المقالات
مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية > تقارير وملفات > وحدة الشرق الأوسط > عرضٌ نقدي لمقالة: من البراجماتية إلى الاستقطاب؟ التوترات بين أذربيجان وروسيا وإعادة تشكيل جنوب القوقاز
عرضٌ نقدي لمقالة: من البراجماتية إلى الاستقطاب؟ التوترات بين أذربيجان وروسيا وإعادة تشكيل جنوب القوقاز
- أغسطس 23, 2025
- Posted by: Maram Akram
- Category: تقارير وملفات وحدة الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات

إعداد: محمود حسن
باحث مساعد في برنامج دراسات الدول التركية
مقدمة
تشهدُ العلاقةُ بين أذربيجان وروسيا تحولاً جذرياً، يتسمًُ بتصاعدِ التوترات، وإعادة تقييم أنماط التفاعل الثنائي، وتداعياتٍ جيوسياسيةٍ أوسع نطاقاً على جنوب القوقاز. في هذا السياق، يجادل الكاتب روسيف حسينوف أن تصدع العلاقات الروسية- الأذربيجانية لا يمثّل نتاجاً لمجموعةٍ من الحوادث المعزولة مثل الصراعات العرقية فحسب، بل يعبر عن إعادة هندسة شاملة لتوازنات القوة الإقليمية في جنوب القوقاز ظهرت جلياً عبر موقف أذربيجان الحازم إبان الأزمة الدبلوماسية الراهنة، مما أدّى لتفكك محور باكو-موسكو الذي كان قائماً في السابق على براجماتية التعامل. ومن ثمَّ تتناول هذه الورقة عرضاً نقدياً لمقالة لحسينوف بعنوان: “من البراجماتية إلى الاستقطاب؟ التوترات بين أذربيجان وروسيا وإعادة تشكيل جنوب القوقاز”, في محاولة لتقييم أبرز الحجج المدرجة بالمقال وتسليط الضوء على مدى التحيز والقصور في ادعاءاته.
أولًا: الخلفية الأكاديمية للباحث
روسيف حسينوف محلل سياسي متزايد التأثير، نجح في ترسيخ مكانته كخبيرٍ إقليميٍ في شؤون ما بعد الاتحاد السوفيتي. بصفته المؤسس المشارك والمدير الحالي لمركز توبشوباشوف، وهو مركز أبحاث مقره باكو أُطلق عام ٢٠١٨، يلعب دورًا فعالًا في صياغةِ الخطاب المتعلق بالأمن والصراعات المجمدة والأقليات العرقية في جميع أنحاء القوقاز وأوراسيا. وقد مكّنه هذا المنصبُ من الجمع بين البحث الأكاديمي والتواصل الموجّهِ نحو السياسات، والشراكة مع المؤسسات الأوروبية والأمريكية لتنظيمِ جلساتِ نقاشٍ ووٌرشِ عملٍ ومناقشاتٍ رفيعة المستوى. وفي هذا الصدد، تُجسد مسيرته المهنية جهدًا مدروسًا لسدِّ فجواتِ المعرفة الإقليمية وتوسيع الحوار الاستراتيجي بين جنوب القوقاز والجهات المعنية الغربية.
على الصعيد الأكاديمي، يتمتع حسينوف بخلفيةٍ أكاديميةٍ متينةٍ، حيث أكمل درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة باكو الحكومية، ودرجة الماجستير من معهد يوهان سكيت بجامعة تارتو، إحدى الجامعات الرائدة في منطقة البلطيق للدراسات السياسية. على الرغم من أن ملفه الشخصي لا يُظهر حتى الآن سجلاً حافلاً من المنشورات المُحكّمة، إلا أنه يُعوض ذلك من خلال مشاركته الإعلامية وعملهِ في مجال السياسات التطبيقية.
ينشر بانتظام في وسائل إعلام دولية مرموقة مثل “ذا ناشيونال إنترست”، وصحيفة “أوراسيا ديلي مونيتور” التابعة لمؤسسة جيمستاون، وصحيفة “نيو إيسترن يوروب”، مما يزيدُ من نطاق خبرته ويُظهر قدرته على ترجمة الرؤى الإقليمية لجمهور دولي.
ومع ذلك، من المهمّ إدراكُ بعض القيود في ملفه الشخصي. في حين يحظى روسيف حسينوف باحترامٍ واسعٍ في أوساط الخبراء الإقليميين، إلا أن شهرته على نطاقٍ أكاديميٍ عالميٍ أوسع لا تزالُ محدودةً نسبيًا. فسجلًه الأكاديمي يعتمد بشكلٍ أساسيٍ على التعليق على السياسات ونشاط مراكز الفكر، بدلًا من الإنتاج البحثي الأكاديمي المتواصل. بالتالي، إن تأثيره طويل الأمد لا يزالُ قيدَ التطور، وسيعتمد إلى حدٍّ كبيرٍ على قدرته على دمْجِ عمله في مساهماتٍ أكثر جوهريةً، مثل دراسات تأثير السياسات أو الأبحاث المُراجعة.
ثانيًا: سياسة أذربيجان الحذرة تجاه روسيا
يرى الكاتب أنه لطالما اتّسم نهْجُ أذربيجان تجاه روسيا بتوازنٍ دقيقٍ بين تنويع الشراكات الأذربيجانية مع الغرب والحرص على عدم تبنّي نهْجٍ استفزازيٍ تجاه موسكو، وبينما امتنعت باكو عن الانضمام إلى تكتلاتٍ معاديةٍ لروسيا أو فرْضِ عقوباتٍ عليها، إلا أنها لم تترددْ في اتّخاذ موقفٍ حازمٍ في العلاقات الثنائية مع روسيا. على سبيل المثال، قد تقدم أذربيجان مساعدات عسكرية لأوكرانيا أو تعيد بناء بنيتها التحتية المتضررة ضمن أُطرِ التعاون الثنائي دون الانخراط في تحالفاتٍ وثيقةٍ مع الدول الغربية قد تنظر إليها موسكو نظرةً عدائيةً.
في المقابل، أحبطت السياسة الخارجية الأذربيجانية متعددة الأطراف آمال روسيا لتعزيز نفوذها في منطقة جنوب القوقاز. فعلى الرغم من المبادرات المتكررة، لم يتمكّنٍ الكرملين من إشراك باكو في مشاريع التكامل الأوراسي، بل ومارستْ الأخيرةُ ضغوطاً على روسيا لضمان الانسحاب المبكر لقوات حفظ السلام الروسية من كاراباخ في 2024, أي قبل عام كامل من انتهاء ولايتها.
تبعاً لذلك، أدّتْ العلاقات الأذربيجانية الاستراتيجية مع تركيا وباكستان، وتعميق الشراكات مع إسرائيل، وتنامي العلاقات مع الصين إلى تقليل اعتمادها على موسكو بشكلٍ أكبر. كما أدّى التعاونُ الأذربيجاني مع هذه القوى الإقليمية إلى مزاحمة النفوذ الروسي في المنطقة عبر فاعلين جدد، وبالأخص تركيا ذات الحضور المتزايد جنوبي القوقاز، وهذا يعني أن المنطقةَ تشهدُ مرحلةً جديدةً من صياغةِ توازناتِ القوة الإقليمية. فروسيا الآن بحاجةٍ إلى أذربيجان أكثر مما تحتاجها. فمع عزلتها بسبب العقوبات الغربية وانقطاعها عن الأسواق الرئيسية وطرق العبور، تعتمدُ موسكو بشكلٍ متزايدٍ على المنافذ الجنوبية للوصول إلى تركيا وإيران والخليج العربي. وفي ظل هذا الوضع الجيوسياسي الناشئ، تظل أذربيجان الرابط الأكثر موثوقيةً وأهميةً من الناحية الاستراتيجية.
ثالثًا: تدهور العلاقات الثنائية
في هذا القسم، يتناول حسينوف أسباب الخلاف المباشر بين أذربيجان وروسيا، حيث أصبحَ تدهورُ العلاقاتِ الأذربيجانية الروسية جليًا في أعقاب إسقاط أنظمة الدفاع الجوي الروسية طائرة ركاب أذربيجانية في ديسمبر 2024. أثارَ هذا الحادثُ غير المسبوق ردَّ فعلٍ دبلوماسيٍ فوريٍ من باكو، شملَ مطالباتٍ باعتذارٍ رسميٍ ومحاسبةٍ وتعويض، مما يعكس غضب الساسة الأذربيجانيين الحاد من الحادثة. كما فاقمت ردود موسكو الغامضة والمتأخرة من الخلاف. وقد أبرز غياب الرئيس إلهام علييف اللافت عن موكب يوم النصر الروسي في 9 مايو 2025 – وهو سمةٌ مميزةٌ لدبلوماسية الكرملين الاحتفالية – مدى هذا الشقاق وفقاً لتحليل حسينوف.
علاوةً على ذلك، تصاعدت التوترات أكثر في يونيو 2025 مع الاعتقال الجماعي للأذربيجانيين في يكاترينبورغ، وهو حدثٌ اعتبره صنّاعُ القرار في باكو إما حملة قمعٍ منسقة أو عملاً ترهيبيًا متعمدًا. وينوه الكاتب أنه سواءٌ أكانت العمليةُ نابعةً من صراعاتٍ محليةٍ على السلطة أم بموافقةِ جهاتٍ عليا في موسكو، فقد كانت عواقبُها السياسيةُ بعيدةَ المدى، إذ ردّت أذربيجان بشكلٍ حازمٍ، فعلقت عمليات وكالة سبوتنيك الروسية للإعلام، واعتقلت عدة مواطنين روس بتّهمِ الاحتيال الإلكتروني والتهريب، وأطلقت خطابًا عدائيًا في وسائل الإعلام المحلية ضد الكرملين.
رابعًا: تراجع نفوذ روسيا في جنوب القوقاز
هنا، يشير حسينوف إلى تراجع نفوذ روسيا في جنوب القوقاز منذ حرب كاراباخ عام 2020، التي أعادت رسْمَ ديناميكياتِ القوة الإقليمية. كشف انتصار أذربيجان العسكري على أرمينيا – الحليف التقليدي لروسيا – عن محدوديةِ ضماناتِ موسكو الأمنية وصادراتها من الأسلحة. كما مثّلت الحربُ بدايةَ إعادة هيكلةٍ إقليميةٍ. فقد بدأت أرمينيا، التي تسعى إلى إعادة ضبط توجهها الاستراتيجي، محادثات تطبيع مع كل من تركيا وأذربيجان – وهي خطواتٌ تُهمّش موسكو. وتُعدّ الزيارةُ التاريخيةُ لرئيس الوزراء نيكول باشينيان إلى أنقرة والقمة الأرمينية الأذربيجانية في أبو ظبي مثالًا على هذا التحول، حيث هُمِّش الكرملين فعليًا بعد أن هيمنَ على عملية السلام لعقود. بالتوازي، يُضعف الانخراطَ الدبلوماسي الأمريكي حول ممر زانجيزور نفوذ روسيا بشكل أكبر.
بجانب التغيرات الإقليمية في القوقاز، لقد فاقمت الحرب في أوكرانيا الانتكاساتِ الروسيةَ على حدّ تعبير الكاتب. فبسبب انشغالها العسكري والدبلوماسي، فقدت موسكو قدرتها على الحفاظ على هيمنتها التقليدية في جنوب القوقاز. ومع إغلاق العقوبات الغربية والعزلة الدولية لطرقٍ أخرى، تعتمدُ روسيا بشكلٍ متزايدٍ على أذربيجان كقناةٍ لوجستيةٍ وجيوسياسية لتركيا وإيران والخليج العربي، وأشار حسينوف إلى ترجيح كفة أذربيجان في إدارة علاقاتها مع روسيا عبر إجبار موسكو على سحب قوات حفظ السلام التابعة لها في 2024. وقد أظهرت هذه الخطوة غير المسبوقة في سياسات ما بعد الاتحاد السوفيتي، ثقةَ أذربيجان المتزايدة وتراجعَ قدرة روسيا على إملاء النتائج في نطاق نفوذها المفترض.
إضاءات نقدية
نقاط القوة في المقال: في هذا السياق، نجح حسينوف في إثبات الحجة الرئيسية للمقال، وهي أن تدهورَ العلاقات بين روسيا وأذربيجان هو جزءٌ من عملية إعادة تقييم أوسع لتوازنات القوى الإقليمية وليس مجردَ حوادث معزولة. بجانب توضيح الأسباب المباشرة للخلاف الروسي – الأذربيجاني، استكشف الكاتب الدور المتدهور لروسيا في منطقة جنوب القوقاز، فضلاً عن سياسات أذربيجان الخارجية متعددة الأطراف وإسهام هذه العوامل في تشكيلِ ترتيباتٍ جيوسياسيةٍ جديدةٍ في الإقليم. كما أن الخلفيةَ المهنيةَ للكاتب والمرتبطة بشكل وثيق بمجالات تحليل الأمن والأقليات العرقية تُضفي موثوقيةً كبيرةَ على ادعاءات الكاتب حول ردٌّ الفعل الأذربيجاني تجاه السياسات الروسية الموجهة للمواطنين الروس ذوي العِرق الآذري. بشكلٍ عام، يتجاوز المقال المنظور الثنائي ليتناولَ مشهدًا جيوسياسيًا أوسع قيد التشكيل بفعل الدور التركي المتصاعد، والتدخل الأمريكي، وإعادةَ ترتيبِ السياسة الأرمينية. ومن خلال تسليط الضوء على تراجع قدرة روسيا على تحديد الأجندة الإقليمية، يُظهر المؤلف فهمًا دقيقًا للحقائق الاستراتيجية المتغيرة.
وفي اعتقادي فإن تداعيات هذا الانقلاب الجيوسياسي في القوقاز يمثّل جزءً من إطار أكثر شمولاً لإعادة رسْمِ خرائط النفوذ في المناطق، التي لطالما اعتبرتها روسيا الحديقةَ الخلفيةَ لها مثل دول آسيا الوسطى. فبجانب نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوسط بين باشينيان وعلييف للتوصّل لتسويةٍ سلميةٍ بين الطرفين، ينشط الاتحاد الأوروبي بشكلٍ ملحوظٍ لإطلاق شراكاتٍ تنمويةٍ واقتصاديةٍ جديدة مع الدول الآسيوية الوسطية. بالتالي، فإن حجة الكاتب حول تبدل التحالفات الإقليمية في مناطق النفوذ الروسي التقليدي يمكن تطبيقها على سياقات أوسع في المنطقة.
قيود المقال: على النقيض، يمكن انتقاد المقال لتبنّيه وجهةَ النظر الأذربيجانية إلى حد كبير. على الرغم من نبرته التحليلية، يميل المقال إلى إبراز سردية أذربيجانية تصوَّر روسيا بشكلٍ شبه حصري كطرفٍ ضعيفٍ، بينما تُصوَّر أذربيجان كطرفٍ عقلاني واستباقيٍ على الدوام. ويعزز هذا الطرح تكرار بعض الحجج في فقرات مختلفة على مدى المقال، خصوصاً المتعلقة بتصاعد نفوذ أذربيجان الإقليمي في مقابل التأثير الروسي. وبينما تشير المعطيات الجيوسياسية إلى تحوّلٍ واضحٍ في ميزان العلاقة بين الطرفين، كان بإمكان حسينوف تحليلُ المسارات الروسية المحتملة للتفاعل مع الوضع الجديد أو توضيح نقاط القوة الروسية التي تمنحها ثِقلاً استراتيجياً في الإقليم.
واتصالاً بهذه الفكرة، يواجه المقال مشكلةَ الإفراط في الاعتماد على ادعاءاتٍ جازمةٍ. على سبيل المثال، استخدم الكاتب عبارات ك “روسيا الآن بحاجة إلى أذربيجان أكثر من العكس” دون تقديم أدلةٍ كافية تدعمها. ورغم وجاهة هذه الحجة، إلا أنها ستكونُ أكثرَ إقناعًا إذا دُعّمت ببياناتٍ مُقارنة مثل الاعتماد التجاري، وحجم نقل الطاقة، والالتزامات العسكرية أو إذا أقرّ الكاتب على الأقل بوجود حججٍ مُضادة.
بالإضافة إلى ذلك، لم يُعرْ الكاتب اهتماماً كافياً لتأثير الديناميكيات الداخلية في باكو على صياغة قرارها الخارجي، إذ اعتمد نظام علييف على سردية تحرير كاراباخ لتعزيز معدلات قبوله المحلي في الداخل الأذربيجاني ومع الانخفاض التدريجي لتأثير هذا الخطاب، من المحتمل أن يكونَ ردُّ الفعلِ الأذربيجاني الحازم على المعاملة الروسية لأذربيجاني الخارج استجابة حكومية لتعزيز الخطاب القومي في البلاد.
خاتمة
ختامًا، قدّم حسينوف حجةً مفادها أن القطيعةَ بين أذربيجان وروسيا ليست خلافًا ثنائيًا معزولًا، بل هي أحدُ أعراض التحول الجيوسياسي الأوسع في جنوب القوقاز. وسيعتمد ما إذا كان هذا التحولُ سيؤدي إلى نظامٍ جديدٍ مستقرٍ أو إلى مزيدٍ من التشرذم على كيفية تكيف موسكو مع التطورات الراهنة. لكن ما هو واضحٌ هو أن أذربيجان لم تعد تعمل من منطلق الحذر الاستراتيجي. إنها تؤكد نفسها كجهةٍ فاعلةٍ واثقةٍ ومستقلة ذات رؤيةٍ إقليميةٍ تختلف اختلافًا جذريًا عن رؤية موسكو. وسوف تمتد العواقب الجيوسياسية إلى ما هو أبعد من القوقاز ـبالنظر للانحدار العام الذي أصاب روسيا بمناطق نفوذها الاستراتيجية.
مع ذلك، كان تحليلُ المنظور الروسي تجاه الأزمة والخيارات المطروحة أمام موسكو لاستعادة تأثيرها التقليدي في جنوب القوقاز ليعزّز من مصداقيةِ الكاتب ويُعطي مزيداً من الاتزان لادعاءاته الواردة بالمقال، كما أن محاولةَ فهْم كيفية تشابك العوامل الداخلية الأذربيجانية مثل السرديات القومية مع تفاعلات باكو الخارجية كان ليمنحَ المقال نظرةً أكثر شموليةً لتطورات المشهد الجيوسياسي في الإقليم.
المراجع
Rusif Huseynov. From Pragmatism to Polarization? Azerbaijan-Russia tensions and the South Caucasus reset. Topchubashov Center. 25/7/2025. Available at: https://tinyurl.com/44cz52t5
Felicia Schwartz and Eric Bazail-Eimil. US brokers a deal between long-hostile Armenia and Azerbaijan. POLITICO. 7/8/2025. Avaiable at: https://tinyurl.com/3dsmk7p9
Bojan Brkić. Central Asia-EU summit in Samarkand marks historic regional unity. Euro News. 4/4/2025. Available at: https://tinyurl.com/3bakx954