المقالات
تركيا وغزة: مواقف دبلوماسية وإجراءات مستمرة
- أغسطس 30, 2025
- Posted by: ahmed
- Category: تقارير وملفات وحدة الدراسات الأفريقية

إعداد: هنا داود
باحث مساعد في برنامج دراسات الدول التركية
مقدمة
يشكّلُ الموقفُ التركيُ من تطورات القضية الفلسطينية وخصوصًا أحداث غزة أحدَ أبرزِ مظاهر التحولات في السياسة الخارجية لأنقرة خلال السنوات الأخيرة. فتركيا، التي تجمع بين أدوات القوة الدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية، تسعى من خلال خطابها الرسمي وتحركاتها العملية إلى تكريسِ نفسِها كفاعلٍ إقليميٍ محوريٍ ومُدافعٍ عن القضايا الإنسانية.
يعكسُ هذا الموقف المزْجَ بين البُعد الأخلاقي المتمثّلِ في رفْضِ الانتهاكات الإسرائيلية، والبُعد الاستراتيجي الساعي إلى تعزيز النفوذ التركي وإعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، ومن هنا تأتي أهمية تحليل الخطاب الدبلوماسي التركي، والإجراءات الاقتصادية والعقوبات المفروضة، إلى جانب الأبعاد الإغاثية، لفهْمِ طبيعةٌ الدور التركي وحدود تأثيره في مسار الأزمة.
الخطاب الدبلوماسي التركي
في الفتراتِ الأخيرة استمر الخطابُ الدبلوماسيُ التركيُ تجاه إسرائيل في التصعيد الملحوظ، حيث اتّسمَ باستخدام لغةٍ مباشرةٍ وحادّةٍ عكست تشدداً واضحاً في الموقف التركي من تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وقد تجلّى هذا النهْجُ بوضوحٍ في مواقف المسؤولين الأتراك، وفي مقدمتهم الرئيسُ رجب طيب أردوغان ووزارة الخارجية.
فعلى مستوى الرئاسة، استمر أردوغان في تبنّي خطابٍ يصنّفُ الممارساتِ الإسرائيليةَ على أنها “إبادةٌ جماعيةٌ” وفي بداية أغسطس 2025، أعرب عن دعمه لأي خطوةٍ تُسهمُ في الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، في إشارةٍ إلى سعي أنقرة لحشْدِ التأييد العالمي للقضية الفلسطينية، كما أشاد بتنامي المواقف الأوروبية المنتقدة لإسرائيل،[1] معتبراً إياها استجابةً إنسانيةً متزايدةً. وخلال اتصالٍ هاتفيٍ مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 4 أغسطس، شدّد أردوغان على أن الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستوى بالغ الخطورة، مؤكداً مركزيةَ هذا البعد في تحركاته الدبلوماسية.[2]
ومن أبرزِ المحطاتِ التي عكست ثباتَ الموقف التركي المقال الذي نشره الرئيس في 15 أغسطس بعنوان اختبار ضمير الإنسانية في غزة. فقد وصف فيه ما يجري بأنه مأساةٌ إنسانيةٌ تمسُّ وجدانَ البشرية جمعاء، مؤكداً أن موقف أنقرة لا يستندُ فقط إلى اعتباراتٍ أخلاقيةٍ، بل ينطلق أيضاً من حساباتٍ استراتيجيةٍ. ويكشف هذا الربط بين البعدين الأخلاقي والاستراتيجي عن رؤية تركيا للقضية باعتبارها عنصراً محورياً في سياستها الإقليمية الهادفة إلى إعادة تشكيل موازين القوى، وهذا الطرحُ يُتيح لأنقرة التمايزَ عن الدول التي تتخذُ مواقفَ أكثرَ تحفظاً، ويعزز من صورتها كفاعلٍ إقليميٍ بارزٍ ومدافعٍ عن القضايا الإسلامية والإنسانية.
كما شدّد أردوغان على استمرار الجهود التركية لتحقيق “سلام دائم يقوم على العدالة والكرامة”، مشيراً في هذا السياق إلى التعاونِ الوثيقِ مع شركاء يتبنّون ما يسمّيه “الدبلوماسية الإنسانية”، وعلى رأسهم قطر. ويعكس ذلك أن التحركاتِ التركيةَ لا تقتصرُ على المبادرات الفردية، بل تسعى إلى بناء شبكاتِ تحالفاتٍ دبلوماسيةٍ قادرةٍ على التأثير في مسار الأزمة[3].
الموقف التركي من خطة إسرائيل للسيطرة على غزة
اتّسم الموقف التركي تجاه الخطة الإسرائيلية الرامية إلى فرْضِ سيطرةٍ عسكريةٍ شاملةٍ على قطاع غزة بدرجةٍ عاليةٍ من الحزْم والسرعة في الردّ. ففي الثامن من أغسطس 2025، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا رسميًا (رقم 165) عبّرت فيه عن رفضها القاطع للقرار الإسرائيلي بتوسيع عملياته العسكرية داخل القطاع، واعتبرت هذه الخطوة امتدادًا لسياساتٍ توسّعيةٍ تنطوي على انتهاكاتٍ جسيمةٍ للقانون الدولي، ووصفتها بأنها تمثّل “مرحلةَ جديدةَ من سياسة الإبادة والاحتلال”. كما طالبت أنقرة السلطات الإسرائيلية بالتراجع الفوري عن هذه التحركات، والدخول في مسار لوقف إطلاق النار[4].
وجاء هذا البيان متسقًا مع الموقف الذي عبّر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التاسع من أغسطس، حيث شدّد على أن ما تخطط له إسرائيل أمر “لا يمكنُ القبولُ به بأي حالٍ”، ويعكس ذلك بوضوح أن تركيا لا تكتفي برفض العمليات العسكرية الراهنة، بل تُولي اهتمامًا خاصًا بما قد يترتب على الحرب من محاولاتٍ لتغيير البنية السكانية أو تقويض الوضع القانوني والسياسي لقطاع غزة[5].
ويُبرز هذا الموقف التركي التزامَ أنقرة الراسخ برفضِ أي ترتيباتٍ أو سياساتٍ تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين أو سلبْهم حقوقهم الوطنية، كما يؤكد سعيها لإحباط أي تحركاتٍ إسرائيليةٍ تهدف إلى فرْضِ واقعٍ جديدٍ على الأرض. ومن خلال تبنّي هذا النهج المبدئي، تضع تركيا نفسها ضمن الدول الأكثر انتقادًا للممارسات الإسرائيلية، وتُعزز من صورتها كفاعلٍ إقليميٍ نَشطٍ يسعى للدفاع عن قواعد الشرعية الدولية في القضية الفلسطينية.
في 21 أغسطس 2025 بدأت السلطات البحرية التركية تطبيق إجراءاتٍ جديدةٍ في الموانئ، تمثّلت في مطالبة وكلاء الشحن بتقديم تعهداتٍ خطية تؤكد عدم وجود أي صلةٍ بين السفن وإسرائيل. وبحسب ما نقلته مصادرُ ملاحيةٌ، فإن هذه التعليمات جاءت بشكل شفهيٍ ولم تُعلَنْ من خلال قراراتٍ رسميةٍ مكتوبةٍ. وبموجب الشروط الموضوعة، يلتزم وكلاء الشحن بالتصريح بأن مُلاّكَ ومشغّلي السفن ليست لهم أيُ ارتباطاتٍ مع إسرائيل، وأن السفن لا تنقل مواد عسكريةً أو خطرةً موجّهة إليها، مثل المتفجرات أو المواد الإشعاعية أو المعدات القتالية.[6]
هذه القيودُ لم تُطرحْ كخطوةٍ منفصلةٍ، بل جاءت ضمن حزمةٍ أوسع مكونةٍ من ستة إجراءات سبق أن أعلنت عنها أنقرة التزاماً بمضامين “البيان المشترك لمجموعة لاهاي” الصادر عن “مؤتمر بوغوتا الطارئ حول فلسطين” في يوليو [7]2025. وشملت تلك التدابير وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، منع مرور الشحنات العسكرية الإسرائيلية عبر الموانئ أو الأجواء التركية، بالإضافة إلى مراجعةِ العقودِ العامة ذات الصلة. وفي المقابل، ظهرت تقارير تفيدُ بأن السفنَ التي ترفعُ العلم التركي مُنعتْ من دخول الموانئ الإسرائيلية، مما يعكسُ حالةً من العقوباتِ المتبادلة.
تقييم فعالية العقوبات الاقتصادية
يمكنُ النظرُ إلى القيود البحرية الجديدة باعتبارها امتداداً للحظر التجاري الشامل الذي فرضته تركيا على إسرائيل في مايو 2024، والذي بلغت قيمته نحو 8 مليارات دولار سنوياً وفق بعض التقديرات، بينما ذكرت مصادر أخرى أن حجمَ التجارةِ بين الطرفين لم يتجاوزْ 7 مليارات دولار. الهدف من هذه الخطوة كان معالجةَ الثغراتِ التي سمحت لبعض الشركات التركية بمواصلة التعامل التجاري مع إسرائيل عبرَ دولٍ وسيطةٍ مثل اليونان، ما جعل الحظر السابق عُرضةً للتجاوز. وقد انعكس هذا الحظر بالفعل على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث تراجعت صادراته إلى تركيا في 2024 بنحو مليار دولار مقارنةً بالعام السابق.[8]
اللافت في هذه السياسة أن تنفيذها يتمُّ بطرقٍ غيرِ رسميةٍ وعبْر تعليماتٍ شفهيةٍ بدلاً من لوائح أو قرارات منشورة. هذا الأسلوب يعكسُ محاولةَ الحكومة التركية الجمع بين التشدد السياسي وتفادي تَبعاتٍ قانونيةٍ أو اقتصاديةٍ مباشرةٍ قد تترتب على حظْرٍ رسميٍ كاملٍ. وبذلك، تستطيع أنقرة الاستفادة من المكاسب الداخلية والخارجية لخطابها المتشدد، من دون أن تتحملَ كُلفةَ العقوبات بشكلٍ كامل.ٍ
وعلى المستوى الدولي، تبدو هذه التدابير جزءاً من إستراتيجيةٍ أوسع تهدف إلى تعزيز الدور التركي في إطار تحالفاتٍ تسعى إلى محاسبة إسرائيل. فارتباطُ هذه الإجراءاتِ بمُخرجاتِ “مجموعة لاهاي” يحوّلها من خطواتٍ أُحاديةٍ إلى ممارساتٍ منسّقةٍ دولياً، الأمر الذي يمنحُ الموقفَ التركي شرعيةً أكبر، ويعزز موقعها كقوة فاعلة في الساحة الدبلوماسية العالمية.
الدور الإنساني والإغاثي
يشكّل البعد الإنساني والإغاثي أحدَ المكوناتِ المحورية في الاستراتيجية التركية تجاه قطاع غزة، إذ لا يقتصر على تقديم الدعم المادي المباشر، بل يخدم أيضاً أهدافاً سياسيةً ودبلوماسيةً أوسع، وخلال الفترة الأخيرة أولت أنقرة اهتماماً خاصاً لضمان استمرار تدفق المساعدات وإبراز حضور مؤسساتها الإغاثية غير الحكومية.
استمرار تدفق المساعدات
رغم الصعوبات الميدانية، واصلت تركيا إرسال شحناتٍ إنسانيةٍ إلى غزة. فمنذ أكتوبر 2023، انطلقت ستَ عشرةَ سفينةً من ميناء مرسين التركي متجهة إلى ميناء العريش المصري، بالتنسيق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، وتولّى الهلال الأحمر التركي قيادةَ خمسٍ من هذه الرحلات تحت شعار “سفن الخير”، محمّلة بأكثر من 15 ألف طن من المساعدات.
وفي 4 أغسطس 2025 أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي عن إرسال 165 شاحنةَ إغاثة إلى القطاع، تضمنت ما يقرب من ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية تكفي لإعالة نحو خمسين ألف شخص لمدة شهرٍ كاملٍ. كما واصلت منظماتٌ تركيةٌ أخرى، مثل هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH)، وجمعية دنيز فنري، وجمعية جان صويو، تقديمَ مساعداتٍ متنوعةٍ شملت الأغذيةَ والأدويةَ والمستلزمات الطبية.[9]
المساعدات كأداة دبلوماسية
تَبرزُ المساعداتُ الإنسانيةُ التركية باعتبارها أداةً مزدوجةً، فهي من ناحية تعبّر عن قدرةٍ لوجستيةٍ وتنظيميةٍ تعزّز حضور أنقرة كفاعلٍ إغاثيٍ أساسيٍ في واحدةٍ من أعقد مناطق الصراع، ومن ناحية أخرى تحملُ أبعاداً سياسيةً واضحةً. فمن خلال التنسيق مع منظمات مثل الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الأونروا، تحرص تركيا على ضمان وصول مساعداتها بشكل فعّال ومرئي، بما يعزز نفوذها ورصيدها المعنوي في غزة وفي العالم الإسلامي على نطاق أوسع.
وقد صرّح الرئيس رجب طيب أردوغان في 19 أغسطس 2025 بأن بلاده أرسلت إلى القطاع ما يزيد عن 101 ألف طن من المساعدات، إلى جانب حملةٍ إغاثيةٍ تجاوزت قيمتها 40 مليون دولار لدعم وكالة الأونروا. هذا الزخَمُ في الدعم الإنساني يُقترن دائماً بخطابٍ سياسيٍ تركيٍ يركّز على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وفتح ممرات إنسانية لضمان تدفق المساعدات بلا عوائق. وبهذا الشكل، لا تُطرح المساعدات على أنها جهدٌ إنسانيٌ بحْتٌ، وإنما كجزءٍ من رؤيةٍ متكاملةٍ تربط الإغاثة بالمسار السياسي وتُظهر التزام أنقرة بالضغط من أجل إنهاء الصراع.[10]
وختامًا، يمكن القول إن الاستراتيجيةَ التركية تجاه غزة تقومُ على ثلاث ركائز مترابطة:
أولًا، الخطابُ الدبلوماسيُ الحاد الذي يضع إسرائيل في مواجهة اتهاماتٍ متصاعدةٍ تصل إلى حدّ وصف سياساتها بالإبادة الجماعية.
ثانيًا، الإجراءاتُ الاقتصاديةُ والعقوبات التي تهدف إلى الضغط على إسرائيل وإحراجها دوليًا، وإن كانت تُطبّق غالبًا بوسائل غير رسمية تتيح لأنقرة هامش مناورة واسعًا.
ثالثًا، البعدُ الإنسانيُ والإغاثيُ الذي لا يقتصر على الدعم المادي بل يُوظّف كأداةٍ سياسيةٍ لترسيخ صورة تركيا كقوةٍ إقليميةٍ إنسانيةٍ وراعية للقضية الفلسطينية.
إن الجمع بين هذه الركائز يمنح الموقف التركي زخمًا داخليًا وإقليميًا ودوليًا، لكنه في الوقت ذاته يطرحُ تساؤلاتٍ حول استدامة هذه السياسة، وحدود قدرتها على إحداث تغييرٍ ملموسٍ في موازين القوى أو في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. وبذلك تبقى تركيا لاعبًا نشطًا يسعى لفرض حضوره على أجندة القضية، جامعًا بين الاعتبارات الأخلاقية والاستراتيجية في آنٍ واحد.ٍ
المصادر:
[1]l. “أردوغان يرحب بالاعتراف بدولة فلسطين ويشيد بردود الفعل الإنسانية الأوروبية على جرائم إسرائيل في غزة.” TRT عربي. 24 أغسطس 2025، أردوغان يرحب بالاعتراف بدولة فلسطين ويشيد بردود الفعل الإنسانية الأوروبية على جرائم إسرائيل في غزة – TRT Global
[2] Presidency of the Republic of Türkiye, Directorate of Communications, “President Erdoğan, PM Starmer of the UK Talk over Phone,” accessed August 24, 2025, https://www.iletisim.gov.tr/en.
[3]رجب طيب أردوغان، اختبار ضمير الإنسانية في غزة، الجزيرة، 14 أغسطس، https://www.ajnet.me/opinions/2025/8/14/اختبار-ضمير-الإنسانية-في-غزة.
[4] وزارة الخارجية التركية، التصريح رقم 165″ حول قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة”، 8 أغسطس 2025، الرقم: 165، 8 أغسطس/آب 2025، حول قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة / وزارة الخارجية الجمهورية التركية، الدخول 24 أغسطس 2025.
[5] Directorate of Communications, Presidency of the Republic of Türkiye, “President Erdoğan, President Abbas of Palestine talk over phone,” Accessed August 24, 2025, https://www.tccb.gov.tr/en/press/statements/601/141065/president-erdogan-president-abbas-of-palestine-talk-over-phone
[6] “Turkish ports raise new barriers to Israel-linked ships, sources say,” Reuters, August 21, 2025, Turkish ports raise new barriers to Israel-linked ships, sources say | Reuters.
[7] وزارة الخارجية التركية، التصريح رقم 150″حول موقف تركيا من البيان المشترك الصادر عقب اجتماع مجموعة لاهاي في بوغوتا”، 19 يوليو 2025، الرقم: 150، 19 يوليو/ تموز 2025، حول موقف تركيا من البيان المشترك الصادر عقب اجتماع مجموعة لاهاي في بوغوتا / وزارة الخارجية الجمهورية التركية
[8] Turkey informally restricts port access for vessels with links to Israel – PortNews IAA, accessed August 22, 2025, https://en.portnews.ru/news/380860/
[9] تركيا تواصل تقديم المساعدات إلى غزة دون انقطاع – جريدة القدس, accessed August 22, 2025, https://www.alquds.com/ar/posts/176471
[10] أردوغان: تركيا أرسلت إلى غزة أكثر من 101 ألف طن مساعدات إنسانية – TRT …, accessed August 22, 2025, https://trt.global/arabi/article/cca8ef8a3801