في الولايات المتحدة كما في فرنسا: أصبحت فلسفة المساعدات الإنمائية الخارجية مُهدَّدة
إن توقُّف المساعدات الإنمائية الأمريكية لمدة 90 يومًا، والذي قررته إدارة ترامب في نهاية يناير، والذُّعْر الذي أحدثته في جميع أنحاء العالم، من شأنه أن يساعد فرنسا على فهْم عواقب تخفيضات ميزانيتها الضخمة، فقد تمَّ خفْض المساعدات الفرنسية بمقدار 2.1 مليار يورو في مشروع قانون الإنفاق لعام 2025، المقدم إلى الجمعية الوطنية 3 فبراير الجاري، ولن يتمَّ تعويض التخفيض بنسبة 37٪، بالإضافة إلى التخفيض البالغ 800 مليون يورو تقريبًا، الذي تقرر في فبراير 2024 بالكامل، من خلال زيادة الضرائب على تذاكر الطيران أو المعاملات المالية، فإن المساعدات الفرنسية لا تمثل سوى جزءٍ ضئيلٍ من المساعدات الأمريكية، وهي الأكبر في العالم، بميزانيةٍ تبلغ 64.7 مليار دولار في عام 2023، وعلاوةً على ذلك، فإن خفْضها لن يؤدي إلى تعليق مئات برامج المساعدات الصحية أو الغذائية بين عشيةٍ وضحاها، لكن الخفْض يأتي في وقتٍ توقَّفَ فيه الفقر العالمي عن الانخفاض لأول مرةٍ منذ ثلاثة عقود، وتتعثَّرُ البلدان ذات الدَّخْل المنخفض، وتختنق تحت وطأة ديونها.[1]
توسُّع رواندا يهدد بتدويل الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية
لقد أدَّى استيلاء حركة التمرُّد إم 23 وقوات الجيش الرواندي على مدينة جوما إلى ترسيخ مكانة كيغالي كقوة مهيمنة في المنطقة، ولكن أوغندا وبوروندي، جارتا الكونغو، عازمتان على حماية مناطق نفوذهما، وفي يوم الأحد 26 يناير الماضي، دخل أفرادٌ من قوات الدفاع الرواندية وحركة 23 مارس المتمردة مدينة جوما، عاصمة إقليم شمال كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي غضون 48 ساعة، سيطروا على المدينة، التي يقطنها نحو مليون نسمة ونحو العدد نفسه من النازحين، حتى انهارت أجهزة الدولة الكونغولية في جوما، وسُرْعان ما تمَّ القضاء على القوات المسلحة الكونغولية وميليشياتها المساعدة والشركات العسكرية الخاصَّة التي استأجرتها الدولة.[2]
نموذجٌ جديدٌ لتوزيع المساعدات في السودان
على مدى العاميْن الماضييْن، لفتت المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن العديد من جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان الانتباه إلى الوضع الإنساني الكارثي في السودان؛ حيث يواجه أكثر من 25 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، ونزح 10 ملايين شخص، ويعاني أكثر من 600 ألف شخص من مستويات كارثية من الجوع، ولقد خلقت الحرب الأهلية التي بدأت في أوائل عام 2023 عقباتٍ كبيرةً أمام دخول وتوزيع المساعدات الدولية، ومع الجهود الأخيرة التي بذلتها إدارة ترامب لإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من المرجح أن يزداد وضْع المساعدات سوءًا، وعلى الرغم من هذه العقبات، فقد اجتمعت المجتمعات المحلية في السودان لتشكيل شبكات مساعدة متبادلة قائمة على المتطوعين ــ تسمى غرف الاستجابة للطوارئ ــ لتوزيع الإمدادات والموارد الحيوية على السكان المُعرَّضين للخطر، ومن الأمثلة على ذلك، المطابخ المجتمعية في المناطق المتضررة بشكلٍ خاصٍّ من الجوع الشديد، فضلًا عن العيادات الطبية أو المراكز التي تساعد النساء على التعامُل مع العُنْف الجنسي.[3]
لماذا يدعم ناشطو الديمقراطية السودانيون الجيش الآن؟
بعد مرور عاميْن على الحرب الكارثية في السودان، بدأ بصيصٌ من الأمل ينبثق مع إحراز القوات المسلحة السودانية تقدُّمًا كبيرًا، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة استعادة القوات المسلحة السودانية لأراضٍ كبيرةٍ في ولايتي سنار والجزيرة، واقترابها من العاصمة الخرطوم؛ حيث كسرت حصار مقرِّها، وأثار تحرير ود مدني، عاصمة الجزيرة، من قوات الدعم السريع احتفالات واسعة النطاق بين المواطنين السودانيِّين، وأعاد إحياء الآمال في العودة إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح والمعاناة، في حين يعزو المراقبون الدوليُّون هذه التطوُّرات إلى الدعم الإقليمي.[4]
تخفيضات التمويل التي يفرضها ترامب ستضر بجنوب أفريقيا والمنطقة
لقد مرَّت أربعة أيام منذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع سوشيال ترث، أنه سيقطع كل التمويل المستقبلي عن جنوب أفريقيا حتى اكتمال التحقيق في قانون مصادرة الأراضي، ووصف القانون، بأنه انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، واتهم حكومة جنوب أفريقيا زورًا بمصادرة الأراضي ومعاملة فئات معينة من الناس بشكل سيِّئٍ للغاية، ومنذ ذلك الحين، دحض زعماء الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد ادعاءات ترامب على نطاقٍ واسعٍ، باستثناء منظمة- إير فورم التي يُقالُ: إنها تقف وراء حملة التضليل التي شنَّهَا ترامب ضد جنوب أفريقيا، ويمنح قانون نزْع الملكية، على غرار قانون نزْع الملكية في الولايات المتحدة، الحكومة سلطة الاستحواذ على الأراضي الخاصَّة للاستخدام العام، طالما يتمُّ تقديم تعويضٍ عادلٍ.[5]
ترامب يُعرِّضُ إرث جورج دبليو بوش للخطر
في اليوم الأول من عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى منصبه، أعلن تجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، وقد أدَّى هذا التجميد المفاجئ إلى استهداف أحد أنجح برامج الصحة العالمية وأكثرها أهميةً من الناحية الإستراتيجية، ولقد تمَّ تدشين خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز، في عام 2003، عندما كان مرض الإيدز في أوْجِه، وكان متوسط العمر المتوقع في مختلف أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في انحدارٍ حادٍّ، ففي بوتسوانا، انخفض متوسط العمر المتوقع من ذروة بلغت 62 عامًا إلى 51 عامًا في ذلك العام؛ وفي ليسوتو، انخفض من ذروة بلغت 59 عامًا إلى 44 عامًا، وفي عام 2003، تُوفِيَ ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص بسبب الإيدز، 76% منهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتوقع الخبراء، أن يستمر عدد الوفيات في الارتفاع، ليصل ربما إلى 100 مليون، بحلول عام 2020.[6]
الاهتمام الأجنبي بأفريقيا يأتي مصحوبًا بتكتيكات تضليل ضارة
تؤدي الدعاية الرقمية والمعلومات المزيفة من قِبَلِ جهات خارجية إلى تآكل ثقة الجمهور في الديمقراطية في القارة، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، بدأت بكين بإرسال وزير خارجيتها إلى أفريقيا، في إشارةٍ إلى التزامها بالمنطقة، لكن الصين تواجه منافسةً متزايدةً؛ وعلى نحْوٍ متزايدٍ، تتطلَّعُ قوى أُخرى معادية للديمقراطية إلى إقامة شراكات اقتصادية وسياسية وعسكرية في أفريقيا، ومع تراجُع هيمنة الولايات المتحدة، أدَّى النظام الدولي المنقسم إلى خلْق فرص جديدة في أفريقيا لإيران وروسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة، التي استثمرت بكثافة في مبادرات التجارة والتنمية، ومن بين الوافدين الجُدُد المجر والمملكة العربية السعودية وقطر، كما ركزت الهند الديمقراطية، بقيادة الرجل القوي الشعبوي الهندوسي ناريندرا مودي، نظرها على أفريقيا.[7]
شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية: تفكيك المهمة الصعبة للدبلوماسية الإقليمية
في السابع والعشرين من يناير المنصرم، سيطرت قوات حركة 23 مارس، المدعومة من رواندا على مدينة جوما، عاصمة إقليم شمال كيفو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويمثل الاستيلاء على المدينة وتقدُّم حركة 23 مارس نحْو بوكافو في جنوب كيفو تصعيدًا حادًّا للتمرُّد منذ انهيار محادثات السلام بموجب عمليتي لواندا ونيروبي ــ مع عواقب إنسانية ومدنية مدمرة.
إن جماعة شرق أفريقيا وجماعة تنمية جنوب أفريقيا تعطيان الأولوية للصراع، ولقد اجتمع زعماء المنطقتين في الثامن من فبراير الحالي، في دار السلام؛ لمناقشة الخيارات المتاحة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ونظرًا للاختلاف بين النهجيْن في التعامل مع شرق الكونغو الديمقراطية، فإن الدروس المستفادة من العمليتيْن لا بُدَّ وأن تُشكِّلَ مصدر إلهام للمناقشات.[8]
النصوص الخلافية في قانون الانتخابات الجديد بالجابون 2025م ودلالاتها السياسية
قام العميد “بريس أوليغوي نغيما” رئيس المرحلة الانتقالية في الجابون، بإصدار قانون الانتخابات الجديد، يوم 22 يناير 2025م، وذلك بعد أن وافق أعضاء البرلمان الانتقالي بمجلسيه النواب والشيوخ على مشروع قانون الانتخابات، وذلك خلال الجلسة الاستثنائية التي عُقدت لهذا الغرض، يوم 20 يناير الجاري، ونظرًا لصدور هذا القانون بشكلٍ سريعٍ بعد مناقشات استمرت لعشرة أيام فقط، بجانب صياغته مِن قِبَل لجنة تترأسها “موريل مينكو مينتسا” التي تمَّ تعيينها في أوائل ديسمبر 2024م، مِن قِبَل رئيس المرحلة الانتقالية؛ فقد أعربت قوى المعارضة عن سَخطها وعدم ارتياحها لقانون الانتخابات الجديد متَّهمةً إيَّاه، بأنه سوف يؤدي إلى عسكرة الحياة السياسية في الجابون، ويخدم تطلُّعات قادة المرحلة الانتقالية من العسكريِّين الذين يتولوْن السلطة في الجابون منذ إطاحتهم بالرئيس المعزول “علي بونجو”، وتتصاعد هذه الانتقادات لقانون الانتخابات مِن قِبَل المجتمع المدني وأحزاب وتيارات المعارضة؛ رغم الدعاية السياسية الإيجابية لهذا القانون مِن قِبَل الحكومة الانتقالية، والتي تُسوّق له على أنه قانون انتخابي عادل، يُسهم في عودة الحكم المدني للبلاد، ويُتيح تنظيم انتخابات حرَّة ونزيهة وشفافة، وهو ما لا تعترف به تيارات المعارضة المختلفة في الجابون.[9]
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات التي تواجه التعليم في إفريقيا جنوب الصحراء؟
يُعرَّف الذكاء الاصطناعي، بأنه تقنية متطورة تدخل في العديد من التطبيقات الذكية في مختلف المجالات، وهو موجود حولنا في كل مكان، وفي كثير من المنتجات والخدمات التي نشتريها ونستخدمها في حياتنا، ويزداد معدل استخدامه لحل المشكلات في المجالات المختلفة بصورة مطردة، ويهدف الذكاء الاصطناعي إلى تطوير طرائق وأنظمة تُحقق مستوى من الذكاء الاصطناعي شبيهًا بذكاء البشر، وبرمجيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتساير وتحاكي تصرُّفات العقل البشري؛ فالهدف، إذن، هو نقْل المعارف البشرية إلى داخل الحاسوب عبْر الأدوات البرمجية القدرة على البحث في هذه القواعد، والقيام بالتصنيف، وفيما يواجه التعليم في المجتمعات الأفريقية جنوب الصحراء عددًا من التحديات نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة والتي تحدُّ بالتالي من معدلات الالتحاق بالمدارس، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم حلولاً لمعالجة هذه التحديات وغيرها في أنظمة التعليم؛ لتمكين الوصول إلى التعليم وتحسين جودة التعلُّم في هذه المجتمعات الأفريقية.[10]
من التبعية إلى الاعتماد على الذات؟ سيناريوهات مُحتملة لجنوب أفريقيا بعد وقْف المساعدات الأمريكية
في خطوةٍ مفاجئةٍ، قرَّر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في 7 فبراير 2025م، اتخاذ قرار تنفيذي يقضي بوقْف المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا؛ بسبب قانون جديد يسمح للحكومة بالاستيلاء على الأراضي الزراعية من الأقليات العِرْقِيَّة دون تعويض، هذا القرار يُسلِّط الضوء على التوترات المتزايدة بين البلديْن؛ خاصَّةً في ضوء المواقف السياسية والاقتصادية المتباينة، يأتي هذا القرار في وقتٍ حسَّاسٍ بالنسبة للعلاقات بين البلديْن، ويعكس تصاعُد التوترات حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية في جنوب أفريقيا، وكذلك المخاوف الأمريكية بشأن تأثير هذا القانون على حقوق الملكية العِرْقِيَّة، والنظام الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي في البلاد.[11]
