المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشؤون الدولية > نحْو تحقيق سلامٍ عادلٍ: الجهود الدبلوماسية الأوكرانية البارزة لإنهاء الحرب
نحْو تحقيق سلامٍ عادلٍ: الجهود الدبلوماسية الأوكرانية البارزة لإنهاء الحرب
- يوليو 16, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات وحدة الشؤون الدولية
لا توجد تعليقات

إعداد: عبد الرحمن أنور
باحث في وحدة الشؤون الدولية
شَهِدَتْ الحربُ “الروسية – الأوكرانية” تقلُّباتٍ عسكريةً وسياسيةً عديدةً، تارةً في صالح روسيا، وتارةً أُخرى في صالح أوكرانيا، منذ أن بدأت الحرب في 24 فبراير 2022، وفي ظِلِّ تلك التقلُّبات، باتت هناك قناعةٌ باستحالة إنهاء هذه الحرب بالحُلُول العسكرية واستمرار الاقتتال بين الدولتيْن، وقد أدرك الجانبُ الأوكرانيُّ ذلك على وجْه التحديد؛ حيث قام بانتهاج دبلوماسيةٍ نَشِطَة؛ جاءت كضرورةٍ مُلِحَّة لفتْح قنوات تفاوضيه لإنهاء الحرب، خاصَّةً منذ أن فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية السابقة، وها نحن في السنة الثالثة والشهر الرابع للحرب، بدون وجود حلٍّ شاملٍ للصراع يضمن تحقيق سلام عادل للطرفين، أولهما: الجانب الأوكراني الذي يسعى لاستعادة أراضيه التي تسيطر عليها روسيا، والحفاظ على سيادة الدولة الأوكرانية على أراضيها؛ بما يحُول دون اندلاع صراعٍ آخرَ مستقبليٍّ، والجانب الروسي بوجود تعهُّدات تمنع انضمام أوكرانيا لحِلْف الناتو وغيرها من المطالب التي تعُدُّها موسكو ضرورةً لأمنها القومي.
وفي ضوء ذلك، يمكننا استعراضُ الجهود الدبلوماسية الأوكرانية نحو تحقيق سلام عادل وحلٍّ سياسيٍّ يُنْهِي الحرب ويحفظ سيادة الأراضي الأوكرانية وكرامة الشعب الأوكراني وحقوقه المستقبلية.
المحور الأول:- الجهود الأوكرانية الدبلوماسية
أظهرت الحرب “الروسية – الأوكرانية” مدى اهتمام الجانب الأوكراني بتفعيل الجهود الدبلوماسية واستخدام كافَّة أدواتها المختلفة لإنهاء الحرب، من زيارات رئاسية رفيعة المستوى إلى الأطراف الدولية المعنِيَّة بإنهاء الحرب التي تقدر على التوسُّط أو دفْع عملية التفاوض بشكلٍ إيجابيٍّ يُمهِّدُ لعملية وقْف إطلاق نار ومعاهدة سلام تحفظ حقوق الدولتيْن، أو من خلال زيارات لوفود رفيعة المستوى إلى مختلف الدول لبحْث إنهاء الحرب؛ لذا بدا واضحًا الرغبة الأوكرانية المُلِحَّة لفتْح قنوات حوار مع روسيا بطُرُقٍ غير مباشرة ومباشرة، واستخدام الأدوات الدبلوماسية وإن كانت بشكلٍ مُوَازٍ مع استمرار الحرب،[1] ومن هنا؛ يمكن استعراض الجهود الأوكرانية الدبلوماسية لوقْف الحرب والسعْي لتحقيق سلامٍ عادلٍ وشاملٍ يُرضي الطرفيْن في النقاط التحليلية القادمة.
زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة:
تلعب واشنطن دور الوسيط الأقوى في الحرب “الروسية – الأوكرانية” منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في فترة رئاسية ثانية غير متتالية، ويضغط ترامب نحو خلْق قنوات تفاوض بين الطرفيْن “الروسي والأوكراني”؛ بما يُمهِّدُ حدوث محادثات مباشرة بين الطرفيْن بوساطةٍ أمريكيةٍ تُعجِّلُ بإنهاء الحرب، وقد أبْدَتْ أوكرانيا انفتاحًا تِجَاه الجهود الأمريكية الدبلوماسية لإنهاء الحرب، وأعلنت استعدادها لقبول التفاوض مع الطَّرف الرُّوسي، وقد استجاب الرئيس الأوكراني زيلينسكي لدعوة ترامب للقائه في المكتب البيضاوي، وعلى الرغم من المُشَادَّة التي حدثت بين الطرفين، إلَّا أن استجابة زيلينسكي للقاء ترامب تُعَدُّ خطوةً دبلوماسيةً مهمةً مهَّدت وسهَّلت الطريق نحو عملية السلام بين الطرفين، كما وقَّعَتْ أوكرانيا اتفاقية المعادن النادرة مع الجانب الأمريكي؛ لإظهار حُسْن النية لترامب الذي راوده الشَّكُّ، بأن “كييف” تريد استكمال الحرب، وعلى ذلك؛ كان الجانب الأوكراني هو الأكثر مرونةً وانفتاحًا لوجود عملية سياسية تُنْهِي الحرب بين الطرفين.
زيارة زيلينسكي ووفد أوكراني رفيع المستوى إلى تركيا: