المقالات
احتواء جيوسياسي لطهران: قراءةٌ في انعكاسات مشروع “ممر ترامب” على المصالح الإيرانية في منطقة القوقاز
- أغسطس 19, 2025
- Posted by: ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط

إعداد: شيماء عبد الحميد
باحثة متخصصة في شؤون الشرق الأوسط
في خطوةٍ تحمل الكثير من الدَّلالات والتَّبِعَات؛ رعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوقيع على اتفاقٍ تاريخيٍّ للسلام بين أرمينيا وأذربيجان، يُنهي الصراع المستمر بينهما منذ سنوات طويلة، وذلك خلال استقباله للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في البيت الأبيض، يوم الجمعة 8 أغسطس 2025.
وفي إطار هذا الاتفاق؛ أعلن الرئيس الأمريكي عن مشروعٍ تجاريٍّ جديدٍ في منطقة جنوب القوقاز، يُسمى “ممر ترامب للسلام والازدهار TRIPP”؛ مما أثار الكثير من التساؤلات حول الانعكاسات الجيوسياسية والاقتصادية التي يُمثِّلُها المشروع على ميزان القوى في منطقة القوقاز، ودلالات تلك الخطوة بالنسبة للمصالح الإيرانية في تلك المنطقة، التي تُعتبر امتدادًا جغرافيًّا شديد الحساسية بالنسبة للأمن القومي الإيراني، فضْلًا عن التساؤل بشأن التحديات التي قد تعرقل تنفيذ هذا المشروع، وخصوصًا التحرُّكات الإيرانية لإفشاله:
أولًا: المشروع الأمريكي وإحياء “ممر زنغزور”
يُعَدُّ مشروع “ممر ترامب للسلام والازدهار” المُعْلن ضمن اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان، النسخة المُحدَّثة من مشروع “ممر زنغزور”؛ والذي كان نقطة خلاف رئيسية بين باكو ويريفان على مدار سنوات طويلة، كما كان محلَّ رفْضٍ شديدٍ من قِبَلِ طهران، التي عارضته بكل قوة، وفيما يأتي أبرز حيثيات هذا الممرِّ منذ اندلاع الأزمة وحتى اتفاق الـ8 من أغسطس الجاري[1]:
ممر زنغزور هو مشروع طريق نقْل بري، يربط بين أذربيجان وجمهورية ناخيتشيفان المتمتعة بحُكْمٍ ذاتيٍّ، والمعروفة أيضًا باسم إقليم نخجوان، وذلك عبْر منطقة سيونيك الواقعة بجنوب أرمينيا.
يبلغ طول الممر حوالي 40 كيلومترًا، وعرضه 5 أمتار، ويقع بالضبط على الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا.
تعود الخلفية التاريخية لهذا المشروع إلى فترة حُكْم الاتحاد السوفياتي، وتحديدًا عام 1921، عندما قرَّرَ الاتحاد إلحاق منطقة سيونيك إلى جمهورية أرمينيا السوفياتية، مقابل ضمِّ إقليم نخجوان إلى جمهورية أذربيجان السوفياتية، مع منْحه حُكْمًا ذاتيًّا.
رغم بقاء إقليم نخجوان، أو جمهورية ناخيتشيفان، منفصلًا جغرافيًّا عن أذربيجان، إلا أنه بقى متصلًا بها عبْر منطقة سيونيك الأرمنية دون أدنى عائق، بل إنه في عام 1941، تمَّ تشييد خط سكة حديد يربط بين باكو والإقليم.
بدأ هذا الوضع يتغير تدريجيًّا مع تصاعُد التوترات القومية بين الأرمن والأذريين، والنزاع حول مرتفعات كاراباخ؛ ما دفع السلطات الأرمنية إلى اتخاذ إجراءات لقطع طرق النقل بين أذربيجان وإقليم نخجوان، وبالفعل في العام 1989، توقفت حركة النقل بين الجانبين؛ مما مثَّلَ بداية الحصار الفِعْلِيِّ للإقليم من قِبَلِ سلطات أرمينيا، وهو ما اضطر أذربيجان إلى استخدام طرق جوية وبرية بديلة عبْر إيران وتركيا من أجل الوصول إلى الإقليم.
أفْضى هذا الوضع إلى حرب كاراباخ الأولى خلال الفترة (1992 – 1994)، والتي انتهت باحتفاظ أرمينيا بمرتفعات كاراباخ، وقيام جمهورية ناغورونو كاراباخ ذاتية الحكم.
بعد حرب كاراباخ الأولى، بدأت السلطات الأرمينية والأذربيجانية مناقشة فكرة ممر زنغزور، وكان الطرفان في العام 2001 على وشك توقيع اتفاق ينُصُّ على أن تعترف باكو بكاراباخ بأنها جزءٌ من أرمينيا، مقابل استعداد يريفان إعادة طريق النقل إلى جمهورية ناخيتشيفان مرة أخرى، إلا أن الاتفاق فشل ولم يُوقَّع؛ بسبب معارضة البرلمان الأذربيجاني له.
توارى المشروع عن الأنظار حتى قيام حرب كاراباخ الثانية عام 2020، والتي تُعرف بحرب الـ44 يوم؛ حيث تمكنت أذربيجان خلالها استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من جمهورية ناغورونو كاراباخ غير المعترف بها دوليًّا، وانتهت الحرب آنذاك بوساطة روسية أفضت إلى اتفاق ثلاثي نصَّ على وقْف إطلاق النار، إلى جانب التزام السلطات الأرمينية بضمان روابط النقل بين أذربيجان وإقليم نخجوان، على أن تخضع خطوط النقل الجديدة لإشراف حرس الحدود الروسي.
انتصار باكو في هذا الصراع دفعها إلى المطالبة بتنفيذ ممرِّ زنغزور مرة أخرى، إلا أن يريفان رفضت المشروع مجددًا؛ خوفًا منها أن تفقد سيطرتها على منطقة سيونيك، والتي هي المنفذ الوحيد لأرمينيا إلى إيران، وفي المقابل؛ اقترحت يريفان عام 2022 إنشاء ثلاث نقاط عبور حدودية جديدة مع إقليم نخجوان، تُؤَمِّنُ من خلالها حركة التنقل بين أذربيجان وإقليمها.
استمرت المفاوضات والمناوشات بين البلدين، إلا أن قادت أذربيجان عملية عسكرية خاطفة استمرت ليوم واحد فقط في 20 سبتمبر 2023، أدَّتْ إلى استعادة باكو إلى كامل مرتفعات كاراباخ، ومن ثمَّ؛ سلَّمت سلطات جمهورية ناغورونو كاراباخ سلاحها وحلَّتْ نفسها، فيما فرَّ الـ100 ألف أرمني الذين كانوا متواجدين بها إلى أرمينيا.
وفي مارس 2025، استطاع البلدان التوصُّل إلى مُسَوَّدَة اتفاق سلام، ولكنه لم يُنفَّذ بسبب الخلاف حول الأمر نفسه؛ ألا وهو ممر زنغزور؛ واستمر الوضع كما هو عليها إلى أن تدخَّلَ الرئيس ترامب على خط الأزمة؛ حيث[2]:
في يوليو الماضي؛ أعلن السفير الأمريكي لدى تركيا، استعداد الولايات المتحدة لاستئجار ممر زنغزور لمدة 99 عام، على أن تتولَّى شركة أمريكية خاصَّة ضمان تنفيذ المشروع، ورغم نفْي أرمينيا صحة هذا المقترح، أعلنت واشنطن يوم 8 أغسطس الجاري، عن مشروع “ممر ترامب للسلام والازدهار الدوليين”.
بموجب الاتفاق، تستأجر واشنطن الممرَّ، بينما يُدار وفْق القانون الأرميني، وهو حلٌّ يبدو مُرْضِيًا للطرفين؛ إذ وفرَّ لأذربيجان ممرًّا يربطها بإقليم نخجوان، فيما منح أرمينيا ضمانات لسلامتها الإقليمية.
يبلغ طول “ممر ترامب” حوالي 43.5 كيلومترًا، ويمر عبر إقليم سيونيك جنوبي أرمينيا، ليربط بين أذربيجان وجمهورية ناخيتشيفان ذاتية الحُكْم، الواقعة بين أرمينيا وإيران.
لا يقتصر المشروع على مجرد إنشاء طريق، بل يهدف إلى بناء بنية تحتية متكاملة تشمل خطوطًا للسكك الحديدية تصل حتى تركيا، وطُرُقًا برية حديثة، وشبكات اتصالات متطورة، بالإضافة إلى أنابيب لنقل النفط والغاز، على أن يتمَّ إدارة وتشغيل هذه البنية التحتية من قِبَلِ اتحاد أمريكيٍّ خاصٍّ، بموجب عقد إيجار طويل الأمد كما سبق الذكر.
ثانيًا: قراءةٌ إيرانيةٌ لمشروع “ممر ترامب” في جنوب القوقاز
تُعتبر إيران هي الخاسر الأكبر من مشروع ممر زنغزور؛ إذ تراه طهران على أنه تهديدٌ مباشرٌ لأمنها القومي، ووسيلة لتقويضها سياسيًّا واقتصاديًّا.
وبالتالي؛ هي لا تنظر إليه على أنه مشروع اقتصادي فقط، بل تعتبره أداةً استراتيجيةً لإعادة رسْم وصياغة موازين القوى في منطقة جنوب القوقاز، وذلك على حساب مصالحها في تلك المنطقة، وفيما يأتي أبرز التداعيات المحتملة لمشروع “ممر ترامب” على إيران:
عزْل إيران عن حدودها المباشرة مع أرمينيا؛ ترتبط طهران بأرمينيا عن طريق شريط حدود يمتدُّ لمسافة تقرب من 43 كيلومترًا، وهذا الشريط الحدودي يضمن لإيران الوصول إلى أراضي جنوب القوقاز، ومنها إلى أوروبا.[3]
ولكن في حال تنفيذ مشروع “ممر ترامب”، أو ممر زنغزور كما عُرف سابقًا، فإن طهران ستخسر اتصالها البري مع يريفان، ومن ثمَّ؛ تفقد إمكانية الوصول إلى القوقاز وأوروبا؛ مما يعني خنْق إيران وزيادة عزلتها السياسية، هذا إلى جانب وضْع إيران رهينة للمساومات التركية أو الأذربيجانية، والتي ستصبح الطريق الوحيد الذي يمكن أن تعبر منه إيران إلى القوقاز وأوروبا.
ولذلك؛ بادر عضو لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي، في أعقاب الإعلان عن المشروع، بالتأكيد على أن “إيران لن تقبل بأيِّ شكْلٍ من الأشكال تغيير الخريطة الجيوسياسية لحدودها”، مشدِّدًا على أن “أراضي أرمينيا المحاذية لحدود إيران هي المعترف بها رسميًّا، وأيّ ممر جديد يجب ألا يمسَّ وحدة هذه الأراضي؛ فهذا خطٌّ أحمرُ بالنسبة لإيران”.[4]
تقويض النفوذ الاقتصادي الذي تتمتع به طهران في منطقة القوقاز؛ في حال خسرت إيران ممرَّها البري الوحيد الذي كان يَصِلُها بأوروبا؛ ألا وهو حدودها مع أرمينيا، فإنه بالتبعية ستخسر دورها الحيوي الذي كانت تلعبه في خطوط التجارة والنقل بين آسيا الوسطى وأوروبا، على اعتبار أنها أصبحت دولة حبيسة، ومن ثمَّ؛ لن تتمكن طهران من الوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما سيتم تقليص حضورها في معادلات الطاقة؛ أيْ ستصبح دولة مُهمَّشة وغير مؤثرة في منطقة القوقاز، والتي كانت معروفة تاريخيًّا بأنها منطقة نفوذ إيراني استراتيجي.[5]
ومن جهة أُخرى؛ عزل إيران عن جنوب القوقاز بقطع حدودها البرية المباشرة مع أرمينيا، يترك طرق التجارة الخاصة بها مع روسيا وأوروبا خاضعة لسيطرة قوى إقليمية معادية لطهران، مثل “تركيا وأذربيجان”، وبالتبعية؛ سيؤدي ذلك إلى تآكل الدور الإيراني في مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويُضعف مكانتها كشريكٍ لبكين.
تنامِي دور التحالف التركي الأذري على حساب النفوذ “الإيراني- الروسي”؛ وتعرُّض نفوذ كلٍّ من إيران وروسيا في القوقاز إلى تراجُع شديد الوضوح، وذلك على خلفية انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا، وتوتر علاقاتها مع أرمينيا وأذربيجان، إلى جانب تلقِّي طهران لضربات مُوجِعَة في الفترة الأخيرة، وذلك في ضوء حرب غزة، والصراع “الإيراني – الإسرائيلي”.
وفي مقابل ذلك؛ يشهد النفوذ التركي والأذربيجاني في تلك المنطقة طفرة كبيرة، ولا شكَّ أن مشروع ممر زنغزور سيُضيف المزيد من المكتسبات لكلٍّ من باكو وأنقرة؛ حيث[6]:
سيتيح المشروع لتركيا اتصالًا مباشرًا بآسيا الوسطى عبر أذربيجان، وذلك دون الحاجة للمرور في الأراضي الإيرانية، ومن ثمَّ؛ ستعزز تلك الخطوة من نفوذ أنقرة في منطقة آسيا الوسطى، وستعيد إحياء الهوية القومية التركية العابرة للحدود، كما أنها ستمنح أنقرة قدرة إضافية على التحكُّم في سلاسل الإمداد والطاقة بين أوروبا وآسيا الوسطى، وتشير التقديرات في هذا الشأن؛ إلى أن مشروع الممر قد يُدِرُّ عائدات عبور سنوية على تركيا تتراوح بين 10-15 مليار دولار بحلول عام 2030.
أمَّا بالنسبة لأذربيجان؛ فإن هذا الممر سوف يُحوِّلُها إلى مركز حيوي للتجارة الإقليمية والدولية، من خلال تعزيز دورها في سلاسل التوريد العالمية، وتنويع اقتصادها بما يتجاوز صادرات الطاقة؛ إذ سيوفر لأذربيجان اتصالًا بريًّا مباشرًا بالاقتصاد التركي عبر أرمينيا وناخيتشيفان، ومن ثمَّ؛ يُنْشِئُ طريقًا مباشرًا لتدفُّق البضائع الأذربيجانية إلى الأسواق الأوروبية والعالمية؛ مما يُدِرُّ لباكو العديد من المكاسب الاقتصادية الناتجة عن هذا التدفُّق.
وبناءًا عليه؛ ترى إيران أن مشروع ممر زنغزور، سيعزز نفوذ تركيا وأذربيجان على حدودها الشمالية، وهو ما من شأنه أن يهدد الأمن القومي الإيراني بصورة مباشرة؛ من خلال إمكانية استغلال باكو لوجودها على حدود طهران، لتأجيج النَّعَرَات الانفصالية في المحافظات الشمالية الإيرانية؛ والتي هي موطنُ قَدَمٍ للأقلية الأذربيجانية.[7]
وصول الخطر الإسرائيلي حتى حدود إيران؛ في ضوء المُعْطَيَات سالفة الذكر؛ فإن أذربيجان ستكون واحدة من أكبر الرابحين من وراء تنفيذ مشروع “ممر ترامب”، وهذا الأمر يدُقُّ ناقوس الخطر بالنسبة لإيران؛ حيث تدرك طهران أن تعزيز المكانة الإقليمية لباكو في منطقة القوقاز؛ يعني بالتبعية، تعزيز النفوذ الإسرائيلي أيضًا؛ انطلاقًا من الشراكة الوثيقة التي تجمع بين تل أبيب وباكو.
ومن هنا؛ يبدو أن تل أبيب باتت على أعتاب الحدود الشمالية الغربية الإيرانية، وذلك من خلال تحالفها مع حكومة إلهام علييف الأذرية؛ أيْ أصبحت البُنَى التحتية الاستخباراتية والتقنيات الرقابية الإسرائيلية المنتشرة في أذربيجان، بمثابة اختراقٍ شديد الحساسية للأمن القومي الإيراني، وهذا بالتأكيد يفرض على طهران مزيدًا من التحديات الأمنية شديدة الخطورة.[8]
إحضار الولايات المتحدة وحلف الناتو إلى عقر دار إيران؛ فكرة أن يدير المشروع شركة أمريكية، هي رسالة واضحة لإيران؛ مفادها أن واشنطن قرَّرت أن تأتي حتى حدودها، وأن تتواجد في منطقة القوقاز، التي ظلَّت سنوات طويلة بمثابة منطقة نفوذ “روسي – إيراني” فقط.
ولا شكَّ أن تثبيت موطئ قدم أمريكي في جنوب القوقاز، يهدد الأمن القومي الإيراني بشكلٍ مباشرٍ، ويضع طهران تحت الضغط طوال الوقت؛ لأن الخطر الأمريكي سيكون على بُعْد أمتار قليلة فقط من الحدود الإيرانية، كما سيفتح الباب أمام تواجُد قوات الناتو في تلك المنطقة؛ مما يُعَدُّ بمثابة خطر جسيم سواء لطهران أو موسكو.
وإدراكًا لهذا الأمر؛ أبدت طهران ردَّة فِعْلٍ قويةٍ حول فكرة إدارة الولايات المتحدة لمشروع ممر زنغزور؛ حيث[9]:
رحَّبت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم 9 أغسطس الجاري، باتفاق السلام المُوقَّع بين أرمينيا وأذربيجان، باعتباره خطوةً مهمةً نحو سلام إقليمي دائم، لكنها حذَّرت من تَبِعَات أيِّ تدخل أجنبي بالقرب من حدودها.
صرَّح مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، بأن “ترغب دول الناتو في الوجود في هذه المنطقة؛ بحيث تتموضع كعائق بين إيران وروسيا، لكن طهران لن تسمح بذلك”، مُشدِّدًا على أن “هذا الممر لن يصبح ممرًّا مملوكًا لترامب، بل مقبرة لمرتزقة ترامب”، مؤكدًا أيضًا على أن “طهران سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستمنع إنشاء الممر الأمريكي في القوقاز؛ لأنه يهدد أمن المنطقة ويُغيِّرُ خريطتها الجيوسياسية”.
من جانبه؛ أكَّدَ أمين اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية التابعة لمكتب المرشد الإيراني علي باقري كني، أن بلاده لن تتغاضى عن مشروع ممر زنغزور، مشيرًا إلى أنه “من الضروري العمل على تهيئة ظروف تضمن الاستقرار والتنمية والتقدم على حدود إيران، وذلك عبر تفاعل شامل وبناء مع دول الجوار”.
كما شدَّدَ “كني” أيضًا على أن “سعْي القوى الأجنبية، وخصوصًا الولايات المتحدة، للدخول إلى منطقة القوقاز، والعبث بمصالح دولها من أجل تحقيق مكاسبها الخاصَّة، أمر مرفوض من قِبَلِ إيران، كما هو مرفوضٌ من قِبَلِ دول وشعوب المنطقة الأخرى”.
في السياق ذاته؛ صرَّح عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني النائب حسين فدا مالكي، بأن “يمثل الوجود الأمريكي تدخُّلًا غير مُبرَّرٍ، سيفتح فصْلًا جديدًا من الأزمات في منطقة القوقاز”، مطالبًا إيران وروسيا وتركيا بـ”التركيز على تَبِعَات هذا الوجود، بما في ذلك احتمال استخدام الناتو لممر زنغزور”.
ثالثًا: كيف يمكن لإيران مواجهة هذا المشروع؟
تدرك إيران جيدًا أنها تفتقر القوة العسكرية اللازمة؛ في حال قرَّرت اللجوء إلى خيار التصعيد ومنع تنفيذ المشروع بالقوة، خصوصًا أن وضْع روسيا لن يدعم أيَّ تحرُّك من شأنه أن يفاقم أوضاع منطقة القوقاز، ولذلك؛ يبدو أن طهران ستميل إلى خيار كسْب الوقت وتعزيز التنسيق الإقليمي مع أرمينيا وأذربيجان؛ حتى تستطيع أن تخفف من وطْأة التداعيات السلبية التي ستطالها في حال نُفِّذَ “ممر ترامب” بالفعل، وفيما يأتي أبرز السيناريوهات المطروحة لتحدي مشروع ممر زنغزور من قبل الجانب الإيراني:
تحسين العلاقات مع أذربيجان وأرمينيا؛ يبدو أن الخيار الأكثر واقعية في الوقت الراهن؛ أن تسعى طهران إلى كسْب ثقة جيرانها في القوقاز، خصوصًا أن اتساع فجوة الهوة بينها وبين كلٍّ من باكو ويريفان، أعطى الفرصة لتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة أن يكتسبوا مزيدًا من النفوذ في تلك المنطقة على حساب النفوذ “الإيراني- الروسي”.
يبدو أن إيران بدأت أن تتحرك نحو هذا المسار سريعًا؛ حيث:
أ. بالنسبة لأرمينيا؛ أجرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم 10 أغسطس 2025، اتصالًا هاتفيًّا مع رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان؛ حيث استعرض الجانبان حيثيات المشروع واتفاق السلام الموقع تحت رعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخلال الاتصال تمَّ التأكيد على الآتي[10]:
تمسُّك أرمينيا أن تعمل المسارات الإقليمية في إطار مبادئ وحدة أراضي الدول وسيادتها وولايتها القضائية، وعلى أساس المعاملة بالمِثْل.
أن يكون ممرّ القوقاز طريقًا للسلام والتنمية، وليس أداة للهيمنة الأجنبية.
استراتيجية العلاقات بين إيران وأرمينيا، وذلك من خلال تبنِّي عملية تفاعل بنَّاءة بين البلدين، تقوم على حُسْن الجوار والاحترام المتبادل لوحدة أراضي الطرفين.
أيُّ جهْدٍ أو عملٍ لتقويض هذه العلاقات التاريخية والعميقة، سيُرفض رفْضًا قاطعًا ولن يكون مقبولًا من قِبَلِ البلدين.
وقد سبقَ الاتصالَ، عددٌ من اللقاءات التي جمعت بين المسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم الأرمن، فمثلًا؛ بحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان، في الأول من يوليو 2025، الحرب الأخيرة مع إسرائيل؛ حيث أثنى الوزير الإيراني على دور يريفان السياسي خلال الحرب، والذي تمثَّلَ في تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الإيرانيين في الخارج، فيما أدان ميرزويان العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران، كما بحثا معًا مسألة الأمن في القوقاز[11].
يُضافُ إلى ذلك؛ اللقاء الذي جمع نائب رئيس الوزراء الأرميني مهير جريجوريان، والسفير الإيراني في يريفان مهدي سبحاني، يوم21 يوليو 2025؛ حيث بحثا عددًا من القضايا الإقليمية في منطقة القوقاز، إلى جانب عددٍ من الملفات الثنائية، وقد شدَّدَ الطرفان على ضرورة إرساء سلام طويل الأمد، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ب. بالنسبة لأذربيجان؛ تدرك طهران جيِّدًا أن توتر علاقاتها مع باكو ليس في صالحها، خاصَّةً أن ذلك يُقرِّبُها من إسرائيل أكثر، ولذلك تحاول إيران تحسين هذا الوضع؛ ومن هنا؛ عزَّز الطرفان اتصالاتهما ولقاءاتهما، مِثْل الاتصال الهاتفي الذي جمع الرئيس بزشكيان ونظيره الأذري إلهام علييف، يوم 26 يونيو الماضي؛ حيث أكد الرئيس الإيراني خلاله، على أهمية مواصلة التعاون بين طهران وأذربيجان.
وقد سبق هذا الاتصالَ زيارةٌ شديدةُ الأهمية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكو، في أواخر أبريل 2025، هذا إلى جانب مشاركته في القمة السابعة عشر لمنظمة “إيكو” الاقتصادية التي جرت يوميْ 3-4 يوليو 2025 بمدينة خانكندي الأذربيجانية، وخلالها اجتمع رئيسا البلديْن مرَّةً أخرى.
إعادة المقترح الأرميني بشأن مشروع “مفترق طرق السلام” إلى الواجهة مُجدَّدًا؛ والذي أطلقه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لأول مرة، في أكتوبر 2023.[12]
يقوم هذا المقترح على تعزيز العلاقات بين أرمينيا وتركيا وأذربيجان وجورجيا وإيران، من خلال إصلاح وإنشاء البنية التحتية للنقل والطاقة، بما في ذلك خطوط الأنابيب والكابلات وخطوط الكهرباء.
ويتضمن المشروع ترميم خط سكة حديد “ميغري” الذي يربط قرية يراسخ في أرمينيا، الواقعة على الحدود مع ناخيتشيفان، بمدينة هوراديز في جنوب غربي أذربيجان، ومن ثمَّ؛ يمكن أن يصبح هذا المشروع – على غرار ممر زنغزور- جزءًا من ممرٍّ دوليٍّ لنقل التجارة بين آسيا وأوروبا.
استغلال الصعوبات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي قد تعرقل مشروع “ممر ترامب”؛ في أعقاب الإعلان عن المشروع، أصدرت وكالة “بلومبرج” تقريرًا يُحذِّرُ من التفاؤل الزائد بهذا المشروع، موضحًا أن هناك العديد من التحديات التي من شأنها أن تجعل تنفيذ هذا الممر أمرًا صعبًا، وخصوصًا على المدى القريب، وفيما يأتي أبرز ما جاء بالتقرير[13]:
يُعتبر ممر زنغزور جزءًا صغيرًا من شبكة أوسع من الممرات البرية بين آسيا الوسطى وأوروبا، مِثْل “الممر الأوسط” بين الصين وأوروبا، والذي يمتدُّ لما يقرب من 4 آلاف ميل، فضْلًا عن “الممر الشمالي” المار عبْر روسيا، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تدفع بها موسكو وطهران وأنقرة وبغداد، وكل ذلك يجعل الممر الأمريكي أقل جدوى وأكثر تكلفة من بدائله.
يواجه المشروع مشكلة ارتفاع تكاليفه مقارنةً بالطُّرُق البحرية الأقل تكلفة، كما يُشكِّلُ ضعف البنية التحتية وصعوبة التنسيق بين الدول الداخلة في هذا الممر، عقبات رئيسية أمام تنفيذه.
سيطرة روسيا على شبكة السكك الحديدية في أرمينيا، والعقوبات الغربية المفروضة عليها، يطرحان علامات استفهام حول إمكانية تنفيذ المشروع؛ فكيف يمكن لشركة أمريكية أن تدخل لتدير شبكة النقل والسكك الحديدية، في حين أن الملكية والإدارة تعود إلى موسكو.
الاستثمار المُكثَّف في هذا الممر الجديد قد يتعارض مع الواقع السياسي والاقتصادي المُعقَّد في المنطقة؛ حيث لا تزال التوتُّرات قائمة بين باكو ويريفان، ولا وجود لاتفاق سلام شامل نهائي بينهما حتى الآن.
تظلُّ العديد من الخطط الأمريكية في كثير من الأحيان “حبْرًا على الورق”، والدليل على ذلك؛ أنه بينما استثمرت الصين أكثر من تريليون دولار في مبادرة “الحزام والطريق”، عجزت واشنطن عن تقديم بديل اقتصادي واقعي، رغم طرْحها ممر “الهند-الشرق الأوسط-أوروبا (IMEC)، والذي لم يتجاوز حتى الآن مرحلة التخطيط.
وبناءًا عليه؛ يمكن لإيران الدَّفْع بهذه الأطروحات لتقليل جدوى الممرِّ، وتعطيل حماس أرمينيا وأذربيجان له، مع الدَّفْع ببدائله التي تتناسب مع مصالحها في منطقة القوقاز، مِثْل مشروع “ممر آراس”، ومشروع “مفترق طرق السلام” الأرميني سالف الذكر.
تشكيل محور ثلاثي مناهض يضُمُّ “إيران- روسيا- الصين”؛ يبدو من التداعيات سالفة الذكر لمشروع الممر الأمريكي، فإن مصالح كلٍّ من الصين وروسيا وإيران في منطقة القوقاز ستتعرَّضُ لضربةٍ مُوجِعَةٍ، ومن ثمَّ؛ يمكن للدول الثلاث أن تُشكِّلَ فيما بينها تحالُفًا أو مبادرة تعاون وتنسيق مشترك، باعتبار هذه الخطوة تُمثِّلُ ضرورةً جيوسياسية في الوقت الراهن؛ خاصَّةً أن[14]:
إيران تحتاج للحفاظ على منفذها نحو أرمينيا وأوروبا، ومنْع حصارها من الشمال الغربي.
روسيا ترى في الممرِّ تهديدًا يطوقها من الجنوب، ويعزلها عن الشرق الأوسط، في وقتٍ تواجه فيه استنزافًا في أوكرانيًّا.
الصين تخشى من إضعاف أحد أهمِّ مسارات “مبادرة الحزام والطريق”، الذي يمُرُّ عبر إيران وأرمينيا نحو أوروبا.
ويمكن لهذا التنسيق الثلاثي أن يتخذ أشكالًا مختلفة؛ فقد يكون سياسيًّا، وذلك من خلال التحرُّك في المحافل الأممية الدولية؛ لرفض أيِّ تعديل للجغرافيا الإقليمية لمنطقة القوقاز، كما يمكن أن يكون اقتصاديًّا؛ من خلال إيجاد مسارات بديلة للنقل والتجارة بين آسيا الوسطى وأوروبا، تنافس المشروع الأمريكي، وأخيرًا؛ قد يكون أمنيًّا، قائم على رصْد ومتابعة التحركات الأمريكية، وكذلك تحرُّكات الناتو، في جنوب القوقاز.
وفي حال تمكَّنت إيران، وكذلك روسيا والصين، من إنجاح هذا التحرُّك، فإنها ستعيد التوازن مُجدَّدًا لمنطقة جنوب القوقاز، وستبعث برسالة واضحة للغرب وخصوصًا واشنطن، مفادها أن أيَّ محاولة لعزْل إيران أو روسيا، أو تعطيل طريق الحرير الصيني، ستُوَاجَهُ بتحرُّكٍ جماعيٍّ من قِبَلِ الدول الثلاث.
تمسُّك إيران بالتحرُّك ضمن آلية “3+3″؛ والتي تضُمُّ دول القوقاز الثلاث إلى جانب روسيا وتركيا وإيران، وذلك حتى تضمن طهران أن أيَّ تحركات على صعيد مسارات النقل والتجارة في تلك المنطقة، ستقوم على أساسٍ من التنسيق والتعاون؛ مما يُعزِّزُ التنمية المشتركة، ويحدُّ أيضًا من فُرَص التصعيد العسكري بين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية بالنسبة للأمن القومي الإيراني.[15]
ختامًا:
لا يمكن فصْل اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان الذي جاء بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والحديث عن تأجيره لمشروع ممرّ زنغزور لمدة 99 عامًا، عن المساعي الأمريكية التي تبذلها إدارة واشنطن الحالية لإحتواء الخطر الإيراني، ورغبتها في إعادة طهران إلى حيِّزِها الجغرافي الضيق، بَدَلًا عن استراتيجية التمدُّد إلى الخارج التي اتبعها نظام ولاية الفقيه منذ نشأته في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية.
والدليل على ذلك؛ تزامن توقيع اتفاق أذربيجان وأرمينيا، مع إقرار الحكومة الإسرائيلية خطة احتلال قطاع غزة، وكذلك مصادقة الحكومة اللبنانية على نزْع سلاح حزب الله؛ حيث لا شَكَّ أن تداعيات كُلِّ هذه الإجراءات تنال بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ من المصالح الإيرانية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو منطقة القوقاز.
وبالتالي؛ يبدو أن الرئيس ترامب قرَّرَ أن يدخل منطقة القوقاز كساحةٍ جديدةٍ للمواجهة والتنافُس الأمريكي الإيراني، وذلك من خلال تبنِّي مشروع من شأنه أن يُغيِّرَ من موازين القوى في جنوب القوقاز؛ ليخلق ما يمكن تسميته بـ”القوقاز الجديد”، وهو ما يشابه “الشرق الأوسط الجديد”، فكلاهما يستبعدان طهران من المعادلات الإقليمية سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، ويُغيِّرَان من الحدود الجيوسياسية الإيرانية.
ويبقى التساؤل الأساسي؛ كيف يمكن أن تواجه إيران التحركات “الأمريكية- الإسرائيلية” الهادفة إلى فرْض أمر واقعٍ جديدٍ على طهران، يقوم على عزْلها عن جوارها الجغرافي، سواء في الشرق الأوسط أو القوقاز، وإخراجها من المشهد تمامًا بتطويقها وخنْقها جغرافيًّا واقتصاديًّا؟
المصادر:
[1] رؤى قاسم، من ممر زنغزور إلى «ممر ترامب»: كيف يغير الاتفاق وجه القوقاز؟، صحيفة الأخبار اللبنانية، 10/8/2025، متاح على الرابط: https://www.al-akhbar.com/world/854205
[2] «ممر ترمب» يعيد توزيع خرائط النفوذ في جنوب القوقاز، صحيفة الشرق الأوسط، 11/8/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82
[3] المقترح الأميركي لإدارة ممر زنغزور يوسّع الانقسامات في جنوب القوقاز ويثير قلق إيران، ميدل إيست نيوز، 23/7/2025، متاح على الرابط: https://mdeast.news/ar/2025/07/23/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8
[4] انتقادات إيرانية لأذربيجان وأرمينيا بعد توقيع اتفاق الممر برعاية ترمب، صحيفة الشرق الأوسط، 10/8/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82
[5] شيماء المرسي، ترامب يستخدم اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان لعسكرة حواف إيران الجيوسياسية في جنوبي القوقاز، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، 9/8/2025، متاح على الرابط: https://afaip.com/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8
[6] ماري ماهر، ممر زانجيزور: هل يعيد التدخل الأمريكي رسم توازنات القوى جنوب القوقاز؟، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 30/7/2025، متاح على الرابط: https://ecss.com.eg/54489/
[7] عبد الهادي كامل، برميل البارود بنخجوان.. ممر ترامب ينذر ببعثرة خريطة النفوذ في القوقاز، موقع إرم نيوز، 11/8/2025، متاح على الرابط: https://www.eremnews.com/news/world/si1rxob
[8] شيماء المرسي، تداعيات ممر زنغزور كأداة لسياسة الاحتواء وعزل إيران، مجلة السياسة الدولية، 11/8/2025، متاح على الرابط: https://www.siyassa.org.eg/News/22077/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9
[9] انتقادات إيرانية لأذربيجان وأرمينيا بعد توقيع اتفاق الممر برعاية ترمب، صحيفة الشرق الأوسط، 10/8/2025، مرجع سابق.
[10] ممر زنغزور.. إيران بين القبول الصعب والرفض المكلف، موقع ترك برس، 8/8/2025، متاح على الرابط: https://www.turkpress.co/node/106573
[11] علي عاطف، تهدئة لا صِدام: إلى أين تتجه العلاقات الإيرانية الأذربيجانية بعد الحرب مع إسرائيل؟، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 30/7/2025، متاح على الرابط: https://ecss.com.eg/54484/
[12] «ممر ترمب» يعيد توزيع خرائط النفوذ في جنوب القوقاز، صحيفة الشرق الأوسط، 11/8/2025، متاح على الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82
[13] ترامب يطلق ممر القوقاز وسط مخاوف من تداعياته الجيوسياسية، موقع بلومبرج، الجزيرة القطرية، 9/8/2025، متاح على الرابط: https://www.ajnet.me/ebusiness/2025/8/9/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%
[14] محمد شمص، ممر زنغزور.. بوابة نحو حرب جيوسياسية كبرى، موقع الخنادق الإيراني، 11/8/2025، متاح على الرابط: https://alkhanadeq.com/post/9165/%D9%85%D9%85%D8%B1-%
[15] بسام عباس، اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان.. تحول جيوسياسي برعاية أمريكية، موقع رؤية الإخباري، 9/8/2025، متاح على الرابط: https://roayahnews.com/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D