال السينمائية والوثائقية التي تُعظّمُ من إسرائيل وتخفي أيَّ اتهامات حول ممارساتها وانتهاكاتها في غزة، بالإضافة إلى تجسيد تلك الأعمال الفنية لإظهار مدى قوة جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، كما وصل تأثير النفوذ اليهودي إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي أيضاً من خلال حذف المحتويات المنتقدة للصهيونية والمؤيدة لحق الفلسطيني.[3]
سيطرةُ اللوبي الإسرائيلي على الاقتصاد الأمريكي:
يلعبُ اللوبي الإسرائيلي دوراً فعالاً في الاقتصاد الأمريكي عبر تغلغله داخل المؤسسات الاقتصادية المهمة في أمريكا كالمجلس الاحتياطي الفيدرالي وغيره من المؤسسات الفاعلة الأخرى، فعلى الرغم من أن اليهودَ لا يمثلون إلا 2.4% من إجمالي السكان الأمريكيين، إلا أنه ترتفع معدلات تمثيلهم في القطاعات الاقتصادية بشكل كبير، بما فيها الوزارات والبنوك، الأمرُ الذي يحققُ لليهود نفوذاً كبيراً على الإدارة الأمريكية، ويجعلهم من الفئات الأساسية للمشاركة في القرارات الاقتصادية الأمريكية بما يصب في المصالح الإسرائيلية. فهناك العديد من رؤوس الأموال اليهودية داخل البنوك الأمريكية مما يضفي عليها انتعاشاً ضخماً، ففي حالة سحب اليهود لتلك الأموال، سوف تتعرضُ البنوك الأمريكية للانهيار. كما تغلغلت الشركات الاسرائيلية المختلفة في الداخل الأمريكي، فمنذ عام 2016 تم إدراج ما يقرب من 60 شركة إسرائيلية في بورصة ناسداك في نيويورك، وقد تتنوع مجالات تلك الشركات بين الأطعمة والمشروبات والتكنولوجيا والأدوية وغيرها.[4]
تأثير “أيباك” في الطريق إلى البيت الأبيض:
AIPAC: هي اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للشئون العامة، فهي منظمةٌ تأسست في عام 1963 بهدف الدفاع عن السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، وتُعدُ واحدةً من أكثر جماعات الضغط تأثيراً في واشنطن، إذ تقود اللجنة حملات الضغط بهدفِ دعمِ مواقف الحكومة الإسرائيلية، كما تعملُ على تقوية التحالف الإسرائيلي الأمريكي ومنع قيام تحالفات بين الولايات المتحدة والعالم العربي يمكنها أن تضر بمصالح إسرائيل.[5]
وتتمحورُ نقطة الاختلاف البارزة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، اللذان يسيران مع التوجه الأمريكي العام والتمسّك الراسخ بحق إسرائيل للدفاع عن نفسها، حول قضية تمويل إسرائيل في حربها على قطاع غزة، فقد أربكت الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر المشهد ككل وغيرت المعادلة فيما يتعلق باتجاهات الدعم التقليدية المعروفة لجماعات الضغط الإسرائيلية في أمريكا، حيث ساهمت الحرب في تأجيج موقف منتقدي إسرائيل خصوصاً من تيار التقدميين داخل الحزب الديمقراطي، خاصةً أن استطلاعاتِ الرأي أظهرت تزايداً مستمراً في التعاطف مع الجانب الفلسطيني، الأمرُ الذي دفع أيباك إلى زيادة حجم إنفاقها لدعم المرشحين المعتدلين في الانتخابات بهدف ضمان فوزهم على المرشحين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
واليوم تخوض أيباك حملةً شرسةً لجمع الأموال لإسرائيل رغم الانتقادات الداخلية، فقد تؤدي أيباك دوراً مهماً ورئيسياً في الانتخابات خلال السنوات الأخيرة، وذلك لأن المال الذي يملكه اليهود، هو أساس أيِّ انتخاباتٍ رئاسية أمريكية. وتأتي الانتخابات الرئاسية المقبلة في إطار الجدل الكبير حول الدور الذي تلعبه أيباك في ولاية ميشيغان التي تضم كتلةً كبيرةً من الأصوات العربية والمسلمة، إذ تعكسُ هذه الولاية الديناميات المعقدة التي تتمحور حول الحزب الديمقراطي والمشهد السياسي الأمريكي.
فمع اقتراب انتخابات نوفمبر 2024، من المتوقع أن تلعبَ أيباك دوراً مهماً وفعالاً في تقديم تبرعات كبيرة لحملات المرشحين المؤيدين لإسرائيل من أجل الضغط على السياسات الأمريكية المتعلقة بإسرائيل، ومن ثمَّ استهداف الديمقراطيين التقدميين الذين ينتقدون الدعم الإسرائيلي المستمر.
وتجدرُ الإشارة إلى، نفوذ أيباك البارز في انتخابات 2022، حيث كانت من بين أكبر 20 مانحاً في الانتخابات عبر التبرعات المالية الضخمة في إطار جهودها لهزيمة الديمقراطيين التقدميين، فقد أكدت أيباك أنها دعمت 365 مرشحاً ديمقراطياً وجمهورياً مؤيداً لإسرائيل عام 2022 بأكثر من 17 مليون دولار. كما قدمت أيباك تبرعاتٍ بقيمة 95.000 دولار للنائب مايك جونسون، من لويزيانا في نوفمبر 2023، فقد كانت من أكبر المتبرعين لجونسون في هذا العام، إذ سكبت الأموال في حملته الانتخابية بعد قيامه بتمرير حزمةِ مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل.[6]
وفي السياق ذاته، يبدو أن المرشحين في السباق الرئاسي الأمريكي يحاولون التوددَ إلى الصوت اليهودي، لكسْب الانتخابات الرئاسية المقبلة، وظهر ذلك جلياً خلال تحذير ترامب للناخبين اليهود من كاملا هاريس، قائلاً “إن انتخابها سيؤدي إلى القضاء على إسرائيل وفوزها سيكون كارثةً لتل أبيب”، وقبل أيام قليلة من الذكرى الأولى لحرب غزة، أكد ترامب خلال تصريحاته على تحقيق وعوده لليهود الأمريكيين عبر حمايتهم وتقديم كافة الجهود الداعمة لإسرائيل. كما أشار إلى أنه سيُلقي المسؤولية على اليهود في حالة خسارته، فهم مدينون له بدعمهم نظراً لمواقفه المؤيدة لإسرائيل، عبر إعطائهم مرتفعات الجولان واعترافه بعاصمة إسرائيل وفتح السفارة في القدس، وإنهائه للاتفاق النووي الإيراني الذي يعد بمثابة أسوأ صفقة في تاريخ إسرائيل، ومنحهم مليارات الدولارات، مؤكداً أنه كان أفضل صديق لإسرائيل، والآن ليس لدى اليهود أيُّ عذر لدعمه في تلك الانتخابات.
وعلى الجانب الآخر، اتهمت مورجان فينكلشتاين، المتحدثة باسم حملة كاملا هاريس، ترامب بإهانة اليهود واستخدام لغة معادية للسامية، منوهه إلى إنه سيتخلى عن إسرائيل لدعم مصالحه الشخصية، وجاء ذلك في إطار الرد على التصريحات التي أدلى بها دونالد ترامب.[7]
ختامًا:
يمكن القول، الحرب في غزة أربكت المشهدَ السياسي في الداخل الأمريكي، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن في الوقت نفسه يبدو أن الولايات المتحدة تخضع لضغط اللوبي الإسرائيلي المتغلغل داخل مختلف مؤسسات صناعة القرار خاصةً الكونغرس والبيت الأبيض، فلا يمكنُ الاستهانة بدور اللوبي الإسرائيلي في التأثير على القرارات الأمريكية، إذ يشمرْ اللوبي عن ساعديه مع اقتراب الانتخابات للَعِب دورٍ قوي في دعم ومساندة المشرحين المؤيدين لإسرائيل، فقد تمثل نتيجة تلك الانتخابات نقطةً مفصليةً في تاريخ الحزبين وسياستهما الداخلية والخارجية من ناحية، كما تُساهم في تحقيق المصالح الإسرائيلية عبر نجاح المرشح الأكثر دعماً لإسرائيل من الجهة الأخرى.
وعلى الجانب الآخر تزداد حركة الاستقطاب والتنظيم الشبابي والوعي بين مناهضي اللوبي الذين يزداد تأثيرهم يوماً بعد يوم في الشارع الأمريكي تعاطفاً مع الجانب الفلسطيني ورفضاً لدور اللوبي الإسرائيلي، فالتوازن بين التأييد القوي لإسرائيل والجهد المبذول لنشر الديمقراطية في المنطقة، قد يثيرُ الرأيَ العام الإسلامي ويعرض الأمن الأمريكي للخطر، ومن ثمَّ تبقي الانتخابات المقبلة هي النقطة الحاسمة لتلك الأمور.
المصادر:
[1] مسبار، ما هو اللوبي الصهيوني في أمريكا؟، 19 نوفمبر 2023، متاح على الرابط: https://2u.pw/yPhkzSNG
[2] الخنادق، كيف يسيطر اللوبي الصهيوني على أجهزة الإعلام والإدارة في أمريكا؟، 12 يناير 2023، متاح على الرابط: https://2u.pw/VsTFBzQk
[4] رضوى محمد، ما تأثير اقتصاد اللوبي الصهيوني على توجهات الدول الغربية؟، القاهرة الإخبارية، 3 أكتوبر 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/92iIcelu
[5] هلا نهاد نصر الدين، “أيباك” في الانتخابات الرئاسيّة: هل يقوّض اللوبي الإسرائيلي الديمقراطيّة الأميركيّة؟، DARAJ، 6 مارس 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/dRzP8FOt
[6] محمد مشيك وعادل خليفة، تأثير الأيباك في الطريق إلى البيت الأبيض، مركز دراسات الوحدة العربية، 20 سبتمبر 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/ys22RZWh
[7] CNN، ترامب إلى الناخبين اليهود: الانتخابات الأمريكية المقبلة تعتبر “الأهم” في تاريخ إسرائيل، 20 سبتمبر 2024، متاح على الرابط: https://2u.pw/iZklJdJT
