المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > تقدير موقف > تقارُبٌ “سعودي – سوري”: دلالات وأبعاد زيارة الشَّرْع إلى الرياض
تقارُبٌ “سعودي – سوري”: دلالات وأبعاد زيارة الشَّرْع إلى الرياض
- فبراير 3, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات
إعداد: ريهام محمد
باحث في وحدة شؤون الشرق الأوسط
في أول زيارةٍ رسميةٍ له منذ تولِّيه منصبه، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة السعودية الرياض، يوم الأحد 2 فبراير، وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي، نائب أمير الرياض الأمير “محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز”، وخلال الزيارة، التقى الشرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعددًا من كبار المسؤولين السعوديِّين لمناقشة التطورات الأخيرة على الساحة السورية والخطط الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، فضلًا عن آفاق العلاقات بين دمشق والعواصم العربية والجهود المبذولة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا.
تكتسب هذه الزيارةُ أهميةً خاصَّةً؛ كوْنها الأولى للرئيس السوري خارج البلاد بعد تشكيل الإدارة السورية الجديدة، يوم الأربعاء 29 يناير؛ حيث تمَّ تعيين الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية – جنبًا إلى جنب – مع عدد من القرارات الأخرى، مثل حلِّ الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية السابقة ومجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد لفترات طويلة، وإلغاء العمل بالدستور السابق؛ انتظارًا لإعلانٍ دستوريٍّ مرتقبٍ؛ ليكون المرجع القانوني للبلاد في المرحلة الانتقالية.
تعزيز العلاقات “السعودية – السورية” في مرحلة ما بعد الأسد:
تسعى دمشقُ والرياضُ لتعزيز روابطهما في فترة ما بعد حُكْم بشار الأسد؛ حيث أبدت السلطة الجديدة رغبتها في بدْء صفحةٍ جديدةٍ مع المملكة العربية السعودية، فمنذ تولِّي الشرع المهام المتعلقة بالمرحلة الانتقالية في سوريا، انطلقت تحرُّكات دبلوماسية عربية ودولية، في هذا الإطار، قادت السعوديةُ مساعيَ دبلوماسيةً رفيعةً؛ لرفْع العقوبات المفروضة على سوريا بأسرع وقتٍ ممكنٍ؛ بهدف دعم اقتصاد هذا البلد الشقيق وتعزيز مستوى المعيشة للشعب السوري، كما احتضنت العاصمةُ الرياضُ اجتماعات وزارية بارزة بمشاركة قادة عرب ودوليين في وقتٍ سابقٍ، وأكَّد وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان”، خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ عقب الاجتماعات، على ضرورة رفْع العقوبات الأحادية والعالمية المفروضة على سوريا، كما رحَّب بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، مؤكدًا التزام بلاده بتقديم الدعم المستمر لسوريا.[1]
وفي يوم الجمعة الموافق 31 يناير، أكَّد الأمير “فيصل بن فرحان” من دمشق، دعم بلاده للإدارة السورية الجديدة، وخاصَّةً فيما يتعلق برفْع العقوبات الغربية؛ بالإضافة إلى ذلك، أعلن “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” عن إقامة جسْرٍ جويٍّ لدعم الشعب السوري، الذي يواجه تدهورًا اقتصاديًّا كبيرًا، وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، من أوائل القادة الذين هنَّأوا الشرع بهذه الخطوة، وتمنَّيَا له النجاح والتوفيق في قيادة البلد، نحو مستقبلٍ مزدهرٍ يُلبِّي تطلُّعات الشعب السوري.[2]
من جانبه، أعرب الشرع خلال حديثه مع قناة “العربية السعودية”، في ديسمبر 2024، عن توقُّعاته، بشأن دورٍ كبيرٍ للسعودية، فيما يتعلق بسوريا، وقد أشار إلى أن المملكة يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية ضخمة” عقب سقوط حكم الأسد، وأضاف، قائلًا: “من المؤكد أن للسعودية تأثيرًا كبيرًا على مستقبل سوريا، فمشروع التنمية الذي نطمح إليه سيكون السعوديون – أيضًا – جزءًا منه”، ومن الجدير بالذكر أيضًا، أن العاصمة الرياض كانت وِجْهة أول زيارة خارج البلاد لوزير الخارجية السوري “أسعد الشيباني”، بداية يناير الماضي.[3]
مُخْرَجات الزيارة:
وفْقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، فقد أسفرت الزيارة الأولى للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى الرياض، عن عدة نتائج رئيسية، تركَّزت حول أهداف متعددة، يمكن تلخيصها كما يلي:
-
التأكيد على دعم استقرار سوريا: حيث أبرز الشرع في تصريحاته التزام المملكة بدعم أمن وسلامة سوريا، والسعي لتعزيز جهود السلام الإقليمي، كما أكَّدت الحكومة السورية، على أهمية التعاون العربي في دعْم المرحلة الانتقالية وضمان وحْدة وسلامة الأراضي السورية.
-
تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متنوعة: بحث الطرفان سُبُل تحسين التواصُل والتعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والإنسانية والتنموية؛ بما يشمل قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والصحة والتعليم، وحسب البيان الحكومي السوري، فإن هذه المبادرة تأتي ضمن رُؤية لتقوية الشراكة الاقتصادية بين سوريا ودول الخليج؛ بهدف تعزيز التنمية في البلاد.[4]
-
التأكيد على استمرار التعاون السياسي والدبلوماسي لدعْم دور سوريا تجاه القضايا والمواقف العربية والعالمية، خاصَّةً بعد المناقشات التي جرت في العاصمة الرياض الشهر الماضي، إبَّان زيارة وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، بالإضافة إلى استعراض مُسْتجدَّات الأوضاع الإقليمية.[5]