المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الدراسات الأفريقية > تقدير موقف > صراع شرق الكونغو الديمقراطية: بين الجهود والتحديات
صراع شرق الكونغو الديمقراطية: بين الجهود والتحديات
- فبراير 14, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات تقدير موقف وحدة الدراسات الأفريقية
لا توجد تعليقات

إعداد: منة صلاح
باحثة في وحدة الشؤون الأفريقية
في بداية عام 2025، شهدت الاشتباكاتُ بين قوات الأمن الكونغولية والجماعات المسلحة بقيادة حركة إم23 تصعيدًا سريعًا، وصلت ذروته حينما سيطرت الحركة على غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، وقد دعمت رواندا الهجوم، بإرسال ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف جندي، ومع سقوط غوما، اضطر الآلاف من السكان المحليِّين إلى مغادرة المنطقة، وعلى الرغم من المبادرات العديدة التي تهدف إلى خلْق بيئة مناسبة للسلام منذ ظهور حركة إم23 مرة أخرى، في نوفمبر 2021، أدَّت الاشتباكات إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليون شخصٍ في إقليم شمال كيفو وحده.
الجهود الإقليمية لإنهاء الصراع:
قمة إقليمية لوقف القتال في شرق الكونغو:
في قمة إقليمية عقدت في دار السلام بتنزانيا، يوم 8 فبراير، اجتمع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، ونظيره الرواندي بول كاغامي؛ لبحث سُبُل التوصُّل إلى حلِّ الصراع الدائر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ حيث تحقق حركة إم23 المدعومة من رواندا تقدُّمًا ملحوظًا في المنطقة؛ مما دفع إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة للحدِّ من التصعيد وضمان الاستقرار في المنطقة، وخلال القمة التي جمعت زعماء مجموعة شرق أفريقيا ومنظمة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC) في تنزانيا، تمَّ إصدار دعوة عاجلة للوقف الفوري وغير المشروط للأعمال العدائية في شرق الكونغو الديمقراطية، مع تحديد مهلة خمسة أيام؛ لتنفيذ هذا الوقف.
وفي ختام القمة، تم التأكيد على دعم استقلال وسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، تشمل إعادة القتلى وإجلاء الجرحى وفتح الممرات لإيصال الإمدادات إلى المناطق المتضررة من النزاع[1]، ورغم ذلك، غاب عن البيان الختامي أيّ إشارةٍ مباشرة إلى دور رواندا في الصراع، على الرغم من التقارير التي تشير إلى أن رواندا تحتفظ بنحو 4000 جندي في الكونغو وتدعم حركة إم23[2].
قمة الاتحاد الأفريقى الــ38 برئاسة أنجولا وصراع شرق الكونغو:
مع اجتماع القادة الأفارقة في أديس أبابا هذا الأسبوع، في إطار قمة الاتحاد الأفريقي، يتعين تكثيف الجهود لمواجهة الأزمة المستمرة والمتفاقمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، فالصراع الذي طال أمده قد وصل إلى نقطة تحوُّلٍ خطيرة مع سيطرة جماعة إم23 على مدينة غوما؛ مما يهدد بإضفاء طابع إقليمي على النزاع، وقد أصبحت الاستجابة الإنسانية أكثر تعقيدًا؛ بسبب التحديات الأمنية، وفي الوقت ذاته، رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة لم يتم إحراز تقدُّمٍ ملموسٍ نحو التوصُّل إلى حلٍّ دائمٍ، واستنادًا إلى الالتزامات والتوصيات التي تمِّ تبنِّيها خلال القمة المشتركة بين مجموعة شرق أفريقيا وسادك، في 8 فبراير، يجب على الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء اتخاذ الخطوات التالية:
1- عقد اجتماع طارئ على مستوى رؤساء الدول والحكومات خلال قمة الاتحاد الأفريقي، واعتماد بيان مشترك لتأكيد الالتزامات والتوصيات الواردة في بلاغات الاتحاد الأفريقي، مع التركيز بشكلٍ خاصٍّ على دعوة جميع أطراف النزاع إلى:
-
دعوة الأطراف المتنازعة إلى وقْف الأعمال العدائية فورًا والانخراط في الحوار لتحقيق حلٍّ سلميٍّ ودائمٍ.
-
تيسير الوصول الآمن وغير المقيد إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية لجميع السكان المحتاجين، بما في ذلك إعادة فتح مطار غوما.
-
حماية المدنيِّين والبنية التحتية الأساسية، مع التركيز على حماية النازحين، وخاصة النساء والأطفال، وفقًا للقانون الإنساني الدولي.