المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > الدراسات الأمنية والإرهاب > تحولٌ نوعيٌ في الجبهةِ السورية.. داعش يستهدفُ قواتِ الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا
تحولٌ نوعيٌ في الجبهةِ السورية.. داعش يستهدفُ قواتِ الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا
- أبريل 19, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: الدراسات الأمنية والإرهاب تقارير وملفات
لا توجد تعليقات

إعداد: إلهام النجار
باحث مساعد في برنامج الإرهاب والتطرف
مُقدمة:
شهدتْ الجبهةُ الجنوبيةُ السوريةُ في مارس 2025 تطورًا أمنيًا مفاجئًا تمثّلَ في هجومٍ مسلح نفذته عناصر تابعة لتنظيم “داعش” على وحدةٍ من الجيشِ الإسرائيلي قُربَ قرية الكويا المحاذية لهضبة الجولان المحتلة، ويُعد هذا الحادثُ من أبرزِ مؤشراتِ التحولِ في طبيعة التهديدات التي تواجهها إسرائيل في المنطقة، حيث يعكسُ عودةَ محتملةً لتنظيماتٍ جهاديةٍ مسلحة إلى الواجهة، وقد أطلقت المجموعة المسلحة نيرانًا كثيفةً على دوريةٍ إسرائيليةٍ تابعةٍ لوحدة “كتائب الصحراء”، وهي وحدةٌ أُعيد تشكيلها مؤخرًا بعد أن كانت قد حُلّت سابقًا بسبب سلوكيات جنودها العنيفة في الضفة الغربية.
وردًا على الهجوم، نفذتْ القواتُ الإسرائيليةُ ضرباتٍ جويةَ ومدفعيةً أسفرت عن مقتل تسعة مسلحين، واعتبر الجيش الإسرائيلي هذا الهجوم “انعطافًا في الجبهة السورية”، مما دفعه إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، بما في ذلك تكثيف المراقبة وإقامة شريط حدودي ثانٍ شرق الجولان، [1] كما تُعد هذه الحادثة تطورًا مهمًا في المنطقة، حيث تشير إلى نشاط متجدد لتنظيم “داعش” في جنوب سوريا، مما يفرض تحديات أمنية جديدة على إسرائيل ويعكس تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
أولًا: دوافع وأسباب الهجوم
تتعدد دوافع وأسباب هجوم تنظيم “داعش” على قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
إعادة إثبات الوجود وتعزيز الدعاية
يسعى تنظيم “داعش” من خلال هذا الهجوم إلى إعادة تأكيد وجوده في المنطقة، خاصة بعد الضربات التي تلقاها في العراق وسوريا، يُعد استهداف قوة عسكرية إسرائيلية خطوة رمزية تهدف إلى تعزيز صورته كتنظيم قادر على مواجهة “العدو البعيد”، مما يمكن أن يُستخدم في دعايته لجذب مجندين جُدد.
استغلال الفراغ الأمني في جنوب سوريا
يُشير محللون إلى أن جنوب سوريا، وخاصة المناطق القريبة من الجولان، شهدت فراغًا أمنيًا بعد سقوط نظام الأسد، مما أتاح للتنظيمات المتطرفة، مثل “داعش”، فرصة لإعادة تنظيم صفوفها واستغلال التضاريس الوعرة لتنفيذ هجمات مباغتة.
الرد على التوغلات الإسرائيلية في سوريا
تُكثف إسرائيل من غاراتها وتوغلاتها في جنوب سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية ومخازن أسلحة، قد يُفسر هجوم “داعش” كنوع من الرد على هذه العمليات، أو كاستغلال لحالة التوتر والفوضى الناتجة عنها لتنفيذ هجماته.
استهداف وحدات إسرائيلية معينة
الوحدة الإسرائيلية المستهدفة، المعروفة باسم “كتائب الصحراء”، كانت قد أعيد تشكيلها مؤخرًا بعد حلها بسبب سلوكيات جنودها العنيفة، قد يكون اختيار هذه الوحدة تحديدًا للهجوم مرتبطًا برغبة “داعش” في استهداف وحدات تعتبرها رمزية أو ذات سجل مثير للجدل.
تعقيد المشهد الأمني في المنطقة
يُضيف هذا الهجوم بعدًا جديدًا للتحديات الأمنية في جنوب سوريا، حيث يتعين على إسرائيل الآن التعامل مع تهديدات متعددة المصادر، بما في ذلك التنظيمات المتطرفة مثل “داعش”، إلى جانب التهديدات التقليدية من قوات النظام السوري .[2]
تُظهر هذه العوامل أن هجوم “داعش” على القوات الإسرائيلية في جنوب سوريا ليس حدثًا معزولًا، بل هو نتيجة لتقاطع عدة عوامل أمنية وسياسية في المنطقة.
ثانيًا: تداعيات الهجوم
تحمل تداعيات هجوم “داعش” على قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا أبعادًا أمنية وعسكرية وإستراتيجية مهمة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، ويمكن تلخيصها كالتالي:
1- التداعيات الأمنية والعسكرية:
تعزيز الانتشار العسكري الإسرائيلي على الحدود مع سوريا، حيث إسرائيل اعتبرت الهجوم “منعطفًا” أمنيًا خطيرًا، ما دفعها إلى نشر وحدات إضافية على الحدود الشرقية للجولان، وإعادة تفعيل وحدات قتالية خاصة مثل “كتائب الصحراء”، وايضا توسيع نطاق المراقبة الجوية والبرية، وإنشاء “شريط أمني ثانٍ” شرق الجولان لمزيد من العمق الدفاعي.
2- ضربات استباقية ضد التنظيمات المتطرفة
من المرجح أن تصعّد إسرائيل من هجماتها الاستباقية ضد خلايا داعش أو المجموعات المرتبطة بها في الجنوب السوري، وتعزيز التعاون الاستخباراتي مع الفاعلين الإقليميين (مثل الأردن) للحد من انتقال المقاتلين.
3- التداعيات الإقليمية والدولية
ومن أبرز هذه التداعيات ، كالتالي:
-
التقارب بين التهديدات الأمنية: داعش وحزب الله
أعاد الهجوم خلط الأوراق، فبينما كانت إسرائيل تركز على حزب الله وإيران في سوريا ولبنان، بات هناك تهديد جديد من داعش في الخاصرة الجنوبية، هذا قد يدفع إسرائيل إلى إعادة صياغة استراتيجيتها الأمنية في سوريا، لتشمل موازنة التهديد السُني المتطرف (داعش) والشيعي المسلح (الحرس الثوري وحزب اللة) .[3]
-
قلق الأردن وامتداد التهديد للحدود الأردنية
قرب الهجوم من الحدود الأردنية قد يثير مخاوف في عمّان من تسلل أو عودة خلايا نائمة من داعش إلى الجنوب الأردني، وهذا قد يدفع إلى تعزيز التنسيق العسكري الأردني-الإسرائيلي في مناطق التماس.
-
اهتمام أمريكي متجدد بالجبهة الجنوبية لسوريا